يا أخي! هي الروح بتروح..
فترة من الزمن ولينا لندن ما اليها ديك ذاتها الكانت. الأيام بقت فيها شهور والشهور الفاتن وكأنها سنين، ما كانن سبع جحاف؟ فيها ضرع الحنان جفا ونبع الفكر نضب بعد ما في الفهم لينا بكرم أوفا. شمسنا الضواية بت الخال غربت وبعلها سيل الكرم إنقطع. عانينا فيها فترة وذي ما بقولوا: رأسنا إنقطع...
جات لحظة إنقشعت غيوم الوحشة وإنفتح نفاج الخلاص وقرر الحبان، العودة لي نفس المكان في إيدجور الكان مسيخ، دون حلاوة طعم وجاف ونشفان.
أها؟ أنا دآك إنشحنت فيني طاقة إيجابية وردت عروق الحنان إتملت، تريانة بأمل اللقاء بالإتنين البشوف فيهم أم قاسم والأمير أبو خليل، شبهم مع بعض، ظاهر في هدوء الكرام الفيهو وجمال النساء الكاملة الفيها.
وفي لهفة شوقي لي اللقاء طغت على عقلانية الفكر ومسحت روئية حقيقة نفسي في أن أراعي ذآك الشيب؟ وضعف قدرته الجسدية وتركزيه الذهني، فكان الهم الوحيد هو سرعة الوصول للمبتغى. المقالدة والمطايبة والتمتع برؤية صاحب البسمة المفرحة وتلك ذات الإطلالة السمحة في تلك البقعة الكائنة في لندن حيث تفوح رائحة بخور الصندل السوداني المتميز من عند مدخل مبنى العمارة لترحب بك وتطمئنك بي أنك وصلت ديار حاتم الطائي والكنداكة فاطنة السمحة قبل أن تدخل تلك الحديقة الغنا، حيث الجود والعطاء.
مع تلك اللهفة ولسرعة الوصول للمبتغى، أمامي كان خيارات، هل بالتأكسي "الكاب" ولا بي الأوفر، إلا أن الخيارين. عليا فيهم الإنتظار، بس العجلة للرؤية ساقتني أن أفكر في أركب عجلة "بسكليتة (ibike)" والمسافة أصلن قريبة من مكان سكني الجديد.
ركبتا العجلة وفي وكتها جاني شعور يوم ركبتا صهوة جواد أول مرة في حياتي سنة 76 الألفية السابقة، لمن كنت في دورة تدريبية في كلية الشرطة ببري شرق الخرطوم، إحساس بتاع زول إتشلهت بين الأرض والسماء وبرضهو أنهو ميزان العجلة "الدركسون أو المقود" بقا ذي سير اللجام مع الفارق الكبير في أنهو اللجام واجب تمسكهو قوي وميزان العجلة بإرتخاء وسلاسة. المهم إمتطيت علو العجلة وبديت "التبديل" وهذه الكلمة تتوافق مع وصف الفعل، فأنت تبدل رجل لتكون فوق حين التانية تحت وتغير الوضع لتكون الرجل تحت والتانية فوق، غلوطية بس "ذكرتني حسين خوجلي وغلوطية القرد... ههههه" وأنا في حالة في التبديل والبسكليتة بدت من تحتي تعاني من الإنتظام في السير على خط مستقيم وبدأت تتمايل في توازنها وأن ترسم مؤشر زقاق على الأرض وهنا؟! أفقت من نشوة التهور الغير معقول وغير مقبول، فوقفتا المهزلة دي ونزلت من صهوة ال (ibike) وشكرت الله من قلبي أن الله نجاني، حمدت الله أني كامل بنياني الجسدي ولكني مشوش التفكير ومرتج التوازن.
وهنا جات الصقعة وأنهو التلفون فداني من الوقعة بنفسه وفقدتهو. إلا عات موازنة مع الحدث قلتا في نفسي ولي نفسي:
يا أخي! هي الروح بتروح خليهو التلفون..
إلا أن تجلت حقيقة. ربنا ديمة كريم ورحيم وهو ياهو العارف الحال وما مستخبي منهو شيتن وأنهو شراية تلفون جديد في الحالة! دي ضرب من المحال. فسهل الأمر أن سخر رجل عظيم ولقى التلفون مرمي في الأرض مستوحشا في ظلمة الليل فأخذه وإتصل بي "مدون" ليزف لها خبر أنهو وجد الضال وهو له مأوى ومسكنا على أنهو صباح اليوم التالي سيسلمه.
وقد تم أن رجع التلفون لمَكمنه سالما بعد أن كان في لحظتها ليلة الأمس؟؟
كرامة وكفارة.....
|