عرض مشاركة واحدة
قديم 22-07-2006, 06:44 PM   #[23]
imported_mime
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

شنو يا خال ؟؟؟؟
جهجهتا الأمة دي كلها معاك
على كل ، هي كانت فرصة جميلة لكي استرجع بعض ما كان شعر ابي العتاهية ، فيما يلي جزء من دراسة نقدية لدكتور عبد المجيد زراقط وهي (ابو العتاهية :الشاعر الزاهد ورؤيته الى قضايا عالمه )-نشرت بمجلة المنهاج- فيها ما قد يفيد على ما أظن ، ولربما فيها الرد على ابياتك يا عزيزي

يروى ان هارون الرشيد حبسه، في هذه المرة، وهي الاولى، في بيت خمسة اشبار في مثلها. ولعل السبب الحقيقي يعود ليس الى رفضه قول الغزل كما يذكرالرواة، وانما لاسباب سياسية الظاهر منها انه تدخل في ما كان بين الاخوين الهادي والرشيد من منافسة، فمدح الاول بقصيدته المعروفة:

[align=center] لهفي على الزمن القصير **** بين الخورنق والسدير [/align]
ويقول فيها عن الهادي:
[align=center] ما زال قبل فطامه **** في سن مكتهل كبير [/align]
كانه يعرض بالرشيد المدلل الذي كان اخوه يزمع خلعه من ولاية العهد. ثم مدحه بقصيدة عندما ولد له ابن، فلما تولى الرشيد الخلافة رماه في السجن، لانه كان بالغ الحساسية في ما يتعلق بولاية العهد.
وروض السجن الشاعر، فصاح: الموت، اخرجوني، وانشد قائلا:

[align=center]يا ابن عم النبي سمعا وطاعة
قد خلعنا الكسا والدراعه
ورجعنا الى الصناعة
[/align]لما كان سخط الامام ترك الصناعه وهذا، اي «السمع والطاعة» ما كان يريده الخليفة.
وجا في رواية اخرى: تنسك ابو العتاهية ولبس الصوف...، وامره الرشيد ان يقول شعرا في الغزل، فامتنع، فضربه ستين عصا، وحلف الا يخرج من حبسه حتى يقول شعرا في الغزل. ووكل صاحب خبر يكتب اليه بكل ما يسمعه منه في سجنه.
وجا، في رواية ثالثة، اقسم ابو العتاهية الا يتكلم سنة الا بالقرآن وبالشهادتين، فامر الرشيد بان يحبس في دار ويوسع عليه ولا يمنع من دخول من يريد اليه.
انتهت السنة، فانشد ابياتا هي:

[align=center]من لقلب متيم مشتاق **** شفه شوقه وطول الفراق
طال شوقي الى قعيدة بيتي **** ليت شعري فهل لنا من تلاقي
هي حظي قد اقتصرت عليها **** من ذوات العقود والاطواق
جمع اللّه عاجلا بك شملي **** عن قريب وفكني من وثاقي
[/align]

وغناها ابراهيم الموصلي، فاطلق الرشيد سراح اسيره واعطاه ستين الف درهم .

يلفت، في هذه الابيات، تشوق الشاعر الى «قعيدة بيته»، واقتصار حظه من النسا عليها. وهذا ينسجم، من نحو اول، مع قسمه الا يقول الغزل، لانه انما يقول، هنا، في زوجته، وهذا مباح له دينيا، وينسجم، من نحو ثان، كما يرى د. كفراوي،مع الخطة التي وضعها بالاتفاق مع زبيدة زوجة الرشيد والفضل بن الربيع، وزيره، لانه يعرض باهمال الرشيد لزوجته وانصرافه الى الجواري.
وجا، في رواية اخرى، وجد الرشيد وهو بالرقة على ابي العتاهية وهو بمدينة السلام، وكان الشاعر يرجو ان يشفع الفضل بن الربيع له، ولما ابطا كتب اليه:

[align=center]اجفوتني في من جفاني **** وجعلت شانك غير شاني
ولطالما امنتني **** مما ارى كل الاماني
حتى اذا انقلب الزما ن **** علي صرت مع الزمان
[/align]
كلم الفضل الرشيد فرضي عنه، وارسل اليه الفضل بالقدوم، فقدم عليه، فادخله الى الرشيد فرجع الى حالته الاولى.
ويرى د. محمد عبد العزيز الكفراوي ان الرشيد القى ابا العتاهية في السجن مرة بعد اخرى، مرة اولى عند توليه الخلافة، وثانية لرفضه قول شعر الغزل، وقد استجاب في هذه المرة، بسرعة وعاد لصناعته، وثالثة لعودته الى الرفض، وقد اصرفي هذه المرة على موقفه، واقام في السجن اذ ذاك عاما .
ويقول د. يوسف خليف، في اسباب سجن الرشيد لابي العتاهية: «ولكن الذي يبدو لي ان هذا السبب الذي يذكره الرواة ليس هو السبب الحقيقي لسجنه، لان شعرا الغزل في عصر الرشيد كانوا كثيرين، ومن الممكن ان يطلب الى اي واحدمنهم ان ينظم له ما يشا من غزل، والذي يبدو لي ان الخليفة كان يحاول ان يبعد ابا العتاهية عن الاوساط الشعبية التي كان شعره منتشرا بينها انتشارا واسعا حتى لا تتاثر برائه التي كان يرددها كثيرا حول الملوك، وهوان امرهم بعد الموت وتساويهم في النهاية بالسوقة، وكان الرشيد كان يرى فيها شيئا يقلل من هيبته في اعين الناس ومنزلته في نفوسهم. ومن هنا كنت ارى ان سجن ابي العتاهية لم يكن الا صورة من صور تحديد الاقامة فرضها الرشيد عليه، حتى يبعد به عن الشعب الذي كان يروي شعره ويتغنى به في كل مكان».
ولما اطلق الرشيد ابا العتاهية من الحبس لزم بيته وانقطع عن الناس. فارسل اليه من يقول له: «صرت زير نسا وحلس بيت»، فكتب اليه:

[align=center]برمت بالناس واخلاقهم **** فصرت استانس بالوحده
ما اكثر الناس لعمري **** وما اقلهم في منتهى العده!
[/align]ثم قال: لا ينبغي ان يمضي شعر الى امير المؤمنين ليس فيه مدح له، فقرن هذين البيتين باربعة ابيات مدحه فيها



التوقيع: [align=center]لو كان مخاض الحرف الواحد
مثل مخاض الأم إذ تحبل بالأبناء
لمنحنا الأحرف والكلمات بكل سخاء
وملأنا راح الكون قصائد

الأنسان : جمال محمد إبراهيم
[/align]
imported_mime غير متصل