اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة تماضر حمزة
على مهلك يا صديقي، فما كل ما بيننا يؤتى على عجل،
تقصّداً وضعت القهوة أمامك، فريثما آخذ تنهيدة،
يأخذ الحاكم بأمرنا غفلته التي ننتظر؛ فتسترق رشفتك أنت،
في اللحظة التي تلي وضعك لفنجانك،
أكون أنا قد اتخذت مقاماً خفياً في أقصى قهوتك
كذرّات سكّر عصيّة على الذوبان، لأبدأ الرسم من القاع هناك حيث الرؤية أصدق.
الرسم بالمزاج ياصديقي ممتع وألطف الألوان وأكثرها حميمية بقايا البن.
ابتكرت لنا بلاداً في لوحة، أتقنت اخفاء السماء فيها، لاحاجة لها،
على ثوبي رسمت عددا مقدراً من النجوم.. وقد كان ازرق اللون،
أعلى الثوب تبرز شمسان بدلاً عن واحدة،
حتّى القمر "فتته" إلى قطع مضيئة صغيرة،
وزعتها بالتساوي على النساء المنسيات عمداً في طيّاته،
وتلك التي تحيك الليل حتى تلبسه الصباح، بأصابع مخلصة،
عادلة ووفيّة، أصابع صابرة لا تمتلكها إلا امرأة، رسمتها حقل قمح خصيب.
لماذا كل الرجال ياصديقي عيونهم تتراءى كعصافير؟
بعدها، لم أحتج مراقبتها فعدلها كقلب أحب واحداً غمرها، فما ترك لغير الحب بذرة فيها.
ولا عدل أعدل من ماكان أساسه المحبّة.
والأرض ممتدة، ممتدة.. لولا أن خيالي قصير.. لكنت للان مشغولة برسم امتدادها.
أنا لم أدع سبيلاً لانتظار فعل خارق،
الواقعية أسهل الطرق للعقول.
أو حتّى خرائط تُقذف من أعلى السحاب لتبيّن لنا "صراطاً" يسلّمنا لنهاية خرافيّة،
وخلقت مدينة لا كالمدائن،
لازال حبرها يسيل من لعب الأطفال، وملحها مجفف من ندى الجبين المنهك بسبب المحبة أيضاً. فكل الممارسات في مدينتي أصلها المحبّة.
جدران البيوت فيها أغنية وعلى الموائد يلتهمون الشعر والقصص الطريفة
ويضحكون على الفقر، خلقت عصافيراً كثيرة،
اكتظت بهم المدينة، حتّى ان جناح أحدهم أكملته في الهواء، يلاحق إمرأة خارج اللوحة.. ياللعصافير!
فاندلق اللون على الأرض ضاحكاً عليّ.
كغصن مقطوع من أصله، شاخ في غير مكان مولده،
كانت دروب الناس، مساحة محددة.. فكل ماعداها أنت.
حمّلت الارض كمّاً من الظلال لو أنّها بقلب رجل لانعكست عليه آلاف النساء.
حمدت البن أنّ الأرض أنثى.
وابتكرت جوقة حاكمين تضعهم البلاد كقوس قزح،
متى أمطرت ارتدتهم ومتى سكنت لصفائها ما عادت لهم حوجة.
فكّرت قبلاً ان أضعه في جيبها، ثم تذكرت أن بلادي كالحقيقة عارية.
استرد الحاكم انتباهه، أسرعت فحملت الفنجان فغسلت البلاد التي رسمت.
أنا أرى السماء الآن فماذا كنا نقول يا صديقي؟
|
أجمل بتعدد الرشفات والفنجان واحد..
أو؛ هكذا حدثتني نفسي..
ولا وسيط للرشفات إذ أنها ساخنة تنزل برداً.. "بدون تشكيل بالله"
وأنا مذ رأيت هذه البلاد قررت أن لا أحوطها بقراءتي ما لم احتقب
سحائب الخيال الحبلى والتي كُنْتِها (على ضميرك الذي أعلم، أعيدي ضمير
"كنتها" إليك) حين كتبت هذه المناخات ولكن هيهات لم أجد المناخ..
ترتيب جميل، ولوحة متقنة..