فى قمة شعوري !!! النور يوسف

Camera .. ZOOM !!! معتصم الطاهر

حِينَ يُبْهِجُك الآخَرُون وَتُغْرِيكَ الكِتَابَة !!! عبد الله جعفر

آخر 5 مواضيع
إضغط علي شارك اصدقائك او شارك اصدقائك لمشاركة اصدقائك!

العودة   سودانيات .. تواصل ومحبة > منتـديات سودانيات > منتـــــــــدى الحـــــوار

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-05-2008, 02:25 PM   #[16]
كيشو
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

يا لنا
عليك الله غيبي ليك يومين تلاتة عشان نقدر نقرا الفتة الفكيتيها فينا من فوق دي



كيشو غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 13-05-2008, 07:57 PM   #[17]
عادل عسوم
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية عادل عسوم
 
افتراضي

اقتباس:
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كيشو مشاهدة المشاركة
يا لنا
عليك الله غيبي ليك يومين تلاتة عشان نقدر نقرا الفتة الفكيتيها فينا من فوق دي
وينا الفتة ياكيشو؟
غايتو أنا العشرين متر البي جمبي هنا بتاعت البرش الشايفو دة مافيها ولا صحن واحد
ـــــــ
مشكورة أخت لنا...
بس كدي أقري الكلام دة تاني
اقتباس:
ولكن الصوفية في ذلك يخالفون ما دعا اليه الاسلام حيث ابتدعوا مفاهيم وسلوكيات مخالفة لما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته, فالمتصوفة يتوخون تربية النفس والسمو بها بغية الوصول الى معرفة الله تعالى بالكشف والمشاهدة لا عن طريق اتباع الوسائل الشرعية. وقد تنوعت وتباينت آراء الناس وتوجهاتهم نحو تلك الحركة لأن ظاهرها لا يدل على باطنها
شايفك مشيييييييتي وجيتي لي كلام كيشو
أما دة يا لنا:
اقتباس:
يخلط الكثيرون بين الزهد والتصوف ومن هنا كان تأثر الكثيرين بالتصوف, فالزهد ليس معناه هجر المال والاولاد, وتعذيب النفس والبدن بالسهر الطويل والجوع الشديد والاعتزال في البيوت المظلمة والصمت الطويل, وعدم التزوج, لان اتخاذ مثل ذلك نمطا للحياة يعد سلوكا سلبيا يؤدي الى فساد التصور, واختلال التفكير الذي يترتب عليه الانطواء والبعد عن العمل الذي لا يستغني عنه اي عضو فعال في مجتمع ما, كما يؤدي بالأمة الى الضعف والتخلي عن الدور الحضاري الذي ينتظر منها.
فياهو كلامي ...بي ضبّانتو
شيلي شيلتك الليلة



التوقيع: المرء أن كان مخبوءا في لسانه فإنه - في عوالم هذه الأسافير - لمخبوء في (كيبورده)
عادل عسوم غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 15-05-2008, 11:30 AM   #[18]
لنا جعفر
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

ازيكم ياشباب
كيشو خلصت قراية ولا لسة
عادل
ياخي اصبر انا بطيئة شوية الايام دي
الفكرة الفي راسي هي انه نحضر نماذج من آراء علماء الدين عن الصوفية وبعدين نجيب راي صوفية ونشتغل بعد داك
والكلام الذي قمت بايراده ماكلامي على فكرة ،انا بس كان عندي اجر المناولة
حااشير لي للمصادر وحااجيب كلام صوفية عن الصوفية وكان الله هون بجيب حاجات لم تنشر قبلا لابن عربي
اها رايك شنو؟
اصبروا معاي بس انا عندي كمين مشوار ورااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااجعة محكرة هنا بعد ما حرد ود العمدة اعاده الله!!
ودي لكم وماتتسرع ياعادل نحن لسه ماقلنا بسم الله



لنا جعفر غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 15-05-2008, 11:58 AM   #[19]
لنا جعفر
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

الاعزاء عادل وعصام والمهتمين مرحبا بكم
كده امسكو قوي في كلام الصوفية ده ونكمل بعدين
ان مدّ الله في اعمارنا
ودي لكم وسياحة مقبولة انشاء الله

الطريقة الصوفية ..فضلها وأهميتها وفوائدها


التصوف : هو منهج التربية الروحي والسلوكي الذي يرقى به المسلم إلى مرتبة الإحسان التي عرفها النبي _صلى الله عليه وسلم_ ( أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك) .
فالتصوف هو البرنامج التربوي الذي يهتم بتطهير النفس من كل أمراضها التي تحجب الإنسان عن الله عز وجل ..وتقويم انحرافاته النفسية والسلوكية فيما يتعلق بعلاقة الإنسان مع الله ومع الآخر ومع الذات .
والنفس البشرية تحمل جملة من الصفات التي تحتاج إلى تهذيب وتشذيب وتقليم كي تتمزق حجبها الظلمانية ..كما أن جسم الإنسان دائما يحتاج إلى تهذيب وترتيب ليبدو جماله وألقه ..فالجسم البشري لابد له من قص شعره مثل شعر الإبط والعانة والرأس وتهذيب شعر الوجه للرجل ..وتقليم أظفاره ..وتنظيف الأسنان و...إلخ ..كذلك النفس البشرية لو تركت وشأنها لتحول الإنسان إلى طبيعة متوحشة فلابد لنفسه من تهذيب وتزكية .
فالطريقة الصوفية هي المدرسة التي تقوم بعملية التطهير والتربية والتزكية ..وكما أن المريض يحتاج إلى طبيب لمعالجة ما مرض من أعضائه الجسمانية، كذلك يحتاج لمعالجة نفسه من أمراضها إلى طبيب حاذق عارف مدرك يشرف على التربية والتزكية .
فالنفس فيها مجموعة من الجراثيم والعاهات التي تقبع داخل النفس مثل الكبر والعجب والغرور والأنانية والبخل والغضب والرياء والرغبة في المعصية والخطيئة والرغبة في التشفي والإنتقام والكره والحقد والخداع والطمع والجشع وأمراض كثيرة...
فهذه الدوافع الخبيثة موجودة في كل نفس بشرية وتحتاج إلى تهذيب وتنظيم وتوجيه وتزكية …لأن هذه الشهوات البهيمية تشكل مثل الحجب السوداء على جوهر الروح المنور فتمنع عنها رؤية الحق والحقيقة ..وتفسد عليها تذوق طعم الحق والخير ..وإذا تركت هذه الأوصاف السيئة وشأنها تنمو وتنمو في نفس الإنسان كما تنمو الأعشاب الضارة حول أجمل الزهور والأشجار فإنها تجعل من صفات الخير أكثر ضعفا وتحول الإنسان إلى وحشٍ بشري همه إشباع شهواته وغرائزه فقط .
من هنا كانت أهمية الطريقة السلوكية والصوفية في تزكية هذه النفس .. بتنقيتها من الرذائل وتحليتها بالفضائل ..وذلك بزرع صفات الخير في النفس مثل التواضع والإيثار والكرم والحب والتعاون وحب الله والصالحين والعمل على مساعدة البشرية بل كل ما في الكون ..والحياء وخشية الله وحب طاعته والتلذذ بها إلخ .
وكان لابد من أخذ الطريقة من يد شيخ مأذون ..لأن هذه الطريقة مستنبطه من الشريعة المطهرة لا تحيد عنها قيد أنملة ..لأنها في الحقيقة تكوين النفس الإنسانية وفق الهيئة التي كان عليها السلف الصالح من هذه الأمة ..ذلك أن الشيخ المسلك للطريقة لا يجوز أن يكون مسلكاً إلا إذا كان مأذوناً من شيخ مسلك مأذون كذلك، وهكذا دواليك إلى رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ فهي إذاً أسلوب تربوي نبوي مأخوذ من جماعة عن جماعة عن جماعة وهكذا إلى رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ فالمسلم عندما يضع يده بيد شيخ يبايعه على الالتزام بالطريقة كأنما يضع يده بيد رسول الله لأنه يعاهد شيخه على الالتزام بالشريعة المطهرة .
أهمية الطريقة:
ولعل قائلاً يقول : ألا يستطيع الواحد منا أن يلتزم بالطريقة دون الإنخراط في أية طريقة صوفية ..بمعنى آخر : ألا يكفي أن يلتزم المرء بالكتاب والسنة فيكون عندها قد أخذ بالطريقة التي يريدها الله ورسوله ….؟؟؟
نقول :
أولاً: إن الإلتزام بالطريقة الصوفية لا يخرجك من التمسك بالكتاب والسنة إذ أن الطريقة الصوفية هي منهج الكتاب والسنة وكل ما خالف الكتاب والسنة فهو ليس من الطريقة بل إن الطريقة ترفضه وتنهى عنه .
ثانياً : الطريقة ليست تعاليم منفصلة عن تعاليم الكتاب والسنة بل هو روحها ولحمتها .
ثالثا ً: إن من يقول هذا القول لو قلنا له إن كلفناك أن تتعلم سنن الصلاة وآدابها وشروطها وأركانها من الكتاب والسنة هل تستطيع..؟؟
سيقول : لا أستطيع إلا إذا رجعت إلى كتب الفقه وأقوال الفقهاء المختصين الذين استخرجوا الأحكام من نصوص الكتاب والسنة وذلك لأنهم بلغوا رتبة الإجتهاد وهذا أمرٌ أنا غير قادر على فعله ..بل إن الأمة الإسلامية منذ تاريخها البعيد لم تجمع إلا على فقهاء معدودين استطاعوا أن يقدموا فقهاً مستنبطاً من الكتاب والسنة مثل أبي حنيفة ومالك والشافعي وابن حنبل وسفيان والأوزاعي وغيرهم …
فنقول: كما أن للفقه والتفسير والتأريخ والحديث علماء اختصوا به فقدموا لنا فقهاً ومصطلحات خاصة به فعلمنا الواجب من السنة من المندوب .. كذلك علماء السلوك له مصطلحاته وأصوله.. وبرز منهم علماء كثر ولكن أجمعت الأمة عليهم مثل الإمام الجنيد والشيخ عبدالقادر الجيلاني والشيخ أحمد الرفاعي و الشيخ أحمد البدي والشيخ إبراهيم الدسوقي و آخرين .
رابعاً: كما أن الحديث لا يقبل ما لم يكن موثقاً بسند إلى رسول الله لايكون مقبولا وملزما ..كذلك الطريقة الصوفية هي موثقة بسند إلى رسول_ الله صلى الله عليه وسلم_ مأخوذة مشافهةً جيلاً من بعد جيل إلى رسول الله ..فلكي تكون مرتبطاً بهذه السلسلة كان لابد من أخذ الطريقة من شخص مجاز بها .
خامساً : بما أن هذا العلم ليس علم أقوال وأحكام ظاهرة إنما يرتبط بالقلب والباطن والنفس البشرية فهو لايتحصل بالقراءة والكتابة لابد له من صحبة ورفقة شيخ يدل المرء بأحواله وأقواله وملاحظته ونظره وسلوكه .
أوصاف المرشد ( الشيخ ) الذي تأخذ منه الطريقة الصوفية.
قال بعض العلماء للشيخ المرشد شروطاً ليكون أهلاً لتسليك الناس وتربيتهم في طريق التصوف ..وأهمها :
1_ أن يكون عالماً بالفرائض العينية كالصلاة والصوم و..إلخ .
2_ أن يكون عارفاً بالله متحققاً عقيدة أهل السنة والجماعة.
3_ أن يكون عالماً بأساليب وطرق تربية النفس وتزكيتها وعارفاً بأمراض النفس ومداخل الشيطان على الإنسان .
4_ أن يكون مأذوناً بإعطاء الطريقة والإرشاد .
قال ابن سيرين: إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم .
فعلى المسلم الصادق أن يتوجه إلى الله بالدعاء بصدق وإلحاح أن يجمعه مع شيخ يتربى على يديه وأن يبحث في البلد الذي يسكن فيه فإن وجد شيخاً الأولى أن يأخذ الطريق من الشيخ الذي في بلده فإن لم يجد في بلده شيخاً يبحث في مكان آخر ولو كان خارج بلده ألا ترى المريض إذا مرض يذهب إلى أقرب طبيب عليه ليعالج مرض جسده . فإن لم يجد في بلده قطع آلاف الأميال بحثاً عن طبيب يخلصه من مرضه .. فكيف بمرض يوصل الإنسان إلى جهنم .. ؟!
ألا يستحق أن تبذل لأجل إيجاده الغالي والنفيس . ؟؟!
وهذا لا يستلزم أن يكون بالضرورة شيخاً يحمل زياً أو شهادة معينة .. فهذا علم قلوب وتربية وسلوك لا يعترف بالمظاهر والأشكال ..لكن المهم أن يكون متصفاً بالأوصاف التي ذكرها وبعدها لا يهم أن يكون أكاديمياً أم غير ذلك ..
وليس مهماً أن يكون مريدوه كثر أم قلة .. فهذا أيضاً ليس معياراً لأهليته في الطريقة والتربية .
بل المهم هو : الاستقامة والصلاح ومعرفة أصول التربية والسلوك .
دليل أخذ العهد ( الطريقة ) شرعاً :
القرآن :
قال : (إن الذين يبايعون الله يد الله فوق أيديهم فمن نكث فإنما ينكث على نفسه ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجراً عظيماً) سورة الفتح آية 10 ، ( وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم وكيلاً ) سورة النحل : 91 ( وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسؤولاً ) سورة الإسراء: 34 .
السنة :
أخرج البخاري في صحيحه عن عبادة بن الصامت أن رسول الله قال : ( بايعوني على أن لا تشركوا بالله شيئاً ولا تسرقوا ولا تزنوا، ولا تقتلوا أولادكم ، ولا تأتوا ببهتان تفترونه بين أيديكم وأرجلكم ، ولا تعصوا في معروف فمن أوفى منكم فأجره على الله، ومن أصاب من ذلك شيئاً فعوقب في الدنيا فهو كفارة له ، ومن أصاب من ذلك شيئاً ثم ستره الله فهو إلى الله ، إن شاء عفا وإن شاء عاقبه ) .
عن يعلى بن شداد قال : حدثني أوس وعبادة بن الصامت حاضر يصدقه قال : كنا عند رسول الله فقال : هل فيكم غريب ؟ _ يعني من أهل الكتاب _ فقلنا : لا يا رسول الله، فأمر بغلق الباب فقال : أرفعوا أيديكم وقولوا : لا إله إلا الله ، فرفعنا أيدينا وقلنا : لا إله إلا الله، ثم قال: الحمد لله ، اللهم إنك بعثتني بهذه الكلمة وأمرتني بها ، ووعدتني عليها الجنة ، وإنك لا تخلف الميعاد ،ثم قال : ألا أبشروا فإن الله قد غفر لكم ) .
روي الطبراني والبزار بإسناد حسن : أن علياً سأل النبي بقوله : يا رسول الله دلني على أقرب الطرق إلى الله، وأسهلها عبادة، وأفضلها عنده تعالى ، فقال النبي : ( عليك بمداومة ذكر الله سراً وجهراً ، فقال علي : كل الناس ذاكرون فخصني بشيء ، قال رسول الله : أفضل ما قلته أنا والنبييون من قبلي: لا إله إلا الله ولو أن السموات والأرضين في كفة ولا إله إلا الله في كفة لرجحت بهم ، ولا تقوم القيامة وعلى وجه الأرض من يقول : لا إله إلا الله ، ثم قال علي : فكيف أذكر ؟ قال النبي : أغمضن عينيك واسمع مني لا إله إلا الله ثلاث مرات ، ثم قلها ثلاثاً وأنا أسمع ، ثم فعل ذلك برفع الصوت ) .
والأحاديث الواردة أكثر من أن تحصى ولكن اخترت منها للدلالة على مشروعية أخذ البيعة والعهد على طاعة الله كما يفعل شيوخ الطريقة الصوفية من مبايعة المريد على طاعة الله والتوبة والإنابة إليه .. وهكذا ظل علماء التصوف من بعد ذلك يأخذون البيعة على مريديهم إلى يومنا هذا وإلى أن تقوم الساعة .. وكم دخلت دول في الإسلام من خلال أرباب الطرق الصوفية من غير حروب أو قتال إنما من خلال مشاهدة الناس لأخلاق الصوفي وصدقه وإخلاصه .






لنا جعفر غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 15-05-2008, 03:50 PM   #[20]
لنا جعفر
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

الاعزاء
كان ينبغي أن نبداء بالتعريف أولاهذا ولكن لابأس هانذا اقوم بانزاله
ياخوانا لو في زول عندو مصدر اواي شئ فهيا ساعدوني لانه انا يدي وجعتني
عن بن عربي لن استطيع أن اقوم بطباعة اثره ولكن يمكنني الاشارة لبعض المصادر والمكتبات
الكلام ده شكلو كتييييييييييييييييييييييييييييييير وفوق قدرتي
عموما.................
هو موضوع شائك وطويل لكن الجدل فيه يكاد يكون شبه محسوم
دعونا لانستبق النتائج ولنقراء اولا ثم نكّون رأيا
وقتا سعيدا
وشكرا عادل على اتاحة الفرصة والانتظار
لنا جعفر



تعريف الصوفية و التصوف


الحمد لله العزيز الجبار، خالق الليل والنهار، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله المختار، صلى الله عليه وعلى ءاله وأصحابه الأخيار، ما غابت شمس وطلع نهار.
فصل في تعريف التصوف وبيان حال الصوفية
ليعلم أن التصوف جليل القدر، عظيم النفع، أنواره لامعة، وثماره يانعة، فهو يزكي النفس من الدنس، ويطهر الأنفاس من الأرجاس، ويوصل الإنسان إلى مرضاة الرحمن، وخلاصته اتباع شرع الله، وتسليم الأمور كلها لله، والإلتجاء في كل الشؤون إليه مع الرضى بالمقدّر، من غير إهمال في واجب ولا مقاربة لمحظور.
وقد اختلف في تعريفه فقيل: " التصوف الجِدُّ في السلوك إلى ملك الملوك"، وقيل: "التصوف الموافقة للحق"، وقيل:"إنما سميت الصوفية صوفية لصفاء أسرارها ونقاء ءاثارها"، وقال بشر بن الحارث: "الصوفي من صفا قلبه لله ".
وقد سئل الإمام أبو علي الرَوْذباري عن الصوفي فقال: "من لبس الصوف على الصفا، وكانت الدنيا منه على القفا، وسلك منهاج المصطفى (صلّى الله عليه وسلّم)"، وسئل الإمام سهل بن عبد الله التُّستَري عن الصوفي فأجاب: "من صفا عن الكدر، وامتلأ من الفكر، واستوى عنده الذهب والمدر"، وقال الشيغ محمّد ميارة المالكي في شرح المرشد المعين: "في اشتقاق التصوف أقوال إذ حاصله اتصاف بالمحامد، وترك للأوصاف المذمومة، وقيل من الصفاء" اهـ.
وقيل غير ذلك من الأقوال التي هي مسطورة في كتب القوم.
التصوف مبني على الكتاب والسنة كما قال سيد الطائفة الصوفية الجنيد البغدادي رضي الله عنه: "طريقنا هذا مضبوط بالكتاب والسنة، إذ الطريق إلى الله تعالى مسدود على خلقه إلا على المقتفين ءاثار رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم)"اهـ، وقال الشيخ تاج الدين السبكي: "ونرى أن طريق الشيخ الجنيد وصحبه مقوَّم" اهـ، وقال سهل التُّستَري رضي الله عنه: " أصول مذهبنا- يعني الصوفية- ثلاثة: الإقتداء بالنبي (صلّى الله عليه وسلّم) في الأخلاق والأفعال، والأكل من الحلال، وإخلاص النيّة في جميع الأفعال" اهـ، وقال الشيخ أبو الحسن الشاذلي رضي الله عنه: " ليس هذا الطريق بالرهبانية ولا بأكل الشعير والنخَالة"،وإنما هو بالصبر على الأوامر واليقين في الهداية قال تعالى: ﴿وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ﴾( سـورة السجدة/٢٤) اهـ. وقال سيدنا الإمام الكبير أحمد الرفاعي رضي الله عنه للقطب أبي اسحاق ابراهيم الأعزب رضي الله عنه:"ما أخذ جدك طريقًا لله إلا اتباع رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم)، فإن من صحت صحبته مع سرِّ رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) اتبع ءادابه وأخلاقه وشريعته وسنته، ومن سقط من هذه الوجوه فقد سلك سبيل الهالكين" اهـ، وقال أيضًا: "واعلم أن كل طريقة تخالف الشريعة فهي زندقة" اهـ، وقال رضي الله عنه أيضا: "الصوفي هو الفقيه العامل بعلمه " اهـ.
وقد حكى العارف بالله الشعراني في مقدمة كتابه الطبقات إجماع القوم على أنه لا يصلح للتصدر في طريق الصوفية إلا من تبحر في علم الشريعة وعلم منطوقها ومفهومها وخاصها وعامها وناسخها ومنسوخها، وتبحر في لغة العرب حتى عرف مَجازاتها واستِعاراتِها وغير ذلك.
والحكمة في هذا الإجماع الذي حكاه الشعراني ظاهره لأن الشخص إذا تصدَّرَ للمشيخة والإرشاد اتخذه المريدون قدوةً لهم ومرجعًا يرجعون إليه في مسائل دينهم، فإذا لم يكن متقنًا لعلم الشرع متبحرًا فيه قد يضل المريدين بفتواه فيحل لهم الحرام ويحرم عليهم الحلال وهو لا يشعر، أيضا فإن أغلب البدع القبيحة والخرافات إنما دخلت في الطريق بسبب كثير من المشايخ الذين تصدروا بغير علم ونصبوا أنفسهم للإرشاد من غير أن يكونوا مستحقين لهذا المنصب الجليل، ولذلك تجد الكثير من المنتسبين إلى التصوف اليوم والى طرق أهله قد أعماهم الجهل فيظنون أنهم بمجرد أخذهم لطريقة صوفية معيّنة يرتقون إلى أعالي الدرجات، وبمجرد قراءتهم للأوراد يصلون إلى مقام الإرشاد، وفي نفس الوقت يهملون تعلم العلوم الشرعية الضرورية وتطبيقها، فيتخبطون في الجهل والفساد وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعًا، ويدخلون في طريق القوم البدع الفاسدة والفتاوى الشاذة والأقوال الضالّة التي ما أنزل الله بها من سلطان ويزعمون أن هذا من الأسرار التي لا يطلع عليها إلا أهل الباطن ولا يفهمها أهل الشريعة الذين هم أهل الظاهر، وإذا قدّم لهم شخص نصيحة يقولون: أنتم أهل الظاهر ونحن أهل الباطن لا تفهمون هذا، فلذلك سمّاهم أهل العلم والصوفية الصادقون بالمتصوفة أي أدعياء التصوف، ويكفي في الرد عليهم قول الإمام الرفاعي: "كل طريقة تخالف الشريعة فهي زندقة"، وقال رضي الله عنه: "شيّدوا أركان هذه الطريقة المحمدية بإحياء السنة وإماتة البدعة" ا.هـ.، وقال: "كلّ الآداب منحصرة في متابعة النبي (صلّى الله عليه وسلّم) قولا وفعلا وحالا وخلقًا، فالصوفي آدابه تدل على مقامه، زِنوا أقواله وأفعاله وأحواله وأخلاقه بميزان الشرع" ا.هـ.، وقال: "أيها الصوفي لم هذه البطالة؟ صِرّ صوفيا حتى نقول لك: أيها الصوفي " ا.هـ. وقال: "لا تقولوا كما يقول بعض المتصوفة: نحن أهل الباطن وهم أهل الظاهر، هذا الدين الجامع باطنه لبّ ظاهره، وظاهره ظرف باطنه لولا الظاهر لما بَطُن، لولا الظاهر لما كان الباطن ولما صح، القلب لا يقوم بلا جسد بل لولا الجسد لفسد، والقلب نور الجسد. هذا العلم الذي سمّاه بعضهم بعلم الباطن هو إصلاح القلب " ثم قال: "فإذا تعين لك أن الباطن لب الظاهر والظاهر ظرف الباطن ولا فرق بينهما ولا غنى لكليهما عن الآخر، فقل: نحن من أهل الظاهر وكأنك قلت ومن أهل الباطن. أيُّ حالة باطنة للقوم لم يأمر ظاهر الشرع بعملها؟ أيُّ حالة ظاهرة لم يأمر ظاهر الشرع بإصلاح الباطن لها" ا.هـ.
فعلى ما ذكر يتبين أن كل بدعة تراها في الطرق السائرة فلك أن تعرض ما تراه وتسمعه فيها من البدع القولية أو الفعلية على قواعد الشرع فإن لم توافقه فانبذها، قال السيد أحمد الرفاعي: "كل حقيقة ردتها الشريعة فهي زندقة، إذا رأيتم شخصًا تربع في الهواء فلا تلتفتوا إليه حتى تنظروا حاله عند الأمر والنهي " ا.هـ. ، أي يوزن أفعاله وأقواله بميزان الشرع فإن لم يوافقها فيترك، وقال رضي الله عنه: "سلّم للقوم أحوالهم ما لم يخالفوا الشرع، فإن خالفوا الشرع فكن مع الشرع " اهـ.
لكون التصوف مبنيًّا على الكتاب والسنة دخل فيه عظماء العلماء وانضم إلى زمرة أهلهِ فحولٌ من الكبراء كالحافظ أبي نُعَيمٍ، والمحدث المؤرخ أبي القاسم النصرَاباذي، وأبي علي الرَوذباري، وأبي العباسْ الدَينوري، وأبي حامد الغزالي، والقاضي بكارِ بن قتيبةَ، والقاضي رُوَيمْ بن أحمد البغدادي، وأبي القاسمِ عبد الكريم بن هوازن القشيري الجامع بين الشريعة والحقيقة، والشيخ الفقيه محمد بن خَفيفٍ الشيرازي الشافعي، والحافظ ذي المصنفات في الحديث والرجال أبي الفضل محمد المقدسي، والشيخ عز الدين بن عبد السلام المالكي، والحافظ ابن الصلاح، والنووي، وتقي الدين السبكي وابنه تاج الدين السبكي، وأبي الحسن الهِيكاري، والفقيه نجم الدين الخَبوشاني الشافعي، والفقيه المحقق سراج الدين أبي حفص عمر المعروف بابن الملقِّن الشافعي، والحافظ جمال الدين محمد بن علي الصابوني، والحافظ شرف الدين أبي محمد عبد المؤمن الدمياطي، والحافظ أبي طاهر السِّلَفي، والمسند المعمّر جمال الدين أبي المحاسنْ يوسف الحنبلي، وقاضي القضاة شمس الدين أبي عبد الله محمد المقدسي، والمفتي شرف الدين أبي البركات محمد الجُذامي المالكي، والإمام بهاء الدين أبي الحسن علي بن أبي الفضائل هبة الله بن سلامة، والحافظ أبي القاسم سليمان الطبراني صاحب المعاجم المعروفة، والمفتي جمال الدين محمد المعروف بابن النقيب، وقاضي القضاة الشيخ عز الدين عبد العزيز، ووالده قاضي القضاة بدر الدين أبي عبد الله محمد، ووالده شيخ الإسلام برهان الدين ابراهيم بن سعد بن جماعة الكِناني الشافعي، والشيخ أبي عبد الله محمد بن الفُرات، وقاضي القضاة تقي الدين أبي عبد الله محمد بن الحسين بن رُزَيْن الحموي الشافعي، وشيخ الإسلام صدر الدين أبي الحسن محمد، وشيخ شيوخ عصره عماد الدين أبي الفتح عمر، وشيخ الإسلام معين الدين أبي عبد الله محمد، والشيخ المفسّر النحوي أبي حيان الأندلسي، وقطب الدين القَسطلاني المشهور، والمفسر كمال الدين ابن النقيب، والحافظ أبي موسى المَديني، والعلامة نجم الدين أبي النعمان بشير بن أبي بكر حامد الجُبعْبري التبريزي، والحافظ جلال الدين السيوطي، والشيخ عبد الواحد بن عاشرٍ الأنصاري المالكي، والعلامة المحققِ الشيخ أحمد بن المبارك اللّمْطي، وغيرهم خلق كثير مما تضيق عن ذكرهم هذه الأسطر، فلا تجد عالمًا كبيرًا ومحققا شهيرا إلا ودخل في طريق القوم والتمس بركتهم ونال الحظوة بسبب الانتسابِ إليهم، فمن قرأ تراجم العلماء والمحدثين وتتبع سيرتَهم واستقصى أخبارهم أدرك ذلك، ومن أنكر ذلك فهو جاهل متعنت لا اعتداد به ولا عبرة بما يقول.
ويكفي في بيان فضل الصوفية ما ذكر عن الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه أنه كان يقول لأبي حمزة الصوفي: "ماذا تقول يا صوفي " ا.هـ.، فالصوفي عند من يعرفه هو العامل بالكتاب والسنة يؤدي الواجبات ويجتنب المحرمات ويترك التنعم في المأكل والملبس ونحو ذلك، فهذه الصفة في الحقيقة صفة الخلفاء الأربعة، فلذلك صنف الحافظ أبو نُعيم كتابه الضخم المسمى "حلية الأولياء" أراد به أن يميز الصوفية المحققين من غيرهم لمّا كثر في زمانه الطعن من بعض الناس في الصوفية، ودعوى التصوف من طائفة أخرى هم خلاف الصوفية في المعنى، فبدأ بذكر الخلفاء الأربعة، وقد صنف خلق كثير من العلماء كتبًا في هذا الشأن منها طبقات الصوفية للمحدث الحافظ أبي عبد الرحمن محمد السُلَميّ النيسابوري، وطبقات الصوفية للحافظ البارع أبي سعيد النقّاش الحنبلي، وطبقات الصوفية للحكيم الترمذي، وطبقات الصوفية للحافظ ابن الملقّن الشافعي وكل هؤلاء من أهل الحديث.
وقد أكثر الحافظ البيهقي الرواية عن شيخه أبي علي الرَوذْباري أحد مشاهير الصوفية الذي كان تلميذ الجنيد رضي الله عنه. قال الشيخ منصور البُهوتي الحنبلي في كتابه كشاف القناع (۱) ما نصه: "ونقل إبراهيم بن عبد الله القلانسي أن الإمام أحمد قال عن الصوفية- أي الصادقين-: لا أعلم أقوامًا أفضل منهم، قيل: إنهم يستمعون ويتواجدون، قال: دعوهم يفرحون مع الله ساعة، قيل: فمنهم من يموت ومنهم من يُغشى عليه فقال: ﴿وَبَدَا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ﴾(سورة الزمر/٤٧) ولعل مُراده سماع القرآن، وعذرهم لقوة الوارد، قاله في الفروع"، اهـ. وصاحب الفروع هو شمس الدين بن مفلح الحنبلي(٢).
فيتبين من هذا كله أن طرق أهل الله كالرفاعية والقادرية وسائر الطرق المستقيمة أسستعلى وفق القرءان الكريم والحديث الشريف.




لنا جعفر غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 15-05-2008, 05:27 PM   #[21]
عادل عسوم
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية عادل عسوم
 
افتراضي

الغالية لنا
كيشو شكلو زاغ
بصدق جهد مقدر وتلمس لزوايا مهمة (وباللون الأخضر كمان)
أحسب أنها ستفيد القارئ أيما فائدة...
أستسمحك في قراءة متأنية ومن ثم عودة ياأستاذة



التوقيع: المرء أن كان مخبوءا في لسانه فإنه - في عوالم هذه الأسافير - لمخبوء في (كيبورده)
عادل عسوم غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 15-05-2008, 08:15 PM   #[22]
لنا جعفر
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

عادل وعصام
كنت سألتكم عن محمود محمد طه وعلاقته بالصوفية وسؤالي لم يكن يخلو من بعض خبث
كل ما وددت ان اشير له كان هو السؤال عن فحوى افتائه برفع التكليف الشرعية عن الشخص المسلم البالغ العاقل اي كامل الاهلية
المهم انا وجدت هذه القطعة من مجلة ما واوردتها لاحفظها فقد نحتاجها في حوارنا
تحياتي وودي
لنا جعفر


رفع التكليف عند الصوفيه - منقول مجلة التصوف الاسلامي


بفرحة الحبيب بلقاء من هو من قلبه قريب كان لقاء السائل بالمجيب فلما رآني سماحته قال : ما ورائك ياغلام .

قلت : مولاي الكريم اليوم ليست لدى أسئلة كثيرة ولكنه سؤال في كلمتين اثنتين .

قال سماحته : ما هو السؤال ؟

قلت : رفع التكليف . . حدثني عن كل شيء يتعلق بهذا الأمر .

قال سماحته : بعد حمد الله والثناء عليه كما أثنى عليه حبيبه سيدنا محمد – صلى الله عليه وسلّم – عندما قال : ( سبحانك لا أحصى ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك ) وبعد:

يا بني إن التكليفات الإلهية إنما تكون للمؤمنين فكل من دخل دائرة الإيمان نزلت عليه التكليفات من صلاة وصيام وحج وزكاه وصلاه على رسول الله إلى غير ذلك والإيمان والعقل والعلم والإستطاعه هى موجبات التكليف فإذا سقط أحدها عن الإنسان سقط معها التكليف . . ثم قال سماحته هل فهمت ؟

قلت : طبعاً لا ولكنى على استعداد للفهم إن شاء الله .

قال الشيخ : ما علينا منك المهم أن الله لا يكلف الكافرين بأي من التكليفات الشرعية ألمعروفه ولا يكلف غير العاقل ولا يكلف من لا يعلم إلا أن يعلم ولا يكلف غير المستطيع إلا إذا أستطاع فإذا فقد العقل مثلاً رفع التكليف للجنون عن المجنون وهكذا العلم والإيمان والإستطاعه .

قلت : أنا مضطر إلى السؤال غير باغ ولاعاد .

فقال الشيخ : أسأل ولا إثم عليك .

قلت : إن بعض الناس يقولون إن بعض الصوفية يقولون بفرية رفع التكليف .

قال الشيخ : هل يقولون برفع التكليف عنهم أم برفع التكليف لهم ؟.

قلت : لا أعرف الفرق بين لهم وعنهم .

قال السيد : يا بني إن التكليف هو العلاقة بين العبد وربه فمن أدعى وهو مؤمن عاقل عالم مستطيع أن التكليف قد رفع عنه فإنه يقصد أنه ليس عبداً لسيد عظيم هو الله وهو يشبه من فصل من العمل وأصبح غير مكلف بعمل يؤديه وهذا معنى رفع التكليف عن المكلّف .

أما إذا ترقى في عمله وزادت مسئولياته وأصبح أكثر عبودية لله تعالى فهذا هو معنى رفع تكليفه وليس رفع التكليف عنه , فالعبد لا يكون عبداً إلا إذا كان طوع أمر سيده أما إذا أبق العبد وجمح ونأى بجانبه من تلقاء نفسه دون أمر من سيده أوعتق من كريم مولاه فقد رفع عن نفسه ما كلفه به فلم يصبح عبداً ومع ذلك فهو ليس حر ولا يعقل أن يقول الله عن أولياؤه ما قال في كتابه الكريم من الاحترام لهم والتكريم ثم يقابلون ذلك بالجحود ويتخلون عن شرف عبوديتهم لخالقهم وسيدهم ولكن للصوفية الكبار أقوال تغم على غيرهم عندما يتحدثون عن عشقهم لخالقهم وشوقهم إلى أداء ما يرضيه من طاعات ابتغاء وجهه الكريم فلا يؤدون العبادة أداء المكلف المتبرم من أداء ما أمر به الذي يشعر بثقل الأداء وكأنه حمل على كتفيه فيبحث عن رخصه هنا ورخصه هناك ويتنقل بين المذاهب باحثاً عن الرخص كما يبحث الموظف الكسول عن مبررات كاذبة ينقطع بها عن عمله فبعض السادة الصوفية يصفون من يتعامل مع ألعباده بهذا المنطق بأنه يؤديها أداء مكلف يتجرعها ولا يكاد يثيغها بل إنهم ينصحون دائماً بأن يحب العبد لقاء ربه ليكلفه فيحب الله لقاء عبده ليرقيه ويزكيه ويمنحه ويعطيه متمثلين فى ذلك قول سيدهم صلى الله عليه وسلّم

( وجعلت قرة عيني في الصلاة ) وإذا صام أهل الهمة فإنهم يجدون راحتهم في الصيام حتى إذا أوشك رمضان على الرحيل يقولون له لا أوحش الله منك يا شهر الصيام وإذا حجوا أو اعتمروا فإنهم يقولون عند وداع الكعبة اللهم لا تجعل هذا آخر عهدنا بالبيت أى يتمنون الرجوع إليه مره أخرى وإذا أدوا ما عليهم من زكاه فإنهم يلجأون إلى الصدقة حباً فى بذل مالهم وإذا انتهوا من الصلاة كفريضة فإنهم يهرعون إلى صلاة النافلة حباً في الصلاة وهكذا . .

وهناك قول آخر : إن من يكتفي بأداء الفرائض يقال عنه إنه يعبد الله عبادة المكلفين . ومن أحب النوافل وأكثر منها وهو غير مكلف بها فهؤلاء هم الذين يؤدون العبادة أداء العاشقين . . ثم سكت الإمام وكأنه يبحث عن شيء أفهم به ما يقول . . ثم أنتبه سماحته وقال : أتريد مثلاً ؟

قلت : ويضرب الله الأمثال .

قال الشيخ : لو إن رجلين زميلين فى العمل رجعا آخر النهار فقال أحدهما لزوجته : لقد رفع تكليفي اليوم ففرحت واستبشرت وزغردت لأنه ترقى وزادت مسئولياته .

وقال الآخر لزوجته : لقد رفع عنى التكليف اليوم فصرخت وصكت وجهها وحزنت لأنها فهمت أنه فصل من عمله اليوم . والرجلان لا يستويان والناس في الفهم لا يستوون .

وإنا لله وإنا إليه راجعون ولا حول ولا قوة إلا بالله

والسلام عليكم . . وعليكم السلام



لنا جعفر غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 15-05-2008, 08:56 PM   #[23]
لنا جعفر
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

صـــرخـة الحــــلاج
,حول كتاب (نصوص التصوف الاسلامي) للمستشرقة الراحلة آني ماري شيمل


د. بُرهان شاوي


( إذا أردتي ان تتفهمي التصوف الاسلامي حقا فعليك دراسة نصوص الحلاج )، هكذا قال لي أستاذي البروفسور (هانس هاينريش شنايدر) حينما كنتُ طالبة فتية، ومنذ ذلك الوقت و(الحلاج) لم ينفك يشدني. هكذا تبدا ( آني ماري شيمل) إفتتاح كتابها (الحلاج، نصوص التصوف الاسلامي) الصادر عن دار هيردر في ألمانيا، كما تسترسل في المقدمة موضحة تأثير الحلاج في الثقافة التركية والايرانية والهندية، وتأثيره على الشعر الشرقي الاسلامي، وكيف ان شخصيته أُستخدمت كرمز نضالي لدى الشعراء الشرقيين ، وعلى مدى مختلف العصور، لا سيما حينما تشتد حلكة الظلام ويهيمن الظلم والعنف والاستعباد.





وعلى خلاف الكثيرين ممن تناولوا التصوف الاسلامي، وبالتحديد شخصية الحلاج، في الثقافة العربية، تعمقت المستشرقة التي رحلت عن عالمنا مؤخرا، في التوقف عند الظاهرة الصوفية، وعند شخصية الحلاج بالذات، حيث تتبعت وجهة نظر بعض الشعراء المسلمين في الهند وبلاد البنجاب، حيث استشهدت بالشاعر الهندي المسلم (غالب) الذي كتب في دلهي خلال القرن التاسع عشر عن الحلاج مؤكدا( بان الحلاج نال الجزاء الذي يستحقه لأنه باح بالحب، ومن يبوح بسر الحب ويكشف ستر المحبوب ينال العقاب، حتى وان كان فيض الحب الذي دفعه للصراخ وكشف المستور، اكبر منه).
ومن هنا انتقد العديد من المتصوفة الحلاج ايضا، وبدأوا يشككون في إدعائه الوصول الى الهدف، ففي رايهم أنه لو تحقق له ذلك لكان قد صمت، (لأن أجراس القافلة تصمت حينما يصل المسافرون الى قبلتهم)، ومن هنا ايضا ، فان صرخة الحلاج :أنا الحق، ليست دليلا على لحظة الالتحام وانما على العكس ، فهي دليل على البعد والفراق.!!
غير ان المستشرقة الجليلة، رحمها الله، أكدت بان المتصوفين المتاخرين رأوا في الحلاج( متوحدا بالوجود)، وان صرخته المدوية عبر القرون هي دليل على ذلك، وعلى هذه النظرة اعتمد العلماء والمستشرقون عند حديثهم عن الحلاج، والذي ورد ذكره في الغرب لأول مرة في القرن السابع عشر. والواقع ان أول فهم غربي للحلاج ك(موحد للوجود)، كما أوضحت شيمل، جاء في كتاب المستشرق البروتستانتي (ف.أ.تولوك) في العام 1821 والمعنون ( الشخصية الموحدة للوجود). وبينما كانت دراسات المستشرقين الأوائل، لاسيما المستشرق (يوهان ياكون رايسكه) الذي توفي العام1774، ينظر للحلاج كمجدف وهرطقي، كان المستشرق الفرنسي (بارتلوم دي هيربلوت) في كتابه (المكتبة الشرقية) ينظر الى الحلاج كمسيحي متخف، وقد تبنى هذه النظرة كل من المستشرق (أوغست موللر) و (أدلبرت ميركي)، وحتى في الفترة الأخيرة ظهرت دراسات في اللاهوت الشرقي تؤكد هذه النظرة، ومن اهمها أطروحة (ن. م. دهدال ) الذي راى بان الحلاج تم صلبه بسبب افكاره النصرانية. لكن هناك من ذهب أبعد من ذلك حينما اراد ان يربط بين الحلاج والديانات الهندية القديمة، لا سيما المستشرقان (فون كريمر) و(ماركس هورتون) اللذان يريان بان صرخة الحلاج (أنا الحق) هي ذاتها التي وردت في (الاوبانيشاد): أنا براهما. وهذه هي النظرة السائدة في الثقافة الاسلامية في الهند.

ماسينيون.. وإكتشــاف الحـلاج

أوضحت المستشرقة الجليلة الراحلة في كتابها بأن الفضل يعود للمستشرق (لوي ماسينيون) الذي انفق عدة عقود من عمره في البحث عن آثار الحلاج، وحياته، ونصوصه، وتحقيقها، وترجمتها، وتقديمها، ومن ثم تاكيد تفسيره الجديد للحلاج ودوره في التصوف الاسلامي، رغم ما واجهت دراساته من انتقادات معاصرة، لاسيما من قبل ( دهـدال).
ورغم تداخل الروايات وتضارب بعضها، إلا ان معظمها تتفق بان الحلاج ولد في حوالي 858 ميلادية في إحدى القرى القريبة من غقليم فارس، وترعرع في (تستار) أو (واسط)، وان لقب (الحلاج) جاءه من مهنة أبيه، رغم ان هناك رواية صوفية عن (حلاج الاسرار)، لكن ما هو ثابت ايضا انه تتلمذ على يد المتصوف الكبير( سهل التستري ) الذي توفي العام 896 والذي يعتبر من المؤسسين الأوائل للتصوف الاسلامي، والذي اثر في الحلاج بشدة، بحيث ان الكثير من تعاليمه نجدها في كتاب (الطواسين) للحلاج. وحينما بلغ الحلاج الثامنة عشر انتقل الى بغداد، حيث تتلمذ على كبار المتصوفة هناك، وتزوج ابنة احد كبارهم، الذي راى فيما بعد انه زوج ابنته لساحر مجدف وكافر زنديق، ولم يكن أمر الحلاج سهلا مع بقية المتصوفة ايضا، فشد رحاله الى الكعبة المكرمة لاداء مناسك الحج، وعند رجوعه الى بغداد زار المتصوف الكبير (الجُنيد) لمناقشته في مسألة صوفية، وكان ذلك في العام 896 حينما كان للحلاج 38 عاما، وهو العام الذي مات فيه( التستري) ايضا. بعد ذلك ترك عائلته ورحل عن بغداد الى شمال شرق الامبراطورية الاسلامية لسنوات عديدة، ثم الى الجنوب، الى الهند، ثم عاد الى فارس والاهواز واخيرا البصرة، ومنها حج البيت الكريم ثانية بصحبة أربعمائة من اتباعه، ثم عاد بعد ذلك الى بغداد، لكنه أُتهم هذه المرة بممارسة السحر الهندي، فغادرها متوجها الى وادي الهند. ويبدو ان رحلته هذه لا زالت موضع تحقيق، حيث يُعتقد انه بعدها مر بكشمير عابرا الى تركستان، وهذا الاعتقاد يستند الى الانتشار الواسع جدا لأسمه في اغاني وأشعار هذه البقاع في اللغات السندية والبنجابية والكشميرية اكثر مما في أية بقعة اخرى من الأرض العربية والاسلامية.!! وسواء قد انتشر اسمه هناك لاحقا، ام انه انتشر في حياته، فان الأمر لا يعفي من ان الاعتراف بان للحلاج حضورا مبهرا ورزينا ولديه تأثير عظيم على متصوفة هذه البلدان الاسلامية. غير ان السلطة المركزية في بغداد آنذاك نظرت اليه بريبة، وتخوفت من رحلته الى وادي الهند كثيرا، وخمنت انه يقيم علاقات سرية مع الحركات الدينية المعارضة للسلطة المركزية، والتي كانت منتشرة في ارجاء الامبراطورية الاسلامية آنذاك، وان الحلاج يغطي أهدافه السياسية بتعاليم دينية غامضة. وحينما عاد الى بغداد بعد رحلته هذه، بدأت الرسائل تصله من كل البلدان التي زارها، ومن الطبيعي ان هذه الحفاوة والتقدير، وهذه المكانة الروحية للحلاج قد تركت ردود فعل سلبية لدى بقية رجالات الصوفية، كما بدأ (البصاصون) يتبعون كل شاردة أو واردة تخصه، وخلال هذه الفترة رحل الحلاج متوجها الى بيت الله الحرام للمرة الثالثة وبقى هناك لمدة سنتين، بعدها عاد لبغداد مستقرا فيها، متخذا من اسواقها مكانا للموعظة. وتتوارد الاخبار عن تصرفاته الشخصية الغريبة، عن نسكه وبكائه الطويل توجدا وتعبدا، ثم ضحكه المفاجئ احيانا، وحديثه الغامض عن (الحب الآلهي) الذي صدم الكثيرين من رجال الدين آنذاك. لكن المشكلة كانت آنذاك مع السلطة، حيث كانت بغداد تعيش حالة من التوتر والاضطراب مما دفعها للتخوف من رجل كالحلاج، فزجت به في السجن، ويقال انه هرب من سجنه لكنه أُعتقل ثانية، وعند المحاكمة الأولى عومل برفق، لتدخل أم الخليفة، فنقل من سجن الى سجن، لكن بعد سبع سنوات،وفي العام 919 ميلادية، واذ تدهورت الاوضاع في بغداد، وتناهى الى أسماع السلطة ان الحلاج امسى، رغم سجنه، أشد قوة حيث أخذ الناس يتحدثون عن كراماته الجليلة، ويتناقلون حكايات عجيبة عن علاقاته بالارواح وما شابه ذلك، اقتحمت السلطة بيته، رغم انه كان سجينا، فوجدت هناك الكثير من الرسائل والمخطوطات التي كتبت على ورق صيني فاخر، بعضها كتب بماء الذهب، وبعضها وشي بالحرير، ورسائل منه تتضمن تعليماته للوصول الى التفاني والحلول، ورسوم غريبة وخطوط تدينه وتؤكد علاقته ببعض الفرق والمذاهب المغالية والتي كانت تهدد كيان السلطة المتهرئة في بغداد، فأمر قاضي القضاة باعادة محاكمته وأصدر حكما باقامة الحد عليه، وقد وقع (84) شاهدا على قرار الحكم!!! فصلب في 23 ذي الحجة من العام 309 للهجرة والمصادف 26 مارس من العام 922 ميلادية. وكما توكد المستشرقة أني ماري شيمل فان هناك الكثير من الكتب والاخبار التي تتحدث مطولا عن طريقة موت الحلاج، لكن المهم ان الحلاج كان أول الضحايا من رجالات الصوفية.

الحــلاج.. والذاكـرة القـرآنيــة

في هذا الكتاب تواجه آني ماري شيمل دعاوى المستشرقين الذين يحاولون إضفاء مسحة (نصرانية) على الحلاج وربطه بعقيدة التجسيد الآلهي في الانسان وتبطلها، مؤكدة ان للحلاج ولبقية الصوفية (ذاكرة قرآنية)، فهم يعيشون في كلمات القرآن الكريم ومنها، وكما يذهب المستشرق (بيتر نويا) الذي حقق (كتاب الطواسين) عن أربع مخطوطات له، ونشرته جامعة سان جوزيف العام 1972 في بيروت، بان صوفية الحلاج تستند على تعاليم معلمه العظيم ( سهل التستري) الذي كان ينظر الى النبي محمد(ص) باعتباره الضياء الذي كان قبل بدء الخليقة. وهذه الفكرة جسدها الحلاج في (كتاب الطواسين) حيث يفتتح (طس السراج) متحدثا عن النبي الكريم سراج من نور الغيب بدا وعاد وجاوز السرج وساد. قمر تجلى من بين الاقمار. كوكب برجه في فلك الاسرار. سماه الحق أميا لجمع همته، وحرميا لعظم نعمته، ومكيا لتمكنه عند قربته. شرح صدره، ورفع قدره، وأوجب أمره، وأظهر بدره، طلع بدره من غمامة اليمامة، واشرقت شمسه من ناحية تهامة، واضاء سراجه من معدن الكرامة. بارشاده أبصرت العيون، وبه عرفت السرائر والضمائر. والحق أنطقه، والدليل أصدقه، والحق أطلقه. هو الدليل، وهو المدلول. هو الذي جلا الصدأ عن الصدر المعلول. هو الذي أتى بكلام قديم، لا محدث ولا مقول ولا مفعول. بالحق موصول غير مفصول. الخارج عن المعقول. هو الذي أخبر عن النهاية والنهايات ونهاية النهاية. رفع الغمام، واشار الى البيت الحرام، وهو التمام، هو الهمام، هو الذي أمر بكسر الاصنام، هو الذي كشف الغمام، هو الذي أُرسل الى الأنام، هو الذي ميز بين الإكرام والإحرام.)
اما آني ماري شيمل فنظرت الى الحلاج من خلال شطحاته الصوفية، مقارنة إياها بتجليات الوجد عند النساك والقديسين في الديانة المسيحية. فدافعت عن الحلاج معتبرة مؤكدة خطأ فهم شطحة الحلاج وصرخته (انا الحق) بانها تجديف أو مس بالذات الالهية السامية، لأنه لم يقصد الى ما ذهب اليه الآخرون فيما بعد. فما أسهل ان يدان الحرج اذا ما تم تفسير شطحاته بسطحية ودون التعمق في العالم الروحي للصوفية الاسلامية وطرائقها ومراتبها وتجلياتها وروافدها (الغنوصية).
والحقيقة ان ما يميز تناول (آني ماري شيمل) للحلاج عن جميع الذين تناولوه من زوايا أخرى، أدبيا وفنيا وشعريا من قبل المثقفين والمفكرين العرب، وقد ساعدها في ذلك تخصصها في مجال الثقافة الاسلامية الهندية – الباكستانية، ومعرفتها للغات عديدة منها التركية والعربية، والهندية، والبنجابية، الى جانب اللغات الأوربية، والتي اتاحت لها الاطلاع على الكثير من المصادر العلمية والتاريخية والمخطوطات النادرة الموضوعة عن الحلاج والتصوف في تلك اللغات، والتي يجهلها المثقفون العرب.
لقد ذهبت آني ماري شيمل بعيدا، وعميقا، متتبعة صرخة الحلاج المدوية عبر القرون والعصور، ملتقطة صداها عند جلال الدين الرومي، وغيره من المتصوفة، لكنها تعترف ايضا بسهولة فهم الحلاج فهما غير دقيق ، لأن لغته، بقدر ما هي متوهجة وجميلة، فهي عصية على الفهم وصعبة، ومتعدد الدلالة، واحيانا تبدو عباراته غير مترابطة. كما تتوقف (شيمل) عند دور (ماسينيون) الذي أبرز الشخصية الصوفية في الاسلام ودرس نصوصها وخلفياتها، كما تعترف أيضا بان الحلاج هز أعماق كل الذين حاولوا ان يكتبوا عنه، وملأهم بالقلق، بل انها تذهب أبعد في رصد تأثير الحلاج و(كتاب الطواسين) على الشاعر الألماني (فولفجانغ فون غوته)، وذلك من خلال تأثير الحلاج وتجسيد افكاره في الشعر الفارسي الذي وصله عبر الترجمات، هذا التأثير الذي نستنشق عطره في أشعار ( الديوان الشرقي) للمؤلف الغربي، وكذلك رصدت تأثيره الكبير على المفكر الاسلامي والاب الروحي لباكستان المعاصرة وبلدان الهند الاسلامية الشاعر ( محمد اقبال) لاسيما في أشعار كتابه(جناح جبريل).
كما يضم كتاب ( نصوص الصوفية) أدعية وحكايات ونصوصا صوفية ليست عربية الأصل فقط، وانما ترجمتها من اللغات الشرقية التي كانت تجيدها. وعموما فان الكتاب جهد كبير ومشرف يدفع بالقارئ الى الــــتأمل، وتمـــنحه لحـــظة صفــــاء وسمو خــارج هذا الــــعالم الغارق فــي عتمة الأضواء المزيفة.



لنا جعفر غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 15-05-2008, 09:37 PM   #[24]
خالد الحاج
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية خالد الحاج
 
افتراضي

[media]http://www.albrkal.com/madeeh/salawasalam.wma[/media]

اقتباس:
كان الحج يتم سيرآ علي الأقدام وعلي ظهور الجمال لذلك كان لبلوغ هذه الغايات وقع في نفوسهم لا نستطيع أن نتخيله هذه الأيام مع الطائرات والسيارات ....وقد عبر حاج الماحي عن هذه الأشواق في شعره الذي لا يمكن أن يتصور الإنسان جماله ما لم يسمعه يغني كما سمعناه . شعر مملوء بالحب والشجن ، يشدوا به رجلان كل صوت يعطي الآخر ويأخذ منه. يدوران في ساحة يتجمع حولها أهل البلد قاطبة ،كل من الرجلين يضرب علي دف تمزق ضرباته نياط القلوب .
الطيب صالح - نحو أفق بعيد- مجلة المجلة السعودية.
دي فتح خشم يا عادل..
طبعا تجربتي معاك حول فكر الأستاذ محمود غير مشجعة للحوار لكني دخلت يدفعني "حسن ظن" ومتشجعا بوجود لنا جعفر هنا ..
وسأتناول أوجه الشبه في فكر الأستاذ محمود والصوفية خاصة الحلاج وابن عربي.



التوقيع: [align=center]هلاّ ابتكَرْتَ لنا كدأبِك عند بأْسِ اليأْسِ، معجزةً تطهّرُنا بها،
وبها تُخَلِّصُ أرضَنا من رجْسِها،
حتى تصالحَنا السماءُ، وتزدَهِي الأرضُ المواتْ ؟
علّمتنا يا أيها الوطنُ الصباحْ
فنّ النّهوضِ من الجراحْ.

(عالم عباس)
[/align]
خالد الحاج غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 15-05-2008, 10:12 PM   #[25]
عادل عسوم
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية عادل عسوم
 
افتراضي

الغالية لنا
أقدّر كل ماتتفضّلين به على هذا المتصفح...
والحديث عن التصوف بمفهوم الحلول والأتحاد أو مفهوم رفع التكاليف حديث أراه سيحصرنا (دوما) في أيرادات الآخرين (copy&paste) أذ أنّي (أيضا) سأنحو ذات المنحى ...
أصوّب يالنا في هذا البوست الى السمات السالبة للتصوف (الحالي) المنداح في سوداننا, ولا أحسب بأن (حشد) مشائخنا المنبثين على أديم سودان اليوم يمتّون بصلة الى مفهومي الأتحاد والحلول ذاك أو الى درجة رفع التكاليف تلك!...
ولكن قولي لي أيمكن يالنا (منطقا وعدلا) أن يكون هذا المفهوم عن الدين والذي أنفرد به أشخاص يعدون على أصابع اليد هو مراد الله من الأسلام الذي أنزل خاتما للأديان وشاملا لكل البشرية على وجه هذه الكرة الأرضية؟!...
أيعقل يالنا أن (يكتم) رسول الله صلى الله عليه وسلم (فهما للدين كهذا) عن أحب الناس وأقربهم أليه وهم أبوبكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله تعالى عنهم أجمعين؟!
تعلمين يالنا بأن الفكر الأسلامي قد ذخر بعشرات الفرق والمذاهب التي أجمع علماء الأمة على مر العصور على خروجهم عن السياق ...منهم المعطلة والجهمية والقدرية والأباضية والبهائية والوجودية وغيرها من الفرق التي سلكت سبلا غير التي خطها لنا رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم فتفرقت بهم السبل وضلوا الطريق...ذلك برغم أن الكثير منهم كان أكثر الناس علما وصلاة وتعبدا وذكرا لله!...
ولا غرابة في ذلك يالنا ...أذ يقول الله في محكم تنزيله:
{أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله أفلا تذكرون}آية 23 الجاثية...
أنظري يالنا ...أضله الله على علم!!!
مودتي



التوقيع: المرء أن كان مخبوءا في لسانه فإنه - في عوالم هذه الأسافير - لمخبوء في (كيبورده)
عادل عسوم غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 15-05-2008, 10:40 PM   #[26]
عادل عسوم
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية عادل عسوم
 
افتراضي

اقتباس:
خالد الحاج
دي فتح خشم يا عادل..
طبعا تجربتي معاك حول فكر الأستاذ محمود غير مشجعة للحوار لكني دخلت يدفعني "حسن ظن" ومتشجعا بوجود لنا جعفر هنا ..
وسأتناول أوجه الشبه في فكر الأستاذ محمود والصوفية خاصة الحلاج وابن عربي.
مرحبا بك ياخال
وماقصرت والله...ولاد حاج الماحي ياهن سماع كبارنا وسماعنا ياابن عمي ...
أما عن قولك عن سابق نقاشنا...
لا والله ...
حسن الظن (دوما) كان هناك وسيكون هنا (أيضا) بحول الله ...طالما صدقت النوايا في أبتغاء الحق والصواب لدى الكل ...
هذا كان (جماع) ردي (هناك) عن فكر محمود محمد طه:
ـــــــــ
أخي خالد
قد يختلف الناس في تزكية الآخرين أستصحابا لما لديهم من قناعات (كيفما كانت مرجعياتها) ولهم ذلك طالما كانت الأحكام تقبل التبعيض والتجزئة!...
فالأسلام فيه من السعة والمرونة مايحتمل فسيفساء الرأي وأخلاط الألوان طالما ارتهنت ولو بشعرة من أصل (متراضا عليه) ودونك رأي الفقهاء في درئ الحدود بالشبهات ومن ذلك الأجماع بدرئ الحد عن المختلس من المال العام بشبهة نصيبه فيه!...
ولكني أربأ و(أشفق) عليك أخي خالد من أجتراءات القطع في الحكم على مآلات النفوس والأرواح ثم الدعاء لنفسك بأن يلحقك الله بهم (أينما كان مثواهم)!!!...
فقد أثر عن الصحابة والتابعين بأنهم كانو ينأون عن تزكية أنفسهم أو بعضهم...وان كان لامناص من ذكر أحد بخير فيقولون (ولانزكيه على الله ولكن نحسبه كذلك)!!!...
فالحق جل وعلا يقول في محكم التنزيل ...( ولاتزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى) ويقول تعالى كذلك... (ألم تر إلى الذين يزكون أنفسهم بل الله يزكي من يشاء ولا تظلمون فتيلاً)...
أمر القطع بشهادة محمود محمد طه وعدمها ...لايحق لنا القطع بأيجابه وسلبه من خلال مواقف له هنا أو هناك ...فهو قد أفضى الى ربه ...والله وحده جل في علاه هو العليم بكسب النفوس واختلاجات القلوب والنوايا...
أما مايلينا دوما ...فهو الظاهر من الفكر والقول والعمل...أذ هو مناط التحاكم وعليه ينبني التخطئة والتصويب...
أما المرجعية في كل ذلك أخي خالد فهو الثابت والقاطع من قول الله في كتابه الذي لايأتيه الباطل من بين يديه ولامن خلفه والصحيح من قول رسولنا الكريم عليه أفضل السلام وأتم التسليم...ولا يكون الحكم بالتخطئة والتصويب على الأفكار باستصحاب محاسن الأخلاق (وان عظم شأنها) أو حسن السيرة والسلوك وطيب المعشر...وان كان كذلك فجد وعم رسول الله صلى الله عليه وسلم كانا أحق بالجنة!... ولكن الفيصل دوما هو صحة الأعتقاد وأيجاب الفكر!...
فمحكمة محمود كانت محكمة سياسية !...والرجل قتل بترصد من منافسيه بعد أن أستقطب بفكره من الساحة الكثير من طلبة الجامعات والعديد من النخب في السودان...
وأرى بأنه كان (الأعدل) أن يسعى نظام النميري الى أيساع منضدة المحاكمة بأشراك كل مفكري المسلمين ومنظماتهم لنقاش الرجل والخروج بأجماع (أسلامي) بتخطئته أو تصويبه حتى تنتفى الوصمة السياسية للمحاكمة...ولكن لم يحدث ذلك!...
ولكن برغم ذلك تخللت المحاكمة سياقات فكرية عديدة في مداولات الحكم أستجاب لها تلاميذه وأستعصم هو وأفضى الى قدره!...
أما أفكاره فأني أحيل القارئ الى كتاب يعد من أفضل ماتحتويه المكتبة الفكرية الأسلامية وهو (الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب المعاصرة)...هذا الكتاب قد تشارك في تأليفه العديد من مفكري المسلمين أنتدبتهم الندوة العالمية للشباب الأسلامي لذلك ...منهم الشيخ محمد الغزالي والشيخ القرضاوي والشيخ محمد عبدالله دراز والشيخ محمد قطب وغيرهم ...وقد أعتمدوا في ترصد الفرق والمذاهب المعاصرة كل المأثور والمتفق عليه من كتبها ومراجعها...أدعوك والأخوة للأطلاع عليه والرابط هوhttp://saaid.net/feraq/mthahb/index.htm



التوقيع: المرء أن كان مخبوءا في لسانه فإنه - في عوالم هذه الأسافير - لمخبوء في (كيبورده)
عادل عسوم غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 15-05-2008, 10:57 PM   #[27]
كيشو
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة adilassoom مشاهدة المشاركة
الغالية لنا
كيشو شكلو زاغ
بصدق جهد مقدر وتلمس لزوايا مهمة (وباللون الأخضر كمان)
أحسب أنها ستفيد القارئ أيما فائدة...
أستسمحك في قراءة متأنية ومن ثم عودة ياأستاذة
أنا ما زغت يا عادل ولكني كنت أبحث عن خليل، كذلك كنت مشغولاً بمهام منصبي الجديد في حكومة منال
أما البوست فقد قررت المتابعة من الشرفة في الوقت الراهن لأن ما قلته لم يكن في السياق المطلوب كما يبدو، وأغتنم هذه السانحة لأكرر القول إن التصوف عبادة ليست مطلوبة من الله، ولكنه مما يلزم به الإنسان نفسه
إن التصوف الذي لا خوف على صاحبه هو حالة يجد الشخص فيها نفسه عن غير قصد، وربما يلاحظها من حوله دون أن يعبر عنها صاحبها، أما التصوف عندنا فهو منتهى علم الشخص (عايز يبقى متصوف)، التصوف الآن مخيف فهو درجات ومقامات (الطرق الصوفية عندنا أكثر من الطرق الموجودة في الأطلس)، عندنا طرق صوفية الخول فيها أصعب من الدخول في الإسلام، قد يطلبون منك الاغتسال مرتين أو يزيد
خلوني أتفرج أحسن
وخلوكم من الحلاج فقد أفتى بكفره أهل العلم، وتفرق عنه أتباعه
أما محمود محمد طه فالسياسة قد دخلت في قصته كما تعلمون، ورغم أنه متصوف إلا أن طرفاً من مناصريه يتعاملون مع قضيته باعتبارها قضية فكر ولا يتناولون الجانب الشرعي فيها، لقد قام محمود بالنيل من الشريعة، وبعض المدافعين عنه كانوا ممن لهم مناهج تعارض سيادة الشريعة فاتخذوا من الحكم عليه وإعدامه سبباً لمعارضة الشريعة وإلصاق التهم والشبه بها



كيشو غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 15-05-2008, 11:26 PM   #[28]
لنا جعفر
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

الاخ عصام
تحايا
ياعصام أنا لااعلم كيف استطعت ان تخمن ان كلامك خارج السياق المطلوب؟
للآن لم يقل احد منا اي كلام باستثناء عادل الى حد ما
انت لو راجعت الكلام القدام لكنت كفيتني الظن لاني كنت اقترحت انه نحن نورد كل الاراء ولياتي كل منا بدليله ثم لنناقش بعد ذلك
يعني انا اعتقد انه البوست مفتوح على جميع الاراء والاحتمالات
انا كنت احبذ فقط ان نصل للرأي الاخير غير متعجلين ونصل نتيجة للتحليل والتمحيص
ارجوك ياعصام لاتلتفت لهذه الوسوسة
كن معنا وهو كله رأي
لاضير ان اختلفنا في الافكار والوسائل ومناهج التحليل لكن الاوجب ان نكون اخوان (الصفا)
ودي ليك يازول ياشكال
وخليك هنا وماتبارح ورأيك على العين والراس رغم انه البوست بتاع عادل
ودي ياعصام



لنا جعفر غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 16-05-2008, 03:52 PM   #[29]
كيشو
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لنا جعفر مشاهدة المشاركة
الاخ عصام
تحايا
ياعصام أنا لااعلم كيف استطعت ان تخمن ان كلامك خارج السياق المطلوب؟
للآن لم يقل احد منا اي كلام باستثناء عادل الى حد ما
انت لو راجعت الكلام القدام لكنت كفيتني الظن لاني كنت اقترحت انه نحن نورد كل الاراء ولياتي كل منا بدليله ثم لنناقش بعد ذلك
يعني انا اعتقد انه البوست مفتوح على جميع الاراء والاحتمالات
انا كنت احبذ فقط ان نصل للرأي الاخير غير متعجلين ونصل نتيجة للتحليل والتمحيص
ارجوك ياعصام لاتلتفت لهذه الوسوسة
كن معنا وهو كله رأي
لاضير ان اختلفنا في الافكار والوسائل ومناهج التحليل لكن الاوجب ان نكون اخوان (الصفا)
ودي ليك يازول ياشكال
وخليك هنا وماتبارح ورأيك على العين والراس رغم انه البوست بتاع عادل
ودي ياعصام

يا لنا يا قريبتي
البوست خطير والكلام فيه محسوب على صاحبه، وردي كان بأني ما زغت، ولا أرى الخوض في التحليل والتشخيص في المسائل العقدية، وإنما أرى عرض الأمر على أهل العلم
التصوف هو آفة الدين الكبرى، وهو أيضاً آفة السودان التي ما يزال بسببها يتردى هذا التردي الذي نراه
وانا معاكم



كيشو غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 16-05-2008, 04:40 PM   #[30]
عادل عسوم
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية عادل عسوم
 
افتراضي

هذا ياكيشو
اقتباس:
كتب كيشو
والدين في مناهج المتصوفة المعاصرة يأتي بعد التصوف، فبدلاً من أن يكون التصوف درجة من الزهد والعبادة وارتقاء بالنفس صار العكس، وبعبارة واضحة "تصوف أولاً ثم خذ دينك" انظر معي إلى كثير ممن كانوا على غير هدى من الدين سلوكاً أو اعتقاداً؛ إذا قرر أحدهم التحول فهو يتحول على طريقة صوفية؛ بمعنى أن جرعات الذكر الخاصة بالشيخ الذي يتبعه تسبق تحرير النفس، وهذا يظهر في الانحراف العقدي أكثر من الانحراف السلوكي، ولعل الانحراف السلوكي العادي غير الممنهج تكون توبة صاحبه غالباً على المنهج الشرعي الصحيح وهو الإقلاع والندم والعزم على عدم العودة، أما الإنحراف السلوكي المبني على خلفية عقدية فهذا ربما يدفع صاحبه للبحث عن منهج وهؤلاء يتحولون من ضلالة إلى ضلالة خرى ويحسبون أنهم يحسنون صنعاً
مضافا اليه هذا
اقتباس:
كتب كيشو
التصوف عبادة ليست مطلوبة من الله، ولكنه مما يلزم به الإنسان نفسه
إن التصوف الذي لا خوف على صاحبه هو حالة يجد الشخص فيها نفسه عن غير قصد، وربما يلاحظها من حوله دون أن يعبر عنها صاحبها، أما التصوف عندنا فهو منتهى علم الشخص (عايز يبقى متصوف)
يعتبر بحق (تلخيص) فكري وفقهي لأمر التصوف...
أما هذا
اقتباس:
كتب كيشو
التصوف الآن مخيف فهو درجات ومقامات (الطرق الصوفية عندنا أكثر من الطرق الموجودة في الأطلس)، عندنا طرق صوفية الخول فيها أصعب من الدخول في الإسلام، قد يطلبون منك الاغتسال مرتين أو يزيد
فلا أحسب أنه ألاّ مفضيا (بالفعل) الى هذا:
اقتباس:
كتب كيشو
التصوف هو آفة الدين الكبرى، وهو أيضاً آفة السودان التي ما يزال بسببها يتردى هذا التردي الذي نراه
أشهد بأنك قد أجدت التعبير وأوصلت المراد.
مودتي



التوقيع: المرء أن كان مخبوءا في لسانه فإنه - في عوالم هذه الأسافير - لمخبوء في (كيبورده)
عادل عسوم غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

تعليقات الفيسبوك


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

التصميم

Mohammed Abuagla

الساعة الآن 06:40 PM.


زوار سودانيات من تاريخ 2011/7/11
free counters

Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 2
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc.