هناك تياران في مسار الثورة ..
تيار كان يري في حمدوك المؤسس والقائد والصانع لمستقبل السودان المشرق بالمدنية والمؤسسية .. وذلك من خلال معالجته للقضايا الخارجية ..
تيار ثوري كان يري في حمدوك ترس عطلة وتعطيل للحراك الثوري .. لأنه ليس لايتعامل مع الثوار ، ولا يتفاعل مع الثورة بنفس الإيقاعات الثورية المطلوبة !!!
خاصة وانه وجد القبول العام من الشارع ..
للتأريخ :-
لابد من كتابة بعض ما اودت بحمدوك الي هذهـ النهايات السريعة ..
عندما بدأت هذا البوست : القراي .. القراي .. القراي .. من هو القادم ..
كنت علي يقين إنه سيأتي اللحظة علي حمدوك ..
لأنه الدكتور عبدالله حمدوك تراخي وتقبل أن يذهب الدكتور اكرم التوم والدكتور ابراهيم البدوي في عملية استرضاء كان علي حسابه وحساب الثورة وقبل كل هذا علي حساب الوطن ..
فتنازل الدكتور عبدالله حمدوك وإنحناءهـ للعاصفة ، كانت فاتحة الشهية لكل الاطراف للضغط عليه ..
وهو الذي كان يمكنه الضغط علي جميع الاطراف بمايمتلكه من اصوات الشارع ..
قبول الدكتور عبدالله حمدوك تشيل الحكومة الثانية بتلك الطريقة كانت قاصمة الظهر له ولمشروعه وللوطن .. ولكن تظل الثورة متقدة ..
قبول الدكتور عبدالله حمدوك لجبريل ابراهيم في وزارة المالية ، والرجل الغير مؤهل إلا لإدارة المؤامرات ، وقد فضح نفسه حتي قبل ان يتسلم المنصب في فيديو الذي قال فيه إنه اصر علي وزارة المالية حتي يضمن اموالهم ...
تعامل جبريل ابراهيم مع وزارة المالية ...
تعامل مريم المنصورة مع وزارة الخارجية ...
* أما الوضع في وزارتي الدفاع والداخلية فكانت كارثية بمعني ما تحويه الكلمة من معني .. وكانت هاتين الوزارتين السبب المباشر في فشل حكومة حمدوك داخليا .. لأن الدكتور حمدوك لم يستطيع ان يمسك بحقه في إدارة وزارة الداخلية من خلال منصبه كرئيس للوزراء .. بل إن كل تعليمات وتوجيهات وزارة الداخلية كانت تأتي من اللجنة الامنية للبشير ’’البرهان ، حميدتي ، الكباشي ، ياسر العطا .. إلخ‘‘ حتي بعض فلول النظام البائد مثل ’’عبدالغفار الشريف‘‘ وغيرهـ كانوا ظاهرين بأعمالهم في المشهد السياسي والاجتماعي ، من خلال المظاهرات المسلحة لهيئة الامن عمليات .. الذين استباحوا كافوري والمناطق السكنية المجاورة لها ..
نعم المكون العسكري كان خميرة العكننة ، وقائد الثورة المضادة لإفشال الفترة الإنتقالية ، ومعها بعض الإنتهازيين ’’التوم هجو‘‘ وحتي الحركات المسلحة عمدت علي إحتطاب شجرة الحكومة التي تجلس عليها فجثت فوقهم فروعها ’’إن مال الشجر ما بنكسر فراعوا‘‘ ..
البرهان عمد منذ بدء المفاوضات معه ، بعدما قدمه ابراهيم الشيخ كبديل مقبول عن ابن عوف ، في المماطلة والتسويف ، والإنكار بأن الذين في ساحة الإعتصام لايمثلون كل الشعب السوداني ، ونسي وتناسي ’’فرض الكفاية - الذي يعطي الحق - إذا حضر البعض سقط عن الاخرين‘‘ فحاول مرارا وتكرارا إخراج فلول النظام في مظاهرات مضادة للثوار ، ليقول للعالم إنظروا هؤلاء معنا ، ولكنهم دوما كانوا في خذلان مبين .. حتي إن تسميتهم عادت عليهم بالسخرية ’’الزواحف‘‘ و ’’الحشرات الزاحفة‘‘ و ’’الثعابين الزاحفة‘‘ و’’اصحاب السبت‘‘ و ’’القرود‘‘ و ’’القردة والخنازير‘‘ .. كل هذه المسميات كانت ردود الشارع علي فلول النظام الذي ساندت البرهان وحميدتي ، بعدما صرفوا عليهم الملايين لضرب الثورة في مقتل ..
وتناسوا إن الثورة حراك شعبي يمثل كل الوان الطيف السوداني ، بل إن الثورة هي سفينة نوح تم بناءها في خلال ال3 عقود الماضية من مآسي وأحزان الشعب الذي جعل من نفسه سدا ولوحا يستند عليه مآلات الزمان ، فتمخض الحمل فاخرجت هذهـ الثورة العظيمة ..
ولكن الثورة .. هي مجموعة نقاط ، وتكامل في عدة إتجاهات تروح وتجئ الي ان تصل الي غاياتها واهدافها ، مرة تسرع الخطي ، ومرة تبطئ الخطي .. ولكنها ابدا لا تتراجع وإنما تراجع خطواتها وإتجاهها .. لتضبط البوصلة ...
لايمكن أن نحمل الدكتور عبدالله حمدوك مغبة ما حدث وحدهـ بحال من الأحوال ، فحتي الشارع يتحمل بعض من اسباب استقالته .. ولكن .. لنقول ’’العترة بتصلح المشي’’ ونبدأ
من خطوتنا الاولي :
حرية - سلام - و عدالة .. والثورة خيار الشعب ..
سلمية .. سلمية .. ضد الحرامية ..
الان فقد انقعشت الغمة وكشف الظلمة .. واضحت طريق ثورتنا بائنا ليلها كنهارها .. لايزيغ عنها إلا هالك ..
فهيا بنا ... الي سلميتنا ...
سلمية .. سلمية .. ضد الحرامية ...
|