عرض مشاركة واحدة
قديم 10-08-2014, 10:27 AM   #[1]
معتصم الطاهر
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية معتصم الطاهر
 
افتراضي الماراغويا و فواكه موسمية

و فاكهة و حُبا ..

“ لم أجد أتجاه القِبلة على غرفتي .. هل يمكن أن تدلوني عليه .. ثم أين أجد " مصلاية" .. ؟
عندما رأيت الحيرة علت وجوههم عدلتها قائلا " اقصد سجادة صلاة" ..
ردّت على ميس " أنا لست من هذا الحي لكن اتجاه القبلة فى عمان الى هذا الاتجاه "
صباح الغد و قبل الجلسة الاولى فى ورشة التخطيط فى فندق عمان/الاردن مدّت لى كيس أنيق بداخله : سجادة" مستعملة لكنها أنيقة و نظيفة .. " هذه لجدي " و عطّشت الجيم حتى شعرت بعطش جوفى ثم ارتوائه من سلاف رضاب يبدو على شفتها السفلى كأنه يرسم حدودا لألوان الفواكه و طعمها فى شفة واحدة .. ابتلعت ريقى و صبرى و تمتمت بجملة طويلة لم أتبيّن منها إلا "وبارك الله فيك" و أشفقت على أذنها من تمتماتي. ثم استأذنتنا الى عملها و تركتنا لمحاضرة حول مشاكل المدينة التخطيطية، و قد أوقدت فينا مشكلة هي حلها و هي خطتها. فلتسقط المدن اللئيمة حينما لا تصدق أنها بها بنيّة نبيّة.
قبل جلسة المساء ذُكِّرنا بدعوة السفارة الممولة لورشة العمل. تهندمت بالزي الوطنى كأفضل ما يبدو السوداني فى دمّور شندى وعمامة مطروزة . لا أجيد لفّها جيدا لكن عشر دقائق أمام المرآه جعلتني أبتسم و أنا اسخر من نفسى و أنا أعاتب النساء لتأخرهن في الخروج.
جلست فى الكراسي الوهيطة بعد أن أخذت كأسا من عصير العنب الحلال حين توزعت ألوان النبيذ بمسمياتها على الحضور حتى صارت فى ايديهم أزهي من فساتين طفلات فى العيد.
ياه لهذه الخمور .. لون سؤائلها دائما جذاب و مغري ..
ألقيت ملاحظتى هذه للحضور مستشهدا بابي نواس
ألا فاسقِني خمراً، وقل لي: هيَ الخمرُ، ولا تسقني سرّاً إذا أمكن الجهرُ


و ذلك ما ظل يفعله الندامى بطرق الكؤوس حتى تكتمل الحواس الخمس ( اللمس بالكأس الناعمة الجميلة الشكل دائماً - و اللون للنظر - و التذوق بالتلذذ بعصيرها –أذ أن الخمور – اعذرنى يا بلحنا- تذوقها ممتع .. و الشم و ما أزكاها .. وحين بقى السمع وحيداً ..فكان لابد من الجهر أو طرق الكؤؤس )
و أذ ذاك هذا سمعت صفقة ناعمة كأنها طفلة تتعلم طقطقة الاصابع فأكملت كل الحواس عندي و زادت بسادسة و سابعة إذ كانت هي "ميس" ..
كانت كأس تتزين بكفها و بها نبيذ يماثل لون شفتيها .. أو ربما ارتوى بهما من أول رشفة ..او ربما اتسلبط كدا بس بلونها ..
تحركت لتجلست قبالتي قائلة " سمعت أن السودانيين أشعر العرب و اثقفهم .. فأحببت أن أجلس بينكم" ..
قلت لها " إذا كنا عربا فاليمنيون اصل العرب .. " و أشرت للبقية الجلوس و كانوا من الاخوة اليمنيين ومعنا فاكهة من يافا ظلّت تحندكنا قبل أن تلوح فواكه ميس و شحتفة الروح" فرأيت فيما يرى الصاحي معنى قول امرؤ القيس
" فتمايلت عليَّ هَضِيمَ الكَشْحِ رَيَّا المُخلخلِ"

و جلست فمأ أحلى الجلوس ..
جلست كما يحب المقعد وهي ممكسة بكاسها دون أن يهتز له نبيذ، و يتمايل غصنها فتستبين فاكهتها كأنما غشتها نسمة دغش ..
جلست بعظمتها فما بان لجلوسها أثر على المقعد الوثير ..
جلست و بانت كل فواكهها و استطابت ..
صمتنا جميعا فتبسّمت ..
شهق فستانها الى أعلى قليلافزفر أسفل ساقيها، فشهقنا كلنا و ما "ختّ نفَسه" جارى حتى عدنا الى الفندق.
جلست مستقيمة كنخلة تتدلى فواكهها كشجرة مانجو و تبسمت بفراولة شفتيها .. وصاح بى توقى للفواكه " أنظر فاكهة على ركبتيها"
أما نحرها فكأنما يشرب الضوء أو علّ الضوء يلتصق هناك فلا يتسرب و لا ينعكس .. يبقى هناك و نظراتنا و بعض شهقاتنا التى لم ترتد .
ثم انزلق الحرير عن الحرير و استبان النحر و فاكهة و نضرة، وبعض المظهر يسر عن جمال المخبر .. عندها تكفى صلاة الجمال بمن حضر، كأنه حليب النبي يكفى الصحابة و يبقى كما هو .. بعض الفواكه يوصف .. و بعضه يعرّف .. فصفاء النحر لا يعكره إلا عقد وجدول من نبيذ يجرى تحت نقاء جلدتها أزرقا لا تدرك منبعه و لا تستبين مصبه فيدهشك فتكاد تتمطي لتنظر مهوى النهر.. فتهوى و تهوى.
بعض الفواكه له شجر .. و بعض الشجر ينتج فاكهته لكن بعض البشر كله فاكهة و كذا ميس و الطعم لا يزال فى فمي ..
و بين الضوء و ربا الفاكهة و الضياء تدلت من عنق الحقيقة قلادة ذهبية تنتهي بصليب يزدان كل ضلع فيه بلؤلؤة. فسمعت لضلوعي تقول " طق ..طق " فخفت على مرق قلبي من تشتت الرصاص.
كاد هذا الصليب – الذى طلّع صليبنا – أن يتوسط أحد رباها و لكن هيهات فقد انزلق حين تنهُد و انحدر الى ظلمة صفيقة إندست غصباً عنهما بين كومتي ضياء. فرأيت من بجانبي يهُم أن يلحق به خوفا على نتوء يستبين من حرير الفستان ولكنه عاد فجلس فاعتدل فتبهدل. استيقظ حارس الحما الأيسر. و حدر نحونا كأنه أخاها الاصغر أو حارس كنزها. هل ايقظت العيون أم الظنون؟
خرج الصوت مني جريئا غير ما توقعت .. " باشمهندس .. ممكن تجلسي بقربي " ..
لم يمانع جاري إذ وقف و تحرك نحو مقعدها .. كيف يبالى ما دام سيمر قربها و يجلس قبالتها..
وقفت و ثلاث خطوات لا صوت لها .. "كيف لهذا الفرع من تكسر و غنج و استقامة!" .. إنّ للأفنان فى خلقتها شئون .. ثم استدارت نحوي قبل أن تجلس .. " كأنها تخفى الفتنة خلفها و لا تدرك أنني بكل الفواكه أُعجبُ"
همّت بالجلوس على يساري ، فانقسَم جيدها إذ نصّته ..و تحرك صدرها والذى أدركت أنها جعلته حرا كما يريد و تريد و أريد و تفعل بى ما يريد ..
لطفك يا لطيف ..
قبل ان تعتدل و اتبشتن سالتني بجرأة ووحشية لتسمع الحضور " ايش لون تطلبني أجلس حداك؟" ..
تحفز الجميع لهزيمتي و رفعت بنت يافا حاجبيها كقطة واتتها الشجاعة ان تموء بوحشية ضدى حتى تنكرت فواكهها الناضجة الناضحة لرقتها ..
سألتها و أنا أنظر لعينيها الواسعتين.. و لو نظرت لهما قبل أن ابدأ سؤالي لغرقت فى التمتمة :" لماذا تضعين هذا الصليب؟ و قد أهديتني سجادة صلاة جدك و أخاك أسمه احمد؟" ..
" أنا مسيحية و جدى و عمي مسلمان و أخي مسيحي أسماه ابي حبا فى عمي و نحن غساسنة و هند بنت النعمان جدتي " " أذن لماذا دعوتني لأجلس قربك؟"
" هل كانت هند بطعم جمالك؟"
- و هل للجمال طعم؟"
" أتدرين هناك جمال مريح .. و جمال قيافة و جمال مثير و جمال جنسي و جمال حسى .. جمال تراه بالعين و جمال يهزك و آخر يقشعر له بدنك و هناك ما يأخذك كليا و لكني اول مرة أتذوق جمالا فى لساني" .. و تمطقت كأني رضاب تذوقت برتقالة مقطوفة الآن من غصنها . و أضفت " لم أحتمل الفواكه أمامي فأردت أن أرتوى بها بالتقسيط" . – كمان بغلبنى الكلام!! -

تبسمت لي إعجابا بجمالها قبل ثنائي ثم أفردت يدها اليمنى كغصن تثاءب مع ريح المغيرب ووضعت كفها على كتفى البعيد "الايمن" و حتى لا يغار شمالي مالت عليه بفاكهة لا مقطوعة و لا ممنوعة.


و فى البال طعم من فاكهة ..



التوقيع:
أنــــا صف الحبايب فيك ..
و كـــــــــــل العاشقين خلفي
معتصم الطاهر غير متصل   رد مع اقتباس