دافئة طبعاً.
دافئة طبعاً.
ذات حال القهوة التي تنام داخل كفّك.
إجابة بديهية لسؤالك عن حالي عندما تجيئ.
غير أنّي لايمنع إندلاقي فنجان..أو اطار ما
فتوخّى الحذر..
أمّا..بعد،
عكس بني جنسه كان.
يصفّق بعد كل فاصلٍ ولايهمس ضده خلف الكواليس.
له وجه واحد كأنّه جاء ناقصاً في زمنٍ لاتكتمل النطفة فيه إلا إذا جاء المولود..بوجهين.
ثم انني لاأحتاج أن تشرق الشمس من باطن الرمال..
حتّى أوقن أنك سحابة عبرتني على عجل.
عندما مشيتك ضد الجاذبيّة.
أمّا الآن،
لك .. الأيّام .. وقد أوقفتها-قطعاً-عليك.
فما مضى منها .. كان مراسم إستقبالٍ لوجودٍ منك .. ألهب ظِلّ أوقاتي ..فما رأيتُ من يحتفي بنارٍ كإحتفاء حريقي .. بك!
ألا تذكر ؟؟
اهتزاز انخاب الحذر .. عند الكلام ..و..الكلام أيضاً!
أم غاب عنك ضحك الأيّادي .. عندما تحاذي .. الوجوه .. ولا ..تُلامس!
كبريتٌ لا أدري كيف تمكنت من أن تأتي به من ماوراء توقّعي .. وتُقرّبه ..من حديثك ..وإحتمالاتي ..فأشتعل.
لم أر حريقاً يلِد خضرةً .. إلا معك.
دعك من الكبريت .. وأين كان .. ومن أين .. أتى ..
من أين أتيتني أنت؟؟
لاتجيب وأحب احتراقي .. بفعلك.
أمّا ماكان منها .. -الأيّام- معك ..غيّبتني أنت .. فسألتُ ذاكرتي ..فأخبرتني أنّها ماعادت تذكرُ ..غير أنّ الزمنَ قاسمني إيّاك .. فيه .. وأنّ مانابني من القسمة -بقلته- أهداني دهشةً لازالت تُفغرُ فاه أرجاء ذاكرتي.
أنا حاولت إعادة رسم شفاهها ..
حادثتُ .. انفراجها ..
ألححتُ على دهشتها العُليا أن تنام على سفلاها .. ومافعلت.
لو أنّ الحضور .. قبّلها .. لأطبقت .. ونام بعضها .. على بعضها .. وغطّاها .. الخَدَر.
رأفت لحالها .. فتركتها في ذهولها .. بك ..-أعني الذاكرة- .
لا تسألني عن مابعدك ..
ضائعٌ .. ضائع.
طفلٌ أضاع أبويه في الزحام .. ومادرى عنه أحد وتطاولت على حدودِ رؤيته القامات فبكى بحثه قبله أتستطيع أن ترى عينيه حينها؟؟
أتحتمل رؤيتهما؟؟
فمابعدك .. ك عينيه.
أراك فلا تشيح بوجودك ..بعيداً.
الأيّام ماأنصفتني يوما .. معك ..
وما منيتُ نفسي بإنصافها..
لو أنّها فعلت .. لما احتمل الحِسُّ وجوداً كاملاً .. منك ..
لايُقاسمني فيه .. زمنٌ ولا احتمال!
لإنهارت زواياه .. ولما إستطعتُ لها ترميماً ..
أنت لاتحب الخراب.
ف..رويدكـ ،
لا تأتني مُحكم الإنتباه .. أحتملك منشغلاً .. أنت تُلغي انشغالي.
لاتأتني كامل الوقت .. أحتملك ولي في وقتك ..بعضه .. فراعي إحتمالي.
وإن كانت عدم مراعاتك ضربٌ فريد في إثارته ..من لذيذِ العذاب.
أعلم أنّك مغرمٌ بالترتيب ..
فلماذا تزرعُ فيّ .. الفوضى ؟؟
أن تقف في منتصف أرضٍ ملساء .. ناعمة كملامستي لطيفك (- أعلم أنّ طيفك يسرع حال ذهابه منّي إليك فيخبرك مادار بيننا فلاتدعي انفصاله عنك-)
تقف ..
وتبعثر ذرات قمحٍ من بعدٍ محاذٍ لقامتك ..حال القمح -حينها- هوّ مايفعله وجودك ..فيّ.
أعلمت الآن لماذا أجيئك حاملةً عصافير .. الحذر؟؟
وخذ عني ..
أن تجد من يحيطك كرداءٍ دافئ في مدينةٍ ماطرة يعصف بك قاطنوها قبل عواصفها ..
هذا حضورك.
لاشك عرفت كيف أجدني عند إرتدائك .. تضيّعني العواصف.
فيالتناقض ماتغمرني به عند كل لقاء ..ويالثوابت العواطف.
تمهّل ..
لاتجعلك بين متناول الإكتفاء.. فقدرة النبض منتهاها .. هناك.
للسفر متعةٌ تُغريني بحزم حقائبه.. لديك.
وأنا ماضاعت حقائبي إلا في محطاتك الأخيرة ..
يكفيني ماعبرت..
للموت رهبةٌ تُثنيني عن طلب المزيد .. معك.
أن أجلس وحدي ..
فهي دعوة لأن تفتح الذاكرة ممرّاتها ..
وأن تفعل .. هي .. فهو إستدعاء عاجل .. لك.
لك فيها كل المدن بحدودها ..
لك فيها الظلّ والضوء .. والشجر ..
وحدك تُخبئ مفاتيحها .. وحدك تغلقها .. وتُعلن فتح مخابئها.
يالوقع خطوك .. في ممالكك ..
موسيقاه ..عازفي..
كصوت .. إبتسامي ..
ناضرٌ .. مورِقٌ .. حاضر.
ربٌّ .. من الفرحِ .. والنشوة.
كل منحنى غمرك فيه الفرح .. هناك..
أغرقني ..
أغرقني عميقاً .. عميقاً هنا ..
لاينتشلني من بينك .. إلا صوت الغياب ..
يهزُّ أكتاف ماكان منك .. ..
تَكِلُّ .. يداهُ .. ولا أصحو.
كم أحب النومَ بين تفاصيلٍ جمعتني .. بك.
فلمَ أراك دائم اليقظة؟؟
لُمت الحلم .. فأقسم أنّه أرسل بدعواه لك.
أناإنتطرتك هناك .. وماأتيت.
رجاءً أعِد قراءة ماسكبتُ من اشتياقٍ .. أسفل الدعوة .
" ليست فقط لهذه الليلة .. فإنشغالك اليوم لن يعفيك من مقبل الأيّام ..لي مقاعد الحلم .. كلّها استحققتُ أماكنها .. أنتظرُ ..منامك ".
أمّا..حزن،
أذكر مروري بشوارع الخرطوم ومفارقاته التي تستفز الأحداق لتفيض ببحار الملح..
وكيف تمر السيارات في زحام لا يزعجك أكثر منه إلا ارتفاع درجات الحرارة ذاك الوقت
ثم تعبر الأسفلت (زحفاً) تلك التي تشرئب يدها لتطلب ما يزيل جوعها..
فبأي لونٍ ترسم مشهداً كهذا؟؟
لابأس،
فالبلاد التي يزعجك مآلها تمضي الحياة فيها بالرتابة نفسها التي تتوقف فيها..ذات الحياة..
هذه المشاهد دعوة ملحة للبكاء..
أبكي قليلاً..حتى لايتخمك..الضحك.
ثم أن بعض المآسي ..تضحك عليها خيباتنا
أضحك حتى لايفرغك..بكاؤك.
التقلّب..يزيد احساسك بالنعم.
خلافاتنا الصغيرة تلك في شأن الوطن الذي سميناه هكذا..-إتفاقاً-لا تدعها تزعجك ..
فالصديق الذي لايفارقك إلا إذا غاب فيك..هوّ الظل..
بعض الإختلاف..يصنع شعباً من الأصدقاء المضيئين.
ربما أحببت فيك مثابرتك..
فآملاً في الصعود..يسقط المطر..
فيعيد تكثفه..ثم يعلو..
مامن وصول..بغير..كبوات.
|