الأخ عصمت والإخوة المشاركين ،، سلام ..
تعجبت والله لإفادات مولانا بابكر وهى سوف تسجل للتاريخ ،،، تضارب في الأقوال والأفكار وتداخل من مقدم البرنامج وإكمال أسئلة ضيفة و و و و و ...
لنا عودة ...
مرفق الحلقتين الثانية والثالثة من موقع صحيفة أخبار اليوم أرجو أن تفيدكم . .
مولانا بابكر عوض الله يكشف أسراراً جديدة
22-12-1426 هـ
مولانا بابكر عوض الله يكشف أسراراً جديدة حول إستقلال السودان والحكم العسكري الأول وثورة أكتوبر وإنقلاب مايو ويفجر العديد من المفاجآت الداوية حول تاريخ السودان الحديث «2»
مولانا بابكر عوض الله يكشف تفاصيل اجتماعات الازهري برئيس الوزراء البريطاني والاتفاق على اعلان الاستقلال
بريطانيا هي السبب الاساسي في المآسي التي يعاني منها العالم حالياً
مولانا بابكر عوض الله بالواجهة التلفزيونية
استضاف برنامج في الواجهة التلفزيوني الذي يعده ويقدمه الاستاذ /احمد البلال الطيب رئيس مجلس الادارة ورئيس تحرير صحيفة (اخبار اليوم) في حلقة متميزة مع مولانا بابكر عوض الله الذي سرد تفاصيل اعلان الاستقلال من داخل البرلمان ووقائع اجتماع الزعيم الراحل اسماعيل الازهري مع رئيس وزراء بريطانيا. ودور بريطانيا في خلق مشكلة جنوب السودان عبر سياسة المناطق المقفولة وغيرها من المعلومات الهامة والى وقائع الحلقة....
اعدها للنشر : أحمد سر الختم
بسم الله الرحمن الرحيم
المشاهدون الكرام السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته واهلاً وسهلاً بكم في حلقة جديدة من برنامج في الواجهة ونهنئكم بحلول عيد الاضحى المبارك اعاده الله على الجميع بالخير واليمن والبركات وعلى الوطن بالطمأنينة واستدامة السلام وانتهاء مشاكل البلاد واكتمال حلقات مسلسل السلام بعد ان تم توقيع اتفاق السلام بجنوب السودان ونطمح ونطمع بان يتحقق ذلك الاتفاق بدارفور وشرق السودان وتكتمل عملية حلقة السلام. ونرحب مجدداً بمولانا بابكر عوض الله نائب رئيس مجلس الثورة ورئيس مجلس الوزراء الاسبق ابان انقلاب مايو. وقبلها رئيس مجلس اول نواب سوداني في الفترة من 54- 1957م ثم بعد ذلك رئيس القضاء الاسبق. مرحباً بك مولانا بابكر ونتشرف للمرة الثانية باستضافتك ونتيح لك السانحة لتحية المشاهدين وتهنئتهم بعيد الاضحى المبارك.
مولانا بابكر: اهلا وسهلا نتمنى للمشاهدين عيد سعيد والسودان كل الخير والتقدم واستكمال السلام في جميع ربوعه.
مقدم البرنامج :طفنا في الحلقة الماضية في سياحة توثيقية هامة مع مولانا بابكر عوض الله والذي جمع بين السلطات الثلاثة رئاسة الوزراء والسلطة التشريعية ممثلة في البرلمان والقضائية. وقد استعرض مسيرته منذ التحاقه بالثانوية ودخوله مرحلة العمل في القضائية مع المدعي العام الانجليزي وقتها واسباب تأسيس كلية الحقوق والتحاقه بها وتنقله في مدن السودان المختلفة في اطار عمله القضائي في مدني والابيض وغيرها. وقد انتهزنا الفرصة بتزامن الاحتفال باليوبيل الذهبي للاستقلال مع الحلقة ورسمنا مع مولانا بابكر صورة حول حقيقة الاوضاع وقتها بغية تمليك الاجيال الحالية والمتعاقبة معلومات حول تلك الفترة ولازلت اكرر ان ما لم يهتم بتاريخه لا حاضر له ولا مستقبل.. وكذلك تناولنا الوقائع التي قادته ليكون رئيساً لمجلس النواب...
واقتراح ترشيحه الذي طرحه الدرديري محمد عثمان بعد ان رشح الزعيم الراحل المفتي رئيسا للمجلس وحدث جدل حول عدم حياديته فوقع الاختيار على مولانا بابكر وتحدث لنا عن تلك المرحلة ولكنه لم يشيد بها ويبدو ان المناورات السياسية الحزبية قديمة جداً بعدها تحدثنا عن احداث 1954 الشهيرة ويواصل مقدم البرنامج حديثه قائلا: نواصل مولانا بابكر حديثنا حول الاستقلال حيث كان هنالك طرحان الاول يدعو للاستقلال والثاني للوحدة مع مصر وقد قلت صراحة انك وحدوي حتى الآن فهلا حدثتنا قليلا عن جلسة 19 ديسمبر 1955 والظروف التي احاطت بها. علماً بان الزعيم الازهري توجه وقتها الي بريطانيا والتقيت انت بالراحل مبارك زروق فماذا قال لك عن تلك الزيارة؟
مولانا بابكر: لدي معلومة بسيطة وهي ان من اقترح انشاء كلية الحقوق ليس المدعي العام بل هو السكرتير القضائي انذاك المستر قورين الذي سبقت ان اوضحت لك انه السكرتير الوحيد الذي لم يمنح وسام لقب سير.
مقدم البرنامج: المدعي العام هو الذي شجعك للاستمرار في المجال القضائى واوصي بشأنك؟
- مولانا بابكر: نعم اوصي علي .. ونعود للرد علي السؤال حقيقة انا قابلت مبارك زروق في المطار وسألته بشأن ما اشيع ونشر في الصحف بان الازهرى اعلن انه سيعمل لاستقلال السودان وليس للوحدة مع مصر.
مقدم البرنامج : هل تلك المعلومة تم تداولها في ذلك الوقت بوصفها من الشائعات ؟
- مولانا بابكر: نعم نعم ونشرت في الصحف وقيل ان شرشل رئيس الوزراء البريطاني وقتها نصح الازهرى بانه اذا اراد الاستمرار في حكم السودان فعليه ان يتخلي عن الفكر الاتحادي وتم نشر ذلك في الصحف ، وقد اجابني زروق بالتأكيد قائلاً : ماهي افضليتهم التي تتيح لهم حكم السودان باسم الاستقلال فنحن سودانيون ننادي بالاستقلال ايضاً .. وبالتحديد ردد التعبير التالي «الحشاش يملا شبكتو» وقلت لمبارك ان المسألة لاتتعلق بالشطارة والفهلوة وانما مسألة مبادئ وقد اعلنتم للناس ان طرحكم هو الوحدة مع مصر وقد تم انتخابكم علي هذا الاساس ولذلك لا يصح الرجوع عن ذلك الطرح دون الرجوع للمواطنين الذين انتخبوكم ؛ وطلبت مقابلة السيد علي الميرغني والتقيته.
مقدم البرنامج : هل العلاقة بينك ومولانا السيد علي الميرغني كانت جيدة ؟
- مولانا بابكر : نعم علاقة جيدة - والسيد علي الميرغني يفهم في السياسة وقد تربي في احضان والده وقد هاجروا الي مصر في ثمانينات القرن الماضي واقاما في الاسكندرية الي ان تم دخول القوات فعادا وهو محب لمصر. ويواصل بابكر قائلاً: نعود لاجتماعي بمولانا الميرغني حيث قلت له ماهو رأيك في موضوع الاستقلال . فصمت الميرغني قليلا وقال لي يا ابني هل يرفض احد استقلاله . فقلت له نحن نريد اكثر من الاستقلال لان الاتحاد مع مصر يعد استقلالا وزيادة فقال لي الميرغني ان الاتحاد مع مصر ملحوق فاتركنا نسهل هذه المسائل ونحقق الاستقلال ثم نعود للاتحاد مع مصر .
مقدم البرنامج : هذه معلومة مهمة فالكثيرون قد يندهشوا لهذا الموقف فالميرغني له علاقات مع مصر .. ووقف مع الاستقلال واعتبر موضوع الوحدة مع مصر قضية لاحقة.
مولانا بابكر:قبل بداية الجلسة التاريخية في 19 ديسمبر اود ان افصح انني كنت اقطن في تلك الايام في قبالة حي عشرة بيوت ونائب السكرتير الاداري يدعي مستر لوس مسؤول الجوانب السياسية واتصل بي قائلا انه في حاجة لي للحديث بشأن موضوع وخيرني مابين ان يزورني شخصيا او بالعكس وقلت له نفضل ان تحضر انت بعد المغرب . وبالفعل وصل مستر لوس وارتشف معي الشاي وقال لي : قد تكون اندهشت بسبب زيارتي لك . ولكنني اهدف من هذه الزيارة ان اطرح عليك سؤالاً حول ماهو موقفك اذا طرح اقتراح باعلان الاستقلال من داخل البرلمان . فقلت له انت بريطاني ودرست القانون البريطاني ولاشك عندي انك تذكر موقف شتارلس الاول عندما طلب من رئيس مجلس العموم في البرلمان تسليمه بعض الاعضاء الذين تقدموا باقتراح ضد مصاريف الملك في القصر ولا اذكر اسم الرئيس لوقتها ولكنه رد علي شارلس بانه في هذا المقعد ليس ليّ عيون اري بها ولا اذان اسمع بها الا بما يتفضل به هذا المجلس بما يشير برؤيته او سماعه .. ويوصل بابكر : قلت للمسؤول السياسي انني لدي لائحة تعتبر صوت النواب جميعا ولا استطيع ان ابدي برأي خارج البرلمان في موضوع سيتم طرحه في البرلمان . والا ساكون خارج دائرة الحيدة.
مقدم البرنامج : هل تلك الزيارة محاولة بهدف التأثير علي رأيك؟
- مولانا بابكر : طبعا .. وحتي الان لم استطع ان ادرك هل هذه الزيارة بهدف منع الاقتراح ام لا
مقدم البرنامج : لكن الاقتراح تبع في حديث بين الزعيم الراحل وشرشل وهذا يعني ان بريطانيا موافقة؟
مولانا بابكر: بريطانيا غير موافقة ولكن يجوز انهم توقعوا عدم قبولي للاقتراح ويتخوفون من ذلك
مقدم البرنامج: انت رئيس البرلمان ولك صوت واحد
- مولانا بابكر: البرلمان بامكانه ان يبعدني ويأتي بشخص اخر ليمرر ذلك الاقتراح
مقدم البرنامج: لماذا وقف الانجليز مع استقلال السودان وليس الوحدة مع مصر.. وماهو تحليل لهذا الموقف؟
مولانا بابكر: سياسة فرق تسد قاعدة ذهبية للاستعمار البريطاني بهدف التفريق لا التجميع ووادي النيل كان دويلات مملكة سنار ومملكة فازوغلي وتقلي والعبدلاب وهكذا.. وعند حدث السابق نحو افريقيا من قبل دول الاستعمار ادرك محمد علي باشا بانه اذا لم يدخل السودان ستدخله تلك الدول بمعنى اذا وصل ذلك الاستعمار الي وادي حلفا بذات نهجه فمصر انتهت.. فاحتل محمد علي باشا السودان ووحده والدول الاستعمارية ترغب في ان تكون الدول ضعيفة حتى يسهل احتلالها وبطبيعتهم كانوا غير سعيدين بالعلاقة بين مصر والسودان.
مقدم البرنامج: هل غير سعيدين رغم الحكم الثنائي؟
- مولانا بابكر: نعم لان الحكم الثنائي كان ثنائيا اسميا فهو في الحقيقة حكم فردي فعلاً فقط هنالك علمان مصري وبريطاني فالانجليز كانوا كل شئ.
مقدم البرنامج: ماهي فلسفة ذلك الحكم الثنائي في تلك الفترة؟
- مولانا بابكر: الفلسفة انهم كانوا يردوا على اي اعتداء ومثال القائد الفرنساوي ميشال عندما عاد من الكنغو ووصل الى فشوده وقد توجه اليه كتشنر من الخرطوم واوضح له بانه موفد له من قبل الخديوي توفيق بوصفه قائدا لقوات الخديوي اطلب منك ان ترجع.
مقدم البرنامج: بدأ التمرد في اغسطس قبل الاستقلال واذكر انني زرت بريطانيا عام 1996م تلبية لدعوة رسمية وطلبت من المسؤولين البريطانيين وقتها السماح لي بمقابلة مجموعة من البريطانيين الذين سبق ان حكموا السودان في اواخر ايام الاستعمار وقد تم ذلك اللقاء وجلست مع حوالي ستة او سبعة من الانجليز في نادي الحرية البريطاني بقلب لندن ودار بيننا حوار جيد وقلت لهم من ضمن الاسئلة التي طرحتها عليهم انكم صنعتم مشكلة الجنوب عبر سياسة المناطق المقفولة وغيرها واجابوا بالاعتراف بنعم باعتبار الجنوبيين لا يشبهون الشماليين. ويواصل مقدم البرنامج في حديثه قائلا الا توافقني مولانا بابكر ان هذه الحرب والمشكلات التي نعيشها وانعدام الثقة وغيرها من المعضلات سببها الانجليز؟
- مولانا بابكر: طبعاً نعم. الانجليز هم الذين وضعوا قانون المناطق المقفولة عام 1921 ولم يقصد جنوب السودان لوحده فقد استهدفوا كتم والرصيرص والكرمك وجبال النوبة.
مقدم البرنامج: هذا يفسر سر دخول جنوب النيل الازرق في اتفاقية نيفاشا وكتم تشير لمشكلة دارفور التي نعيشها الآن وهذه المسألة مرتبة منذ فترة.
- مولانا بابكر: نعم كل ما يدور في السودان اليوم هو ما صنعه الانجليز فهم لا يظهرون في الصورة بل يعملون في الخفاء.
مقدم البرنامج: الانجليز يخلقوا المشكلة ثم يعلنوا انهم بصدد معالجتها؟
- مولانا بابكر: الانجليز صنعوا كل هذه المشاكل واذكر ان مفتش رمبيك وقتها والذي لم تسعفني الذاكرة لذكر اسمه خرج من السودان واصبح قائداً للمعركة ضد الشمال من يوغندا.
مقدم البرنامج: بلادنا لازالت تدفع فاتورة الاستعمار وهذه المعلومات هدية للمشاهدين ولكل من يقول يا حليل الانجليز.. وبصفة خاصة الذين يعرضون خارج الزفة التاريخ اعاد نفسه والكل الآن ينظر الـى ما يدور في العراق وافغانستان.
- مولانا بابكر: الانجليز يعملون لانفسهم واعتقد انهم سبب مآسي العالم كله وقد قلت هذا الحديث للسفير البريطاني عندما كنت وزير خارجية وبسبب ذلك الحديث انذرتهم باننا سنوقف المعاشات عن البريطانيين لانهم بدأوا يكتبوا في الصحف بعد خروجهم من السودان عن مايو والجنوب وقلت له انكم بسبب مشاكل العالم فقد ابدتم الهنود الحمر في امريكا وابدتم البيرشن في استراليا وستاميا ونيوزلندا وقسمتم الهند الى مسلمين وهندوس والعراق الى كرد وعرب وقسمتم مصر الى اقباط ومصريين فرد علي السفير البريطاني قائلا: انك ذهبت بعيدا فقلت له هذه حقيقة واذا لم توقف هذه الحملة نحن لن ندفع ثمن الاستعمار فصرفنا علي المعاشات 600.000 جنيه سنوياً ستمائة الف جنيه سنوياً للمعاشات.
فقال لي السفير البريطاني ان الصحف في بريطانيا حرة فكان ردي انني لا اعرف حرة او مستعمر فقط اعرف انني اصرف ستمائة الف جنيه لدولة اجهزة اعلامها تخرب في وجودنا. وبالفعل قال لي بعد اسبوعين انهم كبريطانيين سيدفعون المعاشات ومنذ تلك الفترة لم ندفع المعاشات للبريطانيين.
مقدم البرنامج: جلسة 19 ديسمبر 1955م التي شهدها اعلان الاستقلال من داخل البرلمان هل حدثت فيها اي مقاومة او اعتراضات؟
- مولانا بابكر: مرت الجلسة بهدوء وسهولة ماعدا شخص واحد جاءني في المكتب وسجل صوت اعترض على اعلان الاستقلال فقلت له ما هو تأثير صوتك على ما حدث فنرجو ان لا تشرخ هذا الاجماع الجميل ونصيحتي ان تسير مع الاجماع وبالفعل وافق.
مقدم البرنامج: تم اعلان الاستقلال من داخل البرلمان وتناقلته الصحف واجهزة الاعلام بما فيها التلفزيون.. فماذا عن الجلسة المراسمية في الاول من يناير 1956م وهي تاريخية محفورة في اذهان الناس وقد سجلت وحدة السينما والافلام الوثائقية ذلك اليوم التاريخي وخلدته فهلا حدثتنا عن ذلك اليوم؟
- مولانا بابكر: في ذلك اليومن عقد مؤتمر مكون من مجلسي الشيوخ والنواب وهي جلسة عادية تم فيها تلاوة اعترافات دولتي الحكم الثنائي المصري والبريطاني
مقدم البرنامج: رغم موقف السيد الراحل مولانا علي الميرغني الذي ذكره لك بعد لقائك بالراحل مبارك زروق الذي اطلعك على تفاصيل ما دار بين الازهري وتشرشل فما هو تفسيرك لتأسيس مولانا السيد علي لحزب الشعب الديمقراطي؟
- مولانا بابكر: اعتقد ان العملية لم تمر بالسلامة التي يمكن ان تظنها لانه خرجت مظاهرات ضد الازهري من بعض اعضاء حزب الوطني الاتحادي الذين يؤمنون بالوحدة مع مصر واظن ان بعض من ينتمون للسيد علي رأوا ضرورة ان يكون لهم حزبهم لوحدهم ولذلك انضموا لحزب الامة واسقطوا حكومة ازهري.
مقدم البرنامج: هل حدثتنا عن التجربة الديمقراطية الاولى وتقييمك لها من ناحية الممارسة السياسية؟
- بابكر عوض الله: تعتبر تلك اول تجربة ديمقراطية يمارس فيها السودان حكم ديمقراطي بواسطة نواب منتخبين ولكنها لم تشهد اي انجازات قومية سواء من ناحية الاقتصاد او غيرها فقد كانت عبارة عن محاولات من الحكومة لاثبات نفسها ومن المعارضة لازالة الحكومة وللاسف كان هناك شراء نواب وعندما قدم سحب صوت الثقة من ازهري بهدف اسقاطه قدم علي عبد الرحمن وزير الداخلية استقالته للازهري بعد ان تم في البرلمان تقديم اقتراح سحب صوت الثقة من الازهري وهذا عمل غير سليم من ناحية برلمانية.
مقدم البرنامج: المشاهدون الكرام مولانا بابكر له اراء حادة في بعض الشخصيات لذلك اخطرني بانه لن يذكر الاسماء.
مقدم البرنامج: تلك التجربة الديمقراطية الاولى فماذا عن الانقلاب الاول هل انقلاب ام تسليم وتسلم؟
- مولانا بابكر: انا فوجئت بما حدث لانني لا علم لي به ولكنه كثر كانوا على علم بذلك لان حزب الشعب والامة كانوا في حكومة ائتلافية وسفيرنا في مصر وقتها يوسف مصطفى التني وتوجه وقتها الي مصر الوزير الشيخ علي عبد الرحمن القيادي بحزب الشعب الديمقراطي ولحق به محمد احمد المحجوب وقاما بتلبية دعوة غداء للرئيس جمال عبد الناصر فانتشرت شائعات بان عبد الناصر وفق بينهما واتفقوا على ان ينفصل حزب الشعب الديمقراطي ويعود الى ازهري وقد تردد بان تقريراً قد كتب في هذا الشأن لعبد الله خليل الذي فعل عمل شمسون الجبار على وعلى اعدائي وبالتالي نادى عبود وطلب منه استلام السلطة وهذا الحديث قالوه لي عبود بعد الاطاحة به.
مقدم البرنامج: متى بدأت علاقتك بعبود؟
- مولانا بابكر: بدأت علاقتي به منذ عام 1944م في مدينة الابيض وقد عزز تلك العلاقة محمود المرضي الذي تربطه علاقة مصاهرة بعبود وانا ارتكبت خطأ كبيرا لانني وحتى قيام اكتوبر لم اتصل به الا قليلاً؟
مقدم البرنامج: مولانا بابكر سنعود لاكتوبر فيما بعد والآن نريد التركيز على مسألة استلام عبود للسلطة لان اعداء حزب الامة يتهمون الحزب بانه اول من سلم السلطة لعبود؟
- مولانا بابكر: حزب الامة اول من فتح شهية العساكر للحكم.
مقدم البرنامج: ماذا قال لك عبود بشأن الحوار الذي دار بينه وعبد الله خليل؟
- مولانا بابكر: عبد الله خليل طلب من عبود ان يستلم الا ان الاخير رفض واوضح له بانه رجل ختمي وقد ذكر ذلك في التحقيق بعدها ذهب الى مولانا علي الميرغني.
مقدم البرنامج: هل حدث هذا قبل اعلان قبوله؟
- مولانا بابكر: نعم قبل الاستلام وقد قابل عبود مولانا علي الميرغني الذي اخبره بان السيد عبد الرحمن اتصل به ويبدو ان عبد الله خليل طلب من السيد عبد الرحمن التحدث مع مولانا علي الميرغني بهذا الشأن وبالفعل ضغط السيد علي الميرغني على عبود وقد ذكر لي عبود بانه بكى بدموعه للسيد علي.
مقدم البرنامج: ما هو السبب الذي جعل القطبين وقتها الامام عبد الرحمن ومولانا علي الميرغني ايدا استلام عبود للسلطة؟
- مولانا بابكر: اعتقد ان رجوع ازهري عن الفكرة الاتحادية بدون الاتصال بالسيد علي سيكون سبب مشاكل للسيد علي خصوصاً من المصريين الذين قد يكونوا احدثوا له ازعاج وهو يرى انه في ذلك عقوبة لازهري لانه دخل الحكومة بتأييد السيد علي فكان على الاقل ان يخبر السيد علي بانه يريد اعلان الاستقلال ومن ثم ينظر لرأيه.
مقدم البرنامج: هل كانت لديك علاقة بعبد الله خليل؟
- مولانا بابكر: ابداً الا في موضوع العلم؟
مقدم البرنامج: ماهي قصة العلم ومتى حدث ذلك؟
- مولانا بابكر: حدث ذلك في مكتبي في اغسطس - سبتمبر 1954 حيث استدعيته في مكتبي وقلت له: العلم المسيخ دي اخضر احمر ازرق واصفر فهمنا له خاصة اللون الاصفر فقال لي الاصفر يشير الى الصحراء.
مقدم البرنامج: يبدو انك رافض لذلك العلم؟
- بابكر عوض الله : نعم ولذلك اقترحت العلم الحالي في مايو. والعلم لم يخرج من بيت الشعر
بيض صنائعنا خضر مرابعنا حمر مواضينا وقد عملنا المثلث الاخضر.
مقدم البرنامج : ماهو تقييمك لحكم عبود وهل عرض عليك منصب علماً بانه صديقك؟
- مولانا بابكر: كنت قاضي محكمة عليا وكان المسؤول احمد خير زميلي في كلية الحقوق.
مقدم البرنامج:
هل عبود لم يحاول الاستعانة بك ؟
- مولانا بابكر : عبود لديه من هو اقدر وصاحب كفاءة مهم .
مقدم البرنامج : لقد تحدثت معي انت في الكثير عبر جلساتنا الخاصة معك ونحاول الان ان ننتزع منك بعض المعلومات لتمليكها للمشاهدين ولقد سبق ان قلت لي انك اقترحت علي عبود تأسيس تنظيم؟
- مولانا بابكر: التقيت بعبود عام 1961م بعد عودتي من انجلترا
مقدم البرنامج: لماذا ذهبت انت الي انجلترا ؟
- مولانا بابكر : تم طردي من منزل الحكومة ولم يكن بمقدوري دفع ايجار منزل فاخترت الاستفادة من بعثة الي انجلترا كانت مخصصة لي منذ فترة . وبالفعل زرت انجلترا .. واذكر ان الشخص الذي ابعدني من المنزل تم طرده ايضاً . فبعثت انا ببرقية تهنئة لعبود بشأن اتفاقية المياه مع مصر (السد العالي) وعندما عدت في فبراير 1960 اخبرني ابورنات رئيس القضاء بان عبود طلب مقابلتي فور وصولي للسودان وبالفعل التقيت بعبود وقلت له انك لا تستطيع ان تستمر في الحكم بثبات بدون سند من تنظيم شعبي . وعبود رجل بسيط قال لي « كيف يعني تنظيم شعبي» فقلت له لابد من تأسيس تنظيم كما حدث في مصر اتحاد اشتراكي او غيره - فعرض علي ان اكون رئيسا للتنظيم . وقلت له انا لا اعرف العمل الشعبي ولكن يمكن ان اقترح لك شخصا يستطيع ان يقوم بهذه المهمة وهو احمد السيد حمد . ولاكمال هذا التكليف يجب ان تقدم له دعوة شاي وتعرض عليه فيها هذا المقترح لان احمد السيد رجل نظيف وقلبه ابيض ولا يعرف المناورة . ولكن احمد السيد حمد وصل لعبود وبرفقته الشيخ علي عبدالرحمن وقد حكي لي عبود بانه لم يتحدث مع احمد السيد في ذلك اللقاء حول الموضوع وذلك لوجود علي عبدالرحمن في المجلس
مقدم البرنامج : ماهو تقييمك لفترة حكم عبود ؟
- مولانا بابكر : السودان حكمه صعب جدا لانه ليس هنالك من يرضي بالاخر فكل شخص خاصة في حالة وجود تطلعات في الحكم . دائما الجميع في مشاحنات . وحكم عبود حدث في استقرار نسبي واقام مشاريع سكر . وطفرات اقتصادية وكان في رضا بالحكم .
مقدم البرنامج اذا كانوا راضين عنه فلماذا تم عزله كذلك ماهي قصة مطار الخرطوم؟
- بابكر عوض الله: الحكومة البريطانية لا تفعل شيئا الا لمصلحتها الخاصة واعتقد ان مطار الخرطوم تم تأسيسه من اجل خدمة مصالح بريطانيا وليس حباً في السودان . وقد خصصت منحة للسودان نظير خدماته في الحرب العالمية الثانية وتقدر بمبلغ مليون جنيه استرليني وتم بناء المطار.
مقدم البرنامج: حقيقة ان العملة الجديدة الجنيه ستعيد للجنيه السوداني قيمته كما كانت في السابق .. فهنالك اجيال كثيرة عاصرت واخرى سمعت بالجنيه والان الحكومة اعلنت ان الجنيه الجديد سيعادل مائة دينار اي بمعني ان المليون جنيه ستصبح الف جنيه ..
بابكر عوض الله : لماذا الدينار انا كنت اود ان التقي مسؤول في الحكومة لاطرح عليه هذا السؤال ..
مقدم البرنامج: ستعود العملة الي الجنيه ولكنه الجنيه القديم مع سحب ثلاثة اصفار نعود يامولانا الي السؤال السابق لماذا عزل عبود ؟
- مولانا بابكر : انا ساهمت في عزل عبود .. اذكر كنت في منزلي وشقيقي الاصغر عثمان عوض الله يقطن بالقرب مني فزارنا في الصباح بحي المطار واخبرني بان العساكر دخلوا الجامعة امس وقتلوا احد الطلاب وهو القرشي فقلت له هذا موضوع كبير يجب ان لا نسكت عنه . واذكر وقتها كان منزلي تحت الشييد ودرجت علي زيارته الصباح لرش المباني . وفي ذلك الصباح علمت ان المحامين عقدوا اجتماعا في مكتب عابدين اسماعيل بخصوص ماحدث في الجامعة فاتصلت باسماعيل وسألته عن رأيهم في ما يحدث وكنت وقتها قاضي المحكمة العليا . فاجابني اسماعيل بانهم يريدون تقديم عريضة لقاضي المحكمة العليا احتجاجا علي غزو الكلية وقتل القرشي والمطالبة بمحاكمة المسؤول عن ذلك
فقلت له ادرج اسمي معكم . فقال لي اسماعيل يستحسن ان يكون ذلك رأي كل القضاة . فقلت له حتي الان لايوجد شخص وسألت عن عبدالماجد امام وعلمت انه في اجازة بمنزله واخبرته ووافق وذهبت للمحاكم الشرعية ووجدت المفتي ووافق الا ان بعض الذين معه رفضوا التوقيع فرد عليهم قائلا انتم ستظلون في الحضيض ولن ترتفعوا
قرر تسيير موكب الي القصر الا ان احمد خير المستشار وقتها اقترح علي عبود عدم استلام العريضة قائلا له هل تريد ان تجعل منهم ابطالا .
|