الـــــسر الغميــــــــس !!! النور يوسف محمد

حكــاوى الغيـــاب الطويـــــل !!! طارق صديق كانديــك

من الســودان وما بين سودانيــات سودانييــن !!! elmhasi

آخر 5 مواضيع
إضغط علي شارك اصدقائك او شارك اصدقائك لمشاركة اصدقائك!

العودة   سودانيات .. تواصل ومحبة > منتـديات سودانيات > منتـــــــــدى الحـــــوار

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-12-2006, 05:58 AM   #[1]
آمنة مختار
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي فى ذكرى مذبحة ميدان مصطفى محمود : كيفية تفعيل قوانين حماية اللاجئين؟

الدول الحرة ما قصرت عندما أقرت الاعلانات والمواثيق الدولية لحقوق الانسان ولحماية اللاجئين ، وعندما أنشأت المفوضيات والمنظمات والجمعيات لرعاية هذه الحقوق.
ولكن فى السنوات الأخيرة يبدو انه حدث تراجع ملموس فيما يتعلق بتطبيق المواثيق والقوانين المتعلقة بحقوق الانسان وحماية اللاجئين والأسرى والشواهد كثيرة على ذلك ، من جوانتنامو ..........الى ميدان مصطفى محمود .

فماهو السبيل لتفعيل هذه القوانين ؟؟
وماهى المقترحات الممكنة القابلة للتطبيق ؟؟
خصوصا ان محنة اللاجئين السودانيين ( وغيرهم من الجنسيات الأخرى )فى مصر والأقطار المجاورة ما زالت مستمرة..
اضافة الى محنة أخرى أخشى انها فى الطريق الى تصاعد دراماتيكى فى ظل سلطة باطشة ، الا وهى محنة اللاجئين الأثيوبيين فى السودان.

شخصيا كانت لى تجارب فردية فى محاولة مخاطبة منظمة الأمم المتحدة ، ومفوضية شئون اللاجئين ( قبل سنوات ) بخصوص أوضاع اللاجئين السودانيين فى مصر ، وجاءنى الرد محبط جدا..وفوقى جدا : أن أتابع مع المكتب الفرعى لمفوضية اللاجئين فى القاهرة !!
والمفارقة هى :اننى كنت أشكو لهم مكتب المفوضية نفسه !! ومعاملته لللاجئين وتسويفه .

كذلك كنا شهود قبل سنوات انا وبعض الأخوات فى بورتسودان تعاليا واستهتارا وتجاهلا لحقوق اللاجئين الأريتريين والأثيوبيين من قبل مكتب المفوضية فى البحر الأحمر، مما أدى لمآسى ومخازى يندى لها الجبين.

فالى متى السكوت !!
وماهى وسائل الضغط المقترحة والممكنةمن أجل تفعيل قوانين حماية اللاجئ ؟؟؟



آمنة مختار غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 02-12-2006, 06:58 AM   #[2]
تراجي ابوطالب
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي


شكرا لك آمنه مختار
وانت تواصلين الانحياز لكل اللاجئين في العالم وبتحديد اكثر اللاجئين السودانين.
مع قدوم يسمبر تتفتح كل جراحاتنا ...عن ذكرى مذبحة مصطفى محمود.
ووتوارد القصص عن موقف مشابه قد يتعرض له لاجئين اثيوبين في السودان.
وهو شيئا محزننا جدا,ونتمنى ان نتمكن من قرع ارجاس الخطر في وقت مناسب قبل الكارثه.
فعلا اوضاع اللاجئين تحتاج لدفع وللتحدث عنها في كل المنابر العالميه,لتزايد اعدادهم اولا
وتزايد الظلم الواقع عليهم.
واقل ما نفعله في ذكراهم الاولى ان نتعهد بأن لا نصمت عن ماتم بحقهم,وان نواصل المطلبه
بالتحقيق حول ماتم بشأنهم.
ولك الود.
تراجي
.



تراجي ابوطالب غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 05-12-2006, 04:22 AM   #[3]
آمنة مختار
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

شكرا تراجى ..



آمنة مختار غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 05-12-2006, 06:44 AM   #[4]
خالد الأيوبي
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي


العزيزة / آمنة

ســـــؤال يحير فعلاً

شــــاهدت الصور التي أخذها طلال للإجئين الإثيوبيين شئ مؤلم حقاً .. و مأســـاة ميدان مصطفي محمود مرت مرور الكرامة

ســـــؤال يحير لأنك كما ذكرت القوانيين موجودة ولكن قنوات المنظمة لا تتيح الفرصـــة للإجي لإيصال صوته .. وإذا وصل صوته فما من ســــبيل له لمتابعة حقوقه و الدليل أبواب المفوضيات الموصدة أمام اللأجئين في مصر و السودان .. و كثير من الدول الأفريقية التي لا يختلف فيها الحال...

ربما يســـتطيع المثقف من لعب دور ... بمواصلة الكتابة و الضغط علي منظمات حقوق الإنســـان لتضغط بدورها علي منظمات الأمم المتحدة لتفتح أبوابها و آذانها لســــماع أنات اللاجئين ....

عليه أوقع من أجل اللاجئين الإثيوبيين .....



خالد الأيوبي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 05-12-2006, 08:51 AM   #[5]
Garcia
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية Garcia
 
افتراضي

مقال من جريدة الاسبوع المصريــة (يناير 2006 ),,,

( إهداء خاص جدا ل تراجى مصطفى , واتمنى ان تطلع على هذا المقال بذهن منفتح ) ...
ليلة سقوط الضمير الإنساني في ميدان 'مصطفي محمود'
بقلم محمود التميمي


كمشهد من فيلم 'سبارتاكوس * ثورة العبيد' بدأت ليلة الخميس الماضي في ميدان مصطفي محمود.. وكجدارية من تلك التي تصور معارك الفراعنة في معابدهم و هم يسوقون الأسري الأذلاء طلعت شمس الجمعة علي هذا الميدان وقد صعدت إلي بارئها عشرة أرواح تلتها عشرة أخري كانت منذ دقائق تتحرك في فضاء 'حديقة البؤس' التي احتشد فيها آلاف اللاجئين السودانيين منذ شهور ثلاثة في نزاع بينهم وبين المفوضية الدولية لشئون اللاجئين.. والاسم الأخير ربما العنوان الأحقر لسقوط الضمير في هذا العصر. والنزاع بين اللاجئين السودانيين في مصر ومفوضية اللاجئين يعود إلي تاريخ إبرام اتفاق السلام بين حكومة السودان والجبهة الشعبية بقيادة جارنج.. عندها بات من المتوقع ان ترفع مفوضية اللاجئين صفة لاجئ عن هؤلاء البؤساء النازحين من دارفور وجنوب السودان.. وظهرت في الأفق نوايا كثيرة في هذا الاتجاه.. وبدأ تذمر السودانيين.. وظهرت مظاهراتهم في ميدان مصطفي محمود.. تلك المظاهرات التي أزعجت المفوضية كما ازعجت الأمن المصري.. كما أنها كدرت الجو العام حول سفارة قطر الموجودة بالصدفة في المكان الأقرب من مقر المفوضية الدولية اللاجئين.. وعليه فلم يكن مرحبا من اليوم الاول بهذا الفعل الاحتجاجي لهؤلاء المتظاهرين.. وحدث الاحتكاك الأول حينما قام الأمن المصري باختبار قدرته علي رفع الهراوة في وجه أجنبي * حتي ولو كان سودانيا * فحدث تفريق مظاهرة لهم قبل شهور قليلة.. وبعد هذه المظاهرة سقط البروتوكول غير المكتوب.. وباتت مظاهراتهم في ميدان مصطفي محمود شيئا معتادا.. والواقع أن مكتب المفوضية العليا لشئون اللاجئين في القاهرة قد قام بتعليق اجراء المقابلات الفردية لتحديد صفة اللاجئ بالنسبة لملتمسي اللجوء السودانيين منذ 1 يونيو 2004 وقد تم تجديد القرار ثلاث مرات آخرها في يونيو.2005 وقد بررت المفوضية هذا القرار بمحادثات السلام في السودان التي تحولت الي اتفاق بالفعل، وبأن المفوضية تقوم بدراسة الوضع في السودان. هذا بالاضافة الي الابطاء في عمليات اعادة التوطين، وتسجيل طالبي اللجوء.
وجاءت فكرة الاعتصام في ميدان مصطفي محمود بل والعيش فيه بجوار مكتب المفوضية الدولية.. وكان ذلك مع دخول شهر رمضان.. وبدأت المسألة في التعقيد وبدلا من حل الموضوع قامت المفوضية العليا لشئون اللاجئين مكتب القاهرة بتعليق عملها بشكل كامل في 20 نوفمبر الماضي بسبب استمرار اعتصام اللاجئين السودانيين بحديقة مصطفي محمود!!
من الغريب طبعا ان المفوضية تعلق عملها في لحظة لابد فيها من ان تعمل.. لكن هذا ما حدث.
في هذه الاثناء وحسب شهادة الصحفي السوداني الواثق تاج السر و هي منشورة) وبعد دخول الاعتصام يومه الرابع والثلاثين واقتراب عيد الفطر دعت وزارة الخارجية المصرية وأسرة وادي النيل وجهاز مباحث أمن الدولة المعتصمين للاجتماع لمناقشة قضية المعتصمين في منزل د. ميلاد حنا بالمهندسين بحضور كل من مسئول شئون السودان بوزارة الخارجية المصرية ومسئول أمني ومن أسرة وادي النيل د. ميلاد حنا وبكري النعيم وتوفيق بيومي وبعد أسئلة متواصلة عن أسماء اللجنة المفوضية ومناطقهم في السودان، واستمر الاجتماع لمدة أربع ساعات، ولم تكن للاجتماع أجندة مسبقة وكان مجرد ترغيب وترهيب لفض الاعتصام وليس حل قضايا اللاجئين.
وقال مسئول الأمن: سوف نفض الاعتصام اليوم أو غدا صباحا ولو بالقوة وحمٌل الستة مفاوضين مسئولية حياة جميع المعتصمين. واعترف ممثل وزارة الخارجية بوجود مشاكل للاجئين ووعد بعرض اجتماع وساطة بين المفوضية والمعتصمين.
ومساء اليوم التالي بعد إفطار رمضان قام المندوبون الستة المفاوضون باعلام المعتصمين بما دار حول الاجتماع، وبعد سماع الملخص قرر المعتصمون بالإجماع البقاء حتي الموت دون مقاومة أو تحل قضاياهم ولو قتل معظمهم وعلي من يبقي علي قيد الحياة أن يرحب بأي وساطة لحل القضية ومواصلة التفاوض.. هنا لم يلتفت أحد الي هذا الكلام.. اعتبرته جميع الأطراف كلاما فارغا وتهديدا لا يرقي لمرتبة الفعل.. و استمر الحال علي ما هو عليه.
مع مطلع شهر ديسمبر تزايدت حدة انتقاد الاعتصام في الإعلام المصري .. أصبحت مشكلة اللاجئين السودانيين المعتصمين في ميدان مصطفي محمود بحي المهندسين في صدر صفحات الجرائد.. ذهب اليهم عادل امام سفير النوايا الحسنة وهو يظن أنه سيؤثر فيهم.. لكنه فاجأهم بالتأفف منهم واصفا إياهم بالوباء في قلب المهندسين ذلك الحي الراقي حسبما نقلوا لنا.. فشيعوه باللعنات وأخرجوه من معسكرهم.
وفي الثاني عشر من ديسمبر قال بيان صادر عن مكتب الصادق المهدي رئيس وزراء السودان الاسبق وزعيم حزب الامة: إن زعيم حزب الأمة السوداني حث المعتصمين السودانيين في ميدان مصطفي محمود علي ضرورة الالتزام بما تم الاتفاق عليه مع مفوضية شئون اللاجئين باعتباره الافضل في الوقت الحالي بالنسبة لتوفيق أوضاعهم وطالبهم بفض اعتصامهم علي الفور. وقد وجه الصادق المهدي الشكر لمصر قيادة وحكومة وشعبا علي ما قدمته وما تقدمه من عون ومساعدات للسودان علي كافة الاصعدة وعلي كريم استضافتها للمواطنين واللاجئين والنازحين السودانيين. وقد دعا احمد أبو الغيط عقب لقائه الخميس مع الصادق المهدي لتكثيف المساعي وبذل مزيد من الجهد للتعجيل بفض الاعتصام في اقرب وقت ممكن. وقاال أبو الغيط: 'إنه في الوقت الذي يكن فيه الشعب المصري كل مشاعر الاخوة والود بالنسبة للأشقاء السودانيين شمالا وجنوبا فان تقاليد المجتمع المصري يتعذر عليها تقبل استمرار مثل هذا الوضع أكثر من ذلك'.. تلك العبارة التي أثارت ما أثارت في نفس المعتصمين في ظروف أقل ما يقال عنها إنها قاسية في شارع اسمه جامعة الدول العربية.. وسارع احد المعتصمين إلي السخرية من أبو الغيط قائلا: 'إذا كان يتحدث عن تقاليد المجتمع المصري فليأت في جولة سريعة في شارع جامعة الدول العربية بعد منتصف ليل القاهرة ثم فليتحدث عن عدم تقبل تلك التقاليد لاعتصامنا السلمي'. صباح يوم 22 ديسمبر.. بعض الاطراف داخل حديقة البؤس يشتمون رائحة انقضاض قادم.. شائعة تسربت تقول: إن قرارا صدر من فوق بألا يدخل حي المهندسين عام 2006 إلا والحديقة نظيفة تماما.. تيارات داخل الاعتصام تتصارع في اتجاهات مختلفة.. لكن جو البؤس والضياع وانعدام الامل في أي شيء يتجه بالجميع نحو المواجهة أيا كانت الخسائر.. بعض العقلاء في الاعتصام أصدروا بيانا جاء فيه: 'الإخوة اللاجئين السودانيين بجمهورية مصر العربية الشقيقة بصفة عامة والمعتصمين بحديقة مصطفي محمود بصفة خاصة لقد التزمنا أدبيا منذ ما يقارب العام ونصف العام لرد حقوقنا المشروعة التي كفلها لنا القانون الدولي وفق اتفاقيات ابرمت منذ عصبة الامم. وكان هدفنا الاساسي هو عكس وجه الظلم الذي تعرض له اللاجئ السوداني داخل مصر من قبل المفوضية السامية لشئون اللاجئين، سالكين في هذا الطريق وسائل عدة كان آخرها اعتصامنا السلمي الذي دعينا اليه كمجموعة تري في الاعتصام حقا مدنيا للتعبير عن الحقوق المشروعة بصورة سلمية دون المساس بأمن واستقرار البلد المضيف واضعين في الاعتبار سيادة الدولة القانونية ومكانتها الدولية.
وتمضي أيام الاعتصام سريعا تتخللها جولات تفاوضية شاقة وطويلة وقف بجانبنا فيها أشقاء أعزاء كانوا طوال التاريخ بوابتنا الاولي ايام النكبات التي عصفت بنا في السودان فاتحين لنا الدار والقلب متجاوزين الاخطاء التي وقع فيها مجموعة من المعتصمين والتي لم تكن البلد الام نفسها تتجاوزها. لكنهم اخوة قدرونا وكانوا دائما ينظرون الينا كإخوة في زمن محنة. حتي وصلنا مع المفوضية السامية الي اتفاقية نعدها مكسبا كبيرا مقارنة بحال الاف اللاجئين السودانيين في دول جوار اخري فصادقنا علي هذا الاتفاق لانه المخرج الامثل لكل المعتصمين فلا بديل لهم غير الاجراء.
كما نعلن نحن صوت اللاجئين السودانيين بمصر التزامنا التام بكل ما ورد في نص الاتفاق. مع وضعنا في الاعتبار والاهتمام بالملاحظات التي ابداها بعض اللاجئين حول بعض النقاط حتي نكون بذلك قد انهينا هذا الاعتصام الذي طال امده وعاني فيه من عاني ومات فيه من مات. ونحن نحصد ثمار اعتصامنا هذا كان لابد ان نشكر كل من ساهم معنا طوال شهور مضت وبدانا بالاستاذ فاروق ابوعيسي ثم الامام السيد الصادق المهدي رئيس مجلس الوزراء السابق و المنتخب الذي تكبد المشاق وجلس معنا بالرغم من ان المتربصين كانوا يحيكون المؤامرات، فصوت شكر وتقدير لهم بمساهمتهم معنا ويذهب الزبد جفاء ويبقي ما ينفع الناس. ومن ثم الشكر جزيلا الي الشقيقة مصر التي لم يبخل رجالها الاوفياء بمدنا بالنصح و الارشاد وتقاسمهم معنا المشاق حتي وصلنا لما نحن فيه الان'.. قرأ اللاجئون المعتصمون البيان.. ثم مزقوه.. وكأن شيئا لم يكن.. وبدأت النهاية تتشكل.. مع تشكل ملامح خطة وزارة الداخلية لانهاء الاعتصام.. وكانت طلقة الاشارة لهذه الخطة اعلان المفوضية 'السامية' للاجئين وقف التعامل مع لاجئي مصطفي محمود.. وانهاء التفاوض معهم ساحبة بذلك اي غطاء شرعي عنهم.. وليس ذلك فقط بل وطالبت المفوضية الأمن المصري بالتدخل لاجلاء المعتصمين وتوفير الاجواء الآمنة حول مقر المفوضية في القاهرة.. وكان علي الامن المصري أن يلبي طلب المؤسسة الدولية.. وكان التنفيذ يوم الخميس التاسع و العشرين من ديسمبر. في حدود الساعة العاشرة من مساء ذلك اليوم بدأت حركة غريبة تدب في اركان المنطقة.. مجموعة ملتحية ترتدي جلاليب قصيرة تتجمهر امام مسجد مصطفي محمود.. المجموعة التي كانت علي دراية بموقعها في الحدث تظاهرت ضد الوجود السوداني في الميدان مؤكدة أنه اول مطلب للجماهير طرد هؤلاء اللاجئين الذين اغتصبوا حديقة مصطفي محمود مطالبين إياهم ان يردوا عليه حديقته.. وفي حدود العاشرة والنصف كانت قوات الأمن تتوافد بكثافة منقطعة النظير علي المكان.. طوابير السيارات المصفحة وحافلات الأمن المركزي تسد شارع جامعة الدول العربية.. سيارات الاوناش تقوم بازاحة كل السيارات من المكان الي خارجه.. ضباط مباحث امن الدولة بدأوا في التوافد علي المكان واتخاذ مواقعهم.. وبدأ المعتصمون يتنبهون الي الخطر المحدق.. ولكن بغفلة واطمئنان ربما لم يسبقهم اليها أحد.. فلقد شرعوا في اعداد طعام العشاء علي مواقد الكيروسين كما بدأوا في ترديد أهازيج عيد الميلاد (أغلبهم مسيحيون) حول شجرة كريسماس وضعوها علي باب خيمتهم.. وشيئا فشيئا بدأت ملامح الصورة في الاكتمال .. سيارات الاسعاف اصطفت بجانب سيارات المطافئ بالتوازي مع طابورين طويلين الاول من سيارات الأمن المركزي وتقل جنود العمليات الخاصة.. والثاني من حافلات النقل العام التي ستقل اللاجئين بمجرد اجلائهم الي اماكن محددة. دأ اللاجئون في الانتباه شيئا فشيئا.. لكن ماذا سيفعلون؟! هم قرروا منذ اللحظة الأولي انهم ليسوا في خصومة مع مصر ولكن مع المفوضية.. لذلك مارسوا حياتهم بشكل عادي.. بدأت سيارات الأمن المركزي في افراغ حمولتها من البشر المدججين بالهراوات لابسين السواد.. مرددين ما يطلق عليه ضباط الأمن المركزي 'الصيحة'.. وهي صوت عظيم يخيف الخصوم ويلقي الرعب في قلوبهم.. لكن الصيحة لم تأخذ المعتصمين.. بل أخذوا يتضاحكون علي مشهد يبدو أنهم ألفوه والواقع أن جنود الأمن المركزي أنفسهم أخذوا في الضحك.. لأنهم حسب تعبير احدهم: 'ماخافوش'!.. الساعة تدق منتصف ليل الخميس.. اللواء محمد شعرواي مساعد وزير الداخلية للأمن العام يمسك بمكبر الصوت وسط كردون الأمن المركزي الذي لم تشهد القاهرة له مثيلا (يشبه سور مسجد ابن طولون) ويبدأ اللواء شعراوي في توجيه نداء الي المعتصمين مؤكدا أنهم يخالفون القانون المصري وأنه لابد من اخلاء المكان فورا بالقوة اذا لم تفلح الطرق السلمية.. وأن الجندي المصري (الأمن المركزي) سيرد بقوة علي أي اعتداء عليه اثناء تأدية عمله (اخلاء الحديقة) ويرد المعتصمون بالضحك عاليا والتصفيق ويشير بعض الرجال الي النساء بأن يزغرون.. لتنطلق الزغرودة السودانية الشهيرة مجلجلة في فضاء ميدان مصطفي محمود.. وليذهب التأثير النفسي لكلمة اللواء شعراوي أدراج الرياح.. فيشير الي فرق الأمن المركزي أن تستعد.. تدخل سيارتان مزودتان بمدافع ماء من اليمين واليسار تبدأ في تشكيل مساحة كثيفة من المطر فوق الحديقة.. المعتصمون يتهللون ويرقصون تحت المطر.. وسط تعجب الجميع.. يبدأون في ترديد الاناشيد.. يتصدون للمياة نحو الساعة.. ثم تبدأ المفاوضات بين الامن وبعض ممثلي المعتصمين.. بعض رجال السفارة السودانية يتواجدون.. ويعرضون تحمل حكومتهم تكاليف العودة الطوعية لأي لاجيء يريد العودة الي السودان.. الكل يرفض.. اللواء شعراوي يعرض نقل اللاجئين لمعسكر مجهز انقاذا لهم من الاوبئة وعدم النظافة في مكانهم هذا.. الكل يرفض.. اللواء شعرواي يعيد العرض مؤكدا قدرة حكومته علي توفير فرص عمل ومساعدة اللاجئين اجتماعيا بشرط الانتقال من هذا المكان.. الكل يرفض.. ويطول الوقت وتدخل المباحثات في نفق مظلم.. وتقترب الساعة من الخامسة.. ويقترب معها نور النهار.. والأمر لا يحتمل الفشل.. فلا الحشد الأمني العسكري ولا الجمع بكل ما فيه من قيادات.. ولا الظرف يقبل بأن يطلع النهار وهؤلاء في مكانهم هذا.. وقبل الخامسة بدقائق كان التفاوض الاخير.. حاول الأمن المصري اجراء عملية جراحية دقيقة باعتقال العناصر التي تثير اللاجئين وتحرضهم علي البقاء.. استطاعوا فعلا القبض علي واحد منهم.. لكنهم عادوا ليتراجعوا عن هذه الفكرة لانها جاءت بتأثير عكسي.. اقتربت الساعة الخامسة من فجر الجمعة واتخذ الكل مكانة. وجاءت دقات الخامسة لتحمل الحسم.. مدافع المياه تنهال علي المعتصمين.. وجحافل الأمن المركزي تتقدم.. والهراوات تقوم بعملها علي أدق وجه.. شائعة تسري أن وزير الداخلية يراقب العملية من بناية قريبة.. واصوات الصياح تتصاعد.. كل لحظة يخرج المخبرون ومعهم واحد منهم.. من هؤلاء المعتصمين.. كل واحد فيهم يحاول لملمة حقيبة او شيء من ملابسه بينما يتفادي ضربات الأمن المركزي الذي دخل علي الحديقة في موجات جارفة.. نساء تحت الأقدام و أطفال أسلموا الروح تحت اقدام كل الأطراف.. ملك الموت كان حاضرا بشدة هذه الليلة في ميدان مصطفي محمود.. الاسعاف يحاول مداواة الجرحي واتوبيسات النقل العام تغص بالمحتجزين (تم نقلهم الي معسكرات الداخلية) معركة بكل معني الكلمة.. الكثيرون خرجوا من المعسكر سكاري وللأمر تفسيره.. فهم في موسم الكريسماس.. القتال استمر نحو الساعة والمطاردات امتدت الي كل الميدان والمناطق المحيطة به.. المشهد مزري.. خاصة اذا ما قارنت تلك الوجوه السمراء بوجوه مثل لومومبا أو نيكروما.. هم ثوار جاءوا مصر لاجئين فعادوا الي بلادهم ثائرين و قادة لشعوبهم.. لكن هؤلاء.. كما هؤلاء أبناء زمانهم.. وبعد مضي نحو الساعة علي هدوء المعركة.. بدت الحديقة المليئة بمتعلقات الأسري (تعامل معها جنود الامن المركزي كذلك) بدت الحديقة غريبة.. هنا مصحف غرق في المياه.. وهنا صورة للمسيح.. هنا كتاب الاعمال الشعرية لسيد حردلو.. شاعر سوداني .. وهنا كتاب من سلسلة العبقريات للعقاد.. كل انواع الفكر وكل انواع الشطط ايضا وكل انواع الخير كما كل انواع الشر كانت في تلك الليلة منثورة في فضاء الحديقة البائسة.. كما انتثر في سمائها الضمير الانساني العالمي متفتتا الي شظايا ورماد ..



التوقيع: لو انى اكتشفت سر الحياة ... لعلمت حكمة الموت ( رباعيات عمر الخيام )
Garcia غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 08-12-2006, 04:04 AM   #[6]
آمنة مختار
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

اقتباس:
ربما يســـتطيع المثقف من لعب دور ... بمواصلة الكتابة و الضغط علي منظمات حقوق الإنســـان لتضغط بدورها علي منظمات الأمم المتحدة لتفتح أبوابها و آذانها لســــماع أنات اللاجئين ....

عليه أوقع من أجل اللاجئين الإثيوبيين .....
الأخ خالد الأيوبى شكرا على الاضافة والتوقيع .

انت ترى اذا ان مواصلة الكتابة والضغط على المنظمات عن طريق الرسائل والعرائض وسيلة لتفعيل القوانين.

انا ايضا أتفق معك انها وسيلة فعالة على المدى الطويل ، شرط ا لتنسيق والمتابعة دون كلل .



آمنة مختار غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 09-12-2006, 02:32 AM   #[7]
elmhasi
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

اقتباس:
الدول الحرة ما قصرت عندما أقرت الاعلانات والمواثيق الدولية لحقوق الانسان ولحماية اللاجئين ، وعندما أنشأت المفوضيات والمنظمات والجمعيات لرعاية هذه الحقوق.ولكن فى السنوات الأخيرة يبدو انه حدث تراجع ملموس فيما يتعلق بتطبيق المواثيق والقوانين المتعلقة بحقوق الانسان وحماية اللاجئين والأسرى والشواهد كثيرة على ذلك ، من جوانتنامو ..........الى ميدان مصطفى محمود .

فماهو السبيل لتفعيل هذه القوانين ؟؟
وماهى المقترحات الممكنة القابلة للتطبيق ؟؟


سلام أستاذة آمنة مختار صاحبة البوست والمتداخلين ..

بس داير اقول ليكم إنو منظمة حقوق الإنسان قفلوها قبل أربعة أشهر أو يزيد ..

ومقرها في جنيف علي ما أعتقد عملو مطعم سياحي ..

علي وزن السياحي بتاع الإنقاذ ..

أصلهم قالوا : بعيد عنكم ، إعجبوا جداً بالسياحي الإنقاذي ، وقالوا : الليطبقوا الفكرة عندهم ..

والله يكرم عين القارئ الكريم ...

تحياتي ممزوجة بباقة ورد لكل لاجئ ..

مع إهداء ..

إغنية لو أعيش زول ليه قيمة ..
وأبقي دار لي كل لاجئ ..



elmhasi غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 12-12-2006, 06:34 AM   #[8]
آمنة مختار
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

الأخ كاريكا..
شكرا على المقال.

الحقيقة ان الصحف المعارضة والمستقلة المصرية وقفت موقفا مشرفا ابان الأحداث
ونشرت صور المذبحة وروايات شهود عيان فى صفحاتها الرئيسية ، وتناولت الموضوع لأسابيع.

على العكس تماما من موقف العديد من الصحف السودانية المخزى الذى كان يميل لموقف الجلاد .



آمنة مختار غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 12-12-2006, 06:38 AM   #[9]
آمنة مختار
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

شكرا للادارة على تثبيت البوست .



آمنة مختار غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 12-12-2006, 12:01 PM   #[10]
Garcia
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية Garcia
 
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة آمنة مختار
الأخ كاريكا..
شكرا على المقال.

الحقيقة ان الصحف المعارضة والمستقلة المصرية وقفت موقفا مشرفا ابان الأحداث
ونشرت صور المذبحة وروايات شهود عيان فى صفحاتها الرئيسية ، وتناولت الموضوع لأسابيع.

على العكس تماما من موقف العديد من الصحف السودانية المخزى الذى كان يميل لموقف الجلاد .
العزيزة / آمنة مختار
تحية طيبة ... وهذا ما قصدته تماما فى احدى مداخلاتى مع تراجى لكنها تصر على ان
تضع كل العرب فى سلة واحدة ولا تميز بين الطالح والصالح ... واتفق معك باننى لم
اطلع على مقال مثل هذا فى الصحف السودانية نفسها ...



التوقيع: لو انى اكتشفت سر الحياة ... لعلمت حكمة الموت ( رباعيات عمر الخيام )
Garcia غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

تعليقات الفيسبوك


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

التصميم

Mohammed Abuagla

الساعة الآن 06:21 AM.


زوار سودانيات من تاريخ 2011/7/11
free counters

Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 2
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.