المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أبو ذكرى : أخذ زهور حياته ورحل (1)


الفاتح
15-09-2009, 10:26 AM
http://sudaniyat.net/up/uploading/scan0006.jpg
كتاب جدير بالقراءة والتمحيص إستطعت أن أحصل على آخر نسخة كانت تخص صديقي " عماد الأمين " ونسبة لتعذر الحصول عليه سأقوم بتلخيصه هنا
يقول لنا كاتبه " محمد أحمد يحي : " هذا بعض من أبى ذكرى ، من أشعاره ، من ترجماته الخلاقه ، من آلامه ، من تفاعله ومن أفواه مجايليه".
لم يتحدث الكاتب عن تجربة أبو ذكرى بقدر ما ترك الوثائق زذاكرة أصدقاء ورفقاء ومجايلي أبو ذكرى تعرض صوراً وإنطباعات متداخلة ، ومتضاربة أحياناً أضاءت الكثير من جوانب حياته.

الفاتح
15-09-2009, 10:33 AM
بعض أقوال الصحف :

http://www.alsahafa.info/index.php?type=3&id=2147512148

وهنا إشارة عرضية للكتاب :

http://www.rayaam.info/News_view.aspx?pid=374&id=9596

الفاتح
15-09-2009, 10:41 AM
يتكون الكتاب من 311 صفحة وهو مقسًم إلى ثلاثة أبواب ونظراً لأن الكتاب دسم ملئ بالوثائق ومخطوطات الراحل سأتناول هذا الكتاب على ثلاث حلقات.

الاصمعي
15-09-2009, 07:54 PM
المبدع شليل
لك التحية
وانت توثق لهذا الهرم الانسان
ابو ذكري
والرحيل في الليل متفردا وحيدا
بحث كثيرا عن اشعار ابو ذكري لم اجد غير القصيدة التي تغني بها مصطفي سيد احمد
ايها الراحل في اليل وحيدا متفردا
منتظرنك يا ابو الشباب فلا تطيل الغياب
انه ابو ذكري وكفي

الفاتح
16-09-2009, 06:38 AM
المبدع شليل
لك التحية
وانت توثق لهذا الهرم الانسان
ابو ذكري
والرحيل في الليل متفردا وحيدا
بحث كثيرا عن اشعار ابو ذكري لم اجد غير القصيدة التي تغني بها مصطفي سيد احمد
ايها الراحل في اليل وحيدا متفردا
منتظرنك يا ابو الشباب فلا تطيل الغياب
انه ابو ذكري وكفي
طابت أيامك بكل خير
ومرحب بك في نوافذ ، وسودانيات
عدم إلقاء الضوء على الشعراء والأدباء السودانيين تسبب في شحوب صوتهم على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي ك( التجاني يوسف بشير- معاوية نور- إدريس جماع..) مثلاً ، فلو سلطت الدراسات والبحوث والإصدارات لبرزت هذه الأسماء للعيان وأثرت الوجدان والذهن السوداني/ العالمي ، بإعتبارها كنوزاً معرفية لا تقدر بثمن.
منتظرنك يا ابو الشباب فلا تطيل الغياب
الشغل كثيف جداً هذه الأيام ، أخشى التغيب ، سأعود
إنتظرني في حفيف االأجنحة ، وسماوات الطيور النائحة

الفاتح
16-09-2009, 08:31 AM
ظاهرة الإنتحار بشكل عام


قام الكاتب بإستعراض مجموعة من الآارء لعدة مدارس بقصد التوصل لفهم سلوك/ ظاهرة الإنتحار ، نذكر منهم على سبيل المثال ( نيكادا ) وزملائه الذين قاموا بدراسة عن السلوك واليأس والإكتئاب وعلاقتهما بالسلوك الإنتحاري.. ويرى هؤلاء أن فقدان الأمل من أهم دوافع الإنتخار
أما ( سينز بيري / وجيكنز) فقد قاموا بدراسة العوامل المرتبطة بالإنتحار في أروبا ، فقد شمل البحث 18 بلداً وأوضح البحث أنه هنالك 15 بلدةً من بين ال 18 تزدادا فيها نسبة الإنتحار بينما هنالك ثلاثة بلادان تقل فيها هذه النسبة. فقد أوضحت الإحصائيات أن السبب قد يكون مرتبطاً بالإنهيار الإقتصادي 1930
ويشير ( مورجان) إلى ضرورة أن نكون صارمين في تفسيرنا للمعاملات الإحصائية التي تربط بين إيذاء المتعمد -self harm- وغيرها من المتغيرات قبل أن نستنتج أن هنالك علاقة سببية بينهما.
هذا العرض لبعض المدارس النفسية يوضح الموقف الراهن إلى حد ما ، ومن الواضح الإختلافات التي لازمت رؤاهم. يرى بعض الفلاسفة مثل نيتشه أن ( الموت نوعان : موت طبيعي وهو لا مفر من دفعه ، وموت إرادي وهو الإنتحار ، ويرى في الأول أنه موت الجبناء ، وفي الثاني موت الشجعان! ) هذه رؤية نيتشه صاحب فلسفة القوة ، والذي بدوره حاول الإنتحار.
الحديث عن نيتشه يقودنا إلى الإنتحار/ محاولة الإنتحار في أوساط المبدعين ، فالروائي الأمريكي والحائز على جائزة نوبل صاحب ( لمن تقرع الأجراس) صوب بندقية نحو رأسه وإنتحر في 1961 ، وتضع مدرسة التحليل النفسي صورة لذلك الإنتحار بحديثها عن الجانب العدواني في أعماله ، فعدوانه كثيف وموجه نحو الذات ففي ( لمن تقرع الأجراس ) فإن البطل ينتحر ، وفي العجوز والبحر يقتل العجوز السمكة الحبيبة بعد أن يصفها بأنها أعز وأغلى الأحباب.
فرجينيا وولف: روائية بريطانية لها العديد من الأعمال ( رحلة في الخارج- رواية الليل والنهار- حجرة يعقوب- إلى الفنار- أورلاندو) وما ذكر عن حياتها العائلية أن شقيقها من أمها تحولت علاقته معها من حنان إلى علاقه يشوبها ميل جنسي ، كما أنها بدأت حياتها العاطفية بجرح غائر لم تتجاوزه. حاولت الإنتحار في 1904 إلى أن النافذة التي سقطت منها لم تكن عاليه ، تبعتها بإبتلاع مائة حبة من حبوب الفيورنال ، وفي 1941 وضعت حجراً في معطفها وغرقت في النهر.
مايكوفسكي شاعر ثورة 1917 الروسي وفنانها التشكيلي : أطلق الرصاص على صدغة لأن الإستالينية حينها لم تكن تحتمل سوى الخطاب اللينيني المقدس.

الفاتح
16-09-2009, 08:32 AM
على المستوى العربي هنالك الشاعر اللبناني خليل حاوي الذي أطلق النار على رأسه لأن حبيبته القاصة والكاتبة العراقية ديزي الأمير قد هجرته.
كذلك التشكيلي المصري ثروت فخري الثائر على قيود كلية الفنون والذي تناول سيانيد البوتاسيوم وهو إبن الأربع وعشرين
وهنالك أحمد أبوعبيده الشاعر المصري الذي يدخل السجن في إنتفاضة ، وحين يفرج عنه ، يجمل كل أشعاره ومحتويات بيته ويشعل فيها النيران ، ويتقدم إلى اللهب بقدم ثابتة ويحترق وهو إبن الثلاثين.
أروى صالح اليسارية القائلة ب ( الفتاة التي تواعد مثقفاً على اللقاء لاتمنى نفسها بنزهة فاخرة أو حتى غير فاخرة وإنما تتوجه إلى مقهى كئيب يشترى لها فيه فتاها المثقف كوباً من الشاي المغلي ويبيعها أحلاماً تقدمية لا تكلفه سوى أرخص بضاعة الكلام) شاركت أروى أبوذكرى طريقته في الإنتحار بأن ألقت بنفسها من الطابق الخامس ، ومؤخراً سعاد حسني التي إنتحرت بذات الطريقة.

الفاتح
16-09-2009, 08:33 AM
على مستوانا المحلي هنالك العديد من النماذج لمبدعين منتحرين كالأديب والشاعر المرف " محمد عبد الرحمن شيبون" الذي كان يتميز بالشفافية والرقه ، كان سياسياًَ متفرغاً بالحزب الشيوعي السوداني ، وتركه وإنتحر شنقاً عام 1960 ومن أقواله ( لقد رماني من كنت أعلمه الرمايه ، حين إشتد من الساعد. لقد أدار لي البعض ظهورهم الباردة والتي لم تكن ساخنة في يوم من الأيام)
وإنتحر أيضاً د. أحمد الطيب أحمد مؤسس ورائد المسرح السوداني ، وهو من أحد مؤسسي بخت الرضا ، صدر له كتاب بعنوان " أصوات وحناجر" إنتحر بواسطة تناوله كميات كبيرة من العقاقير. ، وأخيراً أبو ذكرى موضوع حديثنا.
من ثم نرى أن خصوصية هذه الظاهرة في أوساط المبدعين تأتي من أن المبدع يختلف عن الآخرين بحدة وعيه ورؤيته للجمال والقبح فالمبدع هو الضمير الجمالي لشعبه.

الفاتح
17-09-2009, 09:49 AM
د. عبد الكريم أحمد عبد الرحيم ( أبو ذكرى)


إسمه عبد الرحيم أحمد عبد الرحيم ، من مواليد مروي 1943 ، إنتقلت أسرته إلى مدينة كوستي حيث تلقى تعليمه هناك. يقول عنه رفيق دربه الأستاذ/ النور إبراهيم أنه ( كان ودود ما بيعتدي على أي زول ، بيحب القرايه ، وكان آخر واحد بيطفي اللمبة في بيتم ) من أهم الشخصيات التي أسهمت في البناء الوجداني له والتي كانت تشجعه على القراءة أمه..
إجتاز أبو ذكرى المتوسطه إلى الثانوية التي قضاها بخور طقت. يحدثنا عنه الأستاذ عامر الكوباني : ( كان هادي ، ما بتونس كتير ، إتجاهو السياسي كان الجبهه الديمقراطيه ، كان نشيط في المناشط الثقافية ) قام بتأليف " نشيد خور طقت " الذي فاز بكأس الشعر

http://sudaniyat.net/up/uploading/fdfdf.jpg

، وتميز هذا النشيد بأن أصبح النشيد الرسمي الذي تردده الحناجر لآلاف التلاميذ الذين تعاقبوا على المدرسة حتى إغلاقها.. يقول النص :

من نقطة فيحاء في إفريقيا البلد العنيد
من طقت الكبرى سأعزف معلناً هذا النشيد
هذا النشيد الحلو رمزاً للبلاد وللخلود
أنا عالم تنضم تحت لوائه كل البنود
لا أعرف الحقد المرير أسوقه فوق الوجود
من حاضري وفتوتي من مهد ماضي التليد
سيعود قلبي الوفي لأبتني الأمل الجديد.

بعد أن تخرج أبو ذكرى من خور طقت تم قبوله بجامعة الخرطوم / كلية الآداب 1963

http://sudaniyat.net/up/uploading/jkhj.jpg

هذه الجامعة المفعمة بالنشاط ، شهد ثورة إكتوبر ، وشارك في العديد من المحافل الثقافية ، كما كان من أحد مؤسسي جماعة أبادماك الثقافية. وحين تمت مؤامرة حل الحزب الشيوعي خرج أبو ذكرى بنص " أمير المؤمنين" التي إستهدف فيها الرمز القديم لأمير المؤمنين في ظل الرفض الدائم للدستور الإسلامي.
هذا هو نص القصيدة كما ورد بصحيفة الميدان 1965

http://sudaniyat.net/up/uploading/poem.jpg

هاجمت صحيفة الميثاق قصيدته وإتهمته بالكفر والإلحاد ، رد أبو ذكرى قائلاً

http://sudaniyat.net/up/uploading/reply1.jpg

http://sudaniyat.net/up/uploading/reply 2.jpg

ترك أبو ذكرى جامعة الخرطوم ، وذهب إلى الإتحاد السوفيتي 1966 ، إلتحق بجامعة الصداقة بموسكو حيث نال الماجستير في اللغة والآداب الروسيين عام 1971 ، ودبلوم الترجمة من الروسية إلى العربية بدرجة إمتياز في نفس العام.
وفي 1973 عاد إلى السودان وعمل بوزارة الثقافة والإعلام ، وفي نفس العام أصدر ديوانه الأول ( الرحيل في الليل ). تميزت فترة ما بعد عودته من روسيا بإنتاج ثر في المناشط القفافية " ملف الأيام الثقافي- محكمة الأيام الأدبية- مجلة الخرطوم ، مجلة الشعر المصرية ، مجلة الهلال المصرية" مجلة الثقافة السودانية التي كان أبو ذكرى أول سكرتير لتحريرها منذ عددها الأول 1976 حتى 1978.

على المستوى الشخصي ، العاطفي دخل أبو ذكرى في علاقة مع أحدى خريجات كلية الفنون الجميلة. تقول " س.أ " : ( كنت بحبو جداً وكان رقيق وحساس وكنا بنتلاقى في مصلحة الثقافة ونتونس مع بعض ، وأذكر في بيتنا ودون إخطاري جا وطلب يدي وأنا رفض في الأول لأنو كان شكل تقليدي وكان مفروض يكلمني وبعد داك علاقتنا مشت. وأبو ذكرى كان شرقي جداً في علاقتو معاي ، يعني مثلاً لمتنا جلسه مع عدد من الأصحاب بعدها بيومين حاسبني على كل تصرف بدر مني... "

قدم أبو ذكرى إستقالته من سكرتارية تحرير مجلة الثقافة السودانية ،

http://sudaniyat.net/up/uploading/hfgh.jpg

منها غادر إلى رومانيا ، ومن هناك إلى روسيا حيث لحق بمعهد الإستشراق التابع لأكاديمية العلوم السوفيتيه. نال درجة الدكتوراه في فقه اللغة وكان موضوع رسالته ( خصائص الترجمة من اللغة الروسية نظرياً وعلمياً في أدب إنطوان تشيخوف 1904-1987 التي أشادت بها صحيفة المدار السوفيتيه.
تميزت حياته بموسكو بانتج كبير على مستوى الترجمة فقد ترجم لمايكوفسكي ، ونودار دمبارزي وماريا فيسلوفا وسيرجي يستنن وباسترناك بالإضافة إلى أعلام الفكر الروسي بوشكن وتشيخوف.
توفي د. عبد الرحيم أبو ذكرى بتاريخ 16 أكتوبر 1989 بعد أن ألقى بنفسه من شرفة شقته التابعة لأكاديمية العلوم السوفيتيه من الطابق الثالث عشر.