فى قمة شعوري !!! النور يوسف

Camera .. ZOOM !!! معتصم الطاهر

حِينَ يُبْهِجُك الآخَرُون وَتُغْرِيكَ الكِتَابَة !!! عبد الله جعفر

آخر 5 مواضيع
إضغط علي شارك اصدقائك او شارك اصدقائك لمشاركة اصدقائك!

العودة   سودانيات .. تواصل ومحبة > منتـديات سودانيات > منتــــدي التوثيق

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08-06-2006, 01:07 PM   #[466]
خالد الحاج
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية خالد الحاج
 
افتراضي

وصلتني مجموعة من الوثائق
سأقوم بإنزالها إن شاء الله
فقط تحتاج لتحضير.. فترقبوها...

خالد



التوقيع: [align=center]هلاّ ابتكَرْتَ لنا كدأبِك عند بأْسِ اليأْسِ، معجزةً تطهّرُنا بها،
وبها تُخَلِّصُ أرضَنا من رجْسِها،
حتى تصالحَنا السماءُ، وتزدَهِي الأرضُ المواتْ ؟
علّمتنا يا أيها الوطنُ الصباحْ
فنّ النّهوضِ من الجراحْ.

(عالم عباس)
[/align]
خالد الحاج غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 09-06-2006, 08:10 PM   #[467]
amine
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية amine
 
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خالد الحاج
وصلتني مجموعة من الوثائق
سأقوم بإنزالها إن شاء الله
فقط تحتاج لتحضير.. فترقبوها...

خالد
بشرى سارة لك يا أخي خالد .....و أخيرآ وجدته و نعم وجدته (( الحزب الشيوعي السوداني نحروه أم أنتحر ؟)) للكاتب فؤاد مطر ...هي نسخة واحدة توجد لديه في مكتبته ...يخاف عليها من الضياع ولا يعطيها لأيي كان و حتى دار النشر لا تعيرها أهمية ...ولذلك نسخناها و رددناها أليه ...وهنا الفضل يرجع لأختنا و حبيبتنا الجميلة و التي كانت الصديق المشترك بين الكاتب الكبير و بيني ...أختنا التي تتقطر جمالآ كما تخط أناملها ....لها الشكر و العرفان و لي أجر المناولة ...أختنا التي لا يعرفها الكل ...و أنما الكل يعرفها من خلال مشاركاتها هنا ...أختنا الحبيبة ريما نوفل ...بهية الطلعة تحمل قلبها في يديها ...لا تخبىء شيئآ ...قلبها مفتوح ولا تعرف التملق ...أجاباتها سريعة و جدآ ...لا تترك لك فرصة السؤال ....تجيبك أولآ و تجعلك تفكر في السؤال ...لن أزيد في الأطراء ...
ولكن أقول لك يا أخي خالد كل هذا المجهود هو من أخراج ريما نوفل ...تبعث لكم السلام كلكم ...
فهذا الكتاب حضنته أنا كما تحضن الأم رضيعها ...فتوقعه في خلال الأيام الخمس القادمة ...لأنني سوف أرسله بالبريد المضمون ....
فلك بعض الصور التي كنت أنا فيها محتضن للرضيع ....
يا ربي أنا وين ؟؟؟
تحياتي يا حلوين ...
أمين

















التوقيع: الذاكرة شبكة عنكبوت خلف المرآة ...فأخترق المرآة لتعرف حقيقة نفسك ...!!!
amine غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 09-06-2006, 09:00 PM   #[468]
عبدالله الشقليني
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

شكراً للأحباء :
أمين
الأستاذة ريما
عصمت العالم
خالد الحاج
نشكر لكم ذلك الثراء الواسع و ايراد الوثائق والبحث عن الحقيقة

لعزيزنا أمين أن يُدقق في صورة غلاف الكتاب ،
فالذاكرة لدي لا تخون أحياناً ،
يوجد تحت طاولة ( نميري ) زجاجة ،
وعندما سُئل عنها في مقابلة قال : أنها مُزورة .
رجاء التكرم بافادتنا .
الصورة في الغلاف ، ولم تظهر في الصور التي تم نقلها .

وهي تكشف شكل ومحتوى المُحاكمات التي تمت في الشجرة !!!



التوقيع: من هُنا يبدأ العالم الجميل
عبدالله الشقليني غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 09-06-2006, 09:55 PM   #[469]
amine
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية amine
 
افتراضي

اقتباس:
لعزيزنا أمين أن يُدقق في صورة غلاف الكتاب ،
فالذاكرة لدي لا تخون أحياناً ،
يوجد تحت طاولة ( نميري ) زجاجة ،
وعندما سُئل عنها في مقابلة قال : أنها مُزورة .
رجاء التكرم بافادتنا .
الصورة في الغلاف ، ولم تظهر في الصور التي تم نقلها .

وهي تكشف شكل ومحتوى المُحاكمات التي تمت في الشجرة !!!
حبيبنا و أستاذنا الشقليني ...طبعآ هذا الكتاب بين أحضاني الآن ....هو و غلافه ...
و الله يحفظ لك ذاكرتك و أتمني ألا تخونك ...ففي الغلاف توجد صورة واحدة ...
المرحوم عبد الخالق محجوب وهو يكتب و أمامه شيء في شكل مايك لا أدري ...
و جندي متحفز و ينظر بأذدراء لما يكتبه عبد الخالق ...وهذا هو الموجود في صورة الغلاف ...
أما بقية الصور فهي موجودة في الصفحات الأخيرة و كلها ....
فلك يا حبيبي الشقليني أن أرسل لك نسخة من هذا الكتاب ....فأسعفني بعنوانك ....
يا ربي أنا وين ؟؟؟
تحياتي يا حلوين ...
أمين
وهنا صورة الغلاف مرة أخري يا أخي عبد الله و أنا حاملها ....




التوقيع: الذاكرة شبكة عنكبوت خلف المرآة ...فأخترق المرآة لتعرف حقيقة نفسك ...!!!
amine غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 10-06-2006, 02:00 PM   #[470]
عبدالله الشقليني
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

حبيبنا أمين ،
شكراً ليك ، وأنا في حاجة لصورة من الكتاب
، وسوف أوافيك بالعنوان لاحقاً

ربما الصورة

ليست في الغلاف ،
ولكن وصفها كالآتي :
نميري يجلس على كرسي ، وأمامه طاولة من الجهة اليُسرى،
وفي المقابل له ، ربما بابكر النور في الجهة اليمنى من الصورة .
وتحت الكُرسي ( قزازة الدَواء )



التوقيع: من هُنا يبدأ العالم الجميل
عبدالله الشقليني غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 12-06-2006, 11:37 AM   #[471]
ريما نوفل
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

العزيز أمين،

فاجأتني كلماتك في هذا البوست وقد رأيتها صدفة.. شكراً لك من القلب على هذا الإطراء الجميل.
يسعدني أن اكون صلة وصل بينكم وبين الكاتب الذي أعزه وأجلّه. الأستاذ فؤاد مطر من أكثر الصحافيين الكبار خبرة بالشأن السوداني وعاصر التحولات الكبرى من جوانب مختلفة.
أغدقت علي يا أمين من الأوصاف ما لا أستحقه..
الشكر لكم على هذا الجهد النبيل.



ريما نوفل غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 12-06-2006, 11:48 AM   #[472]
ريما نوفل
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

الأستاذ عبدالله
الأستاذ خالد
وكل المتداخلين

أرى في هذا البوست مشروع كتاب قيّم يجدر أن يتم طبعه.
الوثائق كثيرة ومهمة ولكن هل يسمح لمثل هذا الكتاب ان يرى النور؟



ريما نوفل غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 12-06-2006, 04:48 PM   #[473]
عبدالله الشقليني
:: كــاتب نشــط::
 
Lightbulb

عزيزتنا الأستاذة ريما
تحية لكِ

لقد حضر الكاتب فؤاد مطر وقابل أصحاب السلطة أنذاك ،
وكتب كتابه . وقد لقي من رحلوا قبل 1971 وأثناءه وبعده .
وكتابه وثيقة .
أما ما يختص بمجزرة بيت الضيافة :
بقي الآتي :
1/ سجلات من مُحاكمات حركة حسن حسين عثمان ، قائد انقلاب 1975 ففيها اعترافات
عن دور الذين ساهمو في عودة ( حكام مايو ) عام 71 وقاموا بانقلابهم في 75
2/ هنالك أكثر من جهة كانت قد شرعت في تنفيذ انقلابات لمصالحها ،
وعند وصولها مفتاح النجاح ( مبنى الإذاعة والتلفزة ) كانت المفاجأة وصول
( نميري ) قبلهم ، وقفلوا على صدورهم . ومن هؤلاء الذين نفذوا المجزرة التي نعني ،
3/ لدي معلومة مُبهمةعن طفل كان في تلك الأيام قُرب بيت الضيافة ،
وقد شاهد أحد من الذين نفذوا تللك المجزرة . وسنصلها ، فمن صغائر الشرر
نستجلي النيران .

شكراً لك



التوقيع: من هُنا يبدأ العالم الجميل
عبدالله الشقليني غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 12-06-2006, 05:09 PM   #[474]
خالد الحاج
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية خالد الحاج
 
افتراضي

عزيزتي ريما
تحياتي
لك أولا شكري الجزيل لتفضلك بالإتصال بالأستاذ فؤاد مطر
ولتكبدك مشقة تصوير الكتاب.. وحقيقي حفيت قدمي من كثرة البحث عنه دون جدوى

والتحيات للأستاذ فؤاد مطر.


وشكري للأخ أمين فقد أرهقته وأرهقني في سبيل الحصول علي نسخة من هذا الكتاب الوثيقة.

لكم جزيل شكري.



التوقيع: [align=center]هلاّ ابتكَرْتَ لنا كدأبِك عند بأْسِ اليأْسِ، معجزةً تطهّرُنا بها،
وبها تُخَلِّصُ أرضَنا من رجْسِها،
حتى تصالحَنا السماءُ، وتزدَهِي الأرضُ المواتْ ؟
علّمتنا يا أيها الوطنُ الصباحْ
فنّ النّهوضِ من الجراحْ.

(عالم عباس)
[/align]
خالد الحاج غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 12-06-2006, 11:30 PM   #[475]
amine
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية amine
 
افتراضي

اقتباس:
وشكري للأخ أمين فقد أرهقته وأرهقني في سبيل الحصول علي نسخة من هذا الكتاب الوثيقة.
أولآ أشكرك أخي خالد (( أيوب )) على صبرك ...و لكن من أرهق من ؟؟؟ سنة كاملة و أنا أبحث و أسأل و أهتديت لدار النهار للنشر ووعدوني و لكن مللت أنا الأنتظار ... وتلاشت أحلامي التي وعدتك بها أنت و شوقي بدري ... ونيتي الصافية هدتني بالتعرف على أختنا العزيزة ريما نوفل ...وفي دردشة عابرة سألتها عن هذا الكتاب و أتتي أجابتها مسرعة قبل أن أكمل سؤالي كعادتها ...(( فؤاد مطر صديق في مجال عملي )) ..
في هذه اللحظة تثلج صدري و أحترت أنا في ماذا أقول ...!!! ذكرت لها أسم الكتاب و أجابتها كذلك سبقت تكملتي للسؤال ...و لذلك بشرتك بأنني وجدت الكتاب و لكني تسرعت بالتبشير ...أتاني تنيه بالتريث ولكن فرحتي آنذاك لا تحتمل الأنتظار ...لن أطيل عليك أخي خالد ...ليتك كنت معي لتتعرف على هذه الريما ...أمرأة ملىء قوامها ...البسمة لا تفارق محياها ...قلبها كبير و تحمله بين يديها ...متبحرة في الحياة السودانية ...تقرأ كثيرآ و تعرف ما لا نعرفه نحن عن السودان ...مثقفة وبسيطة في نفس الوقت ...الجلوس معها متعة ...متعة تجعلك تجيد الأستماع و فقط ...و كل كلمة تنطقها هي تجعلك تحترم و تتذكر معنى الأنصات ... وجدتها تعرف عن السودان أكثر مني وهي تقلب صفحات (( موسم الهجرة ألى الشمال )) .رأيت أنا صورة الغلاف و رأيت نفسي أمام أديبنا الكبير الطيب صالح ....أستحيت أن أطلب منها أستعارة ذلك الكتاب من أجل القراءة و فقط ....وجدتها متعمقة لدرجة جعلتني أشعر ببعض الأستحياء لأطلب منها أستعارة كتاب يحكي عن واقع كل سوداني مننا ...........آآآآآآآآآآآآآآآآآخ يا خالد لن أوفيك أوصافآ عن ريما نوفل ....فهي تحتاج لكتاب و كامل ....خلالالالالالالالالالالالالالالالالاص أنا عايز أنوم ...والشكر الجزيل لأختنا حنينة الحنينة لأنها رجعت لي صورتي ديك ....
يا ربي أنا وين ؟؟؟
تحياتي يا حلوين ...
أمين



التوقيع: الذاكرة شبكة عنكبوت خلف المرآة ...فأخترق المرآة لتعرف حقيقة نفسك ...!!!
amine غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 19-07-2006, 03:17 PM   #[476]
عصمت العالم
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية عصمت العالم
 
افتراضي

[
[]الاعزاء.

هذه ..افادات لضباط اشتركوا فى التحضير للانقلاب ونفذوه وهم يحكون كل التفاصيل التى ادت الى فشل الانقلاب... هذه المعلومات منقوله من سودانيز اون لاين.واعداها الفاتح احمد انزلها فى سوادنيز.الاستاذ عثمان مالك قمت بنقلها فى ذكرى هذا اليوم..
وهى نقلت من صحيفة السودانى
واليوم تمر الذى الخامسه والثلاثون للانقلاب ولما ترتب عليه.ولا زال البحث جارى عن الحقيقه..

وسنواصل



الذكرى الخامسة والثلاثون لانقلاب التاسع عشر من يوليو لعام 1971م.. لا تمر هذه الذكرى وإلا فتحت مزيداً من التساؤلات لكشف غموض تلك المحاولة الانقلابية.. وهل للحزب الشيوعي السوداني، وتحديداً سكرتيره العام عبدالخالق محجوب، دور في ذلك الانقلاب.. وتعزز ذاك الغموض بعد العبارة البليغة التي اطلقها احد قادة الحزب الشيوعي السوداني عن 19 يوليو (إنها تهمة لا ننكرها وشرف لا ندعيه). (السوداني) سعت جاهدة للقاء الضباط الذين نفذوا تلك العملية لتفتح مجدداً ملف التاسع عشر من يوليو!!



إعداد: الفاتح عباس



ملازم الصافي: لا أحد يستطيع إنكار دور الحزب الشيوعي في الانقلاب



موعد التحرك كان مقترحاً في عام 1972ولكن!!



كل العملية تمت بخمس دبابات فقط!!



العام الماضي وفي ذات الايام التي تصادف ذكرى انقلاب 19/7/1971م اتصلنا بالاستاذ محمد إبراهيم نقد سكرتير الحزب الشيوعي السوداني طالبين منه إجراء حوار بمناسبة ذكرى انقلاب 19يوليو.. فكان رده: لقد قال الحزب الشيوعي السوداني كل ما يمكن أن يقال عن 19يوليو واذا اردت الجديد فاسأل العسكر الذي نفذوا تلك العملية وقاموا بها.



(السوداني) سألت عن الضباط الذين شاركوا في تنفيذ عملية 19يوليو والتقت بالملازم عبدالله إبراهيم الصافي وسألته عن حكاية 19 يوليو فقال:



تنظيم الضباط الأحرار كان يجمع بين الشيوعين والديمقراطيين والقوميين والوطنيين وعندما تم تنفيذ انقلاب (مايو) رأى البعض منا بأن الذين قاموا بهذا الانقلاب ليسوا على المستوى المطلوب من حيث الكفاءة والوطنية فحدث تذمر وسط مجموعة من الضباط الاحرار، خاصة بعد ترقية الرائد خالد حسن عباس من رتبة الرائد إلى رتبة اللواء وتوليه مهام وزارة الدفاع.. فتولد شعور عام بأن (مايو) (انتكست) بالجيش السوداني بتخطي الرتب العسكرية إضافة إلى تخليها عن شعاراتها الوطنية التي رفعتها في صبيحة الخامس والعشرين من مايو



تصحيح مسار مايو



بدأنا في العمل لتصحيح مسار مايو ولا أحد يستطيع إنكار دور الحزب الشيوعي في التحضير والإعداد لحركة يوليو.. فقد بدأ ذلك الاعداد عقب قرارات 16نوفمبر 1970م التي توعد فيها نميري بمطاردة الشيوعيين وقام بفصل بابكر النور، فاروق حمد الله وهاشم العطا من مجلس قيادة الثورة.. وتلاحقت الاحداث بعد ذلك حتى تم اعتقال عبدالخالق محجوب ومن ثم هروبه في 26/6/1971م وللحقيقة والتاريخ فالعسكر لم يقوموا طوال تأريخهم بعملية عسكرية إلا وكانت وراء تلك العملية قوى سياسية معينة، بدءاً من انقلاب عبود 1958م ونهاية بانقلاب30 يونيو 1989م.



الجانب العسكري لحركة 19يوليو كان يرى بأن تتم في عام 1972م لاسباب عسكرية بحتة، اهمها ان اللواء الاول ـ منفذ يوليو ـ كانت القوى الضاربة له تعتمد على المدرعات البريطانية ـ صلاح الدين ـ والتي تفتقد إلى كثافة النيران، في المقابل اللواء الثاني الذي قام بتنفيذ 25 مايو يعتمد على دبابات(T55) ذات النيران الكثيفة.. وقد حددنا عام 1972م للقيام بالثورة التصحيحة لان قيادة القوات المسلحة خططت لتزويد هذا اللواء بمدرعات ذات نيران كثيفة.



التحرك في 19 يوليو



حوالي الساعة الواحدة من بعد ظهر 19 يوليو قمت بمقابلة قائد مدرسة المدرعات وأستأذنته في تحريك بعض الجنود لاستلام دبابات من (سرية الشرقية) بقيادة الملازم التجاني شريف.. وفعلاً تم استلام تلك الدبابات وكان عددها (خمس) وبعد الانتهاء من عملية التسليم والتسلم حضر الرقيب أول صالح محمود واخبرني بأنه يريد اللحاق بعربات الترحيل ـ كان هو المشرف على العملية ـ بعد الساعة الثالثة كنا خمسة ضباط بسلاح المدرعات بالشجرة وهم: النقيب عباس عبدالرحيم الاحمدي، النقيب عبدالرحمن مصطفى خليل، ملازم أول هاشم مبارك، ملازم عمر وقيع الله، ملازم عبدالله إبراهيم الصافي.. هذه هي المجموعة الاساسية من الضباط التي قامت بحركة 19 يوليو. في تمام الساعة الثالثة والربع، قمت باعطاء الأوامر (بتشغيل) محركات الدبابات وجمعت العساكر واعطيتهم (تنويراً) عن العملية في هذه الاثناء حضر الشهيد العقيد عبدالمنعم محمد أحمد (الهاموش) وأعطاني الضوء الاخضر بالتحرك.. هنا أقول ملاحظة وهي: في العرف العسكري بمجرد (تدوير) تشغيل (الدبابات يعني نجاح الانقلاب بنسبة 50%!! امرت الرقيب صالح محمود ان يكون على أهبة الاستعداد وذهبت مع النقيب عباس الاحمدي إلى رئاسة اللواء وكسرنا مخزن الذخيرة والسلاح، وامرت الجنود بحمل السلاح واعتلاء عربة نقل عسكرية، اما العربة الاخرى الكبيرة فكان بها الملازم عبدالرحمن حامد والملازم عثمان حسن يوسف وتحركت نحو منازل الضباط الذين يحسبون على (ثورة مايو) وهم الرائد عبدالعظيم محجوب والرائد معتصم بشير، الرائد عبدالصادق حسين عبدالصادق، والملازم عمر عجيب.. اخذنا هؤلاء الضباط إلى رئاسة اللواء الاول ولم نكن نعلم بأنه سوف يتم ترحيلهم لاحقاً إلى قصر الضيافة حيث استشهدوا هناك.



الملازم اول هاشم مبارك تحرك بثلاث دبابات وانا تحركت باثنتين بعد خروجي مباشرة من معسكر الشجرة قابلت الرائد عبد القادر احمد محمد وهو الضابط العظيم لمنطقة الخرطوم في ذلك اليوم فسألني عن هوية هذا التحرك؟! فهو ضابط مصادم ومايوي فأجبته بأن هناك إشارة تسمح بهذا التحرك.. شعرت بعدم تصديقه لهذه الرواية، وعلى كل عندما وصل المعسكر تم اعتقاله! قمت بتأمين وحراسة كبري أم درمان بالدبابتين ـ واحدة عند كل مدخل ـ حوالي الساعة الرابعة بعد الظهر جاء الملازم إبراهيم عبدالله أبوقرون وكان بسلاح الاستخبارات العسكرية فسألني عن الحاصل فأجبته (يا دفعة امشي البيت وما تطلع!!) وبعد ذلك جاء الملازم الرشيد حمزة المرضي وفي نفس اللحظة وصل عضو مجلس الثورة الشهيد الرائد محمد احمد الزين واقترحت عليه تكليف الملازم الرشيد ببعض المهام.. حوالي الساعة الخامسة جاء النقيب عزالدين هريدي وسألني عن الحاصل؟!



فأخبرته: هذه حركة تصحيحية لثورة مايو.. وكان شاهد الاتهام الوحيد في محاكمتي!!



حوالي الساعة الحادية عشرة مساء جاء الشهيد النقيب بشير عبدالرازق ومعه النقيب محيي الدين ساتي وقالا بأننا (نسينا) قاعدة وادي سيدنا الجوية والكلية الحربية.. وقاعدة وادي سيدنا بها كتيبة مدرعات تمت ترقيتهم لمشاركتهم في تنفيذ انقلاب مايو.. تحركنا بدبابة وبالقرب من جامع الخليفة صدمت دبابتنا أحد بصات مواصلات العاصمة فقام بشير ومحيي الدين باخذ المصابين إلى السلاح الطبي.. اما ان فقد واصلت السير حتى وادي سيدنا ودخلت على الملازم (تبن) ودخلنا في (ونسة) عادية حتى وصل النقيب بشير وقام بمخاطبة جنود القاعدة الجوية وأغلق (الممر)(Run way) بعد ذلك تحركنا نحو الكلية الحربية وكانت بها الدفعة (24)ـ أي دفعة (700) ـ طلبنا من الضباط والمعلمين جمع الطلاب وقام بهذه المهمة النقيب محمد عبدالقادر والنقيب عبدالوهاب حسن حسين وآخرون وتحدثنا إليهم عن أهداف حركة 19 يوليو.. بعدها طلب مني النقيب بشير مقابلة قائد الكلية العميد نور الدين مبارك لدعوته لاجتماع مع الرائد هاشم العطا بالقيادة العامة صباح العشرين من يوليو..



ـ كيف سارت الاحدث بعد ذلك؟!



في يومي عشرين وواحد وعشرين من يوليو كانت الامور تسير بصورة عادية، لكن كنا نشعر بتذمر وسط الجنود خاصة وسط جنود سلاح المظلات والمدرعات الذين نفذوا انقلاب مايو.. والخطأ الكبير الذي وقع فيه العقيد (الهاموش) هو مخاطبته لكبار الضباط ومطالبتهم بمواصلة العمل بصورة طبيعية ـ كانوا ضباطاً في رتب عليا ـ وبذلك أصبحوا هم الذين يديرون العملية.. الخطأ الثاني اجتماع (الهاموش) بأفراد اللواء الاول مدرعات بعد ان قمنا باعتقالهم فأطلق سراحهم وامر بصرف السلاح لهم!!.. وكانوا السبب الرئيسي في عودة نميري!!







ملازم سرور: المقدم عثمان أبوشيبة أخبرني بساعة الصفر



هاشم العطا سمح لكل من (هب ودب) بالانضمام إلينا!



(الأحيمر) دخل بالدبابة إلى حديقة القصر الجمهوري!



ـ ملازم عبدالعظيم عوض سرور:



حضرت من (جبيت) للخرطوم بعد انتهاء (كورس) قادة فصائل وكنت أعلم مسبقاً ان هناك انقلاباً سوف يتم في شهر يوليو حتى قبل ذهابي إلى (جبيت) وعند مقابلتي المقدم عثمان حاج حسين أبوشيبة العضو القيادي في تنظيم الضباط الشيوعيين والضباط الاحرار اكد لي بأن الانقلاب سوف يتم خلال الأيام القليلة القادمة وكان من المقرر عقد (قراني) على خطيبتي (سلمى) في شهر يوليو إلا ان المقدم عثمان طلب مني تأجيل الزواج وقال لي بالحرف الواحد (خلينا نخلص العرس الأكبر!).. كان من المفترض ان يتم الانقلاب في يوم 14/7 وتأجل بسبب قدوم وحدات من الاقاليم للخرطوم وحدد له يوم 17/7 وتأجل كذلك لاحدث وقعت بجامعة الخرطوم ادت إلى اشتباكات بين قوات الامن والطلاب دخل بعدها ابو القاسم محمد إبراهيم حرم الجامعة على ظهر دبابة.. واخيراً تحدد يوم 19 يوليو.. ونفذ الانقلاب في تمام الساعة الثالثة والدقيقة الخامسة والاربعين بعد الظهر. اليوم الاول مر بسلام، حيث تمت فيه الاعتقالات واحتلال كل المواقع العسكرية بالعاصمة، تم ذلك خلال ساعتين فقط وهذا يعتبر اسرع انقلاب في تاريخ الانقلابات العسكرية في العالم!



ـ خطة وتنفيذ حركة 19 يوليو:



ضابط برتبة اعلى هو الرائد هاشم العطا ومعه النقيب بشير عبدالرازق احتلا القيادة العامة، ملازم احمد جبارة مختار: اعتقال جعفر نميري، عبدالعظيم عوض سرور: اعتقال الرائد ابوالقاسم محمد إبراهيم، ملازم مدني على مدني: اعتقال الرائد مأمون عوض ابوزيد، الملازم على زروق: اعتقال الرائد ابوالقاسم هاشم، الملازم فيصل: مهمة الاتصالات.



الرائد مبارك فريجون والملازم صلاح بشير الاستيلاء على (كتيبة جعفر) بام درمان، ملازم هاشم مبارك والملازم احمد الحسين الاستيلاء على الإذاعة، النقيب معاوية عبدالحي الاستيلاء على كتيبة المظلات بشمبات تم تنفيذ الخطة بنسبة نجاح 100% واصيب خلال هذه العملية جندي واحد بجرح في يده بالقيادة العامة حاول المقاومة!



لاحظنا منذ الساعات الأولى بعد تنفيذ الانقلاب (التساهل) و(التراخي).. او القوات غير كافية لتغطية كل المواقع الاستراتيجية.. الرائد الشهيد هاشم العطا سمح لكل من (هب ودب) بالانضمام الينا واندس الكثيرون وسطنا، كذلك العقيد عبدالمنعم محمد احمد الملقب بـ(الهاموش) بدليل إعادته للخدمة كل اللواء الثاني مدرعات وهو لواء معادي للواء الأول.. فهل يعقل ان تعتقل لواءً كاملاً ثم تعيده للخدمة بكامل سلاحه؟! المقدم عثمان حاج حسين كان صارماً جداً وغضب من إعادة اللواء الثان، كما غضب لوجود حالة من (الهرج والمرج) داخل القيادة العامة تسبب في إشكالات بينه وبين الرائد هاشم العطا والعقيد عبدالمنعم (الهاموش).



اليوم الثاني كانت الامور تسير بصورة عادية لكن كنا نشعر بالفوضى والاهمال من قيادة انقلاب 19 يوليو.



ـ اليوم الثالث.. يوم العودة لنميري:



في نفس توقيت تحركنا ـ الثالثة والدقيقة 45ـ انطلقت دبابات من الشجرة واتجهت نحو القيادة العامة والقصر الجمهوري والإذاعة، قامت احدى هذه الدبابات بإطلاق قذيفة نحو القصر اتجهت نحو (الغرفة) التي كان (نميري) محتجزاً فيها.. وكنا نسأل ناس سلاح المدرعات الحاصل شنو؟!



وكانوا يجيبون بأن دبابة واحدة قد تمردت وانطلقت دباباتنا في اثرها بينما كنا في الواقع محاصرين بثماني دبابات بالقصر الجمهوري وحده، قاد الهجوم على القيادة العامة والقصر الجمهوري والإذاعة الجنود الذين تم تسريحهم من سلاح المدرعات والمظلات وانضم إليهم آخرون.. دارت معارك في كل الموقع وقد شهدت جانبا من معارك القصر الجمهوري.. وقد فقدنا العريف عثمان الشايقي من سلاح الذخيرة والعريف ود الزين ورقيباً آخر لا أذكر اسمه.



الهجوم كان من البوابة الجنوبية للقصر واستطاعت احدى الدبابات الدخول إلى حدائق القصر بقيادة (حامد الأحيمر) وبدأت بالضرب الكثيف بين القصر ومباني الحرس الجمهوري مما اعاق الاتصال بجنود الحرس الجمهوري وعدم وصولنا إلى المعتقلين من قيادة مايو ماعدا خالد حسن عباس الذي كان خارج السودان، لقد قمنا باعتقال بعض المدنيين، منهم معاوية سورج وفاروق ابوعيسى، لانهم قادا الانقسام داخل الحزب الشيوعي السوداني واعلنوا كامل الولاء لمايو!!.



عند شعوري بأن المعركة خاسرة قمت بتسريح الجنود وكان عددهم حوالي 30 ـ يعني فصيلة ـ وجلست على كورنيش النيل قبالة القصر الجمهوري من ثم تم اعتقالي!! داخل معسكر الشجرة شهدت اعدام العقيد (الهاموش).. في التحقيق المبدئي ذكرت بان وجودي بالقصر كان بالصدفة لأنني كنت انتمي للحرس الجمهوري وبعد كورس القادة بجبيت سوف التحق بحامية واو.. لكن اعتقلت بعد ساعات بعد ان تعرف علي احد الضباط المعتقلين ببيت الضيافة وكان اسمه الملازم سيف الدين (حطب)..



رأي الحزب الشيوعي في الإنقلاب:



اصدرت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوداني في يوم الجمعة الموافق السابع من يوليو لعام 1988م بياناً قيمت فيه احداث التاسع عشر من يوليو لعام 1971م جاء فيه:



كان وقوع الانقلاب ذلك اليوم مفاجأة لكل الحزب بما في ذلك عبدالخالق محجوب واعضاء المكتب السياسي والامانة العامة واللجنة المركزية وحتى بعض العسكريين من اعضاء التنظيم وقادته.. وكان جدول اعمال عبدالخالق محجوب لذلك اليوم يشتمل على الآتي: لقاء مع هاشم العطا في الساعة التاسعة صباحاً لمعرفة وجهة نظر العسكريين في ملاحظات ومناقشات المكتب ومن ثم دعوة المكتب السياسي للاجتماع خلال ثلاثة ايام. كان عبدالخالق في انتظار هاشم العطا بعد ذلك اللقاء مباشرة لمناقشته كي يمارس مزيداً من الضغط على العسكريين لتأجيل تحركهم، كان عبدالخالق ينتظر موعداً للقاء التجاني الطيب والجزولي وشكاك وتحديد موعد ثان مع الشفيع للتشاور حول ما توصل إليه المكتب ورأي العسكريون والتحضير لاجتماع اللجنة المركزية.. كان لاعضاء المكتب السياسي الآخرين مواعيدهم السابقة للاجتماعات واللقاءات في جهات العمل المختلفة.. اتضح في ما بعد ان هاشم العطا قد ذهب قبل التحرك لاتحاد العمال بحثاً عن الشفيع احمد الشيخ فارسل له رسولاً بعد وقوع انقلاب...).



وتواصل (السوداني) البحث عن اسرار انقلاب 19 يوليو)..

http://www.alsudani.info/

الرابط............



ونواصل النقل..











[/size]

[اضف رد] صفحة 1 من 1: << 1 >>




· · · أبحث · ملفك ·



عصمت العالم غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 19-07-2006, 05:30 PM   #[477]
عبدالله الشقليني
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

شكراً لك عزيزنا عصمت
والشكر لخالد .

اليوم 19 يوليو ذكرى يوم من التاريخ ،
كان له ما بعده وما أفظع ما تم بعه



التوقيع: من هُنا يبدأ العالم الجميل
عبدالله الشقليني غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 05-08-2006, 11:28 AM   #[478]
خالد الحاج
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية خالد الحاج
 
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

شهادة من شهادات التاريخ عن ما حدث فى 19/22 يوليو 1971م
محاكمة واعدام الشهيدين المقدم بابكر النور والرائد فاروق حمد الله

لقد مضت ثلاثة عقود ونيف من الزمان على أحداث 19/22 يوليو 1976م كنت خلالها ارزح تحت وطأة الحاجز النفسي وكان ذلك هو دأب الذين صنعوا تلك الأحداث كما هو أيضا بالنسبة للذين كانوا طرفاً أصيلا وفاعلاً في مجرياتها وقد اقتصر التداول على المشافهة ومن ثم الانصراف دونما تسجيل أو توثيق بيد إننا كنا نجد عذرنا في الملاحقات والاعتقالات والتي استمرت حتى نهاية العام 1977م ثم جاء الخروج إلى المهجر الطوعي لتبدأ مكابدة من نوع أخر مرارة الاغتراب وصعوبة المقارنة بين الرمضاء والنار وانتهي العهد المايوي لتطل علينا الديمقراطية الثالثة المقهورة ولم يتمكن المرء من استعادة أنفاسه ويستوعب التغير الذي حدث وإذا بها تمضي كالطيف العابر.
وفي السنوات الأخيرة علمت بان بعض الصحف المتخصصة في الإثارة قامت باستكتاب بعض الأشخاص من غير المعنيين وكانت لهم أجندتهم الخاصة ويبدو أن البعض افترض موت صناع تلك الأحداث والفئة الفاعلة الأخرى.
اختم هذه المقدمة والتي قصدت ان تكون قصيرة قبل الدخول في شهادة التاريخ والتي نحن بصددها واذكر بان هناك عقبة كبرى وصعوبة لا يمكن انكارها تتمثل في كيف يتسنى لنا الحصول على اصدارات رصينة وتتمتع بمهنية عالية لنشر التسجيل والتوثيق الامين والمتجرد.
هذه شهادة من شهادات التاريخ والتي لم تستكمل بعد هذه الشهادة في جملتها تتناول بعض التفاصيل التي صاحبت محاكمة وإعدام الأخوين الشهيدين بابكر النور وفاروق حمد الله وجاء السعي من اجل نشرها في هذا الوقت عندما عملت بان عدد يوم الجمعة من هذه الصحيفة المقرؤة " السوداني" وردت به بعض الافادات التي ادلى الملازم ( وقتها) صديق عبد العزيز محمد عن وقائع اعدام الاخوين ( طيب الله ثراهم). وقد ورد اسمي في ذلك السرد وهنا اعتقد صادقاً بان الاخ صديق يجد العذر الكافي لي لاني مهما شحذت ذاكرتي واستعدت ذلك الشريط لن اتمكن من تذكر صورته او اسمه بعد كل تلك العقود من الزمان الحافلة بوقائع واحداث لا حصر لها وقد سالت عنه من افادني بانه ينتمي الى الدفعة (23) وانه من الضباط الوطنيين النابهين – له مني صادق التحايا واخلصها – وسوف اعقب على افاداته في سياق هذه الشهادة.
تبدا هذه الشهادة بصبيحة يوم 23 يوليو 1971م عندما وصلت الى مكاتب القضاء العسكري علمت ما يفيد بتعليمات صادرة من رئيس القضاء العسكري العقيد احمد محمد الحسن بذهاب الضباط من منسوبي القسم الى معسكر الشجرة كنت في ذلك الوقت ومنذ قرابة العامين منتدباً بوزارة العدل للعمل في التحقيقات المتعلقة بالفساد عند وصولي الى معسكر الشجرة لم اجد سوى العقيد احمد محمد الحسن بمفرده وهكذا اتضح لي بان ضباط القسم اخذتهم الرهبة وفروا بجلودهم وقد خطر ببالي وللحظة واحدة خاطر يقول بانه كان الاحرى بي انا ومن باب اولى وانا منتدب خارج القسم ان اتوارى كما توارى غيري وسرعان ما طردت ذلك الخاطر وعدت الى استشعار مسؤوليتي وكانت البداية كفراً وشراً مستطيراً نطق به الرئيس الاسبق جعفر نميري امامي – لن استخدم هنا نعتاً من النعوت التي يستخدمها الناس في حقه – فقد شاهدت احد الضباط مخفوراً وبصحبته ثلاثة ضباط يمثلون مجلساً عسكرياً هم في طريقهم الى احد المكاتب لمحاكمته فقلت وبصوت واضح اين الشهود في هذه المحاكمة فرد علي النميري ساخراً ( أنت لا تعرف مثل هذه المحاكمات والشهود هم المحكمة نفسها تشهد على ما فعل هؤلاء).
هكذا تحسرت على ما اطلعت عليه من موروث القضاء العسكري محكمات شنان ومحي الدين ومجموعة علي حامد الخ. عليهم رحمة الله الواسعة. واصبحث على يقين ان الرئيس الاسبق قد تغمصته الرغبة فى الانتقام وأخذ منه الحقد الدفين مأخذاً عظيماً .. فى هذا الوقت كانت سلطة الصف الضباط هي صاحب اليد العليا ومارس الصف ضباط كل ما لديهم من ابتزاز وانتهازية وانتهاكات لمقتضيات الضبط والربط وأصول العسكرية باعتبار كونهم أصحاب الحق وهم الذين أعادوا السلطة المايوية ويتطلعون الى ما يعتبرونه حقاً مستحقاً لهم هذا من ناحية ومن ناحية أخرى كانت الأغلبية من الضباط الذين جرى استدعاهم للسير بالمحاكمات غير مهتمين بالذي يحدث وينظرون اليه فى سلبية وتقاعس وكان بينهم ضباط عظام وجنرالات وأذكر تماماً عندما أقترب منهم وأقول بأن الجيش لن يصلح حاله بعد الآن لا أحصل على أي تعليق بالموافقة ولا بالمخالفة وكنت لا أجد سبيل للمقارنة بين سلوك هؤلاء وبين سلوك شخص مدني وجد نفسه فى خضم الأحداث بصفته المهنية ذلكم هو الأخ الصديق ادريس حسن الكاتب الصحفي والذي لم يشغل نفسه فى القيام بواجباته من تغطية ومتابعة الأحداث فحسب بل كان وطنياً استخدم حسه الوطني فى الانفعال والتفاعل مع الأحداث. وتقتضي الأمانة ان نقول بأن هذا لم يكن دأب جميع الضباط فهناك ثلة من الضباط اثرت الالتزام وتوخي مقتضيات العدالة هؤلاء ثم حصرهم فى قائمة شرف نخصص لها فقرة فى شهادة أخرى من شهادات التاريخ التالية انشاء الله.
ننتقل الآن الى اجراءات ومجريات محاكمة الشهيدين المقدم بابكر والرائد فاروق.

أولاً : محاكمة المقدم بابكر طيب الله ثراه :-
جرت المحاكمة على مرحلتين :-
المرحلة الأولى : تم تكليف العميد تاج السر المقبول برئاسة المجلس. التقيت العميد تاج السر وذكرت له لا يمكن بحال اصدار حكم الاعدام فى حق بابكر وفاروق فهما لم يشتركا فى تفكير ولا تخطيط ولا تنفيذ كما لا أنسى باني قلت له ان السابقة الوحيدة فى حكم الاعدام بالنسبة للبكباشي علي حامد وأخوانه خلفت المزيد من الأسى والندم والخسران واتفقنا على التدرج بالحكم وفعلاً ذهب العميد تاج السر وأحضر حكم مجلسه بـ 15 سنة وكما كان متوقعاً ثار الرئيس الأسبق وأخذ يقول هذا رئيس مجلس الانقلاب .. الخ رجع العميد تاج السر على عجل وتدرج بحكمه كما كان مرسوماً له ويصل به الى نهايته القصوى عشرون عاماً وذكرت له بأن الرئيس الأسبق – اذا طبق القانون – سوف يستدعي مجلساً جديداً وهذا ما حدث فعلاً وانصرف العميد تاج السر وقد زادت قامته طولاً وارتفعت مكانته رفعة وشموخاً



المرحلة الثانية من محاكمة الشهيد بابكر :-
كما توقعنا كان لا مناص من احضار شخص يناط به القيام بالمهمه وهكذا جرى استدعاء الشخص المعني بعد تعرضه لكل صنوف الضغوط والابتزاز وأنا هنا أمسك عن ذكر اسمه فقد تواثقنا منذ زمن بعيد على مراعاة مشاعر الأسر والأبناء الذين صاروا رجالاً الآن. فى ايجاز أقول بمجرد حضوره أخذته جانباً بعيداً عن الآخرين وسردت له ما قام به العميد تاج السر وأذكر تماماً – والله على ما أقول شهيد – بأني ذكرت له التزامه نحو بابكر كما ذكرت له مستخدماً اللغة الانجليزية ( This trend of blood shed must be stopped ) ولكنه وقف محتاراً ولم ينطق بكلمة واحدة وذهب ليستكمل اجراءات مجلسه ويسلم حكم الاعدام للرئيس الأسبق.

محاكمة الرائد فاروق – طيب الله ثراه - :-
بداية يجدر بي ان أشير – فى وقفه قصيرة – الى ما ظهر واضحاً ولا يكتنفه أي شك بأن الرئيس الأسبق كان يهدف الى اشراك الرجال الذين يلتفون حوله وتوريط البعض الآخر من الذين يشك فى ولاءتهم فى المحاكمات حسبما خطط لها وبالنسبة للشهيد فاروق وقع اختياره على العميد أحمد عبد الحليم – هنا نشذ عن القاعدة ونذكر اسمه استثناء – بحسب كونه ليس وطنياً صرفاً وبعد انتهاء خدمته ذهب الى من حيث قدم. العميد أحمد عبد الحليم كان صديقاً لفاروق وهو الذي أبعد من الجيش معه فى اواسط الستينات فى حادثة حجز وزير الدفاع والقائد العام فى مدينة جوبا وأعيد الخدمة فى صبيحة يوم 25 مايو. لم تشفع للأخ فاروق عليه رحمة الله أقواله التي اطلعت عليها فى سرعة خاطفة من كونه علم بالانقلاب بعد وقوعه من آخرين كانوا يقيمون فى لندن ومن رأيه الذي احتفظ به ليقوله فى الخرطوم بعد تحديد موقف السلطة الجديده من مايو الأولى .. الخ.
قام العميد أحمد عبد الحليم بانجاز ما كلف به على عجل وامعاناً فى الاستفزاز كان يرتدي بيجامه الجيش المصري التي تحمل رتبة العميد وشاهدته بعدها وهو فى سبات ونوم عميق ومن جانبي أقول بأنه حدثت مواجهات بيني وبين العميد أحمد عبد الحليم وأذكر بأني نقلت فى احدى المرات ما جرى بيني وبينه للأخوة الضباط الحضور والذين لم أجد منهم ثمة تعليق أو اذن صاغية.

تنفيذ الأحكام الصادرة فى حق الشهيدين بابكر وفاروق :-
فى أعقاب توقيع الرئيس الأسبق على الحكمين حضر الى المكتب العقيد أحمد محمد الحسن وهو يحمل الأوراق التي تحمل توقيع النميري واذكر بأنه كان فى حالة من الهلع والجزع – وهذه هي الحالة التي ظل عليها طيلة تلك الفترة – وقال لي بالحرف الواحد بأنه لا يستطيع مواجهة بابكر وفاروق وأنه عاجز عن هذا وأحسبه صادق فى هذا لأنه لا يريد ان يعيد ما حدث له أثناء محاكمة عبد الخالق – طيب الله ثراه – حيث اعترض عبد الخالق على اشتراكه فى المجلس وترأسه له باعتباره قومياً عربياً وبالتالي فهو عدواً سياسياً له.
وحسبما يقول القانون كان عليه ان يبحث الاعتراض داخل المجلس ومن ثم تكون الموافقة اوالرفض ولكنه بدلاً عن ذلك ذهب للرئيس الأسبق والذي اعاده الى المحاكمة مرة أخرى فى ايجاز أقول بأنه طلب مني الذهاب واعلان الحكم بدلاً عنه – وهذه هي المرة الأولى والوحيده التي يطلب مني القيام بهذا الواجب – لم أتهيب الأمر ليس فقط لأنه أمر صادر من سلطة عليا يجب تنفيذه ولكن اعلان الحكم لا يعني شيئاً بعد صدور الادانة والعقوبة والموافقة عليهما فهو يكون من باب تحصيل الحاصل وفى ظل مثل تلك المحاكمات التي تفتقر لمقتضيات العدالة يمكن القيام بالتنفيذ دون اخطار المتهم وأعتقد بأن هذا الذي حدث عند تنفيذ الاعدامات داخل معسكر الشجرة وربما أيضاً وجدت فى قرارة نفسي رغبة فى الالتقاء بالشهيدين لأني لم أحظى برؤيتهما بعد احضارهما. لم استمع من العقيد أحمد محمد الحسن أي حديث آخر عن ضباط آخرين أو فريق للتنفيذ لذا المرجعية بالنسبة لي هي طلب مدير القضاء العسكري بقراءة الأحكام وأخطاره بعد التنفيذ وما يدل على ذلك اني استخدمت عربتي الخاصة فى الذهاب للموقع. أما عن الضابط محمد ابراهيم لم أشاهده قط إلا فى لحظة خاطفة عندما سمعت الشهيد فاروق ينادي عليه وهو يتوارى خلف العربات وأذكر تماماً ما نطق به الشهيد ( تعال يا محمد ابراهيم وشوف كيف يموت فاروق حمد الله وأخبر أصحابك ).
أما ما ذكره الأخ صديق من أنه طلب مني الاستماع الى وصيتي الشهيدين فهو لابد ان يكون صادقاً فى هذا ولكنه لم يكون ضرورياً لأني أخذت الوصيتين فى وقت مبكر وذلك بعد تلاوة الحكمين وذلك على النحو التالي بعد ان القيت التحية على الشهيد بابكر تحدث معي حديثاً مقتضباً عن عدم الجزع والثبات وقام بخلع بدلته – البدله الكحلية والتي لن أنساها ما دمت حياً – وذكر لي بأنها تحوي بداخلها وصيته والتي يجب تأمين وصولها للسيدة قرينته زوجة الشهيد وأخت الشهداء الخنساء وبسرعة حملت البدلة وكانت من النوع الذي يمكن تصغيره وتواريت من أعين الجميع وقذفت بها فى درج العربة بعد ان أحكمت أغلاقها.
أما الشهيد فاروق قال لي : (يا عبد المنعم لا وصية خاصة ولكن يا عبد المنعم اذهب اليهم وقابلهم وقل لهم أنا الذي جمعتهم وأنا الذي صنعت بهم مايو وأنا.........)
ما ذكره الأخ صديق من أني كنت شارد الذهن وأنظر الى الأرض هو صادق فيه وهذه هي الحالة التي شاهدني عليها الشهيد بابكر وقال أكثر من مره يا عبد المنعم لا تحزن وكيف تحزن علينا هذا ما لم يسمعه الأخ صديق وهل يمكن لأي شخص مهما أوتي من صلابة ووعي ان يستوعب كل شارده ووارده فى ذلك الموقف العصيب.
أما عن اشارة البدء فقد استخرت الله فى ان يلهمني تفصيل ما حدث وقد استقرت نفسي تماماً الى ان ما جرى هو استمرار هتافات وتحدي الشهيدين وتراخي فرقة الاعدام وفجأة استمعت لصوت الرصاص فادرت ظهري لذلك المشهد وذهبت بعيداً الى العربة وكنت أول من وصل الى المعسكر. وهنا أود أن أقول بكل الصدق والشجاعة المعنوية التي أشكر الله عليها لن أتنكر بقول أوفعل استحضره وأكون طرفاً فيه هذا ومن ناحية أخرى ذلك التصحيح وتلك الاضافات التي أوردتها لا تعتبر انتقاماً أو قدحاً فى افادات الملازم صديق وزميله اسماعيل بل ليس لي إلا أن أشيد بها بوصفها اضافة للتوثيق الأمين والمتجرد كذلك احي فيهما ذلك الحس الوطني العالي الذي تمتعا به فى ذلك الوقت المبكر من حياتهما العسكرية والذي أثلج صدري كثيراً استمراره معهما وكان سبباً فى الخروج من الخدمة وهما فى تلك السن المبكرة وأنا اتطلع الى الالتقاء بهما للتعارف ومعرفة الأحوال الخاصة والعامة. أما ما قام به الضابط محمد ابراهيم من اجهاز على الشهيد بابكر فقد علمته للمرة الأولى من افادة الملازم صديق وهذا الضابط قد استعبده الشيطان وتملكته نوازع الشر منذ بداية مايو وكانت ممارساته ومن هم على شاكلته احد الأسباب فى اقصاء بابكر وفاروق وهاشم فى 16 نوفمبر ومن ثم احد الأسباب أيضاً فى قيام حركة 19 يوليو كما سوف يأتي تفصيله فى شهادة قادمة انشاء الله.
يجب ألا ينتهي الحديث والتقصي عن محاكمة الشهيدين بابكر وفاروق عند هذا الحد بل لزاماً علينا ان نذكر بأن الظلم الذي حاق بالشهيدين يفوق كيفاً ونوعاً الظلم الذي لحق بالأخوة الشهداء الآخرين وذلك لسببين أولهما ورد فى أقوال الشهيد هاشم – ذلكم الشامخ العالي الهمه – عليه رحمة الله فقد ذكر فى أقواله ما يفيد بأن بابكر وفاروق لم يكونا على علم ومعرفة بنية التحرك ولا موعده ولا تنفيذه والاعلان عن ضمهما للمجلس جاء نتيجة للمبادئ والأهداف المشتركة. أما السبب الثاني يكمن فى تلك الطريقة التي انتهجت فى قسرهما واحضارهما على ذلك النحو المشين وقد صدرت صحيفة جديدة مؤخراً تحمل وجهة نظر القذافي فى اعتبار الذي حدث لا يعد قرصنة !! أما واقع الحال يسجل للتاريخ بأنها ام تكون قرصنة فحسب بل هي قى مضمونها فعل يخالف شرع الله وما جاء به رسوله وهو عمل يجافي الموروث العربي الأصيل فيما يتعلق بالاستجارة وتأمين المطلوب ومنحه الملاذ وهي أيضاً انتهاك للقوانين الوضعية وقوانين الانسانية وحقوق الانسان وقد اصابت لعنة ونقمة الشهيدين ذلك النظام الذي تهاوت وسقطت شعاراته ومبادئه التي أقامت الدنيا ولم تقعدها وأنتهى به الأمر الى الاستكانة ودخول بيت الطاعة.

كيفية التصرف فى وصيتي الشهيدين
أولاً بالنسبة لوصية الشهيد بابكر والتي كانت داخل البدلة التي أشرت اليها وحمدت الله كثيراً على احتفاظي بها بعد الخروج من معسكر الشجرة. أتيحت لي فرصة نادرة فى ذات الليلة وأنا فى طريقي الى منزلي وبعد عبوري جسر النيل الأزرق من الجنوب الى الشمال التقيت عند نهاية الجسر الأخ الصديق ابن الدفعة المقدم محمد نور عثمان خالد وأنا أعلم رابطة الدم وصلة القرابة الوثيثقة بينه وبين الشهيد وبالتالي مع زوجته السيده الفاضلة وهكذا دفعت له بالبدلة واخبرته بالوصية وشكرت الله على تهيأت هذه الفرصة والشعور بالطمأنينة بتسليم الوصية.
وهنا يحضرني أن أذكر بأن هناك وصية أخرى كلفت بتسليمها هي وصية الصديق الدكتور مصطفى خوجلي والذي بالرغم من عدم ورود اسمه كرئيس للوزارة المقترحة المزعومة أو اثبات كونه عضواً باللجنة المركزية إلا ان كل هذا لم يعفيه من الحكم عشرون عاماً وبعد صدور الحكم فى ساعة متأخرة من الليل استطعت الوصول اليه وتسلمت وصيته وقمت بتسليمها يداً بيد للسيده زوجته فى منزل والدها.

ثانياً : وصية الشهيد فاروق
لأكثر من عامين وأنا أحمل على كاهلي ذلك العبء الثقيل ايصال وصية فاروق للمعنين الذين ذكرهم. وفى أثناء هذه الفترة قام الرئيس الأسبق بانقلاب داخلي انتصر فيه للخصائص الكامنة فى شخصيته من غدر وعدم وفاء وتنكر وهكذا قام باقصاء الأعضاء الذين اختاروه وآزروه وتركوا مناصبهم من أجل تنصيبه أول رئيس لجمهورية السودان المكانة والموقع الذي لم يتربع عليه أولئك الشوامخ من الوطنيين التاريخيين الذين بذلوا التضحيات من أجل قيام الدولة السودانية فى تجرد وايثار وعزة نفس.
أتاح لي خروج الأعضاء من السلطة التفكير فى الالتقاء بأحدهم ونقل رسالة الشهيد فاروق وقد اهتديت الى اختيار الأخ اللواء خالد حسن عباس وذلك لجملة أسباب منها كان اللواء خالد ابن دفعه فاروق بل هو صديقه وآخر من التقى به قبل يومين او أكثر فى لندن وهناك سبب آخر دفعني لهذا اوجزه فى سلوك اللواء خالد وكتمان حزنه على ذلك النحو النبيل وذلك وبالرغم من فقدانه لأخيه فى حادثة بيت الضيافة إلا أني أشهد بأنه كظم غيظه ولم يجنح الى التشفي أو اظهار الحقد وتقتضي الأمانة أن أذكر بأن ذلك كان داب بقية ألأعضاء عدا واحداً منهم شارك الرئيس الأسبق فى تجاوزاته واظهار الحقد واللجوء الى أفعال معيبة شاركهم فيها عدد محدود من الضباط المشوهين أخلاقياً.
اذن حزمت أمري وذهبت الى الأخ اللواء خالد فى منزله وفى مقابلة قصيرة نقلت بايجاز ما ذكره الشهيد فاروق فى أقواله من كونه لم يكن يعلم شيئاً بل لم يصدق قيام حركة مثل هذه وقد ترك البلد هادئة وحديثه عن موقفه الثابت عن مايو والتزامه بالمبادئ الأولى وما ذكره للصحافة من كونه لن يدلي بشئ قبل وصوله السودان وأخيراً ما كلفني به من الذهاب ومقابلة الآخرين وتذكيرهم بدوره هذا ما كان من جانبي أما الأخ خالد أذكر تماماً أنه كان يستمع بانتباه لا يخلو من دهشة ارتسمت على وجهه وذكر لي فى كلمات قليلة أنه لم يكون يعلم بمثل هذا الحديث وهذه هي المرة الأولى هكذا ودعته وانزاح عن كاهلي مرة أخرى حملاً ثقيلاً.
فى ختام هذه الشهادة أقول بأنه لم تمضي سوى أيام قليلة وبتاريخ 8/8/1971م وفى أثناء سير المحاكمات وجدت نفسي مبعداً من الخدمة ضمن قائمة طويلة فى مقدمتها اللواء مبارك عثمان – طيب الله ثراه – وكانت تحوي أكثر الضباط علماً ومعرفة بأصول العسكرية والتزاماً بقواعد المهنية والاحتراف وأكثرهم شجاعة معنوية وحساً وطنياً ومن المفارقات ان تحوي هذه القائمة أسماء بعض الأخوة الذين سعيت الى تبرئتهم مع الزملاء الآخرين أذكر منهم الزميل الصديق عثمان محمد بركات والأخ أحمد محمد موسى الخير وغيرهم.
لم أجزع لهذا الابعاد فقد كنت أتوقعه منذ أيام التحاقي بوزارة العدل والذي لم أتصوره هو البقاء فى الخدمة بعد كل ذلك الذي حدث وعايشت احداثه ووقائعه وهكذا شكل هذا نقطة تحول كبرى فى شخصيتي ومعتقداتي وكانت تلك النقلة النوعية الى ساحة الشأن العام والتأثر والتأثير بما يدور فى تلك الساحة حيث الحصول على النضج والصقل وتبلور الأفكار والاعتقاد بل الايمان المطلق بحتمية الديمقراطية ومؤسساتها وسيادة حكم القانون وقيام مجتمع الكفاية والعدل.
والى شهادة أخرى من شهادات التاريخ انشاء الله.


عقيد حقوقي (م)
عبد المنعم حسين عبد الله
حلفاية الملوك


المصدر :
http://www.sudaneseonline.com/cgi-bi...msg=1154652155



التوقيع: [align=center]هلاّ ابتكَرْتَ لنا كدأبِك عند بأْسِ اليأْسِ، معجزةً تطهّرُنا بها،
وبها تُخَلِّصُ أرضَنا من رجْسِها،
حتى تصالحَنا السماءُ، وتزدَهِي الأرضُ المواتْ ؟
علّمتنا يا أيها الوطنُ الصباحْ
فنّ النّهوضِ من الجراحْ.

(عالم عباس)
[/align]
خالد الحاج غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 19-07-2008, 10:31 AM   #[479]
فيصل سعد
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية فيصل سعد
 
افتراضي

المجد و الخلود لشهداء يوليو 1971 الابرار الاماجد
و المجد و الخلود لشهداء الحرية و السيادة الوطنية ..



التوقيع: اللهم اغفر لعبدك خالد الحاج و
تغمده بواسع رحمتك..

سيبقى رغم سجن الموت
غير محدود الاقامة
فيصل سعد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 27-03-2010, 06:58 AM   #[480]
عبدالله الشقليني
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

[align=justify]قصة رجل قتلته الوثائق الأمريكية( وهو حي يرزق) ..

«الجوكر» أحد ضباط (19) يوليو يخرج عن صمته:

نجوت من أنياب الكلاب الجائعة..!ّ



اليمني هو الذي اعتدى على الشفيع..وأبو القاسم ضرب الأنصاري بكرسي الخيزران



حوار/ ضياء الدين بلال- البراق الوراق





بهدوء ممتع يقوم الصحفي السوداني البارع الاستاذ /محمد علي صالح كبير مراسلي صحيفة الشرق الاوسط اللندنية في واشنطن بترجمة وثائق عن السودان بالغة الأهمية والحساسية وذلك من الوثائق الرسمية الأمريكية التي تنشر بعد مرور ثلاثين عاما.. وحوت تلك الوثائق المترجمة معلومات مثيرة رصدت عبر مصادر مختلفة..ومصدر الاثارة انها تحركت بحرية في مساحات المسكوت عنه في السياسة السودانية..اقتحمت السجلات الخاصة لأبطال المسرح السياسي السوداني، ولم تقف على ذلك بل اخضع حتى أصحاب الادوار الثانوية والكومبارس ،لتنقيب قاسي في سيرتهم الذاتية،الوثائق وما حوت من معلومات كشفت مقدرات وامكانيات السفارات في السودان على جمع المعلومات بسهولة ويسر ، وذلك يرد لطبيعة خاصة بالشخصية السودانية ذات الميل الفطري للاستعراض بالمعلومات...فغالب المعلومات التي وردت في ترجمات صالح يمكن ردها لتلك الخاصية،بمعنى ان بذل المعلومات بسخاء في المجالس كان دوما أكبر معين لرجال السفارات والمخابرات في الحصول على أكبر قدر من المعلومات التي قد يصعب في بعض الاحيان تمييز ثمينها من غثها وصحيحها من كذبها.

في الوثيقة رقم (28) من الوثائق الامريكية التي يقوم بترجمتها صالح..وهي تعرض تفاصيل دقيقة جداً عن الايام الثلاثة لانقلاب (19) يوليو مرسلة من سفير واشنطن بالخرطوم الى وزارة خارجيته..ذكرت الوثيقة عن الاعدامات التي تمت بعد عودة نميري ذكرت الآتي:

(التاريخ: 30-7-1971

من: السفير، الخرطوم

الى: وزير الخارجية

الموضوع: انقلاب السودان

«نفذ حكم الاعدام في:

بابكر النور عثمان، هاشم محمد العطا، محمد احمد الريح، فاروق حمد الله، محمد احمد الزين، معاوية عبد الحي.

عندما وقع انقلاب هاشم العطا، كان محمد محجوب عثمان، عضو مجلس قيادة الثورة الجديد، وشقيق عبد الخالق محجوب، سكرتير الحزب الشيوعي، خارج السودان. نعتقد انه كان في الطائرة البريطانية مع بابكر النور وهاشم العطا.

ايضا، نفذ حكم الاعدام في عسكريين أقل رتباً:

محمد مصطفى عثمان الجوكر، عثمان الحاج حسين، عبد المنعم محمد احمد.

ايضا، نفذ حكم الاعدام في مدنيين:

عبد الخالق محجوب، سكرتير الحزب الشيوعي السوداني، والشفيع احمد الشيخ، سكرتير اتحاد نقابات العمال، وجوزيف قرنق، عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي ووزير شئون الجنوب في وزارة نميرى الاولى)..! ...»

ورد اسم الضابط محمد مصطفى عثمان الجوكر ضمن الذين تم اعدامهم في محاكمات الشجرة... قبل أيام جاءت معلومة صغيرة تفيد بأن الشخص المذكور حي يرزق يسكن الخرطوم بحي جبرة يعيش بعيداً عن الاضواء....قال عندما التقينا به انه ظل لسنوات طويلة يتابع ما يكتب عن (19) يوليو ويتحسر من جراءة البعض على الكذب وتلوين المعلومات لخدمة رؤيتهم... ومصطفى الملقب «بالجوكر» ولهذا اللقب قصة لا تقل اثارة عن قصة تضمين خبر وفاته في وثائق أهم دولة في العالم اليوم.. كانت تجمعه علاقة وطيدة بأحد قيادات حركة (19) يوليو «الهاموش» وعبر هذه العلاقة كان جزءاً من الحركة في أهم مراحلها صعوبة..وللجوكر علاقة غريبة الاطوار بجعفرنميري سيرويها في هذه الحوارات التي تمثل أولى افادات الرجل في قضية واسعة الجدل كثيرة اللغط...ومع الحوار تنشر الصورة التي التقطت للجوكر وهو يرفع يديه الى أعلى لحظة القاء القبض عليه بعد فشل الانقلاب،الصورة التي تناقلتها وكالات الانباء والصحف العالمية والاقليمية وقتها.. سيروي الجوكر لقراء «الرأي العام» قصته مع 19 يوليو من الألف الى الياء:

------



? أين كنت ساعة بيان (19) يوليو؟

_ كنت أزاول عملي بالكلية الحربية، سمعنا البيان عبر التلفزيون والراديو وبعدها إتصل بنا تلفونياً عبد المنعم محمد أحمد وقال: تعالوا القيادة، ولم نستطع الذهاب ليلتها فلم أكن حينها أمتلك سيارة، كما أن الحركة من وادي سيدنا لم تكن كما هو الحال اليوم ولكننا صبيحة اليوم الثاني توجهنا للقيادة العامة. وكان الهاموش طلبنا بالاسم شخصي، وضابطين: شرف الدين إسماعيل يونس، وعبد الوهاب حسن حسين.

? كنت تعرف أنه إنقلاب شيوعيين؟

- لم يكن معروفاً أنهم شيوعيون، وسأخبرك لاحقاًً باللحظة التي عرفت فيها وماذا قلت. وتابع: اتحركنا جينا القيادة العامة وعرفنا موقفهم مع جنود المظلات والذين تم إعتقالهم ووضعوا في (البركسات) وتم نزع سلاحهم، الأمر الذي كان بالنسبة للعساكر مهيناً.

وركبنا مع عبد المنعم ومشينا الشجرة وشفنا المنظر بتاع الصف والجنود باللواء الثاني الذي كان الآخر مهيناً فأقترحت على عبد المنعم تعيين مجلس عسكري إيجازي عالي يحاكم الناس دي ولو بتهمة الإنتماء لجهات معينة ومن ثم يتركوا لحال سبيلهم ولا يظلوا متكدسين بمكان واحد خيفة ان يحدث منهم شىء في يوم من الأيام فاجابني: لا كلهم بنعرفهم وما بتحصل حاجة.. كانت هناك ثقة زائدة من عبد المنعم وهاشم العطا.

? هل قابلت هاشم قبلها؟

- لا .. ما عدا أن التقيته صبيحة ذات اليوم في القيادة العامة.

? وكيف كان العطا؟

_ كان عادياً جداً وبعد ذلك خرجنا من الشجرة بعد ان سلمنا عبد المنعم مسدسات وقال: ما معروف يحصل شنو؟

? الكلام ده يوم (20)؟

_ نعم .. ورجعنا مباشرة وذهبنا للأركان حرب وطلبنا مقابلة القائد، وفقاً للطريقة العسكرية الصحيحة، والقائد ساعتها كان صاحب ولاء شخصي لواحد من أعضاء مجلس قيادة الثورة الجديد وعندما دخلنا سلم علينا وهنأنا بقوله (مبروك). وأخبرناه بأننا تم أستدعاؤنا وأنه يفترض أن يكون هنالك تأمين، وقال لنا: جداً مافي أية حاجة وأن أي شىء سيتم بالطريقة العسكرية والأركان حرب موجود وإذا حصل شىء أدوني خبر في أى وقت.

? كان القائد موالياً بصورة مباشرة؟

_ مافي أي شك، حتى أنه طلع طوالي وقدم تنويراً للطلبة الحربيين الدفعة (24) حينها، وعمل تنويراً للسرايا المختلفة وكنت حينها قائداً للسرية الأولى، كما عمل تنويراً لسرية البيان العملي وكان قائدها شرف الدين إسماعيل.

في اليوم التالي -كذلك- ذهبنا صباحاً للقيادة العامة وكنا نتحدث عن تأمين حركة التصحيح وكيفية ذلك وقابلت عبد الجليل محمد أحمد، شقيق عبد المنعم وتحدثنا في ذلك الشأن.

? هل بدأتم تستشعرون الخطر؟

_ نعم .. في خطر متمثل في وجود الجنود الذين يحسون بالغبن، وبنفس الطريقة وجود جنود بالمدرعات، وتحليق عدد من الضباط حولهم، وتحدثت مع محمد أحمد الزين (ود الزين)، وأمن على كلامي وأخبرني بأنهم سيجتمعون وهاشم العطا. وفي يوم (22) جئنا الخرطوم وقابلت هاشم للمرة الثانية وأيضاً تكلمت معه عن التأمين ومن ثم وبعد ذلك كله جاء خبر إختطاف الطائرة.

? أين كنت ساعتها؟

_ كنت في الخرطوم مع معاوية عبد الحي - رحمه الله -، وكان ابن دفعتي وصديقي، وعندما التقيته في القيادة العامة، طلب مني مرافقته للقصر وفي حديقة القصر كان يجلس هاشم العطا، وعبد المنعم، وعدد من الضباط وساعتها كانت الطائرة أختطفت طبعاً.

? أشعرت بالخطر؟

- نعم حسينا بالخطر.

? وأين كان الهاموش؟

- كان يجلس بالقرب مني.

? كيف كانت ردة فعلهم؟

_ كانوا متأكدين للغاية بأنه لن يحصل شىء، ولكني قلت لعبد المنعم إن لدي أقتراحاً، فأجابني أنت مالك أقتراحاتك اليومين دي كترت؟! قلت له: الناس المعتقلين جوة القصر عينوا لهم ضابطاً - وانا نفسي جاهز- لنقلهم من القصر الجمهوري لأي مكان آخر ... قال لي نوديهم (شقدم) مثلاً فضحك.

? أي بمعنى أنه لم يكن جاداً؟

- لا ولكن (شقدم) بالجنوب، ما يجعلها بعيدة جداً، فأقترحت عليه عمل حراسة، وإعتقال افراد السفارتين المصرية والليبية فوراً. عبد الجليل أعجب بالفكرة وقال لي: ده أحسن كلام مفيد أسمعه. وقام عبد المنعم بنقل إقتراحي لهاشم العطا الذي خاطبني قائلاً: يا محمد التمّ ده نحنا عندنا ليه إجراءات على مستوى كويس جداً وإن شاء الله ما تحصل حاجة. وهكذا إنتهى الموضوع وبعدها بـ (شوية) إبتدت المواكب تظهر في ميدان الشهداء.

? أين كنت عندما بدأت المظاهرات؟

- كنت لا أزال بحديقة القصر.

? هل عرفتم ذلك بواسطة الصوت أم بطريقة أخرى؟

- نعم، كانت هنالك هتافات بالخارج وأعلام حمراء وفعلاً خرجنا مع هاشم.

ووقفنا مع الشفيع أحمد الشيخ، وسلم عليه هاشم وسلمت عليه وبعد قليل صعدنا على المنصة وهي عبارة عن لوري مرسيدس ضخم . بعدها رجعنا وادي سيدنا وبعد ان وصلناها أبتدأت الأحداث تحصل.

? كيف وصلكم الخبر؟

- بالتلفونات.

اتفاجأنا بحدوث مشاكل في الخرطوم، قلنا : (يا أخوانا نحنا طالعين قبل شوية، حتى أنه تم تعيين عربية لينا من القيادة العامة بواسطة عبد المنعم عشان ترحلنا، ودي واحدة من التهم التي وجهت لي فيما بعد، وأنا وجهت لي (17) تهمة من ضمنها أني كنت راكب عربة ضابط من الضباط الأعلى، وعلى خلفية أنني درست القانون العسكرى بررت بأن العربية دي إتعينت لي من القيادة العامة وأنا ما سقتها براي، المهم جينا وحصل الإعتقال).

? كيف تم أعتقالك؟

- طبعاً ما في زول جاني أعتقلني أنا مشيت القيادة.

? عرفت أن الموضوع خلاص إنتهى؟

- نعم .. الموضوع إنتهى ونميري ظهر في التلفزيون في يوم (22)، وهناك نقطة -ما متأكد منها تماماً- أخبرني بها الأخوان الذين قالوا لي بأن نميري قال: إن من قام بهذه الحركة ضباط أعرفهم جيداً أمثال (الجوكر) وخالد الكد.. والجوكر كان لقبي ولايزال.

جيت القيادة وزوجتي حينها كانت حبلى بابني الأول، وذهبت مباشرة للأركان حرب عبد المنعم زين العابدين وفكيت الحزام بتاعي، وطلعت (الطبنجة الروسية) التي أعطاني لها عبد المنعم محمد أحمد، ومعي شرف الدين، وقعدنا في مكتب الأركان حرب، فحضر قائد الكلية وعدد من الضباط، بل كل الكلية جات للمكتب.

? ديل كانوا مؤيدين أول الأمر لانقلاب هاشم العطا؟

- نعم وفيهم ضباط، ولما نحنا جينا بالعربية ونزلنا منها وكنا نحمل (الطبنجات) عرفوا ما كنا نفعله، وفيهم كان ناس بيترجوا فينا: يا جماعة بعدين ما تنسونا، وخلوا بالكم مننا. المهم هؤلاء كانوا أشد شراسة وإبتدا يكون في لغط وكلام في مكتب القيادة بوجود القائد.

? هل تم الإعتداء عليكم؟

- لا .. الى أن قام واحد من الضباط الكبار (العاقلين) وقال: النظام وين؟ وين الضبط والربط؟ ما ممكن يحصل الكلام والمهاترات والقائد موجود.

? أكانوا يشتمونكم؟

_ نعم هناك من قال لنا: خونة، ودايرين تمسكوا البلد.

? ألم يتم تقييدكم؟

- لا .. تم إعتقالنا في أحد بيوت الضباط (الفاضية) وكانت زوجتي أرسلت لي حقيبة صغيرة فيها (جلابية وعراقي وسروال وفرشاة أسنان وغيرها) وساقونا الصباح بمدرعة الى الشجرة.

? الوقت داك عرفت إنو في عمليات قتل بالشجرة؟

- لم تكن عمليات القتل قد بدأت بعد، وجينا يوم (23) صباحاً للشجرة.. ومن الأشياء التي أريد ان أتكلم عنها والناس لم يذكروها مطلقاً المعاملات التى حصلت بين عدد من الضباط وضباط الصف والجنود، للضباط زملائهم. سواء أكان وقت الإعتقال أو في فترة الإعتقال (فترة السجن) فقد كانت مزرية للغاية، ويخيل لي أن هذا أحدث تحولا كاملا في الجيش السوداني يعني لم يكن في يوم من الأيام من العسكرية..

? (مقاطعة)

هل تقصد بأن هناك أناساً كانت تربطك بهم علاقات جيدة أو هم أصدقاء لك (وقلبوا ليك الوش)؟

- نعم في عدد من الناس (أتقلبوا) ونحنا وصلنا الشجرة لقينا -وعفواً للتعبير- (كلاب جائعة)، فهجم علينا أول حاجة عساكر، ونزعوا العلامات بتاعتنا.

? عساكر فقط أم كان معهم ضباط؟

- نعم عساكر .. ولكن في ضباط كانوا واقفين وشايفنهم. كان في حالة (جنون) والضباط الواقفين ما بيقدروا يوقفوهم، ولم يكن هناك أحد يتجرأ على الكلام، (قلعوا) العلامات التي لا يجوز (قلعها) الا بواسطة القانون وفي ناس دخلوهم معانا مضروبين وهكذا.

? هل تم ضربكم؟

- نحنا ما أنضربنا ولكن في الفترة دي دخلونا في مكتب الخبراء الروس وهو يجاور مكتب الأركان حرب.

? من كان معك؟ والهاموش ورفاقه هل رأيتهم؟

- لا ما شفتهم ولكنهم كانوا في المكتب المجاور لنا وبعد دخولنا بقليل صدر حكم الإعدام في هاشم، وعبد المنعم، وأبو شيبة.

? هل تم ذلك يوم (23)؟

- أيوه .. وكنا قاعدين (23) ضابطاً ومدنياً في غرفة (4 في 4) لدرجة أن سحب قدمك يحتاج أن تستأذن من أخيك (ليشد) رجله قليلاً (زحمة شديدة) وفي نصف مكتب الإعتقال كانت توجد (تربيزة) حديد وواقف جوة جندي حرس علينا ويحمل بندقية (جيم 3) وفيها طلقة في الماسورة.

? يعني شنو طلقة في الماسورة؟

- يعني (معمرة) وجاهزة لإطلاق النار، بالرغم من أن الناس كانوا معتقلين ومتعبين، ومرهقين، ومرّ علينا اليوم الأول فالثاني، مكثنا تسعة أيام في الشجرة كانت عبارة عن تسعين سنة.

? التسعة أيام وأنتم تعانون الإزدحام؟

- مزحومون ولكنه حصل ولو بدرجة قليلة (تسرب)، والمهم أن العسكري كان يضرب التربيزة بـ (القاش) ليمنعنا من النوم والتركيز على ذلك. وأظنه في اليوم الثاني أو الثالث (حتى) جابوا لينا (جردل) بتاع زنك فيه (موية) وبعدها جردل زنك فيه عيش (رغيف) وملاح (فاصوليا).

وداخل الغرفة كان بعض الضباط - لهم وضعهم المميز- يمرون علينا وكان بعضهم يقول: ربنا يكضب الشينة.

? وكيف عرفتم ذلك؟

- بـ (المايكرفون) الذي كان يعلن أنه تم الحكم على الخائن (فلان الفلاني) بالإعدام رمياً بالرصاص (والدروة) كانت على بعد (300) متر منا وكنا نسمع صوت الرصاص وشايفين بالشباك.

الإعدام لم يتم بالطريقة التي نعرفها أو التي سمعنا بها، بل كان بأن يقف طابور بتاع عساكر وأول ما الضابط يجي تنهال عليه (الجبخانة)، وأي عسكري يسمع بالمايكرفون انه تم الحكم على الخائن (فلان)، يجي جاري وبندقيته فوق ثم يطلق كمية من الرصاص.

? كنتم ترون هذا المشهد ؟

- أيوه شايفين.

? وتشعرون أنكم ذاهبون لذات المصير؟

نعم .. حاسين إنو نحنا ماشين لذات المصير وجاهزين ليهو.

متى التقيت بالرئيس نميري بعد القاء القبض عليك وفشل انقلاب ( 19) يوليو؟

_ هو أبتدأ يسأل عن الضباط الـذين التفوا حول الحركة وقاموا بها وبدأ في القيام بإستطلاع الوجوه التي شاركت، واصبح ينادي على الضباط. دخل عليه المرحوم الملازم محمد جبارة وهو من ضباط القصر الجمهوري وقال له نميري: إنت ضابط جبان. فأحتد الشاب وقال له: عارف نفسي حـ أمشي الدروة هسة، ولكني ما جبان، ولو قتلت ناس بيت الضيافة حـ أقول ليك أنا قتلتهم، لأني أصلاً ماشي الدروة، وعشان ما في زول تاني يأخدالعقاب ده. فكررها له الرئيس (جبان يا جبارة) ..فهجم جبارة على الحرس وقبض على (الإستيرلنغ) ووجه السلاح على التربيزة الفيها الرئيس الذي استطاع أن (يتخارج) من الموقف..العساكر الموجودين وقتها ضربوا جبارة بـ (الدبشيك) في رأسه وجروه جراً نحو الدروة.

بعدها جاءت تعليمات واضحة أن أي ضابط يجي للرئيس توجه نحوه بندقية على (كوعه) اليمين وأخرى (لكوعه) اليسار، إضافة لأخرى في الظهر. قاموا بإستدعاء اثنين من الضباط وكنت أنا رقم ثلاثة. نميري يعرفني حق المعرفة رمقني بنظرات قاسية ..وظل لثونٍ ينظر في صمت.

- قال لي: (الجوكر)؟!

فقلت: أهلا يا ريس.

وكانت الى جواره صحفية مصرية.

وقال لها: إنت عارفة سموه الجوكر ليه؟

فأشارت له بالنفي .

فأجابها: ده إشترك في عدة إنقلابات.

قلت له (طوالي): ليه أنا عبد الفضيل الماظ ؟

قال لي: إسكت .

.ووجه لي الكلام وقال: أنت عضو في اللجنة العشرينية للحزب الشيوعي؟

فقلت: لأول مرة أسمع أن الحزب الشيوعي عنده لجنة عشرينية.

قال: إسكت .. أنت بتعرف أكتر مني؟ أنت ما بتعرف ولا حاجة.

وأضاف: ليه أتعاملت مع المجرمين ديل ضدي؟

قلت: والله دي أشياء كان مخطط ليها ومعروفة من بدري حتى أنت يفترض تكون عارفها.

قال: أنا أعرف أنهم حـ يعتقلوني؟

قلت له: أنا لا أتكلم عن الإعتقال أنا بتكلم عن التغيير.

قال: أنت متهم إنك قمت بـ (17) عملاً ضد الحكومة؟

قلت: أنا عندما تم استدعائي يوم (20) تم ذلك بواسطة الضابط الأعلى في القوات المسلحة الموجود في القيادة العامة (وهذا دفع قانوني) وأنا أديت القسم.

قال: إسكت .. وسألني: أنا لو قدمتك لمحاكمة ستبرىء نفسك؟

قلت: نعم.

وهل صحيح إنك إشتركت في محاولات إنقلابية من قبل؟

- أبداً ما حصل لكنه نوع من الإثارة.

ألم يسىء نميري اليك؟

- لا .. هو سألني أشتغلت مع منو؟

رديت: مع قائدي الأول عبد المنعم محمد ومن ثم كنت أنت قائد الكتيبة بتاعتي وأنا أشتغلت أركان حربك وغيره من الكلام.

قال: قفلت مطار قاعدة ناصر ليه؟

قلت: قفلناه لأنو جات تعليمات بذلك لإحتمالية أن تأتي طائرات شايلة القوات السودانية الموجودة في الجبهة وتنزل في مطار وادي سيدنا وأغلقنا المطار بأن أفرغنا هواء إطارات (19) عربة في الرن وي.

قال: إنت ما بتعرف جغرافية البلد ؟ السودان بلد (بور) وممكن للطائرات أن تنزل في أي حتة.

قلت: خلاص نحن أدينا الواجب بتاعنا وكونها تنزل في أي منطقة أخرى ده ما شغلنا.

بعد ذلك رجعت الغرفة وعرفت أن نفس الكلام تم توجيهه لشرف الدين إسماعيل يونس وكان زميلي في وادي سيدنا وتم إستدعاؤنا سوية.

حينها عرفتم ان الهاموش وهاشم اعدما؟

- أيوه .. القتل كان شغال طوالي.

هل تم الاعتداء عليكم؟

=أنا سأتحدث عن حادثين فقط لإبرىء ذمتي أمام الله بإعتباري كنت شاهداً على ما حدث...في وقفتنا (وإذا حبيت سأذكر الاسم ).

نعم..تحدث بذكر الاسماء؟

=أبو القاسم إبراهيم شال كرسي بتاع خيزران وقام بتكسيره فوق رأس حامد الإنصاري وهو مدني وأعزل ومريض فضربه ضرباً مبرحاً وشتمه شتيمة مقذعة.

الثانية: وفي رجوع للمعاملة السيئة كان قضاء الحاجة يتم بإصطحاب حرس للحمام وينتظرك وكان معنا الشفيع أحمد الشيخ، والأنصارى، وجوزيف قرنق وعندما خرج الشفيع من الحمام وأثناء مروره أمام باب غرفتنا تم الإعتداء عليه من قبل أحد الضباط بـ (الدبشيك) فكسر وجناته وأضلاعه وكان يصرخ بأعلى صوته ويردد أنـا إنتهيت ليكم من إشاعة اسمها عبد الخالق).

وهل كان يظنه عبد الخالق؟

- أيوه.

وهل تعرف هذا الضابط؟

- ما في داعي لذكر الأسماء .

(للتوثيق فقط) ؟

- هو ضابط مشهور بـ (اليمني).

أثناء ضربه للشفيع جاء أحد ضباط المدرعات وأمسك به من يده وقال له: إنت بتعمل في شنو؟ فرد عليه: بنتهي ليكم من إشاعة اسمها عبد الخالق، فقال له ضابط المدرعات ولكن دا ليس عبد الخالق، فقال ليه ده منو؟ فرد الضابط: الشفيع أحمد الشيخ فأجابه: ديل كلهم سوا.

ودخل الشفيع علينا الغرفة وكان يئن من شدة الألم والوجع والدم يملأ (جلابيته) فزحف على د. مصطفى خوجلي واستفسر عن حقيبة بالغرفة (لا أعرف مصيرها حتى الآن) فقلت إنها تخصني فسألني: فيها جلابية فأجبته: أيوه، فقام بتمزيق جلباب الشفيع، وغرف ماء من الجردل بيده ليعمل ضمادات لوقف نزيف الدم، ومن ثم ألبسوه جلبابي .. وهذه بعض أمثلة عن سوء المعاملة.

قاموا بإخراجهم أيضاً من الغرفة وقتلوهم أمامكم؟

- لا .. ديل ساقوهم سجن كوبر .

المحرر: (المدنيين)؟

- نعم .. وكان جوزيف قرنق تنبأ بهذا الموضوع، فعندما لم يأتنا أحد وسمع الأشياء الـ حصلت مع سورج، والإنشقاق الـ حصل في الحزب الشيوعي، وأن سورج هو من وشى بالناس قال لمن معه: نحنا وقتنا ضيق.

(مقاطعة) .. الكلام كان داخل الغرفة؟

- نعم داخلها.. وعند الساعة الثانية والنصف صباحا جاءوا وبصورة مزعجة جداً قدموا الأسماء: جوزيف قرنق كان شجاعاً للغاية كان يقول: (نحنا ماشين نموت خلاص)، والشفيع أحمد الشيخ كان ساعتها يئن وحول عينيه هالة سوداء وبحالة سيئة جداً.

وفي نكتة ظريفة وهي أن أحد العساكر قال لي جوزيف: يا سيد قرنق شيل شنطتك (وكان لديه حقيبة صغيرة تحتوى على أدوات حلاقة) فرد عليه: انت مجنون ولا شنو؟ أودين وين تاني أنا؟.

المحرر: كان ضاحكاً؟

- كان ضاحكاً وساخراً جداً. قال ذات مرة لواحد من الضباط المعانا إن شاء الله إنتوا يدخلوكم السجن، السجن مدرسة، وبعلم الناس حاجات كتيرة، وحـ تطلعوا من السجن أناس آخرين، بمفاهيم تانية. ولكن فيهو حاجة واحد بس بطالة؟ فسأله واحد من الضباط: شنو؟ فرد: ما يقوموا يكتبوا ليكم جراية. فسأله مرة أخرى: جراية دي شنو؟ فأجابه: جراية ده عيش دقيق بيعملوه بطريقة إنت زي بياكل في جراية كأنك (تجك) في الجلابية بتاعك (أي كأنما تمضغ في جلابيتك).

وهو ما حصل، فعندما ذهبنا للسجن أرانيك السجن الـ مشت لسجن كوبر بخط يد الرئيس مكتوب فيها معاملة من الدرجة التالتة، والحرمان من الصحف والمذياع، وكان الأكل بتاعنا جراية.

هل تمت محاكمتك في ذلك الوقت؟

- لم تتم محاكمتنا في ذلك الوقت، وأبتدأت جلسات المحكمة العسكرية فتمت الجلسات من الأولى والي الثالثة وفي اليوم الثامن تقريباً.

المحرر مقاطعاً: حينها هدأت الأجواء؟

- نعم وكان يأتينا كلام من الضباط الذين يمرون على المحاكمات وكان بعضها يتم تحت الأشجار نحو يا أخوانا شدوا حيلكم الحكم قاسي شوية، الحكم لغاية هسة عشرينات، والعبارة قالها لنا صديق لشرف الدين).

وبعدها تم إستدعاؤنا للجلسة الأخيرة وكنا قد أحضرنا شاهداً للدفاع ولكن للأسف الشديد إنقلب وأصبح شاهد إتهام فأستبعدناه. كما لم نستدع شهود إتهام على الرغم من أنه كان يمكننا توريط مجموعة كبيرة جداً من الضباط، تم سؤالنا عنهم وعن أعمالهم أثناءالانقلاب، وفي مقابلتي للرئيس كان يسأل معاك منو؟ وقابلت منو؟ وقال ليك شنو؟ ولكنا لم نورط أي شخص وبعدها ذهبنا للسجون.

وما هو الحكم الذي صدر بحقكم؟

- تم الحكم علينا بـ (20) سنة وبعدها أتى من أخبرنا انه تم التخفيف أنا لـ (5) سنوات، وشرف لـ (4) سنوات ولكن بدايةً حكموا علينا بالإعدام (وهي نقطة مهمة جداً) حيث كان مقرراً أن يعدم جميع الضباط الموجودين في الشجرة (بحسب ما كنا نسمع) ولكن في يوم (25) أو (26) جانا الوفد المصري الليبي بقيادة حسين الشافعي وأبوبكر يونس (وزير الدفاع)، ومروا علينا بالغرف، حسين الى اليمين والى يساره أبوبكر يونس وقدامهم دخلوا ناس التلفزيون والمصورين فنصبوا (السيبيا) بتاعت الإضاءة وكانت مزعجة جداً بالنسبة لينا في الغرفة، وكان بعضنا نمت ذقونهم وتمزقت ملابسهم (ووسخانين) فدخل أبوبكر يونس وبعد ان نظر الينا قال: السلام عليكم فرددنا له التحية: عليكم السلام، فضرب السيبيا بتاعت الإضاءة برجله وقال: أيش تصور؟ شيل برة، فتم إخراجها ولم يصور أحد. وماعرفناه أن هناك رسالة من الرئيس أنور السادات للرئيس النميري فحواها (كفاية دم)، وكان وقتها تم إعدام حوالي (15) ضابطاً، بعدها بدأت المحاكمات والتي كانت إجراءاتها طويلة شوية.

بكم تم الحكم عليك؟

- بـ (5) سنوات.

ولكن ورد أنه نُفذ عليك حكم الإعدام في الوثائق الامريكية؟

- أنا سمعت في الأول أن الحكم الذي أصدر ضدي (الإعدام) وأخبرني به أحد الضباط الذين يمرون علينا ولكن بعد أن جاء الوفد تم التخفيف.

بعد أن خرجت، هل سافرت مباشرة للخارج؟

- لا أبداً .. مكثت في السودان لفترة.

هل قضيت فترة العقوبة كاملة (5) سنوات؟

- تم إعفائي بعد (3) سنوات وخرجت في العام (1973) من السجن.

لم تلاق نميري مرة ثانية؟

- لا .. لم أقابله بالرغم من أن الفرصة كانت سانحة أمامي لذلك.

...........

في ملاحظة أود ذكرها..وهي ان المعلومة التي ذكرت أن هاشم العطا ظهر في التلفزيون وهو مبلل بالعرق من رأسه ووجهه، حتى ظن انه خائف.. اود ان أقول ان كثرة العرق كانت مرتبطة بهاشم في كل الاوضاع ولا علاقة لها بالخوف او الاضطراب.

من أين جاءك لقب (الجوكر)؟

=من الكلية الحربية بعد ان تم قبولنا من المدارس الثانوية نشر احد الأخوان خبراً بـ (الصحافة) و (الأيام) بحسب ما أذكر قال: تم إختيار الأخ محمد مصطفى عثمان للإنضمام لأسرة الكلية الحربية هذا العام، ومصطفى كان (جوكراً) للحفلات طيلة الأسبوع الماضي بمناسبة إنضمامه للكلية ... ومنذ ذلك الوقت التصق اللقب باسمي.
[/align]



نقلاً عن سودانيزأونلاين

http://www.sudaneseonline.com/ar1/pu...ticle_96.shtml



التوقيع: من هُنا يبدأ العالم الجميل
عبدالله الشقليني غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

تعليقات الفيسبوك


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

التصميم

Mohammed Abuagla

الساعة الآن 07:07 AM.


زوار سودانيات من تاريخ 2011/7/11
free counters

Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 2
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc.