المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سيدة العهد الجديد


محمد باعو
08-01-2010, 10:24 PM
سيدة العهد الجديد


ذاك عهدي ...
ذاك مولدي ...
و الحبيب موطني ...
وعهد سبأ مولد عشقي ...
ولكن للدمع صديق ...
وللوجع أخ يأبى الفراق ...
وأميرتي إنتبذتني مكان قصي ...
ورمت بي أجنحة الفراق منذ عهود ...
أنا .. قطعة من نار العشق !
وله من زمن سحيق ...
آصف ابن برخيا لعرش الهوى ...
أنا ملك للريح بغربي مقامي ...
خاتم لبسته ذات مرة ...
أقعدني حجج الغابرين ...
أسلمني طرد الهدهد ...
فعندما أتاني الخبر اليقين ...
السيف الباتر لأشجاني ذات نهار ...
أصعقتني الشمس ...
ألهبتني حرارة العشق المسافر ...
فأشرت قلوب حكماء الغابرين ...
وحججهم تلوح إنتظار ...
و الهدهد رمي إلي برسالة الحبيب ...
قال أنه أحبني ذات مرة ...
أسكرته مدامة عشقي ...
أنتشى أوانه نبضات حبي ...
قال .. أن هذا ذات مرة !
فسألته أدمعي ...
وماذا بعد ذات المرة يا أميرة قلبي ؟
ويا ليتني لم أسمع ردها ...
يا ليتني سافرت بجناحي الهدهد ...
يا ليتني أمتطيت الريح بغربي سكني ...
اطلب الشمس شروق ...
يا ليتني ما جالست حجج الغابرين ...
سمعت أقسى الردود ...
سمعت .. و الموت أهون من إرتجاف ما سمعت !
لقد هنت عند أميرتي ...
أضحت حياتي ظلمة دهماء ...
مرت ذات ليلة بدهاليز التائهين ...
وعدت أبكي ...
وفي الأصل النواح غدا حبيبي ...
و الدمع صديق وجنتي الأبدي ...
قالت ...
الرعد أزياء ذاك اللحن الهديل ...
و البرق يخطف الأبصار ...
الظلماء خلف عهود اللؤلؤ ...
ذات يوم ...
ذات قرن من قرون سليمان ...
أرتقيت ذاك البدر الزلال ...
ذاك النرجس الندي ...
وسامرت الهدهد ...
ضاحكت آصف ذات ليلة ...
وسمعت الشعر بشفاه الغابرين ...
وكحورية بذاك العهد ...
غنت أميرتي ذات مساء ...
و البدر تحت قدميها ...
كأنما بلقيس تلامس شفاف الماء ...
وقدميها الناعمتين لم تبتلان بشعاع البدر ...
وأناملها الرقيقة همسات لوترية صماء ...
أيا هذا الجمال الذي إلتقيته ذات مساء ...
والرياح أتت به ...
و بذاتها عادت لتغويني معادية ما للنفس إشتهاء ...
ألقت بي بذات المساء حضن أميرتي ...
عانقت فيها الصدر إشتهاء ...
لامست عنقها المرمري دون إنتهاء ...
أرتجفت شفتيها ...
كموت عنادي عند طرقات حبها ...
قبلتها بكل صفاء ...
هي أول وآخر قبلة لها في وجود العشق ...
أحببتها لقرون ...
عشقتها حتى آخر أنفاسي محاربة الفناء ...
ولكنها ...
كانت للريح صديقة ...
حبيبة لرعد سحيق العهود للفرقاء ...
وبرقها خطف من قلبي النور بلا أبتداء ...
ونهايته الدمع .. و الدمع بلا إنتهاء !
بكيت سادتي ...
الرجل يبكي ...
حامل السيف باتر القوي ...
الرجل يبكي ...
لتعذروني سادتي ...
فقد أبكتني حبيبتي ...
أبكتني أميرتي ...
وقولها مأثور في دنيا العاشقين ...
قالت ويا ليتني لم اسمع ...
ياريت قلبي جاف الألحان بذات المساء ...
قالت ...
سأسمح لك بحبي ...
بعشقي ...
بهواي ...
بولهي ...
بودي ...
ولكن فلتعلم أنني لن أصرح لك بالحب ...
لأن أطوي الآلام عنك ...
فلتلتقيني ...
ولو كل يوم ...
او حتى كل ثانية ...
ولكن تذكر ...
أنني لن أسمع سوي هزيل السؤال ...
لا تسألني عن العشق ...
ولا تنطق العشق مغازل عيناي ...
لا تقبلني ...
لا تعانقني ...
لا ترتشف رحيق خصري بأناملك ...
وأخيرا ...
أخيرا جداً ...
لا تترك أنفاسك تمرح على ثنايا جيدي ...
قلت ...
و الدمع رقراق حبيب عيناي ...
أهذا الحب الذي عانقته منذ قرون ...
أهذا الحنان الذي أوردني العشق من سحيق العهود ...
أهذا ودي لآصف بعرش عشقك ...
أهذا هدهدي يرمي إليك بأوراق عشقي ...
أهذا الصرح الذي لامسته قدماك ...
ما هذا الذي أراه بعينيك سيدتي ...
لقد جعلت من قلبي شعلة للعاشقين ...
نار تكوي جوى جوانحي ...
قالت هكذا القلب وما يريد ...
وأنا بعهدي ...
وأنت عهدك حجج الغابرين ...
لست من شيمي ...
ولست من بني جلدتي ...
أنا عهد جديد ...
وأنت أقسي العهود في القدم ...
فليكن صحبك آصف و العفريت ...
ولتحلق على أجنحة الهدهد برياح الشرق ...
ولترحل مع الريح حتى تجافي عيناي شروقك ...
هل سمعتم سادتي ...
أنا شعلة من نار العشق ...
أنا من سحيق عهد كأنما سبأ ...
وأميرتي بعهد جديد ...
وأنا مازلت للدمع أصدق مواثيق العهود ...
وآخر ما أرسلت لأميرتي ...
أن الحب لا تقيده قيود ...
فالحب عاشق فوق كل العهود ...