نفيسه الفاتح
04-05-2013, 11:47 AM
إرتسم القلق البالغ على وجه (حاج سعيد) و هو يقطع طرقات ذاك المشفى جيئة" و ذهابا" يرنو إلى السماء بين الفينة والأخرى و هو يبتهل في سره إلى الله عز وجل أن يلطف به و زوجته.
(الحاج سعيد) رجل بسيط يمتهن الزراعة على أرضه التي لاتتجاوز مساحة الفدان الواحد..لم يعرف منذ نشأته سوى فلاحة الأرض و حرثها..كان لوفاة والده الأثر الكبير على حياته فقد إرتضى لنفسه العمل أجيرا" في زراعة أراضي الغير سنينا عددا كي يستطيع القيام بواجبات والدته و أخوته الصغار و تلبية متطلبات معيشتهم..حتى إستطاع أخيرا" إمتلاك أرضه الخاصه و هكذا مرت السنوات دون أن يلقي لها بالا" فقد كانت حياته كلها هي أخوته الصغار .
بعد مرور الأعوام تتلوها أخرى،رضخ الحاج سعيد للضغوط الأسريه و أكمل زواجه من (فوزيه) تلك الفتاه مشكورة الخصال طيبة الذكر.
قطع صوت الباب حبل أفكاره عندما فتح ليخرج الطبيب من غرفة العمليات..أسرع إليه الحاج مهرولا" حتى يطمئن على حال زوجته..سأله بلهفة فطمأنه الطبيب بأنها بخير و قد رزق بمولودة أنثى.
إبتهج الحاج أيما إبتهاج بمولودته الأولى التي أسماها (الساره) على إسم المرحومه والدته..ظل يدأب هو و زوجته على حسن تربيتها،حتى أصبح عمرها ست سنوات فألحقها بمدرسة في قريتهم حتى تنهل من العلم ما لم يحظيا به هو و والدتها.
ذات نهار صيفي سمعت (فوزيه) صوت طرقات على الباب فقامت بمناداة إبنتها :
- الساره ..يا الساره
أتاها الرد من الطفله التي كانت تمارس لعبة (الحجله) في حوش البيت:
- نعم يمه
- امشي شوفي الفي الباب منو
ركضت الطفله و عادت تنادي على والدتها:
- دي خالتي صفيه يمه
-قوليلا أدخلي بسراع
في هذه الأثناء كانت جارتها صفيه تتوجه إلى داخل المنزل،وبعد أن ألقت التحيه و السلام على (فوزيه) جلست على (العنقريب) تتجاذب معها أطراف الحديث.
بعد برهة أتت (الساره) وإستلقت خلف والدتها:
- عايني وسختي هدومك كيفن يا الساره..قومي إستحمي
أبدت الطفلة بعض التذمر فإنتهرتها والدتها مرة أخرى
- قومي ادخلي الحمام وانا بحصلك بالغيار هسه..يلا يا بت
بعد ذهاب (ساره) توجهت الجارة إلى (فوزيه) وسألتها:
- دحين يا فوزيه بتك بقى عمرها كم؟
- ماشاالله سبعه سنين
- هي يايمه كبرت والله..سمح مابتدوري تطهريها؟
- كيفن مابدور لكن حد ما أجيب السيره دي للحاج يهرج فوقي
- يهرج لشنو؟
- بري آخابراهو ، قال الطهوره شيتن ماكويس للبنات..صاحبو ودالفكي قاللو كدي
- ودالفكي شن عرفو كمان؟البنيه كبرت ولازماها الطهوره..انا بكلملك (خديجه الدايه) قبال الإجازه تنتهي ومدرستا تفتح تكوني خلصتي من الموضوع دا..اها شن قولك؟
- خير يا بت امي..وانا بكلم الحاج تاني
وهكذا مر أسبوع بأكمله و(فوزيه) تحاول إقناع الحاج بختان إبنته حتى رضخ أخيرا" لكنه إشترط عليها أن يتم الختان في (الإسبتاليه) رافضا" (خديجه الدايه).
على مدار يومين قامت (فوزيه) بطقوس الحنه لإبنتها و صديقاتها اللاتي في سنها وسط الزغاريد و الأهازيج الشعبيه..لكن والدها لم يكن راضيا" أو مرتاحا" أبدا..شيء ما كان يحدثه بأنه سيرتكب أكبر خطأ في إبنته الوحيده.
في اليوم المنشود..ذهب الحاج برفقة زوجته و إبنته وإثنتين من أخواته وبعض نسوة الحي إلى (الإسبتاليه) بعربة صديقه (ودالفكي) الذي كان مستاء" للغايه كما إستياء أخوة الحاج..لكنها رغبة والدة الطفله ولامناص.
عند دخولهم نادت الممرضه الحاج فأتاها:
- يا حاج سعيد المعاك ديل كتار و بجيبو لي مشاكل
- ديل امها و عماتا وخالاتا مافي زولا" غريب
- خلاص خليهم ينتظرو في العربيه بره عشان العمليه دي انا عاملاها بالدس وإخترت اليوم دا بالذات عشان مافيهو دكتور..المستشفى لوعرفت بتسبب لي مشاكل
- الله لاجاب مشاكل،سمح بمشيهم
وإتجه الحاج ناحية زوجته و البقيه ليخبرهم بحديث الممرضه:
- دحين إنتو إنتظرونا بره وانا والحاجه بنمش معاها عشان الدكتوره مابتدور مشاكل
لم يرق الحديث لزوجته فقالت:
- هسه ما كان أخيرلنا خديجه الدايه و في بطن بيتنا؟
- يا مره إنتي ماك نصيحه؟بتدوري البت تسرخ بالوجع مالك؟هنا بيدوها البنج
إقتادوا (الساره) إلى أحد العنابر الخاليه خلسة" برفقة الممرضه و في سرية تامه قامت بتحضير حقنة البنج و إجراءالعمليه.
- يلا يا حاج..شيلوها براحه خلاص إنتهينا
بادرتها والدتها بلهفه:
- و هي بتصحى متين عاد؟
- بعد ساعه كدا بتفوق من البنج
سلمها الحاج المبلغ المتفق عليه ثم خرجوا بإبنتهم عائدين لمنزلهم.
وسط الزغاريد أدخلوا الطفلة إلى المنزل و أرقدوها على (عنقريب) قد فرش عليه (القرمصيص) فكانت كأنها عروسا" ليلة حناءها !
مرت الساعه..تتلوها أخرى وأخرى و أخرى ولم تفق الطفلة بعد..ملأ الخوف قلب والديها اللذان لم يعرفا ما العمل؟وما سبب تأخر الفتاة في صحوها حتى الان؟
بعد مرور أربع ساعات فشلت فيها جميع محاولاتهم لإفاقتها عاد والديها بها إلى المشفى مرة أخرى..وهنا كانت الطامه..فالطفلة قد توفيت إثر جرعة مخدر زائده.
وسط صراخ والدتها التي تلفحت ب (قرمصيص) الطفله و صارت (تكشح) التراب على رأسها،وقف الحاج سعيد ينظر للمشفى و عقله يستعيد آخر كلمات إبنته قبل عملية الختان:
- يابا دايرين يسوولي شنو؟
- طعنة حقنه سغيييره وبعداك تنومي حبه
- و بعد انوم بصحى يابا؟
- أيا بتصحي و تلقي تحت مخدتك قروش كتيييره
- عارف يابا انا بدور بالقروش شنو؟
- شنو يا الساره؟
- بدوربها فستانيييين إتنين
- إتنين مره واحده؟ههههههههههه
- أيا..واحد لي و التاني لي (منى) صاحبتي عشان ابوها ميت وماعندها..قروشي بتتم يابا؟
- بتتم يا الساره،وإن ما تمت بتمها ليك انا
إنحسرت دمعة على وجه الحاج الذي لم يتمالك نفسه ف جثا على ركبتيه صارخا" في حرقه:
- اعفييييييييلنا يا الساره
* آخر البوح:
وإذا المختونة سئلت بأي ذنب قتلت؟؟
فلكل أب و أم .. رجاء" أتركوها سليمه
(الحاج سعيد) رجل بسيط يمتهن الزراعة على أرضه التي لاتتجاوز مساحة الفدان الواحد..لم يعرف منذ نشأته سوى فلاحة الأرض و حرثها..كان لوفاة والده الأثر الكبير على حياته فقد إرتضى لنفسه العمل أجيرا" في زراعة أراضي الغير سنينا عددا كي يستطيع القيام بواجبات والدته و أخوته الصغار و تلبية متطلبات معيشتهم..حتى إستطاع أخيرا" إمتلاك أرضه الخاصه و هكذا مرت السنوات دون أن يلقي لها بالا" فقد كانت حياته كلها هي أخوته الصغار .
بعد مرور الأعوام تتلوها أخرى،رضخ الحاج سعيد للضغوط الأسريه و أكمل زواجه من (فوزيه) تلك الفتاه مشكورة الخصال طيبة الذكر.
قطع صوت الباب حبل أفكاره عندما فتح ليخرج الطبيب من غرفة العمليات..أسرع إليه الحاج مهرولا" حتى يطمئن على حال زوجته..سأله بلهفة فطمأنه الطبيب بأنها بخير و قد رزق بمولودة أنثى.
إبتهج الحاج أيما إبتهاج بمولودته الأولى التي أسماها (الساره) على إسم المرحومه والدته..ظل يدأب هو و زوجته على حسن تربيتها،حتى أصبح عمرها ست سنوات فألحقها بمدرسة في قريتهم حتى تنهل من العلم ما لم يحظيا به هو و والدتها.
ذات نهار صيفي سمعت (فوزيه) صوت طرقات على الباب فقامت بمناداة إبنتها :
- الساره ..يا الساره
أتاها الرد من الطفله التي كانت تمارس لعبة (الحجله) في حوش البيت:
- نعم يمه
- امشي شوفي الفي الباب منو
ركضت الطفله و عادت تنادي على والدتها:
- دي خالتي صفيه يمه
-قوليلا أدخلي بسراع
في هذه الأثناء كانت جارتها صفيه تتوجه إلى داخل المنزل،وبعد أن ألقت التحيه و السلام على (فوزيه) جلست على (العنقريب) تتجاذب معها أطراف الحديث.
بعد برهة أتت (الساره) وإستلقت خلف والدتها:
- عايني وسختي هدومك كيفن يا الساره..قومي إستحمي
أبدت الطفلة بعض التذمر فإنتهرتها والدتها مرة أخرى
- قومي ادخلي الحمام وانا بحصلك بالغيار هسه..يلا يا بت
بعد ذهاب (ساره) توجهت الجارة إلى (فوزيه) وسألتها:
- دحين يا فوزيه بتك بقى عمرها كم؟
- ماشاالله سبعه سنين
- هي يايمه كبرت والله..سمح مابتدوري تطهريها؟
- كيفن مابدور لكن حد ما أجيب السيره دي للحاج يهرج فوقي
- يهرج لشنو؟
- بري آخابراهو ، قال الطهوره شيتن ماكويس للبنات..صاحبو ودالفكي قاللو كدي
- ودالفكي شن عرفو كمان؟البنيه كبرت ولازماها الطهوره..انا بكلملك (خديجه الدايه) قبال الإجازه تنتهي ومدرستا تفتح تكوني خلصتي من الموضوع دا..اها شن قولك؟
- خير يا بت امي..وانا بكلم الحاج تاني
وهكذا مر أسبوع بأكمله و(فوزيه) تحاول إقناع الحاج بختان إبنته حتى رضخ أخيرا" لكنه إشترط عليها أن يتم الختان في (الإسبتاليه) رافضا" (خديجه الدايه).
على مدار يومين قامت (فوزيه) بطقوس الحنه لإبنتها و صديقاتها اللاتي في سنها وسط الزغاريد و الأهازيج الشعبيه..لكن والدها لم يكن راضيا" أو مرتاحا" أبدا..شيء ما كان يحدثه بأنه سيرتكب أكبر خطأ في إبنته الوحيده.
في اليوم المنشود..ذهب الحاج برفقة زوجته و إبنته وإثنتين من أخواته وبعض نسوة الحي إلى (الإسبتاليه) بعربة صديقه (ودالفكي) الذي كان مستاء" للغايه كما إستياء أخوة الحاج..لكنها رغبة والدة الطفله ولامناص.
عند دخولهم نادت الممرضه الحاج فأتاها:
- يا حاج سعيد المعاك ديل كتار و بجيبو لي مشاكل
- ديل امها و عماتا وخالاتا مافي زولا" غريب
- خلاص خليهم ينتظرو في العربيه بره عشان العمليه دي انا عاملاها بالدس وإخترت اليوم دا بالذات عشان مافيهو دكتور..المستشفى لوعرفت بتسبب لي مشاكل
- الله لاجاب مشاكل،سمح بمشيهم
وإتجه الحاج ناحية زوجته و البقيه ليخبرهم بحديث الممرضه:
- دحين إنتو إنتظرونا بره وانا والحاجه بنمش معاها عشان الدكتوره مابتدور مشاكل
لم يرق الحديث لزوجته فقالت:
- هسه ما كان أخيرلنا خديجه الدايه و في بطن بيتنا؟
- يا مره إنتي ماك نصيحه؟بتدوري البت تسرخ بالوجع مالك؟هنا بيدوها البنج
إقتادوا (الساره) إلى أحد العنابر الخاليه خلسة" برفقة الممرضه و في سرية تامه قامت بتحضير حقنة البنج و إجراءالعمليه.
- يلا يا حاج..شيلوها براحه خلاص إنتهينا
بادرتها والدتها بلهفه:
- و هي بتصحى متين عاد؟
- بعد ساعه كدا بتفوق من البنج
سلمها الحاج المبلغ المتفق عليه ثم خرجوا بإبنتهم عائدين لمنزلهم.
وسط الزغاريد أدخلوا الطفلة إلى المنزل و أرقدوها على (عنقريب) قد فرش عليه (القرمصيص) فكانت كأنها عروسا" ليلة حناءها !
مرت الساعه..تتلوها أخرى وأخرى و أخرى ولم تفق الطفلة بعد..ملأ الخوف قلب والديها اللذان لم يعرفا ما العمل؟وما سبب تأخر الفتاة في صحوها حتى الان؟
بعد مرور أربع ساعات فشلت فيها جميع محاولاتهم لإفاقتها عاد والديها بها إلى المشفى مرة أخرى..وهنا كانت الطامه..فالطفلة قد توفيت إثر جرعة مخدر زائده.
وسط صراخ والدتها التي تلفحت ب (قرمصيص) الطفله و صارت (تكشح) التراب على رأسها،وقف الحاج سعيد ينظر للمشفى و عقله يستعيد آخر كلمات إبنته قبل عملية الختان:
- يابا دايرين يسوولي شنو؟
- طعنة حقنه سغيييره وبعداك تنومي حبه
- و بعد انوم بصحى يابا؟
- أيا بتصحي و تلقي تحت مخدتك قروش كتيييره
- عارف يابا انا بدور بالقروش شنو؟
- شنو يا الساره؟
- بدوربها فستانيييين إتنين
- إتنين مره واحده؟ههههههههههه
- أيا..واحد لي و التاني لي (منى) صاحبتي عشان ابوها ميت وماعندها..قروشي بتتم يابا؟
- بتتم يا الساره،وإن ما تمت بتمها ليك انا
إنحسرت دمعة على وجه الحاج الذي لم يتمالك نفسه ف جثا على ركبتيه صارخا" في حرقه:
- اعفييييييييلنا يا الساره
* آخر البوح:
وإذا المختونة سئلت بأي ذنب قتلت؟؟
فلكل أب و أم .. رجاء" أتركوها سليمه