المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لعنة الموارد ...


زهير ابو سوار
14-08-2013, 08:31 AM
المطر.. السيل .. تساب النيل .. الذهب .. البترول .. كلها موارد طبيعية مسخرة للارادة البشرية وسعيها في اعمار الارض .. ولكن ليس كل مورد تتبعه نعمة ورخاء .. ربما يفيض النيل ويغمر الجروف لينحسر ثم تبدا دورة الانتاج الموسمية لنزرع علي ضفافه ما يحقق اكتفاءنا الذاتي .. وربما يفيض النيل لتنقلب (مسرته) السخية الي كارثة لتغرق كل البساتين والمحاصيل ومن ثم تبور تجارتهم .." ليوفيهم اجورهم ويزيدهم من فضله في مواسم اخري اكثر عطاءا ..والابتلاء يعقبه تمكين .. ومن يصبر ويحتسب يخلف الله عليه بالبركات حتما .. لذالك قال القران الكريم عن الذين يحتسبون اجرهم عند الله تعالي بان لهم فيوضات وخيرات كثيرة "اولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة " .
ولكن فقد الانفس والولد والمال ليس بالامر الهين .. لذالك رهنه الله بتعجيل الخير والنفع لمن يصطبر وليس لمن يجزع .
والنيل هكذا حاله منذ فجر التاريخ .. يعطي ليأخذ .. ويأخذ ليعطي .. ومصر يسمونها هبة النيل لذالك بلغ مبلغا مقدسا في وجدانهم منذ امد بعيد وكانوا يألهونه ويقدمون له فتاة عذراء كل عام ليرمونها في جوفها .. وكل ذالك خوفا وطمعا .. وكذالك السيول والامطار .. كلها مدد الهي وابتلاءات عظمي ليستنبط الله بها عزم اهلنا في السودان هذه الايام . . نساء واطفال في العراء ! مشهد تراجيدي مؤلم .. ولكنها جدلية الطبيعة ومشيئة الخالق .. ربما كانت الدولة لا تملك دراسات استشرافية وخطط لادارة الازمات .. وهذا يعتبر فشل وخلل في بنيانها الهيكلي .. ولكني اتساءل !! ماذا فعلت امريكا تجاه كل الاعاصير التي تضرب سواحلها الجنوبية سنويا .. واعصار كاترينا المنطلق من المحيط الاطلسي كان اكبر كارثة في تاريخ الامريكان المعاصر .. واعلنت لويزيانا ونيوجرسي وقلوريدا مناطق كارثية كمنطقة شرق النيل .. والله تعالي لا يفرق بين عد بابكر والحاج يوسف وميامي .. (افأمن اهل القري ان يأتيهم بأسنا بياتا وهم نائمون ) .. كلما قراءت هذه الاية الكريمة تذكرت ما حاق بنا في العام 78 من سيول داهمتنا مع الفجر وكنت وقتها في الصف السادس ولا اعتبر الدروس ولكني فهمت لاحقا .. كلها هي كوارث طبيعية بموازين عدلية سماوية ولكن الله تعالي اسماها مصيبة ايضا .! السعودية تمتلك اضخم ناتج قومي في الجنوب القاري .. ومدينة جدة تغرق سنويا في شوارعها .. وحارة بني مالك والهنداوية و الكرنتينة يتواصل ساكنيها بالطوف .. وضواحي جدة كلها غرقت بالسيول يوما ما .. ولا زال ملف القضية مفتوحا .. اذن لا مناص ولا مهرب من الكوارث .. الغني والفقير سيان عند ربك ..
و لعنة الموارد قد يكون سببها فساد التنفيذيين الكبار في الحكومات .. وقد يكون سببها كما جاء في القران الكريم " وكم من قرية بطرت معيشتها فتلك مساكنهم لم تسكن من بعدهم الا قليلا وكنا نحن الوارثين" .. ولكن اهلنا في السودان بماذا بطروا ! فهم لا يملكون قوت يومهم وقليلا منهم يأكل الدجاج وبعضا منهم لم يسمع ( بعوضية او قندهار فضلا عن مطاعم السفسفة في شارع المطار ونمرة٢ ومكسيم ) ورغم ذالك اتي الله بنيانهم من القواعد وهم فقراء في مشهد مأسوي حقيقي .. والله تعالي احن عليهم واشفق من عبد الرحمن الخضر ومن انفسهم .. ولا ينظر الله في مستويات المعيشة ومعدلات الرفاه الاجتماعي للناس ليأخذهم بالسنين والجوع المطر..وانما هو نسق غيبي وترتيبات ربانية ينظر الله بها الي قلوب عباده لتستعصم عن البشر ومداركهم .. ولا استدل هنا بالنموذج الفلسفي الهيجلي في تفسيره للتاريخ بأن الكوارث والحروب هي اداة تصقل الارادة البشرية .. ولست بحاجة ولا اهلنا كذالك ان يحفظوا قانون (التحدي والاستجابة) للمؤرخ البريطاني توينبي في تنظيره عن المصائب والابتلاءات وكيفية ان يعبرها الانسان بارادته لينتصر او يظل مستسلما (مولولا) .. هذا نمط مادي من الفكر الانساني لا يتماشي مع الازمة الحالية .. فالروحانيات اقرب الي النفس البشرية من الديالكتيك الهيجلي وتحديات توينبي .. ولكنها واقعية وحتمية وان بصقناها من حلقومنا الناشف من هول المصيبة . .
رايت وزيرة التنمية الاجتماعية السيدة مشاعر الدولب وهي ( خايجة) في الماء مع المتضررين وذكرتني ببلقيس عندما دخلت علي النبي سليمان .. خاضت مشاعر الدولب بنت الثلاثين وبللت مشاعرها وبكت .. ولكنها وزيرة من ورق .. بلا صلاحيات ولا امكانيات .. وزيرة بلا تجارب .. وربما اكبر ازمة واجهتها قبل هذه الفيضانات هي قصة حب فاشلة بالجامعة .. ولكنها خاضت وتبللت حتي فخذيها في ماء الخريف العكران .. لتثبت انها تستأهل المنصب الدستوري الذي تشغله وليزداد كرسيها رسوخا في البلاط السيادي .. ولكنها اثارت شفقتي والله يعلم .. والي الخرطوم رجل مشهود له بأنه ديناميكي نشط وربما يدير الازمة رغم ان الولاية ( مقشطة) وبلا موارد . . وكثيرون هم المنظرون .. ظهر اخ الريس عبد الله البشير في قناة النيل الازرق ليقول ( اننا في ازمة واي زول يقول غير كدة يكون مكابر !!) وعلامة الصلاة تزين جبينه .. طيب !!!!!!!!! ما نحن عارفين في ازمة.. وازمة قديمة كمان . . لو بعت ليك شباك واحد من بيوت كافوري لكفي بثمنه قوت ثلاث اسر مشردات .. تنظير وتخدير وتهليل وتكبير لا يبرح مستوي تفكيرهم هؤلاء المستهبلين .. فكيف يتقبله منهم ربهم ..
لعنة الموارد اصابتنا .. وما هو ات يوم الخميس والجمعة اكبر وافظع .. حسب ناس الارصاد .. كان الله في عون اهل بيوت الطين

مرافي
14-08-2013, 01:25 PM
سلام زهير وعيدك مبارك

اسميتها نقمة النعمة
النعمة استحالت الى دمار وضرر بالغ وكلو بسبب سؤ التخطيط
ياخ المواطن السوداني دا ماعندو وجيع
واكتر من تأذى المواطن الكادح البسيط الما قادر على قوت يومو...
الآن يفترشون الارض بلا حول ولا قوة مسلمين امرهم لربهم ونعم بالله
الله يعينكم ويقويكم يا اهلي الطيبين..
والسلام

زهير ابو سوار
14-08-2013, 03:02 PM
سلام زهير وعيدك مبارك

اسميتها نقمة النعمة
النعمة استحالت الى دمار وضرر بالغ وكلو بسبب سؤ التخطيط
ياخ المواطن السوداني دا ماعندو وجيع
واكتر من تأذى المواطن الكادح البسيط الما قادر على قوت يومو...
الآن يفترشون الارض بلا حول ولا قوة مسلمين امرهم لربهم ونعم بالله
الله يعينكم ويقويكم يا اهلي الطيبين..
والسلام

حياك الله يا اخت مرافي وينعاد عليكم بالخير انشاء الله ..
مساكين اهلنا حقيقة ولكن العوض عند الله وهو ارحم الراحمين ..
انا عندي بيت في شرق النيل خايف اسأل منه اسمع اخبار سيئة .. (شكله اتماص ) وربك يكضب الشينة .. والمشكلة ما بعد السيول !!! يعني حتظهر امراض وبائية خطيرة .. قال شنو وزير الصحة !!!! الوضع مطمئن ومافي وبائيات !! (اصبر شوية قولي ليهو .. خلي الموية دي تلقا ليها حبة خمّار وتاخد ليها اسبوع في الزرايب والادبخانات ) ..
تحياتي