اقتباس:
يا أسفي علي القراي ... فقد أضرهـ عقله وكثرة حواراته ..
بقلم : د.فراج الشيخ الفزاري
نشر بتاريخ : 08 كانون 2 / يناير 2021م
عندما شاهد الصوفي المعروف (ابوبكر الشبلي) ، رأس صديقه (الحلاج) معلقا عند ابواب مدينة بغداد ، بعد قتله وحرق بقية أعضاء جسدهـ ، وذرها في مياهـ دجلة .. بسبب قوله بالحلول والاتحاد ، وادعائه الربوبية بقوله (أنا الحق ، وما الحق إلا أنا) ، قال : أنا والحلاج في شر واحد ، كنا في سرج واحد ، فخلصني جنوني وأهلكه عقله .
فقد كان الشبلي يقول تماما ما كان يقوله الحلاج . ولكن الفرق أن الحلاج كان يجادل بعقل ويجادل بمنطق ... كان يناقش الفقهاء وأصحاب المذاهب والأئمة والعلماء في الأسواق والمساجد وأينما وجد الجمهور، فأصبح له أتباع وتلاميذ وخصوم في ذات الوقت ..
أما (الشبلي) فقد كان يتقن دورهـ بكفاءة عالية في افتعال الجنون ، ويأتي من الشطحات ما يقنع الاخرين أنه مجنون فعلا ، وكانوا يضحكون من شطحاته ولم يحاسبونه عليها ... وبذلك سلم من المحاكمة والقتل .
والقراي ... لم يدعي الالوهية ، ولم يقل (أنا الحق) ، ولكنه قال (أنا المنهج) ولا أحد سوي ... رغم وجود عشرات الخبراء الذين يقاسمونه المسؤولية .
وكان كثير المجادلة والحوارات والمناظرات والتصريحات ... كان يستخدم (العقل) و(المنطق) و (النظريات التربوية) مع أناس يجادلونه بالخصومة والاتهام بالكفر ، حتي عدوهـ من (أعداء الدين) مما شكل خطورة علي حياته ..
وكان وحيدا في معركته ، التي تبني هو (وحدانيتها) فغاب عن مسرحه كل الشخوص من أعضاء لجنة المناهج ، فأصبح بذلك يخوض معركة ، وكأنها معركته الخاصة ، معركة غير متكافئة من حيث الكثرة وتعدد المقاصد والاتهامات فكان أشبه بـ(مأساة الحلاج) كما صورها (الشبلي) فقد كان هناك العديد من العلماء والكتاب والمفكرين والسياسيين ، كانوا علي (سرج واحد) مع أفكارهـ ومرئياته ، ولكن ربما (جنونهم) أو (خوفهم) قد أنقذهم ولم يجاهروا أو يصادموا كما فعل القراي .
الدكتور القراي ، اتفقنا أو اختلفنا معه ، فهو فيلسوف من فلاسفة التربية الحديثة ، وعالم جليل متخصص في هذا المجال كما تشير سيرته الذاتية من حيث التأهيل الأكاديمي والخبرة والتدريس الجامعي ... وكان من الطبيعي ، بعد نجاح ثورة ديسمبر المجيدة ، التي كان هو أحد فرسانها ، ان يعود لوطنه ويشارك في تنميته في المجال الذي يعرفه وهو اصلاح المناهج الدراسية والارتقاء بالعملية التعليمية ، وقد بذل في ذلك جهدا كبيرا .. ولكن كثرة خصومه وحسادهـ وأعدائه ، قد قللت من فرص نجاح مشروعه في مجالات التربية والتعليم .. وهذا امر وارد ، ولن يضيرهـ في شيئ ان رأت الدولة التدخل وتعديل المسارات بما يحقق التوافق بين مكونات المجتمع ، خاصة خلال الفترة الانتقالية التي تجابه الكثير من التحديات والتعقيدات ولا تتحمل المزيد من النزاعات خاصة في المجالات الفكرية والمعرفية ومنها العملية التعليمية ... ان لم تكن الأشد تعقيدا ...
د.فراج الشيخ الفزاري
f.4u4f@ hotmail.com
الرجوع إلى أعلى الصفحة
© 2021 sudanile.com
|
نقلا عن الرابط
ويبقي السؤال : هل العداء لتغيير المنهج ؟؟؟
أم للقراي في شخصه ؟؟؟؟
وهناك خلط بين ..
هؤلاء المعارضين يعارضون كل جديد تطالب به الثورة ...
بغض النظر عن القراي أو غيرهـ ...