الأخ السفير / جمال محمد إبراهيم
الأخ السفير جمال محمد إبراهيم
لك الشكر وانت تطوف بنا هنا وهناك و تأتي لنا بالجميل
و انت تضيف الكثير لجمال الثقافة السودانية.
أولا : الحديث عن التجاني يوسف بشير ليس بالسهل, ففي هذه العجالة نقول عنه بعض ما عرفنا , عن موسيقى شعره المغدغة بالشجن الصوفي و عذوبة ألحانه , ذلك الشاعر المعذب الذي اقتلعته المنية و هو لم يزل في غض الشباب. فقد أضاف للحداثة في الشعر السوداني مرآئي الخيال و موسقة ألحان الصوفية المتلفحة برومانسية نفس رهيفة. فقد كُتب أسمه هو و صلاح أحمد إبراهيم ضمن موسوعة الشعر العربي الحديث في العالم العربي وكذلك ينضاف اليهم الفيتوري. فقد إنطلق من معرفته الشرعية و خبرته الشعرية , حتى أثار الجدل وسط المعهديين , فصار من بعد ذلك له اتباع اطلق عليهم المعهديين الذين حاولوا أن يقتفوا أثره. فكتبوا نفس شعره المليء بالنفس المعذبة و الشادية بوتر الصوفية.
ثانيا ً :
الشاعر الفلسطيني محمود درويش , لم يقف دوره عند الشعر فحسب فهو الذي أسس مجلة الكرمل ذات الصيت العالي , فنشرت الثقافة قبل الشعر , و كتب فيها عظماء الكتاب العرب من المهاجرين و غيرهم, ونفذ من خلالها ضوء الثقافة الذي فتق أذهان الشباب العرب. و عَبَر شعره وجدان الشعوب العربية بل وطفر الى الافريقية فقد كتب عن أفريقيا :
أغنيات حب إلى إفريقيا
هل يأذن الحُرّاس لي بالانحناءْ
فوق القبور البيض يا إفريقيا؟
ألقت ْ بنا ريح الشمال إليك
واختصر المساء
أسماءنا الأولى..
وكنا عائدين من النهار
بكآبة التنقيب عن تاريخنا الآتي
وكنا متعبين.
ضاع المغّني و المحاربُ و الطريق الى النهار
- من أنت؟
*عصفور يجفِّفُ ريشه الدامي
- وكيف دخلتَ؟
* كان الأفق مفتوحا ً
وكان الأوكسجين
ملء الفضاء
- وما تريد الآن؟
*ريشةَ كبرياء
وأريد أن أرث الحشائش و الغناء
فوق القبور البيض .. يا إفريقيا!
-2-
هل يأذن الحراس لي بالاقتراب
من جُثَّ الأبنوس .. يا إفريقيا !
ألقت بنا ريحُ الشمال إليك,
وأختبأ السحابْ
في صدرك العاريولم تعلن صواعقُنا حدود َ الاغترابْ
والشمس ُ بالمجان مثل الرمل و الدم,
و الطريق الى النهار
يمحو ملامحنا , ويتركنا نعيد الانتظار
صَفّا ً من الاشجار و الموتى
نحبُّك ِ..
نشتهي الموت المؤقّت
نشتهيه و يشتهينا.
التعديل الأخير تم بواسطة أحمد يوسف حمد النيل ; 21-07-2007 الساعة 08:22 PM.
|