المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : غوار الطوشي بخير


رأفت ميلاد
06-10-2014, 09:33 PM
فنان الكوميديا الهادفة "دريد لحام" الذى أثرى الساحة العربية بفنه الجريئ فى أكثر أيام الكبت السياسى فى وطنه سورية وكل العالم العربى .. إشتهر بشخصية "غوار الطوشى" فى أغلب أدواره

نُشر خبر بوفاته خلال مركز التواصل (الفيس بوك) فأنتشر كالنار فى الهشيم لكثرة معجبيه فى العالم العربى .. فتحت "القوقل" لأستلقط أخبار وفاته وأثرها فى عالم يلعق آلامه خاصة سورية الجريحة التى أصبحت بلا حاضر ولا مستقبل بين عنت حكم الفرد وثورة الشعب التى شوهها المتعصبين مثل عصابة داعش الدامية

وجدتها إشاعة نفاها دريد لحام بنفسه فى (هذه الصفحة (http://www.alaan.tv/news/entertainment/115205/death-syria-artist-duraid-laham-age-81-years))

لست بصدد شائعة وفاته ولا أسبابها بل لدىّ الرغبة فى تسليط الضوء على فترة مهمة لعب فيها جمال عبد الناصر دكتاتور مصر دور كبير فى مصير الأمة العربية وخلق كل الديكتاتوريات التى سقطت حديثاً فى ما يسمى "الربيع العربى" تلك الفترة السودان كان قد أنزلق فى تلك الميعة فى عهد القيادة الغير رشيدة لحكومة جعفر نميرى المعروفة بـ(ثورة مايو)

دريد لحام

http://cdn.alaan.tv/68c/133/4c1/68c1334c1e0da0daea541879953a3ba1ac6b20a7/2/article-featured.jpg.

من أشهر أفلامه فلم "الحدود" سخّر الكويديا ليسخر على ضياع الشعوب وحقوقها بتجسيد شخصية المواطن عبد الودود التائه الذى خرج من بلاده راجلاً الى دولة مجاورة ولم يُقبل دخوله للدولة لنقص فى أوراقه الثبوتية نسبة لبروقراطية الإجراءات .. عاد أدراجه لوطنه ونفس المشكلة واجهته فى الحدود ولم يفلح فى الدخول لبلاده .. أصبح بلا وطن وعاش بين البلدين

نتابع الفلم ونعود لتلك الحقبة بعيداً الكوميديا

http://www.youtube.com/watch?v=TSZXnt7ALRA


التعديل: نسيت أخت االفلم :tongue:

رأفت ميلاد
07-10-2014, 07:22 AM
فلم الحدود كان ينتقد فترة تكوين "الجمهورية العربية المتحدة" التى بدأها عبد الناصر بإتحاد مصر مع سورية .. لم يفلح الإتحاد نسبة لطموح عبد الناصر لحكم مصر وسورية سوياً .. كما يحكى الفلم قصة (الأخوة الأعداء) فى الإتفاق على إتحاد البلدين .. عدم النجاح كما أسلفت طموح عبد الناصر فى إنضمام سورية له وتعدى خطوط الأحلاف أو التكامل الى التدخل المباشر فى الشئون السورية وممارسة سياسة القمع والإعتقالات والتصفية لمعارضيه فى مصر وليبيا .. بديهى أن يرفض الشعب أى تدخل أجنبى وإنهار الإتحاد وتحول إلى عداء وحرب باردة

خطر عبد الناصر ململ كل حكومات الدول العربية فى رغبته فى إحتواء الأمة العربية كلها تحت جناحه تحت ذريعة التصدى لإسرائيل بيد واحدة .. نجح فى إستعداء الشعوب لإسرائيل ومضايقة مواطنيها من اليهود الذين كانت تعج بهم الدول العربية خاصة مصر .. إستفادت إسرائيل من هذا الوضع بنزوح اليهود العرب إليها ككيان وخبرات فى الشؤون العربية
إستفحل العداء بين جمال عبد الناصر وملوك ورؤساء الدول العربية بعد دخوله المباشر فى حرب اليمن وإشعالها بمساعدة المعسكر الشرقى .. وظهر العداء علنياً مع المملكة السعودية التى أستندت فى إستهدافها عبد الناصر بمعية المعسكر الغربى وأمريكا التى دخلت الصراع حديثاً فى المنطقة وأختارت المعسكر الإسرائيلى
عبد الناصر تقلب سياسياً لإرساء سلطته .. داخلياً تبنى التيار الإسلامى لتدمير الإشتراكيين والوطنيين وأكسبهم العداء للإسلاميين .. بعدها أنقض على الإسلاميين بمباركة الجميع بتصفيات واسعة النطاق .. وفى الشأن الدولى أفلح فى إستغلال المعسكر الشرقى فى الضغط على المعسكر الغربى وأمريكا .. إبتكر جمال عبد الناصر (نظرية الناصرية) حتى لا يقع تماماً فى براثن المعسكر الشرقى وبإمكانه مراوغة المعسكر الغربى منفرداُ .. ذالك ما فعله صدام والأسد بفكرة البعث العراقى والسورى

تقلمت أظافر عبد الناصر بعد هزيمة 1967 وأنهارت خدعة كبيرة أبتكرها وصدقها .. لم ييأس عبد الناصر من طموحه وأتجه لدول وليدة وقيادة هشة ليس لها خبرات ودراية بخدعة وتاريخه فأتجه الى ليبيا والسودان

أواصل


حاشية:
أكتب بخطوط عريضة قابلة للتصويب فأتمنى الإهتمام والتوسع للتوثيق

رأفت ميلاد
07-10-2014, 11:22 AM
http://www.alnilin.com/contents/albumsm/811.jpg


كان هناك حذر من حكومة السودان من جمال عبد الناصر لا سيما كان رواد الحكومة من كبار المثقفقين فى السودان على قلتهم ومحدوديتهم فصاروا مجتمع داخل مجتمع وضماهم تنظيم مؤتمر الخريجين .. رغم إختلاف أوجه النظر وتزكّى العداء والمراشقة كانوا يتآلفون ويلتفون حول نقاط ثابتة .. كان من الممكن أن يتعاظم الحزب الشيوعى وتصير راية السودان حمراء فهم أول من أدخل نظام الثورات المنظم وأسلوب المنشورات التوعوية وتغلغلوا فى قطاع العمال بتبنى نظام النقابات التى خرجت منه شرارة المطالبة بالحقوق المهنية والمدنية وخلق مراكز قوى
فوت الفرصة على الشيوعيين بعض المتعلمين المنتمين الى المعسكر الغربى وثقافتهم إنجليزية صرفة ومعظمهم تلقى تعليمه هناك .. أنضمت هذه النخبة الى الأحزاب التقليدية الطائفية التى تتمتع بقاعدة ضخمة من البسطاء .. تبوأوا قيادة الحزبين الكبيرين تحت راية الختمية والأنصار .. نجحوا فى إقصاء الحزب الشيوعى الذى كان عيبه الأساسى (ربما الى الآن) عدم إنفتاحه على قاعدة البسطاء وأكتفى بتجنيد مناطق العمال التى لم تكن تمثل قاعدة كبيرة فى المجتمع الذى يغلب فيه الزُرّاع والرعاة والتجار . .. وكانت هناك مناطق مقفولة على الأحزاب التقليدية مثل شمال السودان جلهم خاضعين للختمية ومناطق كردفان والنيل الأزرق على الأنصار فأستعصى عليها التغلغل الشيوعى

حزب الوطن الإتحادى أو الختمية كانت تربط (السادة) مصالح بمصر لإمتداد أملاكه داخل القطرين .. لعب عبد الناصر دور كبير فى صنع الفرقة بينه وبين حزب الأمة .. تلاعب بالإختلافات فى قضية حلايب وجعلها رهينة للإتحاد بمصر تحت رايته .. كما أسلفت أنتبه المثقفين لمرامى عبد الناصر وأتفق قادة الأحزاب بما فيهم الحزب الوطنى الإتحادى وفوتوا الفرصة على جمال عبد الناصر رغم جهوده فى إلهاب السودانيين فى القضية الفلسطينية والتعاطف مع قائد ثورة فلسطين ياسر عرفات فكان هناك قبولاً إستفاد بعد سقوط حكم الأحزاب

أنتهى حكم الأحزاب بإنقلاب عسكرى تبلور بإقصاء قائده بواسطة ظابط ليس له تاريخ سياسى معلوم متحمس بعنتريات أتى بها من حياة فوضية داخل الأذقة وهو (الرئيس جعفر محمد نميرى) تزامن إنقلابه مع العقيد معمر القذافى فى ليبيا وقضائه على الملكية والطائفيه هناك

الإثنان كانا صيد ثمين لجمال عبد الناصر