القتامة .. ما لها هي الخرطوم ضلّمت ..!
خصنا الأستاذ الشاعر أزهري محمد على بهذه القصيدة ..
وهي تنشر لأول مرة ..
بل إن أعضاء سودانيات سيكونون أول من يطلع عليها ..
ولى عودة للتعقيب على هذا العمل ..
[frame="7 60"][align=right]ما لها هى الخرطوم ضلّمت!
إتلفحت توب السواد
طَفت الثعالب ضحكتا .. وطوّلت ليل السُهاد
إنفضّ سامر فرحتا.. اللّمة والناس، والوداد
الساقية، والحزن النبيل ..ومن غير ميعاد
فلق الصباح .. الشجر أقلام جميع والنيل مداد
طال الشتات .. و دابت حشاشات القرى
فى المدن ذات العماد
والليلة لا بان لك صباح لا ملت البوح شهر زاد
وأنا كلّما غابت سعاد
غابات من الشك تشتعل
يشتعل شوقي وأقول "بانت سعاد"
بانت سعاد دلاّني آخر الليل نجم
انزع مخاوفك واتحد
واصعد وسيم للمشنقة
واضحك على وهج الزناد
اصعد كما صعد الفراش جذوة النار
واحترق ..
لملِم رفاتك ..وانتفض تحت الرماد
خلّيهو جرحك للهوام.. الخوف على جرح البلاد
البلاد في حافة النار و انت الوحيد المُشْـتَـبَه
إنت الوحيد فى حضرة الموت إنْتَـبَـه
بصرك حديد .. وطيفك يجِينا شبه شبه
الريح محت ريحة خطاك
ودلّت عليك دابة الأرض.. وغناك
دلّت عليك فى العتمة دعوات الخلاص
والأرض ماعون التعب
ضاقت بما رحبت خلاص
اشتعل غضب الحريق
وخطوك على خط التماس
الهواجس لوّعت صحو الحنين
ونعنعت خدر النعاس
والصحاب من كل ناحية مصوبين
وجسدك على مرمى الرصاص
أترك وراك .. والفخاخ نصبت على هذا الأساس
وروحك من تسامى النشوه
رقصت تحت حبل القصاص
لا جرحك الفاتح بريء
لا مدّ ضل العافية لعصب الحواس
ضاقت خلاص ..
و الدودرك للطعم من فوق الشرك
دغدغ مشاعر الطيبة فى حس الدباس
ضاقت خلاص
و انت بِتدّارى الفرحة من حزن المغارب
انت بتقاوم لانتزاع الوردة
من وسط العقارب
فاتك قطار الأمنيات .. ندبت حظك
وارتديت زى المحارب
ندمان على حلم السنين
الضائعة فى حقل التجارب
وخائف على العمر الفضل
والناس تسالمك بالمخالب
الناس تسالمك .. والصحاب ضحكاتا
زى طعم الطحالب
ضاقت خلاص من كل جانب
أمسينا فى حد الكفاف
و أصبحنا كلنا فى البلد
نحن المواطنين الأجانب
ضاقت خلاص[/align][/frame]
|