لا يمكن لمليشيا ان تحكم دولة حتى وان انتصرت
لا تُبني وتنهض الدول بالمليشيات، بل تُبني بالمؤسسات القومية المهنية التي تلتزم بحماية الدستور ومقدرات الوطن، لا ان تتصارع على السلطة والموارد، وأن تُرسخ مهنيتها فلا يمكننا تصور نظام إنتقالي في ظل وجود مليشيات ولا يمكن ان تحكم هذه الملشيات دولة لان ذلك يعني ان تصبح الدول عرضة لشريعة الغابة وان تسود الفوضى ولم تتحقق الديمقراطية من دون دولة، هذه المعادلة غائبة تماما عن تفكير بعض القوى السياسية، التي تقف في صف المليشيا لأنها بالأصل لا تؤمن بالديمقراطية ولا بالدولة وهذه طباع البورجوازية الوضيعة التي لا تمتلك مصالح حقيقية محسوسة حتى وإن كان المثقفون شريحة وازنة منها ولا ديمقراطية تكون فيها السيادة لزعماء الطبقة السياسية ويصادر فيها قرار الشعب الذي اعطى كلما يملك من قوة الارادة والثبات في الدفاع عن حريته وحقه في صنع حياة كريمه تليق بآدميته وانسانيته كبشر فاعل لاسلطان عليه, لايقبل الظلم والاهانه والتقييد , ولايسمح أن يشوه أو أن يسرق تاريخه وتراثه وتذوق طعم الشقاء والتعذيب وربما الاغتيال والحرمان من تكوين الاسرة والاطفال ولكنهم ساروا في ذلك الطريق الشائك الوعر عن طيب خاطر وضحوا بالراحة والمرقد الناعم في سبيل دولة العدالة فالمجد للشهداء والخزي والعار لجبناء وحتما سوف ينتصر الشعب السوداني ويستعيد الدولة من الميليشيات فما فعلته مليشيا الدعم السريع من ارتكاب انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان دونما أدنى خشية من العقاب بالمساليت وتركهم يموتوا في الشوارع، وأضرام النيران في منازلهم، وقيل لهم إنه لا يوجد مكان لهم في السودان، وكذلك ما يحدث ألان في كل المدن والأرياف التي اجتاحها لم ولن يتساقط بالتقادم ولمثل هذه الافعال لمليشيا لا يمكن أن تكون جزءا من قوات نظامية فالميليشيا لا تقوم إلا لحاجات تقع خارج المصلحة الوطنية ولا تخدم إلا فئة بعينها ومن أجل أهداف مؤقتة تلك هي حال الميليشيات في كل مكان إما أن تكون عنصرية أو طائفية فالمليشيات تصنع من اجل استنزاف الدولة ومقدرات الشعوب التي ينفذها الخارج في الداخل وهي القنابل الانشطارية التي تتشرذم وتتحول إلى شظايا صغيرة أكثر خطورة، وهذا هو المطلوب لإطالة أمد الصراع، وتوسيع دائرة الخراب وتصبح الميليشيات في مقابل الدولة، هذه هي المعادلة لأنه تنزع صفة المشروعية عن الدولة، ومع الزمن يراد للميليشيا أن تتحول تدريجياً إلى دولة، ولكن دولة فاشلة لا تعرف كيف تدير شؤون الناس ولا تقدم لهم الخدمات، لأنها أصلاً لم تأت من خلفيات إدارية ومهنية وإنتاجية، بل إن جل ما تتقن استعماله هو السلاح، وهذا ما يجعل المراهنين على الميليشيا يكسبون الرهان ليس لتدمير مؤسسات الدولة وحسب، ولكن لتفتيت المجتمع والنظر إليه لا على أساس أنه شعب، بل على اعتبار أنه مجموعة من الطوائف والقبائل والمناطق الجغرافية ومراكز النفوذ التي لا تنتهي صراعاتها، وهنا يغيب مفهوم الشعب، وتندثر معالم الدولة، ولا يبقى من ذلك كله إلا أصوات المدافع التي لا يصل إلى مستواها إلا صرخات ضحاياها في ربوع هذا البلد المنكوب بملشنة الدولة وتطيف شعبها ولهذا يجب أن يكون المطلب الرئيسي هو حل المليشيات المسلحة حل جذري و تكوين جيش قومي موحد يلتزم بحماية الدستور و النظام و الحفاظ علي أمن و وحدة البلاد و أن يلعب دوراً إيجابياً نحو تحقيق الديمقراطية وخروجه من العمل السياسي
#محمد نيوتن
|