يحدث الآن
من وراء مئذنة الجامع الكبير ،
لملمت الشمس ثوبها
وخلفت وراؤها سحابة مبشتنة لا تحرك ساكنا في فضاء السوق..
بيد أنه سرعان ما دبت حياة ذي ايقاع متسارع خلف سور المسجد الكبير.
مضاربو العملات الذين أمضوا اليوم بأكمله يحلفون بأغلظ الإيمان بانو ما لاقين ورا الشغلة دي اي حاجه يغسلون أدران وظيفتهم ايذانا لأداء صلاة المغرب..
مرتادو حدائق حبيبي مفلس يحبسون مثانتهم لأنهم لا يمتلكون تعرفة للبول..
رائحة النشادر التي تنبعث من عراميص السور لم تمنع ثائرا فقد عينه ، لكنه لم يفقد عزيمته من الكتابة على الحائط..
الطالبة الجامعية التي نسيت حبيبها داخل شنطتها الصغيرة، إنتشله أحد الشماسه ورماه بعيدا بعد أن أفرغ محتوى الشنطة المسخوته بالمشاوير العبثية .
الشرطي ذي الزي المبرقع يتحسس حلمات شحاذة أفقدها السلسيون برائتها وأسنانها ..
الموظف ذي النظارات السميكه إلتهمته الفواتير وسيد البيت وسيد الدكان وأسياده في المكتب عليه أن يعود إلى منزله سريعا ليلتهم زوجته
التي إلتهمتها نيران الطلح.
وما إن ينتصف الليل حتى ينتشي الجميع في خدر غريب.. رائحة النشادر، والسلسيون، والدسائس، والسائل المنوي، والعطور الرخيصه.
فيما تتململ الشمس لتتعرى أمامهم جميعا
|