المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : العُشـرة الطــيبة


عبدالله الشقليني
27-07-2006, 11:09 PM
الأحباء هُنا
كتبنا في سودانايل قص ، لفافة من ذكريات العُمر :



العُشرة الطيِّبة

تلقيت رسالة عبر الهاتف النقال من ( أم سماح ) تقول:

ـ [ أحرزت ( سماح ) نسبة عامة تبلغ تسعين في المائة في اختبارات الشهادة الثانوية السودانية. ]
فرحت لهما من قلبي، وحدثتها عبر الهاتف من دولة أخرى مُبارِكاً.

قلت لها:

ـ [ غريب هذا الزمان.. لو فارقتِ أباها قبل تكوّن بذرة حياتها الأولى، لما كانت ( سَماح ) قد تَخلَّقت ثم نشأت، ولما سعد بها قلبكِ الآن !. ]

قالت وكأني أراها مُتبسِمة:

ـ [ إنك لم تنسَ أبداً.. كانت مشُورتكَ و صبرنا. رزقنا المولى بها أولاً، ثم بنجاحها، وها نحن الآن مغمُورين بفيض و نعجز أن نوفِ المولى حقه من التبجيل.]

ضحكت أنا.. وتذكرت تفاصيل يوم من تاريخ قديم كانت هي عازمة أن تُفارق ( إبراهيم ) زوجها . كان الوقت حينها من بعد منتصف نهار يوم عملٍ شاق، قُلنا لنسترح. رويداً ثم فتحنا أغلفة القلوب المُتعَبة. قالت :

ـ [ إن زواجي من ( إبراهيم ) عُشرة طيبة بلا محبة عِشق. زوج كريم وشهم . كزواج الجدَّات في المجتمع القديم، جَربنا العُشرة بلونٍ جديد وسارت بنا الدُنيا بلا ضجيج. إن رضينا اليوم بالعُشرة دون محبة عشقٍ، فلن تُرضينا الحياة بلا إنجاب، فذلك قتل بطيء لا أرضاه لنفسي.]

قلت لها:

ـ[ أعرضتُما أنفُسكما على الطب ؟ ]

ردت:

ـ [ نعم... فزوجي الآن تحت العلاج ويحتاج الكثير من الصبر. رُب ثمرة نُنجبها ، وربما بلا ثمار !. عُمر الإنجاب عندنا محدود كما تعلم، فما العمل ؟ . أقبلُ أنا نصيحتك، فأنت رفيق دربٍ وصديق من العُمر النبيل. يقولون الصديق بوصلة الحِكمة.]

كانت الصداقة بيننا ذاك الزمان مهراً أبيضاً يلمع في نور المُجتمع، ماءٌ بلون الحليب لا تشوبه شوائب الكذب أو المكر ولا ينفلت عن المَقبول من المسلك. فكَّرتُ قليلاً ثم قلت لنفسي أيمكننا التجريب ؟.

لم أكن أحسب أني أرمِ النردد على أخطر قرار، أو أني أنظُر فنجاناً من قهوة الحياة بعبثية أن تكون هنالكَ أسرة في بُقعة من الوجود أو لا تكون !. رميت النَرد الماجِن على المصائر و أبصرتُ الدُنيا بعيني عَراف عجوز. انتظرت هيَّ بُرهة أطول من عُمرٍ، كأنني أنظر ألوان قهوة كَبِدية اللون، عليها رغوة سمراء فاقعة. لا أدلة من علوم الدُنيا كنتُ استرشِد بها أو كانت تؤسس منطقاً و لا أدفع ببينة أو قرار بحيثيات، بل قبضة حُلمٍ و خاطر. اخترتُ لها خيار الصبر الصعب ، على غير ما كانت تنتظر ! .

قلت لها :

ـ [ لو رميت النرد على القرار الخطير، أو قرأت فنجان الحظ لقلت لكِ اصبُّري. ]

صدقت هيَّ الرؤيا... وبطيبة نفسٍ قَبِلتْ ! . على الدرب سارت الدُنيا مُتقلبة الأهواء، مُشتتة الرغائب. لم تكن كلها خُطىً كُتبت علينا. مصائرنا نملُك بعضها، والبعض الآخر يتقلب على جمار الدهشة والصُدف المُحيَّرة. تأرجحت الآمال في زمان الثمانينات العاصف . صبرت ( أم سماح ) وزوجها عاماً ثم آخر حتى تشققت التُربة وأفصحت النبتة زهرة اختاروا لها اسم ( سَماح ).

قلت لها حينذاك :

ـ [ مَنْ يستحِم في بِركة الصبر يجني الثَمَر. ]

إنها مركِب العُشرة الطيبة وشراكة المصائر. يبدأ العُمر ويكون الإنسان مُتوازناً من بعد العشرين، تتنفس مشاعره الإنسانية وحين لا يوفق في كل رغائب الدُنيا، يملأ التديُّن فراغ العواطف. مضى العُمر مُتدفقاً كعقد تناثرت حباته، الواحدة تلحق بالأخرى . لعل الحاضر قد غسل صفحة الماضي، لقد غلفت ( أم سَماح ) جروح العُمر بغلاف مُذهب، فبعض المصائر لا نَملُك يداً لنُبدلها كما نشاء.

من يا تُرى يفُض غلاف الماضي ويفتح باب القلب في قفصه الصدري ؟

منذ زمان قديم عرفت هيَّ صديقي ( طارق ) حين شاركته زمالة العمل. قالت لي ذات مرة من بعد معرفتهما:

ـ [ صديقك هذا.. ، كأن ملاكاً لبس عظامه بعد أن اكتست لحماً . الطبع العطوف هو سيده ، من يُعاشره يأسره عشقٌ غريب . لا يشبه إلا أبطال الأحلام. هبطت عليَّ محبتُه هبوط الكواسر على لحم الفرائس البض من بعد جوع. أخ لم تلده أم ثم قريب ثم في الذهن وهج تتمناه كل أنثى. كان رفيقاً بكل من عرفه، ومحبته على شُرفة نظرة أو لمسة يد حانية أو أزمة طارئة هو ساحر الخُروج منها. وسامة تقاطيعه كوسامة نفسه، حالمة تُطل علينا. لا يعِدُك إلا بمشقة، وإن وعد فسيهدم كل العقبات الممكنة لينصُركَ. تمجد هذا الكائن الذي نبت بيننا ذات عُمر. أحببتُه ، و انتظرتُ لحظة إفصاحه طويلاً عن مشاعره ولم يُفصِح . الاحترام كان حائطاً زجاجياً بيننا، يُكسبه لمعاناً حين أُبصره. سألته عني كيف يراني ؟ ، فقال : طيبة وجميلة وكريمة الأخلاق. سألته عن المحبة في عالمه، فقال: لم يولد طفلها بعد.
قبل أن تتخلق كائنات العلاقة الخاصة بيننا تقرر نقله خارج الوطن. لم يكن يُحب السفر ولم تألفه المَهاجر . ابتلع قرار سفره كما تعلم يا ( عبد الله ) كمن يبتلع موسىً رُغم مُحفزات العمل.
في وداعه كسرت أنا عُقدة الإفصاح في نفسي ووقفت ضد النُظم غير المرئية للعادات. قبل مصارحته مهدتُ له الأرض ملساء من كل التضاريس ، فأنا سيدة نفسي ، لا طالبة شهوة . قلت لنفسي : أراه يحتاج فُسحة زمان لتتكون المحبة في نفسه. نُبل الأحاسيس الإنسانية عندي مآلها الرباط الوثيق أو تتبدد حُلماً مُراهِقاً . أفصحت له بمشاعر مُبهمة الكلمات و المعاني ثم تحادثنا كثيراً. لمست رفقته و رحمته، لكني لم أر بريق العِشق في عينيه. تفاءلت وقلتُ لنفسي:كأنه قد أخفى عني ما يُضمر بعد أن لمحت في عينيه طفلاً يشبُّ و ينظُر حائراً بلا لُغة. ]

انتهى حديثها.

فرِحت هي بأن في باطن حديثه بعض الأمل. بعد سفره قرأت رسالة دافئة كتبها إليَّ ( طارق )، وكنت من قبل قد كتبت أسأله: ما المصير، وهل تُحبها ؟ . كتب لي:

ـ [ أنا أعزّها، ولها في نفسي كل تقدير، جميلة وطيبة وعلى خُلق، ومن عائلة كريمة كما اعتادت أوصاف أهلنا أن تقول !. أنثى مُكتمل قمرها ، وجمالها خرزة مُميزة في عقد نفيس تلحظها دوماً حين تنظُر العقود التي تُزيِّن الصُدور. طِيب نفسها من رائحة ( الدَّعاش ) من بعد جفافٍ. عيناها مركبتان صنعتا من روائع الخشب الصلد، تجوب بحاراً وأنهارا. إنها أمنية المُتمني و غطاء الدفء عند شتاء العُمر . أما أنا ، فلم يحن موعد تعميدي من سلسبيل العشق بعد . إن قلت لها : أنا عاشق فقد كذِبت . وإن قلت لها : لنتزوج ، ستقول إنني مُشفق على فاتنة تخاف أن تتخطفها نسور الحياة التي تنتظر في أعالي الجبال الكالحة ، تنظُر أين الفرائس التي تجُول بلا تجربة لتستطعِم ! .]

كانت رسالته حيادية الملامِح. يخرُج حديثه بطيئاً وأليفاً. أحسست به يُغلِف مشاعره بورق الاحترام فاختلط الأمر عليَّ. مرَّ زمان و هدأت عواصف ( أم سماح ) العاشقة ، لكن جمر صديقي في نفسها لم يزل يتقد . كتب لها بصفاء عن نفسه دون أن يجرح كبرياءها. مضى عام ونصف العام ولم يزل الحال يُراوح مكانه. ذات يوم كانت مُتكدرة منذ الصباح وإلى الضُحى. جلسنا ساعة زمان قبل أن تُفصِح، ثم حدثتني:

ـ [ تقدم لخطبتي رجل اسمه ( إبراهيم )، التقيت به صدفة خلال يوم عمل، تأخرت مُعاملته بسبب عدم اكتمال الأوراق والمستندات. تجاوزت بيروقراطية الإجراء بما يتطلب دون خرقاً للنُظُم . زارني في العمل عُدة مرات، بسبب معلوم وآخر خفي. لمست انتباهاً في نظراته، بدأ ينظرني مُتفحصاً، وأنا أُصلِح أمامه هندامي وأغطي الفجوات التي تتسلل منها الرغبات. فاجأني ذات مرة حين قال : أنا مُعجب بشخصيتكِ . طيب هو و على خلق. عرفته ولم أزل أراه الآن بعين رمادية، مشاعر بلا شوق، فالعِشق القديم حجب عن نفسي كل المَداخل المُمكِنة لاستعادة النفس ألقها والبصر توقه للآخر. جئت اليوم أشوركَ فأنت تعلم منْ يملُك قلبي. استفتحت ( طارق ) في الأمر بكتاب طلبت رأيه، فكتب في رده إليَّ: لعل في زواجك منه كل الخير، وكاد أن يقتبس من الذكر الحكيم: عسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم.. ]

أسرفت هيَّ في التفاصيل، و لمستُ مسحة حُزن على وجهها، وإحساس كثيف بالقهر. أوجعني حديثها وانتابتني الهواجس . غادرتني جسداً يمشي بلا روح . كاتبت صديقي ( طارق ) عنها وأخبرته عن جُرحها النازف، إذ هو يُسرع الخُطى إلى التدمير. تخوَفتُ من كتاب الغيب و دُنيانا وخباياها حين تذبح الدُنيا القلوب على أحراش المراعي وضفاف الغرابة . كتب ( طارق ) إليًَّ بأنه قد طمأنها بأنه يعيش في المهجر خواء عاصف، وأن في حياته أسرارٌ لا يُحب أن يتعرف عليها أحد، تترك مصيره في مهب ريحٍ لا يملك تغييرها. نثر هموم الأسرة المُمتدة بروحٍ مرِحة بدون التفاصيل.
عادت هي لمشورتي كصديق، وكان هذا أول عهدي برمي النرد بين الهوى والأهواء. قلت لها :
ـ [ لعل في زواجك من إبراهيم كل الخير. ]

قالت لي بروح دعابة يشُوبها الحُزن:

ـ [ بِقى دَمَّك تقيل زَي صاحبَكْ ! ]

قلت لنفسي بعد أن ودَعتها:

ـ [ رُبَ قرار يُحاول الإفلات من المشيئة، ثم يُمهِد لها ! . ]

مرَّ زمان، وعلى جمر هادئ تقلب شواء العُمر يُمنة ويُسرى. صحوت إلى الحاضر وقلتُ لنفسي:

ـ [ رُب ( ناجية ) من قرار ساعة حسرة، تُصبِح الآن ( سماحاً ) من بعد سبعة عشر عاماً. باقة وردٍ فوَّاح ينثر طيبه على أسرة مُتوسطة الحال !. ]

يقولون تحوم في الكون أطيافٌ من كل جنس ولون، ونحن ننتظر الحصاد من بعد غيم يتجول حولنا، وفي ساعة صفائه التي لا نعرف ميعاداً لها.. يُمطر ! .


عبد الله الشقليني
22/07/2006 م



[/size][/size][/color]

elmhasi
28-07-2006, 08:58 AM
يقولون تحوم في الكون أطيافٌ من كل جنس ولون، ونحن ننتظر الحصاد من بعد غيم يتجول حولنا، وفي ساعة صفائه التي لا نعرف ميعاداً لها.. يُمطر ! .

عبد الله الشقليني
22/07/2006 م



[/size][/size][/color]


أستاذ الشقليني


متعك الله بالصحة والعافية ؛ وأدامها ليراعك حتي ننتهل من نبعك مثل هذه اللوحات المنقوشة بماء التبر علي قطعة من الحرير ...

خالص ودي وتقديري ..

إضافة علي الخاص قريت الموضوع ده في سودانيل يوم الإثنين وإستغربت جدا إنك ما نزلت هنا ؛ وإذا كنت إتأخرت كمان يوم تاني كنت ناوي أنزله وأضيع عليك قص شريط الفيلم

ريما نوفل
28-07-2006, 09:17 AM
أستاذ عبدالله

لديك موهبة مميزة في الكتابة ارجو ان تكون مدركاً لها جيداً.. فما قرأته في هذا البوست قصة قصيرة رائعة.
وهل القصص القصيرة سوى قصص من حياتنا؟ يمكنك تبديل الأسماء والامكنة ولكنها تبقى حدثاً جرى، عمراً انقضى، تجربة تم ولوجها، آلام وأفراح اختبرناها.
سماح صبية مميزة، نشات على يد صديقتك المميزة، فصقلتها وكانت اسفنجة حاضرة لامتصاص الماء العذبة.
الصداقة نادرة يا سيدي، ومحظوظة ام سماح بصداقة حقيقية لم تغيّر غبار الزمن أي من ملامحها الحقيقية.
طوبى لكل صديق يدرك قيمة الصداقة، وهنيئاً لمن اختبر تلك العلاقة الانسانية السامية.
قصة قصيرة- حقيقة- غرقت فيها وكأني أرى شخصياتها بام عيني. وتساءلت ماذا حل بطارق، وهل وجد حب حياته اليوم؟ هل اختبر العشق الحقيقي؟
تحياتي الصادقة
ريما

د.سيد عبدالقادر قنات
28-07-2006, 10:45 AM
أستاذ بيكاسو

أنها قصة هي للواقعية أقرب ،

بل هي فصول حياة عشتها سيدي مع أمسماح وطارق

ومع أبراهيم عن طريق أم سماح

الصداقة الحقة هي كنوز الدنيا لمن ظفر بها

والمراْ هو مرآة أخيه

ونصف رأيك عند أخيك

وما خاب من أستشار

مشاترة خارج النص ::


أستاذ شقليني ، كلمات ثلاثة أختلطت في ذهننا

هل يمكن الفصل بينهم ؟؟

LOVE RESPECT LIKE

مع أكيد التقدير والأحترام


يديك العافية

عبدالله الشقليني
28-07-2006, 09:42 PM
عزيزنا المحسي

ومن لديه التبر غيرك ؟
تنثره بحديث دفء و عجين المحبة .

عبدالله الشقليني
28-07-2006, 09:47 PM
أستاذ عبدالله

لديك موهبة مميزة في الكتابة ارجو ان تكون مدركاً لها جيداً.. فما قرأته في هذا البوست قصة قصيرة رائعة.
وهل القصص القصيرة سوى قصص من حياتنا؟ يمكنك تبديل الأسماء والامكنة ولكنها تبقى حدثاً جرى، عمراً انقضى، تجربة تم ولوجها، آلام وأفراح اختبرناها.
سماح صبية مميزة، نشات على يد صديقتك المميزة، فصقلتها وكانت اسفنجة حاضرة لامتصاص الماء العذبة.
الصداقة نادرة يا سيدي، ومحظوظة ام سماح بصداقة حقيقية لم تغيّر غبار الزمن أي من ملامحها الحقيقية.
طوبى لكل صديق يدرك قيمة الصداقة، وهنيئاً لمن اختبر تلك العلاقة الانسانية السامية.
قصة قصيرة- حقيقة- غرقت فيها وكأني أرى شخصياتها بام عيني. وتساءلت ماذا حل بطارق، وهل وجد حب حياته اليوم؟ هل اختبر العشق الحقيقي؟
تحياتي الصادقة
ريما

عزيزتنا الأستاذة ريما
كانت الأسماء ضمن الإحتمال ، أو حركية هي ،
كان الواقع أكثر إثارة من القص ، تداخلت النصال مكان النصال ،
النبتة مكان النبتة ...

شكراً لكِ

عبدالله الشقليني
28-07-2006, 10:21 PM
[QUOTE=

مشاترة خارج النص ::


أستاذ شقليني ، كلمات ثلاثة أختلطت في ذهننا

هل يمكن الفصل بينهم ؟؟

LOVE RESPECT LIKE

مع أكيد التقدير والأحترام


يديك العافية[/QUOTE]


عزيزنا الدكتور سيد ،

رفيق أنت بنا ، تلك قصة من الواقع بالفعل ، عليها القليل من بُهار القص .
وأصدقك القول أنني لو أفسحت ، لتجلى الواقع أكثر إثارة ودهشة من القص .
الدُنيا عتبات نتسلقها ، أو نشرب تجاربها جُرعة جُرعة .

سألتني سيدي عن درجات العلائق ، ويمكننا تفكيك النص وإعادته لعناصره الأولية :

عن إبراهيم في نظر أم سماح :


1. عُشرة طيبة بلا محبة عِشق

2. جَربنا العُشرة بلونٍ جديد وسارت بنا الدُنيا بلا ضجيج
3. وحين لا يوفق في كل رغائب الدُنيا، يملأ التديُّن فراغ العواطف

عن مشاعر إبراهيم :

4. زارني في العمل عُدة مرات، بسبب معلوم وآخر خفي. لمست انتباهاً في نظراته، بدأ ينظرني مُتفحصاً،
5. أنا مُعجب بشخصيتكِ

عن طارق في نظر أم سماح :

3. من يُعاشره يأسره عشقٌ غريب .
انظري كيف تدرج من أخٍ ثم قريب ومن القلب مُضمرة ، ثم في الذهن وهج تتمناه كل أنثى ، أي عشق مُضمَر :
5. أخ لم تلده أم ثم قريب ثم في الذهن وهج تتمناه كل أنثى .

وصف مشاعر طارق كما تراه أم سماح :

6. كأنه قد أخفى عني ما يُضمر بعد أن لمحت في عينيه طفلاً يشبُّ و ينظُر حائراً بلا لُغة.
8. مرَّ زمان و هدأت عواصف ( أم سماح ) العاشقة

10. جئت اليوم أشوركَ فأنت تعلم منْ يملُك قلبي

عزيزنا دكتور سيد :
إن الدنيا تحمل المشاعر من نواتها الأولى ، درجة ترقى سلُم الإنسانية ،
ربما تقف وتستريح ، وربما هبطتنا درجات ،وربما وربما فالنفس البشرية
حمالة كل الإحتمالات ،
بقيت العُشرة في نظر أم سماح ، وعشق هادئ كما نظر إليها إبراهيم ،
ولم يكن عشقاً في قلب طارق ...
هذه ربما تكون القراءة الأولى للنص إن خرجت منه ككاتب ...
وهنالك الكثير المُضمر .
الكثير من الزيجات أو ما تسمى بزيجات الجدات هي عُشرة لا غير ،
وربما صدفة تلتهب عشقاً وربما لا ....

شكراً لك سيدي
.

واحة
29-07-2006, 12:06 AM
الاستاذ/ عبدالله الشقليني

العشرة هل نراهن عليها اليوم....، وتغير وتبدل المكان السريع والمفروض ، هل يمكننا من حملها معنا

أينما ذهبنا. رفقة عمر وركن هادى ،صادق. يعرفنا اكثرمن انفسنا ام البعد يسقط جمال التفاصيل

ويبقى بعض الخطوط التى تهرم فتكن كالتجاعيد ولكنها بلا ذكرى ...

كثيرا ما نلون الاشياء بدواخلنا فتلك الشفافية لالوان الطبيعة سماء ، بحر ، أرض ...

أفرد نقاء علاقة لا تعرف أن تتلون بالعقد صداقة ( أنسانة وأنسان .... )..... وكفى .

أما محبة العشرة فهى راهن على جواد واحد الصبر لا غير ...

سلمت ............اصعب ما يحكى ويقص ان تسرد الواقع وترصده وتقدمه بلا واقعية وبمصداقية عالية.

أتمنى أن اراك هناك ... :o

لك الاحترام كله ..

واحة

عصمت العالم
29-07-2006, 11:18 PM
الشفيف عبد الله...بيكاسو الفنان المبدع....


دعنى..اسميها اقتلاع الذات...وانتزاع القلب من موقعه وهو ينزف ليعاد الى موقعه وهو يخفق وينبض ويدين الى تلك الوشائج الحياه..الاصل والمبدا....وانت ادرى ايها الفنان بيكاسو...حن تتلاعب بريشتك وتتلاعب بك الخيالات الاهويه والجموح الجنون والانتساب والابتعاد والتغول والتجول.وتلك النوازع فى ارتجاج جموح اعصارها لتفرز من لدن كل تلك الحمم ذرى ذلك الابداع..وقد يختلف مخاض الابداع.من بين تضاريس هوج اضطرام....ورقة دعة وهبوب انسام...وتدله وتوهان فى مجالات وازمنة الاغراق...وحفيف الوشوشه اليانعه..وحرير استبرق الاحلام الالهام
ودعنى اسميها..رفقه..وهى تتبع وتلتصق وتضوع وتمضى وتتشابك وتتساير وتمنح وتمنع وترد وترتد الى محاجل قيدها والى قيود تدرجها...تهمى وتنمى..تثير تتبعثر وتلتحم وتشارك وتتوافق وتتفق..وهى تنوع خطوات الايقاع فى ترسيم يحفظ التوازن,,
الفنان بيكاسو.
يا بهى الالوان والتشكيل...
لك المقدره الفذه فى صياغة التبيان وفى تدرج الترتيب القصصى وفى الحبكه وفى رسم المشاهد والاقتلاع والانتزاع .وشحذ الترسيب ..وفى ولولة الاستنطاق حين يداهمه وجع الصراخ فينطلق بكل ما فيه ومن فيه..ويدلق كل صور الرؤيا فى صدق مشهدها بلا رتوش ولا رياء ولا تزييف..
الفنان بيكاسو...
امضى بنا فى عوالمك البهيه وامنحنا من لدن ابداع ازمنتك ما يضفى علينا كل الايراق ..ويهل علينا بدعاش يغسلنا ويطهرنا .. من كم احساسنا ويجعلنا نرى النور بابصار جديد...
كل الحب.
ونرجو ان تواصل المشاهد..

عالم عباس
30-07-2006, 09:27 AM
العزيز بيكاسو
ممتع الجلوس إلى سطورك بذهن متفتح ومزاج رائق، (وهيهات في هذا الزمان العجول)!

لعله من أقوال عمر بن الخطاب، إن لم يرتفع أكثر إلى مقام النبوة، فما عادت الذاكرة هي الواعية!
قال إن البيوت لا تبنى على الحب، وإنما على العشرة الطيبة، إذا كره منها خصلة رضي بأخرى، فهي إذن معايشة وتسامح ومغفرة وتقبل (Tolerance)، (ومن ذا الذي تصفو سجاياه كلها)؟

تختلط علينا كثيراً طبيعة مشاعرنا ونعجز في توصيفها، خاصة العلاقة مع الآخر، يعقِّد الأمر مجتمعاتنا المحافظة وانغلاقها وقلة تجربتنا مع توأمنا الآخر(الرجل في حالة المرأة، والمرأة في حالة الرجل)، تغيم العلاقة ونعجز عن تحديد ماهيتها (أهي مجرد إعجاب أو احترام أم شهوة أم حب أ/...) وتنبهم التفاسير!

أمر آخر، وهو تفسير شعور الآخر وتأطيره ومن ثم التعامل معه!
فمن تجاريب الصبا وأيام الطلب، ذلك الانبهار بالزميل أو الزميلة، وتأرجح العلايق(فمن رفع إلى درجة الصديق الحميم، أو الحبيب، ومنهم من أنزل إلى مرتبة الأخ)!!!!

ثم ويا لقسوة الإعجاب أو الحب من طرف واحد، ويا لفظاعة ذلك إذا كان الطرف الآخر على درجة رفيعة من الرفق ولا يريد أن يصدم الآخر بحقيقة مشاعره، وياكم وصف الأعشى مثل هذه الحالات حين قال:
عُلِّقْتُها عرضاً، وعُلِّقت رجلاً غيري، وعللِّق أخرى غيرها الرجل
وعُلِّقتْني أخيرى ما تلائمني، فاجتمع الحبُّ، حبٌّ كله وَهِلُ!

سيدي
ثم انظر بعد على كثير نماذج ممن عرفت وتعرف، وفي من كان هوى سارت به الركبان، ثم انظر الآن كم هوى واضمحل وتبعثر
ثم كم من هوى نما بعد زواج لم يك قبل إلا معرفة عابرة، وربما من تدبير الأهل، هكذا، هم رأوا وهم قرروا، ولم يك ثمة بدٌ من طاعة!

وربما زواج بعد تجربة فاشلة، وربما عقب إحباط، ويأس!

سيدي،
في الحياة ومسيرتها أعاجيب وغرائب،
ثمة علائق استمرت بعضها بالتجمل والرفقة
بعضها بمشاعر تنمو في صمت وأمل
بعضها بعقل مفتوح ومسايرة لواقع ومصير
وبعضها كواقع لا فكاك منه والتزام، وخوف مجتمع والانصياع ل"تابو" صعب المراس!

كما أن البعض قد تمرد، وخاض تجارب تقوقع الفرد فيها على ذاته، ونسي أن العلاقة تحتاج إلى شخصين يتناغمان ويتعايشان لكيما يعزفا نغمة واحدة، من غير نشاز!

استمتعت ببلاغة سردك
وغوصك في التفاصيل بعمق وبمحبة.
أعجبتني الحكاية، ولم أهتم إن كان لأشخاص حقيقيين أو مختلقين، ففي دراما الحياة الموّارة، هي بالتأكيد حقيقة (بجميع حذافيرها)!
الأهم هي الدروس المستقاة منها.
وهنا،
يا لمهارتك في السرد، ويا لجمال ماكتبت!

هذا دأبك، وما علمناه من شأنك، أيها الكاتب الأنيق!
لك المحبة

عبدالله الشقليني
30-07-2006, 06:03 PM
عزيزتنا واحة ..
سلام لك من فراديس السماوات حين تُمطر ..
على يدها :

قرأت لكِ ، وقرأت للشاعر الفخيم : عالم عباس ،
ووجدت أن مُفردة العُشرة في حاجة للحديث عنها ،
تحتاج بوست مُنفصل .
فالعُشرة مُصطلح نشأ وتطور في المجتمع المُحافظ .

نقشك بيننا أمسك بالفواصل .
سوف نُفكر في الأمر .

عبدالله الشقليني
30-07-2006, 06:22 PM
حبيبنا في سماء العشق :
عصمت العالم

عندما تأتلف الرؤى ، وتستصرخني الدُنيا أن أكتُب عنها ،
ينزل الخاطر نـزول من تخيروا النـزول كل عامٍ صفاً صفا .
عندما أقرأك ، أقرأ النقش والزُخارف على الأحرف و الكلمات .
أقرأ المعاني تأخذ بحُضن بعضها .
من نبع الواقع ، شرِبنا بأكُفنا .. فتفجرت الرؤى والعواطف ،
وتقلبت النفس الإنسانية عندما يُعصرها الزمان أو يتراخى
ويترُك لها المهرب .
بين إبداع ما كتبت ، وما كتبنا إخاء على الحرف العاشق ،
و الكبد المفطور
والطود الشامِخ ، وتقلب النفس البشرية ، تتلون في مشاعرها ،
ويقصفها الزمان بورده .

كانت قديماً تقف ضد العُشرة ، وذهب قلبها مع العشق .
انتظرت الزمان فحكى ،
فتفتحت الأرض خصباً : طفلة من وريد الحياة صرخت ثم نهلت وكبرت ،
و ملأت كون العشرة أن الإنسانية بحر أكبر مما كنا نعتقد ،
وأضخم من لغة القص ،
فالمشاعر أكثر تلويناً من القص .

هذا وعد قلمك الحُر ، يا مُعمداً في محراب العشق .
معك نُمسِك بشباك الصيد نتربص بكل شاردة و واردة .

ولم نـزل .

د.سيد عبدالقادر قنات
31-07-2006, 08:57 PM
أستاذنا الشفيف بيكاسو


أوجزت فأفصحت بيانا

لك التحية والتقدير



يديك العشرة الطيبة

يديك الأحترام ا للامحدود

وفوق ذلك بحورا كلها حب


و
يديك العافيةالمشتهنها كل الناس كل الناس كل الناس

عبدالله الشقليني
02-08-2006, 03:41 AM
أستاذنا الشفيف بيكاسو


أوجزت فأفصحت بيانا

لك التحية والتقدير



يديك العشرة الطيبة

يديك الأحترام ا للامحدود

وفوق ذلك بحورا كلها حب


و
يديك العافيةالمشتهنها كل الناس كل الناس كل الناس

حبيبنا في السماء الدُنيا :
دكتور سيد
كل هذا من بوحك الحنين بنا وبما نكتُب .
معكُم تعلمنا أن الحرف إن لم يكُن إجتماعياً ...يموت
شكراً لك . رائعة السماء وأن نجم مُتلألئ من نجمومها

عبدالله الشقليني
03-08-2006, 04:23 PM
من يؤآخي رؤى الشاعر الفخيم ؟
كتبت لنا أيها العالِم :

من ذا الذي تصفو سجاياه كلها؟

العُشرة الطيبة : وقودها زمان ، وتبسيط الدُنيا ، وارتداء حِلي الجَدات ،
وهم يستعمرون طقس الزواج ، أو الميلاد ، أو التسمية .
إن سألنا جدة : ما الزواج أو ما الرجُل ،
سنسمع حديثاً لم نقرأه في كتاب . تجربة مجتمع تقليدي ، زوجها من قريبها أو ممن ارتضاه المجتمع . شربت معه حليب الفأل ، واغتسلت من ماء النيل أو غيره ، و التحفها في فراش النشوة التي ارتضاها المُجتمع المُحافظ ، أو هي سُنة القوالب التي يتقولب عليها الأزواج .

الحديث بحق عن خفايا النفس البشرية أكبر من الكتابة والقص .

عشرون عاماً أو خمسون من العُشرة بلا منعطفات فارقة ، لقادرة أن تصنع ما يستحق الدفاع عنه .
قالت أحدى الأقارب ، أنها ما عرفت زوجها حين أرادوا تزويجها به ، غير أنه صديق والدها ، وقد كانت تسمع من بعيد صوته يضحك ، فكل ما عرفته عنه : صوته الضاحِك !

وكانت عُشرة عُمر امتدت ستين عاماً إلى الختام ، وافق شن طبقه ،
وكانت عُشرة بنيلة ، على ضفاف نهرها بنينا عُشرة أخرى بدأت من محبة عِشق ، ثم كستها العُشرة بكسائها المرمري

د.سيد عبدالقادر قنات
04-08-2006, 10:53 PM
أستاذ شقليني

هو يعيش فترة ليست بالقصيرة في مصر


أسرته حجزت له بت عمو من هو صغير


سنين ورا سنين وهو قاعد في مصر

كلو ما يجي واحد يختبا ، يقولو ليهو ود عمها خاتبا


الحكاية طوووولت بلحيل


أبوهو رسل أخوانو ليهو في القاهرة


وصلوهو

وقالو ليهو أبوك خلاص كبر

ولازم ترجع معانا البلد

وبعد ملاواة شديدة وافق

رجعوا البلد

والحكاية كانت جاهزة حتي باليوم

وصلوا مغربا بدري

ومشوا البيت ولقي أبوه صحتو زي البمب

وبعد السلام وحق الله والمطايبا

أبوه قاليهو ::

شفت الرتاين المولعا في بيت عمك ........ ؟؟

دي حفلة الدخلة حقتك علي بت عمك ............

ولم يتكلم أو يناقش !!

ذهبوا للحفلة


والغني والرقيص والدلوكة والزغاريد شاقة البلد


وأبشر ياعريس وشبال وزغرودة ورقصة الرقبة

وجابو العروس مغتية بي فركة القرمصيص الماخمج

وها العريس رش البنات بالريحة واللبن

وها العريس قطع الرحط

والزغاريد شقت الحلة والدلوكة تخبت

وها جا دور كشف العروس وشيل الفركة !!!!

اوالشباب أبشر ياعريس ، مبروك ياعريس

يلا أتحرك يا عريس

والعريس كشف الفركة

وشاف وش مرتو لأول مرة في حياتو



ووقعت الصاقعة

أنت طلقانا

وفي تلك اللحظة كان شقيق العروس بالقرب منه

وناولو ليك كف رهيب

وخرج العريس ألي بيتم

ووجد أبوه هنالك ووقع الخبر عليه مثل الصاقعة


نعم هي شينة ولكن هي بت أعمك

ولو ما غتيت قدحك البغتيهو ليك منو

وصار النقاش سجالا

شد وجذب

السترة والفضيحة متباريات

أها أنا

دي بت أخوي

وأنا وأمك نودي وشنا تاني وين


ناس البلد يقولو علينا شنو


وأصبح الصبح ومعه البشارة

ورجع الأبن مع أبوه لي عمو

ورجع مرتو في حبالو


وأنجب منها :

الطبيب والصيدلي والمهندس

وعاشا في حياة سعيدة جدا

وعشرة ومحبة

هكذا أرادت الأسرة أن تزوجه

من بت العم
لم يوافق هو
حصل ما حصل

ولكن العبرة بالخواتيم


عشرة ما بعدها عشرة

محبة وألفة وتوادد

وأسرة سعيدة هانئة



يديكم العافية

عبدالله الشقليني
05-08-2006, 02:27 PM
أستاذ شقليني

هو يعيش فترة ليست بالقصيرة في مصر


أسرته حجزت له بت عمو من هو صغير


سنين ورا سنين وهو قاعد في مصر

كلو ما يجي واحد يختبا ، يقولو ليهو ود عمها خاتبا


الحكاية طوووولت بلحيل


أبوهو رسل أخوانو ليهو في القاهرة


وصلوهو

وقالو ليهو أبوك خلاص كبر

ولازم ترجع معانا البلد

وبعد ملاواة شديدة وافق

رجعوا البلد

والحكاية كانت جاهزة حتي باليوم

وصلوا مغربا بدري

ومشوا البيت ولقي أبوه صحتو زي البمب

وبعد السلام وحق الله والمطايبا

أبوه قاليهو ::

شفت الرتاين المولعا في بيت عمك ........ ؟؟

دي حفلة الدخلة حقتك علي بت عمك ............

ولم يتكلم أو يناقش !!

ذهبوا للحفلة


والغني والرقيص والدلوكة والزغاريد شاقة البلد


وأبشر ياعريس وشبال وزغرودة ورقصة الرقبة

وجابو العروس مغتية بي فركة القرمصيص الماخمج

وها العريس رش البنات بالريحة واللبن

وها العريس قطع الرحط

والزغاريد شقت الحلة والدلوكة تخبت

وها جا دور كشف العروس وشيل الفركة !!!!

اوالشباب أبشر ياعريس ، مبروك ياعريس

يلا أتحرك يا عريس

والعريس كشف الفركة

وشاف وش مرتو لأول مرة في حياتو



ووقعت الصاقعة

أنت طلقانا

وفي تلك اللحظة كان شقيق العروس بالقرب منه

وناولو ليك كف رهيب

وخرج العريس ألي بيتم

ووجد أبوه هنالك ووقع الخبر عليه مثل الصاقعة


نعم هي شينة ولكن هي بت أعمك

ولو ما غتيت قدحك البغتيهو ليك منو

وصار النقاش سجالا

شد وجذب

السترة والفضيحة متباريات

أها أنا

دي بت أخوي

وأنا وأمك نودي وشنا تاني وين


ناس البلد يقولو علينا شنو


وأصبح الصبح ومعه البشارة

ورجع الأبن مع أبوه لي عمو

ورجع مرتو في حبالو


وأنجب منها :

الطبيب والصيدلي والمهندس

وعاشا في حياة سعيدة جدا

وعشرة ومحبة

هكذا أرادت الأسرة أن تزوجه

من بت العم
لم يوافق هو
حصل ما حصل

ولكن العبرة بالخواتيم


عشرة ما بعدها عشرة

محبة وألفة وتوادد

وأسرة سعيدة هانئة



يديكم العافية

الرائع دكتور سيد
صورة تُقطر واقعاً ،

فأعجب القص ..ما سطره الواقع .
تحتاج ( العُشرة الطيبة ) وحدها ( كحدوتة )
أو كبذرة قص من الحياة أن نطولها ونتلمس غرائبها ،
وأسفارها البعيدة :
في مجتمع الفتيحاب في الستينات .. ذات القص ،
يقولون في انتظار ( بص العريس )
وتأخر ، وبين المغرب والعشاء ، بحثوا عن أحد أبناء أعمامها ،
وكفلوه وكتبوا العقد عليه ....
ثم وصل (البص ) وكان معطوباً في الطريق ، ثم أُصلِح ..
وضيفهم القوم ...
وبعد الضيافة أخبروهم ...!
وعاش العروسان وأنجبوا البنين والبنات ...

كزيجة نجحت بلُغة أهلنا الطيبين .
تقول الإحصاءات من عُدة مصادر أن دوام العُشرة وبيت الزوجية
بالترتيب الهابط :

الزواج التقليدي
زواج المصالح
زواج المحبة والعشق

العشق آخرهم وأمتعهُم ، وأكثرهم يعصر الروح والبدن ،
ورغم ذلك يقولون العُشرة أقوى وأنضر .
هذا الكون سيدي تملأه الأعاجيب .
كثير من أهلنا الطيبين ربما لم يُصادفوا العشق في حيواتهم ،
عاشوا العُشرة ، وأرفدوا البنين والبنات والنجاح ..
ربما صادفوا عشقاً من بعد مصادفة .....
وربما ...لا
شكراً لك