المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فاطــمة أحمـــد إبراهيــــم


عبدالباقي عبدالحفيظ الريح
07-11-2005, 11:10 PM
إلي فاطِمة أحمد إبراهيم

ملهمة قافلة (( التصدي)) في المنافي
و قد تجمرَّت كالذهَب اللدِن روحآ و بدَنا من وهجِ الإكتواء
أهدي هذه الكلمات

يا آمنة شِن قلتِ؟؟!
صياغة اللّوحة في ذهني
ذكراك في العروق تسري
دِماكْ للوطَن تفُدي
يا آمنة يا إنتِ
في لهيب الوجَع تقوي
في تاريخ النضال بِنْتِ
في سَما البلد تضوي
نجوم في سحاب وطني

* * * * *
حروب في سنين عمري
منافي الغربة لو تدْري
وطن الغُبن لو يشفي
من حريق القصْدِ و السأمِ(1)
في مهاجر الليل و الألم
سياسة الحَفْرِ لو تجدي
لانهزَم العزْمُ من بدري
رحيقُ الهمسِ و الزهر
ضياء القمر و البدرِ
جيوش النمل(2) لن تأتي
ليوم العرس(3) في أرضي
* * * * * * * *

يا آمنة يا صََخبي
سودانية القمم
علانية الطرح إقدام علي الهِمَمِ
صدي و تصدِّي لأطنابٍ من الهمِّ

* * * * * * * *

رصاص الكلمة كان يغني
من غلو الذل و البللِ(4)
ذئاب المنفي عن قربِ
ثعالب المدن في دربي
إسْتَلَبَتْ حقوق ذهني

* * * * * * * *

بيوت الأشباح يا (5)سِرّي
و أركانجلو(5) المنسي
في الطابق العلوي(6)
ذكراه في كبدي
كانت وصاياه من بُعدٍ
كُرّاس و قِرطاس و تصوير من العَدَمِِ(7)
توثيق الأمسِ و اليومِ(8)
طوب النحلِ و النملِ
حضورآ في وهج شمسي


عبد الباقي عبدالحفيظ الريح المحامي
لندن..19 يوليو 2005 م


(1) الإشارة هنا إلي إتجاه بائس من بعض مدعي الثورية إلي إغتيال الشخصية و هي كلمة وافدة من أدب اليسار المصري

(2) المقصود هنا المهمشين من أبناء وطني, جنوبه و شماله..شرقه و غربه...و سطه و مركزه..و جبال الأنقسنا فيه

(3) يوم العرس هو ذلك الحلم في تحقيق السلام الذي أصبح الآن ( كبطيخة لاقَّة)

(4) الإشارة هنا إلي قولة التراث الشعبي المشهورة( يحلنا الحل بلة من القيد و المذلة)

(5) المقصود هنا الأستاذ السر مكي..كاتب عمود يومي بجريدة الأيام..و هو شاهد عيان عندما تم إقتياد الصبي أركانجلو من زنزانته و تم إعدامه

(6) المقصود هنا غرفة الأسانسير في الطابق الخامس في رئاسة جهاز أمن الدولة

(7) قام أركانجلو بإعطائي صورتين فوتغرافيتين أسود و أبيض لشخصه و كتاب صغير فيه تعلم اللغة من الإنجليزية للعربية و
لا زلت أحتفظ بهم

(8) توثيق صوت و صورة الذي تبنته المجموعة السودانية لضحايا التعذيب في الفترة ما بين 1993_1997م وعرف بملف جلادي التعذيب أو
Bring Torturers To Book

خالد الحاج
08-11-2005, 12:42 AM
http://sudaniyat.net/vb/images/uploads/3_22523436fe5714ea8e.jpg


http://sudaniyat.net/vb/images/uploads/3_29268436fe593511a4.jpg

التحية للمناضلة فاطمة أحمد أبراهيم

"إمرأة ولا دستة رجال"

أستاذ عبد الباقي الله يديك العافية يا من تعرف قدر البشر.

بندر شاه
08-11-2005, 12:48 AM
ألأخ عبد الباقى ، شكراً

فاطِمة أحمد إبراهيم سيدة السودان الأولى ...

فاطِمة أحمد إبراهيم رائدة الحركه النسائيه فى السودلن

فاطِمة أحمد إبراهيم ...

مع كل تقديرى و احترامى لك ول المناضله فاطِمة أحمد إبراهيم

bayan
08-11-2005, 02:12 AM
التحية لفاطمة العظيمة
التي نقلت المرأة السودانية نقلة نوعية..
فهي اعظم امرأة في السودان الحديث..
لها التجلة والاحترام والتقدير.
حلمي يوما ان نرى مركزا للدرسات النسوية باسمها..
وحلمي ان تدرس حياتها في كتاب المطالعة مثلها مثل ود حبوبة.. حتى تعرف الفتاة السودانية عظمتها وتكون لها قدوة. لتعرف ان التحرر يبدا بأن تتسع الرؤية للعالم وبالتفرد.وليس بالاستلاب للغرب ونقل كل آالياته ومصطلحاته
المنبتة الاصول في الثقافة السودانية. ومحاولة فرض نموذج لا يمت الينا بصلة..
فاطمة الاصالة والمعاصرة التى عرفت ان تحرر المرأة يكون في فكرها و ليس في اخلاقها.
لقد كانت دائما اجمل النساء السودانيات بخلقها القويم وتمسكها بالحشمة والادب السوداني.
كانت مقدرة ومحترمة بين كل الوان الطيف في البرلمان.واستطاعت ان تثبت مكاسب اساسية للمرأة السودانية..
دون ضجيج او اثارة..
صمدت في وجه الطغيان على اختلافه وفقدت اجمل الاشياء في حياتها لأجل ما آمنت به..

امرأة عزيزة عزت النيل



وشكرا لك أخي لا يعرف قدر النساء العظيمات الى عظيم.
كم احزنتني الحملة ضدها.
هكذا نحن نعض دائما اليد التي تمتد لنا.

أم سهى
08-11-2005, 10:30 AM
امنا الطيبة

فاطمة احمد ابراهيم

لكي التجلة والانحناءة
فلولاك ما كنا وما صرنا ....
لولاك لما مسكنا دربنا وقبضنا على الوجع

فجمر القضية حار حرارة قلبك الوهاج علما وضياء

لكي من كل اجيالنا
معزة وتقدير وتجله
الاخت بيان
لكي التحية وكل عام وانتي بالف خير
ماخليتي لينا كلام بعدك نقولو

غاندي
08-11-2005, 11:13 AM
الوالدة
المناضلة
فاطمة

لا تزال كلماتك ترن في مسامعي من قبل عام ونصف، أدرك أن شخصي مر عليك كملايين الأشخاص، ولكني تعلمت منك الكثير في تلك اللحظات، رؤيتك بعيدة ونافذة، آراؤك في الشخصيات حصيفة وناقدة وحقيقية، قرائتك للمآلات ثاقبة ومقتدرة.

لك عميق تقديري
وتمنياتي لك بالصحة والعافية

غيداء
08-11-2005, 11:58 AM
و قد تجمرَّت كالذهَب

هي كذلك واكثر
(امنا الطيبه....
لكي التجلة والانحناءة)
ولكـ منا التقدير

غـيداء

خالد الحاج
10-11-2005, 12:10 PM
http://sudaniyat.net/vb/images/uploads/3_3787437329d75fb37.jpg


كي لا ننسي مناضلاتنا من نساء بلادي.

http://sudaniyat.net/vb/images/uploads/3_3787437329d7d33d0.jpg

لقاء رائع لجريدة الشرق الأوسط مع الأستاذة فاطمة سنعيد نشره هنا

mohammed
11-11-2005, 11:58 AM
http://sudaniyat.net/vb/images/uploads/138_24231437481ac9574f.jpg

http://sudaniyat.net/vb/images/uploads/138_24231437481ac9a59e.jpg
ام احمد والعودة من الغربة والشتات......تحية لامنا المناضلة فاطمة ....وتحية خاصة لابو غسان

omrashid
12-11-2005, 04:10 PM
كنت في المدرسه الوسطي وكنت اسارع لاقتناء صوت المراة التي تشرف علي توزيعها احدي المعلمات هذا بالرغم من انني لم اكن استوعب كل ما يكتب فيها فتكفيني انها صوت المراة 0 صوتي انا -- احملها بين يدى واحاول ان افك معاني بضع المقالات فيها واستعين باخي الاكبر في معرفة معاني بعض الكلمات التي تصعب علي فقد كان باب (طريقنا للتحرر شبه ثابت ) واصبحت صديقه لكل النساء في مجلة صوت المراة وانحفرت اسماءهن في ذاكرتي فاطمه احمد-نعيمه بابكر-امال عباس -- احدثهن واحكي لهن حتي احلامي الصغيره -وفي صباح يوم من ايام المدرسه العاديه دخلت علينا المعلمه (عواطف علي ارناؤوط) واخبرتنا بان مدرسة امدرمان الثانويه بنات تستضيف اليوم الاستاذه فاطمه احمد في ندوه عن حقوق المراة رنت كلمة حقوق المراة رنينا خاصا لم اعرف كنهه انذاك --عم الفرح جوانحي وشعرت كان اليوم عيد وقررت ان اقنع اسرتي وخاصة ابي بالذهاب لمدرسة امدرمان لحضور الندوه وقد كنت خائفه ان لا يوافقوا --تحدثت مع امي اولا والتي كنت اظنها ستثور في وجهي الا انها رحبت بابتسامه عريضه ارتسمت علي وجهها الصبوح ولكنها طلبت مني الاستئذان من ابي وطمانتني بانها سوف تقف الي جانبي --تحركت ببطء نحو الوالد واخبرته بما اريد فضحك وقال لي (النسوان ديل ماشين مشي تمام) (والنهار دا تبرعنا للاسبوع المراة الذي سوف يقام في غضون هذا الشهر) --ولاول مرة اسمع كلمة الاتحاد النسائي --اسبوع المراة فقد زاد عدد الكلمات عندي --امر ابي اخي الاكبر بتوصيلي --وهناك شاهدت الاستاذه فاطمه احمد --كانت امراة جميله--بسيطه تلبس ثوبا ناصع البياض من التوتال السادة وتحته فستان مشجر وتنعل جزمه ذات كعب قصير وفي يدها شنطة سوداء كبيرة الحجم نوعا كانت دائمه الابتسام وفي وجنتيها غمازتان تظهران عندما تبتسم وتحدثت عن النساء وضعهن واضطهادهن --تحدثت عن العادات الضاره التي تمارس منها الخفاض الفرعوني وللحقيقه لم اكن استوعب بان هذه العادة موجهه ضد النساء لان اخوتي الصبيان تعرضوا لعمليه مشابهه مورست فيها نفس الطقوس من -الحنه والضريره وسيرة البحر واندهشت تماما بان الاستاذه لم تتطرق لمشكلة الصبيان وتعرضهم لذات العمليه ---كان الحضور كبيرا وكنت احس بان الحضور يوافقها في حديثها --ومنذ تلك الندوه ظللت اتابع باهتمام ما يدور وبدات استوعب ما يكتب في( صوت المراة)وتشكل نوع من الوعي لدي بقضايا النساء بعد ان كانت مجرد اشارات في شكل اسئله تتزاحم في راسي الصغير انذاك
فالتحيه للاستاذه فاطمه احمد ولصويحباتها رائدات الحركه النسائيه ايا كان مواقفهن الان فقد شكلن اللبنة الاولي والاساس المتين للحركه النسائيه التي ظلت صامده رغم كل اشكال العنف من قبل الانظمه الدكتاتوريه المتتاليه وانا مثلكن يا اخت بيان وام سهي استغربت لتلك الحمله الشرسه والتي كانت محاوله لاغتيال شخصيتها الفذه واندهشت تماما لاقلام تكتب عبر الاطلنطي اعطيت الفرصه للحديث عن المراة السودانيه ومحاولات مسح التاريخ --بالتاكيد انا لا ارفض التضامن مع المراة السودانيه ولكنني ارفض هذا التضامن العولمي البغيض
ان فاطمه احمد كالنخله لا تهزها الرياح والعواصف بل تزيدها صلابة

omrashid
12-11-2005, 04:21 PM
لا ادري لماذا جاء الخط هكذا فمعذره

bayan
12-11-2005, 05:30 PM
العزيز ام راشد

طفرت الدموع من عينيّ وانا اقرأ ما كتبتيه. كم جميلة تجربة ملامسة الوعي بانسانة مثل فاطمة..

معلمتي ست النساء عبدالعاطي اسما على مسمى.. هى اول من حدثتني عن فاطمة و انجازاتها..
ومن ست ست النساء. استاذتي هذه رغم اختلاف السن والمقام الا انه كانت هناك علاقة روحية قوية
فهي التى علمتني ان التحرر الحقيقي للمرأة يكون في فكرها حيث ترى وضعها و وما هو مختل فيه و تحاول تعديله.. علمتني ان التحرر الاخلاقي ومعاداة الرجال لا تمت الى حركة تحرير المرأة بصلة...وحدثتني عن فاطمة
وكيف انها محترمة ومقدرة رغم فكرها الاشتراكي.. وكانت دائما تنبهنا الى التقيد بالخلق القويم دون التخلي عن
حقوقنا..
كبرت وشرقت وغربت و التقيت بفاطمة سنة 2004 لاول مرة. كنت مثل طفلة صغيرة يوم العيد..
كنت قد ارسلت لها اخ كريم و أخبرته ان يخبرها أنني اسلامية التفكير ولا دخل لي بالتنظيم الحاكم
وبالفعل قبلت ان تراني وعلقت ضاحكة على ان اخبر من ارسلته بأتجاهي الفكري. وقالت هي تحترم كل الاتجاهات..
جلسنا سجلت معها اربعة ساعات على وعد ان نلتقي مرة اخرى لنتابع..
وكنت منذ سنين اذهب الى دار الوثائق و عندما اتعب من البحث فى كومة القش عن الابر التى ابحث عنها
اخذ مجلة المرأة واراجعها..

في حديثها معي سالتها كيف تثنى لها ان تجد القبول حتى من القوى التقليدية وكيف مررت كثيرة من المطالب
قالت لي : الطريقة التى تقدم بها الطلب كانت لها اثر. كما عرفت ايضا ان ربما المحجوب (غير متأكدة)
قال انا فاطمة تفرض احترامها على الكل فلا نملك الا ان نصوت لها.
اخبرتني بقصة زواجها وكيف انها عندما رحلت الى بري افرد لها امام الجامع خطبة كاملة يحذر منها
وكيف ان الامام حارب جمعية ربات البيوت بارسال زوجته التى مؤخرا اتت وقابلت فاطمة و اشتركت في الجمعية وسكت الامام عنهن..
فأنا اعتقد طريقتها في اللبس و الحشمة و التهذيب جعلت لها هذا القبول. ولكن من يظنن ان التدخين وتبني الدعاوى البائسة ومحاولة فرضها على مجتمع لا تمت اليه بصلة هو ما سيوصل المرأة الى حياة الكرامة
فهن مخطئات..
وكل من حاولت الهجوم على فاطمة لانها انتقدت سلوك البعض فهى خاسئة.. ففاطمة هى نموذجنا الذي
سنتبعه...ونوقره...
عاشت فاطمة فخرا للمرأة العربية والافريقية.

omrashid
12-11-2005, 05:44 PM
عزيزتي بيان
ان تجربه الاتحاد النسائي تجربه فريده وتستحق منا الدراسه ففي الخمسينات استطاع الاتحاد ان يخترق ذللك الحائط السميك من اعادات وتقاليد حرمت المراة من ممارسة حقوقها واقعدتها في البيت لا تستطيع الخروج الا في الليل مورست عليها كافة الممارسات باسم الدين تارة وباسم التقاليد مرات اخري فالاتحاد النسائي حقق ذلك الانتصار لانه لم يعادي المجتمع بل طمانه بان اخذنا لحقوقنا معناه تقدم لمجتمعنا ولذلك وجدنا ذلك التضامن من كل الوان الطيف السياسي --فلكي التحيه يا بيان وانا مثلك احلم بعمل مركز للدراسات النسويه باسمها فلتتضافر الجهود لاخراج هذه الفكره الي حيز الوجود

asadalla
12-11-2005, 05:56 PM
كنت اسكن بالقرب منها فى حى العباسية فى بدايات الثمانينات وكان اسمها فى ذلك الوقت يرن فى كل اذن تتوق لفجر الخلاص وكنت اذهب مبكرا لمكتبتها مكتبة مهيرة فى شارع الاربعين لابدأ بها يومى واستمع لكلمة صغيرة منها انها انسااانة تفوق كل الوصف تعلمنا منها الكثير وخاااصة ابناء العباسية وبناتها تلغموا منها الكثير من المبادى والقيم التى لن تزول ابداااااااااااااااااااا
انها فاطمة تلك المناضلة التى حملت وما زالت تحمل السودان فى اكتاافها وتخمل كفنها فى يد اخرى
انها فاطمة وكفى

bayan
12-11-2005, 06:04 PM
العزيز ام راشد

دائما عندما ارى ما هو حادث الان للحركة النسوية.. والدعاوى العجيبة ...

اقارن بيننا وبين الافرو امريكان

تعب جدودهم وبذلوا الغالي و الرخيص ليصلوا الى الحرية ليجد جيل الاحفاد الحرية ليبددها في المخدرات
و السكر و و الجنس...

ونحن كذلك
نحتت ناشطات تحرير المرأة الصخر لنجد حرية التعليم الذ يبدو انه فقط ماحي للامية الابجدية..
ولنخرج من البيت للعمل. الان ماذا فعلت الاجيال التي وجدتها باردة؟

قبل فترة التقيت بنت في منتصف العشرينات.. قالت انها ناشطة في محاربة الخفاض الفرعوني..

ترتدي جينز حائل اللون مقطوع في الركبة مع صف من الاقراط في الاذنيين و شعر ملون.
قلت لها مازحة لو اتيتنى بهيئتك هذه و حدثتني عن مضار الخفاض. ساقوم بخفض ابنتى مرات خشية ان تكون مثلك.
قلت لها لا اتخيلك تذهبي الى الجزيرة بشكلك هذا ليسمعك اى شخص هناك. قلت لها علماء الانثربولوجي
عندما يذهبوا لدارسة قبيلة ما يلبسون مثلهم. حتى تحدث الالفة ... فكيف الحال لو شغال واعظ. قلت لها يجب ان تكوني مقبولة شكلا لمن تخرجي اليهم..
فأعتقد ان نجاح الرائدات انهن كن يتقيدن بالاعراف . ومحتشمات يجعلن انفسهن نماذجا محترمة و يقتدى بها..
ولذلك استطعن ان يقنعن كل من يتحدثن معه..

فالنجعل هذا البوست نواة لمركزفاطمة احمد ابراهيم للدراسات النسوية..

خالد الحاج
12-11-2005, 07:36 PM
فاطمة أحمد إبراهيم أول نائبة عربية وأفريقية : لقاء مع "الشرق الأوسط" .


الرجال في العالم يستبعدون المرأة كي يقل عدد المتصارعين علي السلطة

حياتها مزدحمة بالدراما ، وكأنه قدرها. مسيرتها صراع محتدم مع السلطة.تمرد علي تقسيم العمل بين الذكور والإناث داخل البيت، وتمرد علي قرار طردها وزميلاتها من قبل مديرة المدرسة الإنجليزية في الخرطوم، ومن ثم قيادة أول إضراب نسائي في السودان. تحدت العسف والتسلط بأشكاله، من إستغلال الدين مطية للتحكم في البلاد وخيراتها، إلي الحكم العسكري الذي أعدم زوجها الشفيع أحمد الشيخ في عهد نميري.


ولدت فاطمة أحمد إبراهيم في ديسمبر عام 1934 لعائلة سودانية متعلمة ومتدينة. دخلت العمل السياسي في سن مبكرة وناضلت ضد الإستعمار البريطاني حتي الإستقلال. أسست أول إتحاد نسائي في السودان، ورأست إتحاد النساء الديمقراطي العالمي 1991 لمدة ثلاثة سنوات، قضت سنة دراسية في جامعة لوس أنجلس بالولايات المتحدة ، بعد ان فاز بحثها في المسابقة التي اعلنت عنها الجامعة حول تقديم بحث عن المرأة الأفريقية وحصلت أثره علي درجة الزمالة، مع تقديم محاضرات في كلية الدراسات الأفريقية، إضافة لمساهتها في التحضير لورشة عمل عن المرأة الأفريقية.

فاطمة إبراهيم منشغلة أيضآ في الإعداد لعدة كتب ستصدرها عن تجربتها الخاصة في العمل السياسي وعن الإسلام والمرأة، وكتاب عن قضية المرأة من منطلق مناقشاتها للتنظيرات الأوروبية في هذا المجال.

هنا حوار حول تجربتها الطويلة وشهادة علي كثير من الأحداث التي عصفت بالسودان.



* ما هي خلفية الأسرة التي تحدرت منها من حيث التعليم والمستوي المادي ؟

نشأت في أسرة متعلمة علي غير الظروف التي كانت متوفرة أنذاك في السودان . جدي لأمي كان قاضيآ في مدينة القطينة، تخرج من الأزهر. ومن باب الصدف أن جدي لأبي كان قاضيآ أيضآ ومساعدآ له في زمن المهدية كلاهما حرص علي أن يعلم أولاده.
بعد ترك جدي لأمي القضاء توظف في الخرطوم بدايات القرن الماضي كأول مدير مدرسة للبنين في كل السودان. كان الجد متفتحآ فقرر إدخال بناته مدرسة الأولاد بعد أن إستأذن المسؤلين إذ لم تكن هنالك مدارس للبنات وقد أعتبرت هذه البادرة في حينها بدعة هذت المجتمع وهذت العائلة الكبيرة، خال أبي تحديدآ الذي كان لديه بنات شابات خشي عليهن من العار الذي ستجلبه لهن حفيدات اخته لكن جدي أصر ورفض الضغوط .
عندما أنهت أمي الإبتدائية لم تكن هناك مدرسة عربية أعلي للبنات تكمل فيها دراستها بل مدرسة تشرف عليها الإرسالية الإنجليزية فدخلتها وأصبحت مع شقيقاتها أول بنات سودانيات يدرسن بالإنجليزية . لكن هذا الأمر أيضآ أثر المشاكل في العائلة . وعندما أنهت أمي المدرسة المتوسطة تقدم لها رجل ثري جدآ، تزوجته تحت ضغط خال جدي الذي هدد بقطع صلته بالعائلة لكن أختها الصغيرة أنهت دراستها الثانوية وعينت مدرسة في المدرسة ذاتها. كان ذلك قفزة إجتماعية كبيرة حينها.
لم تسعد أمي مع الغني العجوز فطلقت منه. تزوجت مرة أخري من تلميذ أبي وانفصلت عنه أيضآ. في تلك الأثناء جاء والدي من مدينة القطينة ليتم تعليمه في الخرطوم نزل في بيت جدي بادئ الأمر إلي أن وجد له غرفة مستقلة. أعجب بوالدتي وتزوجا . كلاهما متعلم ومن أسرة دينية. نحن نشأنا في هذه البيئة أربعة إخوة وثلاثة أخوات. ترتيبي الثالثة بينهم . لقد أصر والدي أن يعلمونا جميعآ. نشأنا في بيتنا مكتبة ضخمة تحوي كتبآ سياسية وأدبية ودينية. لقد تعودنا علي القراءة ولم نكتف بالكتب المدرسية.

* هل وعيتم علي نقاشات فكرية في البيت وأنتم في سن مبكرة؟

نشأنا علي حوار سياسي يتم بين أمي وأبي، من خلال إشتركهما في الصحف اليومية ال1ي لم يكن أمرآ شائعآ وسط الأسر السودانية أنذاك. كانت أمي عندما تجمعنا علي الشاي كل مساء تجري لنا مسابقة حفظ الشعر ، كان شقيقي صلاح الذي سيصبح شاعرآ فيما بعد متقدمآ علينا جميعآ . وسط هذا اللقاء اليومي لم ننتبه إلي أنه كان لديها محاولات شعرية تخجل من الإعلان عنها. مرة ضبطنا لديها قصيدتين، أحدهما قصيدة ترحيب بزوجة أخي الكبير المهندس، الذي غادر إلي لندن للدراسة ، وهناك إلتقي بإمراءة نمساوية، أما الأخري فتعزي فيها شقيقها بوفاة حفيده وكان شديد التعلق به.

* يبدو أن ذلك مهد لك الطريق للعمل السياسي ؟

ما جعلني أدخل مجال السياسة هو شعوري أننا جميعآ متساون. كنت منكبة علي القراءة حد الإدمان. لذلك كانت تصيبني حالة من العصبية إذا طلب مني إنجاز شيئ في المطبخ أثناء قراءتي كتابآ. وأرد بحدة لماذا لا تطلبون شيئآ من الأولاد؟ ومن الذي قسم العمل وجعل النساء لشغل المطبخ والرجال للعمل خارج البيت؟ كنت دائمة الإحتجاج.

* ألم يحاول الوالدان تغيير الأدوار؟

لا ... في ذلك الوقت رأت واحدة من الجارات رجلآ في المطبخ ، عد ذلك إنتقاصآ من رجولته . الأولاد الذكور بالطبع لم يبادروا إلي تغيير هذه الأدوار . هم أيضآ يريدون التفرغ للقراءة والدراسة . عندما كبرنا قال لي أخي الكبير ، كنت أكرهك.. وأعتقد أنك متمردة عليّ وأنك تريدين أن تكون مثل الرجل ، لم يكن مستوعبآ وقتها مسألة المساواة.

* ألم تبدي شقيقاتك التمرد نفسه ؟

لا .. ما أفادني أنا صحتي التي كانت دائمة الإعتلال . كنت نحيفة وأدخل المستشفي بإستمرار. وقد إعتقد من حولي أن إدمان القراءة لا يشجعني علي الأكل. لذا لم يضغطوا علي في أعمال البيت. عندما كثرت تساؤلاتي عن توزيع العمل أحضر لي أخي كتاب "أصل العائلة" لإنجلز الذي يعتمد علي تحليل عالم ألأماني يدعي مورجان، حول تطور المجتمعات لبشرية منذ العصر البدائي.
دعم هذه القراءات ان والدتي عندما تجد واحدة منا أمام المرآة تنصحها قائلة : لا تقلقي علي شكلك أقلقي علي ما هو داخل رأسك. لكن خطاب المدرسة كان مختلفآ فالعام الدراسي مثلآ كان ينتهي حفل كبير تدعي له الأمهات وكانت التعليمات توجه للطالبات بضرورة أن تبدو البنت جميلة في ذلك اليوم ، وأن ترتدي الحلي الذهبية والملابس المزكرشة، كي تصطاد عريسآ من خلال إعجاب الأمهات بها. إنها رسالة مضمونها إذا حصلت علي زوج أفضل من إكمال الدراسة. عند هذه النقطة كانت أمي ترفض وتقول لا أرسلك إلي مزاد علني ليختارك احد بسبب جمال وجهك. ماذا لو مرضت أو عجزت؟! يجب أن يختارك الرجل لعقلك. كانت تصر علي موقفها وتقول لنا أريد أن تعرف الناظرة والمدرسات أن هذا موقفي . النتيجة أن بقية الطالبات كن يأتين بالملابس الجميلة وأنا بمريول المدرسة حتي بدون ألأقراط الذهبية التقليدية . وكان هذا يشعرني بالتناقض من علي حق أمي أم المدسة ؟

* هل تحدت أمك كل أوامر المدرسة الإنجليزية؟

بالطبع لا ... هناك أمور تعاملت معها علي أنها من ضمن نظام المدرسة. كانت مثلآ تمنعنا من السير حفاة في البيت ونحن صغار. وعندما إلتحقت بالمدرسة الإنجليزية كانت الناظرة تمنعنا من الدخول إلي الفصل بأحزيتنا مع تعيين طالبتين يوميآ لترتيب الأحزية. إنها عملية إذلال مزدوجة : الدخول حفاة والجلوس علي الأرض لرص الأحزية . وكان هذا التناقض يزعجني وعندما كنت أحكي لأمي لم تكن تحرضني بل تطلب أن نلتزم بأوامر المدرسة . ولم يخطر ببالها أن المديرة البريطانية ذات قصد سيئ.

للحوار بقية ...

خالد الحاج
13-11-2005, 02:17 AM
عندما ذهبت مع أخي إلي أمين الحزب الشيوعي قلت له أنا مؤمنة بكل أهداف الحزب وبرامجه فقط أريد أن أتأكد من معلومة. إذا طلبت مني أن ألحد ستدخلني في تناقض مع نفسي وهذه معضلة لن أتمكن من حلها! رد قائلآ :
نحن لا نتعامل مع الماركسية علي أنها عقيدة، بل منهج وعلم قد تخطئ وقد تصيب. ثم أن الماركسية وضعها رجل أوروبي ونحن بلد أفريقي عربي من العالم الثالث وعندما تبنينا الإشتراكية قررنا أن نطبقها حسب أوضاعنا، لا حسب أوضاع الإتحاد السوفيتي، نحن لسنا ضد الأديان ، بل ضد الذين يستغلون الدين لإضطهاد الشعوب، ونحن ضد الحزب الواحد ومع التعددية.
هذا القول أراحني فالحزب لم يقل لي صومي أو لا تصومي مثلآ.


* هل وقف الصراع بينك وبين المدرسة عند هذا الجانب فقط وأنت تدرسين في مدرسة تابعة لبريطانيا التي كانت تستعمر بلادك أنذاك؟

في الثانوية تطور وعي. مرة ألغت المسؤلة عن كل مدارس البنات التابعة للإرسالية مناهج العلوم. إحتججنا. كان ردها : أن ذكاءكن إيتها السودانيات لا يؤهلكن لدراسة العلوم، وأن مهمة المدرسة الأساسية تخريجكن زوجات صالحات!
كان ذلك أواخر الإربعينيات. وقتها لم أستوعب الهدف ، لكني أدركت بعد ذلك أن شابة تدعي خالد زاهر إبنة ضابط في الجيش نجحت في شهادة كمبردج وقبلت بكلية الطب بالخرطوم، لتكون أول فتاة سودانية تدخل هذه الكلية في الجامعة ، إنتمت خالدة زاهير بعد ذلك إلي إتحاد الطلبة، الذي كان قويآ جدآ آنذاك ، ويناضل ضد الإستعمار. وعندما تأسس الحزب الشيوعي عام 1946 وفتح باب عضويته للمرأة في أول بادرة من نوعها بين الأحزاب الأخري ، إنتمت خالدة للحزب، وكانت في أواخر سنوات دراستها الجامعية، ثم كونت رابطة المرأة المثقفة، لقد حذفت المديرة العلوم، لأنها لا تريد تكرار نموذج خالدة الفتاة الذكية التي دخلت المجال السياسي وأصبحت نموذجنا الأعلي ونحن طالبات صغيرات وأرادت -أي الناظرة- أن تحرمنا من العلوم لتغرقنا بالتدبير المنزلي ودروس الخياطة، وراحت تستبدل المدرسات المؤهلات بأخريات غير مؤهلات. وحولت مدرسة الطبخ إلي تدريس اللغة الإنجليزية، وكان إمتحان كمبردج الذي سنتقدم له آخر العام باللغة الإنجليزية!
بعد هذه الحادثة غضبت طالبات الثانوية وكان عددنا عشرة في كل أنحاء السودان ، إجتمعنا وقررنا أن نكتب إحتجاجآ وننشره في الصحف. إشتركنا في كتابة المقال نحن العشرة بالإنجليزية وأرسلناه إلي صحيفة إنجليزية يرأس تحريرها سوداني وبكل أسف بدل أن ينشره سلمه إلي المديرة، التي أرسلت في طلبي لأنني إبنة أستاذ يدرس في ذات المدرسة، وما زلت أذكر تمامآ المشهد : كانت جالسة خلف مكتبها ، أمامها مصباح ضوؤه قوي، سلطته علي وجهي، وجلست هي في ضوء خافت . حاولت أن تعرف من التي كتبت المقال؟ أجبت كتبناه كلنا. لم تعجبها الإجابة وراحت تؤنبني علي أنني إنحدرت إلي مستوي الرعاع وخنت طبقتي المتعلمة . قالت لي أنت مفصولة، وطلبت تسليمها أدوات الكشافة، فرفضت لأنني دفعت ثمنها وهي ملكي، فطردتني من المكتب، وراحت ترسل في طلب الباقيات ولكنها كانت تسمع الإجابة نفسها.
إجتمعنا في بيتنا وقررنا أن نتسلل إلي المدرسة عبر الباب الخلفي، بمساعدة الطباخة، لتحريض بقية طالبات المدرسة علي الدخول في إضراب إحتجاجآ كي نعود إلي المدرسة. وكان حدثآ تأريخيآ فاللمرة الأولي في تأريخ السودان تدخل فتيات في إضراب هز المجتمع. جنت المديرة وأرسلت إلي آبائنا وقالت لهم بناتكم إنحدرن إلي مستوي الطبقة العاملة. بعض الآباء ضربوا بناتهم في المدرسة تحت ضغط تحريضها. أما أبي فكان رده إبنتي هي التي تقرر موقفها.
تدخل رجال التعليم والصحافة وضغطوا عليها كي نعود. تشددت كثيرآ ثم قبلت بشرط أن نتقدم للإمتحان النهائي فقط دون أن تسمح لنا بالعودة إلي المدرسة كي لا نفسد بقية الطالبات علي حد قولها! وافقنا وقررنا أن ندخل في تحد.. يوم الإمتحان، كان شتاء وبردآ شديدآ. رفضت المديرة أن نرتدي الطرحة التي ندفئ بها رؤوسنا ورقابنا، أو أية ملابس ثقيلة بحجة منعنا من التزوير. وفعلآ نجحنا كلنا بدرجات تؤهل ستة منا للجامعة وأربعة للمعاهد.

* ودخلت الجامعة اتسيري علي خطي خالدة زاهر؟

لم أدخل الجامعة. وهذه قصة أتألم كلما تذكرتها، كان لدي صديقة جارة في الحي، والدها يصلي خلف أبي في الجامع. هذا الرجل حرض أبي قبل ظهور النتائج بأيام، علي ضرورة منعنا من دخول الجامعة، لأن التعليم مختلط وقال له سمعت أن الفتيات هناك يحملن سفاحآ. عندما نجحت رفض والدي دخولي الجامعة، بينما سمح جارنا لإبنته بذلك! ما حدث هزني فمع كل نضالي السابق من أجل التحصيل الدراسي يأتي جار ويفسد كل آمالي، بينما يترك إبنته تستمر في دراستها.


* لماذا أقدم الرجل علي هذا التصرف؟

إتضحت غاية هذا الرجل لاحقآ فقد كان يهدف إلي تحطيمي. هل كان أحد وراءه؟ لا أدري. لكن بعد مشكلتنا مع المديرة، كنت بدأت أحرر جريدة "حائط" أهاجم فيها الإستعمار. ثم بدأت أكتب في صحف عديدة بإسم مستعار. كانت المرأة التي توقع بإسمها في ذلك الوقت ينظر إليها كعاهرة! وربما عرف هذا الرجل من إبنته أنني أكتب، فذهب ووشي بي عند أبي، الذي أبدي غضبه لكن أمي تصدت له وطالبته أن يثبت هو والجار ما يقولان. ربما أن أحدآ أوعز لهذا الرجل بتصرفاته. إستغفر الله الآن . فقد مات.

شيوعية

كيف كان إنتماؤك للحزب الشيوعي السوداني؟

كنت أوصلت لأخي رغبتي في دخول الحزب، وإنتميت له بالفعل ، لم تكن هناك وقتها أي عضوية نسائية ففي عام 1949 إنتهت الرابطة النسوية التي شكلتها خالدة زاهر داخل الحزب الشيوعي بعد أن قاد زوجها عثمان محجوب إنقسامآ ضد شقيقه عبد الخالق محجوب أمين عام الحزب فخرجت ومن معها من الحزب.

* لكن كيف وفقت بين إنتمائك للحزب وكونك فتاة متدينة؟

عندما ذهبت مع أخي إلي أمين الحزب الشيوعي قلت له أنا مؤمنة بكل أهداف الحزب وبرامجه فقط أريد أن أتأكد من معلومة. إذا طلبت مني أن ألحد ستدخلني في تناقض مع نفسي وهذه معضلة لن أتمكن من حلها! رد قائلآ :
نحن لا نتعامل مع الماركسية علي أنها عقيدة، بل منهج وعلم قد تخطئ وقد تصيب. ثم أن الماركسية وضعها رجل أوروبي ونحن بلد أفريقي عربي من العالم الثالث وعندما تبنينا الإشتراكية قررنا أن نطبقها حسب أوضاعنا، لا حسب أوضاع الإتحاد السوفيتي، نحن لسنا ضد الأديان ، بل ضد الذين يستغلون الدين لإضطهاد الشعوب، ونحن ضد الحزب الواحد ومع التعددية.
هذا القول أراحني فالحزب لم يقل لي صومي أو لا تصومي مثلآ.

* هل وصلت النساء إلي مراكز قيادية في الحزب؟

أربع عضوات إثنتان منهما خرجتا في الإنقسام الذي تم في عهد نميري . وبقيت سعاد إبراهيم أحمد وأنا.

* طوال هذه السنوات إقتصرت العضوية علي إثنتين فقط؟

لم تتجدد العضوية النسائية لأن الحزب حل في عهد نميري وراح يعمل تحت الأرض،وإستعاد شرعيته بعد الإنتفاضة عام 85 لفترة قصيرة ثم حصل الإنقلاب العسكري الأخير ، وعاد الحزب مرة أخري للسرية. لذا طوال تلك السنوات لم تتح الفرصة لإنتخابات حزبية جديدة .

للحوار بقية...

bayan
13-11-2005, 04:14 AM
إضاءة

أمام قبره الغير معلم. وقفت بكل صلابة. قرأت عليه أدعية
ثم عاهدته على ثلاثة اشياء.
أن أمضي في الدرب الذي مات فيه ولا اتنازل عما قدم له اعظم هدية وهي هدية الحياة. ثم أنني ابدا لن أتزوج مرة أخرى
وسيكون هو الرجل الوحيد الذي دخل حياتي. ثم أنني سأعني بطفلنا
وأجلعه رجلا عظيما وهو في قبره سيكون فخورا به.
ومضيت قافلة الى بيتي الذي حوله الجلاد الى سجن لي.

كل شئ بدى ككابوس، لزمن طويل كنت افكر هل حقيقة ما جرى
أم أنني سأستيقظ في اى لحظة واجد انه فقط كابوس..
ذلك اليوم الجهنمي الذي فقدت بلادي أعظم رجالها.
كنت اعيش حزنا عظيما على موت والدي. وكان اول يوم أرجع الى منزلي بعد وفاته. وعندما كان زوجي يستحم ليخرج لاجتماع حزبي ، طرق الباب....... وسألني : أين الشفيع؟
قلت له : في الحمام . قال لي اذهبي بسرعة ودعيه هناك أمر جلل حدث وبالفعل ذهبت واخبرته وخرج منزعجا فقال له: وقع الانقلاب بقيادة هاشم العطاء وهو يطلبك ان تكتب الخطاب
وتذيعه على الشعب. دهش الشفيع وقال له ولكن كيف حدث هذا و لم يقرر الحزب بعد.اذا كان هاشم لا يستطيع كتابة خطاب فلماذا قلبها؟
وفي هذه الاثناء اتى شخص ارسل شخص أخبر الشفيع انه يجب ان يختبئ هو وفاطمة وهو قد أمن لهم مكانا. رفض الشفيع
, واخبر فاطمة ان ترجع الى بيت والدها. ولكن لظروف اقفال كل الكباري ذهبت فاطمة وولدها الى بيت اسرة صديقة. وذهب الشفيع الى دار العمال وكانت آخر مرة تراه في حياتها.
بعدها فشل الانقلاب وصارت في الاذاعة تذاع بيانات تهدد كل من يحمي احد افراد الحزب الشيوعي او يخبئهم ستعرض للمساءلة . قررت فاطمة ترك بيت الاسرة الصديقة
والذهاب الى منزل والدها في ام درمان. وصلت فاطمة
فرحت أمها كثيرا فرحة لم تدم طويلا اذ اتى العساكر لأخذها
بمجرد ما قدمت نفسها عمر احدهم سلاحه و استعد لاطلاق النار.حيث أنتهره الضابط . رفض اخها ان تذهب فاطمة في سيارة بوليس وافق الضابط وذهبت فاطمة الى القسم في سيارة خاصة. بمجرد دخولها ساحة القسم رأت كثير من المعتقلين
ودوت الهتافات. واقترب منها ضابط وقال لها البركة فيكم
في الشفيع كانت اول مرة تعرف انه قد تم اعدامه. هتفت

واغمى عليها. بعدها فاقت لتجد نفسها في مرتبة في غرفة صغيرة. اتى ضابط بوليس اخبرها انه يجب استجوابها ولكن هو احضر طبيب وكتب الطبيب الذى لم يراها ان حالتها لا تسمح باستجواب. اخبرها الضابط التى ذكرت انه كان مهذبا
ومتعاونا انه استصدر امرا بوضعها في بيتها تحت الاقامة الجبرية.. وطلب منها ان تتعاون معهم لان هذا أحسن خياراتها
في هذه اللحظة اتى عدد من ضباط الجيش. تصدى لهم ضابط البوليس بشجاعة وقال لهم: هى تحت سلطاتنا وقد استصدر امرا قضائيا بحبسها في بيتها ولا يمكن ان تأخذ الى اى مكان.
باصرار ضابط الشرطة، ذهب ضباط الجيش . واخذت فاطمة الى بيتها. حيث وجدت عدد ضخم من المواطنين قرب منزلها.
وتعالت الهتافات و هتفت فاطمة معهم. ذكرت ان هناك شيئأ
غريبا كان قد حدث اذ توقفت سيارة جيب ونزل منها ضابط شق الصفوف في مشية عسكرية وتوقف امامها وأدى التحية لها
وسط دهشة الجميع ثم استار بنفس الخطوات و وركب الجيب
ولم تراه من قبل او من بعد.



من شريط سجل معها في اغسطس نسة 2004

bayan
13-11-2005, 04:20 AM
العزيز خالد

لماذا لا تفردوا لفاطمة صفحة تحت سودانيات تجمع كل كتابتها و الكتابات عنها
وتكون نواة لويب سايت ربما وجدنا من يساعدنا في نقل مجلتها الى الويب بدلا ان تكون حبيسة الرفوف المتربة في دار الوثائق

وتكون سودانيات اسدت خدمة جليلة للاجيال القادمة لتعرف كيف وجدنا كل الحقوق ..وترجع وتدرس كيف تثنى للأمرأة واحدة
ان تكسر كثير من الابواب المستعصية.
ففاطمة مدرسة.. تتسحق ان تخلد وان تعرف سيرتها لتكن قدوة و الهام للنساء السودانيات على مر العصور
وشكرا لك

haneena
13-11-2005, 02:43 PM
سلام للجميع
الأخ عبدالباقي يعتذر عن تأخيره للرد عليكم
إليكم ما ورد علي لسانه إلي حين حضوره للرد عليكم بنفسه..

فقد شغلتني الحياة بحزنٍ خاص في وفاة أخي الأكبر الريح عبدالحفيظ
و هو أبي الذي ربَّاني و علمني حينما إقتادني من تنقسي إلي التعليم في مدني
و كنت حينها في السابعة من العمر( يا ليته تركني تربالآ)

أعود أإيكم قريبآ للرد بالتفصيل

رحم الله الريح عبدالحفيظ

omrashid
13-11-2005, 04:16 PM
يا سلام عليك يا بيان تسلمي واؤيد اقتراحك

خالد الحاج
13-11-2005, 04:48 PM
تعازينا للأخ الأستاذ عبد الباقي والأسرة في فقدهم
رحم الله الأخ الريح وغفر له.

خالد الحاج
13-11-2005, 04:52 PM
العزيز خالد

لماذا لا تفردوا لفاطمة صفحة تحت سودانيات تجمع كل كتابتها و الكتابات عنها
وتكون نواة لويب سايت ربما وجدنا من يساعدنا في نقل مجلتها الى الويب بدلا ان تكون حبيسة الرفوف المتربة في دار الوثائق

وتكون سودانيات اسدت خدمة جليلة للاجيال القادمة لتعرف كيف وجدنا كل الحقوق ..وترجع وتدرس كيف تثنى للأمرأة واحدة
ان تكسر كثير من الابواب المستعصية.
ففاطمة مدرسة.. تتسحق ان تخلد وان تعرف سيرتها لتكن قدوة و الهام للنساء السودانيات على مر العصور
وشكرا لك
العزيزة بيان

فاليكن ذلك والنجعل هذا البوست نواة لهذه الصفحة
أملك في إرشيفي الخاص بعض من النفائس ولكن وحده لا يكفي
ساعدوني بالمواد وسنقوم بعمل صفحة خاصة بها إن شاء الله
وهذا أقل ما يجب.

تشكري وأم راشد وجميل أن يأتي منك الإقتراح عزيزتي نجاة.

خالد الحاج
19-11-2005, 10:57 AM
مواصلة حوار صحيفة الشرق الأوسط مع الأستاذة فاطمة أحمد إبراهيم.


أول تنظيم للمرأة :

هل كان تشكيل أول إتحاد نسائي بديلآ عن الرابطة التي إنتهت بخروج خالدة زاهر؟

لا. في عام 1952 كنا لا نزال طالبات في الثانوية، قررنا تشكيل الإتحاد النسائي السوداني بالإتفاق مع مؤسسات نسوية أخري ، لإنعاش الحركة النسائية. قدمنا المحاضرات التثقيفية ودروس محو الأمية. لكن الجار نفسه تدخل مرة أخري عند أبي وبشكل إستفزازي مع بعض رجال من الأخوان المسلمين ممن كانوا يصلون خلف أبي كإمام للجامع. كان خروج إمرأة بمفردها آنذاك معيبآ علي الأقل يجب أن تصطحب طفلآ صغيرآ معها.
إحتج أبي وتصدت له والدتي كالعادة لكني لم أرغب في إزعاجه ، إذا لم أكسب إحترام أبي فالن يحترمني المجتمع. قلت له أريد أن أتوصل معك إلي إتفاق ، أعاهدك أن أحرم نفسي من كل وسائل الترفيه. لن أحضر حفل زواج أو غيره لن أذهب للسينماء، ولا لأية مناسبة إجتماعية ، كي أقلل من خروجي قدر الإمكان ، وأحصره في إجتماعات الإتحاد ، علي أن يوصلني أخي صلاح ويعيدني إلي البيت ، كي لا يقال أن إبنتك تخرج بمفردها .

إخترت إذن المواجهة الدبلوماسية وعد التصادم؟

لو تصادمت لما إحترمني المجتمع!
قبل دخولي الإتحاد كنت أترك شعري دون ضفائر، وأرتدي الأقراط الذهبية. بعد ذلك سايرت عامة النساء اللواتي كن يمشطن شعرهن علي شكل ضفائر ولا يرتدين الذهب، كي أبدو واحدة منهن. كن يغطين وجوهن ، فغطيت وجهي أنا أيضآ. عندما قدمت عرضي لأبي تأثر وشعر أني كشابة حرمت من أشياء كثيرة منها دخول الجامعة فوافق علي العرض.

لكن هذا كان علي حسابك الشخصي، ألأم تشعري بالغبن؟


كنت أشعر أني مضطهدة ، لكن ليس من أبي مباشرة . بل من المجتمع الذي تخطي الحدود إلي بيتنا ، وحرمني من أشياء كثيرة، هذا عمق لدي الشعور بالغبن. فإذا كنت أنا إبنة الأسرة المتعلمة هذا هو شأني فما بال الأخريات من أسر جاهلة أو قروية؟ لم يهن علي الحصول علي إمتياز شخصي أو أدير ظهري لبنات جنسي.

أم مسيّسة

ماذا عن شقيقتك... كأنك الفتاة الوحيدة المشاغبة في البيت؟


أنا دخلت الحالة بكل كياني. دائمة الإحتجاج منذ طفولتي المبكرة ، حتي لو ضربت. ورثت عن أبي التناقض فهو عاطفي لا يحتمل أذي إنسان ومع ذلك يحاول أن يغطي مواقفه بالتشدد. لقد دخلت السياسة بعواطفي. شقيقتاي كانتا ذات طبع هادئ . أختي الكبيرة أصبحت مدرسة. إكتشفنا مرة لديها ميلآ لكتابة القصة. وقد جمع أخي صلاح قصصها في كتاب وزع علي نطاق ضيق، لأنها كانت خجولة ومتواضعة، وتقول أنتم تنحازون لي كونكم إخوتي. أما الأخت الصغري ، فقد تزوجت بعد تخرجها من الثانوية. كلاهما كانت لديها الإهتمام السياسي وقريبة من الحزب الشيوعي وتؤيده علانية. أمي ذاتها كانت تقرأ منشورات الحزب.


كيف كانت ردة فعل والدك عندما عرف أن أولاده في الحزب؟

ثارت ثائرته عندما عرف أولآ بإنتماء أحد إخوتي. حدث ذلك عندما قبض عليه الإنجليز يوزع منشورات ضد وجودهم في السودان. كان وقتها طالبآ في المرحلة المتوسطة. ولو لا معرفة أمي بالعديد من طبيبات المستشفي الإنجليزي ومدرسات الإرسالية ، بصفتها طالبة قديمة لما أطلق سراحه بسهولة.
وعندما وشي الجار نفسه إلي أبي بعد سنوات ان إبنته شيوعية ثارت ثائرته في البيت. لم أناقشه. كان مهما عمل لا أرفع عيني في وجهه. بهذه الطريقة كنت أستدر عطفه. وكان يشفق علي لأن صحتي عليلة. لكن ردة فعل أمي كانت أن هذه دوامة لن تنتهي، لذا وضعت له تحت مخدته نسخآ من دستور ومنشورات الحزب، ليطلع عليها. غضب غضبآ شديدآ عندما رآها فقالت له أسمع يا رجل لا تسمم حياتي وحياة أولادي. إقرأ هذا الورق أولآ. إذا وجدت فيه حرفآ واحدآ يدعو للإلحاد سأتولي أنا بنفسي تخليصهم ! وعندما إنتهي أبي من القراءة قال لها مذهولآ : أليس المكتوب هنا هو روح الإسلام نفسه يا عائشة ، أن يناضل الناس من أجل المقهورين والمستغلين؟


للحوار بقية.

عبدالباقي عبدالحفيظ الريح
20-11-2005, 12:01 AM
أحبابنا أهالي سودانيات
لكم التحايا والود
آسف جدآ لتأخير هذا الرد يا من أثريتم هذا الوجع والحزن النبيل إلي حلمٍ أري أنه يتحقق
أو كما قال الاديب بابلو نيرودا( إن تعاقب الحلم يجعلنا نقوي علي تحمل مشقات الحياة )
وبه من البيان بيان.

سأقوم بالرد علي كل منكم و لنتحد جميعآ للإقتراح الذي تفضلت به الأخت بيان بإنشاء وإثراء مركز للدراسات النسوية بإسم هذه المرأة العملاقة.
لكم مودتي

omrashid
20-11-2005, 04:05 PM
العزيز عبد الباقي
فلنعمل جميعنا علي ان يري اقتراح الاخت بيان النور والاستاذه فاطمه متواجدخ في بريطانيا هذه الايام فنستطيع من خلالها تقديم كتاباتها للاخ خالد الحاج مع الشكر

عبدالباقي عبدالحفيظ الريح
20-11-2005, 08:53 PM
أرجع لكم أحبتي

الاخ خالد الحاج
لقد إزدان البوست ببعد آخر لمعني الحياة و معني التضحية لعزة الوطن مجسدة في تلك الصورة النادرة للمناضل الشفيع
ألم تتطابق الرؤي في مثل الأسلاف و راء كل عظيم إمرأة؟
و لإكتمال دائرة المثل إلي وراء كل عظيمة رجل
لقد أضفت للوحة سنبلة خضراء ونيلُ يجري



الاخ بندر شاه
لك الشكر أجزله في تقريظ هذه المرأة العملاقة حتي نكسر المثل القائل ( إن شاء الله يوم شكرك ما يجي)

عبدالباقي عبدالحفيظ الريح
20-11-2005, 09:01 PM
كم احزنتني الحملة ضدها.
هكذا نحن نعض دائما اليد التي تمتد لنا.
الاخت بيان
وأنتِ تثرين هذا البوست حبآ وضياءآ حتي توهّج عن إقتراحً جرئ في إقامة صرح لمركز الدراسات النسوية ... إنك إنسانة متألقة تعرفين إنجازات البشر و لكني أريد أن أحكي هذه القصة..
عندما كنت تليمذآ بمدرسة البندر الإبتدائية مدني, قرأت عن قصة جزاء سنمار ذلك المهندس الرائع الذي برع في تشييد قصر الأمير وعند تسليمه القصر له رُمي هذا المهندس من شرفته و قُتِل, حزنت حزنآ مأساويآ لهذه القصة وخزَّنتها في أعماق رأسي و أنا لم أتجاوز الثامنة من العمر.
وإذا بي تقع عليَّ شخصيآ و بعد خمسة و ثلاثون عامآ من ذلك الحزن الطفولي..هنا في لندن.. و هذا ما أخافه و أخشاه علي مشروعنا المرتقب هذا.

حلمي يوما ان نرى مركزا للدرسات النسوية باسمها..
وحلمي ان تدرس حياتها في كتاب المطالعة مثلها مثل ود حبوبة.. حتى تعرف الفتاة السودانية عظمتها وتكون لها قدوة. لتعرف ان التحرر يبدا بأن تتسع الرؤية للعالم وبالتفرد.وليس بالاستلاب للغرب ونقل كل آالياته ومصطلحاته

هنالك منظمات مانحة تابعة للأمم المتحدة و الإتحاد الأوربي و المؤسسات العالمية و بها ميزانيات مقدَّرة لإنشاء مثل هذه المراكز وخاصة في دول العالم الثالث و الإفريقية منها.
والهدف من ذلك الإهتمام هو محاولة تطوير القيم الديمقراطية لتلك المجتمعات.
ما أقصده أن هذا الإقتراح المبصر يمكن تنفيذه إذا عقدنا العزم و سلمت النوايا و تدفقت المحبة و تلاشت ثقافة جزاء سنمار
و التي أرهقتنا كثيرآ.
لكِ مودتي

عبدالباقي عبدالحفيظ الريح
20-11-2005, 09:17 PM
العزيزة أم سهي
نعم..صدقتِ لم تترك الأخت بيان فرضآ ناقصآ لإكماله

العزيز غاندي

رؤيتك بعيدة ونافذة، آراؤك في الشخصيات حصيفة وناقدة وحقيقية، قرائتك للمآلات ثاقبة ومقتدرة.
نعم إنها كذلك يا غاندي وذلك ما لا يرضاه البشر
ولقد صدق شاعر العرب المتنبي حينما قال:
لولا المشقة لساَدَ الناس كلهم** ** الجود يفقِرُ و الإقدام قتّال


العزيزة غيداء
هي كذلك واكثر
نعم غيداء.. وننتظر منك ان تأتينا بما هو أكثر
حتي يكون البطل القومي للسودان إمرأة

خالد الحاج
20-11-2005, 09:18 PM
http://sudaniyat.net/vb/images/uploads/3_213704380d9e86df58.jpg

http://sudaniyat.net/vb/images/uploads/3_213704380d9e8b4c29.jpg

أضغط بالماوس علي الصوة لمشاهدتها بحجم أكبر

خالد الحاج
20-11-2005, 09:22 PM
http://sudaniyat.net/vb/images/uploads/3_213694380dad4e8079.jpg

http://sudaniyat.net/vb/images/uploads/3_213694380dad51f443.jpg

أضغط بالماوس علي الصورة لمشاهدتها بحجم أكبر

عبدالباقي عبدالحفيظ الريح
20-11-2005, 09:41 PM
الاخ mohammed
تسلم الصورة!!
ألم يحرر المهاتما غاندي الهند بكاءآ؟!!
لقد عرف رازي ذلك في جمعيته العمومية ,ورازي هذا له قصص أخري سأحكيها لاحقآ
دمت


الاخت أم راشد

تحية و احترامآ
لقد دهشت من مداخلتك الصادقة و انت تحكين عن مجلة صوت المرأة وتأثيرها في تكوين شخصيتك و ذلك العنف البدني الذي طال معظم بنات وطني.

فالتحيه للاستاذه فاطمه احمد ولصويحباتها رائدات الحركه النسائيه ايا كان مواقفهن الان فقد شكلن اللبنة الاولي والاساس المتين للحركه النسائيه التي ظلت صامده رغم كل اشكال العنف من قبل الانظمه الدكتاتوريه المتتاليه
لقد لفت كلامك هذا إنتباهي في أدب السياسة و الإختلاف
و قد صدق القائل..إن إختلاف الرأي لا يفسد للود قضية.

أعلم أن الأخت فاطمة بلندن الآن وسأقوم بعمل اللازم
لك التحية بقدر نظرتك العميقة

خالد الحاج
20-11-2005, 09:50 PM
http://sudaniyat.net/vb/images/uploads/3_213684380e14957fca.jpg

http://sudaniyat.net/vb/images/uploads/3_213684380e149a13a6.jpg

لمحات من حياة مناضلة
أضغط الصورة بالماوس لمشاهدتها بحجم أكبر

omrashid
21-11-2005, 02:12 AM
خالد الحاج
شكرا لك وانت تتحفنا بكل هذه الوثائق النادره
ويا اخ عبد الباقي لابد ان نحني هامتنا احتراما لجيل الرائدات فقد نحتن الصخر في ذلك الزمان --نعم اختلف مع بعضهن خاصة اللاتي تركن المسيره واثرن السلطه عليها ولكن يظل ذلك التاريخ هو الضوء الذي ينير لنا الطريقهذا من الناحيه الفكريه اما علي المستوي الشخصي فكما ذكرت فان اختلاف الراي لا يفسد للود قضيه

عبدالباقي عبدالحفيظ الريح
21-11-2005, 10:06 AM
الأخ أسدالله

انها فاطمة تلك المناضلة التى حملت وما زالت تحمل السودان فى اكتاافها وتخمل كفنها فى يد اخرى
انها فاطمة وكفى
عذرآ لتأخير الرد أخي
نعم أسد الله...إنها فاطمة وكفي
وما أجمل أن يُنادي الإنسان بإسمه فقط

تحياتي

خالد الحاج
04-02-2006, 11:20 AM
إلي حين عودة

خالد العبيد
09-03-2006, 11:47 AM
رسالة من فاطمة أحمد ابراهيم الى السفاح نميري

الى جعفر محمد نميري
لقد وصلنا مندوبكم لاستلام وسام النيلين ، وها هو الوسام مردود اليكم ، ولم أشعر براحة في حياتي مثلما شعرت بها الان . إذ ان تجريد الشفيع منه فرصة اختتام حياته بما يتناسب مع الطريق الذي اختطه لنفسه ... تتناسب مع تاريخه النظيف وكفاحه الصلب الغيور وتضحياته العظيمة من اجل شعبه عامة والطبقة العاملة خاصة ، يكفيه فخرا ورفاقه ورفاقه انهم من الرواد الذين تسلموا من علي عبداللطيف وعبدالفضيل الماظ راية الكفاح من جل الاستقلال وبينوا للشعب حقيقة الاستقلال بمحتواه السليم التقدمي ، وتعرضوا من اجل ذلك للسجن والمطاردة ، يكفيه فخرا انه ورفاقه الرواد الاوائل الذين رفعوا شعار الاشتراكية العلمية الاصيلة وناضلوا من اجل توعية منظمات ديمقراكية كان لها الفضل الاول في تثبيت اركان الحكم الذي تتمتعوا به – وتعرضوا في سبيل ذلك لكل انواع الاضطهاد وقدموا اعظم التضحيات ، يكفيه فخرا انه من قادة الطبقة العاملة ، وابنا بارا عرفه الشعب مناضلا جسورا وقائدا متواضعا لم تدفعه الاغراءات بكرسي الوزارة ، ولم يخفه سجن والاضطهاد للتخلي عن مصالح الطبقة العاملة ... وهكذا عرفه الشعب وعرفته الطبقة العاملة ، ولم يعرفوه فجأة حاكما مستبدا مغرورا .. ان الاجل بيد الله ، ويوم الانسان لا يتقدم ولا يتأخر وقد كان من الممكن ان يموت الشفيع في نفس التاريخ بحمى او سكتة قلبية على سريره ، ولكنه بحمد الله مات ميته يغبطه عليها المؤمنون بالله وبشعبهم ... ميتة جعلتكم في وضع لا تحسدون عليه .. مات مظلوما وشهيدا ، مات ميتة ابطال ، وقابل الموت بشجاعة المناضلين المؤمنين بالله وبشعبهم ، اذ طل يهتف بحياة شعبه وطفاح الطبقة العاملة وأدى الشهادة وهو محتفظ بكامل وعيه وثباته ... وزيادة على ذلك فقد هز موته العالم كله ، وتررد اسمه بالتمجيد في كل اذاعة وصحيفة – واحتجت على قتله وسخطت عليكم حتى الصحف اليمينية في العالم الغربي ، واعترفت وسجلت تاريخ نضاله الابيض الخالد . وحتى بعد قتله ظل العالم يطالبكم بنشر تفاصيل ووثائق اغتياله سرا وفي ساعات وعدم علنية المحاكمة وسرعتها ورفضكم لطلب المنظمات العالمية بتسليم ونشر وثائق محاكمته ، ورفضكم في حد ذاته ادانة واضحة لا يمكن ان تخفيها مبررات او محاولات للتزوير بعد ذلك ، لقد كنا فقط نطالب ونتوقع محاكمة عادلة على الاقل في المستوى الذي تمتع به ( شتاينر ) الاستعمار . وطبع اذا كنا نعرف سلفا دوافع قتلهم والجهة التي خططت له لا يمكن ان نطمع في المعاملة التي عاملتم لها من حملوا السلاح في وجه وحدات الجيش وثبت بالدليل القاطع ، مما وجد من اسلحة ووثائق انهم كانوا يخططون للقضاء عليكم ، والذين لم يقدموا حتى الان للمحاكمة رغم انهم قد مر على ذلك اكثر من عام .
هذا وها ارد اليكم الوسام الذي منحتموني ايه لانه ما شرفني في يوم من الايام ولن يشرفني ، وردها يعبر عن شكري على منحكم الشفيع فرصة موت شرفه وخلده واثبات بطولته ، ويعبر عن اشمئزازي من ارتكابكم افظع جريمة في القرن العشرين ... جريمة قتل الابرياء الشرفاء باسم الثورة والتقدم والاشتراكية ... ويعبر عن ايماني واقتناعي التام بحتمية انتصار الثورة السودانية الحقيقية بعد ان صمدت واكتسبت خصوبة بدماء أعز واشرف ابناءها .
والسلام على من اتبع الهدى
وعاش كفاح الشعب السوداني
والعزة والنصر للطبقة العالمة
والمجد والخلود لشهدائنا الابطال

فاطمة احمد ابراهيم
زوجة البطل لشهيد الشفيع احمد الشيخ
ورفيقة دربه وحاملة الراية من بعده

omrashid
18-03-2006, 09:02 PM
[QUOTE=خالد العبيد]رسالة من فاطمة أحمد ابراهيم الى السفاح نميري

الى جعفر محمد نميري
لقد وصلنا مندوبكم لاستلام وسام النيلين ، وها هو الوسام مردود اليكم ، ولم أشعر براحة في حياتي مثلما شعرت بها الان . إذ ان تجريد الشفيع منه فرصة اختتام حياته بما يتناسب مع الطريق الذي اختطه لنفسه ... تتناسب مع تاريخه النظيف وكفاحه الصلب الغيور وتضحياته العظيمة من اجل شعبه عامة والطبقة العاملة خاصة ، يكفيه فخرا ورفاقه ورفاقه انهم من الرواد الذين تسلموا من علي عبداللطيف وعبدالفضيل الماظ راية الكفاح من جل الاستقلال وبينوا للشعب حقيقة الاستقلال بمحتواه السليم التقدمي ، وتعرضوا من اجل ذلك للسجن والمطاردة ، يكفيه فخرا انه ورفاقه الرواد الاوائل الذين رفعوا شعار الاشتراكية العلمية الاصيلة وناضلوا من اجل توعية منظمات ديمقراكية كان لها الفضل الاول في تثبيت اركان الحكم الذي تتمتعوا به – وتعرضوا في سبيل ذلك لكل انواع الاضطهاد وقدموا اعظم التضحيات ، يكفيه فخرا انه من قادة الطبقة العاملة ، وابنا بارا عرفه الشعب مناضلا جسورا وقائدا متواضعا لم تدفعه الاغراءات بكرسي الوزارة ، ولم يخفه سجن والاضطهاد للتخلي عن مصالح الطبقة العاملة ... وهكذا عرفه الشعب وعرفته الطبقة العاملة ، ولم يعرفوه فجأة حاكما مستبدا مغرورا .. ان الاجل بيد الله ، ويوم الانسان لا يتقدم ولا يتأخر وقد كان من الممكن ان يموت الشفيع في نفس التاريخ بحمى او سكتة قلبية على سريره ، ولكنه بحمد الله مات ميته يغبطه عليها المؤمنون بالله وبشعبهم ... ميتة جعلتكم في وضع لا تحسدون عليه .. مات مظلوما وشهيدا ، مات ميتة ابطال ، وقابل الموت بشجاعة المناضلين المؤمنين بالله وبشعبهم ، اذ طل يهتف بحياة شعبه وطفاح الطبقة العاملة وأدى الشهادة وهو محتفظ بكامل وعيه وثباته ... وزيادة على ذلك فقد هز موته العالم كله ، وتررد اسمه بالتمجيد في كل اذاعة وصحيفة – واحتجت على قتله وسخطت عليكم حتى الصحف اليمينية في العالم الغربي ، واعترفت وسجلت تاريخ نضاله الابيض الخالد . وحتى بعد قتله ظل العالم يطالبكم بنشر تفاصيل ووثائق اغتياله سرا وفي ساعات وعدم علنية المحاكمة وسرعتها ورفضكم لطلب المنظمات العالمية بتسليم ونشر وثائق محاكمته ، ورفضكم في حد ذاته ادانة واضحة لا يمكن ان تخفيها مبررات او محاولات للتزوير بعد ذلك ، لقد كنا فقط نطالب ونتوقع محاكمة عادلة على الاقل في المستوى الذي تمتع به ( شتاينر ) الاستعمار . وطبع اذا كنا نعرف سلفا دوافع قتلهم والجهة التي خططت له لا يمكن ان نطمع في المعاملة التي عاملتم لها من حملوا السلاح في وجه وحدات الجيش وثبت بالدليل القاطع ، مما وجد من اسلحة ووثائق انهم كانوا يخططون للقضاء عليكم ، والذين لم يقدموا حتى الان للمحاكمة رغم انهم قد مر على ذلك اكثر من عام .
هذا وها ارد اليكم الوسام الذي منحتموني ايه لانه ما شرفني في يوم من الايام ولن يشرفني ، وردها يعبر عن شكري على منحكم الشفيع فرصة موت شرفه وخلده واثبات بطولته ، ويعبر عن اشمئزازي من ارتكابكم افظع جريمة في القرن العشرين ... جريمة قتل الابرياء الشرفاء باسم الثورة والتقدم والاشتراكية ... ويعبر عن ايماني واقتناعي التام بحتمية انتصار الثورة السودانية الحقيقية بعد ان صمدت واكتسبت خصوبة بدماء أعز واشرف ابناءها .
والسلام على من اتبع الهدى
وعاش كفاح الشعب السوداني
والعزة والنصر للطبقة العالمة
والمجد والخلود لشهدائنا الابطال

فاطمة احمد ابراهيم
زوجة البطل لشهيد الشفيع احمد الشيخ
ورفيقة دربه وحاملة الراية من بعده[/QUO
انها فاطمه --رائعه دائما ---صامده دائما
لك التحيه يا استاذه وانت ما زلتي تصمدين وانتي تواجهين تلك الحمله الهجمه الجائر ه --فقد تعلمنا منك الكثير وما زلنا

خالد العبيد
18-03-2006, 09:40 PM
الاعزاء جميعا
تحايا الورد
سأعود للمواصلة مع فاطمة وسأقوم بانزال رسالتها القوية الى بابكر عوض الله بعد اعدام المناضل الشفيع
يس زنقة امتحانات

Aboremaz
17-04-2006, 08:47 AM
نتابع بانبهار واهتمام
وهذا اضعف الايمان
0
0
0
0

haneena
06-06-2006, 01:43 PM
الموضوع يستحق المواصلة
فأين الوعود?

خالد العبيد
13-12-2006, 09:27 AM
حنينة
اعتقد انا المعني بسؤال اين الوعود
بكرة بنزل رسالة فاطمة التي وجهتها الى بابكر عوض الله

Mustafa Abdelwahid
13-12-2006, 08:39 PM
تحقيقات وآراء
تغيير حجم الخط --->
2- كانون ثاني 2006 - 13: 1 (نشرها: سوزان بركات)
فاطمة ابراهيم جائزة ابن رشد للفكر الحر


محمد زكريا السقال
في 8 / 12 / 2006 الساعة الخامسة مساء في برلين كانت قاعة ,, معهد غوته ،، تغص بالمحتشدين من عرب وألمان ودبلوماسين من أجل تتويج السيدة فاطمة ابراهيم بجائزة ابن رشد للفكر الحر. توزعت الكاميرات في ارجاء القاعة وانتشر أعضاء المؤسسة بين الضيوف يطلقون الابتسامات ، وينظمون الأجواء.

حركة هادئة تعطي للجو انطباع رصين ومهيب. الجمهور يتطاول برأسه ينظر للمنصة المعدة بإتقان ... المقاعد... أدوات الصوت... باقة الزهور... كأس الماء. تواجد الأخوة السودانيون بكثرة، فخورون، وجهوهم تتلألأ مثل قطوف العنب وسط المقاعد. والسفير السوداني الجديد بينهم، وما أن اعلن عن الترحيب بالسيدة فاطمة ابراهيم حتى انقلب الجو الهادىء الرصين وعلا التصفيق. وقف الجمهور وامتد التصفيق لفترة طويلة والشجرة السودانية الجميلة تنحني بتواضع لجمهورها ويشتد التصفيق. تبكي السيدة ابراهيم تحيي الجمهور بدموع الفرح دموع الأم. أربكت، ولم تعد تدري أتجلس من أجل إلقاء كلمتها وهي لا تعطى فرصة من وقوف الناس وتصفيقهم. بصعوبة عاد للقاعة هدوئها، وابتدأت السيدة فاطمة ابراهيم تسرد شريطا لحياة طويلة من النضال والعراك تحمل فيه قضية المرأة السودانية من خلال حملها لقضية السودان وتحرره وسيادته وتحديثه ووحدته.

تاريخ طويل وكبير والمرأة السودانية والسودان صليب يدمي ظهر فاطمة ويحملها الكثير من العذاب والمتاعب من اعدام الشفيع زوجها المناضل النقابي الى الاعتقال والإقامة الجبرية وللنفي.

هل يمكن اختصار حياة هذه السيدة الفاضلة بمقال؟ وهل تفي هذه السطور بحقها؟ أشك .ففاطمة ابراهيم التي يفخر السودان والمرأة العربية بها تعتبر بحق علم من أعلام النضال التحرري في المنطقة العربية. لايمكن لأحد تجاهل هذه التجربة الرائدة التي انطلقت مبكرا بمواجهة الاستعمار الذي شكل بوابة الوعي للانخراط بمواجهة سياسة التجهيل التي أراد الاستعمار فرضها من خلال فرض حدود تعليم المرأة لتقتصر على التدبير المنزلي والخياطة والاهتمام بالأولاد.

الأمر الذي وقفت بمواجهته فاطمة لتقود اضراباً مفتوحاً اجبر السلطات على اعادة النظر في القرار وسمح للمرأة السودانية بالتعليم ونيل الشهادات مثلها مثل الرجل. انبرت فاطمة لتطور بنضال المرأة حيث ادركت اهمية الاعلام فمن صحيفة حائط تحررها وتكتب بها عن حقوق المرأة إلى بناء الاتحاد النسائي ونشره في ريف السودان وحث المرأة على العلم والعمل ليصبح اتحاد النساء السوداني من أهم المؤسسات التي تنادي وتناضل من أجل نيل المرأة السودانية حقوقها السياسية والاجتماعية. حرصت السيدة ابراهيم على استقلالية الاتحاد السياسية وابعاده عن صراع الأحزاب والحركات مما اكسبه قوة ودورا في انتزاع الكثير من الحقوق، من فرض التعليم والمساواة بالأجور وحق الحضانة المأجورة، وإالغاء الزواج المبكر وكثير مما كان يقبع فوق كاهل المرأة من اضطهاد مصحوبا بالجهل والتخلف. عملت السيدة فاطمة وزميلاتها من اجل ان تصل المرأة السودانية لحقوقها، محطات كثيرة غطت أكثر من نصف قرن من حياة السودان السياسية. كانت السيدة فاطمة ابراهيم جزءاً اساسيا فيها تناضل وتدفع ثمن نضالها حصارا واعتقالا ونفيا. فالسيدة التي فازت بعضوية البرلمان السوداني والتي ناضلت من أجل ان يكون صوت المرأة مسموعا وحقوقها حاضرة، حوربت من الكثير من التيارات الدينية العصبوية التي تتعلق بقشور الدين، ومن السلطات التي تريد سيادة مصالحها وسلطتها. وحيث تفشل سياسة الترغيب وشراء الذمم والضمائر مع السيدة فاطمة التي رفضت مناصب كثيرة في الدولة ـ منصب وزير ـ وكثير من الاغراءات تمارس عليها سياسة القمع وكم الأصوات والحصار والاعتقال والتشريد.

اليوم تكرم مؤسسة ابن رشد للفكر الحر السيدة فاطمة ابراهيم، وفاطمة تكرم ابن رشد بحضورها والحدث يعطي استثناء للجائزة التي سبق وقدمت لكثير من المبدعين العرب. الاستثناء هنا تكريم امرأة مناضلة نسائية، سياسية وحقوقية من الطراز الرفيع وهذا يضفي على جهود مؤسسة ابن رشد بريقا حضاريا، بأن تهتم بقضايا المرأة وتصطف إلى جانب حقوقها، وأن تكون هذه المرأة فاطمة ابراهيم شجرة السودان الضاربة في الأرض وفي ظل هذه الهجمة من الردة والجهل والتخلف، فهذا موقف حضاري عملي من الواقع لابد من التنويه به. دين معنوي للسيدة فاطمة قدمت مؤسسة ابن رشد قسطا منه بانتظار المؤسسات العربية الأخرى لتسديد اقساطها الكثيرة للرموز والأسماء التي وقفت صامدة في خندق الأمة ومستقبلها وحريتها، وفاطمة تحتل القمة بلا شك. فشكرا لمؤسسة ابن رشد ، وأطال الله عمر فاطمة احمد ابراهيم. "الحوار المتمدن

Mustafa Abdelwahid
13-12-2006, 08:53 PM
السيرة الذاتية للسيدة فاطمة أحمد إبراهيم الحائزة على جائزة إبن رشد لعام 2006


السودان
ولدت فاطمة أحمد إبراهيم 1933 في الخرطوم/السودان، ونشأت في أسرة متعلمة ومتدينة. كان جدها ناظراً لأول مدرسة للبنين بالسودان وإماماً لمسجد، والدها تخرج في كلية غردون معلماً أما والدتها فكانت من أوائل البنات اللواتي حظين بتعليم مدرسي. لقد بدأ وعي فاطمة إبراهيم السياسي مبكراً نتيجة للجو الثقافي العائلي وتعرض والدها من قبل إدارة التعليم البريطانية للاضطهاد لرفضه تدريس اللغة الإنجليزية فاضطرللاستقالة من المدرسة الحكومية والتحق بالتدريس بالمدرسة الاهلية.

كان لفاطمة من فترة تعليمها في مدرسة ام درمان الثانوية العليا نشاطات عديدة منها تحرير جريدة حائط باسم "الرائدة" حول حقوق المرأة والكتابة في الصحافة السودانية (باسم مستعار) وقيادة أول إضراب نسائي بالسودان تطالب فيه بعدم حذف مقررات المواد العلمية في تلك المدرسة وعدم استبدالها بمادة التدبير المنزلي والخياطة وكان إضراباً ناجحاً أدى إلى تراجع الناظرة في قرارها وهنا بدأ الانخراط في النضال السياسي ضد الاستعمار. في عام 1952 ساهمت في تكوين الاتحاد النسائي مع مجموعة من القيادات النسائية الرائدة التي كونت رابطة المرأة المثقفة في عام 1947 وأصبحت عضواً في اللجنة التنفيذية، كما فتحت العضوية لكل نساء السودان وتم تكوين فروع للاتحاد في الأقاليم مما خلق حركة نسائية جماهيرية واسعة القاعدة.

من المطالب الاتحاد النسائي كما جاء في دستوره المعدل عام 1954 حق التصويت وحق الترشيح لدخول البرلمان وحق التمثيل في كل المؤسسات التشريعية والسياسية والإدارية على قدم المساواة مع الرجل، الحق في الأجر المتساوي للعمل المتساوي والمساواة في فرص التأهيل والتدريب والترقي، محو الأمية بين النساء، توفير فرص التعليم الإلزامي المجاني، توفير فرص العمل وتحويل المرأة إلى قوة منتجة، تحديد سن الزواج بحيث لا يسمح به قبل سن البلوغ، إلغاء قانون الطاعة وغيره.

وبسبب هذه المطالب وبالأخص المطالب السياسية، حق التصويت وحق الترشيح، تعرض الاتحاد النسائي لهجوم كاسح من قبل جبهة الميثاق الإسلامي بحجة أن الإسلام لا يسمح بمساواة المرأة وانخراطها في السياسة.

تسلمت فاطمة في يوليو 1955 رئاسة تحرير مجلة صوت المرأة الصادر عن الاتحاد النسائي ولعبت المجلة دوراً رائداً في مقاومة الحكم العسكري الأول.

في عام 1954 انضمت فاطمة للحزب الشيوعي السوداني وبعد فترة دخلت اللجنة المركزية. فالحزب الشيوعي السوداني هو أول حزب كون في داخله تنظيماً نسوياً وذلك عام 1946.

في رئاستها للاتحاد سنة 1956 – 1957 حرصت فاطمة على المحافظة على استقلال الاتحاد النسائي من أي نفوذ حزبي أو سلطوي ولضمان تحويل المنظمة إلى منظمة جماهيرية واسعة القاعدة.

اشتركت المرأة السودانية بقيادة اتحادها في المعركة ضد الأنظمة الدكتاتورية علناً وسرياً واشتركت في ثورة أكتوبر 1964 التي أطاحت بالحكم الدكتاتوري واصبح الاتحاد النسائي عضواً في جبهة الهيئات التي نظمت ثورة أكتوبر ونالت المرأة حق التصويت والترشيح. وفي انتخابات عام 1965 انتخبت فاطمة عضواً في البرلمان السوداني وبذلك تكون أول نائبة برلمانية سودانية. ومن داخل البرلمان ركزت على المطالبة بحقوق المرأة وما أن حل عام 1969 حتى نالت المرأة السودانية حق الاشتراك في كل مجالات العمل بما فيها القوات المسلحة وجهاز الشرطة والتجارة والقضاء، المساواة في فرص التأهيل والتدريب والترقي، الحق في الأجر المتساوي للعمل المتساوي، حق الدخول في الخدمة المعاشية، الحق في عطلة الولادة مدفوعة الأجر، إلغاء قانون المشاهرة (عقد العمل الشهري المؤقت)، إلغاء قانون بيت الطاعة.
بالرغم من الملاحقات والمضايقات للاتحاد النسائي من قبل الحكومات العسكرية واصلت فاطمة العمل سرياً برغم التهديد والسجن وما أصابها على النطاق الشخصي عندما قام الطاغية نميري بإعدام زوجها القائد النقابي الشهير الشفيع احمد الشيخ سنة 1971 ووضعها في الإقامة القسرية لمدة عامين ونصف، عدا حالات الاعتقال المتكررة من قبل أجهزة الأمن.

اضطرت لمغادرة البلاد عام 1990 وواصلت نضالها في المهجر بتنظيم الندوات والتظاهرات وترتيب قافلات السلام لجنوب السودان وغيره. ونالت فاطمة أوسمة كثيرة داخل وخارج السودان واختيرت رئيسة للاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي International Democratic Women’s Union عام 1991 وهذه أول مرة تنتخب فيها امرأة عربية أفريقية مسلمة ومن العالم الثالث له. وعام 1993 حصلت على جائزة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان UN Award.

رجعت فاطمة إبراهيم من المنفى عام 2005 وهي اليوم عضو في البرلمان.

من كتبها:

- حصادنا خلال عشرين عاماً

- المرأة العربية والتغيير الاجتماعي

- حول قضايا الأحوال الشخصية

- قضايا المرأة العاملة السودانية

آن آوان التغيير ولكن!

- أطفالنا والرعاية الصحية

** سيرتي الذاتية - بقلم: د.فاطمة أحمد محمد إبراهيم

البيئة والنشأة:

- ولدت بمدينة الخرطوم ، بمنزل جدي لامي الشيخ محمد احمد فضل ، الملاصق لمدرسة ابي جنزير الاولية للبنين وسط الخرطوم ، وهي اول مدرسة للبنين بالسودان وكان جدي ناظرا لها ، وقبل ذلك وخلال حقبة حكم المهدية ، كان نائبا للقاضي ، المرحوم محمد ابراهيم ، جدي لابي ، وبعد مجئ الاستعمار البريطاني ، سافر جدي لامي إلى مدينة القطينة في منطقة النيل الابيض ، واصبح اماما للمسجد لان الحكومة الاستعمارية فصلتهما من السلك القضائي ، وفيما بعد ارسل ابنه احمد – والدي – لمواصلة تعليمه في كلية غردون بالخرطوم – وفي تلك الاثناء كانت العلاقة بين الاسرتين مستمرة إلى ان توجت بزواج والدي من امي ، بعد تخرجه معلما من كلية غردون – لقد قام جدي لامي بخطوة جريئة ، اذ ادخل امي واخواتها في مدرسة البنين التي يراسها ، لانه لم تكن هنالك مدرسة للبنات في مدينة الخرطوم – والمدرسة الوحيدة للبنات في السودان انذاك ، اسسها صديقه الشيخ بابكر بدري ، بمدينة رفاعه – وقد تعرض جدي لهجوم عنيف من قبل اقربائه – ومعارفه – هذا وبعد ان اكملت والدتي واخواتها المدرسة الاولية مع الاولاد ، الحقهن والدهن بمدرسة الارسالية الانجليزية الوسطى للبنات بمدينة الخرطوم – وهكذا اصبحت امي اول سودانية تتعلم اللغة الانجليزية – وطبعا تعرض والدها لهجوم شديد خاصة من الاهل – الامر الذي دفعه لاخراجها من المدرسة بعد اكمال المرحلة المتوسطة ولكن اختها الصغرى – زينب – واصلت حتى الفصل الثاني من المرحلة الثانوية – ثم عينت مدرسة في نفس المدرسة – وهكذا نشأت في اسرة متعلمة ومتدينة من الناحيتين .

- كانت لي شقيقتان ، نفيسه الكبرى والتومه الاصغر ، واربعة اشقاء ، مرتضى وصلاح والرشيد والهادي ، واثنان توفيا في سن الطفولة ، كانت امي تحب القراءة ، وتواظب ووالدي على قراءة الصحف ، وبالبيت مكتبة كبيرة عامرة بكتب مختلفة ودينية ، وكان النقاش يدور بينهما حول المسائل السياسية ، ونحن نستمع لهما ، وكانت والدتي تشجعنا على القراءة ، ولا زلت اذكر صيحاتها كلما طال وقوفي امام المرآة ، بقولها :"كفاية قيمتك ما في شعرك وتجميل وجهك ، قيمتك فيما بداخل راسك – احسن تملأية بالقراءة ، والمعرفة – وبعد تأسيس الاتحاد النسائي ، نظمنا دروسا في الاسعافات الاولية والتمريض المنزلي ، فاكملت دراستها ، ونلت شهادة جيدة – فعلقتها على حائط الغرفة ، وفي مرة ادخل شقيقي الاصغر رجله في جنزير الدراجة ، فانغرس في رجله وتطاير الدم من الجرح – فلما رأيته اغمى علي – فجاءت واسعفته واسعفتني – ثم دخلت الغرفة وانتزعت شهادتي من الحائط وقالت لي :"اياك والاستعراض الكاذب – ما فائدة الشهادات ، اذا انت عاجزة عن اسعاف شقيقك ، واصبحت انت نفسك في حاجة للاسعاف" ، وكل هذا اثر علي كثيرا – هذا وكانت تنظم لنا مطارحات شعرية اثناء تناول شاي المساء ، الامر الذي جعلنا نحرص على حفظ القصائد الشعرية ، وكان شقيقي صلاح دائما متفوق علينا – وظهرت موهبته الشعرية مبكراً – وكانت اول قصائده عن الشفيع احمد الشيخ ، القائد العمالي ، والذي تزوجني فيما بعد – هذا وفيما بعد اكتشفنا ان لأمي بعض المحاولات الشعرية ، فقد نظمت قصيدة لشقيقي الاكبر مرتضى ، وهو مهندس ، وبعث لبريطانيا للتخصص ، وايضا لاختى نفيسه بعض المحاولات القصصية ، وهي معلمة – وكذلك ولاول مرة نظمت شقيقتي التومة قصيدة في رثاء شقيقي صلاح – وهي موظفه – كما اصدر شقيقي مرتضى كتابا بعنوان : "الوزير المتمرد" ، بعد ان قدم استقالته من منصب وزير الري في حكومة جعفر نميري ، احتجاجا على سياساته التي ظل ينصحه باصلاحها ، فلم يستجب – وذلك بعد ان انتهى من تشييد خزان سنار
لقد بدا وعينا السياسي مبكراً ، اذ تعرض والدي لضغوط ومشاكل كثيرة بعد تخرجه من كلية غردون ، من قبل ادارة التعليم البريطانية ، لانه كان مبرزا في اللغة الانجليزية لكنه رفض تدريس اللغة الانجليزية ، بحجة انها لغة المستعمر الكافر – فاضطر للاستقالة من المدرسة الحكومية ، والتحق بالتدريس بالمدرسة الاهلية ، استاذا للغة العربية والدين الاسلامي ، وكان معظم نقاشه مع والدتي يدور حول الاستعمار البريطاني ، ونحن من حولهم نستمع للنقاش ، وفي يوم من الايام اقتحم رجال الامن منزلنا واعتقلوا شقيقي صلاح ، بتهمة الكتابة على الحيطان وتوزيع منشورات الحزب الشيوعي ضد الاستعمار – ولكن اطلق سراحه لصغر سنه- وفيما بعد اتضح ان شقيقي مرتضى كان عضوا في الحزب الشيوعي – ولكنه استقال منه فيما بعد – وهذا ما ادى إلى اهتمامي بمعرفة نشاط الحزب الشيوعي ، ثم الانتماء لعضويته فيما بعد ، عندما تعرفت على مبادئه وبرامجه ، وبالذات اهتمامه بمساواة المرأة بالرجل ، ونضاله ضد الاستعمار واهتمامه بالفقراء والمضطهدين ، هذا ومن الاسباب الاساسية ايضا لتاثري بمعاناة الجماهير والظلم والاضطهاد ، وما دفعني لولوج الميدان السياسي والحركة النسائية ، هو التصاقي في طفولتي ، "بامي فضل الرحام" فقد كنا نقضي العطلة الصيفية مع اسرة والدي بمدينة القطينة – وهناك بجانب جدتي وعماتي كانت توجد امرأة ، تناديها عماتي :"بامي فضل الرحام" وكنت اعتقد انها اخت جدتي حسب معاملتهم لها – وكنت احبها جداً واجلس بجانبها ، وهي تطحن الذرة ، ثم تعد الكسرة ، وتطعمني منها ، واثناء عملية الطحن ، كانت تغني بصوت جميل لكنه حزين ، وبلغة لا افهمها – وبرغم ذلك كانت دموعي تنهمر ، وابكي بشدة – ومن جانبها تحتضنني وتبكي بشدة وحزن عميق – وفيما بعد علمت انها ليست اخت جدتي – وانما هي من جنوب السودان ، واختطفها احد تجار الرقيق من اسرتها ، وتم بيعها من شخص لاخر ، إلى ان استقرت مع اسرة والدي – وبالرغم من معاملتهم الحسنة لها ، الا انها بالطبع لم تنسى اطفالها وزوجها – واكتشاف هذه الحقيقة ، غرس بداخلي احساسا مؤلما بقسوة تجارة الرقيق ، وتجاه الظلم والاضطهاد بشكل عام – وبخاصة تجاه المواطنين من الجنوب وجبال النوبة ودارفور – الامر الذي جعلني سريعة التأثر والانفعال وكثيرة البكاء .

** التعليم والنشاط المدرسي:

- لقد واصلت تعليمي الاولي والاوسط في مدارس اولية ووسطى في مدارس حكومية بمدينة مدني وام درمان وبربر وفي مدرسة الارسالية الانجليزية حسب تنقلات والدي ، ثم قبلت في مدرسة ام درمان الثانوية العليا ، الوحيدة آنذاك في كل السودان – وكانت الدراسة فيها لثلاث سنوات ، ثم نجلس لامتحان شهادة جامعة كمبردج ، لدخول جامعة الخرطوم – اذ لم تكن توجد آنذاك شهادة سودانية .

- بدأت نشاطي بتحرير جريدة حائط باسم "الرائدة" حول حقوق المراة – وكذلك كنت اكتب في جريدة الصراحة بنفس التوقيع – اذ ان التقاليد آنذاك لا تسمح بأن يظهر اسم امرأة في الصحف – وبدون مقدمات ، قررت الناظرة البريطانية حذف كل المقررات العلمية من المقرر – الامر الذي يحرمنا من دخول كلية الطب ، والكليات العلمية الاخرى ، بجامعة الخرطوم – واضافت لنا بدلا عنها مادة التدبير المنزلي والخياطة – وكان رد الناظرة على تساؤلنا :"اننا معشر الطالبات السودانيات ، غير مؤهلات ذهنيا لدراسة المواد العلمية – ومهمة المدرسة ان تؤهلنا كربات بيوت وامهات صالحات – وبعد التشاور قررنا نشر ذلك القرار الظالم ، واحتجاجنا عليه في الصحيفة الانجليزية – ولكن قبل ان تنشر ارسلوها للناظرة – فقررت فصل كل الدفعة – وبالفعل طردتنا من المدرسة – فتوجهنا نحو منزلنا ، وعقدنا اجتماعا ، قررنا فيه الاتصال ببقية الطالبات في المدرسة واقناعهن بالدخول في اضراب عن الدراسة ، والاعتصام بالداخليات ، حتى يسمح لنا بالرجوع للدراسة ، والجلوس لامتحان شهادة كمبردج – وتم تكليفي مع زميلة اخرى ، بالاتصال ببقية الطالبات في المدرسة – وفعلا تم الاضراب – وكان ذلك اول اضراب نسائي بالسودان – وتدخلت شخصيات كثيرة – فوافقت الناظرة على السماح لنا بالجلوس للامتحان – وبالفعل تم ذلك ، وكانت نسبة النجاح عالية – وتم قبولي بجامعة الخرطوم كلية الاداب – ولكن لدهشتنا رفض والدي السماح لي بدخول الجامعة – وبعد الحاح صرح بأن جاره محمد سليمان ، والد زميلتي ام سلمه ، اخطره بان الاختلاط في الجامعة افسد الطالبات – واتفق معه على ان لا يسمحا لي ولابنته بدخول الجامعة . وقد اصر والدي على الاتفاق بالرغم من ان صديقه صاحب الاقتراح قد سمح لابنته بدخول الجامعة ، وهذا كان من اوائل الاذى الذي تعرضت له .

** انتمائي للاتحاد النسائي والحزب الشيوعي:

- في عام 1952 ساهمت في تكوين الاتحاد النسائي ، واصبحت عضوا في لجنته التنفيذية وفي عام 1954 تقدمت باقتراح لاعضاء اللجنة التنفيذية ، لاصدار مجلة باسم الاتحاد النسائي – ولكن رفض اقتراحي باغلبية ، بحجة ان هذا سيعرض الاتحاد للنقد والهجوم ، فقررت اصدارها بالتعاون مع القلة التي ايدت الاقتراح ، وتقدمت بطلب للحصول على الرخصة من الجهات المختصة ، فرفض طلبي على اساس ان التقاليد لا تسمح للنساء بدخول مجال الصحافة – فذهبت إلى رئيس الوزراء آنذاك ، السيد اسماعيل الازهري بمنزله ، والذي كان زميلا لوالدي في كلية غردون ، وطلبت منه ان يتدخل – فوافق ولكنه اشترط علي ان لا نتعرض للسياسة – وقد اثار ذلك دهشتي – وبالفعل تدخل مشكورا – ومنحت الرخصة – فبعت حلي لادفع الرسوم المطلوبة – ثم جمعنا تبرعات لاصدار العدد الاول في يوليو سنة 1955 ، ثم قابلتنا مشكلة الاشراف عليها في المطبعة ، لان التقاليد آنذاك لا تسمح لنا بذلك – فتولى نيابة عنا تلك المهمة ، الاستاذ الكبير محجوب محمد صالح في الشهور الاولى مشكورا – هذا وقد لعبت مجلة صوت المرأة ، دورا رائدا في مقاومة حكم عبود العسكري – فهي اول صحيفة سودانية تستعمل الكاريكاتير لهذا الغرض الامر الذي ادى لانتشارها – وتعرضها للحظر لعدة مرات – لقد لعبت صوت المرأة دورا بارزا في توضيح قضية المرأة ، ومشاكل الاطفال ، والحركات النسائية ، وموقف الاسلام الحقيقي من المرأة ، وفي عام 1954 طالب الاتحاد النسائي بالحقوق السياسية للمرأة ، حق التصويت وحق الترشيح – فتعرضنا للهجوم من قبل الجبهة الاسلامية ، بحجة ان الاسلام لا يسمح بمساواة المرأة وانخراطها في السياسة – ونظمت حملة واسعة ضد الاتحاد النسائي وضدي شخصيا من ائمة المساجد ، لان والدي كان اماما ، وقد تعرض كذلك للهجوم ، وهذا ما دفعني للرجوع للقرآن الكريم لاثبت ان الاسلام ليس ضد مساواة المرأة ، ولا ضد اشتغالها بالسياسة ، وكانت تلك الوسيلة الوحيدة لاقناع الجماهير المسلمة ، والتي تتلقى معرفتها لاحكام الاسلام منهم .

- كنت اسمع عن الحزب الشيوعي من شقيقي صلاح ، الذي كان يحضر لي منشورات الحزب ويحدثني عن الاشتراكية – ولفت نظري تحليلها لاسباب اضهاد المرأة ، وبداية ابعادها عن مواقع العمل والانتاج ، وحصر دورها في المنزل – ومما جعلني اقرر الانتماء للحزب الشيوعي ، انه كان اول حزب فتح باب عضويته للنساء – وبالاضافة كان له فضل تكوين اول تنظيم نسائي بالسودان رابطة المرأة وفوق ذلك عدم معارضته للدين الاسلامي او الاديان الاخرى – وبالاضافة كان له الفضل في تكوين اول تنظيم نسائي بالسودان في عام 1946 ، فدخلت الحزب في عام 1954 ، وبعد فترة دخلت اللجنة المركزية – والجدير بالذكر ، ان والدي عندما سمع بذلك ثار ثورة شديدة – فطلبت مني امي ان احضر لها بعض اصدارات الحزب الشيوعي – فوضعتها تحت وسادته – فلما رقد احس بوجود اوراق تحت الوسادة ، فاخرجها – وقبل ان يسأل اخطرته بانها وضعتها له ليقرأها ، فاذا وجد أي كلمة ضد الاسلام او ضد الاخلاق ، فانها ستتولى اخراج ابنته واولاده من الحزب الشيوعي – وبعد ان قراها ، اقتنع وعلق بأن كل محتوياتها في مصلحة الفقراء والمضطهدين ولا توجد أي كلمة ضد الاسلام او الاخلاق – ووافق على عضويتي في الحزب .
انتخبت رئيسه للاتحاد النسائي في الدورة سنة 1956 إلى سنة 1957 فحرصت حرصا شديدا على المحافظة على استقلال الاتحاد النسائي من أي نفوذ حزبي او سلطوي – لان هذه هي اول خطوة لتحويل المنظمة الديمقراطية ، إلى منظمة جماهيرية واسعة القاعدة – ولهذا ولنشاطه اصبح الاتحاد النسائي اكبر تنظيم نسائي في السودان وحتى الان ، بالرغم من انه تعرض للتعطيل خلال الثلاثة انظمة عسكرية التي حكمت السودان ، ولكنه كان يتحول إلى تنظيم سري خلالها .

** الحقوق السياسية وتجربة البرلمان:

نتيجة للدور الذي لعبته مجلة صوت المرأة ، ولعبة الاتحاد النسائي في مقاومة حكم عبود العسكري ، بالتوضيح المستمر للنساء عن العلاقة القوية بين سياسة الدولة وقوانينها والتعليم ...الخ ، وحتى في لبن الرضيع في ثدي امه ، اشتركت النساء في ثورة اكتوبر ، واستشهدت ربة البيت بخيته الحفيان ، وجرحت محاسن عبد العال و آمنه عبد الغفار ، عضوات الاتحاد النسائي – وبعد انتصار الثورة ، قبلت عضوية الاتحاد النسائي في جبهة الهيئات ، ونالت المرأة حق التصويت والترشيح – ولدهشتنا رشحت الجبهة الاسلامية احدى عضواتها ، بالرغم من انها هاجمتنا عندما طالبنا بالحقوق السياسية للمرأة بحجة انها ضد الاسلام – وكأنما الاسلام قد تغير – ولم تفز مرشحة الجبهة الاسلامية – وترشحت من جانبي ففزت واصبحت اول نائبة برلمانية في السودان والشرق الاوسط وافريقيا ، في عام 1965م وكان ترتيبي الثالثة في قائمة كل المرشحين ، والاولى في قائمة مرشحي الحزب وفي عام 1968 اجاز البرلمان السوداني كل الحقوق التي طالبنا بها وهي :

- حق الدخول في كل مجالات العمل ، الا التي حرمتها الامم المتحدة وهي : القضاء والقضاء الشرعي والسلك الدبلوماسي ، وكل ميادين العمل دخلتها المرأة السودانية في حين كان عملها من قبل محصورا في التعليم والتمريض فقط ، وفي هذا لم تسبقها أي امراة في العالم العربي او الافريقي .

- الاجر المتساوي للعمل المتساوي ، والمساواة في العلاوات والمكافآت ، والبدلات ، وفي كل شروط العمل ، وفي حق الترقي لاعلى الدرجات ، وفي حق المعاش ، وقد تحقق كل ذلك .

- عطلة الولادة مدفوعة الاجر – اربعة اسابيع قبل الوضع ، وثمانية اسابيع بعده ، مع ساعات للرضاعة ، حسب ما نصت عليه منظمة العمل الدولية (وقد تحقق ذلك) .

- الغاء قانون المشاهرة ، الذي يفرض على المرأة العاملة ، تقديم استقالتها بعد الزواج لتعمل بموجب عقد عمل مؤقت شهرا بشهر (وتحقق ذلك) .

- توفير دور الحضانة ورياض الاطفال لتسهيل مهمة الام العاملة (لم يتحقق).

- ادخال خريجات الثانوي والمعاهد العليا تحت بند الخدمة المستديمة اسوة بزملائهن (وقد تحقق ذلك) .

- توفير الضمانات الاجتماعية لحماية الاسرة في حالة عجز او موت رب الاسرة (لم يتحقق) .

- توفير ادوات العمل المنزلي الحديثة وترخيص اسعارها حتى تسهل مهمة الام العاملة في البيت – هذا وقد تحقق معظم هذه الحقوق .

** الحقوق المتعلقة بالأحوال الشخصية :

لقد طالبنا بما يأتي:-

- منع زواج البنت قبل سن البلوغ
منح الفتاة حق الاستشارة عند الزواج – واي زيجة تتم بدون استشارتها ورغبتها تفسخ بواسطة المحكمة الشرعية .

- سن تشريع لتقييد الطلاق ، بحيث لا يتم الا امام قاضي حتى يضمن للزوجة حقوقها مباشرة بعد الطلاق .

- سن تشريع لتقييد تعدد الزوجات ، بناءا على الايات الكريمة التي تقول :"ان خفتم الا تعدلوا فواحده" والاية الكريمة الاخرى "ولن تستطيعوا ان تعدلوا حتى ولو حرصتم" .

- الغاء بيت الطاعة ، الذي يجبر الزوجة على الرجوع إلى زوجها بواسطة الشرطي لو غير الزوج رأيه بعد الطلاق ، حتى لو كانت متضررة ، وغير راغبة في الرجوع اليه .

- تعديل القانون بحيث تخصم نفقة الاطفال من دخل والدهم بعد الطلاق مباشرة .

- زيادة عدد المحاكم الشرعية ، بحيث يمكن سرعة البت في قضايا النفقة ، وتفادي تراكمها ثم تجميدها وتقسيطها في حين ان الام في حوجة شديدة لها .

- توفير العدد اللازم من القابلات المدربات ، ومراكز رعاية الطفولة والامومة خاصة في الاقاليم والارياف ، وتوفير العدد الكافي من اخصائي النساء والولادة واخصائي الاطفال خاصة في الاقاليم والارياف .

- سن قانون لمنع عمل الاطفال المبكر .

وقد اجاز البرلمان ، وقاضي القضاة تلك المطالب – وبدأ تطبيق معظمها – ولكن حدث انقلاب نميري في مايو سنة 1969م فاطاح بها فيما بعد .

وهنا لابد من وقفة لاذكر حقيقة مشرفة الا وهي ان هذه الحقوق كان يمكن ان لا تتحقق ، لولا مساندة النواب من مختلف الاحزاب ، ما عدا نواب الجبهة الاسلامية .

** الطواف والتكريم والأوسمة:

بعد فوزي في الانتخابات ، وصلتني دعوات من فروع الاتحاد النسائي والنقابات وبعض الاحزاب والشخصيات – وقد كرموني تكريما عظيما – ومنحوني الاوسمة الذهبية التالية :

1. ميدالية نقابات عمال السودان .

2. ميدالية العمدة سرور السافلاوي .

3. ميدالية من الاتحاد النسائي السوفيتي .

4. ميدالية من هيئة نساء حزب الشعب الديمقراطي .

5. ميدالية اسرة السيد عمر خير الله .

6. ميدالية اتحاد عمال السودان بعطبرة.

7. ميدالية اسرة السيد احمد رجب بعطبرة .

8. ميدالية حزب الشعب الديمقراطي ببورتسودان .

9. ميدالية نساء الاتحاد ببحري .

10.ميدالية السودانيين بالولايات المتحدة ومعها سلسل للرقبة .

11.ميدالية اسرة مستشفى عطبرة .

12.ميدالية مدرسة بنات مدينة اروما .

13.ميدالية اتحاد الشباب باروما .

14.ميدالية اتحاد الشباب بعطبرة .

15.ميدالية اتحاد الشباب بكسلا .

16.ميدالية فرع الاتحاد النسائي بعطبرة .

17.سيمافور ذهبي من عمال السيمافورات .

18.ميدالية فرع الحزب الشيوعي بكسلا .

19.ميدالية فرع الاتحاد النسائي بكسلا .

20.هنالك اوسمة اخرى فقدت اوراقها .

- هذا ومن اهم واعظم الاوسمة ، رسالة الناظر بابو نمر ، ناظر قبيلة المسيرية التي وجهها لي في مذكراته ، والتي ترجمها إلى اللغة الانجليزية ، السيد فرانسيس دينق والتي قال فيها :"قولوا لفاطمة انا ساويت ليك النساء في قبيلتي بالرجال" ، وطبعا هي موجهة عبري للاتحاد النسائي .
وكذلك دعوة الناظر مادبو ، ناظر قبيلة الرزيقات لي عندما حضر إلى العاصمة في عام 1989 لاقابله ، وبالفعل قابلته ، وكان كذلك تعبيرا عن احترامه وتأييده للاتحاد النسائي ولي ، واقتناعه بدعوتنا للمساواة بين الجنسين ، وبنفس القدر ، فان وسام العمدة سرور السافلاوي ، واقامته لحفل تكريم لي بمنزله العامر ، اكد تأييده لمساواة المرأة واحترامه للاتحاد النسائي ممثلا في شخصي ، وهذا في مجموعه اكد ان الاتحاد النسائي قد سلك الطريق السليم لمساواة المرأة مما اقنع تلك الشخصيات الوطنية من اقاليم السودان ، هذا ولي الشرف ان اذكر الوسام العظيم الذي قلدنا له (الشفيع وشخصي) الرئيس عبد الناصر ، الا وهو علاقته القوية بنا ، والتي تجلت في اخطاره لنا بخططه من اجل تطوير الشعب المصري والشعب السوداني ، وطلب منا المساهمة بخبراتنا في مجالي الحركة النقابية والحركة النسائية في مصر .

- وايضا لي الشرف ان اذكر العلاقة القوية التي تربطني بالرئيس زين بن علي رئيس جمهورية تونس الشقيقة ، وقد قابلته لاول مرة في مؤتمر الحكومات الافريقية التحضيري ، لمؤتمر المرأة العالمي ببجين ، فأشدت بخطابه وبموقفه من قضية المرأة ، وخصوصا ان تعدد الزوجات ممنوع في تونس منذ عهد الرئيس بورقيبه ، وحتى الان ، ثم قابلته في قصر الرئاسة بتونس بدعوة منه ، عندما طلبت مقابلته ، فاستقبلني استقبالا حارا ، وكان الغرض من طلب المقابلة ان يكون على رأس اللجنة المقترحة لقيادة الحملة العالمية لتطبيق الخطة التي اقترحتها لتنفيذ اتفاقية الامم المتحدة الخاصة بمساواة المرأة "سيداو" فوافق مشكوراً ، ولكن بكل اسف قد اجهضت الخطة زميلاتي من الدول الغربية العضوات في لجنة قيادة الاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي ، ومنذ ذلك الحين ظل الرئيس زين العابدين بن علي يرسل لي سنويا ميدالية ذهبية ، وصندوقا مزخرفا ، مملؤا ببلح تونس اللذيذ ، وزجاجات مليئة بزيت الزيتون النقي ، وكرتا بتوقيع سيادته – وهذا تشريف لي – بارك الله فيه .

- هذا وبالرجوع لطوافي بعد فوزي بعضوية البرلمان ، لا بد ان اذكر ما حدث لي بمدينة ملكال – فقد نظم لي فرع الاتحاد النسائي ليلة سياسية ناجحة ، تحدثت فيها عن مشكلة الجنوب والحرب ، والحل الديمقراطي لها ، وبعد ان عدت لمنزل الرئيسة كتيره يس التي استضافتني ، خبط الباب في وقت متأخر – واتضح انه وفد من منظمة الانانيا (المتمردين ضد حكومة الشمال) فشكروني على خطابي الذي انصفهم ، ووجهوا لي الدعوة لمقابلة بعض قياداتهم في الغابة وزيارة قرية سكانية في الغابة – فوافقت فورا – ومن جانبهم وعدوا بارسال عربة ، وبها قابلة جنوبية لتصحبني وتقوم بالترجمة – فاعترض صاحب الدار وفي اليوم التالي اتصل بي مدير المديرية – وهو من الشمال – معترضا بحجة انهم متمردين وضد الحكومة – فذكرته بان مهمتي كنائبة برلمانية ان استمع لمشاكل المواطنين وادافع عنهم – وفي اليوم التالي احضروا عربتين بهما مدافع لحراستي – ذهبت للغابة واستمعت لمظالمهم وزرت القرية – وما رأيته جعلني ابكي بكاءا حارا ، والتزمت لهم ان ادافع عن قضاياهم واطالب بحلها ، اما ما رأيته في القرية ، فقد جعلني ابكي بكاءا حارا البرد قارس والسكان عراة وكالهياكل العظمية – وبخاصة الاطفال – ولهذا فانهم يسكنون في كهوف – فعاهدت الله ان اواصل نضالي من اجل انصافهم – وفي طريقنا للرجوع إلى المدينة – رأينا سكان القرية يجرون ويؤشرون لنا ان نتوقف – واتضح ان "الكجور" شيخهم قادم لمقابلتي – وبالفعل جاء وشكرني – وطلب مني ان اسمح له بمباركتي – وبالفعل تم ذلك .

** زواجي من الشفيع احمد الشيخ :

- تم زواجي من الشفيع عام 1966م وكنت عضوا بالبرلمان ، فقررنا تنفيذ قرار الاتحاد النسائي بمحاربة غلاء المهور ، والصرف البذخي في حفل الزواج ، فكان مهري عشرة جنيهات فقط دفعت للماذون مقابل اجراء عقد الزواج ، ونسبة لكثرة المعارف والاهل ، فقد قررنا توجيه الدعوة عن طريق الصحف والاذاعة – وعلى ان يقام الحفل في ميدان عام – وان نقدم للضيوف بلح فقط وماء بارد – فكان الحضور رهيبا ، وامتلأ ميدان الربيع حيث اقيم الحفل – وذلك لان سائقي البصات بشارع الاربعين القريب من منزلنا ، فقد وجهوا الدعوة للركاب ولهذا فقد حضر عدد كبير من المتسولين والباعة – فلم ينتظروا حتى يقدم لهم البلح – بل هجموا عليه واختطفوه كله – فوقفت واعتذرت للحضور ، وعبرت عن سعادتي لان هؤلاء المساكين قد شرفوني وحصلوا على البلح في حفل زواجي .
ولد احمد في يوليو سنة 1969وتخرج من كلية الطب وتزوج من زميلته في الدراسة بكلية الطب سارة زروق والان له ثلاثة بنات وابن ، وهنا لا بد ان اذكر بالتقدير والشكر كل الذين ساهموا بهداياهم المادية والعينية ، وخاصة هؤلاء الذين تولوا مهمة التحضير والاشراف واستقبال الضيوف ، والفنانين الذين ابهجوا الحضور بدون مقابل – جزاهم الله عنا كل خير .

- وهنا لا بد ان اذكر ما تعرض له ابني من هزات نفسية ، بسبب هجوم رجال الامن علينا ليلا ونهارا ، وانتزاعه من حضني ، مما سبب لي الاما نفسية ، وقلقا شديدا ، واصبحت بين نارين ، وخيارين احلاهما مر ، هل اتخلى عن مقاومة الحكم العسكري والقتلة الذين يتموه وابقى بجانبه ؟ ام اواصل مقاومتي ونضالي ضدهم من اجل ابناء الشعب السوداني ، لقد دفعت ثمنا غاليا ، كنت اقاوم بشراسة نهارا ، وابكي بكاءا حارا ليلا وسرا .

** حكم نميري والانقسام وحقوق المرأة:

- بعد تسلمه السلطة في مايو سنة 1969 ذهبنا له كوفد من الاتحاد النسائي وطلبنا منه ان يواصل في حقوق المرأة التي حققها لها الاتحاد النسائي – فوافق بشرط ان نؤيده – وبعد فترة طلب مني ، ان ارافقه ضمن وفده لزيارة الاتحاد السوفيتي فاعتذرت بحجة حرصي على استقلال الاتحاد النسائي ، هذا وبعد فترة كان الشفيع مسافرا لحضور مؤتمر في الخارج ، فاتصل به نميري وطلب منه ان يحضر له ، وبالفعل مر عليه في طريقه للمطار ثم سافر وفي نفس اليوم اتصلت بي زوجته ، ودعتني لتناول الغداء معهم فذهبت لهم واثناء الاكل عرض علي نميري منصب وزيرة المرأة والشئون الاجتماعية ، فاعتذرت عن قبول المنصب ، واقترحت عليه ان يوجه الدعوة للنساء ليجتمعن وينتخبن وزيرتهن ، فما كان منه الا ان خبط المنضدة بيديه حتى طارت الصحون ، وصاح غاضبا :"انت وزوجك اتفقتما على اهانتي برفض عرضي لكما بتلك المناصب الكبيرة فأكدت له انني لم اقابل زوجي ، ولم يتحدث معي تليفونيا ، لان وقته كان ضيقا ، وميعاد قيام الطائرة قد حان – ثم انصرفت – وعلمت فيما بعد انه عرض على الشفيع منصب وزير العمل ، فاعتذر عن قبوله .

- هذا وفي احتفالنا بعيد تأسيس الاتحاد ، ومهرجان اسبوع المراة والذي يبدأ عادة في 31 يناير من كل عام ويستمر لسبعة ايام ، دعونا نميري ووزراءه ، والسلك الدبلوماسي ورجال الاعلام ، فاعلن في خطابه انه لن يطبق حقوق المرأة لأنها مستوردة ، وفي خطابي الذي القيته بعده ، ذكرت له ان الحقوق لا تستورد وانما المستورد ملابسه ، وعليه فاننا نسحب تأييدنا له ، فانسحب من الجلسة ومعه كل وزراءه ، وبعد ذلك بدات تظهر ارهاصات الانقسام في الاتحاد النسائي في بداية الاستعداد للدورة الجديدة – وكان واضحا اهتمام القصر بها – ونزلت المنقسمات بقائمة منفصلة ، وضعن اسمي على رأسها للتمويه والخداع – ففزت بمنصب الرئاسة بالاجماع – وفازت قائمتنا كلها – ولم تفز أي واحدة من المنقسمات ، وفي ابريل سنة 1971 اعلن نميري حل الاتحاد النسائي ، وكونت المنقسمات اتحاد نساء السودان التابع لحزب نميري "الاتحاد الاشتراكي" وفي ابريل سنة 1971 كنت مريضة وممنوعة من الحركة ، ولهذا بقيت بمنزل والدي بأم درمان اتصل بي احد موظفي وزارة الاعلام تليفونيا واخطرني ان صحفية بريطانية تود مقابلتي في نفس اليوم لانها مسافرة في الغد ، فاعتذرت عن عدم مقابلتها لانني مريضة ، ولدهشتي جاءت الصحفية ومعها زوجة السفير البريطاني برغم اعتراضي على حضورهما ، وبعد الاعتذار قدمت الصحفية السؤال عن سبب رفضي ورفض زوجي للمناصب الوزارية التي عرضها علينا نميري ، فاستغربت وقلت لها بغضب شديد : من الذي اخبركم ؟ طبعا نميري ، ام جاء الاقتراح منكم ؟ لن ارد عليك وارجو ان لا تتدخلوا في شئوننا الداخلية – فردت زوجة السفير بغضب شديد قائلة :"معاك حق لاننا ما قتلناكم – وانصرفتا .

** المقاومة والعقاب:

اثناء تعذيب الشفيع في معسكر الشجرة باشراف الوزير المجرم ابو القاسم محمد ابراهيم اتصل احمد سليمان المحامي (صديق الشفيع سابقا ، وعضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي سابقا) وزوج صديقتي عضو قيادة الاتحاد النسائي سابقا ، اتصل باخوة الشفيع ، وطلب منهم ان يخطروني بان اذهب إلى الشجرة مع طفلي احمد ، لاطلب من نميري ان يوقف تعذيب الشفيع واعدامه ، وكان الغرض من ذلك واضحا ، ان احضر إلى معسكر الشجرة ، وينكلوا بي وبابنه امامه حتى ينهار ، لان التعذيب لم يهده ، وقابله بشجاعة نادرة .

واتصل بي شقيقي صلاح ونقل إلى اقتراح احمد سليمان فقلت له :"اتصلوا بالخائن احمد سليمان وقولوا له :"الشفيع لم يرتكب جرما ، ولم يعرف بالخيانة طوال حياته ، واخطروا الدكتاتور السفاح نميري ، بانني لن استجديه ، لو قطع الشفيع اربا امامي ، ولو قطعني اربا سابصق في وجهه قبل ان يبدأ في تقطيعي- وخير للشفيع ان يموت وهو مرفوع الرأس ، من ان يعيش وهو منكس الرأس" ولكن كان قلبي يقطر دما – وبعد فترة قليلة ارسلوا عربة ضخمة مليئة بالجنود ومعهم ضابط – وما ان رأيتهم حتى ادركت انهم نفذوا جريمتهم – فأخذت اهتف ضد القتلة المجرمين – فصوب احد الجنود بندقيته نحوي ، ولكن احد رفاقه نكس البندقية ، وقال له : الاوامر ان نعتقلها ، لا ان نقتلها – واخذوني إلى مركز الشرطة بأم درمان – وكان رئيس الشرطة ينوي ارسالي إلى المستشفى ، لان حالتي كانت سيئة ، ولكن ابو القاسم محمد ابراهيم ، وزير الداخلية آنذاك امر بارسالي اليه في وزارة الداخلية وتم ذلك بالفعل – وكانت الشرطة في حالة استعداد تام – فأخذت اهتف : "يسقط القتلة المجرمين" ثم اغمى علي ، وعندما عدت إلى رشدي ، لاحظت ان بعض الجنود كانت دموعهم سائلة ، وبعدها ارسلوني إلى مدير المديرية – فاخطرني بأنه تقرر حبسي بالمنزل لمدة عامين ونصف ، لا اخرج خلالها ، ولا يدخل علي سوى افراد اسرتي ، ونفس الشئ نفذ في نساء الشهداء ، فلما وصلنا منزل والدي بالعباسية ، وجدنا الشارع مكتظا بالناس ، والنساء يبكين بشدة فنزلت من عربة الشرطة ، ورفعت رأسي عاليا ، ووجهت التحية للمحتشدين وطلبت منهم ان يكفوا عن البكاء لان الشفيع ورفاقه لم يموتوا وانما مات نميري ورفاقه المجرمين ، وستظل اسماء الشهداء في سجل الوطن ابطالا ، وفي ضمائر ابناء شعبهم خالدين ، واذا بعربة جيش صغيرة تأتي مسرعة من الاتجاه المعاكس ، وتخترق الحشود متجهة نحوي ، وانشل الجميع ، وبما فيهم رجال الجيش والشرطة ، من ناحيتي لم اهتم ولم اتحرك وفجأة توقفت عربة الجيش على مسافة مني ، ونزل منها ضابط الجيش ، واتجه نحوي بخطوات عسكرية ، ورافعا كفه بالتحية العسكرية ، إلى ان وقف امامي ، وادى التحية العسكرية ، ثم رجع نحو عربته بنفس الخطوات ويده لا زالت مرفوعة بالتحية العسكرية ، وقادها بسرعة رهيبة ، ومن هول المفاجأة لم يفكر ضباط وجنود الجيش والشرطة في تسجيل رقم سيارته ، هذا وبعد انتهاء فترة الحبس الشرعي تنكرت وخرجت برغم وجود الحراس ، وزرت قبر الشفيع ، وبعد التلاوة والترحم عاهدته على ثلاثة قضايا :

1. ان لا يدخل علي رجل بعده .

2. ان اربي احمد تربية تشرفه وهو في قبره .

3. ان اسير في نفس درب النضال من اجل الفقراء والمضطهدين ، حتى ولو ادى بي إلى نفس مصيره – ولقد اوفيت بكل ذلك ولا زلت .

هذا وبعد انتهاء فترة الاعتقال ، نظمنا تجمعا امام القصر من ارامل الشهداء واطفالهم ، لتقديم مذكرة للسفاح نميري – طالبناه فيها بكشف الجرائم التي ارتكبها الشهداء وادت إلى اعدامهم – فواجهنا بقوات الشرطة – فرفضنا تسليم المذكرة لمندوب القصر – وطالبنا باحضار قاضي لاستلامها وبالفعل تم ذلك – وبعدها ذهبت مباشرة للمحكمة العليا ، وبدون معاد مسبق دخلت على قاضي القضاة بدون اذن وسلمته مذكرة طالبت فيها بمحاكمة السفاح نميري والمجرم ابو القاسم محمد ابراهيم لتعذيبهم للشفيع واعدامه بدون وجه حق – فاندهش قاضي القضاة – وبعد الحاحي طلب مني تسجيلها في مكتب ادارة المحكمة – وبالفعل تم ذلك – واقترحت على ارامل الشهداء ان يفعلن بالمثل – وفي لحظة وصولوي إلى منزلنا ، هجم علي رجال الامن ، واخذوني وطفلي احمد يصرخ ، إلى حراسه بمنطقة اللاماب بحر ابيض ، وهي ضيقة المساحة ، وبها زنزانتين فيهما قتله ، والبقية لصوص ومدمني مخدرات ، وكلهم رجال ، ومعهم رجل شرطة في نفس الغرفة ، تنازل لي من كرسيه ، وعندما دخلت ارتدوا ملابسهم ووقفوا جميعا ، وخلال الثلاثة ايام التي قضيتها معهم ، لم يرفعوا رءوسهم ، ولا عيونهم من اتجاه الارض ، ولم يتحدثوا على الاطلاق ، واضربوا عن الطعام لانني رفضته ، لانه سيئ للغاية ، وفي اليوم الثالث شعرت بانني سادخل في غيبوبة ، فطلبت من الشرطي ان يخبر الضابط ان يحضر لي قاضي قبل ان يغمى علي ، وبالفعل جاء القاضي وثار ثورة شديدة ، لاعتقال امرأة مع رجال مجرمين ، وامر باحضار الطبيب ، وجاء الطبيب وقرر نقلي إلى المستشفى ، فوقفت وانا اترنح ، وقلت للقاضي : هؤلاء ليس مجرمين – ليس هناك طفل يولد وهو مجرم – المجرم الحقيقي هم الحكام وعلى رأسهم نميري ، الذين لم يوفروا لهم العمل الشريف ، وسد احتياجاتهم ، لقد كانوا في منتهى الادب والتأثر ، فوقفوا جميعا ، وشددت على ايديهم واحدا تلو الاخر حتى الذين في الزنزانات ، ثم اغمى علي ، فنقلت إلى المستشفى .

** المحكمة العسكرية:

تحصلت على تأشيرة خروج للسفر إلى لندن للعلاج ، وقبل سفري علمت ان رجال الامن انزلوا اسرة بابكر النور من الطائرة ، فاتصلت بالسيد رئيس الامن ، واخبرته بما حدث لاسرة بابكر النور ، وطلبت منه ان يخبرني اذا كان في نيتهم تطبيق نفس المعاملة معي ، لالغي السفر ، لانني لن اسكت وسأهاجم النظام في المطار ، فأكد لي ان ما حدث لاسرة بابكر النور ، حدث من قسم اخر من الامن ، وهم لم يمنعوني طالما منحوني الاذن ، فذهبت للمطار ومعي طفلي احمد واذا باثنين من رجال الامن ، يعترضان طريقي إلى الطائرة ويأخذان جوازي فما كان مني الا ان وقفت وسط المطار ، وكان المطار مزدحما بالمسافرين والقادمين ، وحكيت لهم باعلى صوتي عن جرائم نميري وسرقته وسرقة شقيقه للاموال العامة ، فجاءني شرطي ضعيف جدا ، وابلغني بادب ، والم ظاهر ، بانه سيلقي القبض علي فقلت له :"نفذ الاوامر وانا لا الومك ، لان هذا عملك ، ولكني اقول لك ولكل هذا الجمهور ، انني افعل كل ذلك ، وادخل السجون من اجلكم ، لنوفر لكم العمل الشريف ولنقضي على الفقر والامية والمرض والعطالة ، ولهذه الاهداف اعدم الشفيع ورفاقه – ثم وجهت له الحديث وقلت له :"انت رجل بوليس عملك يتطلب ان تكون قويا ولكن اذهب وانظر في المرآة انت ضعيف كالهيكل العظمي وفاقد سوائل – فنقلوني للحراسة – وفي الصبح الباكر اعلن نميري بكل وسائل الاعلام ، انه سيقدمني إلى محكمة طوارئ عسكرية للحكم علي بالسجن مدى الحياة – أي انه نطق بالحكم قبل تشكيل المحكمة – وفي اليوم التالي اخذوني إلى المحكمة – فلم استطع الدخول لان الجماهير تجمعت وانفجرت الجماهير بالهتاف عندما وصلتني ابنة اختي ، مريم العاقب وهي تحمل ابني احمد الذي قفز إلى صدري – واجلت الجلسة إلى اليوم التالي – وزاد عدد المتجمهرين – وامتلأت القاعة بالحضور – ورأس الجلسة القاضي ومعه ممثلين ، واحد من القوات المسلحة والاخر من الشرطة – وكان يجلس بجانبي نقيب المحامين ليساعدني في الدفاع عن نفسي – هذا وقبل النطق بالحكم ، اتصلت هيئة المحكمة بالسفاح نميري واخطروه بأن اصدار أي حكم ضدها سيؤدي إلى انفجار جماهيري – فقرر ان يطوف بنفسه بطائرة "هيلوكبتر" ليرى المحتشدين وبالفعل رأى الجمهور ، ووافق على اطلاق سراحي .

الحب العظيم ، ونحن والردى:

عندما قدمني نميري لمحكمة الطوارئ العسكرية ، كان شقيقي صلاح رحمه الله ، سفيرا بالجزائر – فلما سمع بالامر ، طلب من كل اعضاء السفارة ان ينصرفوا ، وعقد مؤتمرا صحفيا بالسفارة ، دعى له رجال السلك الدبلوماسي والاعلام كشف فيه جرائم نميري وسرقاته وسرقات شقيقه للمال العام ثم غادر إلى باريس ، بدون ان يقدم استقالته وهناك سكن في غرفة ضيقه ثم نظم قصيدة الحب العظيم ، التي جاء فيها :-

ما قيمة الدنيا اذا بعنا المدارك بالخوان

ما قيمة الدنيا اذا اغفى الكريم على هوان

ما قيمة الدنيا اذا ....

كلماته وبنفس نفس العنفوان
ورأيت في عيني زادي كله

كف تلوح لي وتمسك احمدا

كف بها رفعت مهيرة كفها فوق الرجال تقول .. زحفا للعدا

ماتت امي في شهر يونيو سنة 1971 وقبل ان تكمل الاربعين يوما ، اعدم الشفيع – فنظم صلاح قصيدة رثاء بعنوان "نحن والردى" جاء فيها :-

يا منايا حومي حول الحمى واستعرضينا واصطفي

كل سمح النفس ، بسام العشيات الوفي

إلى ان يقول:-

وامان الله منا يا منايا

كلما اشتقت لميمون المحيا ذي البشائر

شرفي ....

تجدينا مثلا في الناس سائر

نقهر الموت حياة ومصائر

وارسلها لي من باريس لاعلق عليها فلما قرأتها شعرت بانقباض شديد ، ولما اتصل بي ، ليسألني عنها وعن رأيي فيها ، اخبرته بما انتابني من حزن وتشاؤم – فضحك وسخر مني وبعد ذلك تتالت علينا الاحزان – فقد ترملت شقيقتي التومة ، وانا في الحبس الشرعي ، والاعتقال العسكري بواسطة نميري – ثم ترملت شقيقتي نفيسة بعدها – وانضمت الينا في الحبس ، ثم توفيت شقيقتي نفيسة والتومة وصلاح ، وآخرون من الاسرة ، وبالتأكيد هذا حدث بمحض الصدفة ، ولا علاقة له بالقصيدة – انها الاجال المحددة .

** نظام الترابي – البشير العسكري:

- لقد تم تعطيل الاتحاد النسائي ضمن الاحزاب والمنظمات الديمقراطية ، كما هي عادة الانظمة العسكرية – وبناء على التصريح الذي ادلى به الرئيس عمر البشير ، بأنه يفتح الباب للمواطنين لينتقدوا سياسته – فجهزنا مذكرة من الاتحاد النسائي ، انتقدنا فيها سياسته واخذتها للقصر وسلمتها لسكرتاريته – وفي اليوم التالي تم اعتقالي في غرفة بجهاز الامن مع مجموعة من النساء والرجال – في تلك الفترة كان مقررا سفري إلى لندن لاجراء عملية – فتدخلت منظمة العفو الدولية ، وتم اطلاق سراحي – وفي شهر نوفمبر سنة 1990 ، وصلت إلى لندن واجريت لي العمليات ، وكنت انوي الرجوع – لكن اسرتي قررت عدم رجوعي ، على اعتبار انني لن اسكت وساتعرض للاذى – فبقيت بلندن مجبرة وما اقسى الغربة الجبرية .

- سجل الاتحاد النسائي عضويته في الاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي في عام 1953 حينما وجهت لي الدعوة لزيارته في مقره ببرلين الشرقية ، التي انتقل اليها من باريس – واصبح الاتحاد النسائي السوداني عضوا في لجنته التنفيذية – هذا والجدير بالذكر ان الاتحاد النسائي العالمي ، اكبر تنظيم نسائي في العالم ، يضم 146 منظمة نسائية من 121 قطرا وله صفة استشارية في الامم المتحدة .

- عقد الاتحاد النسائي العالمي مؤتمره الدوري العام في ابريل عام 1991 بمدينة مانشستر بالمملكة المتحدة تم ترشيحي للرئاسة بواسطة الوفود العربية والافريقية – ففزت بمنصب الرئاسة – وتلك اول مرة في تاريخه ، تتولى رئاسته امرأة من العالم الثالث ، والاخيرة حتى الان – وتلك كانت اغنى فترة من فترات نشاطي واكتشفت ان معظم المنظمات مجرد منظمات فوقية ، تم ترشيحي بواسطة مكتب الاتحاد العالمي التنفيذي لجائزة الامم المتحدة لحقوق الإنسان على اعتبار انني اول امرأة من العالم الثالث تفوز برئاسة الاتحاد النسائي العالمي فاعترضت على اساس انني لم اصل إلى ذلك المنصب لولا نضال الاتحاد النسائي السوداني قيادة وقاعدة – وعليه يجب ان تمنح للاتحاد النسائي السوداني – فاعترضت المندوبة الفرنسية بحجة ان اتحادها اولى لانه اسس الاتحاد العالمي – واخيرا تم الاتفاق ان يوضع اسم الاتحاد النسائي السوداني بجانب اسمي ، وتسلمت الجائزة من الامين العام للامم المتحدة آنذاك ، السيد بطرس غالي في قاعة الجمعية العمومية للامم المتحدة ، وبحضور ممثلي كل الحكومات الاعضاء في الامم المتحدة – وهكذا اصبح الاتحاد النسائي ، اول تنظيم نسائي في العالم كله ، ينال جائزة الامم المتحدة لحقوق الإنسان ، والاخير حتى الان – لان ما حققه للمراة السودانية لم يتحقق في أي بلد اخر – وبما فيها البلدان الغربية
هذا وما المني حقا ، ان نفس اعضاء مكتب الاتحاد النسائي العالمي ، لم يدعمنني لتنفيذ خطتي المقترحة ، لتحقيق مساواة المرأة على نطاق العالم ، بالعمل على تطبيق اتفاقية الامم المتحدة ، الخاصة بمساواة المرأة ، لقد كان واضحا من كل تصرفاتهن ، انهن لم يتقبلن ان تفوز عليهم امرأة من العالم الثالث ، وتقود الاتحاد النسائي العالمي ، الذي كونته تنظيماتهن ، هذا مع انهن ديمقراطيات ويساريات ولكنها طبيعة البشر .

** نشاطي بلندن:

- لقد كونت مع مجموعة كبيرة من الجنسين من مختلف الانتماءات الحزبية "اللجنة السودانية للتصدي لانتهاكات حقوق النساء والشباب والطلاب" عندما بلغنا نبأ جلد طالبات كلية الاحفاد لانهن غير محجبات ، ونبأ اختطاف الشباب والطلاب من الجامعات والشوارع ، وارسالهم إلى مناطق الحرب ، وما تبع ذلك من مسرحية عرس الشهيد ، التي ادعى فيها د. الترابي ان الذين يقتلون في الحرب ضد الجنوبيين سيرفعون إلى الملأ الاعلى ، وسيعقد قرانهم على بنات الحور ، وظللنا نسير المواكب إلى مقر رئيس الوزراء والى ممثل الامم المتحدة ببريطانيا ونقدم لهم المذكرات حول انتهاكات حقوق الإنسان ، وحول الحرب ، وحول ما تتعرض له النساء .

- تكون فرع الاتحاد النسائي بلندن ، واحتفلنا باليوبيل الذهبي للاتحاد النسائي وكان حدثا عظيما بلندن .

- انشأنا مركزا لتأهيل وتدريب القيادات الشابه وانضم اليه حوالي مائة وخمسون شابه وشاب ووضعنا برنامج دراسات ، اشتمل على محاضرات من مختصين في كل ما يتعلق بالسودان ابتداءا من تاريخه وفتحنا الباب لاسرهم لحضور كل المحاضرات والانشطة ليستفيدوا ويتأكدوا من انني لا ارمى إلى التأثير عليهم سياسيا وكونا فرقة كورال وطني من الشباب الموهبين فنيا ، واعددنا معرضا ، يعكس منتجات وازياء الاربعة اقاليم بالسودان ، والغرض ان نعرف الشباب بكل ما يتعلق بوطنهم ومشاكله ونغرس بداخلهم الرغبة في الرجوع للوطن متى توفرت الفرصة ، ومن ضمن البرنامج ايضا اصدار نشرة دورية لتدريبهم على الكتابة .

- في فترة وجودي بلندن دعيت لمؤتمرات اقليمية ومحلية وعالمية عامة ونسائية اخرى ، وتمكنت من حضور اغلبها بكل من القاهرة ، بلجيكا ، السويد ، سوريا ، نيروبي ، هولندا ، السنغال ، بيروت ، المغرب ، امريكا ، البرازيل ، الجزائر ، اليمن ، اثيوبيا ، اريرتريا ، ايرلندا ، تونس ، المانيا ، كوريا ، الكويت ، هذا وتم تنظيم اجتماع لي ، مع النائبات بالبرلمان الاوربي .

- هذا واما احدى رحلاتي إلى المغرب ، فانها تستحق التسجيل بعد انتهاء المؤتمر الذي دعيت للاشتراك فيه بمدينة الرباط وجه لى لفيف من الطلاب السودانيين بجامعة الرباط الدعوة لتقديم محاضرة عن السودان بالجامعة وكانت القاعة ضخمة ومليئة بالحضور وكان واضحا ان اغلبهم من الاحزاب الاسلامية ، ومن ضمنهم بعض السودانيين ، وفي مقابل المنصة كان يجلس رجل ضخم ، ذو لحية طويلة وبدأت الحديث عن قضية المرأة واوضحت رأي الاسلام فيها ، وفي تعدد الزوجات وقدمت الايات الشريفة التي تدعم وجهة نظري فاذا بالرجل الضخم يهجم علي ويخنقني بكلتا يديه ، حتى جحظت عيناي ، وتطايرت منها الدموع ، وانشلت القاعة وانشل الطلاب الذين يقفون بجانبي للحراسة ومن جانبي لم اشعر باي خوف ولم احاول المقاومة ، وكنت متاكدة انه سيلوي عنقي ليكسره ، ولكن لدهشتي ، اخذ يردد جملة "انت على حق اغفري لي" وفك قبضته على عنقي ، وعيناه جاحظتان إلى اعلى ثم اخذ يتراجع نحو الخلف إلى ان نزل بكل ثقله على الكرسي وبسرعة شديدة اختفى اصحاب اللحى من القاعة
وجهت لي الحركة الشعبية الدعوة لزيارة الاراضي المحررة واستقبلوني بحرارة وكرم عظيم ، ونظموا لي جولة ولقاءا مع عدد ضخم من المواطنين والمواطنات في الغابة وما لفت نظري واثلج صدري ذلك الوعي الذي تمتع به هؤلاء المواطنين البسطاء ففي اغانيهم الشعبية يؤكدون حرصهم على الوحدة لان السودان وطنهم من جوبا للخرطوم ، ومن كسلا لجبال النوبة وما المني حقا انحراف صحة المواطنين وبخاصة الاطفال ، وحرق مساحات ضخمة من الغابات واشجار الفواكه وهروب اعداد ضخمة من السكان للدول المجاورة وتواجد الالغام في جهات كثيرة هذا وقد تكرمت الحركة بمنحي عضويتها في التنظيم النسائي ، وفي اخر مؤتمر لهم لم اتمكن من تلبية الدعوة بسبب مواعيد مسبقة لقد اوحت لي زيارتي للاراضي المحررة جنوب السودان ان نسير قوافل سلام إلى البرلمان الاوربي ، ولبعض المؤتمرات باوربا تمثل فيها الاقاليم السودانية الاربعة ، بالاضافة لاطفال من الجنوب ، وعند نشر الفكرة ، اتصل بي سكرتير اتحاد الشباب العالمي وعرض علينا تعاونهم معنا لتحقيق المشروع وبالفعل تكرم بتمويل اول قافلة سلام إلى الاراضي المحررة بالجنوب عبر نيروبي واشترك فيها ممثلون عبر منظمات حقوق الإنسان ، واتحاد الشباب ، والصحافة والنقابات من المانيا ، واتحاد الشباب السوداني والالماني ، والصحافة ، والنقابات من المانيا ، والاتحاد الشباب العالمي والسوداني ، واستقبلتنا الحركة الشعبية بترحاب وكرم فياض ومن حسن حظنا ان تاخرنا قليلا فاذا بطائرة حكومية ترمي قنابل في المكان ، الذي كان مفروضا ان نصله في نفس تلك اللحظة وفي المكان الذي كان محددا لنزول طائرتنا ، وفيما بعد اتضح ان الشخص الذي يتلقى المحادثات التليفونية بمكتبهم بنيروبي هو الذي ظل ينقل الاخبار إلى الحكومة .

- واما قافلة السلام الاخرى فقد سيرناها وحدنا إلى مؤتمر السلام العالمي بمدينة "هيق" بهولندا فلما وصلتني الدعوة لحضور المؤتمر ، كتبت إلى لجنة المؤتمر وشرحت لها فكرة قافلة السلام وطلبت منهم ان يسمحوا لي باحضار الشباب لانهم هم الذين سيعملون لتحقيق السلام في الوطن ، ولنلفت الانظار لحربنا الطويلة المهملة من قبل العالم وحركات السلام وبالفعل وافقوا وساعدونا في قيمة التذاكر والاقامة فسيرنا القافلة وشرحنا لهم قضية حربنا الاهلية الطويلة .

- اما قافلة السلام الثالثة فقد كانت بحق رائعة لقد وصلتني الدعوة من اتحاد امهات السلام العالمي بفرنسا ، لحضور مؤتمر السلام العالمي الذي سيعقد بالتعاون مع منظمة العفو الدولية في مدينة ليل بفرنسا فطلبت منهم باحضار وفد من مركز تدريب القيادات الشابة لان الشباب هم الذين سيتولون مهمة تحقيق السلام في السودان فاذا بالرئيسة ترد علي بالموافقة وتبدي استعدادهم لتوفير الاعاشة والسكن لهم جميعا وكان عددنا 46 ، وبما فيهم فرقة كورال السلام واخذنا معنا معرضا لاقاليم السودان فاستقبلونا استقبالا عظيما وخصوصا في الاحتفال الاخير الذي اقامه عمدة المدينة للوفود ، وقدمت شابة من الجنوب عضوة في القافلة كلمة جيدة حول الحرب والوضع في السودان ورقصت وفود المؤتمر على انغام واناشيد كورال الشباب حول الديمقراطية والسلام وبناء الوطن ووحدته ، هذا وكنا ننوى تسيير قافلة اخرى للبرلمان الاوربي .

- تسلمت دعوة من جامعة برلين لحضور مؤتمر نسائي عقده قسم دراسات المرأة بالجامعة واعددت ورقة عن السودان وقضايا المرأة والاتحاد النسائي ، وفي ورقتي قدمت الاقتراحات التالية للامين العام للامم المتحدة ليساعد على وضع حد للحروب :

·قبول الامم المتحدة للانظمة العسكرية في عضويتها بشكل انتهاكها لحقوق الإنسان في تلك البلدان ويشجع الجيوش للانقضاض على السلطة بالسلاح والقوة .

·منع بيع الاسلحة والكيماويات للسودان وهذا امر هام لوضع حد لحربنا الاهلية الطويلة المهملة من كل العالم .

·المساندة الشخصية لنا لتنظيم حملة واسعة على نطاق العالم لاقناع الاسر بعدم شراء لعب الحرب للاطفال .

·اقناع الحكومات بمنع وسائل اعلامها من عرض مشاهد وافلام العنف .

·اقناع الحكومات الاعضاء باضافة ثقافة السلام للمناهج المدرسية وفي برامج وسائل الاعلام الرسمية والاهلية .

هذا وكان يجلس معنا في المنصة بروفسير من نفس الجامعة مكلف بالتعليق على الاوراق المقدمة في النهاية فأعرب عن اعجابه بالمقترحات ، واقترح على ان اكتب رسالة للامين العام للامم المتحدة اضمنها تلك المقترحات .

ومن جانبه وعد بتوصيلها له شخصيا ، لان له علاقة قوية به ، وفيما بعد علمت انه احد مستشاريه وبالفعل اعددت الرسالة وسلمتها له واتصل بي فيما بعد واكد لي انه سلمها له باليد ولكني سافرت مباشرة .

** جامعة كليفورنيا لوس انجلوس والدكتوراة:

في الشهور الاولى من عام 1996 وصلتني رسالة من قسم الدراسات الافريقية بجامعة كاليفورنيا لوس انجلوس عرض علي فيها الاشتراك في المنافسة التي اعلنتها الجامعة ، لاختيار باحثة او باحث اول وثاني لاعداد بحث عن المرأة الافريقية ، لم اتحمس في البداية لمشغولياتي ولكن اتصل بي بعض السودانيين من امريكا ومن لندن وشجعوني على الاشتراك وبالفعل اشتركت وفاز مشروع البحث الذي قدمته بالدرجة الاولى فتم اختياري كباحث اول ومنحت درجة الزمالة والدكتوراة الفخرية وفازت بالدرجة الثانية شابة نيجرية حائزة على دكتوراة ، وتعمل محاضرة في احدى الجامعات الامريكية ، ذلك الفوز لا يعني انني عبقرية ، ولكنه عكس نجاح وتفرد تجربة الاتحاد النسائي ، وانجازاته العظيمة التي اهلته لجائزة الامم المتحدة وهو الاول والاخير حتى الان ، وعندما وصلت وجدت انهم اعدوا لي مكتبا وكتبوا امام اسمي في اللافتة لقب "دكتورة" فأخذت اللافتة الصغيرة وذهبت لسكرتيرة العميد واخطرتها بانني لم ادخل الجامعة وكل ما فعلته ان كتبت تجربة الاتحاد النسائي – فردت السكرتيرة متسائلة بخبث "هل نكتب اللافتة باسم د. الاتحاد النسائي؟" وانفجرت ضاحكة – فضحكت واستسلمت وكان البرنامج المعد ان اقدم محاضرات حول بحثي بالجامعة بحضور العميد والاساتذة والطلاب وان اشترك في التحضير لمؤتمر حول المراة الافريقية واقدم ورقة حوله وقد تم كل ذلك
** الكتب التي اصدرتها :

1. حصادنا خلال عشرين عاما .

2. المرأة العربية والتغيير الاجتماعي .

3. حول قضايا الأحوال الشخصية .

4. قضايا المرأة العاملة السودانية .

5. آن آوان التغيير ولكن !

6. صرخة راوية لتهز ضمير العالم (باللغة الانجليزية) وقبل مدة بدأت في كتاب بعنوان "رسالة إلى ابني احمد وجيله" لم انجزه واخر عن الشفيع عجزت عن الاستمرار فيه .

** عيوبي ونواقصي:

اول من انتبه للتناقض الكبير في شخصيتي شقيقي صلاح وعبر عن ذلك بقوله : ان لفاطمة شخصيتين متناقضتين شخصية قوية لدرجة المجازفة في الامور السياسية ومواجهة الحكام وبخاصة رؤساء الانظمة العسكرية ، وشخصية اخرى عاطفية وضعيفة حيال القضايا الانسانية المتعلقة بالظلم والفقر والاضطهاد وقضايا النساء والاطفال بالذات ، لدرجة البكاء والانهيار ، لقد صدق شقيقي صلاح "رحمه الله" في تحليل شخصيتي واود هنا ان اضف من جانبي ظاهرة ثالثة تولدت من هذا التناقض وهي سرعة الانفعال وشدته وفي تقديري انها محاولة لا شعورية لتغطية الجانب الضعيف وتفادي البكاء العاطفي والانهيار .

وعيب اخر بدأ ينمو بداخلي ، الا وهو الظن والشكوك وهذا في تقديري نتج عن المشاكل والمؤامرات التي تعرضت لها من اقرب رفاق ورفيقات دربي ، ولكن برغم ذلك فان ظاهرة الشك والظن خطيرة جدا ، لانها قد تؤدي إلى ارتكاب الظلم ، وكما هو معروف فان بعض الظن اثم .

هذا والجانب العاطفي حيال افراد اسرتي متطرف للغاية وادى إلى تطرف في الشفقة والخيال المخيف وقد زادته سوءا المصائب والفقد الاسري المتتالي ولا يفوتني هنا ان اذكر مؤشرات كبر السن ايضا .

وفي الختام لا بد ان اذكر حقيقة مؤكدة وهي :"ليس هنالك قيادي او رئيس يصنع التاريخ وحده واليد الواحدة لا يمكن ان تصفق مهما بلغت من القوة. وصدق مثلنا الذي يقول : الخيل تقلب والشكر لحماد ، وانا حماد. والنصر المؤزر للاتحاد النسائي ولشعبنا العظيم .

عمار مكى عمر حسن
07-10-2007, 12:19 PM
لو صاح
اعز من النساوين
الرجال
تمشى وما بتتاطى
مابين بير وشاطى
نهارا
مع السواقى
وليلا
مع الطواقى
وعمرها
للجهال

ود الريس
17-10-2007, 07:57 AM
لكى رفيقة الشهيد:-



لشعبنا البطل الحب والاعزاز ، لابناء شعبنا الاوفياء من قضى نحبه ومن ينتظر ...ونحن انداء كل نازلة وتحدى.

يا شعب ان ابدى الجبان خنوعا
لاتيأسن فقد ولدت شفيعا
انجبته وغرست فى اعماقنا
حبا تمكن واستطال فروعا
فاليوم عيدك فانطلق متهللا
وليعلو صوتك داويا مسموعا
حيى الشفيع وحيى كل مناضل
وجد الطريق السجن والتجويعا
فمضى وصوت الكادحين يشده
ليخط فوق صخوره توقيعا
قسما بعزمك يا شفيع بأننا
لن نستكين ولن نخر ركوعا

صلاح احمد ابراهيم...

الفاتح
17-10-2007, 08:36 AM
أنثى ولا دستة رجال..
حين شوًه تلفزيون السودان مشاعرها بإنحنائها للمقاتلين..
إلتقيتها كمقاتل.. أخ.. إبن
وإنحنيت لها قبل أن تبادر بذلك.
لها كامل الحب..
وعظيم المودَه والإمتنان.

فيصل سعد
17-09-2009, 10:09 AM
وا حلالى أنا وا حلالى
اريتو حالك يابا حالى
أموت شهيد جرحى بيلالى
الشفيع يا فاطمة فى الحى
فى المصانع وفى البلد حى
سكتيها القالت: أحى
ما حصاد والأخضر النى
راضى عنه الشعب والدى
ومات شهيداً أنا واحلالى

-محجوب شريف -

التحية للمناضلة فاطمة احمد ابراهيم، فخر و عزة
و شموخ و كبرياء و عظمة نساء السودان على مر
الاجيال، رائدة ملهمات النضال و التحرر الوطني
و قبس انارة دروب العتمة و التيه و الضلال..

فيصل سعد
17-09-2009, 10:17 AM
الراحل صلاح أحمد إبراهيم
في رثاء شهيد الطبقة "الشفيع احمد الشيخ"


قَدَل أبو رِسْوَة
للَمُوتْ الْكلَحْ بِتْضَرَّعْ
خَاتِى العَيْبَه،
مَاخَاتْي العُيُونْ فى مَطْمَعْ
أبْ أحْمَد تَقِيِلْ
وَقَتْ التَقِيِلْ بِتْسَرَّعْ
أبْ أحْمَدْ وَرَاكْ
الحَقْ بَشُوفو مَشَلَّعْ

سموك الشفيع،
بيك الحقوق تتشفع
ناصر الكادحين،
كنت بتشيلنا وترفع
حقوقنا حاشاك
لا بتبيع لابتدفع
اتيتمنا بعدك
و لعبوا بينا الشفع

فَارِسْ السَّاحه
جَيَّابْ الحِقُوقْ للْنَاس
سَنَّادَ الضَّعِيْف
وقْتَ الضَّعِيْف بِنْدَاس
يَاجَبَلَ الدَّهَبْ
إنْتَ الوَضَعْتَ السَّاس
وما اتْزَعْزَعْتَ يُوم
دَرَعوا الحَبِل فى الرَّاس

مَرَقْ بِى ثَبَاتْ
قَاصَد إتْحَاد عُمْالو
أعْزَل دُونْ حَرَسْ
غَيْر هَيْبَتو وأفْعَالو
عَارِفْ نَفْسو
مَا مُجْرِم ومُرْتَاح بَالو
وَجَدْ المُجْرمِين
السَّفَله فى اسْتَقْبَالو

كَضبَ القَالْ فى يُومْ
رَفَعْ لو سِلاحْ
سِلاحوا المَبْدا
والإيْمَانْ ودْربو كِفَاح
وَاضِح زىْ جَبِيْنو
الضَّاوي فى البَيَّاح
وكَضابْ الْ بِقُول
كتَلوُ وخَلاصْ ارْتَاح

جابو معاوية يشهد
شوف معاوية وغدرو
طلع خنجرو
و طعن الشفيع فى ضهرو
جازاهو الاله
سحب الوزارة و وزرو
قاعد للابد
و المولى رافض عذرو

قال ليهم سلام
ما ردو ليهو سلامو
قال ليهم كلام
سدو الاضان لى كلامو
واحد قال سجن
فك النميرى حزامو
قال سجن ايه كمان
لابد من اعدامو

راح للشجرة
تحت الضل لقى الحكام
سانين السلاح
فى وشوشهم الاجرام
عربدو بالشفيع
ناسين حساب قدام
ادوهو العطش
و استعجلو الاعدام