ماذا سنفعل حين تضع الحرب أوزارها؟ !!! حسيــــن عبد الجليل

دعوة لمشاهدة فلمي ( إبرة و خيط ) !!! ناصر يوسف

قصص من الدنيا؛ وبعض حكاوي !!! عبد المنعم الطيب

آخر 5 مواضيع
إضغط علي شارك اصدقائك او شارك اصدقائك لمشاركة اصدقائك!

العودة   سودانيات .. تواصل ومحبة > منتـديات سودانيات > نــــــوافــــــــــــــذ > أوراق

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 23-11-2007, 03:02 AM   #[1]
تاج السر الملك
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية تاج السر الملك
 
افتراضي محنة النبى لوط

ستيغما (2)
محنة النبى لوط

تاج السر الملك


ذهبن الى غير رجعة الأيام الزاهيات المذهبات لبقالات ( سفن-الفن) , فحتى اوائل التسعينات , و فتيات (هيو هفنر) صاحب ( البلاى بوى) , يقدمن البارد و الساخن , و المشوى و المقلى, على طبق من ابتسامات عذاب و تبهكن يملأ القلب حبورا و بلهنية , و يتمنين لك فوق كل ذلك ( نايس داى) , و جاءت على اعقابهن حسان اثيوبيا اللواتى يتقن كلمة ( نكست) , و الأصرار على الحديث باللغة ( النماستية) استدرارا للأعجاب , أو حياء من الأكسنت الكثيف , حتى انزوين جميعا فى ( قراشات) تحت الأرض, يقول الخبثاء ان المال فيها جزيل , أجزل من وظيفة فى ( ناسا) , ثم اتى عصر المحرمات المحجبات , من أرض الباكستان و الأفغان, و اولاء يكثرن من الأستغفار كلما مرت بين اياديهن علب البيرة الباردة , او ( حصان طروادة) المطاطى !!! اما عهد الهنود , فهو عهد الشك , فكل زبون حرامى حتى و لو كان قاضى المديرية , و الأنجليزية عندهم كما يقول صديقنا ( الرشيد) ( زول بتكلم و فى خشمو بلى).
و جاء اليوم الذى دخلت فى صباحه البهى , كعادتى لشراء القهوة, حتى فوجئت بتحية الجالس خلف الكاونتر
- سنو
- -سنو آفيا_ اجبت دون وعى
- آفيا كلو أنا زاكا أنا كجيا ...و حانت منى التفاتة فرايت لدهشتى الصاعقة , كورة ( القودوقودو) , و عليها صورة هلال رمضان , قابعة , ( مطرقعة ) فى صمت بجانب الميكرويف , وفم الرجل محمر , مصفر , من اثر مضغ ( القورو) , ...أمريكا رحلت مشت وين؟؟.. صرخت فى سرى يائسا ..بينما الرجل ( الكزو) يحدق فى وجهى , و كأنى بسيل افكاره الهادر , يلطمنى على وجهى ( الحبشى المعفن ده داير شنو)..وددت ان اجيبه ..انا سودانى اول حاجة..و لكنه لم يسألنى, فعملت على مجاهدة النفس كاتما رغبة ملحة فى الصياح.....كيس!!
- حز فى نفسى هذا المنولوغ الشرير لبرهة قليلة, قضى عليه شعور بالحسرة على ايام زمان , ايام كانت ( مانهاتن) مبنية بالجالوص, تمنيت حيث لا يجدى التمنى, عودة فتيات الغلاف الى مباشرة اعمالهن فى ( سفن-الفن) , و فتيات ( ايبونى) السمراوات , و على اسوأ الفروض , شباب أديس ابابا الباسل , او الكاريبيات اللائى ينشرح الفؤاد لخطى السالسا التى يمشين على ايقاعها. و اصابنى الأكتئاب العضوى الفورى , وانا اصطلى بالنظرات المكوة لعاملنا الجديد, و الذى اكاد اجزم بأنه لم يسمع فى حياته بكلمة ( كستمر سيرفيس) أما ( اليونيفورم), الأخضر المزوق بالأحمر فكأنى به يصيح من غربة ووحشة و حسرة لاعنا اللوترى و سنسفيله.
- عكفت فى الأيام التى تلت , مجدا فى البحث عن الأمريكيون , فما وقعت لهم على اثر, فكأنما انشقت الأرض و ابتلعتهم , وتخيلت كم من الناس احرجوا , حينما صرحوا بكثير من الفلهمة ( جيرانا بيض) , حتى افاقوا من النوم على رحيل البيض فى الصباح التالى, فكأنما حملتهم مركبة فضائية الى خارج المجرة, ثم سرعان ما تمتلىء المنطقة بمزيد من ( البنى كجة) , يفدون كاللعنة التى لا فكاك منها, و علمت فى بحثى , بهجرة الأفروامريكان الى الجنوب, حين لم يستقم لهم ود مع اى من المهاجرين , و خاصة اهل آسيا, حصدوا منهم ما حصدوا , و حينما اشتد عزم الشرطة و غرامهم الأزلى مع القهوة المجانية و ( الدونت) و الدفاع عن تلك المزايا حتى آخر رمق, هاجروا الى الجنوب بخيرهم و شرهم.
- و انتبذ البيض الأماكن القصية العصية, كتلك التى تصل فيها قامة الجليدعشرة اقدام او يزيد ,و الأربعون تحت الصفرتلك لا تجامل احدا من جنس غير ساكسونى مهما عظمت هامته , محولة اياه الى دندرمة, و قد علمت بعد جدى و جهدى فى البحث , اننا جميعا , اسايلاب , لوتراب و مزارعين , لابد و ( مصطكون) فى سوق واشنطون الشعبى الأكبر , فأسفرت البقالات الحلال عن مكنوناتها , زيت السمسم , و روائح ( الفرير دمور) و جنائن السيد على و الكافن كافن و عرق المحبة و سعوط الوطنية بحرى , و غير ذلك , شاشات الجزيرة الضخمة فى المقاهى و صورالمجازر المنقولة عبرها بصدق و تفان و انت تتناول طعام العشاء بلذة و شغف.
- نمت و فى خاطرى سؤال..هل هذه هى امريكا التى غنت لها البنات فى الستينات( الروك اندروك..والقمر الروسى) ؟؟؟
- ثم بدأ الأمريكيون فى زيارتنا من وقت لأخر, كانوا سواحا من الرسميين , جلهم من المفتشين و الجباة والمحامين ..صحة, ضرائب, و مخابراتية , فى المقاهى و المساجد وبينهم ( بنى كجة ) ايضا , و قد تداعت الخواطر المزعجة فى عقلى الى حد خفت فيه من اليوم الذى أفتح فيه ابواب منزلى فى صباح العيد لأفاجأ باهازيج ( ايدو مبارا الينا اليكم ..كل سنا مكو تايبين) , مثلما يفجئنا الساسة السودانيون , الذين تركنا البلاد لاجلهم ,و ملاحقتنا بمحاضراتهم الفجة اللزجة , التى لا تسمن او تغنى من جوع , ملتصقون على اعقابنا انى حللنا!!!حتى اصابنا ما اصاب صاحبنا الذى هاجر الى اقصى حدود ( السكا) , ظنا منه بأنه بعيد عن ايدى ( بنى كجة) , حتى سمع من وراء باب كابينة موارب صيحة ترعد منها الأفئدة....خمسين!!
- حكى لى صديق آخر خبر ادائه لقسم الجواز , بكثير من الزهو و النشامة , و كيف انه كان يردد نشيد السلام الجمهورى السودانى فى سره اثناء اداء القسم , فاعجبت ايما أعجاب بهذه العبقرية النادرة , , اجبت على قوسى عينيه الفارغتين بمزيد من الأطراء و انا كاذب حتى العظم , أشدت داخل القوس بما فعل , و اثنيت على الشطارة التى (فاتت) على اهل الجوازات و الهجرة , و ذكرته بأن قلوب و خواطر الأمريكان لا بد و ان تنشق ان علموا , فكم من ليال قضوها فى انتظارك, لتحل ضيفا عليهم , تعمل ليل نهار , لتستأجر منهم الغرفة التى تنام فيها , و تكترى السيارة التى تمتطيها , و حتى الهواء الذى تتنفسه, تدفع فى سبيله ضريبة ( الأيميشن), فأن (تمنتشت) عليهم , ارسلوك اهلك عاريا كما ولدتك امك!!!فأنبسط الصديق لقولى و همس فى اذنى ( الأمريكان ديل بلداء...ما تشوفن كدا) , و كنت ( اشوف) فى تلك اللحظة , المختصر المفيد , من قبائل العالم الثالث , متكدسون ما بين ( سمنارى رود) , و ( ليزبيرغ بايك) ..لا حلم و لا قدرة على الحلم , اقرب قليلا الى قول احدهم ( كاسرين ركبة)!!! و جال بخاطرى انشاد صديقى للسلام الجمهورى , ويده مرفوعة فى فضاء الغرفة , تمنيت لو انه تلاه بصورته الصحيحة , و ليس كما انشده احد لاعبى الفريق القومى لكرة القدم , حين قال ( يا بنى السودان..هذا جيشكم..يحمل العلبة..) الخ الخ..هى محنة اشبه بمحنة نبى الله ( لوط), الذى أرتبط اسمه بسلوك , قاتل ضده حتى النهاية , فما سمى حرم او شارع واحد بأسمه , و لا ادعى النسبة اليه احد.

ـاج السر الملك
-



تاج السر الملك غير متصل   رد مع اقتباس
 

تعليقات الفيسبوك

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

التصميم

Mohammed Abuagla

الساعة الآن 08:30 AM.


زوار سودانيات من تاريخ 2011/7/11
free counters

Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 2
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.