بيروت تحتفي بالمخرج السوداني مجدي عوض صديق
بيروت تحتفي بالمخرج السوداني مجدي عوض صديق..
يوم 20 من مارس الحالي نظمت سفارة السودان في بيروت عرضا خاصا لأفلام تسجيلية قصيرة للمخرج السوداني مجدي عوض صديق ، حضرها بقاعة الأونيسكو في وسط بيروت لفيف من رجالات السلك الدبلوماسي و الصحفيين و السياسيين و السينمائيين. قدم السفير جمال محمد ابراهيم للفعالية بكلمة ترحيبية .. جاء فيها :
َمرْحباً بكُم ، مَرحَبا . . أيّها الأصدقاء ،
يسعدني أن أستقبلكم في هذه الأمسية ِ الجميلة ِ . . ولكن . .
ستكون هذه القاعة ُ معّتمة ً ، بعدَ قليل ٍ ، وسنحتاج لإظلام ٍ مؤقت ْ ، إذّاك َ فقط ْ ، تضيئونَ أنتم ، و يضيء ُ إبداع ُ كاميرا ، حدّق َ عبْرَ عدَسَتِها و سجّلَ ، وبعين ٍ لمّاحة ٍ حاذقة ٍ، شاب ٌ فنان ٌ من السودان ِ ، أرادَ لكم أنْ تضيئوا هذه الأمسية َ معَ شيء ٍ مِنْ إبداعِه ِ في التسجيل ِ السينمائي ، القصير ِ الوقع ِ ، الواسع ِ الدلالة ِ . .
كاميرا المُبدع ِ الذي يسجّل ، وكما قدْ تعلمون َ، ليسَتْ مثلَ عدَسة ٍ معّلقة ٍ على ناصية ِالطريق ِ، ترصُد في بلاهة ٍ ورتابة ٍ ، ما يدور حولها . كاميرا المُبدع ِ المسجّل ، وبضميرِها المُشعّ ِ و بنبْضِها الخفاّق ِ، تختزلُ الإخراج َ و السيناريو و الحوارَ والمونتاج ، في هُنيهة ٍ إبداعية ٍ ، تصغُر بحِساب ِ الزّمن ِ، تكبرُ في حيّز الذاكرة . . . أرأيتم كيف تخرج اللؤلؤة من جوف ِصدفة ٍ ، من لجة ِ بحر ؟
مجدي عوض : هذا الشاب ُ الواسع ُ الخبرة ِ، برغم ِ سنواته القليلة ، المطرزة ُ على َكتفيه ِ جوائزَ التقدير ِ من أقاصي الأرض ِ و من أقربهَا ، جاء إلينا في بيروت ، وعلى كتفِه ِ ضمير ٌ مثقل ٌ بحسّ ِ فنان ، و كاميرا خفيفة ِ الوزن ِ ، في المقابل .
ثمة ُ مَنْ يدهش : كيف يتفق الإبداع ُ ونزيف دارفور . . ؟ سؤال مشروع بلا شك . لما رأيت نحول َ جسمه ، وقد تركته "ناصحاً" –كما يقول أهل لبنان – سألت المخرج الشاب ، أجابني لقد كنت في الإقليم ِ المشتعل ِ بالحزن ِ ، قبل النيران ، بالمزايدات الإعلامية الباهتة اللون ، تصيب الإفك و الكذب ، قبل أنْ تصيب َ كبد ِ الحقيقة ِ . الفنان ُ المبدع ُ يجتريءُ على الواقع ِ بخيال ٍ و بضمير . لا يحمل كاميراته ، مجدي ومن السودان ، إلا ليقول لكم : هاأنذا بضمير ِ عدستي ، أريكم جانباً من جوانب حياتنا ، وهمومنا في بلد ٍ هو في خاصرة ِ الوطن ِ العربي ، حضارة ً وتطلعا ، وفي التراب ِ الأفريقي ، تجذراً ونبلا . .
لا أطيل عليكم و العتمة ُ الجميلة ُ قادمة ٌ ، حتى تضيئونَ في هذه ِ الأمسية ِ معنا ، ومع مجدي صديق ، ومع وجوه ٍ سودانية ٍ ، فيها حزن ٌ ، فيها فرح ٌ ، و لكنهَا وجوه ٌ صادقة ٌ حييّة .. وأنا أختم ُ كلامي ، أجدني ممتناً لأهل قاعة ِ الأونيسكو ، ومن قبلِهم و مِن ْ بعدِهم لوزارة ِ الثقافة ِ ، التي احتضنتْ هذه ِ الفعالية َ ، فلهاَ التقديرُ مضاعفاً ، والشكر ُ أجزلهُ . . و لكم أنتُم أيّها الحضورُ الكريم ،
وطابتْ أُمسيتكم ، ، ،
|