عرض مشاركة واحدة
قديم 09-09-2007, 08:19 AM   #[32]
مدثر ياسين
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

هذا ما تم بتره من مداخلتي حول هذا الموضوع ، ولا أدري سبب البتر ، فقد قلت : لست على خلاف مع المرأة .. هذا النصف الوديع الذي لولاه لكنا ذئابا يأكل بعضُها الآخرَ مثلما فعلت ذئابُ (أم قطاطي).!! فأنا رجل يعشق الغناء وليس في مقامات الغناء سوى الحبيبة (المرأة /الحبيبة الوطن) ، وأنا فراشة من فراشات الشعر أعشقُه وأطيرُ حول نرجسِه وخزاماه .. وليس في بتلات الشعر غير المرأة منذ أن قفز إلى راحلتها امرؤ القيس وقال أبياته الشهيرة:
ولما دخلتُ الخدرَ خدرَ عنيزةٍ قالت: لك الويلاتُ إنَّكَ مُرْجِلي
تقول وقد مال الغبيط ُبنا معاً: عقرتَ بعيري يا امرؤالقيس فانزلِ
فقلت لها سيري وارخي له زمامَه ولا تبعدينا عن جناك المُعَلَّلِ
دعي البكرَ لا ترني له من ردافِنا وهاتي أذيقينا جناةَ القرنفلِ
بثَغر كمثل الأقحوان منوِّر .. ندي الثنايا أشـــــنبٍ غير أثعلِ

أما امتطاء صاحبة البوست حجة أن المرأة عندي لا تساوي شيئا خارج إطار غرفة نومها فهذا رجع صدى لما في قلبها المسخن بجراحات العداء .. والمرأة عندي ليست هي الصورة الجسدية الفاضحة المثيرة للشهية فهي الحبوبة وهي الأم ..وهي حواء .. وهي المعلمة والمزارعة وراعي الغنم في قرانا وهجرنا.. ومنذ صغرنا رأينا نماذج من النساء المشوهات والممسوخات ربما لأسباب نفسية وهوامش مأساوية على ضفاف حياتهن يحاولن كسر الصورة الرائعة للأنثى ومعناها في حياة الرجل .. وقد قابلت في حياتي نماذج من نساء ينظرن الى زينة المرأة لرجلها على أساس أنها تخلف وهؤلاء قد يثرن العطف والشفقة أكثر مما يثرن الغضب حيث تمتد مساوئ نظرتهن للزينة لأزواجهن ولا تتعداها لغيرهم من أفراد المجتمع .. لكن من الواقع المعاش هناك نساء من هذه الشاكلة يقلبن القاعدة رأسا على عقب فتصر المرأة أن تكون هي رب البيت ويمتد تسلطها الى نطاق سلطة الرجل فتظهر رجلها أمام المجتمع في هيئة الطرطور المأمور الذي يؤتمر لزوجته ولا يتخذ قراراً بدونها .. ويعيش الى جانب ذلك الحرمان من حقه في التمتع بأنوثة زوجته بسبب ميلها للضكورية واللقافة والامتعاض من العادات الموروثة في مجتمعنا السوداني الأصيل .. .. الأستاذ جمال حسن سعيد أكثر من اهتم بتصوير هذه الجوانب وعكسها في (اسكتشات) كوميدية عرضت بتلفزيون السودان .. خلافه من المسرحيين جسدوا هذه المأساة المضحكة!! لكن الحمد لله عددية هذا النوع المريض من النساء قليل ..ندعو الله لهن بالشفاء .. شفاء لا يغادر سقما فهو الشافي وهو على كل شيء قدير ..
وكل ذلك لا يمنع الإقرار بوجود نساء مثقفات ومؤثرات في المجتمع ومشاركات في مختلف حقول التنمية لكنهن نساء طبيعيات لا يتكلفن الضكورة لإثبات قوة شخصيتهن .. كما أنهن طبيعات فطرة فالأنوثة تتدفق في كل ملمح من ملامح حياتهن .. فخلال رحلة عمل الى داكار - السنغال لحضور مؤتمر اقتصادي إسلامي .. تم تكريم ثلاثة نساء سودانيات .. واحدة منهن ظلت تعلم الأجيال وتملك الفتيات مفاتيح المعرفة والوعي من داخل منزلها المتواضع في مدينة الأبيض لمدة تزيد عن ثلاثين عاما رغم أنها أرمل .. وقد صعدت الى المنبر ساعة تكريمها بحضور أكثر من خمسين وزير مالية واقتصاد من مختلف بقاع العالم الإسلامي وتحدثت عن تجربتها القيمة ونظرتها الى دور المرأة في توسيع آفاق المعرفة والإدراك والتبصير .. واعتقد أن هذه المرأة نموذج يجب الاحتذاء به .. فهي رغم دورها الذي قد لا ينجح فيه رجال إلا أنها ظلت تدير بيتها وتربي أبنائها وتحسن الى جيرانها بينما هي تواصل عطاءها وتفرخ أجيالا من النساء المدركات لأهمية البيت وطاعة الزوج والإسهام بالوقوف خلفه ومؤازرته حتى يحقق هدفه في الحياة.
ولقد كتبت بصدق في العام 1993م بجريدة الخرطوم أيام صدورها من المنفى (القاهرة) عن القائد الضرورة .. وقلت أن القائد الضرورة الذي نحلم به كسودانيين .. يقوم بكذا وكذا ومن ذلك (يعطي المرأة قيمتها ويوسع إطار شراكتها في الحكم والمسئولية .. وأن الأستاذة فاطمة أحمد ابراهيم نموذج رائع للمرأة السودانية المناضلة الجسورة الرافضة للقهر والاستعباد .. وما زلت عندي رأيي حول فاطمة أحمد ابراهيم .. وهي لوحدها تعادل ما يساويه جيشا من الأحزاب المداهنة والمتملقة والمتماهية في السلطات الشمولية.
سيدتي .. أنا لست ضد المرأة .. فمن هذه النقطة بدأت وإليها انتهيت .. وأنا مثلي مثل كل الرجال الطبيعيين تحملني قسمات الجمال الى عالم آخر .. أتنقل دوما بين خصلات شعر حواء كالطفل المتمرجح في لوحة علي عبد القيوم أؤشر بالمناديل البيضاء للقمر المتفرج في الدنيا المضحكة .. فلتبحثي عن نقطة أخرى للخلاف .. فأنا مشفق عليك من حالة(خالف تذكر)



مدثر ياسين غير متصل   رد مع اقتباس