عرض مشاركة واحدة
قديم 14-11-2013, 05:12 PM   #[6]
أبو جعفر
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية أبو جعفر
 
افتراضي

لي في الديار ديار كلما طرفت عيني ** يرف ضياءها في دجى هدب
سيف الدين الدسوقي

الاجتماع بالناس في الفاشر يحتاج إلى سباح ماهر حتى لا يجرح شعورهم، فحتى المزاح يقابل عندهم باهتمام بالغ، ففي مرة كنا بناكل في بطيخ قلت لي واحد خلي حاجة للحمار عاين ليهو بيعاين ليك كيفن، قام قال لي صدقت احنا بناكل وهو يعاين وقام شال البطيخ القدامو كلو وقدمه للحمار المحظوظ.

حكاية البطيخ في الفاشر حكاية ما تدخل بيت إلا ويقابلك، تاكل وتشرب وتأكل حمارك. كرم الفاشريين مثل كرم البطيخ بسيط ولكنه ممتد ومؤثر جداً، فلا يمر بك أحد سوى كان بنت أو ولد، امرأة أو رجل، طفل أو طفلة شيخ كبير أو شيخة إلا ويقرئك السلام في مودة محسوسة، فتجد نفسك وسط مهرجان من الأحاسيس الطيبة. فقد كنا جيران ولكن بقوة القرابة، وتسمع عادي جيرانك كيفنهم.

شركاي في السكن الاثنين باسم عبد الرحيم، واحد فيهم كان متخصص في عمل اللقيمات بسبب مباشر من حصة الزيت والدقيق الضخمة التي كانت تصرف لنا، وللفرز سميناه عبد الرحيم لقيمات لأنها كانت مؤثرة، فكثيراً ما كانت اللقيمات هي المكون الرئيس في حفلات الشاي التي كنا نقيمها للموظفين من الهيئات الأخرى، وتخيلوا معي كفتيرة كبيرة شاي بالبن المقنن بواسطة جارتنا ستنا، وطشت كبير من اللقيمات يمتد عطاءه إلى الجيران وهاك يا ونسة.



التعديل الأخير تم بواسطة أبو جعفر ; 14-11-2013 الساعة 07:40 PM.
أبو جعفر غير متصل   رد مع اقتباس