تريدين مني قصيدة...
تريدين مني قصيدة. .
( 1 )
سألت ُ المسا أنْ ُيرتّب َ هندامَه ُ،
فحفل ميلادِها ساعة َ السّعد ِ عندَ اصْطفاف ِ النجوم ِ الأسيْرةْ ْ
و عندَ انبثاق ِ الورود ِ مِن عبّ ِ أكمامِها بالشذىَ ، في الظهيْرة ،
و عند َ قدوم ِ المَغيْب ِ ،
ليآخذ َ مِن غيبة ِ الأفق ِ كُحلاً ً لعينيه ِ ،
مُنتظراً أنْ تطلّ الأميرة ْ. .
ستأتي الثمارُ ُمضمخة ً بالندَىَ
و مغسولة ً باشتياقي إليك ِ
و مجدولة ً في ضفيرة . .
ستأتي الثمار . .
و فوحُ البهار
قبل َ أن ْ يستقرّ على شعر ِ فوديك ِ تاجُ " الضريرة ْ "
أو تتدلىَ "سوْمِيْتة ُ " العِشْق ِ . .
أو يقيّد رسْغك ِ خيط ُ "الحريرة ". .
سيأتون هُم ، قبلَ أن ْ نأت ِ نَحْن ْ
سيأتيْ الكمان ُ و قوس ُ الكمَان ِ ،
على هدْب ِ لحن ْ. .
سيأتون هُم ْ ..
و ستأتي العنادل ُ ، تشرق باللحن ِ قبلَ انبثاق ِ الظهيرة . .
( 2 )
في َبهْو ِ قلبي ْ. .
يفوحُ القرَنفُلُ يعزف ُ في وقع ِ إنشادِها
فيرقص ُ فيض ُ الغمام ِ
و يهمس ُ في برق ِ إرعادِها :
أليسَ مِن ْ ُصدَف ِ العشق ِ ،
أن ْ جاء َ ابريل –صادقاً- يوم َ ميلادِها ؟
( 3 )
تريدين َ مِنّي القصِيْدة . .
و أنت ِ ملوّنة من بكاء ِ المغيب ْ؟
تريدين َ قافية ً . .
وأنت ِ غافية ٌ في فؤادي الرّحيب ْ. .
ُتريدين َ صدْرَ القصيدة ْ
و خصْرَ القصيدة ْ
و عجْزَ القصيدة ْ. .
وأنت ِ الليونة ُ، مغسوْلة ً بالحليب ْ . .
لصدرِك ِ بيْت ْ
لخصرك ِ بيْت ْ
لردْفِك ِ بيْت ْ . .
لغمّازتيك ِ : كل ُ شِعْر ِ النّسيْب ْ
و كلٌ القرَنفُلِ ِ . .
كل ُ ورود ِ الهلال ِ الخصيبْ
وكل ُ حكايات ألف ِ ليلة ْ
وكل الأغاني التي في الوَتر ْ. .
وكلّ ُنجيم ٍ ُيغازل غيم َ المساء ِ لأجل ِ احتفالكْ
يخشىَ أن ْ َيشِي لمعُه ُ للمَطرْ
فتشحب َ ألوانه ُ في اغتسال ِ الصدّى بالنّحيْبْ
أظلّ أنادي عليك ِ ، فيجفل قلبك ِ منّي
يلين - سجالاً - ثم َ لا يَستجيب ْ. .
( 4 )
أراك ِ هُناك ْ. .
تنامين َ قبلَ الورود ِ ، وقبل َ القرَنفُل ِ
لكن ْ عيون ُ البساتينِ َيقظىَ . .
وإلف ُ السنين الذي ضاع َ- يا ويلتيْ -
يكبر الآن َ فيْ راح ِ لحظّه ْ. .
يتوْق إليك ِ الفؤادُ ،
فكيف َ - وأنت ِ الفراديس عندك ِ -
في ناره يتلظى ؟
أم درمان -2006
|