المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عم عطية


عادل عسوم
23-10-2014, 10:21 PM
ألا رحمك الله ياعم عطية...
لم أر -خلال ما انصرم من سني عمري -رجلا متصالحاً مع نفسه مثل عم عطية!
انه من شخوص البركل الذين لايمكنك تخطيهم عندما تشرع في احصاء من لهم فَوْت وقَدْر في البلدة ...
ما ان تبتدر بالعمدة ثم الشيخ الاّ وتجد نفسك ذاكرا اسم عم عطية ثالثاً على أقل تقدير...
فالرجل يفرض عليك نفسه برغم نايه بعيدا عن ان يكون من أصحاب الأموال أو الجاه!...
لان نسيت ...فلن أنس يوم وقف في فناء جامع (العبدلاب) مما يلي المزيرة رافعا صوته وهو يتحدث الى (شاب) من شباب المنطقة أحسبه قد غمطه بكلمة أزجاء فرد عليه قائلاً:
-شوف ياولدي...
ربنا دا باقيلك كان غالبو يخلقني محل أبوك ويخلق أبوك مَحَلِّي؟!...
قال ذلك ثم يمم خارجا من الجامع والابتسامة لاتكاد تبارح محياه!
...
..
.
لم يكن يملك من حطام هذه الدنيا سوى (كارو) و(حصان) يعينانه على عمله ك(عتالي) بسوق كريمة وفي معية العديد من رجال البركل ممن امتهن ذات المهنة يستعينون عليها ب(كارو وحصان) أيضا...
(يتبع)

عادل عسوم
23-10-2014, 10:32 PM
لا أدري لِمَ ينبري -في خاطري-دوماً عم عطية كلما استمعت الى رائعة راحلنا حمّيد (عم عبدالرحيم)؟!...
تتقافذ الكلمات من فِيْهِ حمّيد ليرددها (أبو التي تي) فتحوِّم ما بين ذُرا جبال نوري وجبل البركل فلاتلبث الا ان تهبش في ذاتي مواطن موغلة في حنايا الذاكرة:
فتّاح يا عليم
رزّاق يا كريم
صلى على عجل
همهم همهمة
حصّن للعباد .. وهوزز سبحتو
دنقر للتراب .. هم فوق هم هما
صنقع لى السما
وكان فى الجو فى غيم
وكم نجمات بُعاد
وكان الدنيى صيف
لا قالتلوا كيف
.. كيف أصبحت .. كيف
لا لمسة وداد
لا لمسة حنان
لا رمشة طِريف
من قلباً وفى
زى أيام زمان .. أيام الدِفِى
كانت ماها فِى .. كانت فى المراح
شدَّتلو الحمار .. تحلب الغنم لى شاى الصباح
والطير ما نضم .. ما رسـّل نغم.
...
ذات ال(بوح) أجده يخاطب خيال وهامة عم عطية ياأحباب...
فلان كان المشدود لعم عبدالرحيم حماراً ...فانه لدى عم عطية حصان...
...
ويواصل (أبو التي تي) ترديد صوت راحلنا حميد وهو يهوم في السوح والفضاءات بأن:
عم عبدالرحيم
إتوكـّل نزل .. فى المُشرَع لِقَى
زُملان الشقا
الجا من الجريف .. الجا من الجبل
علْ الناس بخير
صبّح هاظرُمْ .. نقْنقْ ناقَرُمْ
غاظوهو .. ونعَل
وعم عبدالرحيم ما بخَبِر زعل
كل الناس هنا ما بتخبِر زعل
تزعل فى شِنو .. وتزعل من منو..
كل الناس هِنا .. كل الناس صِحَابْ .. كل الناس أهَل
والماهُم قُرَاب .. قرّبـُمْ العمل
الطاق اليَطُقْ .. عشتْ .. آ .. أبوالزَمَل
بى الحال العليك .. بى الفال .. بى الأمل
عم عبدالرحيم ..
كُتْ فلاح فى يوم
فى إيدك تنوم .. على كيفك تقوم
لا دفتر حضور .. لا حصة فطور
تزرع بالقمر .. تقرع بى النجوم
لكن الزمن .. دوّار .. آ .. بِدُوم
عم عبدالرحيم ..
ماشى على الشغل
فى البال القديم .. من عار التُكل
تنشايح جِراح
.. كيف الغُسُل
الدِنيِى أم صلاح تبدا من التُكُل
من حِجـّة صباح .. فى حق المُلاح
فى الغُبُن الجديد .. فى القسط القديم
وبيناتِن عشم .. فى الفرج القريب
....
ذات ال(شُغُل) الذي ييمم صوبه عم عبدالرحيم هو (شُغُل) عم عطية...
فان كان ذاك يذهب اليه عم عبدالرحيم بالحمار فان عم عطية (شُغْله) علي ظهر كارو يقودها حصان!... 
و(المشرع) هناك ...يوازيه موقف (الفوردكيهات) هنا -في السوق الفوق- علي راحة يد سوق كريمة...
وذات الناس (هناك) يحكي حالهم حال هؤلاء!..
وما فتئت تتمدد مقولة حمّيد الثاوية في أفق الزمان كما قوس قزح:
(وايه الدنيا غير لمة ناس في خير أو ساعة حزن)!
ثمّ...
تنبري (أمونة)...
...
..
.
أمونة الصباح ..
قالتْلُو النـِّعال والطِرقى .. إنَهَرَنْ
ما قالتْلُو جِيب
شيلِن يا الحبيب غشّهِن النُقُلْتـِى والترزى القريب
بس يا ام الحسن ..
طقّهِن .. آ .. بِفيد .. طقّهِن .. آ .. بزيد
إنطقّن زمن
وإن طقّ الزمن .. لازمِك توب جديد بى أيـّاً تمَن
غصباً لى الظروف .. والحال الحَرَنْ
شان يا أم الرحوم .. ما تنكسفى يوم
لو جاراتن جَنْ .. مارقات لى صُفاح
أو بيريك نجاح
ده الواجب .. إذن
وأيه الدِنيِى غير .. لمّة ناس فى خير
أو ساعة حُزُن
يااااااه
ذات أمونة عم عبدالرحيم لها رصيفة هنا ...حيث (مُقْطَعَ البَحَر)!
على محياها ذات الشموخ...
وفيها ذات الشلوخ...
وذات الحُبّ النبيل كالقمرِ البَذُوخ!
لكن...
عم عطية ترجح كفة ازجاء الزمان له بأثقال تنوء بكاهل الرجال ياأحباب...
ازجاءٌ لعله نتاجٌ ل(مباشرة) أهلنا في تلك الديار!
انه التنميط الذي ينأى عن ترجيح الله الخالق للناس أبيضهم وأسودهم بال(تقوى) وليس باللون...
لكن عم عطية احتمل الازجاء... 
احتمله لثقته في رجحان وجدان الناس بالخير والسماح...
وما ذاك الا لعشرة السنين وتداخل الأعوام...
لذلك لم تنكسر له هامة...
ولم يتلعثم له لسان وهو يقول للذي أزجاه يوما في جامع العبدلاب من تالا المزيرة:
-ياولدي انت ربنا دا كان غالبو يخلقني محل أبوك ويخلق أبوك محلي؟!
(يتبع)

عادل عسوم
23-10-2014, 10:35 PM
كم من أقمار تستعلي فوق سُحُب الأحزان وتعشعشُ على قمم الأسى!...
تظل ماثلة في وجدان كل منّا ما أشرقت على الدُنا شمس وما تتالت سنواتٌ وشهور...
فيوضُ أنوارها تغمرنا كلما استشرفناها في حنايا الذاكرة ...
أذ هي دوما مفعمة بكل الجمال والصدق والألق...
لان كان القمر (الذي نعلم) يغيب نهارا... 
فهي تبقى مضيئة ماتعاقب ليل أو نهار...
ولان أضاءت لنا الشمس الدروب...
فهي تضئ منّا الدواخل والوجدان...
(عم عطية) ما فتئ قمر تتبدى منه الكثير من خيوط الضوء وغلالات التأسي والاعتبار...
اللهم رحماك وغفرانك وأعالي الجنان في رفقة الحبيب المصطفى صلاتك وسلامك الأتمان عليه...
(يتبع)

ياسر كبوش
24-10-2014, 04:49 PM
سلامات ياعادل وعساك طيب
حقيقى فتحت سيرة رجل ملئ بالجمال والطيبة والحكمة رغم بساطته البادية للاعين الا انه يحمل بداخله ما يدهشك عاصرناه فى صبانا وعاصرنا قفشاته فى سوق كريمة وفى بالى مقولة والدى (السوق من غير عطية ماهو سوق ) رغم علاقتى والدى بالسوق (قفة ملاح وكباية جبنه عند ابوعرب ) لى حكاوى كتيرة مع عمنا عطية وابنائه مع بعده خصوصا فى دار الرياضة
الا رحم الله عم عطية وكل رجالات كريمة والبركل

عادل عسوم
24-10-2014, 09:08 PM
سلامات ياعادل وعساك طيب
حقيقى فتحت سيرة رجل ملئ بالجمال والطيبة والحكمة رغم بساطته البادية للاعين الا انه يحمل بداخله ما يدهشك عاصرناه فى صبانا وعاصرنا قفشاته فى سوق كريمة وفى بالى مقولة والدى (السوق من غير عطية ماهو سوق ) رغم علاقتى والدى بالسوق (قفة ملاح وكباية جبنه عند ابوعرب ) لى حكاوى كتيرة مع عمنا عطية وابنائه مع بعده خصوصا فى دار الرياضة
الا رحم الله عم عطية وكل رجالات كريمة والبركل

حباب ود كبوش
بيني وبينك من صورتك المقلوبة دي انا وديتك لي كبوشابا تانين :smile:
طبعا صلاح صاحبي شديد من ايام (اندروبلو) الماخمج داك...:smile:
عم عطية رحمه الله-كما تقول-قد كان رجلا سمحا اذا جاء سمحا اذا راح وسمحا اذا قضي واقتضي...
لا اخفيك بانني قد نظمت فيه وعنه قصيدة لعلي اوردها هنا قريبا بعيد تلحينها واداءها من احد فنانينا الافاضل قريبا باذن الله...
انتظر بهاء عودات منك لتحبير ماتحتقبه عنه وعن والدكم الكريم الذي وصفه لي ابن الخالة العزيز محجوب صهيب الروم بانه صمد...
يديك العافية ياملك

عادل عسوم
24-10-2014, 09:57 PM
ولعلي اقول ياعزيزي ياسر قبل المواصلة:
ان الاستلهام لسير وحراك الشخوص ماهو الا جهد لايساع سوح الاعتبار وفضاءات الخلوص الى مآلات عساها ترقي بوجدان الناس او تضفي عليه ايجابا...
فال(مباشرة) في أهلنا مافتئت تكتنف حراكهم على مرّ الزمان...
وهناك...
مافتئت ذكريات عم عطية غضة كما اوراق جميزة سوق كريمة (من تالا قهوة ابوعرب التي تذكر) التي لم تستطع السنون من ان تنال منها...
فكن على ثقة بأن (نول الغزل) مُعَدّ للخلوص الى (سجادة صلاة) و(توب زراق)...
ودادي

عادل عسوم
24-10-2014, 10:47 PM
عم عبدالرحيم:


http://m.youtube.com/watch?v=gbgp9-iS8ow

عادل عسوم
26-10-2014, 03:54 AM
مافتئ صوت عم عطية يتردد في الافاق (فتاح ياعليم رزاق ياكريم) وهو يهيئ حصانه وقد فرغ لتوه من أداء صلاح الفجر في الخلوة...
حبات مسبحته الطويلة تتالي كما سنوات عمره الذي ناهز الستين لكنه لم يزل متماسكا او كما قال يوما لعم سيداحمد وهو يقهقه ضاحكا:
اتو ياعمدة اهلكم ورثوكم القرش لكن نحنا اهلنا ورثونا الخشب الكبار دا وبرضو كتر خيرم...
وينطلق بالكارو بذات همهمة رصيفه عم عبدالرحيم والدنا لم تفرغ بعد من الانعتاق عن اسار قيود الليل وانفاس الحياة تبتدر تمشيها في مفاصل البلدة بين يدي شقشقة العصافير المتزاحمة علي كثيف اشجار النيم التي تزدحم بها طرقات البركل وهديل الحمام الذي تكتظ به (ابراج) الببيوت مختلطا بثغاء بعض شياه ونهيق حمار...
وما ان يدلف الحصان الي شارع العربات منعطفامن (زقاق) جانبي الا ويرتفع صوت عم عطية بالبراك الذي يحفظه عن ظهر قلب ولاغرو فالرجل قد نشا ختميا محبا للمراغنة:
بحقِّكَ يا طه نُرَجى المقاصدا
لأنَّ بكَ الأخيار تعطى المناجدا
ومنكَ ينالُ الواصلون المعاهدا
وعنكَ يحوزُ العارفون المحامدا
فمن تُدنهِ أدنى ومن لا فلا
صبغ اغثني وكن لي حيث ما كنت جيرني
من الذنب والزلات جدي اقيلني
وفي النفس امرا قضينه معينني
من السوء والأهواء طه أعيدني
واصلح لي حالاً مالاً مبلغُ
واقبل لدحى والبسنة لبهجة
واجعله مقبولاً بدنيا وجنَّة
جزائي عليهِ الجوارُ بطيبَة
مماتاً وفي الجنّات أتبع بُنوَّتي
وصحبٍ عليك اللَه صلى مسَبَّغأ
لا المصطفى ذا المدحُ قال النايخلا
به تطرَبُ الأملاكُ ذا حيثُ ما يُتلى
بهِ تَطرَبُ الأخيار إذ ما يكُن يُجلابه
ائتنِس في كل جمعٍ إذا يُملى
لك الفوزُ في الدارين تاليه يبلُغ
بِنَومي كذا قد قال أيضاً لنا
يفى محافظهُ لو فردت بيتٍ ويسعفى
بمجلسنا يُنشَد فتَحضُرُهُ الصفى
وإلّا بمجلسكم سينشد
احضرفي قراءته يُحظى حظّاً لا يُفَرِّغ
واختِمُ قولي بالصلاة مُعَظِّما
أيا ربَّنا صلى وبارك وسلما
على المصطفى والأل والصحب دائما
صلاةً تفوقُ المسكَ عطراً مُفَخَّما
يطيبُ بها كل الوجود ويتلالا
(يتبع)

عادل عسوم
26-10-2014, 05:56 PM
المسافة مابين دار عم عطية وسوق كريمة لاتتعدي كيلومترات ثلاث اذ لايفصل مدينة كريمة عن (البركل فوق) سوي جبل البركل الرابض في مهابة وجلال منذ قرون لايعلم عديدها الا الله...

https://encrypted-tbn2.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcSHCHNrX_YvbzZRglUnjA8bsC9LcljbH oaBJxJmEze8Wo4UQhFh

عادل عسوم
27-10-2014, 11:13 AM
http://st-takla.org/Gallery/var/albums/Nature/Animals-Birds-Fishes-Insect/Animals/www-St-Takla-org--Horse-Carriage-3arabia-Karro.jpg?m=1295655912
الصورة من القوقل

عادل عسوم
27-10-2014, 12:21 PM
ما ان يصل (كارو) عم عطية الى بدايات سوق كريمة مما يلي موقف (الفوردكيهات) التي تصل كريمة بمروي الاّ ويُنبيهِ أحدهم بأن (ود القنديل) يرجوه بأن يكون أول من يأتيه قبيل انطلاقه الى بقية التجار...
فاذا به يرد عليه ويقول:
-قول للحاج ان بقا لي حكاية أمس ماني جاييك قسم بالله
فلا يلبث العديد من الناس وقد تحلقوا حول عم عطية -ال(رابض) على طرف الكارو وبيده سوط العنج -الاّ قائلين بصوت واحد:
-أيا عم عطية كمان في زول بيابا يسمع كلام حاج ود القنديل؟!
فيرد عليهم ملوحا بسوط العنج:
-انتو شن دخلكم زحوا كدي من قدام الحصان دا واللا أنزل سوطي فوق ضهوركم...
وينطلق عم عطية ليبتدر عمله لدى تاجر آخر!
حكي لي أحد الأعمام من الأهل في البركل بأنه كان قريبا من مسرح الواقعة فحدثته نفسه بأن يذهب الى التاجر ود القنديل ليستفسر منه الأمر ليقينه بجمال وجدان الرجلين وطيب معدنهما فاذا بالحاج ود القنديل يقول له بأنه قد فقد مبلغ مائة ألف جنيه* قبل أشهر واحتسبها دَينا هالكاً فاذا بالعم عطية يجدها ملقاة خلف جوالات البلح في المخزن الملحق بمتجره خلال نقله لها الى مخزن آخر وأتاه بها فأقسمت بالله أن يأخذ كامل المبلغ لكن عم عطية أقسم أن لا يأخذ (مليما أحمرا) منها!...
وأضاف الحاج ود القنديل:
-أنا القروش دي والله ياحاج استخلفت الله فيها وعقدت النية وأنا في الحج بي انها صدقة لله فبالله تاخدا وتديها للراجل الطيب دا لأني عارفو مستحق وانت جارو في البركل آاب يرفض لك طلب...
فأخذ محدثي المبلغ وجاء به الى عم عطية في داره بعد أن صليا المغرب سويا في الجامع قائلا له:
-الليلي ماشي اشرب معاك شاي المغرب يا عطيّي
-الشاي بس؟!
حَرَّم جيتك تستاهل الضبيحي ياحاج...
وما ان وصلا الى باب الدار بادر محدثي عم عطية بالقول:
-انت يا عطية ربنا دا بيدِّي الزول من ايدو لي أيدو؟
-لا لا ياحاج ...أنا البعرفو ربنا بيجعل لي كلو شي سبب...
-نان وكت عارف كدي مالك كسرت خاطر حاج ود القنديل الراجل الكل الناس عارفا صلاحو وطيبتو؟!
فاذا بالعم عطية يقول:
-لا يبق ياحاج قالك تجي تنضم معاي في الكلام دا؟!
-أيّي والله وياهن ديل القروش وأنا حلف بالله كباية الشاي دي ما أدخلا في سني ولا أدخل بيتك دا تاني ان بقيت كسفتني وكسفت حاج ود القنديل دا...
فاذا بالعم عطية يطرق برأسه فلا يلبث محدثي الاّ ويضع المبلغ في جيب عراقيه ويذهب...
(يتبع)
ــــ
*حدثت هذه الواقعة في بدايات الثمانينات

عادل عسوم
28-10-2014, 09:21 AM
صُوَر ومشاهد من سوق كريمة:

http://albrkal.com/vb/attachment.php?attachmentid=322&stc=1&d=1263357848

http://albrkal.com/vb/attachment.php?attachmentid=317&stc=1&d=1263044977

المرحوم الحاج محجوب جعفر وابنه البروف (حالياً) عثمان

عادل عسوم
28-10-2014, 09:31 AM
صور (حديثة) لمدينة كريمة:
http://www.youtube.com/watch?v=KvjRpo__-GE

http://www.youtube.com/watch?v=iGhEDhLIrlo

عادل عسوم
28-10-2014, 10:22 AM
كم تمنيتُ بأن يعيش عم عطية ليرى المدينة الرياضية هذه...
فالرجل قد كان رقما كلما عمد الناس الى عدِّ شواهد الرياضة في كريمة من خلال (دار رياضتها) القديم...
مافتئت صيحاته في أروقة المشجعين تتردد في أذني وهو يهتف بعنفوان:
بركل يلعب
فتتبعه المدرجات بصوت واحد:
جوة الملعب
وحول ذلك تحتشد العديد والكثيف من المشاهد والسياقات التي تستحق التحبير خلال نسيج هذا الخيط الحميم...
(يتبع)

عادل عسوم
28-10-2014, 10:32 AM
https://plus.google.com/117078380219448417559/about

عادل عسوم
28-10-2014, 08:32 PM
كتب ابن البركل الباشمهندس عزالدين محمد علي عن عم عطية:

صارم القسمات..طويل القامة..قوي البنية..عريض المنكبين..غائر العينين..أسمر البشرة..جهوري الصوت...طيب القلب..نظيف السريرة..
أتدرون من هو ؟
ذلكم هو العم الراحل : عطية فضل المولى (برور) ، رحمه الله رحمة واسعة وجعل الجنة مثواه.
خرج من هذه الدنيا فقيرا إلا من حب الناس له ودعاؤهم له بالخير كلما ذكر وكلما وردت سيرته العطرة في ألسنتهم. لم يكن العم عطية ذلك الرجل المتعلم الذي ارتقى بعلمه أعلى القمم فالتف الناس من حوله مهللين ومعجبين ، ولكنه أثر الناس ببساطته وأمانته وشجاعته وقوة شخصيته فكان نعم الأب ونعم الأخ ونعم الصديق.
أسرته:
تتكون أسرته من ثلاثة أبناء (عوض - الذي توفى في ريعان شبابه – رحمه الله ثم عباس وعبد الماجد (مجدى) وله خمس من البنات تزوجن كلهن بفضل الله.
نشأته :
نشأ و ترعرع في البركل – ود الشريفي – وما أدراك ما ود الشريفي ، التي اشتهرت بخلوتها العتيقة خلوة ود الشريفي وشيوخها الأفاضل عليهم رحمة الله: الفكي علي والفكي مختار وسرالختم احمد والأمين أحمد والأمين شريف وشيخ الطيب الحسن وولاد حاج احمد وصفوة من العمالقة الذين سطروا تاريخهم بأحرف من نور في هذه البقعة المباركة ونشروا في المنطقة تعاليم القرآن وعلموا قراءته وحفظه. في هذا الجو المقدس نشأ وترعرع العم عطية في أكناف هؤلاء الرجال الأفذاذ.
عمله وحرفته:
عمل العم عطية منذ صغره في الزراعة ثم هاجر إلى كسلا فترة من الزمن ليعود بعدها لمسقط رأسه في ود الشريفي ثم الأنتقال لمدينة كريمة عاملا في السوق في شحن وتفريغ البضائع حتى تمكن من امتلاك عربة كارووالتي عمل بها حتى توفته المنية.
اخلاقه وأمانته :
عبر هذه الكاروالبسيطة استطاع العم عطية أن يكسب ثقة الناس ويؤدي لهم أغراضهم ومراسيلهم في سرعة وأمانه وكان تعامله مع كبار التجار آنذاك ونذكر منهم المرحوم الطيب الحسن والمرحوم الفكي علي ود الحسن والمرحوم حمزه السوكري والمرحوم حسن حاج أحمد حيث يقوم بنقل البضائع من تجار الجملة في كريمة وتوزيعها على تجار القطاعي أمثال المرحوم حسن عبد الحفيظ وعلي الحسن الحسين أطال الله عمره وودبريقع وصالح ضبلان وغيرهم.
عطية الرياضي:
من أهم ما يميز شخصية العم عطية هو توجهاته الرياضية المعروفة والتي ساهمت بقدر كبير في دفع الحركة الرياضية في المنطقة وكان لها اسهاماتها الواضحة في اذكاء روح المنافسة والتشجيع بين الفرق الموجودة آنذاك وهي : البركل والمريخ والنسر والهلال وأهلي مروي والنيل والجبل وغيرها. كان عطية هو اللاعب الثاني عشرلفريق البركل مؤازرا ومشجعا وداعما للفريق بكل ما أوتي من إمكانيات وان كانت متواضعه. رأيناه دائما وهو يدخل من باب الجمهورويجلس في مساطبها ثم يتحرك متابعا للكرة والهجمات البركالية وهو يصيح : 
( يا ولادي ابعدوا من قدامي انا عيني واحدة )
ومع دخول الهدف يبدأ في الصياح بأعلى صوته مرددا والناس من خلفه: 
(بركل يلعب....بركل يلعب....بركل يلعب..وسط الملعب)
رحمك الله عمنا عطية...فليتني وفيتك حقك..ولكنني أترك المجال لأهلك وعشيرتك في البركل لعلهم يوفونك القليل من ذكراك العطرة وتاريخك الناصع.
http://albrkal.com/forum/showthread.php?t=1092

عادل عسوم
29-10-2014, 03:37 AM
عم عطية كان يحب الحياة...
لعله كان يؤمن يقينا بان يجهد للعمل لدنياه كانه يعيش ابدا...
وذاك لعمري هو الذي خلد ذكراه...
ويعمل لاخرته كانه سيموت غدا...
وذاك لعمري هو ما جعل الناس يوقنون -فيه-بقول المصطفي صلوات الله وسلامه عليه بان الجنة تجب علي من يزكيه الناس بين يدي موته...
كم كان كثيف الصدقة...
وليس ذلك بكثر مال انما بابتسامة لاتكاد تذبل عن وجهه مهما ادلهمت الخطوب وتداعت علي الناس الاحزان...
فالرجل -حقا-قد كان محبا للحياة...
حبه للحياة قد تمثل في كاريزماه التي احتفرها باظافره في دنا الناس وحراكه بينهم...
فكم كان مؤثرا لاتكاد تخطئ له وجودا وبصمات...
فما ان يتزيا افرد فريق كرة القدم بلبسهم الاخضر والابيض الا وتجده قد امتشق قلبه الهائم والوله بالبركل ليتقدم صفوف المشجعين فلاتجده يهدا ساعة ولا يجلس دقيقة...
عم عطية اللابس الساعة البركل غالب واللا اشاعة
ذاك كان هو الهتاف الذي يناكفه به مشجعوا الفرق الاخري في كريمة ولكن بمحبة ومودة واعزاز!...
فلا احد يضمر للرجل سوءا بل مامن احد في كريمة او البركلين الا ويكن له كل محبة واعزاز...
ما ان ياتيه الهتاف من مناوئيه الا وينطلق روحة وجيئة امام مقاعد المشاهدين علي طول جانب المضمار لينادي في المناصرين بصوته الجهوري بان:
بركل يلعب
فيجيبه الناس بان:
جوة الملعب
وسط الملعب
وما كان يخذله اللاعبون ابدا...
فخلال عقدين من الزمان او اكثر احتكر فريق البركل لكرة القدم جل ان لم يكن كل بطولات المنطقة...
بل استطاع الفريق ان يقارع فرقا كبيرة مثل موردة الخرطوم وسارية شندي وغيرها كثر...
لقد كانت لعم عطية ابتدارات فطنة وزوايا نظر تنم عن رجاحة عقل وذكاء يتبدي جليا خلال العديد من آرائه وملاحظاته التي يبديها...
فلان نسيت فلا اخالني انس يوم فاز البركل في مباراة صعبة علي فريق الجبل وكان شقيقي حاتم عسوم -في بداياته- حارسا للمرمي والكل يعلم بانه قد كان ينبغي له ان يكون ضمن كشوفات النادي المنافس نادي الجبل الذي يديره حينها خالي الصديق حاجنور فاذا بعم عطية يطلب من الحشد-بعيد المباراة- ان لايذهبوا الي النادي مباشرة انما تمون الوجهة في البدء الي دارنا في البركل وماذلك الا احتفاء بحاتم...
كم ترك ذاك من ايجاب كثيف في وجدان شقيقي حاتم!...
واذا بشقيقي يقول لي:
والله ياعادل حسيت في اليوم داك انو عم عطية دا دارس علم نفس!
(يتبع)

عادل عسوم
30-10-2014, 08:20 AM
هذه الحياة:
ليس بالضرورة أن يرسم لنا شواهدها السياسيون وأصحاب المؤهلات الدراسية العالية اذ هؤلاء مهما كانت بصماتهم وحجم تأثيرهم الاّ أن السير والتأريخ قد أثبت بأن أمثال عم عطية لهم القدرة على تشكيل وجدان الناس بأكثر منهم!...
وما ذاك الاّ بما حباهم الله له من قدرة الى الخلوص الى دواخل الناس وترك بصمات جميلة ومؤثرة تعين على تذليل الكثير من صعاب هذه الحياة...
فالرجل رحمه الله قد تميز بالكثير:
القدرة على التصبار والتحمل...
التواجد بين الناس كمثال يقايس الناس عليه فيستسهلون كل ماينزل بهم من مصائب...
التمتع بصفة عجيبة وهي أدخال السعادة الى حياة الغير وبالتالي تبديل أحزانهم.
فلقد مضى فينا بأن أحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور تدخله على مسلم...
أو تكشف عنه كربة...
أو تقضي عنه دينا...
أو تطرد عنه جوعا...
ولأن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحب إليّ من أن اعتكف في المسجد شهرا...
ومن كف غضبه ستر الله عورته...
ومن كظم غيظا ولو شاء أن يمضيه أمضاه ملأ الله قلبه رضا يوم القيامة...
ومن مشى مع أخيه المسلم في حاجته حتى يثبتها له أثبت الله تعالى قدمه يوم تزل الأقدام...
وإن سوء الخلق ليفسد العمل كما يفسد الخل العسل.
(يتبع)

عادل عسوم
31-10-2014, 06:50 AM
هنا عاش عم عطية:


http://m.youtube.com/watch?v=CaXOPFjCQXQ

عادل عسوم
03-11-2014, 02:48 PM
https://www.google.com.sa/url?sa=i&source=web&cd=&cad=rja&uact=8&ved=0CAUQjB0&url=http%3A%2F%2Fwww.sahat-wadialali.com%2Fvb%2Fshowthread.php%3Ft%3D16677&ei=R4dXVNfeCtGw7Aaj7oD4Aw&psig=AFQjCNHGIjUg7EZMIovujSmg5Vi2-2Zlmw&ust=1415108697144927

somiaadam
06-11-2014, 12:25 PM
سيد الذووق عادل ..
بعض الشخوص يرسخون في زاكرة المجتمع ويشكلون اشياء جميله في النسيج المجتمعي ويرسخون في الزاكره .. ليس بكثير مال او علوم يحملونها كما زكرت ولكن حببهم الله في قلوب الناس وهذا اعظم ..
شكرا لك امتعتنا بجميل الاسلوب وجزيل العباره فتركتنا نبحر بامتا ع في السطور
دمت بخير

عادل عسوم
07-11-2014, 09:01 PM
سيد الذووق عادل ..
بعض الشخوص يرسخون في زاكرة المجتمع ويشكلون اشياء جميله في النسيج المجتمعي ويرسخون في الزاكره .. ليس بكثير مال او علوم يحملونها كما زكرت ولكن حببهم الله في قلوب الناس وهذا اعظم ..
شكرا لك امتعتنا بجميل الاسلوب وجزيل العباره فتركتنا نبحر بامتا ع في السطور
دمت بخير
بت الاصول سمية حبابك دوما...
عم عطية بالفعل قد شكل فينا سوحا رحيبة من الوجدان بما حباه الله له من ملكات وبما وهبه له من صفات...
اسال الله رحمن الدنيا والاخرة ورحيمهما ان يجعل الفردوس الاعلي له متفيا ومستقرا...
ان الله ولي ذلك والقادر عليه
التحية لك ولكلماتك البهيات ولسياقك الحميم ياغالية
وداد انت اهله

عادل عسوم
27-01-2015, 05:16 AM
ولعلي اقول ياعزيزي ياسر قبل المواصلة:
ان الاستلهام لسير وحراك الشخوص ماهو الا جهد لايساع سوح الاعتبار وفضاءات الخلوص الى مآلات عساها ترقي بوجدان الناس او تضفي عليه ايجابا...
فال(مباشرة) في أهلنا مافتئت تكتنف حراكهم على مرّ الزمان...
وهناك...
مافتئت ذكريات عم عطية غضة كما اوراق جميزة سوق كريمة (من تالا قهوة ابوعرب التي تذكر) التي لم تستطع السنون من ان تنال منها...
فكن على ثقة بأن (نول الغزل) مُعَدّ للخلوص الى (سجادة صلاة) و(توب زراق)...
ودادي

وجداننا هذا حري به أن يرتب (ارفف) اعتباراته ومفاهيمه وقناعاته كي يصبح هذا السودان بوتقة يتعايش فيها الناس سواسية كاسنان المشط إذ ليس كل (الناس) كامثال عم عطية...
(يتبع)

عادل عسوم
27-01-2015, 05:30 AM
عم عطية ترجح كفة ازجاء الزمان له بأثقال تنوء بكاهل الرجال ياأحباب...
ازجاءٌ لعله نتاجٌ ل(مباشرة) أهلنا في تلك الديار!
انه التنميط الذي ينأى عن ترجيح الله الخالق للناس أبيضهم وأسودهم بال(تقوى) وليس باللون...
لكن عم عطية احتمل الازجاء... 
احتمله لثقته في رجحان وجدان الناس بالخير والسماح...
وما ذاك الا لعشرة السنين وتداخل الأعوام...
لذلك لم تنكسر له هامة...
ولم يتلعثم له لسان وهو يقول للذي أزجاه يوما في جامع العبدلاب من تالا المزيرة:
-ياولدي انت ربنا دا كان غالبو يخلقني محل أبوك ويخلق أبوك محلي؟!
(يتبع)

عادل عسوم
27-01-2015, 06:26 AM
عظمة عم عطية هنا أنه قلب المعادلة!...
لقد (وسع) الرجل المجتمع بأسره بدلا عن أن يسعه!...
ياترى:
لو اتسقت المعادلة وفعل المجتمع مافعله عم عطية هل كنا سنرى (احنا) تودي ب(اعراق) واجزاء من هذا الوطن إلى التفكير في انفصال؟!
ليس من العدل أن نطالب الناس بأن يكونوا عم عطية بل على كل الناس أن يفعلوا فعله أن رمنا لهذا السودان أن يكون...
ليتنا نلغي في ابجدياتنا مفردة الunderestimation ونناى بها عن قاموس حياتنا نايا...
ليتنا...

عادل عسوم
09-03-2015, 09:10 PM
‏عن ‏ ‏أبي سعيد الخدري: ‏ 
‏أنه سمع النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏يقول ‏ ‏"إذا رأى أحدكم رؤيا يحبها فإنما هي من الله فليحمد الله عليها وليحدث بها وإذا رأى غير ذلك مما يكره فإنما هي من الشيطان فليستعذ من شرها ولا يذكرها لأحد فإنها لا تضره".
رواه أحمد و البخاري.
انه عم عطية...
رأيته يأخذ برسن حصانه ويلج به إلى النيل مما يلي البركل...
اليوم كاني به جمعة لصيف يبتدر خطوه لتوه...
واذا بي بوضاءات ثلاث:
(اشعة شمس الصباح) و(لشغ الامواه من يديه على جسد الحصان) و(بريق ابتسامة تسع الدنيا بما فيها)...
(يتبع)

عادل عسوم
09-03-2015, 09:29 PM
شمس الصباح و الصباح رباح
شمسك يا وطني
طعم النجاح الزانو كفاح
طعمك يا وطني
حتى الجراح الزمانن راح
مهرك يا وطني
أهلي الفصاح أسياد الصلاح
درعك ياوطني
كل الملاح الجمالن فاح
زينتك ياوطني
إنت عندي كبير
وحبي ليك كتير
القومة ليك ياوطني
شيدوهو و زينوهو وطن الجمال
علوهو و خلوهو في عين المحال
وأفدوهو و أهدوهو الروح و العيال
و ارعوهو و ابنوهو بعزم الرجال
بأملنا بعملنا بالمحنة 
بوفانا الفي دمانا نبنيهو جنة
و نبتهج نحن وصغارنا تتغنى
يا أصلنا ومبتدانا
ياحلاة مسرح صبانا
و ذكرياتنا و مشتهانا
إنت فينا كبير و ريدنا ليك كتير
القومة ليك يا وطنى

http://m.youtube.com/watch?v=8MGGM1YGT5A

عادل عسوم
13-03-2015, 08:51 PM
الوطن قد يتجلى في مكان أو (شاخص)...
لكنه إن تجلى في (شخص) فلا محالة تنفخ فيه الروح!
عم عطية قد اندغم فيه الوطن اسما...ورسما ...ووسما...
فالاسم في اهابه باد...
والرسم يتجلى في طول فارع يجمله (يوم كان ...وكان الوطن موحدا)!...
أما الوسم:
فذاك ما يعنيني في هذا المفترع الحميم...
(يتبع)

عادل عسوم
06-04-2015, 10:16 PM
هذا ال(وسم) لاغرو يتجلى في القيم والمفاهيم التي تتخلل حديث عم عطية خلال حراكه الحياتي مابين مكان عمله في سوق كريمة وفي مساطب دار الرياضة (استاد كرة القدم في كريمة) و بين أهله في البركل...
لقد كانت تتخلل أحاديثه من (الأمثال) الكثير...
فكم من ألفاظ وأسماء يبتدرها ...فإذا بها تسري في الناس ويكتب لها الحياة إلى يومنا هذا!...
هذه القدرة على الخلق والابتكار (الاجتماعي) لا اخالها يقدر عليها إلا أصحاب الكاريزما المميزة!...
كان عم عطية إذا أطلق اسما على ايما انسان في سوق كريمة فإنه (بالقطع) يصبح اسما راتبا أو اسما (سايرا) كما يقول اهنا...
والغريب في الأمر أنه ماكان يفعل ذلك في البركل ...ولعل الأمر مرده الفارق مابين بيئة السوق وبيئة أهله ومكان سكناه في البركل...
ف عم عطية قد كان شيخ العتالة والعربجية في السوق ولاغرو أنها مهنة ذاخرة بالانهاك خلال نهارات الشمال القائظ حره نتاج اشعة شمس الصيف الحارقة...
لذلك ماكان هناك من بد لأختلاق بيئة عمل جديدة لعلها (تبرد) من لسع ذاك القيظ مزحا رفيقا واستنطاقا للداوخل لإنتزاع الضحكة وجلب الابتسامة إلى الشفاه جلبا...
قال لي محدثي بأن عم عطية هو الذي أسمى سبعة ممن يعلمهم فاضحى الإسم هو (الساير) عليهم إلى يومنا هذا!
وأضاف لي قائلا:
-ولعلمك عم عطية دا هو الاطلق الاسامي علي أهم واشهر المشجعين لي فرق كرة القدم المنافسة للبركل في استاد كريمة ومنهم:
(الضبعة) و (فلون) مشجعا نادي المريخ كريمة...
(كشكش) و (شميش) مشجعا نادي الهلال كريمة...
وان نسيت فلا أخالني أنس (ادخاله) لكلمة (ظربون) في قاموس أهلنا في البركل..
وظربون هي لفظة اعتاد ان يطلقها على كل صبي يتصف بال(شيطنة) دون صبية الحي...
وقد تبينت لاحقا بأنه قد اتى بلفظة الظربون من كسلا التي عاش فيها سنوات من عمره والظربون هو نوع من أنواع الخنازير البرية معروف في كسلا بأنه شديد الغيرة على انثاه (وان كنت اشك في ذلك لان الخنزير معلوم عنها ان الذكور منها لاغيرة لديها على اناثها) ...
هذا الظربون يكمن عادة بين أشجار الموز وما إن يسمع خشخشة اقدام إلا وينطلق ليهاجم (عصبة الساق) فيقطعها ولعلي ارى السبب في ذلك ان هذا الظربون ضعف البصر جدا حيث يعتمد عادة على حاسة السمع لديه ويسميه أهلنا في كسلا أيضا ب(اب درمبال)...
(يتبع)