الاخ مجدي لك التحية
هذا المقال دلالة قاطعة علي بؤس الخطاب الاصولي السلفي في توضيح حقائق كانت بدهيات في مجتمع الرسالة الاول .
لغة الخطاب الاقصائية وتعبيراته العدائية ولسان حال كاتبه مصنفا نفسه مرجعية الحق وركن الرشاد ووصيا علي الناس الذين يخالفون مذهبه .
ولعمري لم يكن منهجه صلي الله عليه وسلم بهذا الفجور في التعامل مع الاخر . ثم اسال ايهما اكثر تاثيرا في المجتمع الانساني حرية التعبير والفكر ام حرية الاعتقاد ؟؟
حينما اختلف مع علماني مسلم يصلي ويصوم يدعوا الي علمانية الدولة وحرية الفكر أم اختلف مع مسلم متهود لايؤمن بشريعتي . ايهما اكثربعدا بالنسبة لصاحب المقال موضوع البوست .
لا شك انه المسلم المتهود لانه بمنهجه سيصنفه من اهل النار.اقول هذا المسلم المتهود جعله النبي صلي الله عليه وسلم ركن من اركان دولته في المدينة، له حق العبادة وممارسة طقوسه دون وصايا من دولة النبي صلي الله عليه وسلم، وقد قال النبي عن ذلك هم أمة واحدة مع المسلمين وهذا حق المواطنة الذي يجتهد فيه البعض اليوم بفقه فقيريستند علي اجتهاد غير مواكب .
ثم نحن اليوم امة الاسلام نرتبط مع عالم يختلف عن العوالم السابقة يسبقنا علما وقوة، نحن وهم نخضع لقوانيين انسانية تعاقدت عليها تلك العوالم وفق عقود لتنظم علاقاتها ومصالحها وحربها وسلمها، ثم لاتنفك مصالحنا كأمم مسلمة شرقا وغربا عن هذه المواثيق الدولية مع العلم ان بها حرية التعبير والرأي بما يخالف عقائدنا فكيف بالعقلية السلفية الناقلة التعايش مع هكذا باطل اذا اخذنا دلالات المقال السابق في الاعتبار .
ان خطاب الوصايا وتحديد مسارات للفكر والاعتقاد للناس بلغة المنهج السلفي الناقل شئ يعارض حقيقة الدين. الله سبحانه وتعالي يقول(لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ) البقرة256
سبب نزول تلك الايات كما قال ابن عباس كانت المراة تكون مقلاتا اي لا يعيش لها ولد فتجعل علي نفسها ان عاش لها ولد تهوده، فلما اجليت بنو النضيركان فيهم من ابناء الانصار،فقالوا لاندع ابناءنا فانزل الله تلك الايات .
ان الله يمنعهم من اكراه ابناءهم الذين من اصلابهم علي الاسلام .لان العقائد اذا لم توقر في النفوس والقلوب لا يقبلها الله يوم القيامة لهذه الحكمة جعل الله الاعتقاد خيار انساني وهو لا ريب اعلي منزلة عن حرية التعبير والفكر .
ثم أن الحديث عن المرجعيات التي نقيس عليها فكرنا وفعلنا ومعتقدنا غير واردة في تعاملنا مع الاخر غير المسلم واقصد المواثيق والعهود والمعاملات .
الرسول عليه السلام حينما تواثق في صلح الحديبية نزل الي راي قريش في الميثاق وصياغته اللغوية وبنوده ولم يخرجه ذلك عن دينه رغم غضب بعض الصحابة الذين لم تستشرف عقولهم حينها المنهاج العقلي النبوي .
للناس حرية التعبير والفكر عن مسلماتهم الفكرية وان اختلفوا معنا في عقيدتنا، لا حجر علي احد بل نحاورهم ونناقشهم وقد كفل القران حرية المناظرة والتفاكر مع الاخرحتي وان افضي الحوار الي عدم اقتناع .
يقول الله تعالي(قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ) ال عمران64
حتي عندما يتولي هؤلا لا تكفرهم ولا نعاديهم هذا منهج رباني راقي يفتقده كثير من الذين يسيئون للاسلام اكثرمن اصلاحهم
فما بالك بالعلمانيين واللبراليين الذين يدينون بديننا ويختلفون مع فقهنا وموجهات تفكيرنا التي تستند الي الكسب البشري .
نعم ليس هنالك مطلق في الحرية والتعبير والفكر لذلك خلقت تلك المجتمعات منذ الخليقة قوانينها ونظمها التي تحتكم لها وبالتالي تقييم الضد الاخلاقي يختلف بين المجتمعات حسب معطياتها الثقافية والبيئية ما هو عيب في مجتمع، في مجتمع اخر مكرمة او شئ لا بأس فيه.
اهل الاديان يحتكمون الي منهجيتهم وغيرهم له منهجيته، الاسلام اتاح للكل ان يعتنق ما يشاء ولا يكره احد علي الايمان وهذه حقيقة عقدية ينبقي ان تعيها المنهجية التي جعلت الامة الاسلامية دون عقل ووعي .
التعديل الأخير تم بواسطة نادر المهاجر ; 25-08-2013 الساعة 02:20 AM.
|