نعي أليم - فيصل سعد في ذمة الله !!! عكــود

آخر 5 مواضيع
إضغط علي شارك اصدقائك او شارك اصدقائك لمشاركة اصدقائك!

العودة   سودانيات .. تواصل ومحبة > منتـديات سودانيات > منتـــــــــدى الحـــــوار

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-03-2024, 09:15 PM   #[1]
elmhasi
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي قدرالأمم ومصيرها يبدأ من الفصل الدراسي | طموحات ما بعد الحرب (1) الدكتور /أحمد جمعة صديق

مجموعة مقالات عبارة عن رقة بحثية أو كتاب يقدم فيه تصورهـ لمآلات ما بعد الحرب ، وبدء التأسيس لدولة المواطنة والدولة المدنية التي تحفظ الحقوق للجميع ، وتعمل على التنمية والتطوير وترفيه الشعب ، والخروج من دائرة الحروب المتكررة منذ اغسطس 1955م ، بل إن البعض يرجع ببداية الحروبات الى نهاية الدولة السنارية على يد قائد المليشيا (محمد ابولكيلك) الذي شرزم الدولة السنارية وقطع اواصر دولة المسبعات وزحف الى دارفور وناوش ممالك دارفور ودار مالي وغيرها من الممالك في السودان الغربي ، وهذا تاريخ طويل وليس هذا مجاله .
ولكن إذا أخذنا فترة الحكم الثنائي (البريطاني المصري) نجدها اكثر فترة نمت فيها المشاريع الكبيرة ، وتم تمدين الكثير من القري والفرقان .
سوف اقوم بنشر المقالات المتسلسلة لمن يهمه الامر ولمزيد من القراءة ..



التوقيع:
اقتباس:
متعتي في الحياة أن أقول الحقيقة
جورج برنارد شو
elmhasi غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 12-03-2024, 09:30 PM   #[2]
elmhasi
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

اقتباس:


قدرالأمم ومصيرها يبدأ من الفصل الدراسي | طموحات ما بعد الحرب (1)
9 February,
2024م
هذهـ بعض الطموحات لما بعد الحرب .... ربنا يصلح حال السودان .
استراتيجية لإصلاح التعليم في السودان تماشياً مع شعارات ثورة ديسمبر 2018م
(قدرالأمم ومصيرها يبدأ من الفصل الدراسي)
بقلم / الدكتور أحمد جمعة صديق
جامعة الزعيم الأزهري - جامعة الخرطوم
(الجزء الاول)
الملخص :-
كان هذا المقال في الأصل رسالة إلى رئيس الوزراء الدكتورعبدالله حمدوك كخطة طارئة لإصلاح التعليم في البلاد . وينبع البحث من حقيقة أن نظامنا التعليمي يحتاج إلى مراجعة نقدية وتعديل لأهدافه وخططه . نحتاج إلى إحداث تغيير جذري إذا كنا نرغب في التكامل مع التطور السريع في اقتصاد عالمي يعتمد بشكل رئيسي على المعرفة ومهارات التكنولوجيا . لذا يلزم بشدة إجراء تغيير في أهداف التعليم واعتماد استراتيجيات جديدة لتحقيق التغيير في النظام التعليمي من خلال إدراج أفكار جديدة بالتركيز الخاص على مراقبة الجودة وإدارة الجودة للناتج التعليمي . قام الباحث بدراسة بعض التجارب العالمية في مجال إصلاح التعليم ، بالإضافة إلى استكشاف بعض التجارب الأخرى في دول إفريقية تشاركنا نفس البيئات والقلق نفسه والطموحات. قدم الباحث بعض المقترحات العملية يعتقد بانها من الممكن ان تحقق إصلاح تعليمي تكون نتائجه قابلة للتحقيق وقابلة للقياس مع التركيز الخاص على التعليم العام في المستويات الأساسية.
1.0 المقدمة : -
تدور العملية التعليمية برمتها حول اكساب واكتساب المعرفة والمهارات لتعديل الاتجاهات والسلوك على مستوى الفرد وعلى مستوى الجماعات. ونقل المعرفة هو المهمة الأساسية لوزارة التربية والتعليم ، ويتحمل وزير التربية مسئولية مباشرة في تنمية القدرات العقلية (الذكاء العام) لأفراد المجتمع لتأهيلهم لحل مشاكلهم العملية - إذا ان الهدف النهائي للتعليم هو مساعدة الافراد والجماعات في حل المشكلات الاجتماعيىة والسياسية والاقتصادية والثقافية الخ .. وحل المشكلات هو الهدف النهائي لجميع المجهودات التعليمية - وذلك بتوفير وسائل المعرفة والمهارات المناسبة . هذا دور وزارة التربية والتعليم في السودان – ولكنه كان دوراً غائباً أو مغيباً بشكل متعمد .
ويرى الباحث أن نظامنا التعليمي كان نظاماً فاشلاً، بسبب نقص الرؤية على المستوى الشخصي والوطني أيضًا . ويريد الباحث عبرهذا المقال، مشاركة أفكاره وخبراته كمعلم لوضع خطة لبناء مجتمع متنور جديد، وذلك يتطلب توافر أشخاص مؤهلين ، صادقين وراغبين لأداء هذا العمل باستخدام الأدوات الصحيحة ولديهم الشغف والاستعداد والخيال الواسع . ونقصد بالخيال - هنا - هو القدرة على الرؤية فيما وراء الجدار. اذ يمكن لمثل هؤلاء المختصين أن يحدثوا تغييرات جوهرية في حياتنا والريادة بنا نحو مستقبل مشرق للأمة السودانية، وهي أمة تستحق.
2.0 الإصلاح التعليمي : منظور عالمية : -
يستهدف التعليم في جميع العالم مصلحة الفرد والمجتمعات . وتلعب الحكومة دورًا رئيسيًا كمزود رئيسي للتعليم لمواطنيها فهي الجهة التي تقوم بوضع الخطط وتصميم الأهداف وجداول أعمال التعليم الوطني . لذا تمتلك الحكومات خططاً منتظمة يمكن تعديلها من وقت لآخر لتناسب احتياجات الناس وتحقق التنمية الاجتماعية والاقتصادية . وفي ضوء هذهـ النظريات ، يمكننا تتبع بعض التجارب العالمية الناجحة في مجال الإصلاح التعليمي . ونركز على الولايات المتحدة الأمريكية ، فنلندا ، وأستراليا على المستوى العالمي ، ونتتبع أيضًا بعض التجارب في أفريقيا ، من غانا ورواندا التي تشترك معنا في بيئات متشابهة وتتشاركنا نفس الهموم .
2.1 الولايات المتحدة الأمريكية : -
الولايات المتحدة الأمريكية أكبروأقوى اقتصاد في العالم هي مثال جيد على كيف يمكن لنظام التعليم أن يكون ناجحًا في توفير مجتمع مؤهل بصورة كبيرة في مجالات متنوعة من العلوم والتكنولوجيا والصناعة . ومثل هذهـ التجربة تحتاج إلى مجموعات من الكتب لدراسة وسبر اغوار هذهـ التجربة الانسانية الضخمة ..
اعتمدت السياسة التي اتخذها الرئيس أوباما عند توليه المنصب في عام 2009م على احداث تغييرات كبيرة . منها دراسة مستويات التحصيل العلمي المتدني في بعض المدارس وتأثير ذلك على مكانة الولايات المتحدة في الاقتصاد العالمي . وكجزء من حزمة التحفيز الاقتصادي الفيدرالية (استجابةً للازمة المالية في 2007م -2008م)، سعى إلى معالجة العديد من التحديات، كعدم المساواة في التحصيل الدراسي بين المدارس في المناطق الأكثر ثراءً والمناطق ذات الدخل المحدود. هذه السياسة أطلق عليها "سباق نحو القمة (Race to the Top): إصلاح التعليم في الولايات الرئيسية)" وقد كان لهذهـ الساسية تأثير عام حيث أظهر تقرير النتائج أنه بحلول عام 2014م ، كانت بعض الولايات قد حققت نجاحا، في المتوسط، 88 في المائة من السياسات، مقارنة بنسبة 68 في المائة في الولايات الاقل انجازاً، ونسبة 56 في المائة في الولايات التي لم تدخل السباق . وختم التقرير بوجود نتائج عامة كان لها تأثير معنوي على إعداد سياسات التعليم في جميع أنحاء الولايات المتحدة. كانت عناصر هذا الإصلاح التعليمي هوتعهد الولايات بتحسين أداء الطلاب ، مع اعتماد معايير أكاديمية أكثر صرامة ، وتقييم أداء المعلمين والمديرين جزئياً بناءاً على نتائج أداء الطلاب . وليكون التنافس ، كان يتعين على الولايات أيضاً التخلص من الحد من المدارس المستأجرة، وتحسين برامج إعداد المعلمين . أفاد التقرير أيضًا بان جميع الولايات شهدت زيادة ملحوظة في اعتماد سياسات التعليم. وأبلغ المشرعون من جميع الولايات أن لبرنامج (السباق نحو القمة) أثر على المداولات السياسية داخل ولاياتهم . كما أظهر استعداد الولايات على تنفيذ إصلاحات واسعة النطاق في السياسات.
2.2 فنلندا
ماذا يمكن للعالم أن يتعلم من السياسات التعليمية في فنلندا ؟ إجابة على هذا السؤال : هي أن سياسة التعليم في فنلندا تم بناؤها على التغيير الدوري والقيادة النظامية التي تسترشد بقيم عامة مقبولة ورؤية اجتماعية مشتركة وثيقة بأهداف التغيير التعليمي المستدامة المعاصرة . وكان سر التعليم الفنلندي هو السياسات الأوسع - في ربط السياسات المختلفة في القطاع العام مع نظام التعليم . ومن الضروري أيضًا التأكيد على أنه وعلى الرغم من أن فنلندا قد تم وصفها بأنها 'تلميذ نموذجي' في 'الاستماع إلى النصائح السياسية من المنظمات الدولية ، خاصة منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية والاتحاد الأوروبي، الا أن نظام التعليم الفنلندي ظل هادئًا إلى حد كبير ولم يصاب بفيروسات ما يُسمى غالبًا بحركة إصلاح التعليم العالمية .
فمنذ الثمانينيات استخدم ما لا يقل عن خمس سمات عالمية مشتركة في سياسات التعليم ومبادئ الإصلاح لمحاولة تحسين جودة التعليم وإصلاح المشكلات الظاهرة في أنظمة التعليم العامة . هذهـ العناصر هي : -
الأولى هي توحيد التعليم في جميع انحاء الدولة.
سمة ثانية مشتركة هي التركيزعلى المواضيع الأساسية في المدرسة ، بمعنى آخر ، التركيزعلى مهارات القراءة والحساب، وفي بعض الحالات العلوم .
السمة الثالثة التحديد في إصلاح التعليم العالمي هي البحث عن طرق منخفضة المخاطر لتحقيق أهداف التعلم.
الاتجاهـ العالمي الرابع الذي يمكن ملاحظته في إصلاح التعليم هو استخدام نماذج إدارة الشركات كمحرك رئيسي للتطوير.
الاتجاهـ العالمي الخامس هو اعتماد سياسات المساءلة المبنية على نائج الاختبارات في المدارس.
وبالمقابل ، فان الميزات النموذجية للتدريس والتعلم في فنلندا هي توافرالثقة الكبيرة في المعلمين والمديرين كمحترفين ذوي كفاءات عالية ؛ وتشجيع المعلمين والطلاب على ابتكار أفكار وطرق جديدة ، بمعنى آخرتشجيع الفضول والخيال والإبداع ليكون ذلك من صميم عملية التعليم . وكانت أفضل وسيلة لتجنب الإصابة بفيروسات حركة إصلاح التعليم العالمية هي تأهيل المعلمين والقادة بشكل جيد ، ففي فنلندا ، يجب على جميع المعلمين أن يحصلوا على درجة الماجستير في التعليم أو في مجال تخصصهم .


(يتبع)

E.mail


نقلا عن سودانايل



التوقيع:
اقتباس:
متعتي في الحياة أن أقول الحقيقة
جورج برنارد شو
elmhasi غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 13-03-2024, 09:32 AM   #[3]
elmhasi
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

اقتباس:

طموحات لما بعد الحرب … ربنا يصلح حال السودان

11 February,
2024م
استراتيجية لإصلاح التعليم في السودان : تماشياً مع شعارات ثورة ديسمبر 2018م
(قدر الأمم ومصيرها يبدأ من الفصل الدراسي)
بقلم / الدكتور أحمد جمعة صديق
جامعة الزعيم الأزهري - جامعة الخرطوم
(الجزء الثاني)

فنلندا: تعتبر فنلندا من الدول الرائدة في مجال التعليم في منظومة الدول التي تعرف بدول Organization for Economic Co-operation and Development . يوفرالمنهج الوطني للتعليم الابتدائي والثانوي أساسًا موحدًا للمناهج المحلية ، مما يعزز المساواة في التعليم في جميع أنحاء البلاد . وتقوم البلديات بالاشراف على التعليم والمدارس بكل دقة مع مراعاة الاحتياجات المحلية لكل بيئة . وقد وضعت مناهج محلية للتعليم ولكن على ضوء معطيات االمنهج الأساسي القومي للدولة .
يتألف المنهج في مرحلة الاساس من أهداف ومحتويات لمواضيع مختلفة متصلة بالسياسات المتعلقة بالقيّم الأساسية وفهم ميكانزم التعلم وثقافة المدرسة . والغرض من المنهج هو تمكين الثقافة المدرسية والتعليم وتحسين جودة عملية التعلم وتعزيز مخرجات التعليم . ويهدف التعليم الى توفير المعرفة والمهارات اللازمة لضمان استمرار وبقاء معرفة ومهارات الأطفال والشباب الفنلنديين قوية في المستقبل على الصعيد الوطني أو الدولي . بالإضافة إلى ذلك، تم تحديد الإرشادات التربوية لمساعدة المدارس على تطوير أساليب عملها من أجل زيادة اهتمام الطلاب ودافعيتهم للتعلم . ويضمن المنهج المتطلبات الاساسية للتعلم المستمر وتحقيق النجاح وزيادة مشاركة الطلاب في العمل المدرسي وتشجيع الأطفال والشباب على تحمل المسؤولية وتقديم المزيد من الدعم في دراستهم . ويقوم الدارسون انفسهم بوضع بعض الاهداف ويبدعون الحلول بناءاً على معطيات تلك الأهداف المحددة . كما تعزز المنظومة التربوية الطلاب بالافادة من تجارب ومشاعر ومجالات واهتمامات الآخرين كأساس اضافي لزيادة فرص التعليم .
ويتولى المعلمون مهمة توجيه وإرشاد الطلاب ليصبحوا راغبين في التعلم مدى الحياة ، من خلال مراعاة القدرات التعليمية الفردية لكل طالب . ونتيجة لهذهـ السياسة فقد كانت فنلندا في مقدمة الدول التي يتفوق طلابها في مسابقات (The Programme for International Student Assessment )PISA) الرياضيات والعلوم على مستوي دول Organization for Economic Cooperation and Development.(OECD)
2.3 أستراليا
يعتبر(الميثاق الوطني) اتفاق مشترك بين الكومنولث والولايات والأقاليم ويهدف إلى رفع نتائج تحصيل الطلاب في جميع المدارس الأسترالية . وهويحدد مجموعة من الإصلاحات الاستراتيجية في المجالات التي سيكون للتعاون الوطني تأثير كبير فيها على تحسين تحصيل الطلاب. يتضمن الاتفاق الوطني ثلاثة اتجاهات إصلاحية تتم على مدى خمس سنوات، 2019م -2023م ، وتركز على :
ـ دعم الطلاب ، وتعليم الطلاب ، وتحصيل الطلاب .
ـ التدريس ، وقيادة المدرسة ، وتحسين المدرسة .
ـ تعزيز قاعدة الأدلة الوطنية .
تستند هذهـ الإصلاحات إلى خطة عمل تم إعدادها استنادًا إلى عدة اسس رئيسية . يتم تنفيذ اصلاحات التعليم من خلال ثمانية مبادرات وطنية (NPIs) ، جنبًا إلى جنب مع مجموعة من الأنشطة الخاصة بكل ولاية أو إقليم تم تحديدها سلفاً لانجاح اتفاقيات ثنائية مع كل جهة .
(i): تعزيز المنهج الأسترالي لدعم تقييم المعلم لتحقيق الطالب وتقدمه وفقًا لخطة واضحة .
(ii): مساعدة المعلمين في مراقبة تقدم الطالب الفردي وتحديد احتياجات تعلم الطالب من خلال أدوات التقييم الطلابي عبر الإنترنت وعند الطلب ، مع ربطه بموارد تعليم الطلاب ، والتركيز على المهارات الأساسية في سنوات الأساس .
(iii) مراجعة المسارات الثانوية العليا المؤدية إلى العمل، والتعليم العالي ، والتدريب . وتعكس هذهـ الأهداف تغير طبيعة التعليم والاقتصاد والعمل . تحدد المعرفة والمهارات المطلوبة للقرن الواحد والعشرين ، وأهمية التعلم طوال الحياة من الطفولة المبكرة فصاعدًا ، وضرورة إجراء انتقالات فعّالة بين جميع هذه مراحل التعليم .
يوفر المنهج الأسترالي للمدارس والمعلمين والأهالي والطلاب فهماً واضحاً لما يجب ان يتعلمه الدارسين ، ويطبق هذا المنهج بغض النظر عن مكان إقامة الطالب أو النظام المدرسي الذي يتبعه . تتحمل السلطات التعليمية الحكومية وغير الحكومية المسؤولية عن تنفيذ المنهج . ويشمل ذلك القرارات المتعلقة بالإطارات الزمنية وممارسات الفصول الدراسية والموارد الإضافية . وبنظرة عامة على المنهج من المرحلة الأولى (رياض الأطفال/ الروضة) إلى المرحلة العاشرة نجد انه يتوافر :
- محتوى منهجي
- معيار النصيل في كل موضوع
- مرونة للمعلمين لتخصيص تعليم الطلاب والاستجابة لاحتياجاتهم واهتماماتهم .
يشمل المنهج ثمانية مجالات تعلم رئيسية –
• اللغة الإنجليزية
• والرياضيات
• والعلوم
• والعلوم الإنسانية والاجتماعية
• والتربية الصحية
• والبدنية
• واللغات
• والتقنيات والفنون
كمي يشتمل على سبع قدرات عامة :
• مهارات القراءة والكتابة
• المهارات الرقمية
• والتفكير النقدي
• والإبداعي
• والقدرات الشخصية والاجتماعية
• والفهم (العابر) للثقافات
• والفهم الأخلاقي .
وهناك ثلاث أولويات معرفية خارج المنهج :
• الاستدامة
• والعلاقات بين آسيا وأستراليا
• وتاريخ وثقافات السكان الأصليين.
2.4. التعليم في غانا
تشترك غانا مع السودان في كثير من الخصائص الديموغرافية والثقافية من حيث اللغات وتعدد الاعراق . نالت غانا استقلالها في العام 1957م ويعد نكروما (1909م-1972م) من القيادات التاريخية في غانا وهي ايضاً البلد التي انجبنت شخصية اخرى ملات الفضاء العالمي وهو كوفي عنان من مواليد 8 نيسان/أبريل 1938م ، في كوماسي ، توفي في 18 آب/أغسطس 2018م في برن ، بسويسرا ، عن عمر يناهز الـ 80عام وهو الامين السابق لللمم المتحدة . التقي الرئيس الامريكي باراك اوباما بنظيرهـ الغاني جون ميلز في أول زيارة له منذ تولي الرئاسة الامريكية إلى دولة افريقية غير عربية في يوليو 2009م . والقي اوباما خطاباً أمام البرلمان الغاني ركز فيه على تشجيع نشر الديمقراطية في افريقيا ، وحث الرئيس الأمريكي في خطبته الدول الأفريقية على اعتبار غانا نموذجا يحتذى في الديمقراطية . وقال قبل توجهه إلى غانا إنها اختيرت نسبة لسجلها في الديمقراطية والاستقرار .
يكمل حوالي 71 في المئة من الأطفال التعليم الابتدائي . ومع ذلك ، تنخفض النسبة بشكل حاد في المرحلة الثانوية ، حيث يكمل فقط 47 في المئة مرحلة التعليم الثانوي الأساسي و35 في المئة يكملون التعليم الثانوي العالي . ويعزى ذلك الى نسبة الطلاب الذين يتوقفون عن الدراسة او التأخر الدراسي . وتتسع الفجوة بين نسب الأطفال الذين يكملون الدراسة حسب مستوى الدخل حيث يكمل 71 في المئة من الأطفال من الاسر المقتدرة التعليم الثانوي العام ، بينما يكمل 9 في المائة فقط من الأطفال من الاسرة الفقيرة . ويتمثل الفارق في النسبة بأن أطفال الاسرة الغنية يكملون التعليم الابتدائي 1.6 مرة أكثر مقارنة بأطفال الاسر الفقيرة ، بينما يكمل 3.5 من الاسر الغنية التعليم الثانوي مقارنة بـ8 المئة من اطفال الاسر الفقيرة .
وبينما تنخفض نسب التحصيل العلمي لجميع الأعراق القبلية في مراحل التعليم الابتدائي إلى التعليم الثانوي العام ، تظهر الارقام أن أطفال بعض الأعراق القبلية يتفوقون بشكل عام على الآخرين . فعلى سبيل المثال ، يكمل 72 في المئة من أطفال قبائل (الماندي) التعليم الابتدائي و9 في المئة منهم يكمل مرحلة التعليم الثانوي العام . وعلى النقيض من ذلك ، يحظى أطفال قبائل (الأكان) بأعلى معدلات التحصيل العلمي وانهاء المراحل الدراسية عبر جميع المستويات .
هذهـ الوقائع دفعت بالحكومة الغانية الى تبني سياسات جديد وجادة تتصف بالنزاهة وتتسم بالاتي :
1. تسمي رياض الأطفال والمدرسة الابتدائية والمدرسة الثانوية العليا جميعها باسم المدرسة الأساسية . ويُشار الآن إلى المرحلة المتوسطة الأولى (JHS-Junior High School) 1 و 2 و 3 والمرحلة الثانوية (SHS-Secondary High School) 1 .
2. سيقوم جميع الطلاب في (JHS 1 - SHS 1) بدراسة برنامج الأساس المشترك الذي يتكون من 9 مواد ، وهي - الرياضيات ، واللغات ، والعلوم ، والتربية الدينية (موضوع منفصل) ، والتربية البدنية والصحية (خارج للامتحان) ، وتكنولوجيا المهنية ، والدراسات الاجتماعية ، والحوسبة ، والفنون الإبداعية والتصميم .
3. يُجرى امتحان جديد يُسمى اختبار التقييم الوطني القياسي (NSAT) في الصفوف الثانية الابتدائية والرابعة والسادسة والثانية المتوسطة .
4. يستبدل امتحان شهادة التعليم الأساسي (BECE) بامتحانات توجيهية في JHS 3 لقبول الطلاب في SHS 1.
5. يستمر الطلاب في SHS 1 في برنامج الأساس المشترك لمدة عام واحد ، وبالتالي لن يختار الطلاب في SHS 1 برامج العلوم أو الأعمال أو الفنون .
6. في نهاية SHS 1، سيجلس الطلاب لامتحان الأساس المشترك للانتقال إلى SHS 2.
7. في SHS 2 ، سيتعين على الطلاب الآن اختيار برنامج متعلق بالمهن يشمل البرامج المهنية والتقنية أو برامج الدبلوم الثانوي مثل العلوم والأعمال والفنون .
8. وهذا يعني أن المواد الاختيارية ستبدأ في SHS 2 .
9. يتم تعزيز القبول للجامعات بالاضافة الى شهادة غرب افريقيا الثانوية -West Africa Second School Certificate Examination (WASSCE بامتحانات القبول للجامعات في SHS 3.
ويرى الباحث أن هناك سمتين هامتين في سياسة التعليم في هذا البلد . فقد تم تحسين نظام الامتحانات باعتماد نظام جديد للامتحانات . لذا ، سيتم اضافة امتحان القبول للجامعات بعد الحصول على شهادة المدرسة الثانوية العليا في دول غرب أفريقيا (WASSCE) اذ سيتم منح الطلاب شهادة الدبلوم بعد اجتيازهم للمرحلة الثانوية العليا المستوى 3 (SHS3) بدلاً من شهادة WASSCE." وهذا يعني أن الطلاب سيتم منحهم شهادات من مدارسهم الخاصة بعد اكمال متطلبات التعليم في المرحلة الثانوية . ولكن أهم نقطة هي أن قبول الجامعة سيكون مستندًا إلى امتحان القبول المصمم من قبل الجامعات في غانا كما هو الحال في نيجيريا (سنتحدث عنه بالتفصيل لاحقاً). سيسمح هذا النظام الجديد لاستقطاب الجامعات لأفضل العناصر الطلابية في كلياتها وأقسامها المختلفة.
تعزيز الحاسوب:
وهذا يعتبر واحدًا من أهم الاهتمامات للحكومة الغانية ، لدمج تكنولوجيا المعلومات في خطة التعليم ، لتحويل جميع المدارس إلى بيئة ذكية مجهزة تجهيزًا جيدًا بإنترنت سريع لتسهيل عملية التعليم والتعلم . ووفقًا لـ كوفي (2007م) ، قد أولت حكومة غانا اهتماماً قويًا على دور تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في المساهمة في اقتصاد البلاد ، وخطة التنمية المتوسطة التي تم تجسيدها في ورقة استراتيجية بغرض تخفيف الفقر في غانا وخطة التعليم 2003م-2015م التي تشير إلى استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات كوسيلة للتواصل مع الفقراء .
لذا سيكون نظام التعليم أكثر تركيزًا على البحث والمشاركة المجتمعية والمشاريع مع محتويات أقل . تعد مهارات استخدام الحاسوب واحدة من المرتكزات الرئيسية لهذا البرنامج ، حيث يجب أن يكون جميع أصحاب المصلحة التعليمية في وضع جيد بتوفير مرافق تكنولوجيا معلومات كافية للطلاب . يتكون مجال العلوم على المستوى الأساسي من العلوم الفيزيائية والتطبيقية . ويدعي (كوفي2007م) أيضًا أن قطاع التعليم العالي في غانا هو الأكثر تقدماً في نشر واستخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في البلاد . فجميع الجامعات الرئيسية في البلاد لديها سياسة منفصلة خاصة بها لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات تتضمن خطة لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات للطلاب . وهذا يتيح للدارسين الوصول إلى معامل الحاسوب على مدار الــ24 ساعة مع اتصال انترنت عالي السعة والقدرات .
وفي دراسة ((2021م Soma, et el اشارت الدراسة الى أن استخدام تقنيات المعلومات والاتصالات / الحواسيب في التعليم في غانا تقوم به حكومة غانا وتنفذهـ من خلال سياستها في مجال تكنولوجيا المعلومات للتنمية المتسارعة (ICT4AD) لعام 2003م . وقد كشفت الدراسة أن استخدام تقنيات المعلومات والاتصالات /الحواسيب في التعليم ستحسن من نظام التعليم في غانا بصورة كبيرة .

(يتبع)

E.Mail


نقلا عن سودانايل



التوقيع:
اقتباس:
متعتي في الحياة أن أقول الحقيقة
جورج برنارد شو
elmhasi غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 14-03-2024, 05:00 PM   #[4]
elmhasi
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

اقتباس:

طموحات لما بعد الحرب … ربنا يصلح حال السودان (الجزء الثالث)

12 February,
2024م
استراتيجية لإصلاح التعليم في السودان: تماشياً مع شعارات ثورة ديسمبر 2018م

(قدر الأمم ومصيرها يبدأ من الفصل الدراسي)
بقلم / الدكتور أحمد جمعة صديق
جامعة الزعيم الأزهري - جامعة الخرطوم
(الجزء الثالث)
رواندا :
أسفرت الإبادة الجماعية ضد التوتسي في عام 1994م عن مقتل أكثر من مليون شخص في مدة قصيرة تبلغ 100 يوم ، وصنفت رواندا وقتها دولة فاشلة . ولكن نجحت رواندا تدريجياً في الانتقال من مرحلة الطوارئ إلى مرحلة التنمية اذ خضع نظام التعليم في رواندا لتغييرات كبيرة خلال رؤية رواندا الوطنية 2020م (جمهورية رواندا ، 2012م). ففي عام 2015م ، صاغت الحكومة رؤية 2050م (جمهورية رواندا ، 2015م)، والتي حددت رؤية استراتيجية طويلة الأمد لنهضة الامة . وتنص الرؤية 2050م على أن نظام التعليم في رواندا سيكون موجهاً نحو اقتصاد السوق ، معتمداً على الكفاءات البشرية ، ويتناسب مع الوظائف الابتكارية المتخصصة في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات (ICT) ، والسياحة ، والتدريب ، والهندسة الجوية ، وبرمجة الحاسوب، ورأس المال المغامر (جمهورية رواندا ، 2015م). وهذا يعني أن الأهداف التعليمية الوطنية والمحلية يجب أن تتماشى مع المبادئ المحددة في رؤية 2050م .
يتم الإشراف على التعليم في رواندا مركزياً من قبل وزارة التعليم (MINEDUC) في كيغالي،من خلال السياسة القطاعية للتعليم والأولويات المحددة في خطة القطاع التعليمي الاستراتيجية للفترة 2018/19م - 2023/24م (ESSP) . وركزت الحكومة بصورة قوية على التمويل التدريجي خلال العقدين الماضيين ، ونتيجة لذلك ، يعتمد النظام التعليمي بشكل كبير على وزارة الحكومة المحلية (MINALOC) ومقاطعاتها الـ 30 (جمهورية رواندا ، 2021م) ، حيث تتولى المقاطعات مسؤولية توظيف المعلمين وتعيين مديري المدارس . وتتمتع بدرجة كبيرة من الاستقلالية في تحديد أهدافها التعليمية المحلية الخاصة ، وهذهـ الاهداف تتماشى مع الأهداف الاساسية المحددة في ESSP MINEDU، 2017 في الخطة القومية على مستوى الدولة .
وتشدني تجربة هذا البلد في مجال التعليم وفي مجالات أخرى ، ربما سنأتي على تفاصيلها في مقام آخر . فقد مرت البلاد بحروب أهلية طويلة ، وهو وضع مماثل لحالنا في السودان مع الفارق أن الحرب صارت تاريخا منسياً في بلادهم ، بينما تستعر نار الحرب عندنا في السودان . ولو كان قادتنا من الذين يقرأون التاريخ لتجنبنا هذه الفتنة التي قضت على الأخضر واليابس . لم نتعظ بخمسين عاما من الحرب الاهلية في جنوب السودان - وهي أطول حرب أهلية في تاريخ الانسانية ، كما لم نتعلم من الحروب الأهلية الحديثة في لبنان والصومال وسوريا واليمن وبعض دول امريكا اللاتينية . ولكن الحرب الاهلية الراوندية كان ينبغي ان تكون المثال الاقرب لأن بيننا وبينهم كثير من السمات الجامعة . ومن المؤسف انها حرب عبثية خالية من اية اجندة محلية او وطنية . فقدنا الآلاف من الانفس واعاقت آلاف أخري وشردت الملايين . وفي رأي الباحث أن هذين الفصيلين المتقاتلين لن يستيجبا للمنطق أو الضمير الوطني لان حاملي السلاح اصبحوا – الآن - بؤراً من المليشيات فقدت القيادة والسيطرة . وعلى القطاع المدني أن يبحث عن مخرج عملي لايقاف هذهـ الحرب عن طريق التدخل الدولي سواء أكان من أفريقيا أو منظمات الأمم المتحدة . وقد ناديت بذلك في مقالات في (The Africanist.info) وقلت ان الدكتور عبدالله حمدوك ما زال في رأي هو الرئيس الشرعي والدستوري للسودان وان (تقدم او قحت) هي برلمانات شعبية مفوضة للتفاوض باسم الشعب السوداني لايقاف هذا العبث . وكما قال سيدنا عثمان بن عفان رضى الله عنه (ان الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن).
وقد تمكن الروانديون من استعادة وحدة بلادهم بالرغم من تجربة الإبادة الجماعية سيئة الذكر. وفي السطور التالية نتحدث عن كيفية بذل حكومة رواندا جهودًا كبيرة لتحسين الاقتصاد والحياة الاجتماعية من خلال إصلاح التعليم الذي تم من خلال أهداف مخططة وواضحة المعالم النهائية. فالخطة الاستراتيجية الرئيسية 2017م-2024م للدولة خطة سباعية تمثل الفترة الاولي لرؤية 2050م . ويجمع بين الخطة السابعة للنمو وبرنامج الإنماء الاقتصادي والاجتماعي خطة استراتيجية واحدة متكاملة، لتحقيق التقدم نحو أهداف التنمية المستدامة التي تنسجم مع ورؤية الاتحاد الافريقي 2050م . وتتكون الخطة من ثلاثة أركان رئيسية :
1. التحول الاقتصادي.
2. التحول الاجتماعي.
3. الحوكمة.
ويتضمن الركن الثاني هدفًا عامًا لتطوير الروانديين إلى شعب قادر وماهر بمعايير عالية الجودة في مجتمع مستقر وآمن، وإحدى استراتيجياته الأولويات الست هي 'تعزيز العائد الديموغرافي من خلال تحسين الوصول إلى التعليم عالي الجودة (جمهورية رواندا، 2017م). وبناءً على ما تم تحقيقه بالفعل في توجيه التنمية في رواندا، تمثل في الطموح في أن تصبح البلاد دولة ذات دخل متوسط عالي بحلول عام 2035م ودولة ذات دخل عالي بحلول عام 2050م ، مع توفرالعزم في توفير معايير ومستويات معيشة عالية الجودة للمواطنين الروانديين بحلول عام 2050م . ويتم دعم هذه الأهداف الرئيسية بموجب ثمانية أهداف سياسية محددة.
يمكن تلخيصها في :
• ضمان توفر التعليم وإمكانية الوصول إليه لجميع الشعب الرواندي.
• تحسين جودة وصلاحية التعليم.
• تعزيز تعليم العلوم والتكنولوجيا، مع التركيز الخاص على تقنيات المعلومات والاتصالات واستخدام المحتوى الرقمي في جميع المواضيع. كما تتضمن الأهداف الثقافية واللغوية والبيئية ضمن خطة التعليم، مما يمكن أن تساعد في:
• تعزيز اللغات الأربعة للكينيارواندا والإنجليزية والفرنسية والسواحلية في البلاد، مع استخدام الإنجليزية كلغة تعليم وتعلم على جميع المستويات باستثناء مرحلة ما قبل المدرسة والمرحلة الابتدائية الأولى، حيث يتم استخدام الكينيارواندا اللغة المحلية السائدة.
• تعزيز التعليم الشامل الشامل الموجه نحو احترام حقوق الإنسان وتكييفه مع الوضع الراهن في البلاد.
• غرس الشعور بالبيئة وتوعية الأطفال بأهمية البيئة والنظافة والصحة والحماية ضد فيروس نقص المناعة البشرية (HIV/AIDS)
• تحسين القدرة على التخطيط والإدارة والإدارة التعليمية.
• تعزيز البحث كعامل دافع للتنمية الوطنية وتنسيق جدول أعمال البحث.
قامت حكومة رواندا بتحقيق تقدم كبير نحو أهداف سياسة التعليم في رواندا، بالتعاون مع الالتزامات الدولية تجاه التعليم للجميع (EFA) والأهداف الإنمائية الالفية (MDGs).
ترقية التكنولوجية في رواندا. تولي حكومة رواندا اهتمامًا كبيرًا بالتكنولوجيا الحديثة والمحتوى الرقمي الذي يعد التركيز الرئيسي لاهتمامها بالتعليم. وخطتهم هي:
- تعزيز العلوم والتكنولوجيا مع التركيز الخاص على تقنيات المعلومات والاتصالات والكفاءات الرقمية.
- تعزيز تعليم العلوم والتكنولوجيا، مع التركيز الخاص على تقنيات المعلومات والاتصالات واستخدام المحتوى الرقمي في جميع المواضيع.
تم اعتماد سياسة في عام 2016م تركز على تطوير المحتوى الرقمي المتماشي مع المنهج؛ مع زيادة نشر تكنولوجيا المعلومات والاتصالات واستخدامها في التعليم من خلال الفصول الذكية؛ تطوير قيادة التعليم ودورات تدريب للمعلمين في ومن خلال تكنولوجيا المعلومات؛ وتعزيز التعليم والتعلم والبحث باستخدام هذه التكنولوجيا.
• الرؤية: وضعت الدولة رؤية لضمان أن يكون لدى المواطنين الراونديين كفاءات كافية ومناسبة (مهارات ومعرفة واتجاهات) لدفع التحول الاقتصادي والاجتماعي المستمر في البلاد. تُفصل هذه الرؤية من خلال تسعة أولويات استراتيجية:
1. تحسين مخرجات التعليم بجودة عالية وذات صلة بتنمية رواندا الاجتماعية والاقتصادية.
2. تعزيز التدريب المهني المستمر وإدارة المعلمين عبر جميع مستويات التعليم.
3. تعزيز العلوم والتكنولوجيا والرياضيات عبر جميع مستويات التعليم لزيادة صلة التعليم بالأسواق الحضرية والريفية.
4. زيادة استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لتحويل التعليم والتعلم، ودعم تحسين الجودة عبر جميع مستويات التعليم.
5. زيادة الوصول إلى برامج التعليم، خاصة على مستوى مرحلة ما قبل المدرسة والثانوية والتعليم الفني والتعليم العالي.
6. تعزيز البنية التحتية المدرسية الحديثة والمرافق عبر جميع مستويات التعليم.
7. فرص متساوية لجميع الأطفال والشباب الروانديين على جميع مستويات التعليم.
8. بحث وتطوير أكثر ابتكارًا واستجابة فيما يتعلق بتحديات المجتمع.
9. تعزيز الحوكمة والمساءلة عبر جميع مستويات التعليم.
• تمويل التعليم محلياً وخارجياً
ولكن لنا ان نتساءل عن كيف تم تمويل هذه الانشطة التعلمية والاجتماعيىة في هذا البلد لكي يتحول من بلد منكوب الى نموذج متقدم في التنمية وبؤرة حضارية مضيئة في افريقيا بل والعالم أيضاً. في الفقرات التالية سنسنتعرض سياسة التمويل المحلية والخارجية التي تبنتها الدولة على المستوى الداخلي، وكذلك نلقى الضوء على كيفية واستطاعة الحكومة الراوندية النجاح في استقطاب العون الفني والمادي من المؤسسات الدولية على مسنوى الامم المتحدة والاتحاد الافريقي والدول الصديقة المانحة والهيئات الانسانية الخيرية في العالم.
• ميزانية التعليم.
اتجهت الدولة الى تخصيص 20% من الميزانية العامة للتعليم، و50% من تلك الميزيانية للتعليم قبل الابتدائي مع زيادة إيجابية للتمويل المحلي للتعليم. وهذا يظهر التزام الحكومة بالتعليم الأساسي. تأثرت التوقعات سلبًا في الزيادات المستقبلية بجائحة كوفيد-19. في السنوات الأخيرة، اذ تم تخصيص حوالي 40% من ميزانية التعليم المستمر للتعليم الابتدائي، ثم في عام 2019/20 قامت الحكومة بالوفاء بالتزامها بزيادة النسبة إلى 46% وفي عام 2017، تم تخصيص أكبر نسبة من ميزانية التعليم (40%) للتعليم الابتدائي (MINEDUC، 2017). كانت هذه النسبة تمثل تحولًا في نهج رواندا في تخصيص ميزانية التعليم؛ حيث اوصت اليونيسف في (2020م) بتخصيص نفس النسبة أو نسبة أكبر للتعليم الثانوي بدلاً من الابتدائي. ويشار إلى أن الجزء الأكبر من موارد قطاع التعليم تم توجيهه إلى التعليم قبل الابتدائي والابتدائي، ممثلاً 47.7% من مجموع ميزانية قطاع التعليم، مع تخصيص النسبة الأكبر للتعليم الابتدائي. هذه الاموال تم رصدها من الناتج المحلي للدولة بالاضافة الى المعونات الدولية من المؤسسات العالمية الاخري.
• التمويل الدولي: شركاء التنمية
تنسق وزارة التعليم (MINEDUC) التعاون مع المانحين من خلال مجموعات العمل القطاعية التي يتم تكوينها بالقانون بالتعاون مع مدير عام من الحكومة المركزية وممثل كبير للشركاء التنمية (MINEDUC، 2017). تعتبر مجموعات العمل الرئيسية في مجال التعليم
(i) مجموعة العمل القطاعية للتعليم (ESWG)،
(ii) مجموعة العمل الفرعية للتعليم الأساسي (SSWG)، (iii)
(iii) مجموعة العمل الفرعية للتعليم والتدريب المهني والفني،
(iv) مجموعة العمل الفرعية للتعليم العالي. يشارك جميع أصحاب المصلحة في مجموعات العمل، التي تسهل تبادل المعلومات بين الشركاء لمناقشة وتوجيه الأمور التقنية المتعلقة بالتعليم.
تترأس ESWG النظام التعليمي بأكمله بواسطة الأمين الدائم للوزارة، مكتب الخارجية والتنمية البريطاني (FCDO) واليونيسف. وتلعب ESWG دوراً حيوياً في تطوير السياسات وتخطيط قطاع التعليم. يتعاون مع MINEDUC والوكالات المرتبطة بها ووزارات التخطيط وإدارات المقاطعات على المستوى المحلي لتطوير خطط القطاع التعليمي الاستراتيجية والإشراف على تنفيذها (Universalia، R4D و itad، 2019م ؛ MINEDUC، 2017). تجتمع مجموعات SSWG شهريًا للإشراف على الجوانب الاستراتيجية المتعلقة بالفرع الفرعي الخاص بها. ضمن كل SSWG، تشرف مجموعات العمل التقنية على تقديم التعليم حسب مجال الاهتمام (MINEDUC، 2017). اتخذت الحكومة الرواندية موقفاً استباقياً في تنسيق التمويل مع شركاء التنمية. في عام 2005، أنشأت وحدة التمويل الخارجي، وهي نقطة تدخل حكومية رئيسية للتمويل الخارجي، وتوفر واجهة مركزية للشركاء. وهي تقدم التوجيهات والقيادة في كيفية تنسيق دعم الشركاء بشكل أفضل مع مراعاة أولويات الحكومة. تتمتع رواندا بعلاقة تعاونية مع شركاء التنمية، حيث يساهم العديد منهم في تمويل قطاع التعليم. وفي الوقت نفسه، تسعى رواندا إلى تحقيق المزيد من الاعتماد على نفسها من حيث التنمية.
أظهر تقرير التمويل الخارجي للتنمية لعام 2019م/ 2020م أن معظم تمويل رواندا للتنمية جاء من مواردها الخاصة (54%)، على الرغم من انخفاضها عن عام 2018م/ 2019م حيث كانت تمثل 61% من الإجمالي (MINECOFIN، 2020أ). وبالتالي، جاء 46% من تمويلها من موارد خارجية، بزيادة 7% عند عام 2019م/ 2020م . وبصورة عامة حصلت رواندا على 1.8 مليار دولار أمريكي من موارد التعاون الخارجي للتنمية للسنة المالية 2021م / 2202م ، وأعلنت وزارة المالية MINECOFIN أن الحد الإجمالي للموارد المتوقعة كان 3.8 تريليون فرنك رواندي، معتمدة على الموارد المحلية بقيمة 2.5 تريليون فرنك رواندي (بما في ذلك 1.7 تريليون فرنك رواندي من الإيرادات الضريبية) والموارد الخارجية بقيمة 1.3 تريليون فرنك رواندي (MINECOFIN، 2021).
يستفيد التعليم في رواندا من المساعدات الدولية من الشركاء ثنائيي الجانب والمتعددي الأطراف والمنظمات الاجتماعية المدنية. واستنادا إلى بيانات استطلاع شركاء التنمية، قدرت ESSP التمويل المبدئي للشركاء بين عامي 2018/19 و 2022/2023 بمبلغ 229.5 مليون دولار أمريكي. كما توقعت أن النسبة المخصصة للتعليم الابتدائي، التي كانت 14% في 2018/19، سترتفع إلى 44% في 2022/23 (MINEDUC، 2019، ص 75) حسب مصادر وزراة التربية والتعليم.
كما أظهر تقرير التمويل الخارجي للتنمية لعام 2019/2020 أن قطاع التعليم حصل على 10.4% من إجمالي مساهمات شركاء التنمية، مقارنة بنسبة 8.7% في السنة المالية 2018/19 (MINECOFIN،2020). وكانت الصحة، والزراعة، والطاقة هي القطاعات الوحيدة التي حصلت على نسبة أعلى من المساهمات. ولوحظ ان الزيادة في حجم التمويل بالدولار الأمريكي المستهدف للتعليم زاد بشكل مطرد بين عامي 2015 و 2020. وفي اجتماع تجمع شركاء التنمية في عام 2020 - وهو اجتماع سنوي على مستوى رفيع يجمع بين الشركاء التمنية الرئيسيين لمراجعة الأولويات – ثم التوصية بأن الشركاء سيعملون مع حكومة رواندا "لتطوير خارطة طريق طويلة الأجل قائمة على الأدلة لتحسين مخرجات التعليم في المدارس الابتدائية" (جمهورية رواندا، 2020،ص 3). وهناك عدة مشاريع كبيرة للشركاء التنمية تركز أساساً على تحسين نتائج التعلم من خلال دعم المدرسين والدارسين.

(يتبع)

: Notes
- Spotlight on Basic Education Completion and Foundational Learning in Rwanda 2022.
- The Africanist: رابط)-
- (رابط)
- رابط

Abbreviations بعض المختصرات المفيدة وردها بعضها في سياق المقال:
ESSP Education Sector Strategic Plan
ESWG Education Sector Working Group
FCDO Foreign, Commonwealth & Development Office (United Kingdom)
GDP Gross domestic product
GPE Global Partnership for Education
ICT Information and communication technology
LARS Learning Achievement in Rwandan Schools
LEGRA Local Early Grade Reading Assessment
MINALOC Ministry of Local Government
MINECOFIN Ministry of Finance and Economic Planning MINEDUC Ministry of Education
NESA National Examination and School Inspection Authority NISR National Institute of Statistics of Rwanda
ORF Oral Reading Fluency
REB Rwanda Basic Education Board
RWF Rwandan franc
SDG Sustainable Development
Goal SEO Sector education officer
SSWG Sub-Sector Working Group
TTC Teacher Training College
TVET Technical and vocational education and training
UBE Universal basic education
UNICEF United Nations Children’s Fund
USAID United States Agency for International Development
aahmedgumaa@yahoo.com


نقلا عن سودانايل



التوقيع:
اقتباس:
متعتي في الحياة أن أقول الحقيقة
جورج برنارد شو
elmhasi غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 17-03-2024, 12:29 PM   #[5]
elmhasi
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

اقتباس:

طموحات لما بعد الحرب … ربنا يصلح حال السودان – الجزء (4)

13 February,
2024م
استراتيجية لإصلاح التعليم في السودان: تماشياً مع شعارات ثورة ديسمبر 2018م
(قدر الأمم ومصيرها يبدأ من الفصل الدراسي)
بقلم / الدكتور أحمد جمعة صديق
جامعة الزعيم الأزهري - جامعة الخرطوم
استقطاب حكومة رواندا للعون الخارجي لدعم مشاريع التعليم
التمويل :
المال بلا شك ، هو اساس التنمية الاقتصادية والاجتماعية ، فهو يمثل الوسيلة الأساسية التي يتم من خلالها تحقيق الازدهار الاقتصادي وتحسين مستوى المعيشة للأفراد والمجتمعات بشكل عام . والمال هو العنصر الأساسي الذي يسهم في تحفيز الاستثمار، وتمويل الأنشطة الاقتصادية ، وتحقيق التوازن في الأسواق ، وتوفير الخدمات الضرورية للمجتمع ، مما يعزز من فرص النمو الاقتصادي والتنمية المستدامة . فهو قبل كل شيء ، يُعَد عاملاً أساسياً لتمويل الاستثمارات ، وهي العمليات التي تسهم في بناء وتطوير البنية التحتية ، وتوسيع قاعدة الإنتاج ، وتحسين التكنولوجيا ، وتوفير فرص العمل . ويعتبر ايضاً أداة لتحقيق التنمية الاجتماعية من خلال دعم البرامج والمشاريع الاجتماعية التي تهدف إلى تحسين جودة حياة الفئات الضعيفة والمحرومة في المجتمع . فمن خلال تخصيص الموارد المالية للتعليم ، والصحة ، والسكن ، والقضايا الاجتماعية الأخرى يمكن تحقيق تقدم كبير في مستوى المعيشة والتمتع بفرص متساوية للجميع .
ونخلص الى ان المال ليس مجرد وسيلة للتبادل التجاري ، بل هو عنصر أساسي يؤثر بشكل كبير في تطور وازدهار الاقتصادات والمجتمعات . ومن هنا ، يتبين أهمية إدارة الموارد المالية بشكل فعال وفعالية لضمان استخدامها بطريقة تعزز التنمية الاقتصادية والاجتماعية بشكل شامل ومستدام . هذا المدخل الذي يتحدث عن بعض البديهيات في اهمية المال هو المدخل لنا في تامل المجهودات التي بذلتها الحكومة الراوندية لتوفير المال لدفع مشاريعها التنموية وخاصة في مجال التعليم .
ففي المقال الثالث ، تحدثت عن تطور التعليم في رواندا ، حيث أشرت إلى أن الجرح العميق الذي خلفته الحرب الأهلية كان درساً استفاد منه الشعب الرواندي ، وعمل بجد لتجاوز هذهـ المأساة . وأكدت على أن الحكومة والدولة قامتا بالاستثمار في التعليم ، مؤكدةً بذلك أن الإنسان هو أعظم رأسمال في أي نشاط بشري على هذهـ الأرض .
استهدف العمل الرئيسي للحكومة والدولة في رواندا التطوير في التعليم ، وذلك من خلال تخصيص ما يعادل 4% من الدخل القومي للتعليم، وما يعادل 20% من الميزانية السنوية للدولة للتعليم العام ، مع تخصيص 47% من هذهـ الميزانية للتعليم الابتدائي . وأشرت في المقال اياهـ إلى نجاح الحكومة الرواندية في جذب الدعم المالي من مؤسسات الأمم المتحدة والدول المانحة والمنظمات الخيرية ، حيث بلغت نسبة هذا الدعم 46% من ميزانية التعليم ، وهذا يتماشى مع رؤية الدولة لعام 2050م . وتمكنت الحكومة من جذب هذا الدعم من خلال فرض قوانين النزاهة في التصرف في المال بشفافية وتكليف المختصين بالعمل كل في مجاله. ومن خلال هذهـ الشفافية ووضوح الرؤية ، تحفزت المنظمات المانحة على تقديم الدعم المالي بسخاء . وتتم مراجعة جميع التخصيصات المالية بدقة مع التركيز على تحقيق الأهداف المطلوبة. وقد هدفتُ من خلال استعراض تجربة رواندا إلى تثقيف أصحاب الوجعة في السودان (السياسي والمخطط والمواطن والطالب) حول الجهود والخطوات التي اتخذتها هذهـ الدولة الأفريقية الصغيرة لتخطي المحنة وصنع نموذج يحتذى به لباقي دول القارة ، وربما للعديد من دول العالم الثالث .
كيف يمكن ان يستفيد السودان من التجربة الراوندية بعد توقف الحرب؟
تمثلت نجاحات ثورة ديسمبر2018م في الاتي :
- خروج السودانيين في المسيرات المليونية - وهو أمر غير مسبوق في التاريخ الأنساني القديم والحديث - اسقط حكومة الكيزان الى الابد .
- تكوين الحكومة - مع ما صاحب ذلك من نقص في استيعاب العسكر ، كان يعني بداية العصر المدني للدولة السودانية .
- انجازات لجنة ازالة التمكين أرعبت المنظومة الاخوانية الفاسدة وضربتها في مقتل في المال والممتلكات والسلطة .
- اتفاق جوبا مع عيوبه استطاع ان يسكت صوت البندقية الى الابد .
- مؤتمر باريس :
وكان هذا قاصمة الظهر اذ بيّن اليد الطولى واللاحقة لرئيس الوزراء ومجموعة الطاقم الفني من الوزراء حيث نجح المؤتمر برفع اسم السودان من القائمة السوداء وارجع السودان الى حظيرة الانسانية التي حرمنا منها وخففت الديون عن كاهل السودان وتأهل للمساعدات والقروض الدولية التي تؤهله لدخول عصر التنمية واستقطاب العون الخارجي .
نجح مؤتمر باريس كما قال الخبير الاقتصادي الدكتور عبد العظيم المهل ، إن "المؤتمر كان إيجابياً عكس المؤتمرات السابقة ، حيث حقق جزءاً كبيراً من أهدافه" ، مشيراً إلى أن "تحقيق هذهـ الأهداف ينفصل تماماً عن مسألة تأثير ذلك على المواطن مباشرة في المدى القريب ، لكن من الطبيعي أن يظهر هذا الأثر في حال استلام السودان لأي مبلغ تم التعهد به سواء في شكل منح أو قروض ، وأضاف المهل "في شأن الديون ، فإنه تم التعهد بإعفاء السودان من 90 في المئة من مجملها ، ويتوقع أن يتم ذلك في يونيو (حزيران) المقبل . وفي المقابل ، يعتقد المحلل المالي السوداني طه حسين ، أن مؤتمر باريس نجح من حيث المبدأ ، مقارنة مع المؤتمرات الثمانية السابقة ، فقد تم الإعداد له بطريقة مختلفة ، مشيراً إلى أنه للمرة الأولى يحدث التزام السداد والتنفيذ ، فهناك تعهدات منذ عام 2005م ، وآخرها ما تم الإعلان عنه في مؤتمر أصدقاء السودان الذي عقد نهاية عام 2020م في برلين ، ولم يتم سداد غير 20.5 في المئة من إجمالي التعهدات فقط . وفي نفس السياق توقع رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك في تصريحات صحافية ، عقب عودته إلى الخرطوم من العاصمة الفرنسية باريس ، أن يتم إعفاء بلادهـ من حوالى 80 في المئة من ديونه الخارجية ، أي ما يعادل 46.44 مليار دولار، بموجب مبادرة الدول الفقيرة المثقلة بالديون "هيبيك" ، وذلك في نهاية يونيو المقبل ، لافتاً إلى أن بقية الديون البالغة 14 مليار دولار هي بمثابة ديون خاصة على الحكومة السودانية . وبيّن حمدوك أن مؤتمر باريس أعاد السودان إلى منظومة التنمية الدولية ، وقدمه بوجه استثماري وسياسي جديد ، موضحاً أنه شكل علامة فارقة في مسار الانتقال المعقد نحو ديمقراطية راسخة في البلاد ، كما اعتبر نتائجه أقل هدية يقدمها للسودانيين . ودعا مواطنيه إلى مواجهة تحديات الانتقال ومعالجتها محلياً من دون التفكير في تصديرها إلى العالم ، الذي أكد بأنه معجب بالتجربة السودانية . كما لعبت الولايات المتحدة دوراً مهماً في حث كثير من الدول ومؤسسات التمويل الكبرى على تقديم العون والمساعدة للسودان ، من أجل تجاوز أزمته الاقتصادية .
لقد اوردت هذهـ المقدمة لكي استنبط منها ان هذا الطاقم الذي نجح بهذا المستوى في مخاطبة العالم بهذا القدر من الاداء ؛ هذا الطاقم لا شك انه سيكون اكثر قدرة على لعب دورا اكبر لو كتب لنا ان تتوقف هذهـ الحرب و يعود اللاعب الرئيسي الدكتور حمدوك ليقوم بنفس الدور مرة أخرى . فالرجل يحوز على قدر من المعرفة والمهارات والقبول ستمكنه أن يحدث التغيير المنشود في بلادنا ان شاء الله . فهو بخلفيته الاقتصادية يكون هو الرجل المعني بالتغيير ، لان التنمية في السودان تنطلق من هذا القطاع للقطاعات الاخرى ومنها التعليم .
في الفقرات التالية ، سنقوم بتفصيل الوسائل التي استخدمتها رواندا لجذب الدعم المالي العالمي وسنستعرض أسماء شركائها في التنمية وههم أيضاً شركماء في هذا النجاح اذ ساهموا في مساعدتها على الخروج إلى بر الأمان . سنقوم بعرض أسماء المؤسسات والمنظمات الرئيسية السبع التي ساهمت بشكل فعّال في دعم الاقتصاد الرواندي عمومًا ومشاريع التعليم خاصةً ، وبتركيز خاص على التعليم الابتدائي الذي حظي بأكبر قدر من التمويل لأهميته في تأهيل المواطنين الروانديين لمستقبلهم العظيم في المنظور القريب والبعيد كمنتجين ومستهلكين في اقتصاد عالمي سريع الايقاع ويتطلب معارف ومهارات عالية للتنافس في السوق العالمي الجديد .
الشركاء الدوليين الرئيسين السبعة في تنمية قطاع التعليم الأساسي في رواندا
1. FCDO Foreign, Commonwealth & Development Office (United Kingdom)
التعليم للجميع : قيمة المشروع (97.6 مليون جنيه إسترليني، 2015م – 2023م). وهو برنامج فني لتحسين الجودة ورفع مستوى المسئولية على مستوى المدرسة في رواندا (2015م –2023م) بدعم وتنفيذ من ESSP)) Education Sector Strategic Plan بالتعاون مع وزارة التربية MINEDUC، REB Rwanda Basic Education Board والوكالات المركزية لتعليم الاساس والمدارس . كانت أهداف المشروع العامة هو تصميم وتنفيذ برنامج لتعزيز المهارات الفنية والقدرات في ثلاث مجالات أساسية :
(i) تحسين تدريس اللغة الإنجليزية والرياضيات في الصفوف من الصف الأول إلى الصف الثالث ؛
(ii) تحسين قيادة المدرسة مع التركيز على التعليم ؛
(iii) تعزيز الأنظمة التعليمية التي تعالج الفجوات الرئيسية على مستوى القطاع والوطني .
شمل البرنامج مكوناً للمساعدة الفنية (ارساء أسس التعلم :Basic Leraning Foundation (BLF)) بالإضافة إلى مساعدة مالية خارج الميزانية كمنح مالية للمدارس، والكتب الدراسية، والتدريب المستمر للمعلمين لدعم المنهج الجديد . تعمل (الـBLF) على تحسين نتائج التعليم في اللغة الإنجليزية والحساب من الصف الأول إلى الخامس في جميع المدارس الابتدائية الحكومية والتي تحظى بدعم الحكومة ، مما يضمن أن الأطفال الروانديين لديهم المهارات الأساسية للتقدم بنجاح من خلال هذا النظام. وكان من المقرر أن ينتهي المشروع الأصلي في عام 2021م . لكن تم التمديد له في التكلفة والوقت لمواصلة وتعزيز مهارات اللغة الإنجليزية لكل من المعلمين والدارسين .
2. World Bank –Quality Basic Education for Human Capital Development Project (US$200 million,
2019م – 2024م)
البنك الدولي – مشروع تحسين التعليم الأساسي لتنمية رأس المال البشري (200 مليون دولار أمريكي، 2019–2024م . قيمة المشروع كانت 200 مليون دولار أمريكي تهدف إلى تحسين كفاءة المعلمين وتشجيع الطلاب بعدم التسرب كفاقد تربوي في مرحلة التعليم الأساسي. يركز الهدف الأول على تعزيز فعالية المعلم لتحسين تدريس الطلاب . و الهدف الثاني، تحسين بيئة المدرسة لجعل المدرسة مكانا جاذبا للطلاب، كذلك حلت بعض القضايا الحرجة المتعلقة بالازدحام والمسافات الطويلة إلى المدارس من خلال بناء فصول دراسية إضافية ومدارس جديدة على مستوى المرحلة الابتدائية . والهدف الثالث ، كان لتطوير القدرات المؤسسية لتعزيز وتطوير القدرات المؤسسية لتعزيز التعيلم والتدريس وتحديث مهارات ومعرفة الموظفين الرئيسيين في الوحدات التي تدير وتنفذ المشروع.
3. Lego Foundation and UNICEF-Learning through Play (US$4 million, 2020-2023)
اليونيسيف ومؤسسة LEGO– التعلم من خلال اللعب (4 مليون دولار أمريكي، 2020م–2023م). يسعى هذا المشروع الى تنفيذ منهج الكفاءات المعتمد في المدارس الابتدائية في رواندا. ويقوم بتدريب المعلمين على تقنيات التدريس المركزة على الطفل والقائمة على اللعب التي تشمل على الأنشطة الحرة والموجهة معاً
4. Belgium and the ELMA Foundation – Induction System for Newly Qualified Teachers (EUR 2.15 million, 2017م– 2024م)
بلجيكا ومؤسسة ELMA – نظام تدريب للمعلمين الجدد المؤهلين (2.15 مليون يورو، (2017م– 2024م). الغرض من هذا البرنامج هو تطوير إرشاد ومراقبة المعلمين الجدد المؤهلين بوساطة الموجهين التربويين . ويتم ذلك بالتزامن مع المدربين من المعاهد التقنية. والهدف من التوجيه والمراقبة هو التعزيز والربط بين التدريب قبل الخدمة وأثناء الخدمة. ولن تقف فائدة هذهـ العملية على المعلمين الجدد فقط في اعدادهم لمهنتهم؛ بل تتعداها الى المعاهد التقنية التي تشارك فيما يحدث في المدارس والمامها بالتحديات التي تواجه المعلمين الجدد في السنة الأولى من الخدمة. ويمكن للمعاهد التقنية المرجعية بدورها تحسين تدريب المعلمين الاساسي . يعمل البرنامج في أربع مقاطعات في مقاطعة الشرق ومقاطعتين في مقاطعة الغرب .
5. United States Agency for International Development USAID
n.d.a).– سوما أميني (72.5 مليون دولار أمريكي، 2016–21). دعم هذا المشروع الجهود الحكومية لتحسين جودة تعليم القراءة في الفصول الدراسية، وتعزيز قدرة النظام في جميع أنحاء القطاع التعليمي، والحفاظ على تحسين القراءة وزيادة عدد الطلاب في الصفوف 1-3 قادرين على قراءة وفهم النصوص على مستوى الصف؛ ومن بين الأنشطة تحسين التطوير المهني وتقديم الدعم المستمر للمعلمين، وضمان توفر المعلمين والطلاب المواد الكافية لتعليم القراءة والممارسة، ومساعدة المعلمين على التركيز على نتائج تعلم الطلاب.
6. United States Agency for International Development USAID– Literacy, Language and Learning (L3) Initiative (US$26.6 million, 2011–17(
USAID– مبادرة القراءة واللغة والتعلم (26.6 مليون دولار أمريكي ، 2011م –2017م). دعم هذا المشروع جهود MINEDUC لتحسين مهارات القراءة والحساب للطلاب في المدارس الابتدائية. هدف البرنامج الى التدريب قبل واثناء الخدمة لإدخال استراتيجيات التدريس وشمل متطوعين من المجتمع. وكان المقصود منه إحداث مكاسب في القراءة المبكرة والحساب واللغة الإنجليزية كلغة ثانية (EDC، 2011). وشملت الاهداف :
• الوصول إلى أكثر من 25,290 معلمًا من خلال برامج التدريب قبل الخدمة وأثناءها والتدريب المكثف
• الوصول إلى أكثر من 1.8 مليون طالب في جميع المدارس الابتدائية الرواندية البالغ عددها 2,400
• تدريب أكثر من 1,140 لجان أهلية تعليمية في دعم التعلم في القراءة.
• توزيع أكثر من 9 ملايين مواد تعليمية على المدارس.
7. United States Agency for International Development. USAID Soma Umenye (US$72.5 million, 2016-21)
هذا المشروع كان بغرض دعم جهود الحكومة لتحسين جودة تعليم القراءة في الصفوف الدراسية، وتعزيز قدرات الحكومة في قطاع التعليم، والحفاظ على تحسين القراءة وزيادة عدد طلاب الصفوف من الصف الأول إلى الثالث القادرين على قراءة النصوص على مستوى الصف؛ وشملت الأنشطة تحسين التنمية المهنية وتوفير الدعم المستمر للمعلمين، وضمان توفر المواد الكافية لتعليم القراءة والممارسة، ومساعدة المعلمين في التركيز على نتائج تعلم الطلاب.
وباختصار قدم النموذج الراوندي في ادارة الدولة دروساً يمكن الافادة منها في كثير من المجالات. وبالنسبة لي فان هذا النموذج السياسي الرواندي قد ادخل على نفسي شيء من الطمأنينة –كما فعلت جنوب افريقيا مع القضية الفسلطينية في الجمعية العامة للامم المتحدة- اذ بالامكان ان يقوم الافارقة بمبادرات على كافة المستويات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية الخ تكون اضافة حقيقة في العالم المتحضر اليوم. وهذا النموذج في التعليم في رواندا جدير بالاحتفاء والافادة منه ولا غرابة اذ هاجرت بعض الفعاليات العلمية السودانية لمواصلة تعليمها في رواندا نتيجة لعدم الاستقرار في السودان كما هو الحال في هجرة طلاب الطب بـ(جامعة العلوم الطبية والتكنولوجيا) الى كيجالي لمواصلة دراستهم في جوي آمن ومحفز. ولا غرابة اذ صارت رواندا كذلك واحدة من أنجح الدول التي استجابت للعمل بنجاح في محاربة فيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز) في إفريقيا ، والآن تعمل بجد لوقف انتقال فيروس الإيدز من الأم إلى الطفل. ويتم ذلك من خلال مزيج مبتكر من العلم والتكنولوجيا.

(انتهى)
وفي الحلقة الخامسة سنتحدث ان شاء الله عن:
(i) فلسفة التعليم في السودان
(ii) اقتصاديات التعليم في السودان
(iii) التخطيط التربوي في السودان
For more denials you can consult:
• Spotlight on Basic Education Completion and Foundational Learning in Rwanda 2022.
• More details on HIV/AIDS see: Link
E.Mail
////////////////////////


نقلاً عن سودانايل



التوقيع:
اقتباس:
متعتي في الحياة أن أقول الحقيقة
جورج برنارد شو
elmhasi غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 19-03-2024, 08:45 AM   #[6]
elmhasi
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

اقتباس:

قدر الأمم ومصيرها يبدأ من الفصل الدراسي، طموحات ما بعد الحرب – الجزء (5)
14 February,
2024م
استراتيجية لإصلاح التعليم في السودان تماشياً مع شعارات ثورة ديسمبر 2018م

بقلم / الدكتور أحمد جمعة صديق
جامعة الزعيم الأزهري - جامعة الخرطوم
(الجزء الخامس)

الموضوع الاول : فلسفة التعليم
مقدمة : قدر الامم ومصيرها يبدأ من الفصل الدراسي :
تُحاك مصائر وأقدار الأمم داخل جدران فصولها الدراسية ، حيث تُبذَر بذور التقدم والازدهار . وفي قلب هذهـ العملية التحويلية يقف المعلمون ، كـ(مهندسين) للسلوك البشري . ينطلقون في رحلة نبيلة ، يوجّهون خلالها عقول الشباب نحو التنوير الفكري والعافية البدنية والنمو الروحي . ولو تأملنا - في هذا السياق - التأثير العميق للمعلمين على تطور الأمم ، لادركنا دورهم كمحركات للتطور والتقدم الاجتماعي والاقتصادي والثقافي في كل بلاد الدنيا ، ولكن هذا الدور الفني للمعلم في (هندسة) افراد المجتمع يقوم على بعض الاسس ، وسنفرد لها حيزاً في مقالنا هذا والمقالات القادمة ان شاء الله .
مشاكل التعليم كثيرة في السودان ، منها المشاكل الادارية في المناصب العليا المناط بها ادارة العملية التربوية برمتها . وأهم هذهـ المناصب هو منصب الوزير وهو منصب سياسي في المقام الأول بينما المتوقع أن يكون منصبا فنياً يشغله اختصاصي في علوم التربية وبالضرورة أن يكون صاحب خبرات في مجال التدريس والمناهج حتى يستطيع أن يتحدث لغة قبيلة المعلمين وعشائر الطلاب . وقد لاحظنا ان هذا المنصب يشغله في معظم الأحيان أشخاص ليس لهم علاقة مباشرة بالتعليم من قريب أو بعيد . ومنهم من يجهل المصطلحات العلمية والعملية المتداولة في هذا المجال . فربما يجهل الوزير الفرق بين اختبار التحصيل واختبار القدرات وربما لا يعلم المقصود من صدق المحتوي في المنهج وفلسفة ومبادئ ونظريات التعليم والتدريس .
التعليم يا سادتي مهنة كالطب والهندسة والفلاحة وجميع المهن الاخرى ولذلك ينبغي على من يكون على رأس هذا الجهاز الالمام بالمفردات والمصطلحات حتي يستطيع ان يفهم ويفهم . وليس الالمام بالاطلاع والقراءة ، لا ، مع ان ذلك ممكن ولكن بالمعايشة الفعلية لكل مراحل العملية التعليمية والتربوية داخل اسوار المدرسة وداخل الوحدة الدراسية الصغيرة التي نتعارف عليها باسم الفصل الدراسي . لابد للوزير ان يكون ممن كابد هذا العناء الجميل مع الطلاب والمديرين والمدرسين حتى تأتي احكامه من واقع التجربة وليس من واقعه التنظيمي او السياسي المحض .
وهناك الكثير من مشاكل التعليم منها ما يتعلق بتدريب المعلمين والمناهج والتقويم الدراسي وخلافه وهذهـ سنفرد لها مقالات بالتفصيل في الحلقات القادمة ان شاء الله . بعض هذهـ المشاكل ادارية وفنية كما قلنا ولكن هناك بعض المشاكل تتعلق بالمفاهيم والتوجهات وهي المشاكل الفلسفية لمفهوم واهداف التعليم . كما ان هناك مشاكل تتعلق باقتصاديات التعليم والتخطيط التربوي . هذهـ المواضيع لم تجد نصيبها من الدراسة مع انها جوانب تؤسس للعمل التربوي والتعليمي في البلاد . واليوم في هذهـ العجالة سنتحدث عن فلسفة التعليم واقتصاديات التعليم ولاحقا سنتحدث عن التخطيط التربوي . وسيكون الحديث للفت النظر الى أهمية هذهـ الفروع من المعرفة . وحديثي سيكون من باب ذكر فان الذكرى تنفع المؤمنين ، اذ ان هذا المجال ليس اختصاصي ولكن فقط لاحظت افتقارنا الى متخصصيين في هذهـ المجالات . وسنبادر هنا بالتوصية باقتراح بتفعيل برامج اكاديمية على مستوى الدبلوم والماجستير والدكتوراة لتأهيل متخصصين في هذا المجال . واقترح ان تتولى وزارة التربية والتعليم البرنامج بالتعاون مع بعض الجامعات كجامعة الخرطوم والجزيرة للشروع فوراً في هذا الامر حتى نملأ هذا الفراغ بمجموعة من الفنييين يتحدثون هذهـ اللغة ويفهمون معاني واهداف هذهـ المصطلحات .
المدارس الفلسفية للتعليم
هناك أربعة مدارس فلسفية يرجع اليها حالياً في إعدادات التعليم : وهي الفسلفة الجوهرية ، التاريخية ، التقدمية ، وإعادة بناء المجتمع الاجتماعي/البيداغوجيا النقدية . وتركز هذهـ الفلسفات الأربع بشكل أساسي على ما يجب أن يُدرَّس وكيفية تدريسه ، أي انها تركز على البرنامج الدراسي الذي يتم تدريسه داخل الفصل الدراسي.
1. الفلسفة الجوهرية
تتمسك الفلسفة الجوهرية في الاعتقاد بوجوب تدريس مجموعة من المهارات الأساسية لجميع الطلاب . ويميل الجوهريون إلى إعطاء الأولوية للتخصصات الأكاديمية التقليدية التي تطور المهارات والأهداف المحددة في مختلف مجالات المحتوى الدراسي وتطوير ثقافة مشتركة . وعمومًا ، تُنادي هذهـ الفلسفة بالعودة الى النهج القليدي في تعليم المعايير الفكرية والأخلاقية . ومهمة المدرسة هنا هي أعداد جميع الطلاب ليكونوا أعضاء منتجين في المجتمع . تركز مناهج الفسلفية الجوهرية على القراءة والكتابة والحساب واستكشاف الحقائق الموضوعية عن العالم الخارجي . ويرى اصحاب هذهـ المدرسة ان تكون المدارس مواقع للجدية والصرامة حيث يتعلم الطلاب العمل الجاد واحترام السلطة . ونظراً لهذا الموقف ، تميل الفلسفة الجوهرية إلى الاشتراك مع مبادئ الفسلفة الواقعية ، اذ تميل الفصول الدراسية الجوهرية أن تكون مركزة حول المعلم في تقديم التعليم عن طريق المحاضرة والعروض التوضيحية . ومن هؤلاء المفكرين الرئيسيين في هذهـ المدرسة : الاستاذ William Bagley, E.D. Hirsh Jr
2. الفلسفة التاريخية (الازلية)
تدعو الفلسفة التاريخية إلى البحث عن الحقائق العالمية التي تمتد عبر الفترات الزمنية التاريخية . هذهـ الحقائق ، يُجادل التاريخيون ، بان لهذهـ الحقائق أهمية أبدية في مساعدة البشر على حل المشاكل بغض النظر عن الزمان والمكان . بينما تشبه هذهـ الفلسفة ، الفسلفة الجوهرية من النظرة الاولى ، الا ان الفلسفة التاريخية تركز على تطوير الفرد بدلاً من التركيز على المهارات . تدعم هذهـ الفلسفة مناهج الفنون الحرة التي تساعد في إنتاج أفراد بالتكامل مع المعرفة في مختلف الفنون والعلوم . ويجب على جميع الطلاب أخذ دروس في اللغة الإنجليزية ، واللغات الأجنبية ، والرياضيات ، والعلوم الطبيعية ، والفنون الجميلة ، والفلسفة . وهي تفضل التعليم بالتركيز على المعلم ؛ ومع ذلك ، يستخدم التاريخيون الأنشطة التعليمية المركزة على الطالب مثل الحوار السقراطي ، الذي يقدر ويشجع الطلاب على التفكير والتمييز وتطوير أفكارهم الخاصة حول الموضوعات . من المفكرين الرئيسيين في هذهـ المدرسة : Robert Hutchins, Mortimer Adler
3. الفلسفية التقدمية
تركز التقدمية على التعلم التجريبي مع التركيز على تطور الطفل ككل . يتعلم الطلاب عن طريق العمل والقيام بالأشياء بدلاً من تلقي المحاضرات من المعلمين . وعادةً ما يكون البرنامج الدراسي متكاملاً عبر المحتويات بدلاً من تقسيمه إلى تخصصات مختلفة . يتمحور موقف التقدمية حول التركيز على حل المشاكل الحقيقية من خلال تجارب حقيقية . تتميز فصول الدراسة التقدمية بالتركيز على الطالب ، حيث يعمل الطلاب في مجموعات تعاونية للقيام بأنشطة مبنية على المشاريع ، والرحلات ، والمشاكل أو الخدمة التعليمية . في هذهـ الفصول الدراسة التقدمية ، يحصل الطلاب على فرص لمتابعة اهتماماتهم ولديهم سلطة مشتركة في التخطيط واتخاذ القرارات مع المعلمين . من المفكرين الرئيسيين لهذهـ المدرسة : John Dewey, Maria Montessori
4. فلسفة إعادة بناء المجتمع الاجتماعي والبيداغوجيا النقدية :
تأسست فلسفة إعادة بناء المجتمع الاجتماعي كرد فعل على فظائع الحرب العالمية الثانية والهولوكوست للتخفيف من الوحشية البشرية . وهي تتبنى الإصلاح الاجتماعي لتحفيز الطلاب لصنع عالم أفضل من خلال غرس القيم الديمقراطية . نشأت البيداغوجيا النقدية كتطبيق النظرية النقدية على التعليم . وبالنسبة للبيداغوجيين النقديين ، التدريس والتعلم هما فعل سياسي بحد ذاته ، ويقولون إن المعرفة واللغة ليستا محايدتين ، ولا يمكن أن تتسما بالموضوعية . لذا ، لا يمكن فصل القضايا المتعلقة بالعدالة الاجتماعية أو البيئية أو الاقتصادية عن المنهج الدراسي . وتهدف البيداغوجيا النقدية الى تحرير الفئات المهمشة أو المضطهدة من خلال تطويرها ، وفقاً لـ(باولو فريري)، وتوفير الوعي النقدي للطلاب . وتقوم البيداغوجيا النقدية بتحويل الفصل الدراسي التقليدي ، الذي يكون فيه المعلم اساس العملية التربوية الى منهج وفصل دراسي يتمحور حول الطالب ويُركز على المحتوى في النقد الاجتماعي والعمل السياسي . المفكرين الرئيسيين في هذهـ المدرسة الفكرية هما Paulo Freire, Bell Hooks
هذهـ بعض المدارس الفلسفية على مستوى الفسلفة الغربية . وبما ان الفسلفة اطار عام لتحرير العقل فالمكان او الزمان لا يؤثر في اي من هذهـ الفلسفات يمكن لنا ان نختار. واعتقد اننا بما نملك من معتقدات كريمة في النصوص القرآنية الصريحة والاحاديث النبوية الصحيحة ، يمكن ان نؤطر للقيم والمفاهيم المذكورة في الفلسفات التي تطرقنا اليها عاليه . ولكن ما نحتاج اليه هو الرؤية التمثيلية (representativeness) لاستنباط منهج فلسفي يقوم على تراثنا الذي يشمل عناصر الهوية والوحدة الوطنية وهي :
- الدين الاسلامي
- والديانات السماوية الاخرى
- والثقافة العربية
- والواقع الجغرافي والتاريخي الافريقي (بمستواهـ المكاني والثقافي)
هذهـ كلها عناصر تجتمع لتشكل هوية الانسان السوداني وتعدهـ للقرن الواحد والعشرين . وغياب اي عنصر (un-representativeness) من عناصر الوحدة الوطنية هذهـ سيخل تماماً بتشكيل التوازن النفسي والعضوي لانسان السودان ، وربما سيجرنا مرة أخري للصراع بين المركز والهامش وسياسة الاستقطاب والاستبعاد والاستعباد التي تسببت في الحرب الجارية الآن . وفي اعتقادي أن الشعارات التي طرحتها ثورة ديسمبر 2018م هي مفاهيم فلسفية وعناصر للوحدة الوطنية ، حيث تبنت الثورة شعارات (الحرية والسلام والعدالة والديمقراطية والمدنية) كأسس ينبغي تضمينها في أي منهج تعليمي مستقبلي في السودان لخلق انسان متحضر وديمقراطي وشمولي(inclusive)في تفكيرهـ وسلوكه في المجتمع الانساني الذي يعيش فيه . وينبغي ان تقوم الفلسفة التربوية في سودان بعد الثورة على مفهوم المواطنة كمفهوم اساسي ومفهوم الدولة المدنية كوحدة سياسية وجغرافية جامعة تديرها مؤسسات ويتساوى فيها الناس في الواجبات والحقوق واحترام امام القانون، يطبق على الكبير والصغير، الوزير والخفير، الغني والفقير والطالب والمدرس معاً.
فلسفة التعليم
هو مصطلح يشير إلى مجموعة من المبادئ والقيم التي تحكم وتوجه العملية التعليمية . تعتبر الفلسفة جوهرية لفهم طبيعة التعليم وأهدافه وأساليبه ، وتوجه القرارات والسياسات التعليمية . تتضمن فلسفة التعليم العديد من العناصر الرئيسية ، منها :
1. رؤية التعليم : تحدد الرؤية العامة لماذا يُعتبر التعليم أساسياً وضرورياً ، وما هي الغايات الأساسية للتعليم . تشمل هذهـ الرؤية توجيهات حول دور التعليم في تنمية الفرد وتحقيق النجاح الشخصي والمجتمعي .
2. المبادئ التوجيهية : تحدد المبادئ الأساسية التي تستند إليها عملية التعليم ، مثل توجيهات حول المساواة والعدالة والتنوع واحترام الفرد وتنمية مهاراته.
3. أساليب التعليم : تحدد الأساليب والممارسات التعليمية التي تستخدم لتحقيق أهداف التعليم ، مثل الأساليب النشطة والتعلم المبني على المشاريع والتعلم التعاوني.
4. تقييم التعليم : توضح كيفية تقييم تقدم الطلاب وتحقيق الأهداف التعليمية ، وتحدد الأدوات والمعايير التي يتم استخدامها في هذا السياق.
5. توجيهات التطوير المستمر: تشجع على التطوير المستمر للتعليم والسعي لتحسين الجودة والفعالية من خلال مراجعة وتحديث السياسات والممارسات التعليمية . فلسفة التعليم قد تختلف من مكان لآخر ومن نظام تعليمي إلى آخر، وتتأثر بالثقافة والقيم والتحديات الاجتماعية والاقتصادية في كل مجتمع . وتعتبر فلسفة التعليم مرشداً هاماً يساعد على توجيه وتحسين العملية التعليمية وتحقيق الأهداف التعليمية المرجوة.
الاهداف التربوية:-
وهي من مشاكل التعليم الاساسية وتعني الاهداف التربوية البرامج التي تنوي االوزارة المعنية تقديمها للجمهور. والأهداف التربوية هي الغايات والتطلعات التي يسعى إليها النظام التعليمي في تحقيقها ، وتشمل مجموعة من الأهداف الرئيسية التي تركز على تطوير الفرد والمجتمع . تهدف الأهداف التربوية إلى تحقيق التنمية الشاملة للفرد في مختلف جوانب حياته ، وتأهيله لمواجهة التحديات والمساهمة في تطور المجتمع . من بين الأهداف التربوية الرئيسية :
1. تنمية المهارات والمعرفة : تهدف التعليم إلى تنمية مهارات الفرد وبناء قاعدة معرفية تساعدهـ على فهم العالم من حوله وتطوير قدراته الفكرية والمعرفية.
2. تحقيق التفوق الأكاديمي: يسعى النظام التعليمي إلى تحفيز الطلاب على تحقيق التفوق الأكاديمي في مجالات متعددة ، من خلال توفير بيئة تعليمية تحفز على الإبداع والتطوير.
3. تنمية القيم والسلوكيات الإيجابية : يهدف التعليم إلى تنمية قيم إيجابية مثل النزاهة والمسؤولية والتعاون واحترام الآخرين، وتعزيز السلوكيات الإيجابية والتعاونية في المجتمع.
4. تطوير المهارات الحياتية: يشمل التعليم تطوير مجموعة من المهارات الحياتية مثل التفكير النقدي وحل المشكلات واتخاذ القرارات والتواصل الفعّال، التي تمكن الفرد من التأقلم مع تحديات الحياة.
5. تحقيق المساواة والعدالة: يسعى التعليم إلى توفير فرص تعليمية متساوية للجميع ، بغض النظر عن الجنس أو العرق أو الطبقة الاجتماعية ، وتعزيز العدالة والمساواة في الوصول إلى التعليم .
6. تنمية الوعي الثقافي والاجتماعي : يهدف التعليم إلى تنمية الوعي بالتراث الثقافي والاجتماعي للمجتمع وتعزيز الانتماء والتفاعل الإيجابي مع المجتمع والعالم بشكل عام . هذهـ بعض الأهداف التربوية الرئيسية التي يسعى النظام التعليمي إلى تحقيقها لتطوير الفرد والمجتمع وتحقيق التنمية الشاملة .
وهناك المشاكل الإدارية والتمويلية ومشاكل المعلمين وتدريبهم والإشراف التربوي والتقويم التربوي ، وقد وجدت بعض الحلول لمعظم هذهـ المشاكل وسهلت صعوباتها . ولكن نواجه في السودان مشكلتين رئيسيتين لا تتعلقان بقضايا المدرسة والمعلم والمنهج والاشراف التربوي والتقويم التربوي مباشرة ؛ لكنهما تعتبران ركائز نظرية يقوم عليها البناء التربوي برمته . وهاتان المشكلتان لم تجدا نصيباً من الاهتمام على الإطلاق وهما : دراسة (اقتصاديات التعليم) كعلم منفرد و(التخطيط التربوي) كمجال حيوي لا يمكن السير بدونهما نحو تعليم ممنهج ومنظم وسنخصص لهما الحلقة القادمة ان شاء الله حيث سنتناول مفهوم اقتصاديات التعليم والتخطيط التربوي .
(يتبع)
E.Mail


نقلاً عن سودانايل



التوقيع:
اقتباس:
متعتي في الحياة أن أقول الحقيقة
جورج برنارد شو
elmhasi غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 20-03-2024, 07:55 PM   #[7]
elmhasi
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

اقتباس:

قدر الأمم ومصيرها يبدأ من الفصل الدراسي، طموحات ما بعد الحرب – الجزء (6)

15 February,
2024م
استراتيجية لإصلاح التعليم في السودان تماشياً مع شعارات ثورة ديسمبر 2018م

بقلم / الدكتور أحمد جمعة صديق
جامعة الزعيم الأزهري - جامعة الخرطوم
(الجزء السادس)
اقتصاديات التعليم
الاقتصاد واقتصاديات التعليم
المقدمة :
لا اريد هنا ايراد الحقائق عن الاقتصاد في السودان لان لهذا الموضوع رجاله المختصون . كما لا اريد ايراد ارقام واحصائيات لان الموضع ليس ايضا عن احصائيات التعليم ولعدم توافر هذهـ المعلومات اصلا على الاسافير . ولكن قصدنا ان نتذاكر اهمية الموضوع ونذكر بقلة المهتمين بهذا النوع من الدراسات الاقتصادية التربوية . في ظني ان هنالك الكثير من القضايا العاجلة التي يمكن ان يعالجها هذا الفرع من الدراسات التربوية المتخصصة كالجدوي الاقتصادية في التوسع العشوائي في انشاء مؤسسات التعليم سواء في مجال التعليم العام او العالي ، الحكومي او الخاص وكذلك في توزيعها وقدراتها الاستيعابية ايضا . هذا النوع من الدراسات يوضح لنا موضع الاذي واين يضع الجراح مبضعه لاستئصال الورم . كما يمكننا من التخطيط برؤية واضحة تتماشى احتياجات السوق المحلية أو الاقليمية أو العالمية .
الاقتصاد واقتصاديات التعليم مصطلحان مترابطان ، اذ يؤثر كل منهما على الآخر. فبينما يشمل الاقتصاد دراسة إنتاج وتوزيع واستهلاك السلع والخدمات ، يركز الاقتصاد التعليمي على تخصيص الموارد بكفاءة داخل النظم التعليمية . ونريد ان نبين العلاقة الديناميكية بين الاقتصاد واقتصاديات التعليم ، ونسلط الضوء على تأثيرهما المتبادل والدور الحاسم الذي يلعبانه في تعزيز التنمية المستدامة . فالتفاعل بين الاقتصاد والاقتصاد التعليمي يكمن في مفهوم رأس المال البشري . يشير رأس المال البشري إلى المعرفة والمهارات والقدرات المتجسدة في الأفراد ، والتي يتم اكتسابها من خلال التعليم والتدريب والخبرة . يعتمد النمو الاقتصادي والتنمية على جودة وكمية رأس المال البشري داخل المجتمع . وبالتالي ، يعتبر التعليم عاملاً رئيسيًا في تحديد الإنتاجية الاقتصادية والازدهار . تستحق الاستثمارات في التعليم عوائد كبيرة في شكل زيادة في إنتاجية العمالة والابتكار التكنولوجي والتحول الاجتماعي . وتكون القوى العاملة المتعلمة جيدًا أفضل تجهيزًا للتكيف مع التغيرات الاقتصادية ، مما يدفع بالابتكار وريادة الأعمال . ونتيجة لذلك ، تميل الدول ذات الأنظمة التعليمية القوية إلى تحقيق مستويات أعلى من النمو الاقتصادي والتنافسية . فعلى سبيل المثال ، قامت دول مثل كوريا الجنوبية واليابان وسنغافورا وفنلندا بالاستثمار بشكل كبير في التعليم وشهدت تطورًا اقتصاديًا ملحوظًا نتيجة لذلك. وبالمقابل ، يكون للعوامل الاقتصادية تأثير عميق على نتائج التعليم وتوزيع الموارد داخل الأنظمة التعليمية .
يتوقف تمويل التعليم في كل الاوقات على الظروف الاقتصادية للدولة ، حيث تعكس ميزانيات الحكومة أولويات الاقتصاد السائدة . فقد تواجه ميزانيات التعليم قيودًا خلال فترات الانكماش الاقتصادي ، مما يؤدي إلى تقليل الاستثمار في البنية التحتية وتدريب المعلمين والبرامج التعليمية . مثل هذه التدابير التقشفية تقلل من الجودة التعليمية وتفاقم الفجوات في الوصول إلى التعليم ، لاسيما بين الجماعات المهمشة . علاوة على ذلك ، تؤثر الفجوات الاقتصادية على فرص التعليم ومخرجاته ، مما يعزز دورة الفقر والتفاوت في الثروة . وغالبًا ما يفتقر الأطفال من الأسر ذات الدخل المنخفض إلى الوصول إلى تعليم ذي جودة ، مما يقيد قدراتهم على تحقيق طموحاتهم بالكامل . لذا ، فإن معالجة الفجوات الاقتصادية أمر ضروري لضمان الوصول العادل إلى التعليم وكسر دائرة الفقر بين الأجيال . يمكن للمبادرات مثل المنح المستهدفة وبرامج وجبات المدارس والاستثمار في التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة ؛ أن تخفف من التأثيرات السلبية للحرمان الاقتصادي على التحصيل الدراسي .
وقد ادت التحولات الاقتصادية العالمية والتقدم التكنولوجي بتغيير منظور الاقتصاد ، حيث ادى الى ظهور ما يسمى باقتصاد المعرفة وهو نموذج اقتصادي يركز على استخدام المعرفة والمعلومات كمورد أساسي للإنتاج والتنمية الاقتصادية . ويعتمد اقتصاد المعرفة على الابتكار والبحث والتطوير لتحسين العمليات الاقتصادية وتعزيز النمو الاقتصادي . يتضمن هذا المفهوم استثمارات في التعليم وتطوير المهارات، بالإضافة إلى الاستفادة من التكنولوجيا والمعلومات لتحقيق التقدم المنشود. يشمل اقتصاد المعرفة أيضًا تبادل المعرفة والابتكار بين القطاعين العام والخاص والأكاديمي لتعزيز الابتكار وتحسين الأداء الاقتصادي على المدى البعيد.
اقتصاديات التعليم
هذا المصطلح يشير إلى الدراسة والتحليل الاقتصادي لقطاع التعليم في كيفية توزيع الموارد وتخصيصها واستخدامها في النظام التعليمي . ويتناول هذا المفهوم مجموعة واسعة من المواضيع ، منها تحليل تكاليف وعوائد التعليم ، وتحديد الاستثمارات اللازمة لتحسين نوعية التعليم ، وتقييم السياسات التعليمية والإصلاحات التي تهدف إلى تعزيز المخرجات التعليمية وتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية . وهناك العديد من الجوانب التي يمكن استكشافها في مفهوم اقتصاديات التعليم، ومن بين هذهـ الجوانب :
- تكاليف التعليم: -
يتعين على الحكومات والمؤسسات التعليمية تحديد وتخصيص الموارد المالية لتلبية احتياجات النظام التعليمي ، وتحديد مصادر التمويل المناسبة . وتكاليف التعليم وتمويلها تشير إلى المصاريف والتكاليف المالية المرتبطة بتقديم الخدمات التعليمية وتشغيل النظام التعليمي بشكل عام كما تشمل تكاليف متنوعة مثل أجور المعلمين والموظفين الإداريين ، وتطوير المناهج الدراسية ، وشراء المواد الدراسية والكتب والمعدات ، وصيانة المباني والبنية التحتية التعليمية ، وتوفير وسائل النقل للطلاب ، وتكاليف التدريب والتطوير المهني للمعلمين ، وغيرها من النفقات المتعلقة بتقديم التعليم .
- تمويل التعليم :-
يشير إلى كيفية توفير الموارد المالية والموارد الأخرى اللازمة لتغطية تلك التكاليف . وقد تتم موارد التعليم من مصادر متعددة ، بما في ذلك : -
1. التمويل الحكومي : وهو المصدر الرئيسي لتمويل التعليم في العديد من البلدان، حيث تقوم الحكومة بتخصيص ميزانيات ضخمة لقطاع التعليم لتغطية تكاليف التشغيل والتطوير.
2. التمويل الخاص : يشمل التمويل الخاص التبرعات والتبرعات الخاصة ، والتمويل من الشركات والمؤسسات والأفراد الأثرياء الذين يرغبون في دعم التعليم .
3. المساهمات الدولية والمساعدات الخارجية : تأتي بعض التمويلات من المنظمات الدولية والمانحين الدوليين الذين يقدمون مساعدات مالية وتقنية لدعم تطوير التعليم في البلدان النامية والمجتمعات الفقير
4. الرسوم الدراسية والمصروفات الأخرى : في بعض الأنظمة التعليمية ، يتوجب على الطلاب وأولياء أمورهم دفع رسوم دراسية أو مصروفات أخرى لتغطية بعض تكاليف التعليم، وهذه الرسوم قد تكون مصدرًا هامًا لتمويل التعليم .
5. الشراكات والتعاون بين القطاعين العام والخاص : اذ تشجع بعض الحكومات على التعاون مع القطاع الخاص من خلال الشراكات العامة - الخاصة لتوفير التمويل والخدمات التعليمية . وباختصار، تكاليف التعليم وتمويلها تمثل جوانب أساسية في توفير الخدمات التعليمية وتمويل عمليات التعليم ، وتلعب دوراً حيوياً في تحديد جودة وفعالية نظام التعليم وتحقيق أهداف التعليم في المجتمعات المختلفة .
استثمار التعليم :
يتناول هذا الجانب الفوائد الاقتصادية للاستثمار في التعليم ، بما في ذلك تأثيرهـ على النمو الاقتصادي ، وتقليل الفقر، وتحسين فرص العمل .استثمار التعليم يشير إلى الجهود والموارد المخصصة لتحسين وتطوير نظام التعليم في مجتمع معين . يُعتبر التعليم استثماراً في المستقبل ، حيث يُنظر إليه على أنه يساهم في تعزيز التنمية البشرية والاقتصادية والاجتماعية للأفراد والمجتمعات . تشمل أشكال استثمار التعليم مجموعة متنوعة من الأنشطة والمبادرات ، بما في ذلك :
1. تطوير البنية التحتية التعليمية : يشمل ذلك بناء وتحسين المدارس والجامعات والمرافق التعليمية الأخرى ، وتوفير التجهيزات والمعدات اللازمة لتحسين بيئة التعلم . 2. توفير التدريب والتطوير المهني للمعلمين والموظفين اذ يعتبر تطوير قدرات المعلمين وتحسين مهاراتهم أساسيًا لتحسين جودة التعليم وتعزيز فرص التعلم للطلاب . 3. تطوير المناهج الدراسية والتقنيات التعليمية : يهدف هذا النوع من الاستثمار إلى تحديث المحتوى الدراسي واستخدام التكنولوجيا في التعليم لتحسين تجربة التعلم وزيادة الوصول إلى المعرفة.
4. تعزيز الوصول إلى التعليم: يشمل هذا الجانب جهود توفير الفرص التعليمية للفئات الضعيفة والمهمشة ، مثل توفير الدعم المالي للطلاب ذوي الدخل المحدود وتوفير التعليم للأطفال في المناطق النائية.
5. تطوير برامج الدعم الاجتماعي والنفسي للطلاب : يهدف هذا الاستثمار إلى تقديم الدعم اللازم للطلاب لتعزيز صحتهم النفسية واستقرارهم الاجتماعي، مما يساهم في تعزيز فرص نجاحهم الأكاديمي.
6. توفير فرص التعليم المستمر والتعليم العالي : ويُعتبر دعم التعليم المستمر والتطوير المهني للأفراد والفرص للتعليم العالي جزءًا هامًا من استثمار التعليم لتعزيز فرص التوظيف وتحسين الإنتاجية العملية. بشكل عام ، يهدف استثمار التعليم إلى تعزيز الفرص وتحقيق التنمية الشاملة للمجتمع من خلال تحسين جودة التعليم وتوفير فرص التعلم للجميع .
تقييم الأثر الاقتصادي للتعليم :
يهدف هذا الجانب إلى فهم كيفية تأثير التعليم على الاقتصاد ، بما في ذلك تأثيرهـ على الإنتاجية العمالية ، والتنمية الاقتصادية ، وتوزيع الدخل . وتقييم الأثر الاقتصادي للتعليم يهدف إلى فهم العلاقة بين الاستثمار في التعليم والنتائج الاقتصادية المحققة ، بما في ذلك تأثير التعليم على النمو الاقتصادي ، وتنمية الموارد البشرية ، وتحسين فرص العمل ، وتقليل الفقر، وزيادة الإنتاجية ، وتعزيز التنمية المستدامة . ويمكن تقديم عملية تقييم الأثر الاقتصادي للتعليم من خلال الخطوات التالية :
1. تحديد المؤشرات الرئيسية : يجب أولاً تحديد المؤشرات الاقتصادية التي ترغب في تقييم تأثير التعليم عليها ، مثل الناتج المحلي الإجمالي (النمو الاقتصادي) ، ومعدل البطالة، والدخل الشخصي ، ومعدلات الفقر ، ومعدلات الإنتاجية.
2 . جمع البيانات : يتطلب تقييم الأثر الاقتصادي جمع البيانات اللازمة لتحليل العلاقة بين التعليم والمؤشرات الاقتصادية المختارة. هذه البيانات قد تتضمن بيانات عن مستويات التعليم ، ومعدلات البطالة ، والأجور، والنمو الاقتصادي ، ومعلومات أخرى ذات صلة.
3 . تحليل البيانات : يتضمن هذا الخطوة تحليل البيانات المجمعة لفهم العلاقة بين مستويات التعليم والمؤشرات الاقتصادية المختارة . يمكن استخدام أساليب الاقتصاد الكمي والنمذجة الاقتصادية لتحليل البيانات وتقدير الأثر الاقتصادي للتعليم.
4 . تقديم النتائج : بعد تحليل البيانات، يتم تقديم النتائج والاستنتاجات بشأن الأثر الاقتصادي للتعليم . يتم تقديم هذهـ النتائج عادة في تقارير أو أوراق بحثية توضح العلاقة بين التعليم والمؤشرات الاقتصادية ، والتوصيات المستندة إلى النتائج .
5 . تقييم السياسات : يمكن استخدام نتائج تقييم الأثر الاقتصادي للتعليم لتقديم التوصيات السياسية لتحسين نظم التعليم وتعزيز فوائدها الاقتصادية . ويتم استخدام هذهـ التوصيات لتطوير السياسات التعليمية وتحسين الاستثمارات في التعليم . وباختصار ، فان تقييم الأثر الاقتصادي للتعليم يتطلب استخدام أدوات وتقنيات التحليل الاقتصادي لفهم كيفية تأثير التعليم على الاقتصاد والمجتمع، ويمكن أن يوفر رؤى هامة لتحسين السياسات التعليمية وتعزيز الاستثمار في التعليم .
المساواة التعليمية والعدالة :
يناقش هذا الجانب كيفية تأثير السياسات التعليمية على المساواة في الوصول إلى التعليم وفرص التعلم ، وكذلك العدالة الاجتماعية . فالمساواة التعليمية والعدالة تشير إلى توفير فرص متساوية للتعلم والتطور الشخصي لجميع أفراد المجتمع دون تمييز أو تفرقة بسبب الجنس أو العرق أو الطبقة الاجتماعية أو الخلفية الاقتصادية أو القدرات الفردية أو أي عوامل أخرى . يهدف مفهوم المساواة التعليمية والعدالة إلى إنشاء بيئة تعليمية تضمن تكافؤ الفرص لجميع الطلاب للحصول على تعليم ذي جودة عالية والوصول إلى فرص تعلم متساوية . من بين الجوانب الرئيسية للمساواة التعليمية والعدالة :
1.الوصول إلى التعليم : يتعلق هذا الجانب بضمان أن جميع الأفراد يمكنهم الوصول إلى التعليم دون عوائق ، بما في ذلك الوصول المادي والجغرافي والثقافي.
2 . جودة التعليم : يهدف المفهوم أيضًا إلى ضمان أن الجميع يحصلون على فرص تعلم ذات جودة عالية ، بما في ذلك جودة المناهج الدراسية والتدريس والتقييم.
3 . المساواة في الفرص التعليمية : يسعى المفهوم إلى توفير فرص متساوية للتعلم والتطوير الشخصي، بما في ذلك فرص الدعم الأكاديمي والموارد التعليمية والتطوير المهني للمعلمين .
4 . تحقيق النتائج المتوقعة : يعني هذا أن النظام التعليمي يجب أن يكون قادرًا على تحقيق النتائج المتوقعة لجميع الطلاب بغض النظر عن خلفياتهم أو قدراتهم الفردية.
5. المساواة في المعاملة والفرص : يشمل هذا الجانب ضمان عدم التمييز أو التحيز في التعامل مع الطلاب أو في تقديم الفرص التعليمية . وبشكل عام ، المساواة التعليمية والعدالة تعني إنشاء نظام تعليمي يضمن الفرص المتساوية للجميع للنمو والتطور الشخصي ، ويساهم في تحقيق العدالة الاجتماعية وتحقيق التنمية المستدامة للمجتمعات.
تحليل السياسات التعليمية :
يتناول هذا الجانب تقييم السياسات التعليمية المختلفة ومدى تأثيرها على النتائج التعليمية والاقتصادية. وتحليل السياسات التعليمية هو عملية دراسة وتقييم السياسات والإجراءات التي تتعلق بالتعليم في نظام تعليمي معين أو في سياق تعليمي محدد . يهدف تحليل السياسات التعليمية إلى فهم كيفية تطبيق وتأثير السياسات التعليمية على مختلف جوانب التعليم والتعلم، وكذلك تقدير فعالية تلك السياسات في تحقيق الأهداف المحددة. تشمل عملية تحليل السياسات التعليمية الخطوات التالية :
1. تحديد المشكلة أو الاحتياج : يتم تحديد المشكلة أو الاحتياج التعليمي الذي تهدف السياسة التعليمية إلى حله أو تحسينه. يشمل ذلك تحديد المتغيرات الرئيسية المؤثرة على المشكلة وتحليل سببها وتأثيرها.
2 . جمع البيانات : يتم جمع البيانات والمعلومات ذات الصلة بالمشكلة أو السياسة التعليمية المعنية. يشمل ذلك بيانات عن الطلاب والمعلمين والمؤسسات التعليمية والموارد المتاحة والقيود والتحديات.
3 . تحليل البيانات: تُحلل البيانات المجمعة لفهم أسباب المشكلة وتقييم العوامل المؤثرة عليها ، وتحديد الاحتياجات والتحديات التي يواجهها النظام التعليمي.
4 . تقييم السياسات الحالية : يتم تقييم السياسات والإجراءات التعليمية الحالية لتحديد فعاليتها ومدى تحقيقها للأهداف المحددة، وتحديد نقاط القوة والضعف في تلك السياسات.
5 . تطوير السياسات الجديدة أو التعديل عليها : بناءً على نتائج التحليل والتقييم ، يتم تطوير سياسات جديدة أو تعديل السياسات الحالية لتحسين النتائج التعليمية وتلبية الاحتياجات المحددة .
6 . تنفيذ ومتابعة السياسات : يتم تنفيذ السياسات الجديدة أو المعدلة ، ويتم متابعة تنفيذها وتقييم أثرها على النظام التعليمي والنتائج التعليمية . وباختصار، تحليل السياسات التعليمية هو عملية شاملة تستند إلى الأدلة وتهدف إلى فهم وتحليل وتطوير السياسات التعليمية لتحقيق أهداف التعليم وتحسين جودة التعليم وفعاليته . وهذا البند يعتبر من أهم البنود في استدامة التطور والتقدم في الحفاظ على مسيرة التنمية . ونحن نرى فشل الكثير من المشاريع الاقتصادية والاجتماعية بسبب انعدام المتابعة الدورية والرقابة في تنفيذ الخطط والسياسات العامة للمشروع المحدد .
الابتكار وتكنولوجيا التعليم :
المقصود بذلك هو كيفية استخدام التكنولوجيا والابتكار في تحسين الجودة والفعالية في التعليم، وتأثيرها على التكاليف والفوائد .
التعليم وسوق العمل :
يناقش هذا الجانب توافق ما يتم تعلمه في المدارس والجامعات مع احتياجات سوق العمل، وتأثير ذلك على فرص العمل والتوظيف . التعليم وسوق العمل يشيران إلى العلاقة بين التعليم واحتياجات سوق العمل وفرص العمل المتاحة في المجتمع . يعتبر التعليم أحد العوامل الرئيسية التي تؤثر على تأهيل الأفراد وتأهيلهم لسوق العمل ، بينما ينعكس سوق العمل على توجهات التعليم والاحتياجات الوظيفية للمجتمع . تشمل أهم جوانب التعليم وسوق العمل :
1. توجيه التعليم وتخصصات الدراسة : يؤثر سوق العمل على توجيه التعليم واختيار التخصصات الدراسية التي ينتقيها الطلاب . وعادةً ما يحاول الطلاب اختيار التخصصات التي تتناسب مع احتياجات سوق العمل المحلي والعالمي لزيادة فرص العمل لديهم.
2 . تطوير المهارات والكفاءات : يعمل التعليم على تطوير المهارات والكفاءات الضرورية للنجاح في سوق العمل، مثل المهارات اللغوية والرياضية والتقنية والقيادية والتواصلية . تلبية احتياجات سوق العمل يتطلب تطوير هذه المهارات بطرق ملائمة وفعالة.
3 . التنسيق بين التعليم والصناعة: تعزز التعاونية بين المؤسسات التعليمية والشركات والمؤسسات الاقتصادية التوجيه الفعال للتعليم نحو احتياجات سوق العمل. يمكن لهذا التعاون أن يشمل برامج التدريب والتعليم المهني والتوجيه المهني وفرص العمل التعليمية.
4 . التوظيف والاندماج المهني: يعتمد اندماج الفرد في سوق العمل على مدى توافر الوظائف المناسبة وتوافق مهاراته وخبراته مع احتياجات العمل. بعد التعليم، يبحث الأفراد عادةً عن فرص العمل التي تتناسب مع تحصيلهم التعليمي ومهاراتهم.
• .الابتكار والتطور التكنولوجي:
يؤثر التطور التكنولوجي والابتكار على احتياجات سوق العمل ويفرض تحديات جديدة على نظام التعليم . يتطلب ذلك تحديث المناهج الدراسية وتوفير فرص التعلم المستمر لتطوير المهارات التقنية والابتكارية . بشكل عام ، التعليم وسوق العمل يتفاعلان بشكل متبادل لتلبية احتياجات المجتمع وتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية . يعتبر فهم هذهـ العلاقة والاستجابة لتحدياتها أمرًا حيويًا لتحقيق التنمية المستدامة ورفاهية الفرد والمجتمع .
تطبيقات اقتصاديات التعليم وتشمل: -
1.الاستثمار في التعليم : تعتبر التعليم استثمارًا في رأس المال البشري ، حيث يسهم في تحسين مستوى المهارات وزيادة إنتاجية العمالة ، مما يؤدي إلى النمو الاقتصادي وزيادة فرص العمل وتحسين مستوى المعيشة.
2 . تأثير التعليم على الدخل والفقر: يشير العديد من الدراسات إلى أن التعليم يؤثر بشكل كبير على مستوى الدخل وفرص التوظيف للأفراد ، ويعتبر وسيلة فعالة للتخلص من الفقر وتحسين التوزيع العادل للثروة.
3 . التحليل التكلفة - الفائدة للتعليم : يهدف التحليل التكلفة - الفائدة إلى تقييم التكاليف والفوائد المرتبطة بالاستثمار في التعليم ، بما في ذلك تكاليف التعليم والعائدات المتوقعة من زيادة الإنتاجية وتقليل الفقر.
4 . سياسات التعليم وتأثيرها على الاقتصاد : تؤثر سياسات التعليم على عدة جوانب اقتصادية ، مثل مستوى الاستثمار في التعليم ، وتوزيع الموارد التعليمية ، وجودة التعليم، وتوافر القوى العاملة المهرة.
5 . التعليم والتنمية البشرية : يعتبر التعليم عنصراً أساسياً في تحقيق التنمية البشرية ، حيث يسهم في تطوير المهارات والقدرات الفردية وزيادة الوعي وتحسين جودة الحياة . وسيكون المقال القادم – ان شاء الله - عن اهمية التخطيط في الدولة بصورة عامة والتخطيط التربوي بشكل خاصة .
(انتهى).
E.Mail

نقلا عن سودانايل



التوقيع:
اقتباس:
متعتي في الحياة أن أقول الحقيقة
جورج برنارد شو
elmhasi غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 22-03-2024, 03:19 PM   #[8]
elmhasi
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

اقتباس:

قدر الأمم ومصيرها يبدأ من الفصل الدراسي، طموحات ما بعد الحرب – الجزء (7)

16 February,
2024م
استراتيجية لإصلاح التعليم في السودان تماشياً مع شعارات ثورة ديسمبر 2018م

بقلم / الدكتور أحمد جمعة صديق
جامعة الزعيم الأزهري - جامعة الخرطوم
(الجزء السابع)

التخطيط التربويمصباح ديوجين*
مقدمة : -
كما ورد في تقرير الاخ رئيس التحرير/ طارق الجزولي - ونقول الحمد لله على السلامة ونبارك العودة الى موقعكم والدعاء لكم بكامل الشفاء - اليوم 15 February,
2024م على لسان (اسكاي نيوز عربية) بعد 300 يوما من القتال ((... افاد بان السودان يواصل نزيف الخسائر الفادحة اذ أكملت الحرب في السودان بين الجيش والدعم السريع أمس الأربعاء 300 يوما مخلفة 13 ألف قتيل و10 ملايين نازح ودماراً هائلاً في البنية التحتية والممتلكات العامة والخاصة وخسائر اقتصادية قدرت بنحو 120 مليار دولار . وتعرضت أكثر من 300 منشأة تاريخية وحيوية في الخرطوم ومدني ودارفور وكردفان لدمار شامل أو جزئي ، كما فقد مئات الآلاف من سكان الخرطوم القدرة على العيش في منازلهم إما بسبب ما لحق بها من دمار كلي أو جزئي جعلها عرضة للخطر . ودمرت الحرب عشرات الآلاف من منازل سكان الخرطوم والمئات من المنشآت المدنية الحيوية والتاريخية بما في ذلك جسور ومتاحف ومنشآت بنية تحتية ومباني وزارات وبنوك وجامعات وغيرها . واعتبر مراقبون أن الدمار الكبير الذي لحق بالخرطوم ومناطق أخرى في البلاد يزيد من الأعباء الاقتصادية والمالية المترتبة على الحرب.)) انتهى الاقتباس.
هذهـ الصورة القاتمة تحتاج حقيقة الى استعداد لتجاوز هذهـ المصيبة وبالتالي علينا ان نربط الحزام - وليس القاش - باعداد الخطط ، كل في مجاله حتى نتجاوز هذهـ الاحن والمحن . ولعل هذا المقال يصب في هذا الاطار بطرح رأي عام عن التخطيط بشكل عام ثم طرح ما يلينا من أمر التخطيط التربوي وهو البنية الناعمة (software) التي يقوم عليها نجاح اي مشروع علمي، ثقافي، تربوي الخ... وسنتاول اليوم امر التخطيط التربوي باعتبارهـ (مصباح ديوجين) الذي سيضئ لنا الطريق نحو سودان ما بعد الحرب ان شاء الله .
نقص التخطيط في السودان
وفي راي أن نقص التخطيط الاستراتيجي في السودان أدى إلى العديد من المشاكل في جميع القطاعات . ومن الأمثلة على ذلك:
1. عدم الاستقرار الاقتصادي: بدون استراتيجية اقتصادية متماسكة ، يواجه السودان صعوبة في جذب الاستثمار الأجنبي وتطوير الصناعات الرئيسية . مما يؤدي إلى معدلات البطالة العالية ، والفقر، والاعتماد على قطاعات متقلبة مثل الزراعة والنفط .
2. نقص البنية التحتية: يؤدي التخطيط غير الكافي إلى نقص في تطوير البنية التحتية ، بما في ذلك الطرق والجسور والخدمات الأساسية. مما يعيق النمو الاقتصادي ، ويعيق الوصول إلى الخدمات الأساسية، ويحد من التواصل بين المناطق .
3.عدم الاستقرار السياسي: يزيد غياب استراتيجية سياسية طويلة الأجل من التوترات الداخلية ويقوض الهياكل الحاكمة. وهذا يسهم في الاضطرابات الاجتماعية والتوترات العرقية والتغيرات المتكررة في الحكومة بالانقلابات العسكرية والقوة المسلحة ، مما يعيق الاستقرار والتقدم .
4. تحديات الرعاية الصحية : بدون تخطيط استراتيجي ، يواجه السودان تحديات كبيرة في توفير خدمات الرعاية الصحية المتاحة وذات الجودة . ويسهم البنية التحتية الصحية الغير كافية ، ونقص الإمدادات الطبية ، والتدريب غير الكافي للمحترفين الصحيين في تدهور الحالة الصحية وتقليل الوصول إلى الرعاية الصحية ، خاصة في المناطق الريفية.
5. نقائص في نظام التعليم : يعاني قطاع التعليم من نقص في التخطيط الاستراتيجي ، مما يؤدي إلى نقص في الموارد ، والمناهج القديمة ، والتفاوت في الوصول إلى التعليم . مما يعيق تطوير رأس المال البشري ، ويديم دوائر الفقر، ويعرقل التقدم الاجتماعي والاقتصادي .
6. تدهور البيئة : في غياب التخطيط الفعّال، يتصارع السودان مع تدهور البيئة ، بما في ذلك التصحر وتآكل التربة وندرة المياهـ . وهذا يشكل تهديداً للزراعة ، ويفاقم من عدم الأمن الغذائي ، ويزيد من الضعف أمام آثار التغيرات المناخية .
7. إدارة الموارد غير الفعّالة : لا يُدار موارد السودان الطبيعية ، مثل النفط والمعادن والمياهـ والأراضي القابلة للزراعة ، بشكل أمثل بسبب نقص التخطيط الاستراتيجي . مما يؤدي إلى استغلال غير مستدام ، وتدهور بيئي ، وفوائد محدودة للسكان .
8. عدم الجاهزية للتصدي للكوارث : فبدون تخطيط شامل ، يواجه السودان صعوبة في الاستجابة بفعالية للكوارث الطبيعية مثل الفيضانات والجفاف والأوبئة والحروب . وهذا بدورهـ يؤدي إلى فقدان الأرواح ، وتشريد المجتمعات ، وفترات استعادة طويلة للموارد المهدرة ، مما يزيد من الأزمات الإنسانية .
وهذهـ الحرب التي اندلعت في 15 ابريل 2023م مثال جيد لعدم التخطيط لادارة قدراتنا الطبيعية من الموارد الطبيعية وسوء ادارة الموارد البشرية بشكل خاص ، مما ادي لانشاء هذهـ المليشيات العديدة (وتضخمها) بصورة مخيفة من مجموعة افراد الي مئات الآلاف والتي لم يعد لها ضابط - الآن - لفقدان التراتبية الادارية والانضباط في قيادة الجيش والمليشيات لافرادهم المسلحين ، مما سيخلق ، بل قد خلق بالفعل بؤراً مسلحة وعصابات تهدد امن البلاد والعباد . ويتطلب التصدي لهذهـ التحديات تنفيذ خطط استراتيجية تعطي الأولوية للتنمية المستدامة والنمو الشامل ، ووسائل الحكم الفعّالة لكل الموارد الطبيعية والبشرية . ولعل في مجهودات البروفسير (محمد حسين ابو صالح) الكثير من الأمل والاجابات الشافية لمعالجة قصورنا في مجال التخطيط الاستراتيجي لسودان القرن 21.
التخطيط : -
التخطيط في حقيقته ، هو عملية التفكير في المستقبل وتنظيم الإجراءات لتحقيق أهداف محددة . ينطوي ذلك على تصور النتائج المرغوبة ، وتقييم الحالة الراهنة ، ووضع استراتيجيات لتعزيز الصلة بين الاثنين . يمكن أن يحدث التخطيط على مستويات مختلفة ، بدءاً من التخطيط الشخصي إلى التخطيط الاستراتيجي للمنظمات .
المكوات الرئيسية للتخطيط : -
- تحديد الأهداف بوضوح : تحديد الأهداف التي تهدف عملية التخطيط إلى تحقيقها .
- التقييم : تقييم الوضع الراهن والموارد والقيود لتحديد الفرص والتحديات .
- تطوير الاستراتيجية : صياغة مسار العمل لتحقيق الأهداف ، مع مراعاة البدائل المختلفة والمخاطر المحتملة .
- توزيع الموارد : تخصيص الموارد مثل التمويل والقوى العاملة والوقت بكفاءة لدعم الاستراتيجيات المختارة .
- التنفيذ : وضع الخطة في التنفيذ ، ومراقبة التقدم ، وإجراء التعديلات إذا لزم الأمر .
- التقييم : تقييم نتائج الخطة مقابل الأهداف المحددة ، والتعلم من النجاحات والفشل ، واستخدام التغذية الراجعة لتحسين عمليات التخطيط المستقبلية .
1. التخطيط الإداري : -
يشير التخطيط الإداري إلى عملية تحديد الأهداف وتحديد الاستراتيجيات وتخصيص الموارد داخل منظمة لتحقيق النتائج المرغوبة . إنه وظيفة حاسمة للإدارة ، ضرورية للوظيفة الفعّالة ونمو أي كيان ، سواء كان ذلك شركة تجارية أو وكالة حكومية أو منظمة غير ربحية .
الجوانب الرئيسية للتخطيط الإداري
- التخطيط الاستراتيجي : تطوير خطط طويلة الأمد تتوافق مع رسالة ورؤية وقيم المنظمة ، وتشمل تحديد الأهداف العامة والاستراتيجيات .
- التخطيط المرحلي tactics)) : وهو صياغة خطط قصيرة إلى متوسطة الأمد تحوّل الأهداف الاستراتيجية الأوسع إلى إجراءات ومبادرات محددة .
- التخطيط التشغيلي : تخطيط الأنشطة والعمليات اليومية الضرورية لتنفيذ الخطط المرحلية بفعالية ، بما في ذلك توزيع الموارد وتعيين المهام .
- التخطيط المالي : إدارة الموارد المالية للمنظمة من خلال إعداد الميزانيات ، وتوقع الإيرادات والنفقات ، وضمان الاستدامة المالية .
- إدارة المخاطر: تحديد المخاطر والعوامل غير المؤكدة التي يمكن أن تؤثر على أهداف المنظمة وتطوير استراتيجيات للتخفيف منها .
التخطيط التربوي
التخطيط التربوي هو عملية شاملة تهدف إلى تصميم وتنفيذ استراتيجيات لتعزيز نتائج التعلم وتجارب التعليم للطلاب والمعلمين والمؤسسات التعليمية . يشمل نطاقًا واسعًا من الأنشطة التي تهدف إلى تحسين جودة التعليم وتعزيز الوصول إليه وتحقيق التكافؤ . في هذا المقال ، سنقدم تفاصيل حول العناصر الرئيسية للتخطيط التربوي وأهميته ، والتحديات والحلول في التخطيط التربوي ، وبعض توصيات لاستراتيجيات التخطيط الفعّالة .
العناصر الرئيسية للتخطيط التربوي : -
1. تطوير المناهج : -
تطوير المناهج هو جانب أساسي في التخطيط التربوي ، حيث يركز على تصميم مناهج شاملة وملائمة تتماشى مع أهداف التعليم والمعايير واحتياجات الطلاب . يشمل ذلك تحديد الأهداف التعليمية الرئيسية واختيار المواد والأساليب التعليمية المناسبة وضمان التوافق مع المعايير التعليمية الوطنية أو الدولية .
2. التخطيط التعليمي : -
يشمل التخطيط التعليمي تنظيم وتسلسل منهج الدروس والأنشطة التعليمية بشكل منهجي لتسهيل تجارب التعلم الفعالة . يجب على المعلمين تطوير خطط دروس تضمن تضمين استراتيجيات تعليمية متنوعة وأساليب تقييم وتقنيات تفريق لتلبية احتياجات الطلاب المتنوعة .
3. التخطيط البنيوي : -
يعد التخطيط البنيوي أمرًا ضروريًا لإنشاء بيئات تعليمية ملائمة ودعم الأنشطة التعليمية . يشمل ذلك تطوير وصيانة المرافق الفيزيائية مثل الفصول الدراسية والمكتبات والمختبرات والبنية التحتية التكنولوجية لتسهيل الأنشطة التعليمية والبحثية .
4. خدمات دعم الطلاب : -
توفير خدمات الدعم الشاملة للطلاب أمر ضروري لتعزيز نجاحهم ورفاهيتهم . يجب على المؤسسات التعليمية تقديم خدمات دعم أكاديمي واجتماعي وعاطفي لمساعدة الطلاب في التغلب على عوائق التعلم والوصول إلى الموارد وتطوير المهارات الأساسية للنجاح الأكاديمي والشخصي .
5. التطوير المهني : -
يعتبر التطوير المهني المستمر أمرًا أساسيًا للمعلمين والموظفين لتحسين مهاراتهم ومعرفتهم وممارساتهم التربوية . يجب على المؤسسات التعليمية الاستثمار في برامج تدريب مستمرة وورش عمل وفرص توجيه لتمكين المعلمين وتعزيز التميز في التعليم والتعلم .
6. التقييم والتقويم : -
التقييم والتقويم لا تنفصل من التخطيط التربوي ، حيث تقدم رؤى قيمة حول نتائج التعلم للطلاب وفعالية البرنامج وأداء المؤسسة . يجب على المعلمين استخدام مجموعة متنوعة من أساليب التقييم ، لمراقبة تقدم الطلاب وإرشاد القرارات التعليمية ودفع جهود التحسين المستمر .
أهمية التخطيط التربوي : -
يلعب التخطيط التربوي دورًا حيويًا في تشكيل مستقبل المجتمعات من خلال تمكين الأفراد بالمعرفة والمهارات والفرص للنمو الشخصي والمهني . يمكن أن يؤدي التخطيط التربوي الفعّال إلى تحسين الأداء الأكاديمي ، وزيادة الوصول إلى التعليم ذو الجودة ، وتعزيز مشاركة الطلاب واحتفاظهم ، وتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية الأكبر . من خلال تلبية الاحتياجات والطموحات المتنوعة للمتعلمين ، يساهم التخطيط التربوي في بناء مجتمعات شاملة وعادلة حيث يتاح للجميع الفرصة للنجاح .
-التحديات والحلول في التخطيط التربوي : -
على الرغم من أهميته ، يواجه التخطيط التربوي تحديات متنوعة ، بما في ذلك الموارد المحدودة ، والسياسات والأولويات التعليمية المتغيرة ، والفجوات الاقتصادية والاجتماعية ، والتطورات التكنولوجية . لمعالجة هذهـ التحديات ، يجب على الأطراف المعنية اعتماد مقاربات مبتكرة واستراتيجيات تعاونية لتحسين تخصيص الموارد ، وتعزيز مشاركة الأطراف المعنية ، واستغلال التكنولوجيا في التعلم ، وتعزيز العدالة والشمول في التعليم . علاوة على ذلك ، يمكن أن يساعد تعزيز ثقافة اتخاذ القرارات القائمة على الأدلة والتحسين المستمر المؤسسات التعليمية على التكيف مع الاحتياجات المتغيرة والاتجاهات الناشئة في التعليم .
أمثلة للتخطيط : -
توضح العديد من الأمثلة الحقيقية والدراسات أهمية وتأثير التخطيط التربوي في سياقات متنوعة . على سبيل المثال ، استهدفت مبادرة التعليم للجميع التي أطلقتها منظمة اليونسكو تحقيق الوصول الشامل إلى التعليم ذو الجودة من خلال معالجة عوائق التعلم مثل الفقر وعدم المساواة بين الجنسين والبنية التحتية غير الكافية . وعلى نفس النحو ، قامت بلدان مثل فنلندا وسنغافورة بتنفيذ إصلاحات تعليمية شاملة تركز على تطوير المناهج وتدريب المعلمين واعتماد أساليب التعلم التي تركز على الطلاب لتحسين نتائج التعلم والقدرة التنافسية الدولية . ويمكننا ايضاً ايراد النموذج الافريقي في رواندا حيث خططت الدولة للخروج من تجربة الحرب الاهلية القاسية بطرق علمية وعملية فعالة وضعت هذهـ الدولة الصغيرة في الطريق الصحيح الى مستقبل مشرق للانسان في عالم سريع الايقاع واقتصاد قائم على المعرفة والمهارات والتخطيط السليم قب كل شئ .
توصيات لاستراتيجيات التخطيط التربوي الفعّالة :-
استنادًا إلى العناصر الرئيسية وأهمية وتحديات التخطيط التربوي التي تم طرحها أعلاهـ ، يمكناا طرح هذهـ التصورات لتطوير استراتيجيات التخطيط الفعّالة : -
1. تعزيز التعاون والشراكات بين الأطراف المعنية ، بما في ذلك الجهات الحكومية والمؤسسات التعليمية ومنظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص .
2. تكون الأولوية للاستثمار في تطوير مهنة التدريس وإصلاح المناهج وتحسين البنية التحتية لتعزيز الجودة والصلة في التعليم .
3. اعتماد الابتكار والتكنولوجيا لتوسيع الوصول إلى التعليم وتخصيص تجارب التعلم وتقليل الفجوة الرقمية .
4. تعزيز العدالة والشمول في التعليم من خلال معالجة الفجوات الاقتصادية والاجتماعية وتقديم الدعم المستهدف للفئات المهمشة وتعزيز ثقافة التنوع والاحترام .
5. إنشاء آليات موثوقة لمراقبة وتقييم لتتبع التقدم وقياس التأثير وتوجيه اتخاذ القرارات القائمة على الأدلة في التخطيط التربوي . ويمكننا ان نختم بالقول أن التخطيط التربوي هو عملية متعددة الأوجه تشمل عناصر متعددة مثل تطوير المناهج والتخطيط التعليمي وتخطيط البنى التحتية وخدمات دعم الطلاب والتطوير المهني والتقييم . يعد التخطيط التربوي الفعّال ضروريًا لتحسين نتائج التعلم وتعزيز تجارب التعلم وتعزيز التنمية الاجتماعية والاقتصادية . من خلال مواجهة التحديات واستغلال الفرص واعتماد الاستراتيجيات الابتكارية، يمكن للأطراف المعنية تطوير خطط تعليمية شاملة ومستدامة تمكّن الدارسين والمعلمين والمجتمعات من الازدهار في عالم يتغير بسرعة .
--------------------
* ديوجين الأنرسي : فيلسوف يوناني كان يبحث عن الإنسان بمصباح مضاء يحمله في وضح النهار وهو أحد فلاسفة اليونان ولد عام 413 ق.م ، في مدينة سينوب في اليونان ، وقيل ولد عام 323 ق. م في مدينة كوزنثوس . كان دائم التأمل في حياة الناس وتصرفاتهم ، وعندما طفح به الكيل من سوء اخلاق من يحملون صفة بشر، مجردين من الإنسانية والبشرية ، فتصرفاتهم وأفعالهم تفضي إلى البهيمية أكثر منها إلى الإنسانية ؛ رأي أن ينتقد الناس ويبين لهم خطأهم بتنازلهم عن صفاتهم الآدمية وميولهم الى الحيوانية والسعي وراء شهواتهم ، فأخذ (مصباحه) وأشعله وسار به في الشوارع في ضوء الشمس الباهر، كان يريد بذلك أن يتساءل الناس عن هذا التصرف الغريب فيجدها فرصة للحوار ليرشدهم إلى أخطائهم .
E.Mail

نقلاً عن سودانايل



التوقيع:
اقتباس:
متعتي في الحياة أن أقول الحقيقة
جورج برنارد شو
elmhasi غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 29-03-2024, 10:35 AM   #[9]
elmhasi
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

اقتباس:

قدر الأمم ومصيرها يبدأ من الفصل الدراسي، طموحات ما بعد الحرب – الجزء (8)

17 February,
2024م
استراتيجية لإصلاح التعليم في السودان تماشياً مع شعارات ثورة ديسمبر 2018م
بقلم / الدكتور أحمد جمعة صديق
جامعة الزعيم الأزهري - جامعة الخرطوم
(الجزء الثامن)

تدريب المعلمين : هندسة الانسان
مقدمة :
المعلمون هم مهندسو التنمية البشرية ، حيث يمتلكون تأثيراً قوياً على نمو وسلوك طلابهم . فالمعلمون الفعّالون يعززون النمو الفكري والاجتماعي والعاطفي والجسدي للافراد ، بينما اصحاب الهمة الضعيفة من المعلمين يؤثرون سلباً ليس على طلابهم بل والمجتمع برمته . فالخطأ الذي يرتكبه المعلم الواحد داخل الفصل سيكون مضاعفاً بعدد طلابه في ذلك الفصل . يستكشف هذا المقال الادوار المتعددة للمعلمين كمهندسين للسلوك البشر كأدوات فاعلة في التأثير أفعالهم على نتائج الطلاب وديناميات المجتمع . نسلط الضوء على أهمية المعلمين المتفانين والماهرين في تعزيز النمو الإيجابي ورفاهية المجتمع - كمدخل للحديث عن تدريب المعلمين بشكل خاص في السودان . يشكل المعلمون المواقف والقيم والمهارات الاجتماعية الضرورية ببذل المعرفة الأكاديمية في تعقيدات هذا العالم الحديث . فالمعلمون الفعالون يخلقون بيئات تعزز الفضول الفكري والتفكير النقدي والتعاطف لدى طلابهم . ويقدمون نماذج للسلوك إيجابية بما يوفرونه من إرشادات تتجاوز الفصل الدراسي ويؤثر على اختياراتهم وتفاعلاتهم داخل المجتمع . وتفاقم المشاكل السلوكية . وربما التطرف بسبب المعلمين (اللاجئين) من تزايد مشاكل مثل التنمر، والتمييز، أو الفشل مما يزيد من دوران دائرة الصراع .
3. التأثير على نمو الطلاب:
ويمتد تأثير المعلمين على نمو الطلاب بعيداً عن الإنجاز الأكاديمي . حيث يعزز المعلمون الفعّالون نمط التفكير البناء ، بما يمنحون طلابهم من قدرات على مواجهة التحديات والتصدي للصعوبات . يقدمون تغذية راجعة بناءة للدعم على المستوى الفردي والجماعي . وهم دائما يعملون كنماذج يغرسون قيم النزاهة والتعاطف والمسؤولية المدنية التي تشكل هويات الطلاب ومساراتهم المستقبلية .
4. التأثير على ديناميكيات المجتمع:
يتجاوز تأثير المعلمين الطالب الفردي ليؤثر على ديناميكيات المجتمع بشكل أوسع . حيث يساهم المعلمون الفعّالون في رأس المال الاجتماعي من خلال تنمية مواطنين مطلعين وملتزمين . فمن خلال تجارب التعلم التعاوني ومبادرات التعليم المدني ، يعززون القيم الديمقراطية والتماسك الاجتماعي والعمل الجماعي . علاوة على ذلك ، تسهم النتائج التعليمية الناجحة في ديناميات الاقتصاد والتحول الاجتماعي ، مما يعزز رفاهية المجتمعات بشكل عام .
- ما هي آليات التحكم والتأثير لدى المعلم الفعّال؟
يمتلك المعلمون القدر الكافي من القدرة على اجراء التأثير الايجابي على الدارسين ، حيث يشكلون ليس فقط تطورهم الأكاديمي ولكن أيضًا يؤثرون في نموهم الاجتماعي والعاطفي والروحي . ينبع هذا التأثير من عدة عوامل تتلاقح لتخلق علاقة ديناميكية بين المربين وطلابهم . وهنا سنتناول ثلاثة أسباب رئيسية تجعل للمعلم سلطة للتأثير الكبير على الدارسين :
1.التفويض والخبرة في التدريس والتفويض هو عقد غير مكتوب يُوكل بموجبه إلى المعلمين سلطة تعليم وتوجيه طلابهم .
2. المعلون وليس غيرهم من يمتلك المعرفة المتخصصة في مجالاتهم المهنية والمهارات المتقنة في نقل المعرفة بفعالية . عبر خطط الدروس المنظمة ، والأنشطة المشوقة ، والتعليمات الدقيقة .
3. يمتلك المعلون الوسائل التي تسهل ايصال التجرية الانسانية وتذلل التحديات بوسائل وتقنيات ملهمة ومشجعة لطلابهم. علاوة على ذلك،المعلممون نماذج لطلابهم، حيث ينبغي ان يظهروا سلوكيات إيجابية وقيم ومواقف تشكل انطباعات وأفعال الطلاب داخل وخارج الفصل الدراسي .
4. فهم السلوك البشري:
المعلمون ليسوا ناقلين للمعرفة فحسب بل أيضًا متخصصون في هندسة السلوك البشري . اذ يملكون فهمًا عميقًا لتطور الطفل والمامهم بنظريات التعلم ، والمبادئ النفسية التي تُشكل ممارساتهم التعليمية وتفاعلاهم مع الطلاب . وتمكن هذهـ الخبرة المعلمين من خلق بيئات تعليمية داعمة تشعر الدارسين بأنهم مقدرين ومحترمين ومفهومين . ومن خلال التعرف على احتياجات وقوى وتحديات الطلاب ، يمكن للمعلمين تكييف نهجهم في التدريس وتوفير الدعم الشخصي الذي يعزز النجاح الأكاديمي والرفاهية العاطفية .
5. المؤهلات والخبرة والرغبة في إحداث تغيير:
يخضع المعلمون لتدريب شاق وتطوير مهني لاكتساب المؤهلات والمهارات والخبرة اللازمة لاجادة المهنة . فهم يستفيدون من خلفياتهم الأكاديمية وخبراتهم في الفصل الدراسي والتعليم المستمر لتحسين فعاليتهم كمعلمين وبشكل مستمر . علاوة على ذلك ، تدفعهم رغبة حقيقية في إحداث تغيير إيجابي في حياة طلابهم . سواء من خلال استراتيجيات التدريس المبتكرة أو الإرشاد أو تلبية احتياجات الطلاب .
إنهم يقدمون الإرشاد والدعم والتشجيع لمساعدة الطلاب في التعامل مع التحديات وتطوير علاقات إيجابية وتصبح أعضاء مسؤولين ومتعاطفين في المجتمع . وعلاوة على ذلك يسعون بحكم تفويضهم بغرس قيم مثل النزاهة والمسؤولية الاجتماعية .
تدريب المعلمين في السودان :
تدريب المعلمين في السودان له تاريخ غني مرتبط بالسياق الاجتماعي والسياسي للبلاد والتطور التعليمي . ويعكس تطور تدريب المعلمين في السودان مختلف التأثيرات ، بما في ذلك الإرث الاستعماري ، والإصلاحات بعد الاستقلال ، والتقاليد الثقافية ، والتحديات الناجمة عن النزاعات والقيود الاقتصادية .
1. الإرث الاستعماري والجهود البدائية:
شهد السودان ، مثل العديد من الدول الأفريقية، الحكم الاستعماري ، بشكل أساسي تحت السلطات البريطانية والمصرية حتى استقلاله في عام 1956م . فخلال العهد الاستعماري ، تمت جهود محدودة في تدريب المعلمين بشكل رسمي . كان التركيز غالبًا على تدريب معلمين محليين لخدمة احتياجات الإدارة الاستعمارية بدلاً من إعطاء الأولوية لتوفير التعليم ذي جودة للاطفال السودانيين في بيئة سودانية . لعبت المدارس التبشيرية دورًا هامًا في تقديم التعليم ، ولكن تدريب المعلمين ظل في محدود .
2. الإصلاحات بعد الاستقلال:
بعد الاستقلال ، بدأ السودان في القيام بإصلاحات تعليمية تهدف إلى بناء الدولة والتنمية . أدركت الحكومة أهمية تدريب المعلمين في تحقيق هذهـ الأهداف . تم بذل الجهود لإنشاء مؤسسات تعليمية رسمية وتحسين جودة التعليم في جميع أنحاء البلاد . وقد قامت كلية غردون الخرطوم ، بتوسيع برامجها ، وتأسيس برامج جديدة لتدريب المعلمين .
3. التوسع والتنويع:
شهد السودان توسعًا وتنويعًاً كبيرين في تدريب المعلمين وخلال الستينيات والسبعينيات ، قامت الحكومة بالاستثمار في إنشاء المزيد من كليات ومعاهد تدريب المعلمين لتلبية الطلب المتزايد على المعلمين المؤهلين . قدمت هذهـ المؤسسات برامج تتراوح من التعليم الابتدائي إلى المجالات المتخصصة مثل التعليم الاكاديمي والفني . بالإضافة إلى ذلك ، بذلت جهودًا لدمج الأساليب التعليمية التقليدية مع النهج التربوي الحديث لخدمة السكان المتنوعة في السودان بشكل أفضل .
4. التحديات والعقبات:
وعلى الرغم من التقدم في تدريب المعلمين ، واجه السودان العديد من التحديات التي عرقلت التنمية التعليمية . أدت عدم الاستقرار الاقتصادي والاضطراب السياسي والنزاعات في مناطق مثل دارفور وجنوب السودان إلى تعطيل الدراسة وبرامج تدريب المعلمين . علاوة على ذلك ، استمرت الفجوات في الوصول إلى التعليم ، لا سيما في المناطق الريفية والمهمشة ، مما أدى إلى زيادة نقص المعلمين ومشاكل جودة التدريس . بالإضافة إلى ذلك ، وجه النظام التعليمي انتقادات بسبب التركيز على التعليم التلقيني والحفظ بدلاً عن التفكير النقدي والمهارات العملية .
5. مبادرات الإصلاح:
واستجابةً لهذه التحديات ، بادر السودان بمجموعة من المبادرات الإصلاحية التي تهدف إلى تحسين تدريب المعلمين وتعزيز جودة التعليم . فتم تأسيس معهد التربية بخت الرضا في عام 1934م ، على يد المستر قريفيث (Mr. Griffiths) نتيجة لتقرير اللجنة التي كونها الحاكم العام سنة 1930م بعد انتهاء إضراب طلاب كلية غوردون وبعد المذكرة التي قدمها ”ج.س.أسكوت“ المفتش الأول للتعليم منتقداً فيها سياسة التعليم ونُظمه ، وداعياً إلى إجراء إصلاحات أساسية وعممت تجارب معاهد المعلمين المتوسطة على معظم مديريات السودان .
تأسيس معهد المعلمين العالي عام 1961م بموجب اتفاقية أبرمت بين وزارة التربية السودانية ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) وقد نصت الإتفاقية على أن تتولى وزارة التربية الإشراف على النواحي الأكاديمية و المهنية . وفي نوفمبر من عام 1954م طلبت الحكومة السودانية من لجنة دولية تقديم توصيات في أمور التعليم الثانوي وتوجيه الحكومة إلى أفضل الطرق لإصلاحه والتوسع فيه . رفعت اللجنة تقريرها في فبراير 1955م إلى وزير المعارف آنذاك وذكرت أهمية إنشاء معهد عالٍ لتدريب معلمي المدارس الثانوية وتطوير البحث التربوي . وبناءً على تقرير اللجنة فقد تم إنشاء معهد المعلمين العالي بأم درمان في عام 1961م بالتعاون مع منظمة اليونسكو والبنك الدولي . وتخرجت لأول دفعة من الطلاب منه عام 1965م بدرجة الدبلوم بعد أن قضوا أربع سنوات في الدراسة العلمية والمهنية . وفي عام 1968م اتفقت وزارة التربية وجامعة الخرطوم على إلحاق المعهد بجامعة الخرطوم أكاديمياً ، وآل الإشراف الأكاديمي إلى مجلس أساتذة جامعة الخرطوم ، وأصبحت الجامعة تمنح الدرجات الجامعية للخريجين اعتبارا من عام 1971م ، وظل الإشراف الإداري والمالي مسؤولية وزارة التربية . وفي عام 1974م ضم المعهد إلى جامعة الخرطوم بشكل كامل وتغير اسمه ليصبح كلية التربية ، وآلت إليها كل المسؤوليات وممتلكات معهد تدريب المعلمين العالي وتم سحب الحافز المالي من الطلاب .
6. التطورات الحديثة والتحديات المستقبلية:
يعكس تاريخ تدريب المعلمين في السودان تفاعلًا معقدًا من الإرث الاستعماري والإصلاحات بعد الاستقلال والتحديات المعاصرة . وعلى الرغم من التقدم في توسيع وتنويع برامج تعليم المعلمين ، فإن عقبات كبيرة ظلت قائمة في ضمان توفير تعليم ذي جودة لجميع الأطفال السودانيين . يتطلب الأمر جهودًا مستمرة في المستقبل ، وعمل جماعي للتغلب على هذهـ التحديات وبناء نظام تعليمي أكثر شمولية وعدالة . وتتمثل التحديات بصورة عملية في تدني تحصيل الطلاب وذلك نتيجة لاسباب كثير منها تدني اداء المعلمين . ويرجع تدني اداء المعلمين الى سياسة القبول في كليات التربية في السودان .
علاج تدني مستوى تدريب المعلمين :
من خلال عملي بمعظم الجامعات القومية كمحاضر في اللغة الانجليزية لاحظت الضعف المستمر لكثير من طلابي . وادركت ان ذلك الضعف هو نتاج طبيعي لدراستهم في المرحلة الثانوية على مدرسين ضعيفي التدريب او مدرسين (لاجئين) الى التدريس كمهنة من لا مهنة له يفتقرون للتأهيل والحماس . ولكن اسوأ ما توصلت اليه ان معظم الطلاب بهذهـ الاقسام لم يأتوا الى هذهـ الكليات عن رغبة صادقة بل رمى بهم مستوى تحصيلهم (المتدني) في الشهادة السودانية الى هذا المكان . ولتحري الدقة ؛ فان عدداً قليل جداً من هؤلاء الطلاب يختار كلية التربية كرغبة أولى أو ثانية أو ثالثة كما هو الحال ايضاً مع كليات الزراعة ، بالرغم من ان التربية تهتم بغذاء العقول والزراعة بتغذية الأبدان وصحتها . هذا الوضع معكوس في كثير من دول العالم التي تعي اهمية المعلم في تطوير الذكاء العام للشعب والزراعة التي توفر الأمن الغذائي للسكان .
وقد لاحظت ان القليل من المتحمسين من الطلاب لدراسة التريب معظهم من الطالبات اذ تشجع بعض الاسر الفتيات بالالتحاق بكليات التربية ، باعتبار مهنة التعليم تخصص مناسب للمراة بصورة عامة .
فغالبية الطلاب المقبولين في هذهـ المؤسسات التربوية ، غالبًا ما يحققون أداءً ضعيفًا في الشهادة المدرسية السودانية ، ويسجل العديد منهم كليات التربية من الرغبات الاخيرة في طلب القبول للجامعات كخيار أخير (افضل من قعاد ساكت في البيت). ونتيجة لذلك ، يتعاملون مع تعليمهم عند دخولهم الكلية وعند تخرجهم بتساهل شديد مع انعدام الحماس الذي يؤثر في نهاية المطاف على جودة التعليم ويهدد مستقبل الطلاب .
لمعالجة هذهـ المشكلة وبدء عملية الإصلاح المطلوبة ، يتم اقتراح خيارين :
1. جذب الطلاب المتفوقين:
أحد الحلول يتمثل في جذب الطلاب المتفوقين الذين يحققون نجاحاً عالياً في امتحانات الشهادة السودانية . يمكن تحقيق ذلك عن طريق تقديم رواتب شهرية كحوافز، على غرار النموذج الذي تم تنفيذهـ سابقًا في المعهد العالي لتدريب المعلمين في أم درمان عام من عام 1961م حتى 1974م , ثم النظر إلى هؤلاء الطلاب على أنهم (معلمون تحت التدريب) وتوظيفهم في وزارة التربية كموظفين رسميين ومعلمين محتملين ، وبهذهـ الحيلة يكون جذب طلاب ممن يحققوا درجات عالية ونجاحات مرتفعة في الشهادة المدرسية السودانية . هذا النهج لا يعود بالفائدة على الطلاب فحسب ، بل يقدم مساعدات عملية لعائلاتهم ، مما يجعل مهنة التدريس خياراً أكثر جاذبية وجدوى . وينبغي التقديم لكلية التربية في الرغبات (الثلاث الاولى) فقط حتى يحتدم التنافس باخذ الطلاب الراغبين والمتفوقين في آن واحد .
2. إصلاح كليات التعليم:
يشمل الخيار الآخر إعادة هيكلة برامج كليات التعليم على مستوى البكالوريوس وتحويل هيئة التدريس إلى باحثين مكلفين بإجراء أبحاث في المجالات التعليمية . وتطوير برامج الدبلوم أو درجة الماجستير في العلوم التربوية للخريجين الراغبين للالتحاق بمهنة التدريس من خلفيات أكاديمية أخرى ويطمحون في أن يصبحوا معلمين . من خلال اعتماد هذا النموذج ، يمكن جذب المعلمين من مختلف الأقسام مثل العلوم والاداب ياتون بصورة إرادية لأخذ مهنة التعليم باختيارهم بانفسهم .
وهذا ايضا يتم مع توفير (الحافز المادي) لمن يرغب في التدريس عن طريق التعاقد مع وزارة التربية والتعليم . لقد نجح هذا النهج في الهند وكندا وفي أماكن أخرى حول العالم ، حيث يتم قبول المعلمين في كليات التعليم بعد الحصول على درجة البكالوريوس في الاداب أو العلوم او اي مجال له علاقة بالتعليم . ثم يسمح لهم بالانتقال إلى التدريس بعد أن يتم تدريبهم على مستوى الدبلوم أو الماجستير – واحياناً بمكافآت مالية جذابة . وتطبيق أي من هذين الخيارين يتطلب النظر الدقيق في عوامل مختلفة ، بما في ذلك تخصيص الموارد وتطوير البنية التحتية وإطارات السياسات . ومع ذلك ، فكلا النهجين يحملان الإمكانية لمعالجة المشكلات الكامنة التي تسهم في نقص الحماس بين طلاب كليات التربية والتأثيرات الضارة التي تنجم عنها على نظام التعليم ومستقبل الطلاب . ومن خلال جذب الطلاب المتفوقين وإعادة هيكلة كليات التعليم لتلبية احتياجات المعلمين المتطلعين من خلفيات أكاديمية متنوعة ، يمكن للسودان تحسين جودة نظامه التعليمي بشكل كبير وضمان مستقبل أفضل لطلابه . فمن الضروري على واضعي السياسة والجهات المعنية التعاون بفعالية في تنفيذ هذهـ الإصلاحات وتعزيز ثقافة التميز والحماس داخل القطاع التعليمي .

E.Mail
نقلاً عن سودانايل



التوقيع:
اقتباس:
متعتي في الحياة أن أقول الحقيقة
جورج برنارد شو
elmhasi غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 04-04-2024, 08:03 PM   #[10]
elmhasi
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

اقتباس:

قدر الأمم ومصيرها يبدأ من الفصل الدراسي، طموحات ما بعد الحرب – الجزء (9)

18 February,
2024م
استراتيجية لإصلاح التعليم في السودان تماشياً مع شعارات ثورة ديسمبر 2018م

بقلم / الدكتور أحمد جمعة صديق
جامعة الزعيم الأزهري - جامعة الخرطوم
(الجزء التاسع)
المناهج الدراسية : اعداد للقرن الــــ21
على ضوء المقال السابق عن فلسفة التعليم في السودان ، علينا ان نبني الكثير من المفاهيم الجديدة التي تضمنتها ثورة دسيمبر 2018م من شعارات . علينا ان ننزل هذهـ الشعارات التي تنادي (بالحرية والسلام والعادلة والمدنية والديموقراطية) ان تكون هي الموجهات الاساسية التي يجب ان نضمنها مناهج تعليمنا في كل المراحل حتي تكون اهداف راسخة ومسجلة في ذاكرة الشعب . وفي هذا السياق علينا ان نعيد التفكير في جدوى الخطط والرؤيا التي عاشها الشعب طيلة الــ30 عاما الماضية فلم تفرز في النهاية الى الى اطلاق مارد متوحش يسكن في اعماق الانسان السوداني ويعمل الآن في تدمير واغتيال تاريخ الامة وجغرافيتها وثقافتها ولا يردهـ أو يوقفه الا العمل الثوري الذي كانت مظاهراته المليونية دليل الجماهير في الرغبة في التغيير . وفي الاسطر التالية سنتاول بعض هموم التعليم كروشتة علاج للخروج من هذهـ الازمة ان شاء الله غانمين :
- الرؤية: نحتاج إلى تصميم رؤية واضحة للتعليم تتضمن الأهداف اعلاها لترسيخ مبادئ (الحرية والسلام والعدالة والحرية والديموقراطية والمدنية) لتكون هي المصباح الذي نسيرعلى ضوئه نحو المستقبل .
- الرسالة : الرسالة هي ان تصير الاهداف اعلاهـ حقائق على ارض الواقع وجزء من التركيبة النفسيىة والعضوية والمعنوية للانسان السوداني الجديد المتطلع الى ان يعيش وقائع القرن الــ21 مستمتعاً بمنتجاته كمسهتلك وصانع لاحداثه ضمن المنظومة الانسانية التي نشاركها هموم الارض والتاريخ الحديث .
- الأهداف : نحتاج الى مصفوفة من الاهداف التربوية التي تحقق الروية التي طرحناها في تلك الشعارات وتضمن هذهـ الاهداف التربوية والتعليمية في مناهجنا الحديثة . هذهـ المصفوفة من الاهداف تصف جميع الاهداف المرجوة على جميع المستويات بطريقة علمية . مع استصحاب مفهوم الجودة وإدارة الجودة في التعليم وهي من المفاهيم الغائبة عن تعليمنا وفي العديد من جوانب حياتنا الأخرى . فنحن نحتاج إلى أهداف واضحة قابلة للتحقيق وقابلة للقياس . نحتاج إلى خطط وطنية تعليمية واضحة يكون لها تأثير مباشر وفوري على حياة المواطن السوداني بعد هذهـ المعاناة التي كتبت عليه بسبب هذهـ الحرب اللعينة .
- ينبغي أن يكون الهدف النهائي لتعليم وتدريب المواطنين هو القدرة على التفكير والعمل بمهارة وفعالية. نحتاج إلى قوة عاملة ذات عقول ناقدة وكفاءة لإنجاز المهام . فأن تكون مسلماً أو مسيحياً أو يهودياً أووثنياً هذهـ ليست اهداف بل هي غايات ؛ ولكن في داخل هذهـ السياقات الدينية والفكرية علينا ان نصبح مواطنين جيدين ، حريصين على تنفيذ الواجبات في المقام الأول والمطالبة بالحقوق الكاملة في المقام الثاني ، بالإضافة إلى الالتزام بالحرية دون إيذاء الآخرين او التغول على حدودهم وحقوقهم . ولتحقيق هذهـ الخطط ، يود الباحث أن يضع مقترحات كخارطة طريق تتعلق بالمنهج والمقررات الدراسية تتضمن التالية :
1. وضع الرؤية والرسالة لوزارة التربية والتعليم .
2. وصف الاهداف التربوية بوضع مصفوفة اهداف لتحسين جودة التعليم على جميع المستويات . وهذا يتم بتكوين لجان على مستوى عالي من التخصص والمهنية .
3. تطوير مناهج تعليمية تعتمد على أحدث التطورات العلمية والتكنولوجية .
4. توفير البنية التحتية اللازمة لدعم عملية التعليم والتعلم .
5. تدريب وتأهيل المعلمين والمدربين بما يتوافق مع متطلبات العصر .
6. عزيز ثقافة الابتكار والبحث العلمي بين الطلاب والمعلمين .
7. توفير فرص التعليم المتساوية للجميع دون تمييز في ظل الدولة المدنية الحديثة والقوانين التي تكفل الحقوق والواجبات .
8. تعزيز التعليم العالي والبحث العلمي لدعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية .
9. تعزيزالشراكة والتعاون بين الحكومة والقطاع الخاص والمجتمع المدني لتعزيز الجهود التعليمية.
تصميم المناهج والمقررات الدراسية :
المنهج (Curriculum) هو مخطط للفلسفة العامة للتعليم في بلد معين ، بينما المقررات الدراسية (Syllabus) تهتم بتفاصيل المواد التعليمية التي يتم تدريسها في الفصل الدراسي ، ويتم تضمينها في الكتاب المدرسي للطالب (Textbook) مع ملحقاته من كتب النشاط والدليل المعملي وكتاب المرشد Teacher’s Book - Teacher’s Guide - Teacher’s Manual) الذي يستخدمه المدرس في تبسيط خطط الدرس وتسهيله للفهم . وهذهـ سنفرد لها حيزا في مقالاتنا القادمة ان شاء الله . ويحوي المنهج مواضيع مختلفة وتخصصات مختلفة تهدف إلى تحقيق المخرجات التعليمية المنشودة .
المنهج الدراسي بهذا الفهم هو جرعة تعليمية تعطى في الوقت المناسب وللعمر المناسب ، لتحقيق التغيير المرغوب في الدارسين . يمكن أن تكون هذهـ الجرعة قاتلة في بعض الأحيان إذا تجاوزت كميتها ، ومضرة ايضاً إذا كانت أقل من ذلك . فمصمموا المناهج هم المهندسون المؤهلون لبرمجة الأفراد من خلال هذهـ الجرعات المحددة بعناية . ومما يؤسف فان معظم المناهج التي يُدرسها طلابنا في مدارسنا اليوم تدور حول تاريخ العلوم - بمعلومات قديمة لا تتماشى مع التعليم الحديث وقصور في فهم دور العلوم الاجتماعية والانسانية أيضاً في تكوين الفرد وكان ذلك بسبب الطريقة التي يتم بها تصميم وتصنيع المناهج في بلادنا .
فلسنوات عديدة ؛ كانت هناك لجان (مقيمة) في بخت الرضا وغيرها من المؤسسات تتعامل مع صناعة الكتب المدرسية بطريقة (تقليدية). وربما سنتطرق الى دور بخت الرضا في هذا الموضوع في مقال لاحق -
في بلدان كثيرة يتم اختيار الكتاب المدرسي بطريقتين:
- الاولي عن طريق شراء الكتاب مباشرة من الناشر بالمكتبات المتخصصة في النشر الاكاديمي .
- الطريقة الثانية . يتم التعامل مع المناهج على أساس (عروض أو مناقصات) ، حيث تعلن وزارة التربية والتعليم أو مديرية التعليم إلى الكتّاب والمؤلفين المتخصصين في تصميم المناهج وتأليف الكتب المدرسية والناشرين ؛ للتنافس للتاليف في موضوع معين وفقًا لتوجيهات إدارة التعليم لتحقيق الأهداف التعليمية على المستوى المحلي .
- وباستخدام هذا الآلية ، يمكننا الحصول على مئات المشاريع المنهجية المؤلفة بشكل جيد لاختيار الأفضل من بينها ، ويمكننا تقديم مقترحات لجمع المشاريع المتجانسة في كتاب واحد بموافقة مؤلفين اثنين أو أكثر، برؤى مشتركة تلبي متطلبات واحتياجات الدارسين .
- ونحن نعلم ان عمل اللجان يقتل الابداع ، اذ يجعل الفريق المكلف بكتابة المنهج غالبًا ما ينتج أعمال متشظية غير مترابطة في الشكل والمضمون إلى حد كبير، حيث يفكر أولئك المختصون عن العمل بطرق فردية ويسلكون اتجاهات مختلفة نظراً لاختلاف وطبيعة الإنسان ومزاجه الشخصي . وهذا يؤكد لنا أن الكثير من الطهاة دائماً يفسد الطبخة . ويحدث الاختلاف في اهمية وترتيب وكمية المادة المطلوبة حسب الرؤية الشخصية لكل عضو في اللجنة ، مما يصعب معه التوازن في تحيق عمل متجانس .
- أما العمل في صناعة أو كتابة المنهج بطريقة فردية يمكّن مؤلف المنهج من الرؤية الشامة لترتيب واهمية المواضيع . ثم يأتي دور اللجان لتقوم بالفرز واقتراح بالحذف أو الدمج لكتابين لمؤلفين أو أكثر .
عناصر ضرورية في صناعة الكتاب المدرسي :
الاتجاهات الحديثة في تصميم المناهج والكتب المدرسية تعكس الاحتياجات المتطورة لأنظمة التعليم في جميع أنحاء العالم ، وذلك بفعل التطورات في التكنولوجيا والتغيرات في القيم الاجتماعية، والتحولات في النهج التربوي . في هذا الحيز سنتناول بعض العناصر الضروية التي تساعد في صناعة المناهج والكتب المدرسية في جميع أنحاء العالم .
- دمج التكنولوجيا: مع انتشار الأدوات والموارد الرقمية ، تقوم تصاميم المناهج والكتب المدرسية الحديثة بدمج التكنولوجيا بشكل متزايد في عملية التعلم . ويشمل ذلك استخدام عناصر الوسائط المتعددة مثل الفيديوهات والمحاكاة التفاعلية والتقييم عبر الإنترنت لتعزيز الانخراط والفهم .
- التعلم الشخصي : مع الاعتراف بأنماط وتفضيلات اساليب التعلم المتنوعة للطلاب ، تهدف تصاميم المناهج الحديثة إلى استيعاب الاحتياجات الفردية من خلال مسارات التعلم الشخصية . وقد يشمل ذلك استخدام منصات التعلم التكيفي التي تُصمم المحتوى استنادًا إلى نقاط قوة وضعف الطلاب وتقدمهم .
- التعلم القائم على المشاريع: بعيدًا عن التلقين التقليدي ، تؤكد العديد من تصاميم المناهج الحديثة الآن على النهج القائم على المشاريع . حيث يشارك الطلاب في مشاريع عملية ومتعددة التخصصات تعزز التفكير النقدي والتعاون ومهارات حل المشكلات بينما يتعاملون مع تحديات العالم الحقيقي .
- التعلم القائم على التجارب: من خلال تشجيع الفضول والاستكشاف ، يعتبر التعلم القائم على التجربة اتجاهًا شائعًا آخر في تصاميم المناهج . حيث يقوم المعلمون بتسهيل العمل والتجارب ، مما يمكّن الطلاب من طرح الأسئلة وصياغة الافتراضات واكتشاف الإجابات من خلال التطبيق .
- تعليم المواطنة العالمية: وكرد فعل على التواصل والتفاعل المتزايد في العالم ، غالبًا ما تتضمن تصاميم المناهج الحديثة عناصر من تعليم المواطنة العالمية . ويتضمن ذلك تنمية وعي الطلاب بالقضايا العالمية مثل قضايا البيئة ، وتعزيز الفهم الثقافي، وتعزيز التعاطف والتضامن مع المجتمعات المتنوعة في جميع أنحاء العالم .
- تعليم STEM وهواختصارل((Science Technology Engineering Math ويركز على العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات (STEM) ، وتعتبر العديد من تصاميم المناهج تطوير المهارات ذات الصلة بسوق العمل في القرن الحادي والعشرين أمراً مهماً . ويتضمن ذلك دمج مفاهيم STEM عبر مواد مختلفة وتوفير فرص للتجربة العملية وحل المشكلات .
- التربية ذات الصلة بالثقافة: بالاعتراف بأهمية التدريس الذي يتضمن المؤشرات الثقافية للامة ، اذ تسعى تصاميم المناهج الحديثة لدمج منظورات وتجارب متنوعة في المنهج الدراسي . ويتضمن ذلك اختيار الكتب المدرسية والمواد التعليمية التي تعكس الخلفيات الثقافية والهويات للطلاب ، وتعزيز الشمولية والعدالة في التعليم .
- تعليم الاستدامة: بالتعامل مع تحديات البيئة لتعكس الاحتياجات المتطورة لأنظمة التعليم في جميع أنحاء العالم ، وذلك بفعل التطورات في التكنولوجيا والتغيرات في القيم الاجتماعية ، والتحولات في النهج التربوي .
وباختصارتعكس الاتجاهات الحديثة في تصاميم المناهج والكتب المدرسية تحولاّ نحو منهج يركز على المتعلم ، معززبالتكنولوجيا ، ويستجيب للتطورات في مجال التعليم بشكل خاص والثقافة بصورة عامة . ومن خلال اعتماد هذهـ الاتجاهات ، يمكن للمعلمين خلق تجارب تعليم جذابة وملائمة وشاملة تسعد الطلاب وتعدهم للنجاح بثقافة القرن الحادي والعشرين .
E.Mail


نقلاً عن سودانايل



التوقيع:
اقتباس:
متعتي في الحياة أن أقول الحقيقة
جورج برنارد شو
elmhasi غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 20-04-2024, 11:36 AM   #[11]
elmhasi
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

اقتباس:

قدر الأمم ومصيرها يبدأ من الفصل الدراسي ، طموحات ما بعد الحربالجزء (10)

19 February,
2024م
استراتيجية لإصلاح التعليم في السودان تماشياً مع شعارات ثورة ديسمبر 2018م

بقلم / الدكتور أحمد جمعة صديق
جامعة الزعيم الأزهري - جامعة الخرطوم
(الجزء العاشر)

• مواصفات واختيار الكتاب المدرسي في كندا
1. مواصفات الكتاب المدرسي Specifications of Textbooks
مقدمة : ما هو الكتاب المدرسي الجيد؟
الكتاب المدرسي الجيد هو الذي ينقل المفاهيم التعليمية المعقدة بشكل واضح وجذاب ، ويتماشى مع معايير المنهج ، ويوفر فرصاً كافية لمشاركة الطلاب والتفكير النقدي ، ويوفر موارد تكميلية لاستكشاف المزيد. يجب أن يكون منظمًا بشكل ، مع الترتيب المنطقي للمواضيع، ويشمل أمثلة ورسوم بيانية ذات صلة لمساعدة الفهم . بالإضافة إلى ذلك ، يجب أن يستجيب الكتاب المدرسي الجيد لأنماط واحتياجات التعلم المتنوعة ، ويعزز التعلم النشط من خلال العناصر التفاعلية ، ويدمج أدوات التقييم لقياس فهم الطلاب . ويعتبر الكتاب المدرسي الجيد مورداً قيماً يدعم التدريس الفعال ويسهل تجارب التعلم المعنوية للطلاب .
يتطلب تصميم الكتب المدرسية الحديثة اعتبارات دقيقة لمواصفات متنوعة لضمان فعالية هذه الكتب لتحقيق احتياجات الطلاب والمعلمين والمؤسسات التعليمية . يجب أن تكون الكتب المدرسية قابلة للتكيف في هذا المشهد التعليمي المتطور بسرعة اليوم ، كما ينبغي أن تكون هذهـ الكتب ملهمة ، ومتماشية مع النهج التربوي المعاصر . وفيما يلي المواصفات التي ينبغي ان تتوافر في الكتاب المدرسي الجيد .
المحتوى
1. مطابقة المنهج: يجب أن تتماشى الكتب المدرسية مع معايير المنهج المحددة من قبل السلطات التعليمية كوزارة التربية أو ادارة التعليم، مما يضمن تغطية المواضيع المطلوبة وأهداف التعلم لكل مستوى صفي ولكل مادة .
2. الدقة والحداثة : يجب أن تكون المعلومات المقدمة في الكتب المدرسية دقيقة ومحدثة، ومدعومة بمصادر موثوقة لتعكس المعرفة والفهم الحالي في المواضيع ذات الصلة . وقد ذكرت في مقال سابق ان معظم مناهجنا خاصة في العلوم لا تساير الواقع الحديث ، كما أن دور العلوم الاجتماعية والانسانية في تنمية الشخصية السودانية غير مثبت بصورة فعّالة .
3. الوضوح وسهولة الوصول: يجب تقديم المحتوى بلغة واضحة وموجزة يمكن الوصول إليها من قبل الطلاب ذوي القدرات المتنوعة، مع تجنب اللغة المعقدة التي قد تعوق الفهم.
4. التنوع والاندماج : Representativeness and Inclusionيجب أن تعكس الكتب المدرسية وجهات نظر متنوعة وثقافات وتجارب لتعزيز الاندماج والتمثيل الوطني، وتعزيز بيئة تعلم أكثر شمولًا . ونحب أن ننبه هنا أن نظم الحكم الفدرالية تتيح الكثير لسكان الاقليمم المحدد ايداع همومهم وطموحاتهم في مناهجهم المدرسية على المستوى المحلي كدراسة بعض المواد باللغة المحلية لهذا الشعب أو لهذا الاقليم المعين .
5. التفكير النقدي وحل المشكلات : يسهم تضمين الأنشطة والتمارين والأسئلة التي تشجع على التفكير النقدي وحل المشكلات وتطبيق المعرفة في تطوير مهارات التفكير على مستوى أعلى .
6. الربط بين التخصصات :Interdisciplinary Concepts يعزز تكامل الربط بين التخصصات فهمًا شاملاً للمفاهيم ، مما يساعد الطلاب على التعرف على الترابط بين المواد المختلفة وتطبيقات العالم الحقيقي .
7. التدرج والتفريق: يضمن تقديم الدعم التدريجي والتعليم المتنوع تمكن جميع الطلاب، بما في ذلك ذوي الاحتياجات التعلمية المتنوعة، من الوصول إلى المحتوى والتفاعل معه على مستوى مناسب لهم .
بالتنسيق
1. تصميم بصري جذاب: يجب أن تتميز الكتب المدرسية بتخطيطات بصرية جذابة تتضمن طباعة واضحة، وصور ذات صلة ، ورسوم توضيحية ، ومخططات لتعزيز الفهم والتفاعل.
2. التصميم المتعدد والمرونة: يتيح التصميم المتعدد استخدام مرن للمحتوى ، مما يتيح للمعلمين تخصيص التعليم بناءً على أساليب تدريسهم واحتياجات الطلاب والوقت المتاح .
3. التنظيم والتنقل : يتيح التنظيم المنطقي والتنقل البسيط ميزات الوصول السهل إلى المواضيع والمعلومات المحددة مثل جداول المحتويات وملخصات الفصول والفهرس.
4. العناصر التفاعلية : يعزز تضمين العناصر التفاعلية مثل الروابط الرقمية إلى المواد الإضافية لتساعد انخراط الطلاب وتوفير الوصول إلى الموارد التعليمية .
5. التوافق الرقمي والطباعة : يجب تصميم الكتب المدرسية بتكامل سلس عبر كل من الصيغ الرقمية والطباعة ، مما يتيح استيعاب تفضيلات التعلم المتنوعة والبنية التحتية التكنولوجية .
6. مساحة للتعليقات : يشجع تضمين مساحة لتعليقات الطلاب والملاحظات على القراءة النشطة والتفاعل الشخصي مع المواد ، مما يدعم الفهم والاحتفاظ العميقين.
7. أدوات التقييم : يسهم تكامل أدوات التقييم الشكلية والموضوعية مثل الاختبارات التمهيدية والاختبارات النهائية وأنشطة التقييم الذاتي في مراقبة تقدم الطلاب وتعزيز نتائج التعلم .
اختيار الكتاب المدرسي في المدارس الكندية:
استرعى انتباهي جودة التعليم في كندا وخاصة في ولاية البرتا، مما شجعني للبحث عن مصادرر قوة وجودة التعليم في هذا البلد الذي يقوم علي النظام الفدرالي ، حيث تمنح سلطات واسعة للاقاليم المختلفة في حرية الاختيار في كثير من نظم التعليم من تدريب المعلمين الى اختيار الكتب الدراسية والنظم التي تتناسب مع الحاجة العملية للاقليم المحدد .
تشمل عملية تأليف واختيار الكتب المدرسية في كندا جهودًا تعاونية بين التربويين والناشرين والجهات الحكومية وأطراف أخرى لضمان أن تلبي المواد المعايير التعليمية وتتماشى مع الإرشادات المنهجية وتدعم بفعالية عملية التعليم والتعلم . وتكون العملية غالباً صارمة ومفصلة، مع التركيز على الجودة والدقة والملاءمة . وفيما يلي نظرة عامة على كيفية كتابة و اختيار الكتب المدرسية في كندا :
- المعايير والإرشادات المنهجية :
- تبدأ عملية تطوير الكتب المدرسية في كندا بفهم شامل للمعايير والإرشادات المنهجية التي يحددها وزارات التربية والتعليم الفدرالية أو الإقليمية .
- تحدد هذه المعايير الأهداف التعليمية وتوقعات المحتوى والمهارات التي يُفترض أن يكتسبها الطلاب في كل مستوى صفي ومجال دراسي .
- يستخدم الناشرون والمؤلفون هذهـ المعايير كإطار عمل لضمان تغطية الكتب المدرسية للمواضيع المطلوبة وتلبية الاحتياجات التعليمية الخاصة بالطلاب في كل منطقة قانونية .
- الكتابة وإنشاء المحتوى:
- غالبًا ما يتم كتابة الكتب المدرسية من قبل فرق من المربين ذوي الخبرة وخبراء الموضوع والمتخصصين في المناهج الدراسية الذين يمتلكون معرفة عميقة بمجال الموضوع والممارسات التربوية .
- يقوم المؤلفون بإجراء أبحاث شاملة ومراجعة الموارد الموجودة بالفعل والتشاور مع خبراء التعليم لضمان دقة وشمولية وملاءمة المحتوى .
- يدمجون وجهات نظر متنوعة وأمثلة وتطبيقات من العالم الحقيقي لجذب الطلاب وجعل المادة قريبة ومعنوية .
المراجعة والتغذية الراجعة:
- بمجرد إكمال المسودة الأولية للكتاب المدرسي، يخضع لعملية مراجعة صارمة لضمان جودته والتوافق مع المعايير المنهجية.
- يراجع خبراء التعليم وخبراء المناهج والمعلمون ، وفي بعض الأحيان الطلاب ، الكتاب المدرسي لتقديم ملاحظات حول محتواهـ وتنظيمه ووضوحه وملاءمته للجمهور المستهدف .
- قد يلجأ الناشرون أيضًا إلى الحصول على آراء من مجموعات تركيز أو لجان استشارية مكونة من المربين وأصحاب المصلحة لجمع وجهات النظر والرؤى المتنوعة.
التوافق مع المنهج:
- يجب أن تتوافق الكتب المدرسية بشكل وثيق مع متطلبات المنهج الخاصة بكل إقليم أو مقاطعة في كندا . ويشمل ذلك معالجة مخرجات التعليم وتوقعات المحتوى والمهارات الموضحة في وثائق المنهج .
- يعمل الناشرون بشكل وثيق مع السلطات التعليمية ومطوري المناهج لضمان أن تعكس الكتب المدرسية الأولويات والقيم والأهداف التعليمية للمنطقة .
- قد تخضع الكتب المدرسية لتحريرات متعددة لضمان تلبية المعايير المنهجية المحددة وملاءمتها للاستخدام في الفصول الدراسية الكندية .
الوصول والشمولية:
- يتم تصميم الكتب المدرسية في كندا لتكون متاحة وشاملة، لتلبية الاحتياجات المتنوعة للطلاب، بما في ذلك الافراد ذوي الإعاقة ودارسي اللغة الإنجليزية والطلاب من مختلف الخلفيات الثقافية .
- يأخذ الناشرون في الاعتبار عوامل مثل قابلية القراءة ومستوى اللغة والتصميم البصري وتضمين المواد الإضافية لدعم التعليم المختلف واستيعاب أنماط التعلم المتنوعة .
- يُبذَل الجهد لضمان أن يكون المحتوى حساسًا ثقافيًا ، وخاليًا من التحيز، وممثلًا للمجتمع المتعدد الثقافات في كندا .
دمج التكنولوجيا:
- مع تقدم التكنولوجيا، تضم الكتب المدرسية في كندا بشكل متزايد موارد رقمية وميزات تفاعلية وعناصر وسائط متعددة ومنصات عبر الإنترنت لتعزيز تجارب التعلم .
- قد يقوم الناشرون بتطوير مواقع ويب مصاحبة، وسجلات عمل رقمية، وعروض متعددة الوسائط، أو محاكاة تفاعلية لتكملة الكتاب المدرسي المطبوع وتوفير موارد إضافية للمعلمين والطلاب.
- يسمح دمج التكنولوجيا بتجارب تعلم أكثر ديناميكية وجاذبية، مما يعزز مشاركة الطلاب والتعاون ومهارات التفكير النقدي.
الاعتماد والتقييم:
- بمجرد تطوير الكتب المدرسية ، يُرسَل إلى الإدارات التعليمية الفدرالية أو الإقليمية في كندا للتقييم والموافقة .
- تراجع السلطات التعليمية الكتب المدرسية لضمان تلبية المعايير المحددة والتوافق مع المعايير المنهجية وتلبية الاحتياجات التعليمية للطلاب .
- تُوصَى الكتب المدرسية المعتمدة بعد ذلك للاعتماد من قبل المدارس و(مجالس التعليم) التي يتم فيها تمثيل الآباء والامهات وقطاعات المجتمع الاخرى، على الرغم من أن القرار النهائي بشأن اختيار الكتاب المدرسي قد يختلف تبعاً للسياسات المحلية والقيود المالية وتفضيلات المربين .
وتشمل عملية كتابة واختيار الكتب المدرسية في كندا نهجاً تعاونياً ونظامياً لضمان أن المواد تلبي المعايير التعليمية وتتماشى مع الإرشادات المنهجية وتدعم بفعالية عملية التعليم والتعلم. ومن خلال جذب المربين والناشرين والجهات الحكومية وأطراف أخرى في العملية، تسعى كندا لتوفير موارد تعليمية عالية الجودة تلبي الاحتياجات المتنوعة للطلاب في جميع أنحاء البلاد .
2. حرية اختيار الكتاب المدرسي في كندا
يتم تحديد اختيار الكتب المدرسية في المدارس في كندا ، بشكل أساسي من قبل السلطات التعليمية الفدرالية والإقليمية ، التي تتمتع بدرجات متفاوتة من الحكم الذاتي والإرشادات بشأن اعتماد الكتب المدرسية وايضاً يمكن للوحدة المدرسية اختيار الكتاب المناسب حسب الملابسات التي تخصها .
1. السلطات التعليمية الفدرالية والإقليمية:
كل إقليم ومقاطعة في كندا لديه وزارة تعليم محلية أو قسم مسؤول عن الإشراف على نظام التعليم. تحدد هذهـ السلطات معايير المنهج ، والأهداف التعليمية ، والإرشادات للمواد التعليمية ، بما في ذلك الكتب المدرسية وبالرغم من أن هناك بعض التشابه في الأطر الدراسية بين الأقاليم والمناطق ، الا انه يمكن أن تكون هناك أيضًا اختلافات كبيرة استنادًا إلى الاحتياجات والأولويات والفلسفات التعليمية المحلية .
2. معايير المنهج والمواءمة:
أحد العوامل الرئيسية التي تؤثر على اختيار الكتب المدرسية في المدارس الكندية هو مواءمتها مع معايير المنهج في المقاطعة او الاقليم . يجب أن تغطي الكتب المدرسية المحتوى ومخرجات التعليم المحددة في وثائق المنهج لضمان أن يكون الطلاب مستعدين بشكل كافٍ للتقييم وتحقيق الأهداف التعليمية . غالباً ما توفر السلطات التعليمية قوائم بالكتب المدرسية المعتمدة أو الناشرين الذين يلبون هذهـ المعايير، مما (يعطي) المدارس إطاراً لاختيار المواد المناسبة .
• .عمليات اعتماد الكتب المدرسية:
يمكن أن تختلف عملية اعتماد الكتب المدرسية بين الإقليم والمناطق . في بعض الحالات ، قد تكون السلطات التعليمية لديها عمليات مركزية حيث يتم مراجعة واعتماد الكتب المدرسية للاستخدام عبر الاختصاص . في الحالات الأخرى ، قد تكون المدارس الفردية أو المناطق المدرسية لديها المزيد من الحكم الذاتي في اختيار الكتب المدرسية ، بإرشاد من وزارة التعليم أو القسم .
- استشارة المعلم والحكم المهني:
يلعب المعلمون دورًا كبيرًا في عملية اختيار الكتب المدرسية. في كثير من الأحيان، يشاركون في تقييم الكتب المدرسية المحتملة استنادًا إلى عوامل مثل تغطية المحتوى، وسهولة القراءة، وتصميم التعليم، ومواءمتها مع النهج التعليمي. إن إدخال المعلم والحكم المهني أمر حاسم في ضمان أن تلبي الكتب المدرسية احتياجات الطلاب وتدعم استراتيجيات التعلم والتدريس الفعالة .
- منهج متعدد الكتب
بينما تقوم بعض السلطات التعليمية بتوحيد اعتماد الكتب المدرسية إلى حد ما ، فإن البعض الآخر يسمح بمزيد من المرونة والتنوع في المواد التعليمية . في كندا ، ليس من النادر استخدام مجموعة متنوعة من الكتب المدرسية والموارد الإضافية لدعم التعلم والتدريس . فقد يختار المعلمون كتبًا مختلفة استنادً إلى المجال الموضوعي ، ومستوى الصف ، واحتياجات الطلاب ، والتفضيلات التعليمية .
- الوصول والعدالة :
يعد ضمان الوصول إلى المواد التعليمية ذات الجودة العالية أولوية بالنسبة لسلطات التعليم الكندية . ويتوقع من المدارس أن تنظر في عوامل مثل التكلفة ، والشمولية ، والتوفر عند اختيار الكتب المدرسية . يتم بذل الجهود لتوفير وصول متساوٍ إلى الكتب المدرسية لجميع الطلاب، بغض النظر عن الخلفية الاقتصادية أو الاحتياجات الخاصة . قد تشمل هذه المبادرات مثل برامج إعارة الكتب المدرسية ، والموارد الرقمية ، أو الصيغ البديلة للطلاب ذوي الإعاقات.
- التكيف والابتكار:
يتميز المشهد التعليمي في كندا بديناميكية ، مع تغييرات مستمرة في مناهج التعليم والتكنولوجيا والمناهج الدراسية. نتيجة لذلك ، هناك تركيز متزايد على التكيف والابتكار في اختيار الكتب المدرسية . يُشجع المدارس والمعلمون على استكشاف الاتجاهات الناشئة في الموارد التعليمية ، مثل الموارد التعليمية المفتوحة (Open Educational Resources - OER) ، والكتب المدرسية الرقمية، ومنصات التعلم التفاعلية، لتلبية الاحتياجات المتغيرة للطلاب.
وعلى العموم، تمتلك المدارس عادة في كندا درجة معينة من التحكم الذاتي في اختيار الكتب المدرسية، بتوجيه من قبل المعايير المنهجية الفدرالية أو الإقليمية حسب الأولويات التعليمية. وعلى الرغم من عدم وجود معيار وطني موحد يفرض كتابا واحدًا لجميع المدارس، إلا أن هناك ممارسات واعتبارات مشتركة تؤثر على اعتماد الكتب المدرسية. وغالبًا ما تشمل العملية التعاون بين السلطات التعليمية والمعلمين ومجتمعات المدارس- بما في ذلك الاباء والامهات - لضمان أن الكتب المدرسية تدعم بشكل فعّال أهداف التعلم والتدريس وتعزز العدالة للجميع .
E.mail

نقلا عن سودانايل



التوقيع:
اقتباس:
متعتي في الحياة أن أقول الحقيقة
جورج برنارد شو
elmhasi غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

تعليقات الفيسبوك


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

التصميم

Mohammed Abuagla

الساعة الآن 08:34 PM.


زوار سودانيات من تاريخ 2011/7/11
free counters

Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 2
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.