كلام العارفين فى المعرفة بالله ....
المعرفة فى ضمن النكرة مخيفة
والنكرة فى ضمن المعرفة مخيفة
النكرة صفة العارف وحليته , والجهل صورته , فصورة المعرفة عن الافهام غائبة آيبة .
كيف عرفه ؟...ولا كيف
أين عرفه ؟ ....ولا أين .
كيف وصل ؟... ولا وصل .
كيف أنفصل ؟.... ولا فصل.
ما صحت المعرفة لمحدود قط , ولا لمعدود . ولا لمجهود , ولا لمكدود
المعرفة وراء الوراء وراء المدى , ووراء الهمة , ووراء الاخبار , ووراء الاسرار , ووراء الادراك .
هذه كلها شئ لم يكن فكان , والذى لم يكن ثم كان لايحصل الا فى مكان , والذى لم يزل كان قبل الجهات , والعلات , والالات ,كيف تضمنته الجهات ؟ وكيف تلحقه النهايات ؟
من قال :عرفته بفقدى, فالمفقود كيف يعرف الموجود؟
ومن قال: عرفته بوجدى , فقديمان لايكونان
ومن قال :عرفته حين جهلته , فالجهل حجاب , والمعرفة وراء الحجاب لاحقيقة لها.
ومن قال عرفته بالاسم , فالاسم لايفارق المسمى , لانه ليس بمخلوق .
ومن قال : عرفته به , فقد أشار لمعروفين .
ومن قال عرفته بصنعه , فقد أكتفى بالصنع دون الصانع
ومن قال عرفته بالعجز عن معرفته , فالعاجز منقطع , والمنقطع كيف يدرك المعروف؟
ومن قال : كما عرفنى عرفته , فقد أشار الى العلم , فرجع الى المعلوم , والمعلوم يفارق الذات ومن فارق الذات كيف يدرك الذات ؟
ومن قال : عرفته كما وصف نفسه , فقد قنع بالخبر دون الاثر
ومن قال عرفته على حدين , فالمعروف شئ واحد لا يتحيز ولا يتبعض .
ومن قال : المعروف عرف نفسه , فقد أقر بأن العارف فى البين , متكلف به, لان المعروف لم يزل كان عارفا بنفسه...
__________
الحسين بن منصور الحلاج
|