مناحات حلفاوية ... "قرمصيص" مضرج على جيد "حد الشمس" "كلاكيت" تانى مرة وابكن يا قمارى

[طـاهر بـدر]

[align=justify]كم كان الالم عظيما وغير محتمل ... وكم كان الجرح غائرا وكست الوجوة الضبابية واتشحت الايام بالسواد ...قبل اسبوع من قدوم المياه توفى جدى بحلفا ربما قهرا او ربما لم يحتمل ما يمكن ان تكون عليه صورة حلفا وهى غريقة ...واجتمع اعمامى الموزعين فى التجارة بين عابدين فى القاهرة وحلفا وعبرى وتبج وحاولوا طلب فتوى بجواز نبش قبر جدى واعادة دفنه بعيدا عن مكان المقبرة التى ستأتى عليها المياه ... فلم يجوز لهم... وبذا فقد تركوه وبقى هناك قبره تحت الماء.
ذكر داود عبد اللطيف ردا على تكليفة برئاسة لجنة تهجير حلفا انذاك " انهم يريدون ان يكلفونى بمهمة لم يقم بها الا النبى نوح من قبل"
بداية الثمانينات ... فى قرى سكوت والمحس .. كانت مرحلة فريدة .. كأن كل الغناء الدارج من طمبور على شاكلة شغف الحبيب بالحبيبة قبيل السفر كأن شيئا ما قد علقه اصبحت الليالى لا انس فيها الا عند محطة مناحات حلفاوية لم تتجاوز الزمن وتجدد المأسأة فى كل يوم ... كانت هى المرة الاولى التى اسمع فيها تلك المناحات ...ووجدت نفسى مشدودا لها كأن شيئاْ ما يستدعينى لاستحضار ما لم اشهده الا فى حكايا المعاصرين ...ولعل انين المناحة تحمل معها بعض من حزن جدى.
كان ذلك على ايام انتشار مجموعة حاملى الطار فى اوائل الثمانينات وكان فى مقدمتهم جمال جبارة وكانوا ينشدون المناحات التى تشبه الملحمة الشعبية القصصية عن حلفا وعن روعتها وكأنها اغرقت قبل اسبوعين وليس قبل اكثر من عقدين ومعظم المناحات تأتى على شكل روايات شعرية درامية عن الناس والارض والحوار الذى انتهى ولم تنتهى فصوله حتى الان.
تأثرنا برنة الحزن التى تكسو المناحات والمراثى وكنا نندب معهم بل وتعلمنا طريقة رقصهم المتراصة وشبك الايدى كما فى الدبكة الشامية واصبحت فيما بعد الرقصة الملاذ لمن لا يجيد فن التصفيق والموازنة بين حركة الجسم وايقاع الارجل وتقنيات الحركة التى تستعصى على من لم يمارسها.
هذه المناحات التى كانت تهزنا عميقا عن حكايا من لم يشهدوا غرق حلفا وعادوا ولم يجدوا غير جبل ورأس مأذنة جامع الحسين ويبدأون بالتساؤل عن الارض وعن الاهل وعن الخير الذى كانوا يعيشون فيه ويصورون المأساة حتى تكاد الاحشاء تبقر وتتقطع عن نخيل تهاوت، عن مبانى وتخطيط عمرانى اعمل اهلها فيها اسباب بقائها فى وجه السنون والانواء والزمن والتصحر ... لم يكونوا يتصوروا ان نائبة مهما كانت سترقى الى مستوى اقتلاعهم من ارضهم وبلادهم التى لم يعرفوا غيرها الا زائرين بل وتتحرق روحهم واشواقهم الى العودة لها كلما فارقوها الحلم الذى يراود حتى الان من بقى ممن شهدوا مأساة حلفا ... وتتضمن الامانى سقوط وتهشم السد العالى لتعود حلفا من جديد للابناء ... واحدى المناحات تدور حول احد المهجرين عنوة الى خشم القربة مطالبا اقرانه واهله "حل وثاقة" ليذهب الى حيث حدود حلفا ليصنع له خيمة ويعيش على امل ان تنحسر المياه يوما ويعود الى ارضه ويشعل نار الذكريات المضنية بحلم ان تعود حلفا يوما ما.

عندما مخرت الباخرة عباب النهر
صوب الوطن
غبطت روحى ... ورقص القلب
قد حان اوان العودة للديار
لكنه وعند دنونا من المكان
حاك فى النفس شىْ ... وسوس القلب ...احتار
أهذا هو المكان؟؟ !!!... ماذا حل بالعمار
ادور فى كل الاتجاهات ... لا شى الا المياه
نظرت فى الافق المجهول مشدوها
ولم اجد الوطن
ولم اجد من يجيب على تساؤلاتى
وجلست انتحب وابكى ..ترى اين ابائى
اين الارض التى كانوا يمرحون عليها
جيئة وذهابا .. ترى ماذا حل بهم
اكيلوا واحسو التراب على
فقد كانت هنا بين جبلين
عروس النوبة .. وذابت فى النهر
ولأن تلك المناحات صيغت باللغة النوبية فان ترجمة ما تحتوى من اسى وشجن وحزن يصعب جدا نقله الى غير الناطقين بالنوبية ولكن كانت هنالك اغنية بالعربية تصور جزء لا يكاد يذكر من مناحة تهجير اهالى حلفا لحمد الريح ارض الجزائر والتى يقول فى مطلعها

حليل ارض الجزائر والمراكب والطنابير الترن
حليل ناس ليلى ساعة الليل يجن
يا غالية يا تمرة فؤادى
الليلة ما عاد المراكب شرقن
والقمرى فوق نخل الفريق فاقد الاهل
يبكى ويحن
ومثلما تشتهر بعض القبائل عندنا فى السودان ببعض الصفات الصحيحة والملصقة ومنها ضعف الدين الصق بالحلفاويين ... والطرائف كثيرة هنا ... وكلنا يعلمها وان كان هذا مجافى للحقيقة حيث ان الحلفاويين هم احد اضلاع النوبة المملكة التى مرت بها كل الاديان بداية بالوثنية وعبادة النيل انتهاءا بالاسلام وفى كل الديانات كانوا مخلصين وعرف عنهم التدين ... لعل ما ينتشر عن ضعف الدين كان جراء تهجيرهم من ارض جدودهم الى ارض "طينا لكة وسماها مقدود" وكأن لسان حالهم يقول "هل هذا فعل يفعلة مسلم او متدين فى اخيه فى الدين" لذا استوت عندهم الحياة الى ان لامس قهرهم ايمانهم بما فعله اخوتهم فى الدين بهم.

تكرار المراثى والمناحات (كلاكيت) تانى مرة فى كجبار رفضناه لاننا احسسنا بان اى تعويض مهما عظم لم ولن يضاهى او يعدل الارض الام ولن تكون مشاكيلا وكجبار مناحات لاهلها فى زمن لا تقوى الكلمة والمناحة من ايقاف ما يبيتونه من نية مع سبق واصرار وامعان وتمادى فى الظلم والى محو وجودنا.
استحضارنا للميلودراما الواقعية والفنتازيا التأريخية لتهجير اهالى حلفا جعلنا نقرأ نفس السيناريو فى عيون العروس الجديدة التى تجهز لتعطى قربانا للنهر كجبار ومشا كيلا (حد الشمس) وغيرها.
وحتى لا يأتى اليوم الذى نستبدل فيه حكايا الحلفاويين بالكجباريين او الداليين او كل النوبيين وحتى لا تتعالى مرة اخرى مناحات عن ارض وحياة فاننا نصرخ بالصوت العالى ...يكفى النوبيين تضحية ان مهروا عروسهم حلفا للنيل ... لا مزيد من نواح ... وسنستحضر كل ما حكوه النائحين لكيلا يكون هنالك المزيد من المناحات ... ودون ذلك المهج ... والتحية لكل النوبة ولكل الشرفاء المعضدين والمتضامنين لايقاف الاغراق الثانى استنصارا لقمارى لا تحتمل مزيد من التهجير والنواح فقد نضبت منابع دموعهم على حلفا حتى جفت.
التحية لمن يوصلون الصوت عبر المسيرات والتى ستكون احداها اليوم فى نيويورك امام مقر الامم المتحدة بعد ان رفضت الحكومة فى الخرطوم النزول عن رغبة اهلنا بايقاف بناء سدى كجبار ودال وقبلها للذين خرجوا بلندن وللمناهضين الذين يعبرون عن ذلك سلميا وحضاريا كان اخرها مفاجأة منتدين السلطة فى عقر ندوتهم باعداد غفيرة من المعارضين المعتمرين للقبعات الورقية التى كتبت عليها لا لسد كجبار ودال ... وقبلهم مسيرات اهلنا فى الجذور والقرى التى ترفض ان تزف مرة اخرى للنهر قرابينا لاخرين ولن ننوح بعد الان ولن نغرق
[/align]

[haneena]

الأخ الكريم
الأستاذ طاهر بدر

قرأت و أنا أتألم من هذه المناحات

نعم هو التهجير القسري.. و الإغراق لأسباب غير معروفة وواضحة
و القصة تعيد نفسها الآن

و لكن يتعلم الإنسان من عثراته
و لن يحدث... إلا أن نُدفَن مع المياه هناك
و سيرتفع الصوت كل يوم عما قبله
و الأرض مثل العِرْض

حليل ارض الجزائر والمراكب والطنابير الترن
حليل ناس ليلى ساعة الليل يجن
يا غالية يا تمرة فؤادى
الليلة ما عاد المراكب شرقن
والقمرى فوق نخل الفريق فاقد الاهل
يبكى ويحن

تصدق يا طاهر بدر
لم أفهم أن هذه الإغنية تتحدث عن مأساة غرق حلفا إلا الآن؟!!

مع إني كنت أرددها و أحفظها و أنا صغيرة
فلك الشكر

و الشكر لجمال جبارة و الفرقة النوبية
فقد أعطتنا الفرصة لإحياء القديم و الرقص النوبي الجميل في قلب العاصمة
و أحتفظ بشرائط فيديو للكثير من أفراحنا التي أحياها جمال و فرقته

مودتي

[Ishrag Dirar]

حليل ارض الجزائر والمراكب والطنابير الترن
حليل ناس ليلى ساعة الليل يجن
يا غالية يا تمرة فؤادى
الليلة ما عاد المراكب شرقن
والقمرى فوق نخل الفريق فاقد الاهل
يبكى ويحن

لم أكن أعلم ان حلفا يطلق عليها أرض الجزائر
كلما كنت اسمع هذه الاغنية كان يتبادر الي ذهني جزيرة من الجزر
التي غرقت يوما
مقاصر
بدين
او لبب

هو الحزن لا زالت معالمه تتبدي في مناحي حلفا القديمة من رؤوس الجبال . من بقايا البيوت المتهدمة اثر كل فيضان للبحيرة (مقصود )
في عيون الناس ...النساء ......الاطفال

ثم
الا يحزن الا يكون للنخل مراتع هناك ومجال ؟
الا يحزن ان الناس لم تعد تاكل "الكابيدة " الا يوم الجمعة؟
الا يحزن ان الناس تنتظر باخرة اتية من الشمال كل اسبوع تحمل في باطنها كل شئ من البيض وحتي العربات ؟؟

لو غابت اسبوعا واحدا لمات الناس جوعا ؟؟

الا يحزن اننا هنا وهي هناك تبكي تاريخا دثرته المياه ؟
الا
الا
الا ؟؟؟؟؟ ؟؟؟

[abuelsora]

عزيزنا ]تــــــــــــــــــــاهـــــــــر

لـــــــــــــــــــــــــــك الــــــــــــــــــــــــود

لقد دوزنت فىّ وتــــــــــــــــر كنت اظنــــــــه عانق الفنـــــــاء من الزمان والترحال لكنــــه من نســــيم كلماتك الخريفية عادت فيه الروح ويا ليتها ما عادت !!! عودة بذكـرى عزاز يفجعون القلب ومترع الدمع لهم فى عليائهم الرحمة والنور.
تمهلت عدة من الايام لتجميع ما بى من زاد للرد عليك وها انا لك ببعض الكلمات لاتشفى بصيص ذزة بما فىّ

تلك الايــــــــــــام لم اكن شاهدا عليها لكننى تجرعت ذكراها من فنانين لايملكون ريشة او قلم ولايعلمون من العلم الا قليلا" لكن بهم من النقاء والشفافية لتشـــــــــــــاهد ما بداخلهم من حب وحزن – من حسرة وانين الليالى بكل هذا الوضوح للمشهد يعاد امامك بعدد السنين التى جاورك فيها محنة ووئام........... الست بمرتبة بــشــــاهــــــــــــد..؟

فى صغرى كرهت هذه السيرة عن الماضى الباسخ والامــــــــل لعودته لانهــــــــــا كانت تسكب دمـــــع حبيبتى (جدتى) التى كانت ما كانت لى الداوى من سعار الحياة ومظلة من الهجير وقطرات من الماء ونـار دفئا لشتائـــــــىالطويل .

الغناوى والحكاوى بلغة الطار واصطفاف الصفــــــــــــوف والتغريد عن الدار النوبية حلفا مشهد لدرويش فى ذكــــــر وصــــــــــل علالـــــــى نشوة الوجـــــــــــــــــــد.

التصاقنا بهذا الواقع الحزين وسرده اليومى فى الحركة والنوم فى بيت البكاء وعشـــــــــــاء العريس فى الصيف بسمائه المقمر وفى اركان الغرف المنذوية جانبا من الشتاء كانت تذكر , سميناها فى بواكير الوعى ثقافة الحزن النوبى ( الجرجار لونه اسود- الوداع والاستقبال لعزيز لايخلو من دموعهم- اغانى الفرح لاطعم لها الابالذكرى)
عرفنا علاقة الارض بهم وعرّفنا علاقات الارض لهم .

سد كجبار ينبش هذه الذكرى مرة اخرى وفى شخصى عارضتها عاطفيا لما ورثته عن التهجير وما عرفته من هجرة المنافى بالرغم من توفر الكثير للتبرير العقلانى لمعارضة هذا المشروع وما يجب التوعيه بـــــــــــــه حتى لانكون مغردين بعاطفتنا اعواجاجا من السرب وهذا مدخلنا القادم معكم .

دمتم
افيلــــــــــقو
ابو السرة[/size[/size[/size][/size]]][/size]
* حنينة سلامات وااله ما جاب يوم شكرك ( شايف دروس العصر بدأت للاسف مجانى)

[haneena]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة abuelsora

]

سد كجبار ينبش هذه الذكرى مرة اخرى وفى شخصى عارضتها عاطفيا لما ورثته عن التهجير وما عرفته من هجرة المنافى بالرغم من توفر الكثير للتبرير العقلانى لمعارضة هذا المشروع وما يجب التوعيه بـــــــــــــه حتى لانكون مغردين بعاطفتنا اعواجاجا من السرب وهذا مدخلنا القادم معكم .

دمتم
افيلــــــــــقو
ابو السرة[/size[/size[/size][/size]]][/size]
* حنينة سلامات وااله ما جاب يوم شكرك ( شايف دروس العصر بدأت للاسف مجانى)

أخي الكريم أبو السرة
تحية طيبة و مرحبآ بك في سودانيات

ليس الكلام عاطفيآ فقط
بل عقلانيآ و بحثيآ أيضآ

أنتظر مساهماتك بشدة في هذا المجال

و واصل الدروس المجانية
فليس حمد الريح وحده الذي أصبح لا ينطق نوبيآ

تحياتي

[طـاهر بـدر]

[align=justify]دكتورة حنينة
لك الود والتقدير:
كم نود ان يفضى كل ما دار و يدور حتى الان لثنى الحكومة عن مساعيها لتكلل بـ (يا دار ما دخلك شر) ... عارفة يا دكتورة انا كان عندى وجهة نظر مغايرة لراى الخالة المناضلة سعاد ابراهيم احمد التى ترى التصدى لمبدأ اقامة سدود فى المنطقة النوبية ... كنت اعتقد ونشرت الرأى... ان هذه الآليات وهذه التحركات ما هى الا مسرحية كبيرة حيث ان اقامة سد بعد سد مروى لا جدوى له وبعض الدراسات الجيولوجية اشارت الى عدم امكانية اقامة سد كجبار او دال لذلك ربما ظنوا اننا كجزء من الشمالية سنطالب بحقنا فى كهرباء مروى(وهذا من حقنا) فقد تم افتعال فرية كجبار لعكننة النوبيين والاكتفاء بالرضوخ الى مطالبهم بنهاية الامر نزولا على عدم رغبتهم بالتنمية حتى لا يتسنى للنوبيين المطالبة ان يطولهم من المشروع الذى صنف بانه نهاية الفقر للسودان نائل ولو بالقدر الكافى باعادة ريادة التعليم والصحة بالمنطقة ويعاد نفس السيناريو كما رفضوا عرض جمال بمد المناطق النوبية بالكهرباء وعرضه بتولى الامر وقاموا بالقبول بأسوا عرض اخذ المال وتولى الامر بنفسهم ...والتأريخ يعيد نفسه لكن هذه المرة من اهل الدار ...الله يجيب العواقب سليمة ... وعندما نفرغ من الغاء سدى كجبار ودال سنأتى الى المطالبة بحقنا كجزء من الشمالية فى خير سد مروى على الاقل الكهرباء ... واذا صح التوجه منهم فلن نأخذ اثناءهم عن المواصلة فى بناء السد كأعلى سقف لمطالبنا بل سنطالب بكامل الحقوق التى كفلتها لنا نيفاشا ودستور السودان الجديد... عسى ان تكلل الجهود قريبا بذلك.
ارض الجزائر قصتها معروفة ...عارفة يا دكتورة لفظ "تمرة فؤادى" لم اقابلها فى العربية وعلى ما اعتقد انها ترجمة للفظ نوبى بليغ وهو "اييين فنتى" لغرابة اللفظ فقد سألت الفنان حمد الريح الذى دائما ما ينادينى بابن العم حيث انهم من المحس غير الناطقين بالنوبية فقد اخبر بان الاغنية هى بعض من تداعيات التهجير ومنطقى حيث ابى البعض الذهاب الى حلفا الجديدة كحال اعمامى وبينما ذهب البعض لذا فقد كانت الخطابات والسؤال عن احوال الاهل ... والنخل متاكى ... وين سوق طيرو وجوج فى امل ....
ويبقى الامل دكتورة وحقا انه من سخرية القدر اننا نناهض الاغراق فى وقت كنا نتحدث فيه عن مطالب وظلالمات تاريخية ومطالب بالتنمية كأن التنمية هى سمكة تعطى لدولفين بعد طاعة الاوامر لا تأتى الا مع تنازل عن ارض ... حقا هى قسمة ضيزى[/align]

[طـاهر بـدر]

[align=justify]الاخت العزيزة / اشراق ضرار
توقفت كثيرا عند تساؤلاتك .... الا يحزن ؟؟؟؟؟ الا يحزن ؟؟؟
الا يحزن .... بلى ....واى حزن عزيزتى ... حزن نبت فى القلب واستوطن الخلايا ... حزن شاهد عليه الجبال ... بهذه المناسبة اختى اشراق هنالك مناحة حوارية بين جبل ومهجر ... يقول الجبل: لا ترحلوا وتدعونى هنا وحدى
فيجيبه المهجر عجزنا عن الصمود ...فاصمد انت يا جبل لتكون لحلفا عنوانا
بلى يحزن ويحزن ويحزن ... فلنستمد من حزننا حتى لا تنبت الجراح حزنا اخر فى المحس ... وهذا هو التعاطى الايجابى مع الحزن ... عندما تعجز عن علاجه اجعله يورق فى عيون الاخرين عافية ...
"الكابيدة" لن استطيع ان اتحدث عنها ...لاننى الان جائع ولن تكفينى "كبسة ولا كنتاكى"
شكرا لمرورك الكريم وحزنك النبيل[/align]

[Ishrag Dirar]

الحزن
عندما تعجز عن علاجه اجعله يورق فى عيون الاخرين عافية ...

هذا والله ...
لهو اكثر الاحزان نبلا

ساستعيره حتى حين ..!.

[طـاهر بـدر]

[align=justify]العزيز ابو السرة :
وياقجلو..
اول ما تبادر للذهن عند مطالعتى لاسمك مسدار ابو السرة لليانكى ... ومن خلال ما كتبت لم اجد فيك مواصفات ابو السرة الغافل والجالس فى الظل.
نفس الشىْ الذى جعلك تغيب عن البوست وتجى مريت انا اعاين ليهو وامشى واجيهو راجع ... لدرجة ان الاخت حنينة لم تحتمل تلكؤى فقامت بالمبادرة والرد عليك ... عزيزى ...لك التحية وانت تبتدر بمناداتى بالاسم الذى نادتنى ايضا جدتى "تاهر" ... تعبيرك السلس والمفردة واللغة المميزة والسرد الجميل تنبى عن وعد بالتألق هنا ... مداخلتى التى مست لواعج حزن جدتك وبكاءها ... وجعلت منك ربانا تبحر فى الكلمات فتأتيك طوعا ... وتغدو عنك كرها وتخشى تكرار المأساة اسفرت عن قمر سافر بالضياء والالق.
عزيزى ابو السرة: طبعا المبررات والبحوث كثيرة وما نشر وبث فى هذا الاطار كثير وكثير جدا ... فقط لنجعل لكل مقام مقال وحبا فى التخصيص فانا ادعوك لمتابعة تاريخ ما جد ويستجد عن موضوع السدود فى مواقع سأقوم بارسالها لكم فى البريد الخاص ...
اعجبتنى كثيرا فى مداخلتك هذه التفصيلة:
(التصاقنا بهذا الواقع الحزين وسرده اليومى فى الحركة والنوم فى بيت البكاء وعشـــــــــــاء العريس فى الصيف بسمائه المقمر وفى اركان الغرف المنذوية جانبا من الشتاء كانت تذكر , سميناها فى بواكير الوعى ثقافة الحزن النوبى ( الجرجار لونه اسود- الوداع والاستقبال لعزيز لايخلو من دموعهم- اغانى الفرح لاطعم لها الابالذكرى)
ونرحب بكم فى هذا "البود" (الساحة) آملين ان تجد هنا الظل الوارف والزميل الموالف [/align]

[abuelsora]

الاخ /طاهر

سلام

المنطقة النوبية بهاا كثير من الاسرار التاريخية التى لم تكتشف بعد وان كانت مؤشراتها ظاهرة للبيان . التدقيق فى هذا الامر سيكشف الكثير من الحقائق الغير مرغوب بها وستجعل الاسواق الخاصة بالحضارة الفرعونية بائرة من كل اهتمام وستتوجه الانظار والاهتمامات الى الاصل لها (الحضارة النوبية؟) ومصر ام الدنيا كما يقال لها بها من التخوف والهلع بهذه السيرة ومن ذلك نجد سببا ثقافيا وجيها لسرعة قيام السد بل سدود لاغراق المنطقة وطمس اثارها.
مصر تروج اقتصاديـــــــــا لحضارتها الفرعونية المملوكة لها وحدها وتسترزق منها بالكثير فى ظل ضعف مواردها وكثافة سكانها المتزايدة فما يعود عليها من السياحة يمثل نسبة لايمكن الاستهانه بها فى دخلها القومى فبذلك ليس لها استعداد لظهور اى منافس او
اى محاولة لتعرية سلعتها وايجاد الاصل لها والافهو الهلاك بعينه لها
فهى تعمل جاهدة لجعل هذه المنطقة مهجورة لاحراك فيها مسكونه بالصمت وابعادها عن الانظار وغمس اى معلومة لتفجر اسرارها وما حادثة المتحف النوبى باسوان والتلكلك والمراوغة فيه ببعيدة كذلك البد الحديدية التى تعاملوا بها مع المتطرفين الاسلامين عندما مسوا فطاع السياحة فهذا امر لايمكن التراخى معه بالنسبة لهم.

ولذلك دفعت مصر بها الى طاولة السياسة للمساومة بها فى حادثة محاولة اغتيال حسنى مبارك وهى تعتبر طاقة فرج لحكومة الجبهة لغلق الملف وبالطبع المصريين سيحقيقون به امانيه المستقبلية
ونواصل

[abuelsora]

مــــواصلة.....

من السرد السابق كان يمكن التعامل مع المنطقة بوضعها التاريخى وخلق مناخ سياحى كبير والترويج لــــــــه يمكن ان يكون مورد كبير ونوعى للدولة وسوف يساهم فى تنمية المناطق الشمالية كافة ونتجنب بذلك الاخفاقات المتكررة للمشاريع التى تنتج محاصيل نقدية تساهم فى نشاط دورة رأس المال الاجنبى وتغذية مصانعهم من المواد الخام الاولية بسعر يتحكمون فيه بانفسهم والشاهد على ذلك مشاريع النيل الازرق -جبال النوبة - على ذلك خاصة بعد تجرعنا من ركود اسواق المحاصيل التى يعتمد عليها الدخل القومى وتذبذب اسواقها مما كان عامل هام فى التدهور الاقتصادى الذى لم نتعافى منه حتى الان.


ثانيا الحكومة فى تعاملها للمشروع فيه الكثير من الغموض اذ تعلن عن وصول اليات لبدء دراسة المنطقة للتقرير فى المشروع ومدى صلاحبته وتارة بالتىأكيد على موافقه اهل المنطقة لقيام المشروع وعدم الوضوح فى تقديرات تكلفه المشروع
والكثير المريب حتى اخره من مواجهة خلفت من الضحايا وكل ذلك الغموض يزيد من رصيد عدم مصداقيتها كما فى مشاريع ومناطق عدة.

ثالثا

المرجو من السد كطاقة كهربائية ليست بالكمية الكبيرة ومن المستطاع توليدها بطرق اخرى مثل المحطات الحرارية او الطوحين الهوائية او اى توليد كهربائى غير ضار يالبئية .
اما عن الاراضى الزارعية فاكثر منها لايوجد كامتداد البحيرة النوبية خير بديل للتوسع الزراعى بالمنطقة

اما عن حوجة المنطقةالشمالية للكهرباء فماذا عن حصتهم فى سد مروى؟؟؟؟
ولنا اسباب اخرى ونواصل

ابو السرة

[أبو العز الجنوبي]

[align=justify]العزيز طاهر بدر
تحية عطره
وكما ذهبت حنينه واشراق اذهب..
أول مرة اعرف عن اغنية حمد الريح ذلك وهي من الإغاني التي ارتاح لها جدا، كنت اعتقدها جزر ما في السودان، لم افكر حتى في توتي التي يسكنها حمد الريح باعتبارها ما زالت مسكونة من أهلها، فيك الخير على تنويرك هذا.
وكما قالت اشراق فإن كل ذلك يحزن حزناً مُراً..
اما حق اهل الشمالية فيما يجود به سد مروى فهذا حق اصيل، ولكل اهل السودان الحق في ان يستمتعوا بخيرات بلادهم رغم انف الجلادين....
واثارتك لموضوع عدم جدوى كجبار او سد بعد مروى اثارة جديرة بالاهتمام، وياليت من لديه معلومات ودراسات بخصوص هذا الموضوع ان يقوم بنشرها حتى يعلمها الجميع، خاصة وان الكثيرين الآن يعتقدون ان مصلحة السودان هي التي تقتضي قيام كجبار ومروى وغيرها، فإذا نشرت الحقائق كاملة اعتقد ان ذلك سيعمل على ان يتكاتف الجميع لمنع اي عبث بممتلكات المواطنين..[/align].