[align=justify]أخ حاتم
لك التحية
تعرف مشكلتك تحسب أنك تحاور في حين انك تطرح وجهة نظر لا تقبل منا غير التسليم بها و أنت لست على استعداد لان تغيرها لأنك معجب بفكرتها التي في كتاب د. الباقر وتريدنا أن نشاركك القناعة ونجعل هذا الكتاب كتراتيل النصارى و قرأن المسلمين الذي لا يأتيه الباطل من خلفه ولا من بين يديه ونحن لا يمكن أن نصل درجة الاعتقاد في رأي بشر غير المصطفى (ص) .
أنا واثق انك لم تقرأ ما تداخلت أنا معك به وتصر على الرد فتهمز وتغمز وتتهكم و كل ذلك لم يزعجني مثل محاولتك المستميتة لعدم قبول الأخر رأي أو عرق و أنت تنصب نفسك مفكر عصرك الذي سيحسم مشكلة الهوية في السودان بعد ما صورتها مشكلة المشاكل ومثل هذه الإنتفاخة لن تضر بغيرك وها هي قد جلبت من يقول لك أرعوي وتهذب في مخاطبة أفكار الغير فنحن أخي لا نعرف بعضنا ولكننا نطرح آراءنا ففيما عراكنا دع الآراء تتصارع حتى وإن كانت لا ترقى لمستوى علمك الرفيع ورأيك السديد أما إن كنت أنت فتحت مدرسة ولم تفتح بوست وقررت علينا فيها الحفظ والترديد فنحن كبرنا سنناً على الحفظ فلا تتعب نفسك .
بعدين أنت لماذا متقمص هذه الروح العدائية حتى تحسب كل من يخالفك الرأي عدو وكل من يخالفك العرق عدو ؟ فكيف حسبتني زعلان من العنوان ! تحسب أنك لو سودت ظهر البسيطة بما تكتب سيغضبني ؟ لا والف لا فأنا لست ناطق باسم العروبة في السودان ولست في خوف على مصيرها ممثل هذا ولا أشعر بأنها محشورة لهذه الدرجة التي تبحث فيها عن المراقة كما تهيئ لك !! سيدي أنا رجل وجدت سؤال على المنبر في رأي هذا السؤال يحتمل أن يكون مادة للحوار ويحتمل أن يكون تهكم وسخرية ومع ذلك حسنت الظن وقدمت اطرح رأي البسيط مشارك في الإجابة وذكرت أني لم أجد وقت لقراءة الموضوع كمقدمة إعتذارية ولم أرى حينها مانع من التعليق على العنوان فقلت أن السؤال خطأ في تعميمه فكل السودانيين ليس عرب ولكن بين السودانيين عرب نعم وسألت عن ما أثبته أنت من شك في عروبة بعض السودانيين هل هو تشكيك من القوميات الأخرى داخل السودان أم الشعوب العربية التي سميتها أنت أو د. الباقر مركز ونحن هامشه ولم تجب على سؤالي وقلت أنا اللغة دليل هجرة عربية فترد علي أنت لتقول لي للغة ليست دليل على العروبة وأنا لم أقل بذلك وتعد حجة اللغة مراقة السودانيين من السيك العربية وتضرب أمثال بالمكسيك والأسبان وهي بعيدة عن الواقع الذي نناقشه ثم تقولني ما لم أقل مثلاً هل أنا قلت أن لي نسب مقدس لا يجوز الطعن فيه أم قلت كل الأنساب بما فيها نسبك النوبي مقدسة دينيا ومنهي عن الخوض والطعن فيها أم تريدنا أن نترك الإسلام أيضاً لأنه وفد مع العرب الذين لا وجود لهم الآن ؟ ؟ وتارة تأخذ من قولي وتدع كما يحلو لك كويل للمصلين لتجرم قول خارج سياقه . و تنكر وجود العرب في السودان بعد ما أثبت دخولهم إليه و لم تعلمنا كيف خرجوا من على الحدود أم تبخروا في السماء وتقول العرب فتحوا السودان واستعمروه والثابت أن العرب لم يفتحوا السودان بالسيف فقد هزمهم النوبة في أول مرة وهزموا هم النوبة في معركة أخرى وكانت اتفاقية البقط ولم يكن هنالك فتح ولا نصبوا حاكم عربياً على النوبة ـ حيث أنه لم يكن هنالك دولة اسمها السودان بحدودها المتعارف عليها اليوم ــ والثابت أن العرب دخلوا بعدها مهاجرين هذا ما نعلمه من تاريخ تلك الحقبة فإن كان لكم علم بغيره فزودونا به . ثم تدلف إلى حقبة قريبة من التاريخ وتحاكم عبد الله جماع كحاكم عربي وأنت تنفي العروبة على أرض النيلين !! حتى يومنا هذا !! وتثبت غيظك غير مكتوم من الذي يدعيها فإن كان فعلاً هذا ما بقيظك أخشى أن يطول غيظك فهذا وجود غير منته بنكرانه .
و تسألت أنا ما الفائدة التي سنجنيها إن أثبتنا عروبة في السودان أو أثبتنا العكس ولم أجد إجابة شافية غير مشكلة وهمية هي الهوية أنا لا اعرف أن من شروط الدولة الحديثة أن يكون شعبها من عرقية واحدة و ثقافة واحدة ولون واحد إذن لكان كل دول العالم بحاجة لنظرية الهوية العرقية اللونية الثقافية هذه ! الثابت من غير شك أن كل البشر من أب واحد و أم واحدة فما الذي يفضل عرق على أخر ؟ إن اختلاف الألوان والألسن هي سنة الله في كونه الذي جعل الناس فيه شعوب وقبائل ليتعارفوا لا ليلغي أحدهم الأخر ومن أراد أن يناطح سنة الله في كونه فليذهب وحده .
وهذه الأفرقانية التي يدعوا لها البعض الآن حين عجزوا عن فهم التنوع العرقي بدعة لم يسبقنا إليها أحد فأفريقيا ليست لنا وحدنا حسب علمي وهي جغرافية نقطنها وليست عرق ننسب إليه وفي كل دول أفريقيا قبائل وقوميات ولغات متعددة والسودان بينها يعج بالقوميات والألسن ولم ينكر فيه أحد على قومية أو عرق غير العرق العربي يا ترى لماذا!!؟
في رأي أنت تخلط خلط غريب حين ترى تعارض بين التنوع العرقي والثقافي وبين الهوية السياسية نحن جميعنا نعيش على قطر أسمه السودان هذه جنسيتنا عقد مواطنة متساوي الحقوق والواجبات هاجر بعضنا من إفريقيا هاجر بعضنا من جزيرة العرب أو سيهاجر إلينا من الصين من الهند مسلم مسيحي وثني كل ذلك تنوع لا يتناقض مع الجنسية الواحدة ولا يعيق قيام دولتنا ولا تقدمها إن فهمنا مغزاه .
أما نظريتك التي لم تقدم فيها غير إنك فقط تريدنا أن نؤمن بأن ليس في السودان عرب بدليل ازدراء بقية العرب لعرب السودان بسبب لونهم الأسود وان العلم أثبت أن بدمائنا فقط 20% عروبة لأن مصدر الدراسة جامعة الخرطوم وأنا أستطيع أن أبصم لك بالعشرة بأن في السودان مناطق نسبة الدماء العربية فيها صفر كالجنوب مثلاً ولكنك لا تستطيع أن تنكر أنت أن في شرق السودان عرب خلص كالرشايدة فأين أجريت هذه الدراسة وتحت أي ميول فكرية تمت وما الدافع إليها ؟ ومتى ستوضع في دستور السودان ؟ .
ألا تتفق معي أن من الأجدر بنا أن ندير حوار حول مشاكلنا الكثيرة حوار لا يقصي أحد ولا ينكر على احد ولا ينفي آخر حتى نخرج من هذا الجدل البيظنتي الذي لم يعد له وقت فإن بلادنا أضحت مهددة في وجودها قبل أعراقها .[/align]
|