المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصة مدينتين...


عادل عسوم
21-10-2014, 11:42 AM
لا اعني بهما مدينتي لندن وباريس كما كتب شالز ديكينز في كتابه الجميل  A Tale of Two Cities
انما هي سياحة في اشعار شاعرين فخيمين من شعرائنا الافذاذ وهما (ود حدالزين) و(ود بادي)!...
الا ارحم الله اسماعيل حسن فقد كان شاعرا يستنطق الصخر العصيا!...
لعمري ان ظلت (وا اسفاي) ترفدنا بفيض من انوارها الي يومنا هذا فان قصيدته (ياعابرة) تفعل بي الافاعيل كلما ساقتني مراكب شوقي الي لجتها!...

ياعــــابرة
أسماعيل حســـن 
بـسـافــر لـيـكــى زى زولــــن 
تـــخـــنـــقــــو الــــعــــبـــــره 
ما بيقدر يوصف حالو بالكلمات 
ويــــبــــقــــى الــــــشــــــوق 
مــــــــــــدن مــــطــــمــــوره 
فــى عـمـق البعـيـد مــا بـايـنـه 
مــــــــــــــا مــــنـــــظـــــوره 
للـسـارحـيـن ورا ..الـغـيـمـات 
ولـــــــلـــــــشــــــــاديــــــــن 
زوامـــــــــــل الــــغــــربــــه 
هـــــــجـــــــو الـــــلـــــيـــــل 
وهــدايـــن عــلـــى الأبـــعـــاد 
تـقـاقـيـبـن تـــســـرج الــلــيــل 
مسافـرة علـى ضـهـر نجـمـات 
وطــــــــــاشــــــــــيـــــــــــن 
يــــــــا عــــقــــاب الـــتـــيـــه 
وحــــــــــــادى الــــــنــــــوق 
بــــــراهــــــو الــــــشــــــوق 
يـهـاتـى يـهـاتـى مـانــن مـــات 
قـــــــــــــــــوافــــــــــــــــــل 
ضــاربــه فـــــى الـمـجـهــول 
تـــــــــــكـــــــــــربـــــــــــت 
فـــــوق ضـــلـــوع الـــصـــى 
!!..ولــيــلــهـــا ..يــــطـــــول 
وتـــــــبـــــــدا جـــــــديـــــــد 
جـــــــديـــــــد تـــــــانــــــــى 
دا مـــــــــــــا مــــعــــقـــــول 
!!.. ولا يمكـن يـكـون معـقـول 
قــــــوافــــــل الــــــقـــــــدره 
هـــــــاجـــــــه الــــلـــــيـــــل 
خــــــيــــــالات بــــاهــــتــــه 
فـــــــــــــــــــــــــــــــــــــوق 
مـــــوج الأســـــى داجــــــات 
ويــــبــــكـــــى الــــلـــــيـــــل 
عـــــلـــــى ..دا الـــــحــــــال 
ومــــــن قـــلـــب الـــزمــــان 
قـــلـــب الـــزمـــان الــــــراح 
يــــــــهــــــــبـــــــــهـــــــــب 
!!..فـــــــى الـبـعــيــد..مــوال 
صـــــــــــــداه يـــــــنـــــــوح 
تـــشـــيـــلـــو ..جــــــبـــــــال 
!!..وتـــــــدى..جـــــــبـــــــال 
ويــــــــفــــــــضـــــــــل زول 
غــــــريــــــب مــــبــــهــــور 
كــــــــــــــأنــــــــــــــو زوال 
تـــخـــنـــقــــو الــــعــــبـــــره 
!..لا أمــــــات ولا خـــيــــات 
تـــــصــــــورى حــــــالــــــو 
!!..فـى جـوف القبـس رحــال 
تـــــــــــــــصــــــــــــــــورى 
حـــــــالـــــــو يـــتـــنــــســــم 
!..ويكـرف مـن هـوى الحـلال 
تـــــصــــــورى حــــــالــــــو 
عــــــبــــــر الــــمــــاضـــــى 
كـــــــيـــــــفـــــــن..كــــــــان 
!!..وكيف بيكون أسى الجايات 
دحـــيــــن يــــــــا عــــابــــره 
لــــــــــــــو فـــــكـــــرتـــــى 
كـــــــــــــــل الـــــــكــــــــان 
وحـاتـك أصـلــو مـــا بـيـكـون 
ومــــــــــــــا تـــــــاهــــــــت 
مـــــراكــــــب الــــغــــربــــه 
مــــــــــــــــا لــــــــجــــــــت 
تـصـارع فــى ريــاح الـشــوق 
وريــــــــــــح الــــــشـــــــوق 
يـــــــــــــــــولـــــــــــــــــول 
!!..فــــى الــدجــى مـجـنــون 
ومـــــــــــــات الــــــكـــــــان 
عــــــلـــــــى الـــلـــيــــديــــن 
ونــحـــن نـهــاتــى لـلـبـيـكـون 
وسكـيـن الأســـى يـــا عـابــره 
بــــــــتـــــــــقـــــــــطـــــــــع 
حـــشــــاى يـــــــا عــــابــــره 
مــــــــــــــــا بــــــــقـــــــــدر 
وكــــــيـــــــف اقــــــــــــــدر 
عــــــلـــــــى نــــصـــــلـــــن 
رهـــــيــــــف مــــســــنــــون 
دا مــــــــــــــا شــــيـــــتـــــن 
بــــيـــــقـــــدر لـــــيـــــهـــــو 
زول...مــــــــتـــــــــلـــــــــى 
غــــــريــــــب مــــبــــهــــور 
إذا قــــوقـــــن قــمــيــريـــات 
تـــخـــنـــقــــو الــــعــــبـــــره 
لـــــــــو مـــــــــا مــــــــــات 
!!..قـــريـــب..بــــيــــمــــوت 
ومـــــــــــــــا بـــبــــكــــنــــه 
وا ..أســـــــــــــفــــــــــــــاى 
!!..لا أمــــــات ولا خـــيـــات 
(يتبع)

عادل عسوم
21-10-2014, 03:39 PM
لعلي قد جبلت علي حب الفصيح من الشعر...
وكم في هذا السودان الجميل من شعراء فصيحي الكلمة والسياق والمرادات!
لكنني اجد لاشعار هذين الجميلين طعما ولونا ورائحة تجعل له فوتا علي الكثيف من اشعار مبدعين اخرين في سوداننا هذا...
ولعل القاسم المشترك بينهما قد صنعه حب ود بادي العميق ل(شيخه) اسماعين!...
فمن الحب ما يجعل الحبيب يتقمص روح محبه سعيا الي المقولة (روحين حللنا بدنا)...
ولسوف اعود لادلل علي ذلك بقصائد للرجلين تجدها تكاد تتطابق في روح النص واختيار المفردة واتساق السياق!...
لكنني اعود لاتحدث قليلا عن (وا اسفاي) التي كتبت عنها من قبل وقلت:
هي أغنية من الزمن الجميل!!!...
كلماتها (معجونة) بطين جروف الشمال!...
خرجت كلماتها (مغناة) من فيه قامتنا أسماعيل حسن...
ذاك السامق بعلو أطول نخلاتنا في الشمال...
الماثل في كل مقطع شعر يجود به مبدع من بيننا!...
ويتلقف القصيدة قامة أخرى ...
كم (ومافتئ) يلون صباحاتنا وأماسينا بلون القرنفل والورد!...
بث فيها كل عنفوانه التلحيني ...
فخرجت
غضة...
ريانة...
ممشوقة...
ألقة...
ساحرة...
لنقرأها أولا...ثم نسمعها ثانيا...ثم نتملاها ثالثا
وا اسفاي 
وردي & أسماعيل حسن
وا أسفاي
ارادة المولي رادتني وبقيت غناي 
وحاتكم انتو واأسفاي 
ارادة المولي رادتني 
وبقيت غناي
اسوي شنو مع المقدور
براهو الواهب العطاي 
***
منو البيدور يساهر الليل يسافر 
فوق جناح الشوق يكوس نجما بعيد ضواي 
اذا وصفولو ارض الحور 
تلاقي قوافلو طول اليل تشق التيه 
تجر النم مع الحردلو في الدوباي
واسفاي ببيع الدنيا كل الدنيا وااسفاي 
عشان خاطر عيون حلوين وااسفاي 
منابع الطيبه متجاورين وااسفاي 
ومتسامحين وفي السمحين
واسافر فوق صبي العين معاكي
سلامه يادنياي 
***
بتمدد وبتوسد وسادة شوق
وانوم مرتاح وخالي البال
واقالد تاني عهد صباي
عشان ماتبكي ببكي انا 
واحاكي الطرفه في نص الخريف بكاي
حمولي تهد جمال الشيل
وفايت في العتامير ليل
ومتوكل عليك ياألله دافر الليل
بريق البسمه ان لاح لي
بتتفنح مشاتل الريد
واحس في الجوه جوه الجوه 
زغرد فيها صوت الناي 
***
اسفاي اذا ماشفته ناس سمحين يتاتو
زي قدلة جني الوزين يتاتو
تلاقي قليبي يرمح جاي
لما يتاتو زي قدلة جني الوزين يتاتو 
حليل الكان بيهدي الغير 
صبح محتار يكوس هداي
من ناس ديله 
واأسفاي 
من زي ديله 
واأسفاي 
ارادة المولي رادتني وبقيت غناي
...

هذه الأغنية قد كانت من أحب القصائد الى نفس قامتنا أسماعيل حسن اذ انه قد صرح بذلك في الكثير من اللقاءات وللكثير من الأصدقاء...
ولعل مرد حبه للقصيدة انه قد اودعها الكثير من اسرار حياته...
لقد ابان فيها-جليا-ما اصطرع في نفسه مابين المدينة والقرية...
وابان فيها ما كابده من اهله لكونه قد (مرق) عن السياق فاضحي (غنايا)!
ولعل هذا الامر هو ماجعل مبدعنا صلاح ابن البادية يصر علي ان يغني (هو) الاغنية لكونها تعبر عن حاله!!
...
والعاصمة لأبن الأقاليم... عوالم وفضاءات تكتنفها الكثير من الأحاسيس والتطلعات والتصورات!...
لقد جاء اليها ود حد الزين وهو واثق من شاعريته (أذ الرجل رحمه الله كان مشهود له بقوة الشكيمة والأعتداد بما عنده!)...
فما لبث الا ان شرع في تلمس مجالس الفن في حي السجانة ...
ذاك الحي الريان بدفق الفن والشعر!...
انه هو حي برغم (عاصميته) ألاّ أنه متصل بحبل ممدود الى الشمال (أذ كان ولايزال سكنا للكثير من أهلنا)!...
بصدق ان هذه الأغنية تعبّر (بأجادة) عن (التشتت) مابين القرية والمدينة!...
أنها بوح شفيف ووصف لمشاعر ذاك القادم الى العاصمة (وهو يحتقب) عنفوان شبابه!...
وأمام ناظريه (في خط الأفق) زخم الآمال الوردية والتطلعات الى حياة الرغد و(تمكين الأقدام) في ديار تختلف عن القرية في حركتها ...
وفي مضامين حياتها ...
وفي سعة جنباتها!...
فكم أعيش (أنا) نفس هذه الأحاسيس عندما أستمع الى هذه الأغنية!...
فهي برغم وصفها لحياة العاصمة الاّ أنها لا تنفك عن (وتد) القرية هناااااك في البعيد !...
فالقرية دوما في البال وهويعود القهقري بخياله يوم أن حزم متاعه (القليل) لينام مبكرا حتى لا(تفوته) اللّواري والباصات ليحلم ويسافر فوق جناح الشوق يكوس نجما بعييييييد ضواي...
هنااااك حيث (الخرتوم بالليل) وألق أضواء الكهارب وأرض الحور اللاّئي كان يتبين سمتهن في (أحاديث) ووصف القادمين من أبناء أهله من أهل البندر عندما (ينزلون) البلد في الأجازات!...
فاذا يقوافل شوقه وآماله تشق التيه وتجر النم مع الحردلو في الدوباي...
وهنا يمتعنا وردي -أكثر- بصوته الجميل وهو يشبع مد الف (الدوباي) لينهي المقطع (من عل)!... 
ثم ينحدر الى قاع النبع ...
ثم يشرع (صاعدا السلم) من جديد ب(واأسفاااااي)!!!...
واااااأسفاي...
وااااأسفاااااي...
وما فتيء شاعرنا يحمل في دواخله قلبا محبا يعشق الجمال !...
فهو من أجل تلك العيون الحلوة هناك في تلك الديار مستعد ليبيع كل مايليه من دنياه ليسافر الى حيث يجدها ...
ولابأس من أن يترك يودع دنياه التي نشأ فيها برغم يقينه بأنها هي النبع الحقيقي للطيبة وسماحة النفس!...
اذ ان عنفوان الشباب والتطلع الى عوالم المدينة يستلب منه نفسه وعقله وخياله!...
ويتقلب شاعرنا فوق فراشه حيث هو في السجانة متوسدا وسادة شوقه الى القرية ل(يقالد) بخياله فيها عهد صباه الجميل ...
هناك في ظل جبل (كلم كاكول)!...
سنوات كانت هي بمثابة الربيع من الزمان!...
ستظل دوما مبعثا للجمال والراحة في دواخله طالما بقي حيا!...
يخاطب أيام صباه تلك ويقول لها:
عشان ماتبكي ببكي أنا واحاكي الطرفة في نص الخريف بكاي !...
والطرفة هي السحابة الريانة بماء المطر...
وود حد الزين باعتباره ابنا لمنحني النيل قد يكون -ايضا يعني نبات (الطرفي) الذي تظل قطرات المطر فيه باقية على سطع الجذع منه والأوراق حتى بعد انقطاع المطر وكأنها الدموع!...
فان كان يعني السحاب او عني نبات الطرفي فالقاسم بينهما لهو المشابهة في البكاء...
فقد كان لسان حاله يقول:
لان كان لزاما لبكاء فاليبك هو وليبق ماضيه جميلا كما كان!...
أنه يحب أن تظل ذكرى أيام صباه تلك نبعا للراحة والجمال يعود اليها كلما ادلهمّت عليه خطوب العاصمة وأشكالات الحياة فيها!...
فالحياة في العاصمة لهي حياة (مدافرة) ومكابدة وهو الذي يحمل فوق كاهله حمولا تهد جمال الشيل من مسئوليات للأسرة والأهل (الا انه أهل لها).... 
نعم...
لقد آلى على نفسه بأن يظل يشق ليل كل العتامير متوكلا على الله ...
يستصحب دون ذلك -في وجدانه-مشاعل النور والتفاؤل ويركل من بين يديه ظلام التشاؤم والدعة والخنوع!...
فهناااااك عند أقتران خط الأفق بالسماء تلوح بسمتها الجميلة!...
أنها ابتسامة حبيبته التي كم يتمنى لو تشرق عليه شمس يوم جميل يجمعه معها!...
بسمة عندما ترتسم في أفق خياله تتفتح دونها مشاتل الريد ويحس بالجوة جوة الجوة زغرد فيهو صوت الناي!...
ماأحلاه من يوم حينها!...
يومها...
سيرمح قلبه (ويتاتي) زي قدلة جنى الوزين !...
آآآآآآه منك يازمن!...
كم كان قويا ومحتدا بعنفواه !...
لقد كان يأتيه الآخرون يشكون له أفاعيل الحب والشوق بهم فيواسيهم ويرفدهم بالحلول وتطييب الخواطر!...
ولكن...
هاهو الآن (مبعثر) مابين قرية ومدينة والحبيب منه قاب قوسين ولا يستطيع الى زواج منه سبيلا!...
ماأقساها من حياة!...
واأسفاي!...

عادل عسوم
21-10-2014, 03:43 PM
http://m.youtube.com/watch?v=rko0OT1DrGg

http://m.youtube.com/watch?v=8-YAUV51owU

http://m.youtube.com/watch?v=2JWt6WMLPoc

عادل عسوم
21-10-2014, 04:03 PM
هذه مداخلة مثرية من الاخ عبدالرحمن عبدالمجيد عن (وا اسفاي) في منتدي مجاور:
تحياتي الاخ الفاضل عادل عسوم .. ونبدأ بالقيام والجلوس طالما ريحتك فيها ريحة شيخنا محمد الحسن ود حاج نور .معلمنا واستاذنا الاول ...
وا اسفاي من الروائع ... ولها موقع ضمن ( العشرة المعلقات ) علي جدار كعبة الفن السوداني والمعلقات العشرة تخص وردي دون غيره .... والرأي شخصي لا يٌلزٍم احدآ وهي ، والترتيب حسب تواريخ تقديمها 
1- الطير المهاجر .2- الحبيب العائد .3- مرحبأ ياشوق ..4 الود ..5- من غير ميعاد ..6 - قلت ارحل .7 - وااسفاي 8- بناديها .9- جميلة ومستحيلة 10- الحزن القديم ....
واغنية وا اسفاي قدمها وردي في ابريل عام 1973 في كازينو النيل الازرق في بحري .. وذلك بعد التويه لها عبر وسائل الاعلام المختلفة . وكنت احد حضورها .. ومعلومة الاخ عيدابي عن تقديم الاغنية في شهر يوليو 1971 تحتاج لمراجعة من عنده .. هذا التوقيت كان انقلاب هاشم العطا تحضيرآ او تنفيذأ وردة فعل .. وجرت احداث هامة منها دخول وردي ومحمد الامين للاعتقال في كوبر ...وردي استفاد من فترة سجنه التي طالت لاكثر من عام في تلحين اغنية قلت ارحل بدون آلات موسيقية اذ تم منعها عنه ( هو نحن قبضناك بدبابة ما قبضناك عشان عودك دة ) هذا كان رد عمر الحاج موسي وزير الثقافة والاعلام آنذاك ...وبجانب تلحين قلت ارحل عمد وردي لتجويد بعض اغانيه القديمة مثل ذات الشامة وغيرها ...
وا اسفاي طبعآ كانت اول اغنية يلتقي فيها الهرمان بعد انقطاع دام عشرة سنوات ... فبعد اغنية خاف من الله 1963 .. ظهر خلاف اججته الصحف في نسبة كلام للشاعر اسماعيل حسن انه هو من صنع وردي ... ورد وردي بانه سوف يتوقف عن التعاون مع اسماعيل حسن ليجرب الغناء لشعراء آخرين ,,, ودارت مشاحنات بين الاثنين وتكفلت الصحف والنقاد بزيادة الحطب والجاز ليتسع الحريق ... المعركة كان ضحيتها احمد فرح الذي قدمه اسماعيل كبديل لوردي وتم الزج به في مقارنة ظالمة له اثرت في مسيرته نوعآ ما ....
في عام 1967 او 1968 افلح اهل الخير في ازالة بعض الرواسب بين هرمي الاغنية السودانية ومنح اسماعيل لوردي اغنية .والله مشتاقين ..والتي ابدع وردي في تلحينها لكن منعته ربما نزعة الكبرياء المغروزة في نفسه بإهداء الاغنية للفنان عثمان مصطفي ...ثم تواصلت القطيعة الفنية بين العملاقين حتي عام 1973 والذي آثر الهرمان ان يكون ختاما للتاريخ فكانت هي اغنية وا اسفاي ...
الاغنية سلمت لصلاح بن البادية اولآ لكن اصرار وردي عليها مكنه من تقديمها حتمآ بالصورة الافضل .. اشتكي صلاح لطوب الارض عن ان وردي سلبه حقه في الاغنية التي تمني غنائها بحجة انها تصور حالته الشخصية كانتمائه لبيت ديني وطلع فنان .. ارادة المولي رادتني ...الخ ... وردي دعاه ان يغنيها بالطريقة التي يحب وضرب له مثلآ بعض الغاني التي يغنيها عبد الوهاب ونجاة وعبدالحليم .. وكل منهم له اسلوبه الخاص .... صلاح وعي للمطب وقال ..- وردي ما كفاه شال الاغنية كمان عاوز يعلقني من رقبتي في نص النهار ...

عادل عسوم
22-10-2014, 09:36 AM
تسجيل نادر للراحل اسماعيل حسن يتحدث فيه عن الشمال:


http://m.youtube.com/watch?v=9ve89Dcs1rA

بابكر مخير
22-10-2014, 09:39 AM
"لا اعني بهما مدينتي لندن وباريس"
أنا بالي مشى لي "كريمي" و"أبحمد"
:smile:

عادل عسوم
22-10-2014, 10:18 AM
لاسماعيل حسن راي غير مسبوق عندما قال بان شعر الحقيبة لم يفد الشعر والغناء في السودان بشئ!!!
هذا الراي ماكان للناس في السودان -علي عمومهم- والنقاد واصحاب الاختصاص علي الخصوص ان يمروا عليه مرور الكرام!...
فقد حدثت مساجلات بين اسماعيل حسن وبين العديد من الشعراء والمهتمين بامر الشعر والغناء في السودان حول هذا الامر وظل اسماعيل حسن منافخا عن رايه هذا والذي يقول فيه بان اغاني الحقيبة قد احتوت (القيل جدا) من الاشعار التي يمكن الاحتفاء بها لكنها قد اكتنفتها (الكثير جدا) من الاشعار الفجة والتي كانت سببا اساسا ل(تخريب) ذائقة الناس الشعرية والفنية وتكبيل الغناء السوداني من الانطلاق الي العالمية بل وتسيد الساحات من حولنا!...
وعندما كان يسال عن السبب في اعجاب الناس باغاني الحقيبة كان يقول:
لانها لم تجد المنافس الحقيقي من اشعار اخري افضل فما كان من المؤدين الا ان صاغوا المتاح في اعمال انسربت الي وجدان الناس (نتاج تكرارها) بعد ان تسيدت الساحة لوحدها حيث ناي شعراء اخرون مجيدون بشعرهم من ان يغني وضرب مثلا بالشريف الرضي واخرين لاحقين من امثال الطيب العباسي الذي كان معجبا جدا بشعره ايما اعجاب!
وساواصل -ان شاءالله-الحديث عن راي اسماعيل حسن في شعر وغناء الحقيبة واتبعه برايي الذي اراه ولكن اسمحوا لي الان ايراد هذا المقطع الثري الذي يتحدث فيه كل من عبدالمطلب الفحل ومحمد جيب الله كدي حيث تناول الاخير-خطفا-مادار بين اسماعيل حسن وود الرضي عن شعر الحقيبة:


http://m.youtube.com/watch?v=07SINFv2B84

عادل عسوم
22-10-2014, 10:34 AM
اليكم هذا المنقول لما دار بين اسماعيل حسن وود الرضي ( مع تعليق لي لاحق باذن الله):
بين اسماعيل حسن وود الرضى
عندما هاجم اسماعيل حسن شعر الحقيبة واتهمة بعدم المواكبة وهاجم الشاعر ود الرضى وطلب أن يركن شعره الى الرف لأنة اصبح غير مواكبا رد علية ود الرضى قائلا
صحيح كبرت لكن خيالى شاب
وجوادى فوق للنجمة شاب
محبوبى لامن شنبى شاب
ما نبشتو بى نشاب مشاب
ويقصد قصيدة أسماعيل حسن (خدعوك وجرحو سمعتك) وفى السينات كان ود الرضى يرد اسبوعيا على اسماعيل حسن بقصيده كقولة
شاعر ضيعوك شلنا النقط من شينك
عضيت اصدقاك الكان مغطين شينك
آلوك أظهروك قبال يتم تدشينك
أيه وداك لى شعر الحقيبة تشينك
الى قولة
الحقيبة ما بتمدح دعارة ولا المحبة المستعارة
الاغانى المفضوح شعاره الحقيبة كاشفا عارة
وحتى يبين ود الرضى ان شعر الحقيبة ليس قديما كتب قصيدة فتاة اليوم وفيها يقول
شوف فتاة اليوم حلاتا
ربى زيد ريدا وغلاتا
مهماتا يا اسماعين تلاتا
مكتبا وبيتا وصلاتا
وانا وجدتها بخط يدة والحديث للاستاذ الطيب الرضى مكتوبة (مهماتا يا اسماعين تلاتا ) ولكن عندما تغنى بها بادى وخلف الله حمد عدلت الى( مهماتا يا خلاى تلاتا )
وتحدثنا الى الاستاذ الرضى عن ان بعض الشعراء اعابو على ود الرضى تصوير المحبوبة فى قصيدتة المشهورة
انا فى التمنى ديمة هديلى ساجع
ما لقيت لى مغبث وما لقيت لى مراجع
الى ان يقول
داير اشوفوا غافل داير اشوفوا جادع
يتغطى بسواعدو وبى طرف المضاجع
هذة القصيدة لم تكن سوى امنية من الامانى التى يرى ود الرضى انها مستحيلة التحقق لما لفتاتة من عفاف وهو تصوير حسى برع ود الرضى فى اظهار ملكاته التصويرية فية بنظرة جمالية كما امتدح النابغة الظبيانى ووصف المتجرده فة فصيدته المشهورة
سقط النصيف ولم ترد إسقاطة فتناولته واتقتنا باليد
فهل كانت المتجردة غانية وهى زوجة الخليفة لايعاب على ود الرضى التصوير الجمالى وهو الذى تغنى للفضائل والثوب السودانى الساتر انظر قولة
البسى توبك الشئ اليسير يلفتنا
يالكلك محاسن وكل قامتك فتنه
انت عروض رجال ونحن الرجال بصفتنا
نحب التوب وست التوب مقدرة كلما وافتنا
اوعك تمشى كاشفة معريات كتفاتك
وتراقيك ومرافقك يكون رشادك فاتك
شرى التوب عليك ونومى فى غرفاتك
ان شاء الله العافية دايما مهدك ولحفاتك
الى أن يقول
الجسم المثل ناعم الحرير الهندى
بى دم الصبا وروح الملاحة بيندى
وجوز رمانك الكاتلابو كل أفندى
الرسول غتيهو يابت القادة فرسان شندى
أغنيات للوطن
وماذا عن الشعر الوطنى عند ود الرضى ..فيبادر الاستاذ الطيب قائلا
كتب ود الرضى رائعة خلف الله حمد
يوم الملاحم لينا عيد
ميتنا فى الميدان شهيد
بشرانا بالعهد الجديد
نيلنا ازرق ونحنا سود
وصغيرنا يحتقر الاسود
وغنى ود الرضى لأكتوبر ونظم للازهرى وكتب قصيدة للسيد عبد الرحمن رغم انة لم يكن من حزب الامة وكتب فى ارض السودان
سوداء الاديم زرقاء الخضم خضراء البطاح
لكم انجبت بدرا شارقا وضاح
ها اقمار مساك وها نهارك ضاح
وفردوسك تنفس وها بلبلك صداح
وكتب قصائد مناهضة للاستعمار وسجن بسببها وعذب خاصة عندما نظم قصيدة وداع للجيش المصرى والذى كان مساندا لثورة اللواء الابيض وفيها يقول
يا حليل الجيش الرحل
كان قريب اصبح فى زحل 
وغناها سرور فى حفلاتة وسجن بسببها ايضا ولكن للاسف لم نجد النص كاملا
مركز ود الرضى الثقافى
سألنا عن تكريم الشاعر الكبير وما قدم لاجل ما قدمة من عطاء فأجابنا الاستاذ الطيب بان هناك مركزا ثقافيا فى ام ضوابان يحمل اسم مركز ود الرضى الثقافى بنى بالمجهود الذاتى والمتبرعين بالمواد العينية وقام صرحا عظيما وافتتح رسميا فى عام 2004 بحضور الوزير هاشم هارون والذى تبرع بتشيد سور المركز كاملا وشارك المركز فى كل فعاليات الخرطوم عاصمة الثقافة العربية فى عام 2005
الاخوانيات عند ود الرضى
كتب ود الرضى للمحبوبة وفى المدح وللوطن وفى الاخوانيات والاصدقاء وكان يعتز باصدقاء كثر منهم محمد ود خالد وود الحنان ومحمد بركات والد الفان احمد المصطفى وخليفة الامين والد الفنان سيد خليفة وحمد ود بدر والد الفنان خلف الله حمد واشهر قصيدة له فى الاخوانيات قصيده العمده طة الذى سمع عنه فقط وعن خصاله كتب مادحا
تعال بالفنجرى بى سيرتو النتحاجا
الولد الفى ليالى الحوبه بقضى الحاجة
ضباح اللباح عندو الدعول مو حاجة
طوّال ايدو للناس الزمانا احاجا
فوصلت القصيده الى العمده طة الذى اهاه جواد اصيلا استكثرة الناس على ود الرضى وطلبوا ابدال الفرس بالمال وجمعوا مالا وفيرا حتى لا يهدى الفرس وقال العمده طة قولتة المشهورة
-على الطلاق الحصان يمشى والقروش تمشى علوق للحصان
ولجمال وكمال الفرس اراد عمدة السريحة ان يشترية من ود الرضى فحل ضيفا علية وطلب شراؤة فوافق ود الرضى وسال عن السعر الذى يريده فية فاجابة ود الرضى 
سعرو ان تكلفة جيدا ولاتتركة مع الهوام وكتب للعمده طه يعتذر على بيعة الحصان قائلا
انا ما مدحتك لأجل عطية
ولاكنت ضجران من صديقى عطية
ربك ذو كرم ومكارمو ميها بطية
لكن رأيت عدم الحميده خطيه
الى ان يقول
رفع الله قدرك قدرى غاية رفعتو
نفاع العباد كم كم خلافى نفعتو
طغيت لما امتطيتووالقرن رفعتو
فتدبرت كلا إن خشية دفعتو
وكلا إن يقصد بها قولة تعالى كلا إن الانسان ليطغى
ود الرضى وست البيت
يروى الاستاذ الطيب الرضى عن حياة والده انة تزوج مرتين الزوجة الاولى كانت من قرية تدعلى الحويلة جنوب ام ضوابان ولم يثمر هذا الزواج وتزوج عام 1930 من السيدة بتول وهى والدتى ولها من الابناء اخى الرضى وشخصى ومن البنات الرحمة والدلسة وعاش معها الى توفت فى الخمسينات ولم يتزوج بعدها وقد كتب فيها العديد من القصائد اشهرها ست البيت والتى مطلعها
ست البيت بريدا براها
ترتاح روحى كل ما أطراها
الى ان يقول
لو كان يوم حبيب واصلى بالكرم العريض توصلى 
معاها خلاف قط ما حصلى بس ازعاجها لى قوم صلى
وغنى لها
المرنوعة زى شمس الغمام فى طلوعها
وارخ للتبكير بالبنات وتمنى ان يبكر بالنية حتى قبل ان يتزوج وكتب يقول
يا مولاى زوجة يكون شلوخها تلاته
الاتنين نبكر بالبنية حلاتها
الى أن يقول
تعفف من الارض ان بقت دلوها
ماحت جاى وجاى من الدفاق تكلوها
بى الرضاع والمسك وعقد الجلاد جلوها
هى لى اللليلة منية اتشهدوا بتاكلوها
وكان ود الرضى يكتب الشعر ليلا وحول سريرة ويدونه فى الصباح عند استيقاظه 
لحظاته الاخيرة 
ود الرضى تعرض لحادث سقوط فى المسجد فى عام 1973 واصيب بكسر فى الترقوة عالجه الشاعر والاعلامى عمر الحاج موسى وكان وقتها وزيرا للثقافة حيث مكث فى المستشفى ثلاثة اشهر وقبع بعدها فى غرفته فى المنزل حيث كان منزله قبلة للشعراء والاهل والاصدقاء ويروى الاستاذ الطيب الرضى اخر زيارة حيث رفض الشيخ ود الرضى ان يتناول طعاما او شرابا فى صبيحة يوم الجمعة فجائه العبادى وعبيد عبد الرحمن وعبد الله الماحى وعتيق ومبارك المغربى فلما حضر هؤلاء الشعراء والحديث للاستاذ الطيب ايقظته وقلت له "يابا ناس العبادى ديل جوك " هنا تذكر الاستاذ الطيب الرضى وتمتلئ عيناه بالدموع وهو يحكى قائلا"هب والدى من رقدته وهو يصيح اهلى جواهلى جو" وفوجئنا به ياكل ويشرب معهم وهو يضحك ويتبادلون الشعر ولم تمضى ايام على تلك الزيارة حتى توفى عام 1982
[SIZE="7"]
http://alhwela.yoo7.com/t108-topic

عادل عسوم
22-10-2014, 10:37 AM
"لا اعني بهما مدينتي لندن وباريس"
أنا بالي مشى لي "كريمي" و"أبحمد"
:smile:

مرحب عمنا بابكر مخير وكل عام وانت بخير

عادل عسوم
22-10-2014, 11:36 AM
اقول...
حق لاسماعيل حسن ان يقدح في (الفج) من اشعار ما اصطلح علي تسميتها با(الحقيبة)...
فالرجل قد كان مجيدا في (ضربي) الشعر العاطفي والوطني معا وبالطبع فان هذين الضربين هما عماد اشعار واغاني الحيبة مع (غلبة) للاول علي الاخر...
ولعلي اضيف هنا بان غمط الرجل للكثير مما جاد به شعراء الحقيبة قد كان مرده الي (زاوية النظر) التي يصوب من خلالها اسماعيل حسن الي تلك الاشعار والاغاني...
فالرجل ينتمي الي بيئة يستعصم الشعر فيها ب(ثوابت) درج عليعا الناس في شمالنا الحبيب ومنها الناي عن (مايرونه ابتذالا في وصف مفاتن النساء)...
وذاك لعمري هو ما شان الكثيف من اشعار الحقيبة كما ستبين الامثلة...
لكني قبل ذلك اود ايراد بعض اشعار راحلنا اسماعيل حسن في ذينك الضربين من الشعر ولعلي ابتدرهما بالعاطفي:
(المستحيل)
لو بإيدي كنت طوعت الليالي 
لو بإيدي كنت زللت المحال 
والأماني الدايرة في دنياي ماكانت محال
دي الإرادة ونحن ما بنقدر نجابه المستحيل
دي الإرادة والمقدر ما بنجيب ليه بديل 
دي الإرادة أجبرتني في هواكم من قبيل 
***
غصبا عني وغصبا عنك 
انت حبيتني وهويتك
لو بإيدنا من زمان 
كنت خليتني ونسيتك
والنهاية ..
انت عارف وانا عارف
لو بإيدي كان هديتك 
***
أصلو حبي أقوى وأكبر من إرادتي 
وانا حاسس في جحيم نارك سعادتي
والهيب البكوي في روحي
في ذاتي
هو إنت
قلبي دايرك 
حبي عارفك
في شبابك في صباك 
في جمالك في وفاك 
في شبابك في وفاك
يا المسير وماك مخير 
انت ياصابر عند الله جزاك

http://m.youtube.com/watch?v=JCD9kh9xaNo

http://m.youtube.com/watch?v=2h8xZbYIpvY

عادل عسوم
22-10-2014, 12:04 PM
لو بهمسه

لو بهمسه... لو ببسمه قول أحبك
لو بنظره ...نظره حتى عابره قول أحبك
لو بتحلم فى منامك قول أحبك
لو ترسل لى سلامك قول احبك
***
كل كلمه من شفايفك أحلى غنوه
كل نظره من عيونك فيها سلوى
كل نسمه من ديارك فيها نجوى
كل همسه يا حبيبى عندى حلوه
***
يا حبيبى عمرى كلو ..كلو أهديتو لحبك
يا حبيبى انت عارف والغرام يشهدبو ربك
يابدورى فى الظلام والظلام يحجب لى دربك
نارى بعدك والحنان والجنه قربك
انت عارف أنا يا روحى بحبك
***
خوفى منك.. خوفى تنسانى وتنساها الليالى
يا حبيبى أنا خايف ياما بعدك أنسى حالى
أبقى تايه والغرام يصبح حكايه
والأمانى الحلوه دى كانت بدايه
تبقى أشواك فى طريقى فى النهايه

http://m.youtube.com/watch?v=qL3b7v-CgoA


http://m.youtube.com/watch?v=4LaorOfh6Yk

عادل عسوم
22-10-2014, 04:36 PM
حبيناك من قلوبنا واخترناك يا حلو 
ماتبادلــونا العـواطــف ليــه تــدللو

حبينا فيك العـفة والـــدم الشــربات 
والله العيون خلتنا في حيرة وآهات
وفي ابتسامتك شفنا جنات وجنات 
شوف العلينا واحكم لو دايـر اثبات

كان الدلال من طبعــــك عاجبنا فيك غرور
وإن جرت برضك عادل ظلم الجميل مغفور
نهواك نتيه في ريدك شايفين ألمنا سرور
نار الغــرام يا ساحر فى قلوبنا توقـد نور

أصلو الجحيم في غرامك نرضاه عشان نرضيك
حـتى الـمحــــال إن درت بـنـطـوعـــو ونهـــديك 
ارواحـنا حــولك هايمــة حارســـاك دوام تحميك 
بيــك نــــورت أيامنا والـفـرحــــة تـمـت بـيـــك

http://m.youtube.com/watch?v=ofr6qgNpkPo


http://m.youtube.com/watch?v=kgTDGZQEkxY

علاءالدين عبدالله الاحمر
22-10-2014, 05:55 PM
لعلي قد جبلت علي حب الفصيح من الشعر...
وكم في هذا السودان الجميل من شعراء فصيحي الكلمة والسياق والمرادات!
لكنني اجد لاشعار هذين الجميلين طعما ولونا ورائحة تجعل له فوتا علي الكثيف من اشعار مبدعين اخرين في سوداننا هذا...
ولعل القاسم المشترك بينهما قد صنعه حب ود بادي العميق ل(شيخه) اسماعين!...
فمن الحب ما يجعل الحبيب يتقمص روح محبه سعيا الي المقولة (روحين حللنا بدنا)...
ولسوف اعود لادلل علي ذلك بقصائد للرجلين تجدها تكاد تتطابق في روح النص واختيار المفردة واتساق السياق!...
لكنني اعود لاتحدث قليلا عن (وا اسفاي) التي كتبت عنها من قبل وقلت:
هي أغنية من الزمن الجميل!!!...
كلماتها (معجونة) بطين جروف الشمال!...
خرجت كلماتها (مغناة) من فيه قامتنا أسماعيل حسن...
ذاك السامق بعلو أطول نخلاتنا في الشمال...
الماثل في كل مقطع شعر يجود به مبدع من بيننا!...
ويتلقف القصيدة قامة أخرى ...
كم (ومافتئ) يلون صباحاتنا وأماسينا بلون القرنفل والورد!...
بث فيها كل عنفوانه التلحيني ...
فخرجت
غضة...
ريانة...
ممشوقة...
ألقة...
ساحرة...
لنقرأها أولا...ثم نسمعها ثانيا...ثم نتملاها ثالثا
وا اسفاي 
وردي & أسماعيل حسن
وا أسفاي
ارادة المولي رادتني وبقيت غناي 
وحاتكم انتو واأسفاي 
ارادة المولي رادتني 
وبقيت غناي
اسوي شنو مع المقدور
براهو الواهب العطاي 
***
منو البيدور يساهر الليل يسافر 
فوق جناح الشوق يكوس نجما بعيد ضواي 
اذا وصفولو ارض الحور 
تلاقي قوافلو طول اليل تشق التيه 
تجر النم مع الحردلو في الدوباي
واسفاي ببيع الدنيا كل الدنيا وااسفاي 
عشان خاطر عيون حلوين وااسفاي 
منابع الطيبه متجاورين وااسفاي 
ومتسامحين وفي السمحين
واسافر فوق صبي العين معاكي
سلامه يادنياي 
***
بتمدد وبتوسد وسادة شوق
وانوم مرتاح وخالي البال
واقالد تاني عهد صباي
عشان ماتبكي ببكي انا 
واحاكي الطرفه في نص الخريف بكاي
حمولي تهد جمال الشيل
وفايت في العتامير ليل
ومتوكل عليك ياألله دافر الليل
بريق البسمه ان لاح لي
بتتفنح مشاتل الريد
واحس في الجوه جوه الجوه 
زغرد فيها صوت الناي 
***
اسفاي اذا ماشفته ناس سمحين يتاتو
زي قدلة جني الوزين يتاتو
تلاقي قليبي يرمح جاي
لما يتاتو زي قدلة جني الوزين يتاتو 
حليل الكان بيهدي الغير 
صبح محتار يكوس هداي
من ناس ديله 
واأسفاي 
من زي ديله 
واأسفاي 
ارادة المولي رادتني وبقيت غناي
...

هذه الأغنية قد كانت من أحب القصائد الى نفس قامتنا أسماعيل حسن اذ انه قد صرح بذلك في الكثير من اللقاءات وللكثير من الأصدقاء...
ولعل مرد حبه للقصيدة انه قد اودعها الكثير من اسرار حياته...
لقد ابان فيها-جليا-ما اصطرع في نفسه مابين المدينة والقرية...
وابان فيها ما كابده من اهله لكونه قد (مرق) عن السياق فاضحي (غنايا)!
ولعل هذا الامر هو ماجعل مبدعنا صلاح ابن البادية يصر علي ان يغني (هو) الاغنية لكونها تعبر عن حاله!!
...
والعاصمة لأبن الأقاليم... عوالم وفضاءات تكتنفها الكثير من الأحاسيس والتطلعات والتصورات!...
لقد جاء اليها ود حد الزين وهو واثق من شاعريته (أذ الرجل رحمه الله كان مشهود له بقوة الشكيمة والأعتداد بما عنده!)...
فما لبث الا ان شرع في تلمس مجالس الفن في حي السجانة ...
ذاك الحي الريان بدفق الفن والشعر!...
انه هو حي برغم (عاصميته) ألاّ أنه متصل بحبل ممدود الى الشمال (أذ كان ولايزال سكنا للكثير من أهلنا)!...
بصدق ان هذه الأغنية تعبّر (بأجادة) عن (التشتت) مابين القرية والمدينة!...
أنها بوح شفيف ووصف لمشاعر ذاك القادم الى العاصمة (وهو يحتقب) عنفوان شبابه!...
وأمام ناظريه (في خط الأفق) زخم الآمال الوردية والتطلعات الى حياة الرغد و(تمكين الأقدام) في ديار تختلف عن القرية في حركتها ...
وفي مضامين حياتها ...
وفي سعة جنباتها!...
فكم أعيش (أنا) نفس هذه الأحاسيس عندما أستمع الى هذه الأغنية!...
فهي برغم وصفها لحياة العاصمة الاّ أنها لا تنفك عن (وتد) القرية هناااااك في البعيد !...
فالقرية دوما في البال وهويعود القهقري بخياله يوم أن حزم متاعه (القليل) لينام مبكرا حتى لا(تفوته) اللّواري والباصات ليحلم ويسافر فوق جناح الشوق يكوس نجما بعييييييد ضواي...
هنااااك حيث (الخرتوم بالليل) وألق أضواء الكهارب وأرض الحور اللاّئي كان يتبين سمتهن في (أحاديث) ووصف القادمين من أبناء أهله من أهل البندر عندما (ينزلون) البلد في الأجازات!...
فاذا يقوافل شوقه وآماله تشق التيه وتجر النم مع الحردلو في الدوباي...
وهنا يمتعنا وردي -أكثر- بصوته الجميل وهو يشبع مد الف (الدوباي) لينهي المقطع (من عل)!... 
ثم ينحدر الى قاع النبع ...
ثم يشرع (صاعدا السلم) من جديد ب(واأسفاااااي)!!!...
واااااأسفاي...
وااااأسفاااااي...
وما فتيء شاعرنا يحمل في دواخله قلبا محبا يعشق الجمال !...
فهو من أجل تلك العيون الحلوة هناك في تلك الديار مستعد ليبيع كل مايليه من دنياه ليسافر الى حيث يجدها ...
ولابأس من أن يترك يودع دنياه التي نشأ فيها برغم يقينه بأنها هي النبع الحقيقي للطيبة وسماحة النفس!...
اذ ان عنفوان الشباب والتطلع الى عوالم المدينة يستلب منه نفسه وعقله وخياله!...
ويتقلب شاعرنا فوق فراشه حيث هو في السجانة متوسدا وسادة شوقه الى القرية ل(يقالد) بخياله فيها عهد صباه الجميل ...
هناك في ظل جبل (كلم كاكول)!...
سنوات كانت هي بمثابة الربيع من الزمان!...
ستظل دوما مبعثا للجمال والراحة في دواخله طالما بقي حيا!...
يخاطب أيام صباه تلك ويقول لها:
عشان ماتبكي ببكي أنا واحاكي الطرفة في نص الخريف بكاي !...
والطرفة هي السحابة الريانة بماء المطر...
وود حد الزين باعتباره ابنا لمنحني النيل قد يكون -ايضا يعني نبات (الطرفي) الذي تظل قطرات المطر فيه باقية على سطع الجذع منه والأوراق حتى بعد انقطاع المطر وكأنها الدموع!...
فان كان يعني السحاب او عني نبات الطرفي فالقاسم بينهما لهو المشابهة في البكاء...
فقد كان لسان حاله يقول:
لان كان لزاما لبكاء فاليبك هو وليبق ماضيه جميلا كما كان!...
أنه يحب أن تظل ذكرى أيام صباه تلك نبعا للراحة والجمال يعود اليها كلما ادلهمّت عليه خطوب العاصمة وأشكالات الحياة فيها!...
فالحياة في العاصمة لهي حياة (مدافرة) ومكابدة وهو الذي يحمل فوق كاهله حمولا تهد جمال الشيل من مسئوليات للأسرة والأهل (الا انه أهل لها).... 
نعم...
لقد آلى على نفسه بأن يظل يشق ليل كل العتامير متوكلا على الله ...
يستصحب دون ذلك -في وجدانه-مشاعل النور والتفاؤل ويركل من بين يديه ظلام التشاؤم والدعة والخنوع!...
فهناااااك عند أقتران خط الأفق بالسماء تلوح بسمتها الجميلة!...
أنها ابتسامة حبيبته التي كم يتمنى لو تشرق عليه شمس يوم جميل يجمعه معها!...
بسمة عندما ترتسم في أفق خياله تتفتح دونها مشاتل الريد ويحس بالجوة جوة الجوة زغرد فيهو صوت الناي!...
ماأحلاه من يوم حينها!...
يومها...
سيرمح قلبه (ويتاتي) زي قدلة جنى الوزين !...
آآآآآآه منك يازمن!...
كم كان قويا ومحتدا بعنفواه !...
لقد كان يأتيه الآخرون يشكون له أفاعيل الحب والشوق بهم فيواسيهم ويرفدهم بالحلول وتطييب الخواطر!...
ولكن...
هاهو الآن (مبعثر) مابين قرية ومدينة والحبيب منه قاب قوسين ولا يستطيع الى زواج منه سبيلا!...
ماأقساها من حياة!...
واأسفاي!...

شكرا باوريف علي الطرق الممتع

عادل عسوم
23-10-2014, 08:19 AM
شكرا باوريف علي الطرق الممتع

ما اجمل ان يقراك من تثق بفوته لغة ومرادات...
جمل الله سنيك بالمحبة والرضوان يا اخ علاء الدين
ودادي

عادل عسوم
23-10-2014, 11:05 AM
اسماعيل حسن غني له العديد من مطربينا اشعاره العاطفية وقد كانت لها اثرها البائن في مسيرتهم الفنية تماما كما فعلت في مسيرة وردي وذلك ينبي بفوت اشعاره ويظهر جليا تاثيره البائن في الخارطة الفنية لعقود...
اليس من حق شاعر بهذا التفرد ان يكون له راي في اشعار الحقيبة واغانيها؟!
واجمالا لماسبق اليكم هذا المنقول الشامل والثر:
بين عبقرية وردي وأسطورة إسماعيل حسن وليلة (العشاء الأخير)
 الصدفة وحدها جمعت بين الشاعر إسماعيل حسن ومحمد وردي في العام 1957م كما قال وردي: كنت (فنان مبتدئ أغني بالرطانة وكان إسماعيل شاعراً مشهوراً معرفاً..) وأول ما أهداه إسماعيل حسن من الأغاني كانت (الليلة يا سمرا) و(يا طير يا طاير) والملاحظ في هذه الأغاني بساطة الكلمات وميلودية اللحن الذي كان طابع ذلك الزمان، فلم يكن وردي ملحناً أو موسيقاراً أو فنان معروف ومشهور ولا كان إسماعيل في قمة نضجه الشعري ولا يمكن أن يقال أنها أفضل أو أجمل ما كتب إسماعيل وما غني وردي.. وقد قام بتلحين هذه الأغنيات (خليل أحمد) ولكن كانت بداية لقاء وتمازج بين أعظم مدرستين في الشعر الرومانسي واللحن الطروب وقد ارتبطا وجدانياً واستمرت الأعمال بينهم تتري كما الأحلام العذبة أو كأنها قصص من ألف ليلة وليلة.. أثرت أعمالهم وجدان الشعب السوداني أو كما قال وردي: (كنا ننتج إنتاجاً غزيراً واكتسحت أغانينا السودان بأكمله وفي وقت وجيز..). ثم جاءت الأغاني آسرة أبدع فيها جميعاً وردي بعبقريته الفذة في التلحين وأضاف إليها بعداً عاشراً وزاد لمعانيها قوةً ومتعة وعمقاً وأضاف بتنغيمهم لهذه الأشعار معانٍ أكثر عمقاً وسمواً.. حقيقةً حلق بها وردي في سماوات الفن الراقي والغناء الأصيل.. ثم تواصل مدّ الأعمال بينهم جاءت (صدفة) و(يا سلام منك) و(الحنين يا فؤادي) وهي من ألحان (خليل أحمد).. ومعروف أن الأستاذ خليل أحمد كان ملحناً معروفاًَ ولحن لكثير من الفنانين في ذلك الحين ثم أغنيات (الريلة) و (القمر بوبا) اللاتي قد لبسن ثوب اللحن التراثي، ثم أصبح وردي يلحن أعماله بنفسه وحقيقةً ألحان وردي كانت شيء آخر خرج بها من القوالب العتيقة في ذلك الزمان فالألحان كانت (دائرية) وكل (الكوبليهات) متشابهة في اللحن أي أن النمطية كانت سمة العصر، وكذلك الشعر كانت صياغته بسيطة عبارة عن رباعيات تحمل كل واحدة قافية فالبناء القصيدي لا يدعو لأي إبداع وطبيعة اللحن كذلك دائرية لا تحمل أي جديد ولكن بعد فترة وجيزة قام إسماعيل ووردي بثورة في الغناء من ناحية اللحن والصياغة والمضامين الشعرية والجمل الموسيقية وجاءت الأغاني مختلفة، آسرة، عميقة شنفت الآذان وداعبت الوجدان وقد تضافرت أسباب عدة في نجاح هذه الأغاني وانتشارها حتى خارج الحدود.. عبقرية وردي وتميزه بوضح ألحان عجيبة ومؤثرة وفهمه العميق لما يكتبه الشاعر.. إسماعيل حسن كذلك مر بتجارب حياتيه ثرة ألهمته كتابة الشعر الصادق وليد الإحساس الجارف بما يعانيه الشاعر وفات أمه وأخته وحبه العميق لـ(نور العين) زوجته وانفصاله بعد فترة وجيزة ثم عودته لمحبوبه بعد معاناة ولوعة كان مخاضها أجمل ما قيل في الشعر الرومانسي.. فإسماعيل حسن كان من رواد المدرس الرومانسية كما قال الأستاذ السر قدور: (كان إسماعيل حسن رابع شعراء الرومانسية في السودان بعد قرشي محمد حسن وأحمد محمد صالح وحسين بازرعة).. ولكن في رأي المتواضع كانت لإسماعيل حسن (أزاميل) رائعة في صياغة الشعر وتفرده وتقترب أنفاسه من الشاعر محمد بشير عتيق وإن اختلفت المضامين فبينما يميل محمد بشير عتيق للوصف والغزل والمعاني الحسية إلا أن إسماعيل حسن يميل لوصف إحساسه ومشاعره ناحية محبوبه.. مثلاً يقول إسماعيل حسن في أغنية (سؤال):كدة أسأل لي عيونك.. يا أجمل حبيب..وأسال لي خدودك.. براها بتجيب..في عيونك حياتي.. وفي حسنك بغيب..قلبي الحباك .. أسألو ..ما حب سواك.. أسالو..ما عاش لولاك.. أسألوطول عمروا فداك.. أسألواوهكذا تنداح القصيدة وبنفس المنوال .. أو في (المستحيل):دي الإرادة .. ونحن ما بنقدر نجابه المستحيلدي الإرادة .. والمقدر ما بنجيب لهو بديلدي الإرادة .. أجبرتني في هواكم من قبيلأنظر لهذا السبك الشعري والصياغة الفريدة والتي كثيراً ما تجعل الفنان (الملحن) وردي تتملكه الحيرة والدهشة فالقصيدة شبه ملحنه ومكتملة الجرس الموسيقي، إلا أنه يضفي لها من عبقريته المثير.. أنظر كيف يردد (دي الإرادة).. دي الإرادة وفي التكرار تأكيد للحدس وتعميق للمعني.أنظر ما يفعل إسماعيل حسن في (خاف من الله) وماذا فعل وردي حيالها كأنها كُتبت في وادي عبقر وتم لحنها هنالك أيضاً وجاءت لنا، والله نحن نخاف علي قلوبنا من خاف من الله علي قلبي وقلبي من غرامك خاف .. أجمل ما كتب إسماعيل حسن وأعذب ما لحن وردي وغني فقد أضاف وردي موسيقي ساحرة تأخذ بالألباب كأنها موسيقية تصويرية للحدث.. يبدأ وردي بصوته الحلو الرخيم خاف .. خاف.. ثم خاف .. خاف وبصوت متهدج باكي متعطف خفيض ذليل (خاف من الله علي قلبي..) الرجاء والتوسل تذهب بك إلي الأعماق السحيقة من الوجد واللوعة.. ثم برجاء: زرعت الشوك علي دربوا ..ويا ما .. يا ما.. يا ما..في هواكم شاف.. قلبي ..أنظر لي (يا ما) وتكراراتها ألم تحس بأن إسماعيل عاني كثيراً؟ أنظر كيف تنساب القصيدة والموسيقي التصويرية يرسلها وردي كسلسبيل المياه العذبة صعوداً وهبوطاً حسب المرامي.سنين وأيام قضيت عمري.. قضيت عمري في لوعة..أنادي الليل وأقول يا ليل أنا المظلوم عزاي دمعة..دموعي تسيل وليلي طويل وعايش في مهب الريح براي شمعة..أنظر أولاً لصياغة هذا الفصل وتأمل في معانيه تجد أن المصراعات الأولي تحمل نفس الوزن والمصراعات الأخيرة بوزن مختلف من الأول وهذا السبك الدرامي مع اختلاف أوزانه يجعل للملحن أو الفنان مساحةً رحبة للإبداع اللحني والموسيقي.
علمتو يحبك ..ولما سار في دربك ..خنت وسبت حبيبك ليه ليه ..أنظر المعاني السامية في القصيدة يصور إسماعيل حسن عميق إحساسه بصياغة شعرية فريدة هي خليط من (التفعيلة) التي تترك للشاعر حرية الاندياح.. مع الشعر العمودي المعروف الذي يلتزم بالوزن والقافية إلي أن يصل: كفي يا قلبي أنسي الفات..وعيش من التاني وحداني..لو حنيت لعهد الشوق ..أجيب من وين عمر تاني..كفي يا قلبي شفت الويل..وليل السهد بكاني ..بعد ما تبت من النار..حرام تتجدد أحزاني..يضمك ليل ويطويك ليل ..نار الويل مهادك ..يا مظلوم وما ظالم ..حليلك والعمر فاني..تجد في هذا المقطع الأخير أن وردي قد أضاف ميلودية مميزة إذ ارتفعت وتيرة الخطابة قليلاً، كأنما يريد التأكيد علي ما ذهب إليه إسماعيل حسن لزجر قلبه ولو بحنيه.. ولكن عزيزي تأمل في هذا المقطع جيداً أعذب إحساس في بيت قصيد قال إسماعيل:
لو حنيت لعهد الشوق..أجيب من وين عمر تاني..تأمل بعمق.. ضحك إسماعيل حسن حين تم تذكيره بهذا البيت.. قال رغم أني كنت في ريعان الشباب.. ولكن.. ماذا تفهم من هذا البيت كأنما الشاعر قد قضي عمره كله محباً لمحبوبه حتى لم يصبح في العمر بقيه. أنظر لعمق هذه المعاني!! حقيقةً ولد إسماعيل حسن في العام 1929م وتوفي في 18/فبراير/1982م عن عمر ناهز ثلاثة وخمسون عاماً امتدت إليه يد المنون وهو بالمناسبة يكبر صديقه وتوأمه وردي بثلاثة أعوام إذ ولد وردي في العام 1932م وقد توفي وردي عن عمر ناهز التاسع والسبعون بعد صراع شديد مع المرض تغمدهم الله بواسع رحمته.. ولكن للتاريخ هذا الثنائي المبدع قدم كثيراً من الأعمال الخالدة لا يسع المجال لذكرها وإن كان آخرها إن لم تخني الذاكرة (أسفاي) وهذه المنعطف الخطير الذي لو قدر لهذا الثنائي الاستمرار لتغيرت خارطة الغناء السوداني رأساً علي عقب إلا أنه حدثت قطيعة بين الكوكبين كما قال وردي ساهم الإعلام وبعض الكتاب في توسيع الهوة فيها.. ولكن لم يكن أبداً من بينها ما ذهب إليه الأستاذ حسين خوجلي والذي غّرد بعيداً عن السرب بما تهوي نفسه.بدأ الأستاذ حسين خوجلي مرافعته في تشريح العلاقة بين الإمبراطور وردي والأسطورة إسماعيل حسن بالتمثيل بقوم موسي، (لا يصبرون علي طعام واحد) كأنما يؤكد ما ذهب إليه وردي في ظل خلافه مع إسماعيل حسن ود حد الزين كما يحلو للجميع بمناداته أو تسميته وذلك لحبه الشديد وعلاقته الفريدة مع أمه (حد الزين) كما سنري ذلك في أشعاره.. حسب رؤيته الشخصية ورأيه قال الأستاذ حسين خوجلي:تفسيري لعمق القطيعة وتطاولها بين إسماعيل ووردي إن إسماعيل هو الذي وقف وراء ذلك لأن وردي كان (دنيا) إسماعيل، فالقصيدة أبداً معني مخبوء وخمر معتق ولكنه مغلق ومدفون والأغنية هي الشعر حينما يرفل بين الناس.. وفي تفسيره أيضاً (لقد رأي إسماعيل في غرور وردي وبحثه عن أغنيات جديدة وشعراء جدد وأفق أرحب بأنه فصل في عدم الوفاء والالتزام، أما وردي فقد كان يري أن ما فعله حقاً طبيعياً وحرية من حريات الفنان وخروجاً علي القديم لا التجني علي ثوابته وإلا كان سيموت فنياً خاضعاً لمجموعة من القيم القديمة غير العملية). أنتهي تفسير الأستاذ حسين خوجلي والذي يبدو فيه أنه كان في غاية القناعة بما جاء فيه حرفياً، وأدلف الأستاذ حسين خوجلي علي الجوء المحيط بالعلاقة في ذلك الحين وذلك لحالة كون الشاعر إسماعيل حسن نائباً بمجلس الشعب في حكومة مايو واصفاً إياه بأحد أبواق مايو بينما الفنان وردي كان من المعارضين للنظام (في زمان انفض عنها كل النبلاء) كما جاء في رأيه إذاً فالحديث لا يخلو من السياسة وقد تطرق الأستاذ حسين خوجلي بالحديث عن الحزب الشيوعي السوداني الذي يقف في صفه الفنان وردي وهكذا بدأ الميل واضحاً للأستاذ حسين خوجلي في مناصرة وردي علي ود حد الزين ثم أورد قصة الفنان (أحمد فرح).قال الأستاذ حسين خوجلي: وقد هلل إسماعيل كثيراً للوجه والصوت الجديد وراهن عليه وقال في أول تصريح (جئت به لأنافس وردي) فكان هذا التصريح الذي روجوا له القشة التي قصمت ظهر العلاقة بين وردي وإسماعيل حسن ومن بعد قصمت ظهر موهبة أحمد فرح وأملت بل فرضت علي إسماعيل صمتاً طويلاً ولو قدر لأحمد فرح أن ينطلق ببساطته وحضوره الريفي المعافي وإمكاناته الخاصة دون إطلاق معركة مصنوعة لكتب له النجاح.. انتهي رأي الأستاذ حسين خوجلي هنا حول هذه الواقعة.. لم ينسي الأستاذ حسين خوجلي أن يتطرق لرباعيات إسماعيل حسن التي كانت تنشر بالصفحة الأخيرة في جريدة الأيام علي زمان رحمي سليمان وفضل الله محمد في زمن مايو قال الأستاذ حسين خوجلي: هي مجزوءات أو مجموعة أراجيز كانت كهتاف طفل في ليل عاصف كثيف، سماها (يقصد إسماعيل حسن) بـ (يا سلام) قال حسين خوجلي: كان أقرب إلي النظم المصنوع منها إلي الشعر المطبوع.علماً بأن يا سلام مجموعة قصائد ربما قصيرة ومجزوءات كما جاء في حديث حسين خوجلي إلا أنها كانت تقرأ في كل صباح بصوت (ليلي المغربي) في برنامج (إشراقة الصباح) الذي كان يبث من إذاعة أمدرمان كل صباح كما قالت ابنه إسماعيل حسن (أحلام) شعر إسماعيل في صوت ليلي المغربي كان وقوداً لدبيب الحياة والنشاط والفرح في أرواح الناس وأوصالهم عند كل إشراقة شمس وصباح.عموماً أنا لا أحجر علي رأي الأستاذ حسين خوجلي كناقد وأديب لا يشق له غبار، لكني أري أن الأستاذ حسين قد أسرف في الهجوم علي الشاعر الرقيق إسماعيل حسن أو علي الأقل قد جانبه الصواب في تفسير سر الخلاف ما بين العملاق وردي والأسطورة صاحب أعلي نخلة تحمل ثمار الرومانسية والعشق والهوى. إسماعيل حسن كان (شاعر الثورة) وليس بوق من أبواق مايو واختلافه سياسياً مع وردي لم يفسد للود قضية وليس سبباً في القطيعة. إلا في تفسير الأستاذ حسين لخروج وردي من السودان لعدة سنوات معارضاً للنظام. لم يتضرر من هذه الهجرة إلا وجدان الشعب السوداني.. قسي الأستاذ حسين خوجلي بهجومه القاسي علي إسماعيل حسن وحقيقةً غني محمد وردي لعدد من الشعراء، غني للأستاذ صلاح محمد إبراهيم (اليازة) الغناء السوداني (الطير المهاجر) وسكب فيها عصارة فنه فلم يعكر ذلك صفو (الحبيبين) وثنائي الروح.. غني وردي لأبو قطاطي ومحجوب شريف صاحب (السنبلاية) وغني لعثمان خالد والحاردلو وإسحق الحلنقي وغيرهم.. نعم كلهم قامات سامقة ولكن ليسوا أكثر شاعريةً وعمقاً من إسماعيل حسن فالتنويع في الغناء وقوالب الشعر وأنفاسه شيء مرغوب لدى أي فنان. وقد حملت حديقة وردي أزهار شتي واختلفت أنفاس وروده مختلف الطيوب ولكن عمق أريجه كان في حديقة إسماعيل حسن.. كل الشعراء قدموا باقةً رائعة من الزهور الذكية، ولكن باقة إسماعيل حسن كان لها وقعٌ خاص وقد قطف من حديقة إسماعيل حسن عدد من الفنانين، غني أبو داؤد لإسماعيل حسن أجمل ما كتب إسماعيل بالفصحى (عزاري الحي).يا عزاري الحي رفقاً بالحياري ..أريتن حبيباً قد تواري ..يا عزاري الحي عللن العليل..آه من قلبي ومن ليلي الطويل ..يا عزاري الحي قد راح الجميل..لم يقل حتى وداعاً في الرحيل ..والقصيدة حملت أجمل المضامين الجميلة وبلغة فصيحة سهلة الفهم وصياغ شعري محكم ثم عني له أبو داؤد (وطني) أجمل ما قيل في الوطن وبلغة منسابة كهدير الماء تمسك بالتلابيب القلب وشغافه وتأسرك دون أن تشعر بتعاقيد اللغة الفصحى وعنتها الذي يذهب بالمعاني وهذه هي صياغة إسماعيل حسن للشعر الفصيح .. سلس وبسيط وعميق سهل، ولكن ممتنع يقول فيها :وطني وحبك في دمي ..ملء الفؤاد وفي فمي ..أهواك لحناً ثائراً ..يا أنت أنت معلمي..لو أنني أعطي الجنان..وفي رباها أنعمي ..الحور تسعي كالفراش ..علي فراش ترتمي..لرجعت نحوك هائماً..لكنت أنت جهنم ..وطني وحبك في دمي ..كأنما يؤكد قول الشاعر أحمد شوقي:وطني لو شغلت بالخلد عنه..لراودتني إليه في الخلد نفسي..وغني له كذلك أبو داؤد (عاطفة):كفاية كفاية دي كانت حكاية..أطول من ليالي ما ليها نهاية..ترنم الفنان المبدع الراحل المقيم أحمد المصطفي بكلماته (يا ظبية):يا ظبية سارحة وين في الوديان مع الغزلان..
و(ليالي الريد):وين ليالي الريد والحنان يا رزينة..بعدك الأيام والليالي الحزينة..*** كان زمان والزمان طبعو هادي..ما بعرف اللوم ما بعادي تابع الحساد والأعادي..خلي قلبي وفات فات ودادي..***في الزمان الفات كان دليلي..في ليالي الشوق كان عديلي..كان أنيسي وكان خليلي..بعدو شفت الهم شفت ويلي..والأغنية عبارة عن حزمة أشواق وأسي وحب أبدع فيها أحمد المصطفي ولا تستطيع حيالها إلا أن تزرف دمع الوجد والصبابة والهوى مع الراحل أحمد المصطفي.غنت له مني الخير (القمرية) و(الليلة بلال ما جا) و(الزارعنو في شمبات) غناها حسن عطية والأستاذ محمد ميرغني غني له عدد من الأغنيات (حنان الدنيا) و(غريب) يقول فيها:قد ما فكرت أنسي..أنسي الماضي وألامو وويلو..ألقي نفسي زي غريب..تايه في ليلو..
و(أفراح البلد):أقيف وسط البلد وأغنيلك..وأقول لي الناس كل الناس..أقول ليهم ممواويلك وأغنيلك..وأيضاً أغنية (أمسكي عليك عيونك ديل) أو (زوبعة في ملاعب الخيل):أمسكي عليك عيونك ديل..أمسكينهم عيونك ديل..وخليني اللروح انفك من سكت عيونك ديل..ولابد هنا للتنويه أن القصيدة طويلة أطول مما لحنه حسن بابكر للفنان الرائع محمد ميرغني وذلك ربما لرؤية الفنان أو الملحن ولم يأخذ الشاعر في خاطره ولم يقم الدنيا ويقعدها فإسماعيل حسن كان شاعراً يري أن للشعر مراميه وسبل توصيله للناس يتركها للمغني الذي يحس بقصيدته ورغم بتر جزء من القصيدة إلا أن المعني لم يختل. ويقول إسماعيل حسن في آخر القصيدة وهو الجزء المبتور :منو البقدر علي العقبات..زمان نخن جمال الشيل..حليل الحيل ..زمان انبت من صاقعة عيونك ديل..ولا ننسي أغنيته الرائعة (اشتقت ليك) وهي كذلك لا تخلو من البتر لبعض أجزاء القصيدة التي كانت أطول مما تم لحنه.غني له زيدان إبراهيم (انت ليه ماخد في خاطرك) وغني الفنان الرقم الراحل المقيم عثمان حسين ابن حارته بالسجانة غني له (قلبي الحزين) و (ألمتني): 
ألمتني وعذبتي..بعد ما طال نواها قابلتني..ثم عادت هجرتني..في جحيم الشوق صلتني..حلمتني بلقاها ثم غالت لم أراها..وغني له (حبيب جفا) و (عارفنو حبيبي): وين درب السعادة يا باكين لحالي..دلوني عليها أنا ساهر ليالي..حتى لو بعمري أو بالروح ومالي..كما غني له الفنان الرائع المبدع سيد خليفة (أنا مالي ومالو) :أنا مالي ومالو..الأسرني جمالو..علموه وصالي هو أدري بحالي..كم صبرت سنين..وكي لي عزالي..هم قالوا كتير..وكتير كتير كم قالوا..الأغنية من الأغاني الخفيفة المحبوبة والمرغوبة كثيراً من الفنان سيد خليفة وقد أضفي عليها لحناً مواكباً لمتطلبات عصرها، ومعلوم أن الفنان سيد خليفة له أسلوب خاص في تناول الأغنيات (الخفيفة) كما يطلق علي هذا النوع من الأغاني وكذلك أهداه أغنية (أزيكم كيفنكم) :أزيكم كيفنكم أنا لي زمان ما شفتكم..مشتاق كتير كتير كتير لي حيكم..
والفنان عثمان اليمني أطال الله بقائه له مجموعة من كلمات إسماعيل حسن (عايز أكون):عايز أكون زي النسيمات..تسافر دون تساريح..لا قيود تملكني ..لا هماني لا تزعزعني ريح..و (دار ود قمر)متين يا الله نرجع للبلد..طولنا من أرض الحنان..يا حليل بلاد وادي النخيل..العالية تتحدي الزمان..و(أبوك تعبان) وهي رمية اشتهر بها عثمان اليمني:أبوك تعبان..يقزقز في الهواليق..ويسوق الساقي في الدغشاوي..فكة ريقو دفيق..ويفتل في الحبال ما خلي شيتاً اسمو عشميق..يرسل ليك عشان تقري العلم..تلحقنا في الضيق..أتاريك انت في بلد الترك..ولداً مطيليق..ويا خسارة عيشنا ما أكلوا الجراد..والحكمة متيق..
و(ميري) أو يا سلام غناها له الفنان نور الجيلاني :ميري زي الريح تولول..ميري زي فرخ الحمام..لما تتكلم..يا حلاوة اللهجة ..ميري وكت تتمتم في الكلام..هذا مما يدل علي عدم عنصرية إسماعيل حسن في الريد والعشق وأينما مالت عواطفه وهامت به الأشجان حمل قلمه وأطلق له العنان لا يحده في ذلك أي اتجاه وهو ابن نخلات الشمال الباسقات التي كم بكي لفراقها وبكت لفراقه.أهدي أغنياته كذلك للفنان المبدع التاج مصطفي (عشاق) التي يقول فيها:ما بنساك في قلبي دائماً ذكراك..يا حاسدين.. كفاي سهاد..يا هاجرين.. كفاي بعاد..لي سنين.. مناي وداد..وحقيقةً غني في حديقة أشعار إسماعيل حسن كثير من الفنان في ذلك الزمن الجميل، فلم تكن للكلمة المموسقة سوق تباع فيه وتشترى كانت مشاعر الشعراء ليست للبيع بل تهدي للجميع وتملك لكافة الناس، والكسبان الوحيد من هذا النزف المقدس المحبوب (أنا خلدتك بشعري في زمانك) ووجدان الشعب الذي تؤثر فيه هذه التجارب ويستمتع بها ويستنهض بها. وقد أوردت عدد من الفنانين تغنوا بكلمات إسماعيل حسن لأؤكد لأستاذي حسين خوجلي أن إسماعيل حسن لم يكن حكراً علي محمد وردي وأوردت بعض الشعراء غني لهم وردي وإن لم تخني الذاكرة بذكرهم غني لهم وردي ولا يمكن أبداً أن يكون غني محمد وردي لإسحق الحلنقي (صورة) أو (أعز الناس) بعد القطيعة، مما يؤكد أن الموضوع ليس كما ذهب إليه الأستاذ حسين خوجلي (لقد رأي في غرور وردي وبحثه عن أغنيات جديدة وشعراء جدد وأفق أرحب..) وآه من الكلمتين الأخيرتين وكأنما أفق إسماعيل ود حد الزين (ضيق) حاشا لله ليته علم أستاذي الفاضل حسين خوجلي بأن الكلمات تكون أحياناً كالرصاص وأحياناً أخرى كالورود وكم آلمتني وذبحتني كلماته (أوفق أرحب) ويشهد الله إني كل ما سمعت أو قرأت مجرد قراءة لقصيدة (خاف من الله):خاف من الله علي قلبي..وقلبي من غرامك خاف..زرعت الشوك علي دربوا..ويا ما في هواكم شاف.. قلبي..والله أذوب صبابةً دونما أشعر أبكي.. أبكي.. أبكي..أما إذا قرأت (سؤال) يعلم الله أرحل في دنيا أخرى وترجع بي الذاكرة لأيام الصبا والهوى العذري:كدا أسأل قلبك عن حالي.. أسألو..تنبيك عن سؤالك أشواقي.. أسالو..كدا أسال عيونك يا أجمل حبيب..وأسأل لي خدودك براها بتجيب..في عيونك حياتي وفي حُسنك بغيب..قلبي الحباك.. أسألو..ما حبي سواك.. أسألو..ما عاش لولاك.. أسألو..طول عمروا فداك.. أسألو..تنبيك عن سؤالك أشواقي.. أسألو..وإذا سمعت الأغنية من وردي لا أقوي علي احتباس دموعي (ورجعت خليت الدموع مني ينسابوا وينزلوا).ولكن ربما تجنيت علي أستاذي حسين خوجلي فيما ذهب إليه، ولكن لنري ماذا قال وردي عن إسماعيل حسن وهل ذهب وردي بالبحث عن (أفق أرحب)؟ أو ذهب للبحث عن (قيم جديدة)؟ قال وردي: كان الراحل من أعظم شعراء الغناء السوداني وكان مجدداً وأتي بمضامين جديدة كان من أشهر الشعراء الغنائيين في السودان.. قال وردي: كنا ثنائياً ناجحاً جداً فالتقينا ليس لقاءاً عادياً إنما مشاعرنا كانت موحدة ولهذا السبب كنا ننتج إنتاجاً غزيراً واكتسحت أغانينا السودان بأكمله في وقت وجيز وما زال صدى (خاف من الله) و (المستحيل) و(لو بهمسه) والأغاني الخفيفة (صدف) و(غلطة) و(حنية) هي التي تحرك الأجيال الحديثة أما (نور العين) فقد أصبحت كـ(السلام الوطني).. انتهي حديث وردي وقطعت جهينة قول كل خطيب..للأمانة والتاريخ أنا آخر من يمتلك ناصية الحديث عن إسماعيل ود حد الزين ولكن أعجبتني كلمات جاءت في حقه من أستاذنا دكتور إسماعيل الحاج موسي وزير الثقافة الأسبق أقتطف بعضاً منها.. قال: كان إسماعيل حسن رحمه الله من فحول الشعراء السودانيين، شدا وأشجى وألهم الشعراء وأثرى الشعر كان إسماعيل حسن قيثارة شعبية رائعة الصوت واسعة الصدى تصب ألحاناً فأطربت وأرقصت. أطلق إسماعيل الكلمة قوية صائبة في وجه أعداء الوطن وقد احتفي إسماعيل رحمه الله بالريف السوداني (ومعلوم فترة عمله بالمشاريع الزراعية في سنار (كساب) و(مسرة) والجزيرة..) وبأهله البسطاء فأعطاه هذا الحب للريف طلاوة وحلاوة في التعبير حيث وجدت كلماته الرقيقة الراقية طريقها عبر حناجر كبار الفنانين إلي الخلود والبقاء.. انتهي حديث الدكتور فماذا أقول بعد هذا (ما خلال كمل الكلام والحروف صبحت حطام).فإسماعيل حسن كان أسطورةً تمشي علي رجلين.. تعلمنا منه الحب العذري وصبابة العشاق. وأذكر في بواكير الصبا حين امتلكت أول إصدارة لإسماعيل حسن (ريحة التراب) كنت أحضن الديوان في حلي وترحالي وأترنم بقصائده الحلوة وأذكر من فرط إعجابي به وتعلقي بشعره كانت لي محاولة في رثائه بمناسبة الذكري الثالثة لرحيله إلا أن الذاكرة قد فترت ولكن أذكر بعضها
ثلاث سنين وراك مرت..وحاتك انت يا إسماعيل..لا كملت حكاوينا..لا لقينا البداوينا..ولا جفت دموع العين..وأنا آخر من يكتب المراثي في ود حد الزين ولكن أذكر مرثية ود بادي طويلة مليئة حزناً وأسي :كبي الدمعة ..فوق الدمعتين يا عين..بعد اليلة حابساها الدموع لي مين..والشاعر مختار دفع الله كتب فيه مرثية فيها كثير من اللوعة والأسى علي وداع الشاعر إسماعيل حسن.من هو إسماعيل ود حد الزين؟ كيف يري نفسه هو؟ إسماعيل حسن بكل بساطة صادقٌ المشاعر أغلب قصائده عن تجربة حقيقة وجُل قصائده كتباها في حبه الأول والأخير في زوجته أم عياله التي كان يسميها نور العين مثله مثل أي شاب بدأ قلبه يخفق لبنت الجيران في حيه (السجانة) فأحبها وأحبته وتزوجها وشاءت إرادة المولي أن ينفصلا خلال فترة وجيزة وفي هذه الفترة تخيلوا معي كم حرك من الأشجان والكوامن لكل من سمع (صدفة) أو (عارفنو حبيبي) أو (خاف من الله) أو (المستحيل) أو (لو بهمسة).. كل الوجدان السودان أو قل العربي أو قل الأفريقي الذي تفاعل مع هذا الفراق ولكن بعد ثلاثة سنوات رجعت المياه لمجاريها رجع الحبيب لمحبوبته وهدأت معه لواعجنا حينا غنانا وردي (عودة) إسماعيل حسن
أوعك يا حبيبي ..أوعك تاني تزعل..كفايا كفايا عذابنا اللي طول..تغمرني بحنانك.. وتسقيني المحنة..أيام عمري جنبك.. جنة وألف جنة..تايهين في العواطف.. لا صد لا مظنة..الصابر بيلقي نصيبوا لو تأني..المصالحة:المصالحة التاريخية بين الشاعر إسماعيل حسن والفنان محمد وردي والتي هيأت لها الأجواء رابطة (مروي) بجامعة الخرطوم عام 1982م أوائل شهر فبراير بقيادة الدكتور محمد أحمد سيد أحمد التوم رئيس الرابطة والسكرتير الثقافي دكتور توفيق الطيب البشير وقد تم اللقاء في أوائل شهر فبراير 1982م باتحاد الفنانين وقد وثق الدكتور توفيق الطيب البشير في موقعه (موسوعة التوثيق الشامل) للقاء الأول باتحاد الفنانين للعملاقين وردي وإسماعيل وقد نزلت الدموع منهم مدراراً وكان اللقاء عاصفاً سرمدياً بكي إسماعيل حسن وتأثر وردي أيما تأثير.. قال وردي: (ليس بيني وبين إسماعيل حسن حقد ولا كراهية وإنما القصة كلها أنو إسماعيل إخطط لنفسه طريقاً (سياسياً) أحدث بيننا بعض الجفوة..) إذاً فهذا سبب الخلاف حسب إفادة وردي (وللتاريخ نذكر أن إسماعيل كان من الكوادر العليا في الاتحاد الاشتراكي وكان برلمانياً مرموقاً في تلك الأيام). استمر اللقاء الأول هذا زهاء الساعتين باتحاد الفنانين بأمدرمان وتحدث كل من وردي وإسماعيل وقد كان الحضور في ذلك اللقاء بعض أعضاء الرابطة وبعض الخريجين منهم الشاعر الدكتور محمد بادي والدكتور كمال أبو سن والفنان صديق أحمد وآخرون. وفي نهاية اللقاء دعاهم وردي للعشاء في منزله يوم الخميس ثم قال إسماعيل (وأنا الخميس البعدو). 
اللقاء الأخير:فقد كان اللقاء الأخير بمنزل وردي فقد حضر جميع الحاضرين لقاء المصالحة باتحاد الفنانين بما فيهم إسماعيل حسن وقد كانت دعوة العشاء تلك بمنزل وردي بالكلاكلة آخر لقاء بين وردي وإسماعيل حسن ولكنها كانت ليلة ساحرة غني فيها وردي مع صديق أحمد ثنائياً رائعاً وقد سجل وردي تلك الليلة التي غني فيها صديق أحمد وغنوا معاً (جيداً جيد تدني قلوبنا جمة) و(يا ناس صلوا علي جمالا) كان آخر لقاء بين وردي وإسماعيل لأن اليوم المحدد لدعوة إسماعيل لتناول العشاء حضر الجميع حسب الاتفاق إلا وردي.(العشاء الأخير):لبي الجميع دعوة إسماعيل حسن واستقبلهم إسماعيل بمنزله بالخرطوم 3 في ليلة الخميس التي تلت الخميس السابق لعشاء وردي.. لم يحضر وردي، وفي منتصف الجلسة أحسن إسماعيل ببعض الألم واستأذن ضيوفه وذهب لغرفته ليرتاح قليلاً ثم يعود ولكن شاءت إرادة المولي أن يتطور الوضع فذهبوا به إلي المستشفي ثم توفي إلي رحمة مولاه في تلك الليلة بالمستشفي ليلة 18/2/1982م فما أعظم تلك الصلة التي جمعت هذين المبدعين حتى قدما كل هذه الثروة ما أعظم فراقهما وهما قريبين غير متنافرين ألا رحم الله شاعرنا الراحل إسماعيل ود حد الزين والفنان الموسيقار محمد عثمان حسن وردي وجعل قبريهما روضة من رياض الجنة بقدر ما أسعداء هذا الشعب العظيم وأثريا وجدانه..
عصام الأمين محمد (أبو مصعب)

https://m.facebook.com/notes/507874032588836/

عادل عسوم
23-10-2014, 06:11 PM
ومن اشعاره الوطنية والتراثية الاتي:

http://m.youtube.com/watch?v=EXgL4nKLaCU

عادل عسوم
23-10-2014, 08:28 PM
ديل اهلي:

http://m.youtube.com/watch?v=x_hSZ5ArSGs

عادل عسوم
23-10-2014, 08:39 PM
كـُـلـُـنـْـكـَـاكـُـولْ
كلمات : إسماعيل حسن
ألحان : النعام آدم
غناء : النعام آدم

كـُـلـُــنـْـكـَـاكـُــولْ .......... أبـُـو الـصُّــلاَّحْ ويـَـابـَـا 
يـَـا جـَــبـَــــــــلاً ....... يـَـطـِـلْ فـُــوقْ الـسِّـحـَـابـَـه 
******
تـَـوَاريــخـَــكْ ....... بـَــدَتْ فـَــجْـــرْ الــصَّــحـَـابـَـه 
وسـِـجــِـلْ الـخـَـالـِــدِيــنْ ......... مـِـنـَّـــكْ بـَــدَابـَـه 
******
ولـِــيـــدَاتـَــكْ بـَـعــِـيـــدْ ..... فـِى الـغـُــرْبـَـه يـَـابـَـا 
صَــغـَــيـْــرُونـُــنْ كــِــبــِـــرْ والـلـِّــيـــلـَـــه شَــــابـَـا 
******
دِريــــبْ الــرَّجْـــعَــــه ..... مَــا لـِــقـَـــتـُــو بـَـــابـَـا 
مَــرَاكـْــــبْ الـغـُـــرْبــَـه ضَـــلـَّـــتْ فـِـى عـُــبـَـــابـَـا 
******
حـِـلـِـيـــلْ الــفـِـى الـبـَـعــِـيــدْ حَــضَــنْ الـصَّـبـَـابـَـه 
عـَــزَاهـُــو غـُــنـَــاهـُــــو فـِـى وَتـَـــــرْ الــرَّبــَــابـَـه 
******
طـِـريـــتـَـــكْ يـَـا الـجَّـــبـَـــلْ كـَـاسْــيـَــاكْ مَـهـَــابـَـه 
طـِـريــــتْ أهـَــلـِـى وطـِـريــــتْ نـَــاسَـــاً تـَــعَـــابـَـا 
******
فـِى حـَــــرْ الــشَّـــمــِـسْ ضَـــايـْـقــِــيــنْ عـَـــذابـَـه 
لا غـِــيـــمَـــاً يـَـمُـــرْ .......... لا ضُـــلْ سـِحـَـابـَـه 
******
نــِــهَــــارُن فـِـى الـجـُّـــرُوفْ مــِــيــــدَانْ حـَـــرَابـَـا 
سَـــلالـِـــيــكـُــنْ سَـــنــِــيــنـِـى تـَــقـُـــولْ حـُــرَابـَـا 
******
سَــوَاقـِــيــنـَــا الــتـَّــنـُـوحْ فـِـى الـلـِّــيـــلْ عـَــذابـَـا 
وحـِـسَّــهَــا فـِى الـبـَـعـِــيــدْ يـَـهَـــدِى الـضَّــهَــابـَـا 
******
جـَـــدَاولـُـــــنْ الــتــَّــــوَلـْـــولْ فـِـى إنـْــســِــيـَــابـَـا 
زَغـَــاريـــدْ سَــمْــحـَـه كـَـاتـْـبــِــيــنْ لـِـى كـِـتـَــابـَـا 
******
تـُـمُــورْنـَـا الـشَّــابـْـكـَـه دِى الـشَّــارْفـَــاتْ رُقــَـابـَـا 
مـَــــعَ نـَــفـَــــسْ الــدِّغـِــيــــــشْ زَىَّ الــهَــبـَّــابـَـه 
******
طـِـريــتْ الــقـَــلـْـعَــه شَــبـِّــيــتْ فـُـوقْ هـِـضَــابـَـا 
وفـِـى وَاطـَــاتـَـــا ....... جـَــرْجـَــرْتَ الـكـِــتـَــابـَـا 
******
كـِـبــِـرْتَ ........ ومَـا كـِــبــِـرتَ عـَـلـِـى رحـَــابـَـا 
رضـِــعْـــتَ الـحـَـالـِـى مَــــمْـــزُوجْ بــِى شَــــرَابـَـا 
******
مُــشْـــتـَـاقْ لـِـى حـَــدِيـــثْ نـَــاسْ يـُــمَّــه يـَــابـَـا 
كــِـلــِــيـــمَـــــاتْ وَا شــِـــريــــرى ويـَـا خـَــــرَابـَـا 
******
طــِـريــتْ حـَــبـُّـوبـْــتـِـى لـمَّـا تـَــقـُـولْ لـِى يـَــابـَـا 
تـَــكـْـبـَـــرْ يـَـالـخـَــزيـــنْ دُخـْـــــرى الــتـَّــعَــــابـَـا 
******
طـِــريـــتــَــا ... طـِــريـــتْ عـُـكـَّـــازَا وحـِـجـَـــابـَـا 
وعـِـنـِــيــقـْــريــبـَـه وكـَـمَــانْ بـُـقـْـجـَــتْ تـِــيـَـابـَـه 
******
ويـــنْ ودَّ الــنـِّـمــِـيـــرْ ...... فـَــارْسَ الــحـَـــرَابـَـا 
شَـــايـْــلـِــيـــنْ الـــــــــدُّرُوعْ شَــــــدُّو الــكـَــــرَابـَـا 
******
ويـــنْ فـَـــاطـْــنـَــه أمْ حـِـجـِــلْ ويـــنْ يـَـاجـَــلاَّبـَـه 
فـِـى زَمَـــنْ الــمَــحـَــلْ ......... والـــدَّارْ خـَـــرَابـَـا 
******
طـِــريـــتْ بـَـلـَـــدِى وطـِـريـــتْ ريــحـَــة تـُــرَابـَـه 
عـُـرُوقْ الـطـِّــيــبـَـه ضَـــارْبـَــاتْ فـِـى شـِــعَـــابـَـا 
******
إتـْــعَــلـَّــمْـــتَ ........ مـِـنْ صَــفـْــقـَــة شَـــبـَـابـَـه 
حـَـــلاوْة الـــدُّنـْــيـَــا فـِـى هَـــمْـــــسْ الـــرَّبـَـــابـَـه 
******
دِلـِــيـــبـُــنْ زَىْ هَــــدِيـــرْ الــرِّيــــحْ فـِـى غـَـــابـَـه 
ويـَـا طـَـــرَاوْة الـلـِّــيـــلْ مَــعَ الـنـَّــاسْ الـطـَّــرَابـَـا

عادل عسوم
29-10-2014, 08:42 PM
ماسبق هي امثلة لبعض اشعار لراحلنا اسماعيل حسن وما كان ايرادي لها الا توطئة لمقارنتها (مفردة وسياقا) بالعديد والكثيف من اشعار الحقيبة التي لاتستحق-حقا-كل هذه الهالة التي جعلناها -ولم نزل-لها!
اسماعيل حسن رحمه الله وبما اوردته له من اشعار وسواها كثر مما يحفظها او يلم بها كل سوداني منا ليس بالشاعر الذي يلقي القول علي عواهنه او يورد الراي جذافا!...
ثم هناك امر اخر يعضد من رؤية راحلنا في اغاني الحقيقة وهو الاتي:
لماذا لم يستطع الغناء السوداني الاستواء علي سوقه والمنافسة مع طرح الشعوب المجاورة؟
لاغرو ان هناك (بضع) اغان سودانية قد استطاعت ان تخترق الحدود وتجد لها موطئ قدم في سوح ووجدان الشعوب المحاورة لكن كم هي عدد اغان الحقيبة بين تلك الاغاني؟!
لقد جهدت في تعداد اغانينا هذه-التي استطاعت تخطي حدود الوطن- فلم اجد بينها اغنية واحدة من اغاني الحقيبة (وليصححني من يجدني مخطئا)...
لكنني قد وجدت لراحلنا اسماعيل حسن اغان اربع (علي الاقل) مطروقة ومعلومة لدي المستمع الافريقي والعربي!
اما بقية الاغاني فهي لشعراء لايمتون لشعراء الحقيبة باي صلة ولغلي اذكر منهم خليل فرح والتجاني يوسف بشير وادريس جماع وصلاح احمد ابراهيم والحلنقي وسواهم...
اليس هذا موضع لسؤال؟!!!
قد يقول قائل بان المقايسة هنا لهي قياس مع الفارق وماذلك الا لكون اشعار الحقيبة ماهي الا اشعار موغلة في المحلية بما يكتنف مفردتها وسياقها...
لكن يكون الرد بان الاغنية علي اجمالها لها من الاذرع الكثير-كما الاخطبوط-تستطيع بها ان تجد لها بها مولجا الي وجدان الشعوب الاخري شعرا كان او موسقة او لحنا او حتي اداء...
وبالطبع ليس السلم الموسيقي-باي حال- هو العائق في انتشار الاغنية السودانية خلف الحدود...
(يتبع)

عادل عسوم
29-10-2014, 09:14 PM
لقد سبق لي ايراد نسيج خيط من قبل عن رؤية لي (عن وحول) اغاني الحقيبة لعلي الخص شيئا منه:
 

أرى بأنه من الخطأ بمكان التوصيف لجملة (ما وثَّقَه الناس) في الأسطوانات والأشرطة في بدايات القرن الماضي أنه الشعر والغناء (الأوحد) المنداح في السودان آنذاك...

وهو ذاك الذي تراضى البعض على تسميته ب(غناء الحقيبة)...

ذاك لعمري توصيف خاطئ وأبتسار وتضييق لواسع...

فالرفد الموجب المطروح في الساحة من أشعار وأغاني لم يكن قليلا حينها ...

ولكن لم يُتيسر للكثير منه -شخوصا ورفدا -بتوثيق كما تيسر للبعض الآخر (الذي أسموه فنا للحقيبة) الاّ من بعض نتف هنا أوهناك ...

وبذلك فان توصيف (أغاني الحقيبة) يبقى توصيفا خاطئا لا عدل فيه ...

اذ هو يخلط (كثيرا طالحا) ب(قليل صالح) تمكن البعض من توثيقه ليصل الى جيلنا الحالي ...

وهو رفد -أراه- لا يصح البته أستصحابه (أصلا) يعوَّل عليه ليكون أساسا لفن راق يرتقي بالوجدان...

أما ركاكة اللغة التي أجد:

فنحن (كسودانيين) لا أخالنا ننفك عن اللغة العربية كلغة تخاطب وتعبير... 

وان جهد البعض في المناداة والتمترس بغيرها من لغات أو رطانات ...

ثم جاء آخرون ب(سودانوية) أو (غابة وصحراء) يرجون لها أن تكون باحة وسيطة في أمر يبقى التوسط فيه كال(أعراف) التي لاهي بجنة ولا نار...

فاللغة بالقطع تساير حراك الناس ...

فهي دوما في أرتقاء الى كمالاتها الفصيحة (كما حدث ويحدث للهجتنا على مر الأزمان) ...

أو هي مرتكسة الى دونٍ لتذوب في غيرها من اللغات (كما حدث لدى غيرنا من دول وقبائل وأعراق)!...

واللغة العربية -رضينا أم أبينا- هي في المنتهى لغة التخاطب والتلاقح والحوار والتعبير لفسيفساء قبائلنا وأثنياتنا في هذا الوطن السوداني الكبير حتى في جنوبه وغربه وشرقه ...

أقول ذلك دونما غمط لتأريخ (تليد) لبعض لغات لدينا ...

لكنها لغات -هي في يومنا الحاضر- تجاوزتها عجلة التاريخ ونأى عنها دولاب الحياة...فأغاني الحقيبة قد صيغ الكثير منها ب(لهجة) لآباء وأجداد لنا ...

لهجة كانت تنأى كثيرا عن مساطر الفصاحة ...من حيث اشتمالها على أخطاء في أشتقاقات الأفعال ومآلات النسبة وسمت التوصيف...

أو هي قد أعتورتها الكثير من الكلمات (غير العربية) ...كلمات لا يكون للمستمع من سبيل الى فهم واستيعاب لها دونما أستهداء بمرجعية تشرح له المعاني والمرادات!......أعيد فأقول بأنني أُجِلُّ وأقدِّر (كل) لغة أو ثقافة أو قل (رطانة) يذخر بها مصرورنا السوداني...لكني أصوِّب الى نأي عن تقوقع الى اندياح في سوح وفضاءات تسعنا (جميعا كسودانيين) لتنطلق برفدنا الى رحاب أوسع في عالمنا العربي أو غيره من العوالم التي تتفاعل مع (الحيِّ) من اللغات في عوالم اليوم ...(والعربية الفصيحة بالقطع أحداها)...

...

دعونا نعود الى الفترة التي (قيل) فيها بأن أغاني الحقيبة قد ولدت وانطلقت منها...ولنصوب الى شعراء (كثر) أثروا مكتبتنا وذاكرتنا السماعية بالكثير من الشعر الفصيح (وان جاء بعضه أيضا بلهجة لم يخالطها دونه ما ينأى بسمتها عن الفصاحة والقبول)...

أقرأوا بالله عليكم لشاعرنا القامة محمد سعيد العباسي:

عهد جيرون

أو...مليط

أو...الذكريات

وتعالوا لنستمع الى رائعة أدريس جماع:

فى ربيع الحب كنا نتساقى ونغنى.... 

نتناجى ونناجى الطير من غصن لغصن

ثم ضاع الامس منى ..... 

وانطوت فى القلب حسرة

ثم تعالوا لنستمع الى ذاك الذي يمد صوته بمثل هذا:

يوم لاقيتو راكب بسكليتو

الشاب الظريف القبل الشاطي بيتو

اشر لي بريتو شقاني وما شقيتو

شفت الجبيب توب الحد رميتو

العجب حبيبي ما رد لي تحية

فأي أرتقاء وأي أرتكاس؟أو تعالوا لنستمع الى أغان تشوبها الكثير من الكلمات المعجمة كالضانقيل والفافنوس واللّدر وغير ذلك مما يحتاج الى معاجم ومفسرين

وبالطبع فان الكثير من تلك الأغاني والتي قد (شذب) بعض قاماتنا اليوم ألحانها وصدحوا بها بأداء رفيع فهي تظل فاقدة للقدرة على الأرتقاء بالوجدان وان بقيت في وجداننا (صوريا) بواعث لمتعة (فطير)...
فالعديد منا يستصحب الكثير من الالحان والأغاني في وجدانه هي ان أعملت عليها (مساطر) الموسقة والفن لما وجدنا لها حظا من علمية أو سمت جمال يتراضى الناس عليه!...
لكنها تظل في وجداننا (ظاهريا) واحات من ابداع يستدفئ بين يديها الخيال وتستريح لديها الخواطر وتستجم عندها النفوس!...
ولعل السبب في ذلك أننا عندما نستمع الى تلك الأغنيات فأننا نستصحب الكثير من الصور والمشاهد (لأزمنة وأمكنة) أقترنت بعهد السماع الأول لتلك الأعمال...
وقد ترتبط أيضا بشخوص لهم في النفس الكثير يكون البعض منهم قد افضوا الى البارئ فلم تبق منهم سوى الذكريات...
لكن بصمات الأزمنة والأمكنة والشخوص تلك أن هي أرتبطت بالمنهجي والعلمي من الألحان والأغاني فأنها بالقطع تزيدها ألقا وبهاء وفضاءات ارحب من الابداع والأجادة ...
ويقاس على ذلك كم الموحيات الكثيرة المنداح في أزاهير أغنياتنا:
وفي صحية حروف النيل مع الموجة الصباحية...
أنا والنجم والمسا...
وفضلت حامل أدمعي في الليلة ديك...
يضاف الي ذلك الكثير من الأزمنة والأمكنة والملموسات التي نجدها تنتثر كقطرات الندي علي محيا أزاهير أغنياتنا...
ويأتي هنا أيضا أستلهام شعرائنا المجيدين للكثير من المعاني من تلك الملموسات ...
حروف اسمك عقد منظوم بخيط النور...
شال النوار ظلل بيتنا...
تلقي الحبيبة بتشتغل منديل حرير...
رمال حلتنا...
والأمثلة كثيرة لمن يريد البحث والتقصي.
واعود لاقول هناك نظرية تسمى المقايسة ...
فأنت ان تعذر عليك الألمام بالشروط والقواعد اللازمة لتبيان منهجية وعلمية اللحن أو الأغنية فما عليك ألا مقايستها على غيرها مما علم يقينا أستيفائها للمنهجية والعلمية , ولكن يجب قبل ذلك أفراغ ذاك المسموع من كل بصمات الزمان والمكان حتى لا تتداخل العواطف في طيات التقييم والتي قد تؤدي حتما الى قراءات خاطئة!...
وقد يقول قائل لماذا كل ذلك مادمت متصالحا مع نفسي وتكفيني مالدي من موسقة والحان في الوجدان توصلني الى درجة مقدرة من الأمتاع والراحة النفسية؟!...
الرد يكون بأن الوجدان هنا يكون قد تشكل بصورة خاطئة تماما كذاك الذي عمد الى تمارين رفع الاثقال دون مدرب يريه الأوضاع السليمة لطريقة الرفع والخطف والنتر للأثقال مما أدى ذلك الى بناء خاطئ للعضلات والتي بدورها تتسبب مستقبلا في التواءات وتمزقات قد تودي بصاحبها!...
فالوجدان الموسيقي لذاك الذي يستمع الى (المتاح) من الموسقة والأغنيات يكون قد تشكل بصورة ينعدم فيه الحس والذوق الموسيقي السليم فيحرم صاحبه من القدرة والأستعداد على تذوق (المتراضى عليه)من أهل الأختصاص من الموسقة والألحان والأغنيات المجيدة حيث يجدها صاحبنا ذاك عند مقايستها بال(مصرور) لديه من الأغنيات والألحان سمجة وفجة ولا تحرك فيه ساكنا!!
فكلمات الأغنية وبنيتها اللفظية (دوما) تسبق موسقتها وأيقاعها اشباعا للحس وارتقاء بالوجدان وهي من قبل ذلك ترتقي باللغة التي نتحدث ونحاور ونعبِّر بها خلال حراكنا كله...
وأحسب بأن أنتفاء سبل التواصل والأتصال في ذاك الزمان وعدم بلورة مفهوم الدولة حينها قد نأى بالقائمين على أمر الفن عن الأطِّلاع على الكثير الجميل من الاشعار والاّ لكان الاساس الذي قام عليه بنيان الغناء السوداني اليوم من المتانة بمكان وما كان لنا أن نراوح مكاننا بالرغم من فوت لنا يكاد يجمع عليه أخوتنا العرب في (كم وكيف) شعرنا الفصيح وثقافتنا.
(يتبع)

عادل عسوم
29-10-2014, 09:33 PM
 هذه المداخلة ينبغي لها ان تقرا قبل المداخلة السابقة:
لان كان يجظر بكل رفد أن يرقي بوجدان المتلقي فاني -حقا-لا أحسب أن (أغاني الحقيبة) قد فعلت أو تفعل ذلك وماذلك الا لأنها:
1-لغتها ركيكة الاّ القليل منها...
2-مراداتها معيبة (أذ أن جلها يجسد مفاتن المرأة) الاّ القليل منها...
3-يندر أن تجد فيها الصور البديعية الموحية الاّ في القليل منها...
4-ألحانها -قياسا على مساطر الموسقة والمنهجة- فطير وأحسبها (يقينا) قد ساهمت في الأرتكاس بوجداننا الموسيقي...
5-أسلوب أدائها فجٌّ لا يلتزم بسمت جمالي ان كان في مظهر المؤدي أو التطريب الصوتي...
أسئلة تعنُّ لي:
1-ماعلاقة ال(حقيبة) بالغناء؟ ولان سلمنا جدلا ب(قصة) الحقيبة التي حُملت فيها أشرطة الأغاني من استديوهات مصر الى السودان...هل يستسيغ الذوق أطلاق أسم (الحقيبة) على فئة (ما) من أغانينا؟! 
2-لان كانت أغاني الحقيبة (تلك) بالهالة الموجبة التي ألبسناها لها لماذا (يستحيل) على المتلقي العربي والأفريقي بل والغربي أستساغة كلماتها وموسقتها برغم قدرتنا (نحن) على التفاعل مع أغاني الغير؟!
3-لماذا أُثر عن الراحلان أسماعيل حسن وعثمان حسين -كمثال-عدم استلطافهم لأغاني الحقيبة؟!
انها أسئلة ارجو تحرك (سكون) مسلمات استصحبناها زمانا!!!
(يتبع)

عادل عسوم
03-11-2014, 08:49 AM
كتب لي زميل عزيز غي منتدى آخر:
اخي عسوم
من قال بأن اللغة الفصحى ستكون سبباً في انتشار الاغنية السودانية في رحاب عالمنا العربي؟ 
إليك تجربة الفنان سيد خليفة (رحمه الله)، وهو الذي اتصف بانه سفير الاغنية السودانية لدى العرب. فقد تغنى في رحلاته إلى العرب بربيع الحب هذه وولى المساء وغيرة (اعلى الجمال) - اغنيات بالشعر الفصيح - في كثيرة من مكان في عالمنا العربي, لكن رغم ذلك لم يحفظ منه العرب إلا (ازيكم) لشاعرها اسماعيل حسن أو (المامبو السوداني) لعبد المنعم عبدالحي (رحمهم الله جميعاً) - اغنيات بالعامية البسيطة جداً - 
في تقديري أن الشعر الغناء يحتاج إلى البساطة وإلى المفردة السهلة ذات الموسيقى العالية التي يسهل هضمها، يضاف إليها الايقاع الساخب واللحن الراقص المهضوم.
واعتقد أن تعدد الايقاعات في اغنيتنا يجعل منها اغنية ثرية يمكن لها الانتشار إذا ما وجدت الاهتمام والجدية وهيئت لها الأدوات المساعدة من اعلام ووسائل عرض وتكنيك. 
تقديري مرة اخرى

عادل عسوم
03-11-2014, 08:51 AM
 

وكان هذا ردي:
مرحبا بك (دوما) ياصديقي 

ها أنت تقولها ياعزيزي:
يمكن؟!!!
مولجي منذ البدء كان ولم يفتأ مصوبا الى ذاك ال(امكان) ياعزيزي
لقد أجمعت (جل) الورش والسمنارات التي أقامها أتحاد اصحاب المهن الموسيقية بأن الفن السوداني لايعوزه سبب معين يحول دون انتشاره عربيا أو عالميا!
لان تحدث البعض عن السلم الخماسي فقد فند العديد من منهم ذلك ومنهم الموسيقار بشير عباس والدكتور الفاتح حسين والقامة وردي وغيرهم كثير!
أما مايخص اللغة فاني لم أقل بأن الفصحى الموغلة في التقعر هي الأولى بأن تكون جسرا لنشر فننا خارج حدودنا!
أتفق معك بأن أغنية الراحل سيد خليفة (المامبو السوداني) قد حققت انتشارا ...
لكن الا ترى قي ذاك الانتشار سلبا كبيرا؟!
فالأغنية لاتورد الاّ من باب ال(تهكم) علينا كسودانيين هنا وهناك!
فالراحل سيد خليفة رحمه الله قد كان يؤديها باسلوب (يعكس بساطتنا وسذاجتنا السودانية الراقصة) ولكنه في نظر الآخرين...أتراه يقيّم لديهم في خانة الايجاب؟!
دونك ياصديقي (عرضة) الرئيس البشير الذي يعدها الآخرين (رقصا سمجا) ونراها نحن فراسة ...فلاينالنا الاّ الغمط واللمز -حتى-من جيراننا في الشمال!
سيد خليفة رحمه الله -كما تذكر أنت-قد غنى (في ربيع الحب)...
وهي أغنية قيل بأنها كانت من الأغاني المفضلة لدى ملك المغرب الحسن الثاني والعديد من المثقفين المغاربة...والدليل على ذلك كثير دعوات للراحل من لدن الملك.
وعلى ذات السياق تأتي أغاني كابلي (تفشى الخبر) و (ضنين الوعد) التي اثر عنهما أنهما اثيرتان لدى أهلنا الأردنيين والسوريين...
بل أن كابلي قد فاز على أم كلثوم عندما غنى كل منهما رائعة أبي فراس الحمداني (اراك عصيّ الدمع شيمتك الصبر)!!
أما الأغاني التي صيغت بلهجتنا السودانية دونما (اتكاء) على لغة اغاني مايسمى بالحقيبة تلك فقد وجدت لها قبولا كبيرا لدى شرائح كبيرة في عالمنا العربي والأفريقي...
ودونك اغاني البلابل في كامل دول الغرب الافريقي حيث يسمونهن (تلاتة مبروكة)!
وكذلك أغاني ثنائي النغم!
واغاني وردي كذلك في العالم العربي والشرق الأفريقي على اجماله...
ودونك تجربة عقد الجلاد وعبدالقادر سالم في أوربا...
تجارب كل أولئك أثبتت بأن الأغاني السودانية عندما تتخذ من اللهجة المبسطة السليمة جسرا فانها تصل الى اذن السامع العربي والأفريقي...
أما الأغاني المتخذة للفصحى جسرا فهي اقدر على الولوج الى عوالم العرب وكذلك العالم الآخر لضمان ايجاد المقابل لها من اللغات الاخرى...
وبالطبع كل ذلك لايعدو شرو نقير من تراثنا الفني الغنائي الذي لا أخالك الاّ متفقا معي بأنه يستوعب (جل) الغناء العربي وكذلك الأفريقي!
اذ هو ذاخر -كما تفضلت- بالكثير من الايقاعات والموسقة ومباعث الابداع. 

عادل عسوم
03-11-2014, 09:10 AM
وهذه مداخلة كريمة لزميلة عزيزة:
التحيه الاخ عادل وهي وجهه نظر احترمها ولكنني 
اتفق مع الاخ فيصل.. في وجهه نظره هذه واحترم الاخرين في رايهم ايضا
في رائ ان اي حقبه زمنيه واي مرحله تحوي الجميل والقبيح من الفن عموما
ولكن معظم اغاني الحقيبه خالده في اعماقنا من حيث الكلمات والالحان والاداء
واجزم تماما بان فنانو الجيل الحديث كان مرجعهم اغاني الحقيبه سببا لنجاحهم
اغاني الحقيبه شئ يميزنا تماما كسودانين عن غيرنا من الشعوب
وليس اري اي اجحاف في حق اللغه العربيه
بل قد يكون سببا لدراسه عميقه لفن راسخ
مرحبا بك ياأختاه
تقولين:
في رائ ان اي حقبه زمنيه واي مرحله تحوي الجميل والقبيح من الفن عموما
...
لكني لا أرى الاّ دوم اطراء لتلك الأغاني التي حوت (قليلا) صالحا و (كثيرا) طالحا يانور شمس
أما هذا:
ولكن معظم اغاني الحقيبه خالده في اعماقنا من حيث الكلمات والالحان والاداء
...
ذاك ياأخية خلود مرده تمترسنا بمصرور لنا على علاّته!
نحن قوم ياأخية جُبلنا على استصحاب الكثير الذي لا يمت الى (سوح الجمال) بأيّ صلة ليجعله (الاعتياد) جمالا لا يدانيه جمال!
تاملي صورة الجد والحبوبة بما علي الوجوه من (شلوخ) و (دق شلوفة)...أجزم بانهما (في وجدانك ووجداني) من الجمال بمكان!
اليس كذلك؟...
لكننا ان عرضناهما الان علي شعوب الأرض قاطبة لتحسر الناس على (تشويه) حاق بأمهاتنا وآبائنا أولئك!!!
لاغرو ان آذاننا وأعيننا وفسيح وجداننا يااختاه قد تربّت على الكثير الفطير والقبيح من المظاهر والمحسوسات...
وليس بعيدا عن ذلك جريمة الخفاض الفرعوني لبناتنا!
وذاك لعمري هو ما أركس فينا كثيرا تمام التمتع بالجمال وتلمس واذكاء القدرة على الاستمتاع وسبر مواطن الادهاش في الاشياء!
فكذلك حال استصحابنا للكثير مما نسميه بأغاني الحقيبة تلك!!!
وسأفتأ أحيلك والأحباب الى ما كتبته آنفا حيث قلت:
الذوق الفني
الأذن تعد أكثر الحواس أرتباطا بمستودع الذاكرة!...
والمرء دوما أسير مايسمع من أصوات وموسيقى في باكر حياته حيث قد يصل الأمر الى التأثير على ملكة التقييم والترجيح في داخل العقل...
تعالوا لنستمع الى مقطوعة لبيتهوفن أو موزارت ...
أراهن على أن جلنا يفضل عليها (نغمة) طمبور...أو (لزمة) دوبيت...أو (عزفة) على عود! 
هذا بمقاييس العلم-تقييما وترجيحا-يخالف الذوق السليم 
أصبروا عليّ شوية ياجماعة ...
تعالوا معا لنتذكر السجال الذي حدث مابين كبار فنانينا يعضدهم عدد غير قليل من الكتاب والنقاد ضد المنبرين للدفاع عن تأسيس معهد الموسيقى والمسرح قبل عقود...
حينها...
غالب الناس كان يجمع بأن الألحان والموسقة للأغاني القديمة لقاماتنا عثمان حسين ووردي والكاشف وغيرهم فيها أبداع لا تخطؤه الأذن (برغم أنها بعيدة كل البعد عن علمية ومنهجية الموسيقى كما تراضى عليها علماؤها )!...
ولقد ناضل ونافح وحارب وردي وغيره ولكنه/هم رضخوا (بعد أقتناع) لجدوى الدراسة والتأصيل المنهجي والعلمي فما كان منه ومنهم الا ان التحقوا بالمعهد (على كبر) وأعادوا صياغة كامل ألحانهم وموسيقاهم القديمة لتتسق مع قواعد الموسقة العلمية!...
ولعل الكثير منا (وأنا كذلك) لم نزل نستمتع بالتوزيعات القديمة للأغاني الماجدة لقاماتنا أولئك وهذا لعمري مرده بصمات من جماليات الأمكنة والأزمنة والمواقف المستصحبة عند أول سماع للعمل الموسيقي أو ظلال الخيالات المتولدة عن المداومة على السماع!...
فالأصل في التقييم والترجيح ينبغي أن ينبني على العلمية والمنهجية ...
فهي أدعى الى أستخلاص ونبذ كل عواهن العواطف غير المؤسسة وأزالة كل بصمات التمترس والتقوقع في بوتقة الأنكفاء على (المصرور) من الأشياء!...
ولقد قيل:
الجمال مفهوم نسبي يختلف مدلوله باختلاف مفهوماتنا عنه وذلك يرجع إلى خبراتنا الجمالية التي نكونها عن الشيء موضوع الحكم ومن هنا تختلف نظرة كل منا إلى الشيء الجميل.
ويظهر هذا الاختلاف في أحكامنا الإساسية ( الجمالية ) التي نصدرها على الشيء الجميل إذ يفسره كل منا بالصورة التي رسمها لمعنى الجمال في ذهنه ...وهذا يدلنا على أن الأشياء ليست جميلة بطبيعتها! أي أن الجمال ليس ذاتيا أو تلقائيا وإنما الأشياء جميلة بمقدار ما تثيره فينا من المشاعر والأحاسيس على نحو من الأنحاء.
ولذا نجد أن الصفة المشتركة للأشياء الجميلة - أي الصفة التي تجعل هذه الأشياء تبدو جميلة في نظرنا - وهي قدرتها على أثارة مشاعرنا.
وهذا ما تفسره نظرية التمثل الذاتي التي تقول بأن تأثرنا بالأشياء الجميلة ناشئ عن تعبير هذه الأشياء عما نحسه من مشاعر معينة وإن إثارة الأشياء الجميلة لمشاعرنا ليس مرده إلى طبيعتها وإنما مرجعه في الواقع إلى هذه الرمزية التي أضفيناها عليها...
وعلى هذا فنحن حيثما نحكم على مشهد ما أو على شيء ما بأنه جميل أنما نكون قد خلعنا مشاعرنا على الشيء الجميل ثم نأخذ بعد ذلك في تمثل جمال مشاعرنا في ذلك الشيء الجميل، وتتمثل هذه الرمزية في أحكامنا الجمالية على ما في الطبيعة من زهور وأنهار وجبال وغيرها.
وهكذا فنحن حينما نقول: هذه الزهرة المبتسمة والوردة خجولة والنخيل الحالم والقمر الشاحب مثلا فاننا لانعنى بأن الابتسام صفة للزهر أو أن الخجل خصيصة في الورد وكذلك فان الحلم ليس صفة للنخيل وأيضا فليس الشحوب صفة للقمر وإنما الواقع أن هذه الصفات: الابتسام، الخجل، الحلم، الشحوب لهي صفات تحاكي حالات نفسية أي أنها معان استعملت للدلالة على مشاعر تمر بنا في ظروف متباينة...
وهذا ما يعبر عنه أهل اللغة بالتشبيهات المجازية وهي استعمال الكلمات في غير ما وضعت له...
وعلى هذا فإن الصفات المذكورة ليست من طبيعة الأشياء التي أسبغت عليها وإنما هي صفات كانت تدل في الحقيقة على حالات شعورية فاستعملت في غير مواضعها الأصلية من الاستعمالات.

عادل عسوم
03-11-2014, 12:12 PM
لا أخالنا (كسودانيين) ننفك عن اللغة العربية كلغة تخاطب وتعبير... وان جهد البعض في المناداة والتمترس بغيرها من لغات أو رطانات ...ثم (أقترح) آخرون سودانوية أو (غابة وصحراء) يرجون لها أن تكون باحة وسيطة في أمر يبقى التوسط فيه كال(أعراف) التي لاهي بجنة أو نار...
فاللغة بالقطع تساير حراك الناس ...فهي دوما في أرتقاء الى كمالاتها الفصيحة (كما حدث ويحدث للهجتنا على مر الأزمان) أو هي مرتكسة الى دونٍ لتذوب في غيرها من اللغات (كما حدث لدى غيرنا من دول وقبائل وأعراق)...
واللغة العربية (رضينا أم أبينا) هي في المنتهى لغة التخاطب والتلاقح والحوار والتعبير لفسيفساء قبائلنا وأثنياتنا في هذا الوطن السوداني الكبير) ...
أقول ذلك دونما غمط لتأريخ (تليد) لبعض لغات لدينا ...ولكنها في يومنا الحاضر قد تجاوزتها عجلة التاريخ ونأى عنها دولاب الحياة...
أغاني الحقيبة قد صيغ الكثير منها ب(لهجة) لآباء وأجداد لنا ...
لهجة كانت تنأى كثيرا عن مساطر الفصاحة ...من حيث اشتمالها على أخطاء في أشتقاقات الأفعال ومآلات النسبة وسمت التوصيف أو هي قد أعتورتها الكثير من الكلمات (غير العربية) فلا يكون للمستمع من سبيل الى فهم واستيعاب دونما أستقواء بمرجعية تشرح له المعاني والمرادات!...
أعيد بأنني أُجِلُّ وأقدِّر (كل) لغة أو ثقافة أو قل (رطانة) يذخر بها مصرورنا ولكني أصوِّب الى نأي عن تقوقع الى اندياح في سوح وفضاءات تسعنا (جميعا كسودانيين) ثم تنطلق برفدنا الى رحاب أوسع في عالمنا العربي أو غيره من العوالم التي تتفاعل مع (الحيِّ) من اللغات في عالم اليوم (والعربية الفصيحة أحداها)...
دعونا نعود الى الفترة التي (قيل) بأن أغاني الحقيبة قد ولدت وانطلقت منها...
ولنصوب الى شعراء (كثر) أثروا مكتبتنا وذاكرتنا السماعية بالكثير من الشعر الفصيح (وقد جاء بعضه أيضا بلهجة لم يخالطها ما ينأى بسمتها عن الفصاحة والقبول)...
أقرأوا بالله عليكم لشاعرنا القامة محمد سعيد العباسي: 
عهد جيرون
أو...مليط
أو...ذكريات
وتعالوا لنستمع الى رائعة أدريس جماع:
فى ربيع الحب كنا نتساقى ونغنى.... 
نتناجى ونناجى الطير من غصن لغصن 
ثم ضاع الامس منى ..... 
وانطوت فى القلب حسرة
ثم تعالوا لنستمع الى ذاك الذي يمد صوته بمثل هذا:
يوم لاقيتو راكب بسكليتو
الشاب الظريف القبل الشاطي بيتو
اشر لي بريتو شقاني وما شقيتو
شفت الجبيب توب الحد رميتو
العجب حبيبي ما رد لي تحية
فأي أرتقاء وأي أرتكاس؟!
أو تعالوا لنستمع الى أغان تشوبها الكثير من الكلمات المعجمة كالضانقيل والفافنوس واللّدر وغير ذلك مما يحتاج الى معاجم ومفسرين!
وبالطبع فان الكثير من تلك الأغاني والتي قد (شذب) بعض قاماتنا اليوم ألحانها وصدحوا بها بأداء رفيع فهي تظل فاقدة للقدرة على الأرتقاء بالوجدان وان بقيت في وجداننا (صوريا) بواعث لمتعة (فطير) لا تعدو بأن تكون في سياق التوصيف الذي أسبقت وهو:
الكثير منا يستصحب العديد من الالحان والأغاني في وجدانه ...
هي ان أعملت عليها (مساطر) الموسقة والفن لما وجدنا لها حظا من علمية أو سمت جمال يتراضى الناس عليه!...
لكنها تظل في وجداننا (ظاهريا) واحات من ابداع يستدفئ دونها الخيال وتستريح لديها الخواطر وتستجم عندها النفوس!...
والسبب في دُلك أننا عندما نستمع الى تلك الأغنيات فأننا نستصحب الكثير من الصور والمشاهد (لأزمنة وأمكنة) أقترنت بعهد السماع الأول لتلك الأعمال...وقد ترتبط أيضا بشخوص لهم في النفس الكثير ...يكون البعض منهم قد افضوا الى البارئ فلم تبق منهم سوى الدُكريات...
وبصمات الأزمنة والأمكنة والشخوص تلك أن هي أرتبطت بالمنهجي والعلمي من الألحان والأغاني فأنها بالقطع تزيدها ألقا وبهاء وفضاءات ارحب من الابداع والأجادة ...
ويقاس على دُلك كم الموحيات الكثيرة المنداح في أزاهير أغنياتنا:
الخضرة والماء والوجه الحسن...
أنا والنجم والمسا...
وفضلت حامل أدمعي في الليلة ديك...
وغير دُلك لكثير من الأزمنة والأمكنة والملموسات نجدها تنتثر في أزاهير أغنياتنا...
ويأتي هنا أيضا أستلهام شعرائنا المجيدين للكثير من المعاني من تلك الملموسات ...
حروف اسمك عقد منظوم بخيط النور...
شال النوار ظلل بيتنا...
الطير المهاجر...
رمال حلتنا...
والأمثلة كثيرة لمن يريد البحث والتقصي.
هناك نظرية تسمى المقايسة ...فأنت ان تعدُر عليك الألمام بالشروط والقواعد اللازمة لتبيان منهجية وعلمية اللحن أو الأغنية فما عليك ألا مقايستها على غيرها مما علم يقينا أستيفائها للمنهجية والعلمية , ولكن يجب قبل دُلك أفراغ دُاك المسموع من كل بصمات الزمان والمكان حتى لا تتداخل العواطف في طيات التقييم والتي قد تؤدي حتما الى قراءات خاطئة!...
وقد يقول قائل ...لمادُا كل دُلك مادمت متصالحا مع نفسي وتكفيني مالدي من موسقة والحان في الوجدان توصلني الى درجة مقدرة من الأمتاع والراحة النفسية؟!...
الرد يكون بأن الوجدان هنا يكون قد تشكل بصورة خاطئة تماما كدُاك الدُي عمد الى تمارين رفع الاثقال دون مدرب يريه الأوضاع السليمة لطريقة الرفع والخطف والنتر للأثقال مما أدى دُلك الى بناء خاطئ للعضلات والتي بدورها قد تتسبب مستقبلا في التواءات وتمزقات قد تودي بصاحبها!...
فالوجدان الموسيقي لدُاك الدُي يستمع الى (المتاح) من الموسقة والأغنيات يكون قد تشكل بصورة ينعدم فيه الحس والدُوق الموسيقي السليم فيحرم صاحبه من القدرة والأستعداد على تدُوق (المتراضى عليه)من أهل الأختصاص من الموسقة والألحان والأغنيات المجيدة ...حيث يجدها صاحبنا دُاك عند مقايستها بال(مصرور) لديه من الأغنيات والألحان سمجة وفجة ولا تحرك فيه ساكنا!!
فكلمات الأغنية وبنيتها اللفظية (دوما) تسبق موسقتها وأيقاعها في الأرتقاء بالوجدان ...
وهي من قبل ذلك ترتقي باللغة التي نتحدث ونحاور ونعبِّر بها خلال حراكنا كله...
وأحسب بأن أنتفاء سبل التواصل والأتصال في ذاك الزمان وعدم بلورة مفهوم الدولة حينها قد نأى بالقائمين على أمر الفن عن الأطِّلاع على الكثير الجميل من الاشعار ...
والاّ لكان الاساس الذي قام عليه بنيان الغناء السوداني اليوم من المتانة بمكان ...
وما كان لنا بأن نراوح مكاننا برغم فوت لنا يكاد يجمع عليه أخوتنا العرب في (كم وكيف) شعرنا الفصيح وثقافتنا وأدبنا!
أخلص بالقول...
بأن التوصيف لجملة (ما وثَّقَه الناس) في الأسطوانات والأشرطة في بدايات القرن الماضي على أنه الشعر والغناء (الأوحد) المنداح في السودان آنذاك- وهو ذاك الذي تراضى البعض تسميته ب(غناء الحقيبة)-لهو توصيف خاطئ وأبتسار وتضييق لواسع...
فالرفد الموجب المطروح في الساحة من أشعار وأغاني (كان) كثيرا جدا حينها ولكن لم يُتيسر للكثير منه شخوصا ورفدا بتوثيق كما تيسر للبعض الآخر الاّ من بعض أضاءات هنا وهناك ...
وبذلك فان توصيف (أغاني الحقيبة) يبقى توصيفا خاطئا لا عدل فيه ...
باعتباره يخلط (كثيرا طالحا) ب(قليل صالح) تمكن البعض من توثيقه ليصل الى جيلنا الحالي ...
وهو رفد لا يصح البته أعتباره (أصلا) يعوَّل عليه ليكون أساسا لفن راق يرتقي بالوجدان...
(عذرا للأطالة وسأواصل بحول الله)

عادل عسوم
03-11-2014, 12:24 PM
هذه مداخلة سابقة للراحل خالد الحاج رحمه الله في بوست اخر يتناول امر اغاني الحقيبة ...اليكموها متبوعة بردي عليها:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خالد الحاج 

العزيز عادل عسوم
عساك طيب..
كفاني جليل مشقة كبيرة في الرد عليك..
يا أخي ما ذهبت إليه هو نوع من التشدد لم يذهب إليه حتى العرب العاربة ..
كم أغنية في كل العالم العربي (الذين يتغنون بالعربية) تؤدي بالفصحة مقارنة باللهجات المحلية ؟
خذ يا أخي الغناء العربي في مجده ، السيدة أم كلثوم سيدة الغناء العربي..
إذا استثنينا الموشحات وبعض القصائد مثل "أغدا ألقاك للهادي آدم" وأغنية "الأطلال لإبراهيم ناجي" وغيرهم مما يعتبر قليل مقارنة بما تغنت بالعامية المصرية ..
(أم كلثوم وعبد الوهاب كانوا أحد أسباب انتشار العامية المصرية كما كانت فيروز من أسباب انتشار العامية اللبنانية)
وهذا غير متوفر في لهجات المغرب العربي كمثال .
الفصحة ليست محببة في الغناء في كل أحوالها .. والعامية حلوة ومرنة في التعبير عن "وجدان" الأمم مقارنة بالفصحة المتكلفة ..
أمس حضرت ندوة في تأبين أديبنا الطيب صالح عليه الرحمة في لاهاي.. ركز المتحدثون فيها كثيرا علي حقيقة استخدام الطيب صالح للعامية السودانية في سرده وأبانوا كم هي رفيعة هذه العامية وطلولة بل ذهبوا إلي أنها إضافة للموهبة الثرة لطيبنا الصالح كانت أحد مفاتيح تميزه وعبقريته الروائية..
هذا ما قاله النقاد أمس وما قاله قبلهم نقاد آخرون ومنهم من هو غير سوداني مثل رجاء النقاش وبعض اللبنانيين وحتى الغربيين الذين قرأوا ترجمات لروايته.

وأخيرا يا عادل غناء الحقيبة أقرب للفصحة من كثير من الغناء "العربي" وأنت تعيش في الخليج وتفهم ما أعني..
الفصحة "القح" للأسف صارت لا توجد إلا في مقاعد الدراسة وفي نشرات الأنباء ولغة الصحافة ...

سؤال أرجو أن تجيب عليه بأمانة :
ما هو رأيك في غناء الطنبور (الغناء الشايقي) بلهجة الشايقية مقارنة ببعض ما أداه بعض المغنين بالفصحة ؟ وفي أيهما تجد إذنك متعة اللحن والكلمة ؟

عادل عسوم
03-11-2014, 12:29 PM
 صادق المودة خالد
لم أقل أو أنادي البتّة بأقتصار الغناء على الفصحى ياخالد ...
لقد قلت:
ولنصوب الى شعراء (كثر) أثروا مكتبتنا وذاكرتنا السماعية بالكثير من الشعر الفصيح (وان جاء بعضه بلهجة لم يخالطها ما ينأى بسمتها عن الفصاحة والقبول)...
نعم ...
العامية السودانية الحالية قد تعافت كثيرا من الكثير من (الأخلاط) والأخطاء اللغوية التي كانت متفشية فيها في بدايات القرن الماضي (فترة ما يسمى بأغاني الحقيبة)...
والكثير من شعر أغاني الحقيبة قد أتى بتلك اللهجة التي لا أخالها ترقى بذوق أو انتقاءات لغوية تصلح من شأن لهجتنا ياخالد...
لقد قلت من قبل بأنني لست (نشاذا) في رأيي هذا ...
صدقني ياخالد لم أجد الى يومي هذا من يرتئي رأيي هذا (في أغاني الحقيبة) الاّ بعض ومضات هنا أوهناك ...مثل الشاعر القامة أسماعيل حسن أو المرحوم فراج الطيب ...ولا أحسب رايهما يتسربل بفكر أو تتغشاه ظلّة...فليتك تأتيني بمن يشاركني رايي هذا ولو في الخاص (أذ لي بعض خربشات أدبية اروم لها طبعا وتوثيقا):)
وقد كنت أرغب في سؤالك عن ذاك منذ ردي الأول ...ولكني خشيت مغبة القول (معقول انت براك الصاح والناس دي كللللها غلط؟):D
ياخالد كل الشواهد تدلل على مقاربة متسارعة لكل اللهجات العربية الى الفصحى ...يوما بعد يوم...
وذلك نتاج لتأثير وسائط الأعلام المختلفة وأيجاب من زخم التلاقح الفضائي والأسفيري الذي يقارب الناس يوما بعد يوم...
صحيح هناك طغيان لبعض اللهجات مثل المصرية بتأثير الكثافة السكانية والسبق الأعلامي ...ولكن حتى (تلك) فانها ترتقي يوما بعد يوم الى (توافق) عروبي عام ...ولك أن تستمع وتشاهد أفلام اسماعيل ياسين وتقارنها بما يصل آذاننا من لهجة لهم اليوم ...
ومثال آخر وهم أهلنا في المغرب العربي على عمومه ...كيف كانوا قبل عقود وكيف أصبحوا اليوم (وأن كان عليهم السير طويلا أرتقاء الى مقاربة لفصاحة مبتغاة)!
أما نحن ...فلنا فوت كبير في لهجتنا قربا من الفصحى (كما تفضلت) ...مخارجا ومفردات قد وردت في القرآن ثم اندثرت لدى غيرنا وبقيت متداولة في لهجتنا ...مثل أغشى والتلّة والرهد وغير ذلك كثير!...
لكن ما يعيب لهجتنا سابقا -وهي تسير الى المعافاة يوما بعد يوم- هو زخم المفردات غير العربية الالمستصحبة ...ثم الكثير من الاشتقاقات الخاطئة للأفعال والتوصيفات مما يركس برفدنا المسمى بالحقيبة ذاك عن أيما أمكانية لأقحامه في مقاربة أو منافسة مع رفد عربي آخر موازي في محيطنا العربي الكبير...
ولتأكيد حديثي هذا أأتِ ياخالد بأغنية (عازة في هواك) هذه ثم أأتِ بأي أغنية لزيدان أبراهيم أو غيره من أغنياتنا الحديثة المصاغة بلهجتنا الحالية وأعرضها على أيما مستمع أو ناقد عربي وانظر أيهما يكون أقرب الى فهمه أو قبوله ...
لا أقول ذلك غمطا لرفدنا (على أجماله) وأعلاء لرفد الغير ولكني قصدت بالمستمع أو الناقد العربي حسبانه ذي رفد مواز من غناء وشعر عربي...
أما رأيي في أغاني الطمبور واللهجة الشايقية فقد أفردته في خيط أفترعته بعنوان (مروي حضارة تعود من جديد) أليك هو:
http://sudanyat.org/vb/showthread.php?t=9077
ولك أن (تمر) على (محاكمتي) للهجة الشايقية...
وقل لي ياخالد بصدق ألا تجد نفسك تجهد كثيرا وقد أعترضت سمعك الكثير من الالفاظ والمفردات غير العربية في طيات ذاك الغناء الذي أشاركك التصريح بجماله؟!:biggrin:
وان كنت أختلف عنك ياخالد بكوني قد تناصفتني القرية والمدينة ...ثم أني أجيد رطانة أهلنا المحس فلا تفوتني شاردة ولا واردة من (غميس) كلام أهلنا الشايقية :biggrin:
ياخالد حريٌّ بنا (أن تراضينا بأن نتخذ العربية لغة لحراكنا ) ...أن نرتقى بلهجتنا يوما بعد يوم وجيلا بعد جيل الى علو...(فتصبح نسبتنا للهلال هلالي بدلا عن هلالابي الخاطئة ...وكذلك مريخي بدلا عن مريخابي الخاطئة (حتى لا يشنئنا محبي النجوم)) وكذلك يجدر بنا أن ننتقي من المفردات الفصيحة كثيرة الترادف في أشعارنا ورجزنا بدلا عن (الفافنوس واللّدر والضانقيل)!:biggrin:
أختم لك ولعزيزنا عبد الجليل بالقول بأنني لم أفتؤ أقول بأن ما (أصطلح) على تسميته بأغاني الحقيبة قد خلطت كثيرا طالحا بقليل صالح ...وليت من وثقوا لها قد انتشروا في الأصقاع حينها ليرفدونا بكثير جميل ...وذاك بالقطع كان حريا به أن يؤسس لغناء سوداني أجمل وأضبط وأغنى!
وأضيف في الخاتمة بأنه قمِنٌ بمن يريد للغناء السوداني بأن ينطلق فراسخ للأمام أن ينأى عن (مايسمى بأغاني الحقيبة) ويحرص على مساطر الموسقة وضوابط ال(صحة) للألفاظ ...مقاربة للسليم والفصيح من اللغة ...
ولا ضير من الأستمساك بسلمنا الخماسي ....
مودتي

عادل عسوم
03-11-2014, 12:53 PM
اعود لمدينة يؤمها راحلنا اسماعيل حسن لاستجمع انفاسي قليلا بين يدي (ذات الشامة):

وحياة الأحلام القلبي سقاها

وحياة أجمل بسمة عرف معناها

وحياة سمرة لونا وحاة محياها

وحياتك

وحياتي عندك

وحياة حبي

النال صدك

وحياة أول نظرة لمحتك بيها

وحياة أجمل صدفة عرفتك فيها

وحياة الآمال العشت حياتي عليها

وحياتك

وحياتي عندك

وحياة حبي

النال صدك

وحياة الأيام الجايرة وظالمة 

وحياة حبي الكاتمو براك العالمة

أملي وكل منايا هناك يا حالمة

وحياتك

وحياتي عندك

وحياة حبي

النال صدك

وحياة لونك انتي وحاة السمرة

وحاة حبي اليك من أول نظرة

وحياة طهر غرامي انتي القمرة

وحياتك

وحياتي عندك

وحياة حبي

النال صدك

وحياة صمتك انتي وحاة الشامة

الشامة الفوق خدك نايمة دليل وعلامة

تزيد حسنك بهجة تزيدو وسامة

وحياة أجمل ريد في الكون يا حمامة

وحياتك

وحياتي عندك

وحياة حبي

النال صدك

http://m.youtube.com/watch?v=8KrA35Q_j80

زول الله
03-11-2014, 01:04 PM
اخ عادل عسوم تحياتي وتقديري

دا طرح هام شديد وموفق
لكن عندي حتة هنا ابت تنبلع كلو كلو
لو ملاحظ نحن بنردد احيانا الاغاني "الشرقية" مع انفسنا زي ماقاعدين نردد حقنا
ومابنلاقي صعوبة في ترديدها بلحنها وموسيقاها وبنهضمها جيداً
العكس تماماً مافي شرقي بيردد اغانينا او بالاصح صوته مابطاوعو يردد الحاننا
تفتكر ليه؟؟
لأنو (وعن تجربة) سلمنا الخماسي صعب استيعابه على الاذن الشرقية وصعب جدا
اما باقي السلالم الموسيقية ف نحن نستوعبها كما ترد من اهلها ونتغنى بها
ياخوي نحن عاملين زي فصيلة الدم الواهبة
وفي نفس اللحظة مابتدينا إلا فصيلتنا بس
وقع ليك؟؟







اقول قولي هذا واستغفرالله لي.................

عادل عسوم
03-11-2014, 07:25 PM
اخ عادل عسوم تحياتي وتقديري

دا طرح هام شديد وموفق
لكن عندي حتة هنا ابت تنبلع كلو كلو
لو ملاحظ نحن بنردد احيانا الاغاني "الشرقية" مع انفسنا زي ماقاعدين نردد حقنا
ومابنلاقي صعوبة في ترديدها بلحنها وموسيقاها وبنهضمها جيداً
العكس تماماً مافي شرقي بيردد اغانينا او بالاصح صوته مابطاوعو يردد الحاننا
تفتكر ليه؟؟
لأنو (وعن تجربة) سلمنا الخماسي صعب استيعابه على الاذن الشرقية وصعب جدا
اما باقي السلالم الموسيقية ف نحن نستوعبها كما ترد من اهلها ونتغنى بها
ياخوي نحن عاملين زي فصيلة الدم الواهبة
وفي نفس اللحظة مابتدينا إلا فصيلتنا بس
وقع ليك؟؟

اقول قولي هذا واستغفرالله لي.................


انيقنا ود الشيخ
ذات التحية تربو بوداد ياحبيب
جزيل الشكر علي بهاء المرور وجميل التثمين والاضافة الثرية ياملك...
بالطبع فان الحديث عن الفن والموسقة لانتم اهله و(اصحاب عداداته) :smile
كنت اهيء نفسي لجهد الاجابة فاذا بي باخ كريم يرسل لي علي ايميلي هذه الرؤية والحقيقة لي الله لقد تفاجات بانها بقلم طه سليمان صاحب الصوت الجميل...
اليك المنقول:
مقال الفنان طه سليمان من صحيفة 20 دقيقة 
اسم العامود : نغم وفهم 
عدد اليوم الاثنين ،الموافق 13/10/2014
....
بسم الله الرحمن الرحيم 
نغم وفهم : 

الاغنية السودانية و الانتشار!!
منذ زمن بعيد ظلت الاغنية السودانية حبيسة داخل قوقعة المحلية ، و لم تجد حظها في الانتشار خارج حدود السودان الا بعض المحاولات الفردية من فنانين مجتهدين سعوا لنشر المفردة و اللحن السوداني امثال سيد خليفة و احمد المصطفى و ابراهيم عوض و صلاح بن البادية و محمد وردي ، و كل هذه المحاولات كانت بمجهود فردي لذا كان انتشار هذه المحاولات محصور في نطاق ضيق .
الحديث في هذا الموضوع يطول لأننا اذا اردنا معرفة سبب عدم الانتشار سنجد ان المشكلة فينا نحن و ليس في الكلام او اللحن ، و اقصد ب (نحن) المطربين و الموسيقيين و حتى المستمعين ، فنحن نتعامل مع فننا و ثقافتنا بإستحياء شديد و كأن بها عيب ولأبين لكم انه ليس هناك مشكلة في كلامنا و الحاننا و و موسيقانا انظروا الى تجرب الفنان النوبي محمد منير ، ستجدون ان بعض اغنياته سودانية كلاماً و لحناً و ستجدون ايضاً انها من الاغنيات الناجحة في رصيده ، و ايضاً فرقة ميامي الكويتية و التي كانت و ما زالت تقدم الاغنيات السودانية في البوماتها و حفلاتها و ايضاً لاقت نجاح كبير و رواج و رد فعل جميل من جمهورهم ، فقد قدموا الممبو السوداني و اودعكم للراحل سيد خليفة و حصدوا بها الكثير من المكاسب ، و اخيراً و ليس آخر فاجأنا الفنان راشد الماجد بتقديم اغنية سودانية خليجية فقد قام بإدخال الموسيقى والايقاعات السودانية في هذه الاغنية و هي بعنوان ( ما أحلاه ) في هذه الاغنية استحدم آلة البنقذ و ادخل في جزء من الاغنية ايقاع السيرة و من الواضح في هذه الاغنية انه استعان بموسيقيين سودانيين في التنفيذ لأن آلة ( الاوكورديون ) و ( الآلات النحاسية ) و (البنقز ) بنكهة سودانية خالصة.
فنان بحجم محمد منير و محمد فؤاد و راشد الماجد و فرقة بضخامة ميامي كلهم اجتمعوا على ان الاغنية و اللحن و الموسيفى السودانية شئ مميز و جديد ، و نحن ما زلنا نستحي و نخجل ، إلى متى؟
نحن لدينا وجبة دسمة و كل ما علينا فعله ان نقدمها في إناء نضيف لكي تفتح شهية المستمع فالسودان قارة و ليس دولة بما يحويه من إرث ثقافي و تنوع اياعي و موسيقي ، المجهودات الفردية يجب ان تتوحد طالما الهدف واحد و على الدولة ان تدعم الثقافة بتوفير كل المتطلبات و الاحتياجات اللازمة حتى نعرّف العالم بثقافتنا و فننا و لكي نكون مع الدول المتقدمة.

زول الله
04-11-2014, 07:34 AM
هلا وغلا حبيبنا ودعسوم المتألق دائماً في سماوات الفكر والطرح الجميل

احييك على ايراد المقال للفنان الشاب طه سليمان واجدني اختلف معه اختلافاً بيناً
فأما ان الصحيفة -من باب الانتشار- اوردت هذا المقال دون تمريره على خبراء في الاختصاص
أو ان المقال قد مر مرور الكرام دون مراجعة بسبب شهرة ومكانة الكاتب لدى بعض القائمين على الصحيفة.
فالمقارنة بين الاسماء المذكورة في المقال من فنانين راشد وميامي وغيرهم غير منصفة
لأن الاغاني السودانية التي أدوها جميعهم -ماعدا راشد الماجد- قاموا بتوليفة لألحانها بإضافة (انصاص التون) الى الخماسي ليصبح (سباعي) وبالتالي تمكنوا من اداءها بنفس كلماتها لكن بالسلم السباعي ولديك تسجيلاتهم تدلك علىها.
اما راشد الماجد فانه لم يغني اغنية سودانية بل قام بإدخال بعض اللازمات الموسيقية من السلم الخماسي على شكل حليات خارجية (زي البرواز يعني) واضافها على التوزيع (الخارجي) ل اللحن بتاع الاغنية (ما احلاه) دون المساس باللحن الداخلي للكلمات وبالتالي اداها بلهجته الخليجية وبالسلم السباعي بشكل عادي جداً
وبالمناسبة آلة البنقز او الايقاع اصلاً مامقياس لانتشار اغنيتنا لانها ماحقتنا ونحن حقتنا الدلوكة والدنقر والشتم والنحاس والطار وثم ان ايقاع السيرة المذكور في الاغنية دي يتم ادخاله في جزءبسيط منها وهو ايضا من الايقاعات الخليجية يعني ليس حصراً على السودان.
ثم في كلامه عن تبني ودعم الدولة للفن السوداني ف لا اعتقد ان الدول الخليجية لديها ميزانية لنشراغانيها في الخارج بل كلها اجتهادات شخصية من الفنانين لزيادة انتاجهم الذي يصل الى الخارج عبر القنوات المنتشرة تلفزيونيا وسايبريا وغيرها.
اذن مافي شيء موقف اغنيتنا من الانتشار غير السلم الخمااااسي عشان الناس ماتلت وتعجن ساكت
نحن اغانينا ياسادة لايستوعبها الا من يتذوق السلم الخماسي الحنين
وغير ذلك لاسبيل وزاتو كدا احسن لينا
والله أعلم









اقول قولي هذا واستغفرالله لي......................

عادل عسوم
04-11-2014, 09:32 PM
سعيد ياود الشيخ بمداخلاتك الثرة التي تضيف الكثير من الاثراء لنسيج الخيط وبالطبع فانك من اهل (الكار) لذلك يحسن بي التادب بين يديكم :smile:
لكن اسمح لي بان (افرغ وسعي) ذبا عن رؤية اراها بان سلمنا الخماسي ليس هو السبب -باي حال من الاحوال-في عدم انتشار اغنيتنا السودانية انما هو-اي السبب-ما استصحبه منذ ابتدارات نسيج هذا الخيط وهو البناء علي اساس ليس بمتين وهو (اغنية الحقيبة)...
اليك هذا المقال الضافي عن السلم الخماسي وساعود بحول الله:
الأغنية السودانية وما يسمى بالسلم الخماسي
السبت 06 أغسطس 2011 2:59 pm
الأغنية السودانية وما يسمى بالسلم الخماسي
ماهو السلم الموسيقي؟ السلم الخماسي، والسلم السباعي!
ماذا ينقص لحننا السوداني وأغنيتنا ذات النغمات الخمسة؟
هل حقا نحن، بألحاننا وموسيقانا، في ذيل ركب الموسيقى، إفريقيا وعربيا، وهو أقل اهتماماتي، وعالميا؟
هل يعتبر ما يسمى بالسلم الخماسي نقصا موسيقيا يجب تعويضه وإكماله؟
هل يجب علينا نقل موسيقانا للسلم السباعي لنطورها؟
هل تحتاج الأغنية السودانية أصلا للتطوير؟
أيهم أصعب آليا وتنفيذا تقنيا وأداءا وإتقانا، الخماسي أم السباعي؟
قائمة التساؤلات طويلة وقائمة الإفتراءات أطول، وسوف أحاول تناول هذا الموضوع من زاوية لم يتم تداولها من قبل، زاوية المستمع العادي الذي يتمتع فقط بحس موسيقي طبيعي، وهذا ليس بالهين، ولكنه مستمع عادي لا يملك ثقافة أو معرفة موسيقية تؤهله مقارعة مدعي المعرفة، أو الخوض في خبايا النغمات والتركيبات النغمية والسلالم الموسيقية وأنواعها وتفرعاتها. إنه ذات المستمع العادي الذي يغني له المغنون ويتفنن له الفنانون ويموسق له الموسيقيون. المستمع الذي يمثل عدده نسبة طاغية قد تماثل التسع والتسعين بالمائة من مجموع من يسمعون.
أردت بهذا الموضوع أن أقرب الشقة فأنا أؤمن أن كل من يستمع للموسيقى فنان، وليس هنالك من لا يستمع للموسيقى، فليس هنالك من ليس بفنان.
الجزء الأول:-
أولا وددت أن أزيل بعض الفهم الخاطئ عن ما يسمى جهلا بالسلم الخماسي والسلم السباعي، فليس هنالك ما يحمل هذين الإسمين، وما يشار إليه هو السلم الموسيقي الغربي، وهو يحتوي داخله سلمنا المسمى بالخماسي، والسلم الموسيقي الشرقي. أما السلم الغربي فيتكون من إثنتي عشرة نغمة تتوزع على مدار كامل وتتفاوت درجاتها حسب بعدها ومسافاتها. ويختلف السلم الشرقي عن الغربي بأن له إضافة سميت بربع النغمة، وهي ما يعطيه هذه الميزة الواضحة التي تجعله شرقيا أو بتسمية أدق، عربيا، وهي نفسها، ربع النغمة، ما يجعلنا ننفر عنه ولا نستسيغه.
تتقسم أغانينا وموسيقانا السودانية تبعا لمناطق السودان الجغرافية الممتدة، وهي تستند في مطلقها على السلم الموسيقي الغربي، ولكننا نمتاز على الغربيين عموما، ونشترك في ذلك مع شعوب شرق آسيا بالذات، بأننا نتناول من السلم ذي السبع نغمات أصلا (إثني عشر بإضافة خمس نغمات تمثل أنصاف المسافات بين النغمات)، نتناول خمس نغمات فقط قد نزيد عليها حينا بعد حين واحدة أو إثنتين من النغمات السبع الأصلية أو الخمس الإضافية (الأنصاف)، 
ويحدد نوعية النغمات المستخدمة بشكل قاطع المنطقة الجغرافية التي ينتمي لها اللحن، إذ في شمال السودان تلتزم الألحان بالنغمات الخمس بصورة صارمة جدا ولا تحيد عنها، أما في جنوبه فيضيفون نغمة سادسة بصورة مكثفة تعطي طابعا مميزا لموسيقى مناطق جنوب السودان، في حين يستخدم السلم الموسيقي الغربي على إطلاقه وبكل نغماته، في غرب السودان، مثل ما يستخدم في دول شمال المدار، ولن تجد فرقا، من ناحية شكلية وأسس موسيقية بين موسيقى "لودفيج فان بتهوفن" و"إبراهيم موسى أبا"، إذ كلاهما يستخدم نفس النغمات ويتنقل بين نفس الخانات ويطوع لخدمته نفس الإثني عشر نغمة الموزعة على المدرج الموسيقي.
يتشارك معنا في استخدامنا المميز للخمس نغمات، جميع دول شرق آسيا مثل الصين والهند والباكستان، وأغلب أجزاء أستراليا وكل أمريكا اللاتينية، مما يجعل استخدام النغمات الخمس هو الطاغي على مدار العالم، ويترك السلم الغربي للعالم الغربي والشمال الأمريكي وكندا، أما النذر اليسير المتمثل في الدول العربية فهو فقط للسلم الشرقي أو العربي، إذ يطغى على الغالب الأعم من قارة إفريقيا إستخدامهم للسلم ذي الخمس نغمات الذي يستخدمه السودانيون، وهذا يبرر الإنتشار الواسع للأغاني والموسيقى السودانية خلال كل ما شرقنا وغربنا وجنوبنا، جغرافيا، وهو عموم إفريقيا عدا العرب في الشمال.
http://sudanarts.freeforums.org/topic-t19.html

زول الله
05-11-2014, 08:02 AM
استاذنا عادل عسوم صباحك كما تود

الكاتب في المقال اعلاهـ يناقض نفسه بنفسه
يدعي ان لاوجود لما يسمى بالسلم الخماسي والسباعي
وفي نفس المقال يورد تعريف سلمنا ابو خمسة نغمات البتلتزم بيهو اغاني شمال السودان كما اورد.
وبرضو يورد تعريف السلم ابوسبعة نغمات او الشرقي
وموسيقى جنوب السودان ذات النغمة الزائدة او السداسي

نحن بقى بنسميهو الخماسي والسباعي لكن بتاع الجنوب ما بنسميهو سداسي لانه يعتبر خماسي مخلوط ب نغمة غربية غير ثابتة
بمعني انها غير اساسية في هيكل السلم البيتغنو بيهو اخوانا في دولة الجنوب الشقيقة
وبالتالي بنعتبرا زي الحلية او الزركشة المؤقتة الممكن نستغى عنها دون ان تفقد الاغنية رونقها.

بتعبير بسيط ممكن اقول ليك باستطاعتي -او اي فنان سوداني- التغني بأي اغنية شرقية من ابوسبعة وبشكل سليم جداً بل بعض الاغاني الشرقية هي من مطلوبات جمهور الحفلات بصورة راتبة ولايسعنا الا التلبية.
لكن اتحدى اي فنان شرقي من ابونورة حتى ابن الماجد ان يردد مثلاً (ست الإسم) لكمال ترباس او اي اغنية ابسط منها لحناً ومقاماً.

اما عن اغنيات حقيبة الفن
فهي مصنفة عندي مع (المديح) في سرج واحد
ااي المديح حقنا الواحد دا بتاع اولاد الماحي والبرعي وغيرهم
وعندك قاعدة -غير رسمية- متفق عليها تماماً وعن تجربة وهي ان اي مادح هو فنان ذوصوت طروب جدا كمان








اقول قولي هذا واستغفرالله لي.........................

عادل عسوم
05-11-2014, 10:49 AM
حبابك ودالشيخ
اسمح لي بان اختلف معاك في تقييمك للمقال السابق...
اتصدقني ان قلت لك بانه-لدي- لهو افضل ماكتب مؤخرا في امر السلم الخماسي؟!
فقد جهدت ياعزيزي خلال ماانصرم من عمري في ان اسائل العديد من معارفي وأصدقائي في الوسط الفني والموسيقي فلم اجد منهم من يرمي اللوم علي سلمنا الخماسي دا!
ولعل جل من تحدثوا لي قد اجمعوا علي ان التوثيق والاعلام لهو المتسبب الرئيس في عدم الانتشار!...
فالحق اقول بان (التعود) من الاذن والوجدان لهو مايشكل الذائقة في الناس طرا ...
ولك ان تتبين ذلك في كل منا وهو لا يكاد ينفك البتة عن اسار ما اعتاد عليه من موسقة خلال نشاته ان كان طمبورا او صفافير للوازا في النيل الازرق او حتي كرير الحناجر والصدور في بادية غربنا الحبيب...
واليك المنقول التالي الذي يتحدث في طياته العديد من فنانينا وموسيقيينا عن الامر...
ودادي

عادل عسوم
05-11-2014, 10:50 AM
التدوين الموسيقي.. آلية للتوثيق والحفظ أم وسيلة للانتشار؟
تقرير – سعدية إلياس
لا شك أن التدوين الموسيقي لم يكن يُشكِل هاجساً بالنسبة للرعيل الأول من عمالقة الغناء السوداني أمثال "أحمد المصطفى"، "الجابري" و"سيد خليفة"، كما بات يُشكل الآن، حيثُ نجحوا بما هو متاح من تقنيات حينها في إيصال رسالتهم، وما زالت إلى اللحظة جميع أغنياتهم محفوظة في سجل مكتبة الأغنية السودانية، لكن هذا لا ينفي أهمية التدوين الموسيقي الذي يسهم في انتشار الأغنية وحفظها للأجيال القادمة ضمن وسائل أخرى من تسجيل (كاسيت) أو (ريل) (سي دي)، فعدم التدوين صار واحداً من عوائق عدم انتشار أغنية إلى فضاءات أرحب، لذلك وضعت (المجهر) عدة تساؤلات وطرحتها على أصحاب الشأن، فكانت الإفادات التالية:
التدوين.. آلية للتوثيق والانتشار
في البداية تحدث أستاذ البيانو بكلية الموسيقى والدراما دكتور "صلاح الدين محمد حسن" عن مشكلة الأغنية السودانية وقال إنها تكمن في عدم تدوينها، وأكد على أن التدوين يساعد في حفظ التراث إلى الأجيال القادمة، مشيراً إلى أنه بالتدوين فقط يمكن للأوركسترا العالمية أداء المعزوفات الموسيقية من غير عتاد، وكشف عن أن غياب التدوين يُعد أحد أهم أسباب عدم انتشار الأغنية السودانية عالمياً، مؤكداً على أن التدوين وحده قادر على تعريف أوجه الشبه والاختلاف في الألحان والإيقاعات إلى جانب مساهمته الفاعلة في معرفة السرقات الفنية.
وأضاف "د. صلاح الدين" قائلاً: يساعد التدوين في توزيع الموسيقى بالآلات المختلفة ويضفي على الغناء (لغة) عالمية، مع إمكانية إضافة (التوافق) لتصوير الفن الجمالي، مؤكداً على أن الأعمال الموجودة الآن على الساحة الفنية تُنفذ بواسطة (التلقين أو التحفيظ) لذلك تستهلك وقتاً طويلاً، بينما يوفر التدوين الوقت ويقلصه مقارنة بالتنفيذ، واستطرد: إذا أردنا تطوير الأداء الآلي للمقطوعات الموسيقية علينا التمرُن على أداء مقطوعات موسيقية عالمية، مبيناً أن معظم العازفين الدارسين لا يتمرنون، وأنهم ذهبوا في درب العازفين.
لا تجوز المقارنة 
وفي سياق متصل واصل "د. صلاح الدين محمد حسن" إفادته لـ(المجهر) قائلاً: من الحيف والظلم أن نعقد مقارنة بين عازف عالمي درس الموسيقى منذ الصغر لمدة تقارب الـ(18) عاماً، وآخر درس ذات الآلة في سن متأخرة ولسنوات محدودة، وتقاعس لاحقاً عن مواصلة الدرس والتمرين اليومي، لذلك فإن موسيقانا ينقصها التنفيذ الآلي المُتقدم، وهذا يجعل المغني نفسه يعتمد على الموهبة فقط، وأضاف: نحن نحتاج إلى المغني المتمكن من الأداء التكنيكي الصوتي وهذا لا يتأتى إلاّ بالتدريب الصوتي على آلة البيانو حتى يتمكن من أداء الأصوات الحادة والغليظة بانسجام، ويتمكن من الغناء بمعرفة ودراية عبر التدريب الموسيقي المتواصل، وختم "د. صلاح" حديثه منوهاً إلى عدد من الأعمال الغنائية العالمية التي يمكن أن يُستفاد منها في تطوير الأداء.
الإعلام والجهات المسؤولة
من جهته اعتبر الفنان "الطيب عبد الله" أن مشكلة الأغنية السودانية تكمن في عدم انتشارها، لكنه في ذات الوقت استبعد أن يكون ذلك بسبب التدريب فقط، ومضى قائلاً: هنالك جملة أسباب أسهمت في هذا الأمر، لعل أبرزها من وجهة نظري، القصور الإعلامي، بالإضافة إلى أننا في كثير من الأحيان لا نقدم موسيقى جادة ومتطورة حتى نستطيع أن نخاطب بها العالم، لذلك لا تجد أغنياتنا قبولاً كبيراً من الخارج، وأضاف "الطيب عبد الله" هذا إلى جانب عدم جدية الجهات المسؤولة عن الفن.
سيادة التلقين وضآلة التدوين
لكن الفنان "د. عبد القادر سالم" رأى أن لتدوين الموسيقي أهمية كبرى وبالغة في توثيق الأغنية، وكشف عن أن ما يربو عن ثلاثة أرباع الناشطين في الوسط الغنائي لا يتعاملون مع التدوين ويسلكون أسلوب التلقين رغم أن التدوين أكثر سلاسة وسهولة، لكن " د. عبد القادر سالم" عاد ليؤكد أن التدوين ليس هو السبب الوحيد في عدم انتشار الأغنية، لكننا في الواقع لم نبذل جهوداً حثيثة وجادة كي نسهم في انتشارها، وهذا يحتاج منا إلى تضحية وتقديم تنازلات.
دونوا وانتظروا المنفذين!! 
وفي السياق اعتبر الموسيقار الأستاذ "محمد الأمين" أن التدوين إذا ما صار سلوكاً بين الناشطين في الوسط الغنائي، فإنه لا محالة سيسهم في انتشار غنائنا خارج الوطن بكل سهولة وبساطة، ومضى شارحاً ذلك: لأن الفكرة ستكون جاهزة، فقط تحتاج إلى منفذين، وأضاف: هذا إلى جانب أن التدوين يُعتبر من أهم وسائل انتشار الغناء، مؤكداً على أن معظم أعماله الغنائية مدونة على النوتة الموسيقية، وأن التدوين ساهم في حفظ أغنيته وأكد على أن هنالك وسائل أخرى حديثة يمكن أن تحفظ الأعمال الفنية مثل (الكاسيت) و(السي دي) و(m3).
إلى ذلك شدد الفنان "عبد العزيز المبارك" على ما أسماه بالأثر البالغ والكبير للتدوين الموسيقي في تصحيح مسار الأغنية السودانية، قبل أن يضيف باقتضاب وإيجاز: كل العالم يعتمد على النوتة الموسيقية، وهو شخصياً يحرص على تدوين أغنياته موسيقياً.

http://www.almeghar.com/permalink/9864.html

عادل عسوم
15-11-2014, 08:39 AM
المدينة الاخري يؤمها شاعر برغم تدثره بجلباب اسماعيل حسن الا انه قد ترك في سوح الشعر بصمة وكاريزما قد نقشت اسم (ود بادي) باحرف من نور...
الحق اقول بانني كلما قرات له قصيدته الموحية (هوي ياوليد) اكاد اجد الاحرف والكلمات تمشي بين الناس وقد ضخت فيها الدماء بعد ان اكتست لحما واستوت علي قدمين...
هوى يا وليد يا دلوعة يا مرنوعة 
أعدل إيدك المفدوعةواتلحلح 
واقيف دغرى و واس صدرك
مع صدرى واتشدّع


ليك الحق ..........!!!!
شان ولدوك فوق اسفنج 
وحتى أول جديد سوهو ليك بالبنج 
وهسع هوايتك إنك تلعب البنق بونق
وليك الحق عشان فطموك 
بعد مازدتا فوق سنتين
وفى سن عشرة نومك كان على الليدين
غطاك بالشاش وفرشك بيحرير الصين 
والبتدورو كلو بتلقى غاب قوسين
ابوك مليان وجيبو سمين وقلبو سمين 
وفاتحلك حساب فى البنك والتأمين


وليك الحق...........!!!!!!!!!!
عشان ما خضتا فى وحل المطر والطين
ومن الترعة ما سويت شراب الهين
وما قيلتا فى ضل دومة بى فرعين 
وما شاققتا عرق النيل مع الوزين


وليك الحق........!!!!!
عشان ادمنتا عيشة اللين 
مشي الاسفلت ما جربتو بالكرعين
ركوب اللورى فى شمساً تصر العين
وما عانيت وقوف الصف وراء التموين
عشان يا انتى ما بتدرى سجل ابواتك البدرى


دحين اسمع .. أقيف واسمع
سماك الباكى مجدو الزال
يا ما كانوا تحتوا رجال
ابوخنجر وابوشوتال
والصقر البجيك خوجال 
صوتن كان يمين جلجال
ومكسيين كمال وجلال 
لكن الزمن اسرع
سيفن بلحس الفقره 
وما كان برضو بالحقرة 
وكانوا بضبحوا الشقره 
وكانوا بضوقو العادوه نوم الكوع
وكانوا بموتوا فى شان حرمة المفزوع


الجعلى اب شرابا حار وقالوا بعدى يومو خنق
والشايقى البياكل النار وفوقو نحاسو متخنق
ودرفون البجا الصقار وحاقب سيفوا ياكل الشق
والغرباوى عينو شرار وكضب القالوا عندو عرق
والنيلى البعرفوا كتار على كتل الأسود جرّق
والبطحانى والشكرى وغيرهم من أهل فخرى
ومنهم أصلى لا بشبع ولا بقنع


هوى يا وليد
حصل جربتا كب السارية 
فى القلعة وخلا العتمور
وشفتا بروقه تترقص وتتحرقص 
تقول مطويه فى قرقور
وعاوى الزيفة ينفخ
فى جبال النقعة زى الصور
والحصحاص يجرفوا السيل 
يكنسوا على مهاوى الخور
وقلب الصاقعة يتطرقش
يكب النار دمار وشرور
وشفتا الحال عرق مقلوع 
جبل متروم فرع مكسور
جمال غرقانة بى حالا 
وحد المويه فى الغرغور
ود ابن ادم المسكين 
نجاتو تحت قرون التور
والعوتيب يجيك يجرى
يشيلك وانتى ما بتدرى
وما بيرفع


هوى يا وليد ...
حصل سادرتا بالديداب 
وقدامك مراحك وراكب الخباب
ودربك طولوا يملا العين 
سحاب وغبار ومويتو سراب
وهوى كرباجك البكاى 
يبكى على ضهور الضمر الانجاب
وتسرى الليل وما تضوق هجدة
لو كان النجم ما غاب
وبعد أيام تجيك لفته 
ويلوحلك فى البوادى سحاب
وتكرف من دعاش العينة تملا رئاك
عطر وأطياب
تلقى الوادى خضر زى تقول 
ماكان خراب ويباب
وبت ام ساق تقييل من ضحاها 
على المعالى ونسمة الهباب 
وتفرش ليك حزمة نال تحت 
سيالة تريانة فروعها قراب
وتنفخ كل آهاتك مع المزمار 
تصوغ الحان ملانة شباب
وتنسي الدنيا كل الدنيا 
ماعندك معاها حساب
خلاف برقا يشيل حرقاص 
أو رعدا تقول رصاص وكت فركع


هوى يا وليد ...
حصل صحاك عز الهجعة 
صوت شتماً بعيد مخنوق
وجاتك شخرة الطنبارى
مشتاقاً يسوى القوق
ونومك طار واتقسم 
والرشرش صبح مفروق
واتلفحت نص من توبك الجرجار 
على الدلوكة سايق سوق
وتلقى هناك بنات بلدك ولاد بلدك
يعلو الصفقة تقدح فى القلوب الشوق
ونغم الفال ابشرن يا بنات بالخير 
والجنيات تطير لا فوق
وكم زغرودة تتفجر
تفور بالناس بعد ما تروق
يعوم الوز صدورو تشابى
للمجهول وما بتضوق
تميل زينوبة زى البان
يمين وشمال تودى الطوق
واخوان ام شلخ ينكبو جوه الداره
زى صقرا نزل من فوق
ضرب الصوت والركزة بيفرق الناس 
عشان زينوبة ما بتحوق
وعاد تتحزم الجنيات
وتتنظم تقيف في روق
وكل واحد يهز ضرعاتو 
والحجبات تزح لافوق
جفير الخوسة فايت الكوع 
وسيرو مع العضل مطبوق
والطاقية تحت الحاجب المعقود 
هدية أم زين وما مشرية من السوق
ويتقدم عريس السمحة رافع صوتو
كان بسوقوا بيهو النوق
والعنجاوى ينزل فوق ضهورن 
بس تقول منشحطة فيهو بروق
يبدا مجرو بالترقوة ويتحدر 
مع الضلع القصار ملصوق
واحمر عين يشم الدم بعد ما يرش بنات 
عمو ويزيدن شوق
وثابت حيطة لا بتهز ولا بتلز
وصارى جبينو كلو عروق
وقال بعد العقد طلقانة ما يحجزوهو 
إلا يخلو ضهروا شقوق
هناك الحال مغير جد 
وهيجة الناس تفوت الحد
وكان حجازو مد الليد بتسمع كع


هوى يا وليد ...
حصل شارفت دغشا بدرى 
فوق حجرة مخانق النيل
فى سنة تساب والشرقي 
حزم القيف وطفح الكيل
وشوفتا الهيبة فوق اسيادا 
والشخرى البكتل الحيل
وشفتا الجارى يحفر 
فى جروف كوكبنا
بس داير يشقو عديل
يجيك بي صدرو متحزم 
ومتلقف صفوف فى صفوف 
يحاكى الخيل 
ومويتو الهايجة تبلع جب
وتجقم فى مدالق السيل 
وفوق الرملة مشرور
العشارى طويل 
معشعش بين نوايبو الطير
حليلو جزايرو جاها النيل 
وحالف ما يخلى شبير
حزم اطرافا يكسر فيها 
بالهدام وينحر فيها بالقرقير
وبكرة يموصها يشرب طينها 
يزرع فيها شلالات هدير وهدير
وتكسح مركب النواتة عايمى 
على قرون الموج جناحها كسير 
رواسيها مالى اصابعوا فى المجداف
يقوم لافوق ويجى من تانى فوق الدفة 
رافع ايدو ينده فى جملة الصلاح واهل الخير
هناك الموت يمين شافوهو شوف العين 
ومافى شفيع ومافى مجير 
تقول الزول يعرف اجلو
ومكان موتو لولا إنو 
ما كشفو الإله لى غير


شن فضل بلا الغرق البدور ناعى 
وفعلا كانوا يا هو مصير
ومشيت المركب الغرقاني بين موجتين
طفروا منها النواتا بطن اللجّة قالوا اخير
تماسيحاً يقالدوا الموج يصارعوا 
عتاوة العرق الكتالو مرير
ساعة يعومو بالضرعات وساعة فج 
صدورن ضمة مااتبلت ولو قطير
ديل يا وليد ولاد النيل 
رضو الهيجة من صدروا
ومن الطيبة رضعوا كتير
الواحد فعايلو كتر ونضمو دقاق
نهرتوا يمين تسوى الفاق 
ومراً أصلاً لا ضاقوه لا بنضاق
كفاك يا وليد بلاش فاقة 
خلاص أنا تهتا فى الاشواق وما برجع 
وهسع ضمة لا شايفك ولا بسمع


http://m.youtube.com/watch?v=MzMVSLQQRsI

عادل عسوم
15-11-2014, 08:53 AM
لعمري اني عندما استعرض قصيدة (هوي يالوليد) فاني لا اجد نفسي اقرا كلمات مكتوبة...
انما اجدني بين يدي لوحات مرسومات بريشة رسام بارع...
اولعلهن مجسمات لتشكيلي عالمي...
بالله عليكم عودوا و(شاهدوا) هذه المقاطع الفخيمة:
(1)
هوى يا وليد
حصل جربتا كب السارية 
فى القلعة وخلا العتمور
وشفتا بروقه تترقص وتتحرقص 
تقول مطويه فى قرقور
وعاوى الزيفة ينفخ
فى جبال النقعة زى الصور
والحصحاص يجرفوا السيل 
يكنسوا على مهاوى الخور
وقلب الصاقعة يتطرقش
يكب النار دمار وشرور
وشفتا الحال عرق مقلوع 
جبل متروم فرع مكسور
جمال غرقانة بى حالا 
وحد المويه فى الغرغور
ود ابن ادم المسكين 
نجاتو تحت قرون التور
والعوتيب يجيك يجرى
يشيلك وانتى ما بتدرى
وما بيرفع

عادل عسوم
15-11-2014, 08:54 AM
(2)
هوى يا وليد ...
حصل سادرتا بالديداب 
وقدامك مراحك وراكب الخباب
ودربك طولوا يملا العين 
سحاب وغبار ومويتو سراب
وهوى كرباجك البكاى 
يبكى على ضهور الضمر الانجاب
وتسرى الليل وما تضوق هجدة
لو كان النجم ما غاب
وبعد أيام تجيك لفته 
ويلوحلك فى البوادى سحاب
وتكرف من دعاش العينة تملا رئاك
عطر وأطياب
تلقى الوادى خضر زى تقول 
ماكان خراب ويباب
وبت ام ساق تقييل من ضحاها 
على المعالى ونسمة الهباب 
وتفرش ليك حزمة نال تحت 
سيالة تريانة فروعها قراب
وتنفخ كل آهاتك مع المزمار 
تصوغ الحان ملانة شباب
وتنسي الدنيا كل الدنيا 
ماعندك معاها حساب
خلاف برقا يشيل حرقاص 
أو رعدا تقول رصاص وكت فركع

عادل عسوم
15-11-2014, 08:57 AM
(3)
هوي يا وليد ...
حصل صحاك عز الهجعة 
صوت شتماً بعيد مخنوق
وجاتك شخرة الطنبارى
مشتاقاً يسوى القوق
ونومك طار واتقسم 
والرشرش صبح مفروق
واتلفحت نص من توبك الجرجار 
على الدلوكة سايق سوق
وتلقى هناك بنات بلدك ولاد بلدك
يعلو الصفقة تقدح فى القلوب الشوق
ونغم الفال ابشرن يا بنات بالخير 
والجنيات تطير لا فوق
وكم زغرودة تتفجر
تفور بالناس بعد ما تروق
يعوم الوز صدورو تشابى
للمجهول وما بتضوق
تميل زينوبة زى البان
يمين وشمال تودى الطوق
واخوان ام شلخ ينكبو جوه الداره
زى صقرا نزل من فوق
ضرب الصوت والركزة بيفرق الناس 
عشان زينوبة ما بتحوق
وعاد تتحزم الجنيات
وتتنظم تقيف في روق
وكل واحد يهز ضرعاتو 
والحجبات تزح لافوق
جفير الخوسة فايت الكوع 
وسيرو مع العضل مطبوق
والطاقية تحت الحاجب المعقود 
هدية أم زين وما مشرية من السوق
ويتقدم عريس السمحة رافع صوتو
كان بسوقوا بيهو النوق
والعنجاوى ينزل فوق ضهورن 
بس تقول منشحطة فيهو بروق
يبدا مجرو بالترقوة ويتحدر 
مع الضلع القصار ملصوق
واحمر عين يشم الدم بعد ما يرش بنات 
عمو ويزيدن شوق
وثابت حيطة لا بتهز ولا بتلز
وصارى جبينو كلو عروق
وقال بعد العقد طلقانة ما يحجزوهو 
إلا يخلو ضهروا شقوق
هناك الحال مغير جد 
وهيجة الناس تفوت الحد
وكان حجازو مد الليد بتسمع كع

عادل عسوم
15-11-2014, 09:01 AM
اما هذا المقطع فاقسم بالله اني لاكاد اجد اثر لشغ موج الدميرة علي ثيابي كلما استشرفته من قرب!
هذه عبقرية في الوصف تسمو علي دربة ايما شاعر سودانيا كان او عالمي وصفا لمشهد!!
(شاهدوا) بالله عليكم هذه اللوحة:

هوى يا وليد ...
حصل شارفت دغشا بدرى 
فوق حجرة مخانق النيل
فى سنة تساب والشرقي 
حزم القيف وطفح الكيل
وشوفتا الهيبة فوق اسيادا 
والشخرى البكتل الحيل
وشفتا الجارى يحفر 
فى جروف كوكبنا
بس داير يشقو عديل
يجيك بي صدرو متحزم 
ومتلقف صفوف فى صفوف 
يحاكى الخيل 
ومويتو الهايجة تبلع جب
وتجقم فى مدالق السيل 
وفوق الرملة مشرور
العشارى طويل 
معشعش بين نوايبو الطير
حليلو جزايرو جاها النيل 
وحالف ما يخلى شبير
حزم اطرافا يكسر فيها 
بالهدام وينحر فيها بالقرقير
وبكرة يموصها يشرب طينها 
يزرع فيها شلالات هدير وهدير
وتكسح مركب النواتة عايمى 
على قرون الموج جناحها كسير 
رواسيها مالى اصابعوا فى المجداف
يقوم لافوق ويجى من تانى فوق الدفة 
رافع ايدو ينده فى جملة الصلاح واهل الخير
هناك الموت يمين شافوهو شوف العين 
ومافى شفيع ومافى مجير 
تقول الزول يعرف اجلو
ومكان موتو لولا إنو 
ما كشفو الإله لى غير