التعددية السياسية هي مساجد المسلمين لأداء فرضهم السياسي
التعددية السياسية هي أرضية العمل لتطبيق فريضة الشورى في المجتمع الإسلامي، حيث تقوم وحدات التعددية السياسية من أحزاب أو منابر سياسية، بتجميع أصحاب الآراء المتقاربة فيما يخص السياسة والحكم، وتعمل على تنظيم هذه الآراء وتقويتها وطرحها كمشروع متكامل في البرامج الانتخابية والبرلمانات.. الشيء الذي يخلق فرصة عمل سياسي فاعل ومنتظم للمسلمين، ويمكن أن تضم هذه المنظومة حتى أصحاب الديانات الأخرى في طياتها.
وقد أقر الإسلام التعددية السياسية في المجتمع المسلم.. وأطلق على وحداتها مسمى الطوائف، ومفردها طائفة، قال تعالى: ((وَإِن طَآئِفَتَانِ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ ٱقْتَتَلُواْ فَأَصْلِحُواْ بَيْنَهُمَا)) .. وهذه الآية تشير بوضوح إلى تحلي المجتمع المسلم بالتعددية السياسية الظاهرة الوجوب في العمل السياسي.
ومن هنا فالتعددية السياسية هي مساجد المسلمين لتطبيق فريضة الشورى.. فهي التي تصنع الساسة والقرار السياسي وفقاً لمذاهب وحداتها التي تضم أبناء البلاد والأمة المتنافسين بشرف لخدمة مجتمعهم.
وبناً علىً القاعدة الشرعية: (ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب)، فالتعددية السياسية واجب إسلامي مؤكد.. مع الأخذ في الاعتبار تحريم الإسلام للتعددية والحزبية الدينية فلا تقوم أحزاب على أسس ومذاهب دينية، لأن الدين في الإسلام واحد.
وأرجو أن ننتبه إلى أن الطغاة يستغلون منع الإسلام للتحزب الديني لتحريم التعددية السياسية الحميدة.. وهذا تحايل واضح لحرمان المسلمين من حقهم في إدارة شأنهم السياسي.
هذا وبسبب اختلاف الناس في مذاهبهم الحياتية واختلاف بيئاتهم وفكرهم السياسي، فإن أي إقصاء أو تجاوز للتعددية السياسية في بناء الدولة ومجتمعها السياسي هو خيانة عظمى للوطن والأمة، وهو بمثابة، قفل المدارس السياسية.. الشيء الذي يذهب بعقل الأمة السياسي.
التعديل الأخير تم بواسطة الرضي ; 21-07-2012 الساعة 02:36 PM.
|