القوة والضعف فى شخصيات الطيب صالح الروائية !!! عايد عبد الحفيظ

هايكو لا للحرب - للشاعر عبدالله جعفر !!! نصار الحاج

مصطلحات عامية سودانية !!! المرحوم فيصل سعد

آخر 5 مواضيع
إضغط علي شارك اصدقائك او شارك اصدقائك لمشاركة اصدقائك!

العودة   سودانيات .. تواصل ومحبة > منتـديات سودانيات > نــــــوافــــــــــــــذ

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 13-02-2013, 07:54 AM   #[1]
مي هاشم
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية مي هاشم
 
افتراضي مــــــــودّة

كانت تفخر بكراستها والأحمر يزيّنها بـ (ممتازة)، (بارك الله فيك)، رعاك الله)، (إلى الأمام) وكل العبارات المشابهة.ألفت الآذان صوتها؛ فقد فرضها أستاذ (ياسر) قارئاً رسمياً لكل دروسه، كما لم يكن يقتنع بأن سبورته نظيفة ويمكنه بدء الدرس مالك تمسحها (مودّة).
في ذلك اليوم سعِدت بمذكرة اللغة العربية التي أهداها إيّاها أستاذها لإحرازها أعلى درجةٍ على مستوى المدرسة، وكثُر بعد ذلك تردد اسمها على لسان الجميع وعلى لسان استاذها ياسر خصّيصاً؛ فكان يناديها مراراً لتكليفها بتوزيع الكراسات مرة وأوراق العمل مرة وأحياناً لأسباب واهية!وذات مناداةِ واهية الأسباب قال: يا مودّة عندي مجموعة من البنات والأولاد الشطّار عامل ليهم مراجعة مجانية قبل الامتحان في مدرسة (النجّاح) بعد بكرة الساهة 4 عصر، تعالي أحضريها وحتستفيدي جداً.
تهلّلت أسارير مودّة - بالطّبع - فتلك الأيام مثل هذه المجموعات ذات حجز مسبق وبمبالغ خرافية، وما شجّعها أكثر قرب المدرسة المذكورة من مسكنها، فهزّت رأسها إيجاباً وهي تلهج بالشكر لأستاذها الجليل.
في تمام الثالثة والنّصف كانت مودّة تخطو بهمّةٍ نحو حصّتها المجّانية؛ غير عابئةٍ بحرارة الشمس وخلو الشوارع.دلفت إلى المدرسة التي أشبهت المقابر هدوءً، وفي مرر المكاتب الطويل وجدت يمينها لافتة خشبية تقشّرت بفعل الزمن مكتوب عليها (مكتب المدير) وتحتها بابٌ مغلق، فالتفتت ليسارها فرأت ذات المنظر بلافتة أخرى كتب عليها (مكتب الوكيل)، تقدّمت بثقة نحو المكاتب الأخرى وذات اللوحات القديمة تحتها أبوابٌ مفتوحة،(شعبة الأحياء)، (شعبة الرياضيات)، (شعبة اللغة العربية)، (شعبة الـ...)، كانت عيونها تدور باحثةً عن أستاذها ومحموعتها بين كتل الطلاب والطالبات الملتفة حول المعلمين.وصلت آخر الممر لتجد مكتباً ضيّقاً لم يحمل أي لافتة تدل على هويته ولم يحوِ سوى (تربيزةٍ) مهترئة وكرسيان يجلس أستاذ ياسر على احدهما.
ألقت التحّية على وجل عندما رأت شبكة عنكبوتٍ في ركن الحائط وذبابةٌ تقاوم لزوجة الشباك، شعرت بعدم الأمان لوهلة؛ فبادرت بالسؤال:
- مافي زول جا يا أستاذ؟
- مافي زول جاي يا مودّة.
أحسّت أنها نبرة غريبة عليها، حتى اسمها الذي اعتادت سماعه من استاذ ياسر كان غريباً! أشار لها بالجلوس، فجلست بفعل أرجلها التي - ماتت - فسألها في مبادرةٍ لتغيير الجو الملبد بالقلق والارتياب:
- أها.. قارية كويس؟؟
فأجابت باطمئنانٍ حاولت أن تستجديه مبتسمة:
- الحمد لله يا استاذ..تمام التمام.
فمدّ يده عبر الطاولة قائلاً في مزاحٍ غريبٍ لم تعتده أيضاً:
- طيّب ازيّك؟؟
مدّت يدها وهي تحسّ أنها مسافةٌ طويلة جداً لتضع كفّها الصغير في راحته المفتوحةعن آخرها.
لم تكن رجلاها فقط (الميتات) آنذاك، فيداها تلك اللحظة لحقت بأرجلها بل وأثلجت وبرد معها - حيلها - تماماً. تملّكها رعبٌ حقيقيّ وقد عمل رادارها الأنثوي لأول مرة بجديّةٍ وكفاءة؛ مخبراً إيّاها بأنها في ورطة حقيقية، وكان رأسها يدور بشريط ذكرياتها مع هذا الرجل الذي لم تحس برجولته إلاّ عندما بدأ يمرر أصابعه الخشنة - بفعل الطباشير- في معصمها الرقيق وتمادى حتى كاد يلبس صدرها الناهد الصغير الذي لم تُعِره اهتماماً يوماً بلبس (صدريةٍ) أو تغطيته بوشاحٍ أو طرحة.
خرج صوتها متحشرجاً وهي تسحب يدها في ثقل وكأنها ليست يدها:
- يا استاذ ده شنو؟
- أنا أستاذك حتبخلي علي؟؟
- أبخل بشنو؟؟
- أسمعي كلامي بس .....
وقفت بصعوبة وقد أظلم كل شيء حولها، حاولت أن تنظر لجسدها الهزيل من خلال دموعها علّها تعرف ما يعني بكلامه وإلى أين تنظر عيونه بالضبط!
قالت في مرارة:
- عشان انت استاذي حأمشي بس.
هرول إلى الباب في هيجان ثور وأغلقه بسرعة، دبّت فيها قوّةٌ لم تعرف مصدرها فقالت:
- أحسن تخليني أمشي قبل ما أصرخ فيك وألم الناس عليك.
ابتعد عن طريقها وقد خشي أن ينتهي عمره المهني الطويل بفضيحة بعد أن أمضى أكثر من عشرين عاماً واسمه يطلب يطبع في المذكرات وفي إعلانات المدارس ويذاع مع المتفوقين.
جثا على ركبتيه وتحوّل إلى طفلٍ مدلّل يرجوها ويتوسل أن تكون بين يديه ولو لحظةً واحده لأنه تمنّاها منذ أول يومٍ رآها فيه. لكنها كانت تقف كصنم، جفّت دموعها وثقبت نظرتها جيفته النّتنة.
أدارت ظهرها؛ فتحت الباب بهدوء وسارت بخطاها المتثاقلة ورأسها يكاد ينفجر وهي تشعر تارةً أنها كانت في كابوس وتارةً تصدم بالحقيقة فتبكي بحرقةٍ، وأمضت حياتها وهي تشك في كل من حولها ونواياهم.



التوقيع: [align=center]

الحب والجمال منشآ الكون[/align]
مي هاشم غير متصل  
قديم 13-02-2013, 03:04 PM   #[2]
imported_أمير الأمين
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

مى سلامات
اقزعتينى قبل الخاتمة
بس بركة على المخارجة



imported_أمير الأمين غير متصل  
قديم 21-02-2013, 09:44 AM   #[3]
مي هاشم
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية مي هاشم
 
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمير الأمين مشاهدة المشاركة
مى سلامات
اقزعتينى قبل الخاتمة
بس بركة على المخارجة


ما كنت عايزة أعمل مخارجة والله.. ولا كنت ناوية أكتب قصة يعني.. لكن دي من الواقع وكتبتها أسام موضوع الاستاذ الذي تحرش واغتصب 26 تلميذ في بحري!!



التوقيع: [align=center]

الحب والجمال منشآ الكون[/align]
مي هاشم غير متصل  
قديم 21-02-2013, 05:50 PM   #[4]
imported_حافظ اسماعيل احمد
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

مي هاشم سلامات
بالجد في روعة في تصوير المشهد
وبراءة والتلميذة تستحق القراءة مرات ومرات



التوقيع: الأرادة تهـــــــزم المستحيــل مالم يكن من المعجــــزات
imported_حافظ اسماعيل احمد غير متصل  
قديم 25-02-2013, 08:04 AM   #[5]
مي هاشم
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية مي هاشم
 
افتراضي

شاكرة كتير مرورك وقراءتك أخي حافظ

خالص الود



التوقيع: [align=center]

الحب والجمال منشآ الكون[/align]
مي هاشم غير متصل  
قديم 26-02-2013, 05:50 AM   #[6]
imported_طارق صديق كانديك
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية imported_طارق صديق كانديك
 
افتراضي

القصة تناولت قضية إجتماعية غاية في الأهمية، أتمنى لو كان البوست بمنبر الحوار،عساها تفتح طريقاً للنقاش فيما لامسه النص.

كتابة مرتّبة يامي

تقديري ومودتي



التوقيع: الشمس زهرتنا التي انسكبت على جسد الجنوب
وأنت زهرتنا التي انسكبت على أرواحنا
فادفع شراعك صوبنا
كي لا تضيع .. !
وافرد جناحك في قوافلنا
اذا اشتد الصقيع
واحذر بكاء الراكعين الساجدين لديك
إن الله في فرح الجموع



الفيتوري .. !!
imported_طارق صديق كانديك غير متصل  
قديم 26-02-2013, 06:40 AM   #[7]
مي هاشم
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية مي هاشم
 
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة طارق صديق كانديك مشاهدة المشاركة
القصة تناولت قضية إجتماعية غاية في الأهمية، أتمنى لو كان البوست بمنبر الحوار،عساها تفتح طريقاً للنقاش فيما لامسه النص.

كتابة مرتّبة يامي

تقديري ومودتي
مرورك أضفى على البوست ألقاً..

كتبت القصة بخلفية قضية انتشار التحرشات والاغتصابات في المدارس فعلاً.. ونشرتها هنا لأتلقّى النّقد من الناحية الأدبية (الحبكة، الشخوص، السرد واللغة) وأعرف ما ينقصني لأكتب قصّة حقيقية..
ولا مانع من نقلها لمنتدى الحوار.. لكن النصيحة لله ما عندي أخلاق للحوار الايام دي



التوقيع: [align=center]

الحب والجمال منشآ الكون[/align]
مي هاشم غير متصل  
 

تعليقات الفيسبوك

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

التصميم

Mohammed Abuagla

الساعة الآن 12:54 PM.


زوار سودانيات من تاريخ 2011/7/11
free counters

Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 2
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.