الـــــسر الغميــــــــس !!! النور يوسف محمد

حكــاوى الغيـــاب الطويـــــل !!! طارق صديق كانديــك

من الســودان وما بين سودانيــات سودانييــن !!! elmhasi

آخر 5 مواضيع
إضغط علي شارك اصدقائك او شارك اصدقائك لمشاركة اصدقائك!

العودة   سودانيات .. تواصل ومحبة > منتـديات سودانيات > منتـــــــــدى الحـــــوار

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 15-05-2015, 07:17 PM   #[1]
عايد عبد الحفيظ
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي طلال دفع الله ومصطفى سيد أحمد

الشاعر طلال دفع الله يتحدث عن تجربته مع
مصطفى سيد تـجـربـتـي مـع و ما غـنّـى لـي
مـصـطـفـى سـيـد أحـمـد
طلال دفع الله
***************
سألتني جمعية أصدقاء اﻷستاذ مصطفى سيد أحمد ـ الدوحة؛ اﻷستاذ بدرالدين اﻷمير ـ سيرتي الذاتية و نبذة عن تجربتي الشعرية مع مصطفى سيد أحمد، و ذلك في فبراير 1996م.
بدءً أود أن أقرر أن كل شئ في عصر
مصطفى سيد أحمد الخاص صار قابﻼً
لﻺنقسام؛ أو لِـنَـقُـل ﻹعادة التأريخ.
طﻼل دفع الله عبدالعزيز
الميﻼد الفزيائي ‏(الوجودي‏) تم في القرن العشرين، تحديداً حين سار نصفه الثاني أولى خطواته نحو نهاية رحلته، و قد كان بـ حي العرب ـ أم درمان؛ حيث درست المرحلة اﻷولية و المتوسطة، ثم مخرت بحر الصحراء غرباً ﻷرسو مؤقتاً بثانوية
الفاشر؛ إذ أنني سأعود ﻷمتحن من ثانوية محمد حسين ـ أم درمان،جامعة الخرطوم ثم جامعة كلوج، ﻷتخرج من كلية الطب جامعة كرايوفا ـ رومانيا.
كنت، حيث ﻻ أزال أقف على عتبة الشعر اﻷولى حين زلزلني ميﻼد جديد تمَّ على يدي مصطفى سيد أحمد النوريتين بتاريخ مارس 1994م ـ و ﻻزلت أحتفظ بصورة من شهادة الميﻼد التي بعثها لنا ‏(نحن منتدىالحصاحيصا اﻷدبي) و التي تقول:
""تمَّ تلحين " لما اتﻼمس بيني و بينِك.""
أولى خطوات الميﻼد عادةً ما يتكرر
ميكانيزم ثابت أﻻ و هو مواجهتك كمولود لهواء مغاير، تتبعه الشهقة اﻷولى؛ فتلك الصرخة القابلة لشتى التأويﻼت. أما في هذا الميﻼد بالتحديد فعليك أن تقابل ضوءً يفوق قدرتَك على اﻹحتمال!: ضوء أن يغني لك مصطفى سيد أحمد. و هنا دعني أعترف بأن الشعر طاردني بعد ذلك بعنف .. و بأكثر من ذلك العنف طاردتُ مصطفى ، و أنه كان يروِّض ـ و بسماحة شديدة ـ جموح هذا العنف، و بأساليب بﻼغية ﻻ تُصدَّق ؛ من بينها الصمت مثﻼً، فصمته فعلُ تحريض.
و هكذا يجئ ميﻼد جديد في ديسمبر
1995م،
ولكن دعني أتوقف ﻹقرر و أقر بأنني
استفدتُ كثيراً من التجربة اﻷولى:
أوﻻً، أن الشعر في حراكيته ﻻ يعرف، أو أنه ﻻ يجب أن يعرف، حالةالسكون ‏(اﻹستاتيكية‏)، أي وصوله لصياغة أخيرة .. إذ أنه قابلٌ ، يظل، للتغيير والتغيُّر حتى بعد أن يُغنَّى.
ثانياً، أن لكل حالة شعورية مفردتُها التي تستطيع التعبير عنها. و عليه فﻼ يمكن، قاموسياً، تصنيف أن هذه المفردة ﻻ تصلح للغناء، أو أنها قد تعيق اللحن مثﻼً. فكل المفردات قابلةٌ للتلحين. لم أغيِّر المفردات نزوﻻً على نصائح كثيرين، من بينهم شعراء. و بعد سماعهم للنصوص ملحنةً تراجعواعن وجهة نظرهم تلك، و تبنّوا الفهم الجديد. و هذا درس.
ثالثاً ، تعلّمتُ أن اﻷفكار التي يحملها
النص تظلُّ قابلةً ﻷن يحتملها اللحن و
بأوسع من وعاء النص في أغلب اﻷحيان. و هذا أمرٌ فتح آفاقاً بِكرةً لترتادها اﻷغنية السودانية فيما بعد ..
و بأقصى ما يسع المَدُّ أو ما يبلغ الفيضان. أعطى النصوصَ سﻼستها في ذهن المتلقَّي؛ و كشف عن خباياها خروجَ المحارات من قواقعها نديةَ الغناء.
أعود ﻷقول إن الميﻼد اﻵخَر جاء عبر
عملين .. و قد حمل لي بشاراتِه اﻷستاذ عصام حسين في أغسطس 1995م. و هنا ﻻ بد من اﻹشارة إلى أنني قد أرسلتهما له ،ضمن أعمالأخرى، قبل وصول البشارات بوقت قصير، و لهذا لم أنتظر أن يكونا:
" رحَّـال " و " يا صباحَـك "، بل بعض
أعمال الهايكو، إذ كنا نزمع الدخول في تجربة الشعر المُختزَل . كما تجدر اﻹشارة، أيضاً، إلى حديث إبن شقيقته الذي كان معه بالدوحة خﻼل تلك الفترة: ‏(لفتت نظري سرعة تلحينه لهذين العملين اللذين طلب مني إعطاءهما له و حِفظ بقية
اﻷعمال، اللذين كانا من ضمنها، ثم بدأ يدندن وكأن اﻷلحان كانت موضوعة سلفاً .. نعم ، أذكر ذلك جيداً، فقد كانا مكتوبين على أوراق زرقاء اللون، ما دعاني إلى أن أسأله صراحةً و بأكثر الطرق ﻻ مباشرة:
كيف تلحِّـن؟!! . فأجابني ـ و الحديث
ﻻ يزال على لسان إبن شقيقته عمر
علي ـ : "إن اللحن يأتيني على شكل
تهويمات في شتى اﻷحوال، ثم ينطبع بذهني جزءً بعد اﻵخَر، إلى أن يتكامل ويكتمل .. و لَدي شعور بأن هذين العملين!!؟؟ "
إذاً، فعبر هذين العملين: ‏(رحَّال) و
‏(يا صباحَك‏) و الَّذين ذكر لي اﻷستاذ
عصام حسين المحامي: " ﻻ أدري ما
إسم العملين إﻻ أنه ـ مصطفى ـ يقول
إنهما ﻻمسا فيه نِداءً .. و كأنهما!!؟؟ "
عبرهما ـكنتُ أقولـ يجئ ميﻼدٌجديد. لم أصرخ و لم أحاول أن تخلق عيناي نوعاً من المواءمة مع هذا الدفق الضوئي الغامر ، إﻻ أنني ـو قد أصابني الذهول والحزن .. نعم الحزن!ـ لم أعد أفكِّر إﻻ في أن أنجو
بنفسي. و ليس من طريق لتلك النجاة
ـكما بدا ليـ غير القفز من على مركب الشعر في هذا المحيط الﻼمتناهي!! و التفرغ الكامل للتأمل في كل هذا. إذ أن قراءته الثانية ‏(اللحنية‏) لنصك الشعري تعطيه أبعاداً و كأنها لم تكن كامنةً فيه .. أبعاد مخادعة كمرايا تهرول في متاهة
كونية ﻻ نهائية التعقيد، بيد أنها كريمة اليقينية في ذات الوقت. و أكثر جوانبها يقينيةً هو إحساسك
المرتعب و المرعب بأن طاقتك تغادرك، و إنك لم تعد تصلح لقول الشعر . فمصطفى
يتخطى في كل لحظة زمانية محددة
حدود المفردة و الفكرة اﻷمر الذي يُوقعك في شبكة خرافية من اﻹرتباك.
فتجد أﻻ مفر من أن تسأل نفسك:
"هل من أنفاس تكفي لكل تلك الهرولة و اللهث خلفه ، في هذا الطريق الذي يبدو بدون نهاية؟؟"!!
و عليه ، و بطوعي واختياري؛ و بكل
ما تبقى لي في قواي العقلية و النفسية من رصيد صهرتُ نفسي فيه، حتى لم أعُد أنا أنا. و أعود بسﻼم مشروخ إلى عتبتي اﻷولى، هذا إن كنت ﻻ أزال أملك القدرة و المقدرة على الوقوف، و إن كنتُـ
بعده ـ ﻻ أزال أنا أنا!!
طﻼل دفع الله عبدالعزيز
مشروع شاعر لم يكتمل
شكَّل مصطفى سيد أحمد ما تيسَّر من
صلصاله:
‏(صحوه) .. ‏(رحَّال) و ‏(يا صباحَك)
ثم تآبى!
………… …………
‏صحـوة
ألحان و غناء اﻷستاذ مصطفى سيد
أحمد
شعر : طﻼل دفع الله
تسجيل صوتي "عود":
https://beta.m.box.com/shared_item/h...fef183b1aa4e01
**** **** **** **** **** ****
لـمـا اتـﻼمـس بـيـنـي و بـيـنِـك
شـبـق الـمـطـره و شـوق الـصـحـرا
زلـزلـوا روح الـسَّـد الـواقـف
بـيـن الـرؤيـا
- الـفـجـر اﻷخـضـر -
و بـيـنَّـا
الـلـيـل الـجـرح الـنـازف
شـفـتـك تـغـزلـي مـن احـزانـك
نـار اسـطـورتـك
مـعـبـد مـجـدك
فـرح اكـوانـك،
اتـعـافـيـت مـن خـدر الـغـفـوه
صـحـيـت نـاديـتـك
أنـا إنـسـانـك .. أنـا إنـسـانـك.
مـن جـوَّاك .. شـهـقـتَ هـواك
زفـرتَ .. سـمـوم الـنـخـبـه الـصـفـوه
و جـيـتـك مِـنـِّك
جـيـتـِك
مِـدّي حـبـال مـرسـاك
انـا حـطـمـتَ قـواقـعـي الـرخـوه
وإنـسـلـيـتْ مـن جـرحـي عـشـانـك.
هـاك اسـتـلـمـي كـمـال الـبـيـعـه
ويـﻼّ اسـتـلِّـي ..
سـيـوف إتـخـبَّـت تـحـت اجـفـانـك
حـضـنـي عـلـيـك الـدرع الـواقـي
لـي بـس حـبـك يـا هـو الـبـاقـي
مـن بـركـانـك نـبـض اعـراقـي
وأمـنـي بـفـرهـد بـيـن احـضـانـك
يـﻼ ادِّيـنـا خـريـطـة الـسـكـه
ودمدِمـي لـيـنـا نـشيـد الغـضـبـه
حنبدا معـاك الخـطـوة الصعبه
ونحيا الفرح الجايـي زمانـك
وإنـتي، الفرح الجـايـي زمانك
إنتي الفرح الجايي، زمـانـك .
تسجيل صوتي ""عود + اورغن""

(1994م)
………… …………
رحَّـال
ألحان وغناء: اﻷستاذ مصطفى سيد
أحمد
شعر: طﻼل دفع الله
**** **** **** **** ****
و صاحت جَـذوة الترحال
نضح بالتوق مسام صبرك
فيا رحَّال
فـتح زمن الخرافـه عليك
بُـكا اﻷوتار
و غلب قمرك شقـا اﻷحزان
مـن شـَجْـو الكﻼ م الـمُـر
فـَتـَلـتَ حـبـال شـمِـس غـابَـتْ
و غـنـيـت .. آآآآآآهـ
علي وجـع الـوتـر تـبـريـح
غـُنا اﻷشجـان.

سـألـتَ الريح:
عَـﻼمَ الـضُّـل صِبـِح مغـلـول
يـِصارع صبْـرو فـي اﻷغـصان؟ !
و يـا ضُـل الـفـضا الـمـشلـول
إﻻمَ الـخـوف يـِشـتــِّت !!
كـُـل شـُعـاعـًا بـان؟
فـيـاريـتِـك تــَفِـردي رضـاك
عـلي آفـاق مـعـاك تـحـلم
ظـﻼ مَـهْ يـزول
و تـرْجـِع روعـة اﻷزمـان
عـلـي ولـدًا
بـِريـدِك إنـتـي يا الـطـوفـان
عـلـي بـلـدًا
وراك في الليل صِـبـِح غـرقان ؛

فـيـا شـمْـس الـغـد الـفاتح
ﻷحـضانـك .. حُـضُن اشـواق
تـَرِكْ كـَحَـمـامـه فـي صـدرك
بَـعَـد مـا فـاض هُـﻼ م الـلـيـل
مَـسَـك فـجـرك
سـألـنـا عـلـيـك عـيـون الـمـوج
قـَـبُـل مـا تـروح
حـواجْـب الـدَّهـشـه فـتحتْ قـوس
و كـَـنـَّتْ لـيـنـا غـيـر مـاتـبـوح :
بحْـر الـريد مـﻼ ن أسـرار ‏)
و خـطـواتـَـك كـتـب قـَدَرَك
‏( عـلـيـهـا الـحـيـره يـاإنـسـان
قـفـلـنـا الـقـوس .

و يـافـارْس الـمَـدَى الـمـجـروح
وراهـا ركـبـتَ مَـتـْـن الـريـح
تـفـتـِّـش في الـهـوا الـضايـع
هـوى الـوجـدان
تـشـوفـو ظـﻼ ل
يـلـوِّح فـي اﻷفـُـق كـفـَّـك
يـِسابـِق فـي أصـابْـع الـلـهـفـه
لـيـهـا حـنـان
وواقـْع الـحـال
يـِنـَهْـنِـه صَـبْـرك الـجُـوَّاك
و تـصـرخ جـذوة الـتـرحـال.



التوقيع: وانا . . من انا يا سيدى
سوى
واحد من جنودك يا سيدى
خبزه . .خبز ضيق
ماؤه . . بل ريق
والممات بعينيه . . كالمولد
واحد من جنودك يا . . سيدى
يركع الان ينشد جوهرة
تتخبأ فى الوحل
او قمرا فى البحيرات
او فرسا فى الغمام
امل دنقل
عايد عبد الحفيظ غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 16-05-2015, 01:02 AM   #[2]
فيصل سعد
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية فيصل سعد
 
افتراضي

سلامات حبيبنا عايد، و في هذا السرد البديع، أهدى الشاعر طلال دفع الله إلى الفنان الراحل المقيم مصطفى سيد احمد اغنية نادرة مميزة و متميزة في منتهى الروعة وهي:
 
واصطفيت جرحك براك
وتر انتباهك والنغم
ضفة تزرع فى الشروق
وضفة بتقاوم اﻻلم
شمعة الليل التهد ليل
الكوابيس زمن الودار
شامخة بتعاند فى صدى
الليل
الهياج اﻹحتضار
صاحى انتباهك فى الزمن
لما اصطفاك قدر
العصافير الرحيل
وغدر الشباك شوك
المتاهات الدوار
تحتك لنسيج الليل
الطويل
اﻷناشيد الماخده من حزم
الشعاع
نار البدايات البتول
للسحابات التلوح قوس
قزح
بشرة هطول
ولى ضياء القمرة المقرح
ضد قوانين اﻻفول
ليك يا اخر الخيول
فرس الرهان الما كبأ
وهج شموس اﻻشتعال
وانكسار المستحيل
شقيتو بى سيل الحروف
الطالعة دابا من الصدف
مجرى البحر تيارو والموج
الرجوع
اديتو حيل مدو الزمان كان
انحسر
غيرت فى الزمن المﻼمح
طعم الكﻼم لون الغنا
طبع البذور كيميا التراب
طقس المطر
صاحى انتباهك فى
المكان
زهو السنابل بالقموح
واجتراحك للسان لغة
الجموح
وكتين يتوه بين السكات
وسيف القيود اﻻرتهان
شمس الحقيقة اﻵه..بقت
منفى ونزوح
واقتباسك للصبر لغة
اليقين
بانقسامك فى الزمن
وانصهارك
واقتسام اﻵه بينك
والمحن
وانتصارك لى صباحا
بكرة طالع
من مدارات الصهيل..يا
صباحك
لما تنداح ضفة جراحك
بالشجن
وتقلد الزمن العديل
يا جراحك
لما تفرد غيم جناحك
فوق عذابات الوطن


تحياتي..



التوقيع: اللهم اغفر لعبدك خالد الحاج و
تغمده بواسع رحمتك..

سيبقى رغم سجن الموت
غير محدود الاقامة
فيصل سعد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 16-05-2015, 10:50 AM   #[3]
عكــود
Administrator
الصورة الرمزية عكــود
 
افتراضي

الحبيب عايد،
عليك السلام وعلى طلال وعلى مصطفى


كل الشكر على رفدنا بهذا الشلال من البهاء والنور الذي لا يخطئ مستقره في القلب.

طلال شاعر تذوقنا مفردته الشعرية حتى حمدت حاسة الذوق عندنا ودعت أن يحفظها من الزول.
هنا تذوقنا مفردة النثر أيضاً والتي لم تكن بأقل من رصيفتها الشعرية.

اقتباس:
عبرهما ـكنتُ أقولـ يجئ ميﻼدٌجديد. لم أصرخ و لم أحاول أن تخلق عيناي نوعاً من المواءمة مع هذا الدفق الضوئي الغامر ، إﻻ أنني ـو قد أصابني الذهول والحزن .. نعم الحزن!ـ لم أعد أفكِّر إﻻ في أن أنجو
بنفسي. و ليس من طريق لتلك النجاة
ـكما بدا ليـ غير القفز من على مركب الشعر في هذا المحيط الﻼمتناهي!! و التفرغ الكامل للتأمل في كل هذا. إذ أن قراءته الثانية ‏(اللحنية‏) لنصك الشعري تعطيه أبعاداً و كأنها لم تكن كامنةً فيه .. أبعاد مخادعة كمرايا تهرول في متاهة
كونية ﻻ نهائية التعقيد، بيد أنها كريمة اليقينية في ذات الوقت. و أكثر جوانبها يقينيةً هو إحساسك
المرتعب و المرعب بأن طاقتك تغادرك، و إنك لم تعد تصلح لقول الشعر . فمصطفى
يتخطى في كل لحظة زمانية محددة
حدود المفردة و الفكرة اﻷمر الذي يُوقعك في شبكة خرافية من اﻹرتباك.
فتجد أﻻ مفر من أن تسأل نفسك:
"هل من أنفاس تكفي لكل تلك الهرولة و اللهث خلفه ، في هذا الطريق الذي يبدو بدون نهاية؟؟"!!
و عليه ، و بطوعي واختياري؛ و بكل
ما تبقى لي في قواي العقلية و النفسية من رصيد صهرتُ نفسي فيه، حتى لم أعُد أنا أنا. و أعود بسﻼم مشروخ إلى عتبتي اﻷولى، هذا إن كنت ﻻ أزال أملك القدرة و المقدرة على الوقوف، و إن كنتُـ
بعده ـ ﻻ أزال أنا أنا!!
هذا يدعو للتأمل وإعادة القراءة وأخذ نفس عميق عميق.

لك الشكر الجزيل ولطلال كل التقدير والمحبة.



التوقيع:
ما زاد النزل من دمع عن سرسار ..
وما زال سقف الحُزُن محقون؛
لا كبّت سباليقو ..
ولا اتقدّت ضلاّلة الوجع من جوّه،
واتفشّت سماواتو.
عكــود غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 16-05-2015, 10:54 AM   #[4]
عكــود
Administrator
الصورة الرمزية عكــود
 
افتراضي

أخونا دكتور طلال من خريجي رومانيا؛ أعرفه ولكن لم ألتقيه، كما التقاه عايد.

الآن تم تسجيل عضويته في سودانيات لييشجينا بقيثارتي الشعر والنثر.

فلنرحب به.

ألف مرحب به في عالم من التواصل والمحبة.



التوقيع:
ما زاد النزل من دمع عن سرسار ..
وما زال سقف الحُزُن محقون؛
لا كبّت سباليقو ..
ولا اتقدّت ضلاّلة الوجع من جوّه،
واتفشّت سماواتو.
عكــود غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 16-05-2015, 12:37 PM   #[5]
عايد عبد الحفيظ
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

الحبان فيصل سعد وعكود
أسعد الله أوقاتكم
شكرا على و يا صباحك أخي فيصل . .وهي كما تفضلت
قصيدة أكثر من رائعة . .
أخي عكود ونثره شعرا . . تقرأه فتطرب له ويشجيك
ويفعل فيك كل ما يمكن للشعر ان يفعله .
سنلتقي ان شاء الله .



التوقيع: وانا . . من انا يا سيدى
سوى
واحد من جنودك يا سيدى
خبزه . .خبز ضيق
ماؤه . . بل ريق
والممات بعينيه . . كالمولد
واحد من جنودك يا . . سيدى
يركع الان ينشد جوهرة
تتخبأ فى الوحل
او قمرا فى البحيرات
او فرسا فى الغمام
امل دنقل
عايد عبد الحفيظ غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 16-05-2015, 12:42 PM   #[6]
عايد عبد الحفيظ
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

(رحال و يا صباحَك .. أواخر 1995م .. كتبتهما في مرة واحدة .. و أرسلتهما له بتحريض من الصديق الشاعر و المسرحي عفيف إسماعيل، و ذلك بعد ان قرأهما حين ممرت عليه باستديو التصوير الذي يعمل به بالحصاحيصا، و قد لحنهما مصطفى أيضاً في وقت واحد، حسب ابن شقيقته عمر علي الذي كان معه بالدوحة وقتها. و كانت يا صباحَك آخر ما لحَّن. و كانتا في شريط كاسيت واحد مع اغنيتين: أقراكِ صاح لعاطف خيري، و مرقتَ من دربك مشيت لصلاح حاج سعيد). أما صحوة فلا أدري حتى اليوم كيف وصلته؟؟!! كل ما في الأمر انني حضرت لعيادتي بالحصاحيصا صباحاً فسلمتني السكرتيرة مظروفاً كبيراً مكتوب عليه دكتور طلال دفع الله _ مستشفى الحصاحيصا و التي لم أكن أعمل بها، و إنما بعيادة خاصة.
طلبت من السكرتيرة احضار جهاز تسجيل، و خلف الستارة وقفت استمع، فكانت موسيقى مدهشة بإيقاع الريقي، و حين سمعت المطلع:
لما اتلامس بيني و بينك
شبق المطره و شوق الصحرا
زلزلوا روح السد الواقف
بين الرؤيا الفجر الأخضر
و بينَّا .. الليل الجرح النازف.
لم اكمل بقية الاستماع، بل تركت المسجل و شريطه يعمل، و قلت للسكرتيرة:
لو جاء مريض تحوليه لدكتور السر او سلمان، و مباشرة للصديق عفيف اسماعيل.
كان تحليله ان القصيدة وصلت لمصطفى من أحد التسجيلات حين كنا نحضر لنقرأ بمنتديات العاصمة(نحن منتدى الحصاحيصا الأدبي: عفيف اسماعيل .. ازهري محمد علي .. معتصم الطاهر و أنا) .. فقد كنا نقرأ بحديقة 6 ابريل، و البشير الريح و الجامعات و بعض المنتديات بالبيوت كمنتدى الكتيابي بود البنا.



التوقيع: وانا . . من انا يا سيدى
سوى
واحد من جنودك يا سيدى
خبزه . .خبز ضيق
ماؤه . . بل ريق
والممات بعينيه . . كالمولد
واحد من جنودك يا . . سيدى
يركع الان ينشد جوهرة
تتخبأ فى الوحل
او قمرا فى البحيرات
او فرسا فى الغمام
امل دنقل
عايد عبد الحفيظ غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 20-05-2015, 10:20 AM   #[7]
طلال دفع الله
:: كــاتب جديـــد ::
 
افتراضي حقاً إنه إحساس فوق الجمال.

هذا الإحساس الغامض الوضوح، في غير إلتباس سوى ذلك الإلتباس الشارع في تشكيل إبتسامته، و الذي يدخلك فلا تجد له تسمية سوى انه فوق الجمال، و لا ردة فعل سوى إحساسك بالتقدير و الإمتنان و الخوف..
أشكر -مقدراً و ممتناً- قبولي بموقع سودانيات الرحب الظليل المثمر و الجواد،
هل أخص بالشكر عكود أم عايد عبد الحفيظ أم معتصم الطاهر .. أم .. أم .. أم ؟؟!!
سأكتفي الآن بتخصيص الشكر للحظة الزمانية التي أدخلتني "سودانيات"، و كل من جعلها أمراً ممكناً.
طلال دفع الله،
الأربعاء 20 مايو 2015م.



طلال دفع الله غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 21-05-2015, 08:08 AM   #[8]
معتصم الطاهر
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية معتصم الطاهر
 
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة طلال دفع الله مشاهدة المشاركة
هذا الإحساس الغامض الوضوح، في غير إلتباس سوى ذلك الإلتباس الشارع في تشكيل إبتسامته، و الذي يدخلك فلا تجد له تسمية سوى انه فوق الجمال، و لا ردة فعل سوى إحساسك بالتقدير و الإمتنان و الخوف..
أشكر -مقدراً و ممتناً- قبولي بموقع سودانيات الرحب الظليل المثمر و الجواد،
هل أخص بالشكر عكود أم عايد عبد الحفيظ أم معتصم الطاهر .. أم .. أم .. أم ؟؟!!
سأكتفي الآن بتخصيص الشكر للحظة الزمانية التي أدخلتني "سودانيات"، و كل من جعلها أمراً ممكناً.
طلال دفع الله،
الأربعاء 20 مايو 2015م.
هلا أبو صحوة و سنيورنا ..

د. طلال ..



التوقيع:
أنــــا صف الحبايب فيك ..
و كـــــــــــل العاشقين خلفي
معتصم الطاهر غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 22-05-2015, 05:40 PM   #[9]
عايد عبد الحفيظ
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

في طريقي لقاهرة المعز . . عندي كلام عن طلال
وعن عباس الامين بابكر . .
اصل القاهرة ان شاء الله وأبدأ الحكي



التوقيع: وانا . . من انا يا سيدى
سوى
واحد من جنودك يا سيدى
خبزه . .خبز ضيق
ماؤه . . بل ريق
والممات بعينيه . . كالمولد
واحد من جنودك يا . . سيدى
يركع الان ينشد جوهرة
تتخبأ فى الوحل
او قمرا فى البحيرات
او فرسا فى الغمام
امل دنقل
عايد عبد الحفيظ غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 23-05-2015, 07:07 PM   #[10]
عايد عبد الحفيظ
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

دخلت مدرسة حي العرب الوسطى وقتها . .. سبقني إليها
مجموعة من أبناء الحي . . . في تلك الفترة كانت لنا
أحلامنا وابطالنا . . كان منهم هرقل وشمسون الجبار
وديجانقو وجيمس بوند وروبين هود . . كان منهم
المهدي وود حبوبة وعثمان دقنة والمك نمر وعلى
عبيد اللطيف وصحبه . . كان منهم طلال دفع الله
والأستاذ عباس الأمين .
كان طلال يسبقنا بثلاثة سنوات عمرا ولكنه يسبقنا
بسنوات ضوئية في العلم والمعرفة والنضال . .
كان يقود طابور الصباح . . يقف مع المدير وبقية
المعلمين . . كان بشكل أو بآخر في تلك المنطقة
العجيبة بين عالمين . . عالم المعلمين وعالم
التلاميذ .
أواصل بإذن الله



التوقيع: وانا . . من انا يا سيدى
سوى
واحد من جنودك يا سيدى
خبزه . .خبز ضيق
ماؤه . . بل ريق
والممات بعينيه . . كالمولد
واحد من جنودك يا . . سيدى
يركع الان ينشد جوهرة
تتخبأ فى الوحل
او قمرا فى البحيرات
او فرسا فى الغمام
امل دنقل
عايد عبد الحفيظ غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 24-05-2015, 07:58 AM   #[11]
عايد عبد الحفيظ
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

كنا حينها ترتدي تلك الاردية الكاكية والقمصان البيضاء
وكنت خارجا من إصابة ملاعب . . بقيت رجلي بالجبس
حوالي شهر وبديهي حدث تبيس خفيف بالركبة . . كنت
أعرج قليلا في مشيتي فسموني سكرج .
كنا ننظر لطلال الذي يقف مع الأساتذة موقف الند ويدير
الطابور ويشرف على الجمعية الأدبية ويقول الشعر
ويخرج المظاهرات . . . . . ويصادق أستاذ عباس . . كنا
ننظر إليه كما ننظر للأبطال الخارقين الذين ذكرتهم
والذين نسيتهم .
دار الزمان دورة فإذا بي في رومانيا وطلال أمامي . .
كان هو نفسه . . طلال المناضل الجسور . . القائد . . .
الشاعر . . الإنسان .



التوقيع: وانا . . من انا يا سيدى
سوى
واحد من جنودك يا سيدى
خبزه . .خبز ضيق
ماؤه . . بل ريق
والممات بعينيه . . كالمولد
واحد من جنودك يا . . سيدى
يركع الان ينشد جوهرة
تتخبأ فى الوحل
او قمرا فى البحيرات
او فرسا فى الغمام
امل دنقل
عايد عبد الحفيظ غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 05-10-2021, 04:31 PM   #[12]
أريج محمد
:: كــاتب جديـــد ::
 
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عايد عبد الحفيظ مشاهدة المشاركة
الشاعر طلال دفع الله يتحدث عن تجربته مع
مصطفى سيد تـجـربـتـي مـع و ما غـنّـى لـي
مـصـطـفـى سـيـد أحـمـد
طلال دفع الله
***************
سألتني جمعية أصدقاء اﻷستاذ مصطفى سيد أحمد ـ الدوحة؛ اﻷستاذ بدرالدين اﻷمير ـ سيرتي الذاتية و نبذة عن تجربتي الشعرية مع مصطفى سيد أحمد، و ذلك في فبراير 1996م.
بدءً أود أن أقرر أن كل شئ في عصر
مصطفى سيد أحمد الخاص صار قابﻼً
لﻺنقسام؛ أو لِـنَـقُـل ﻹعادة التأريخ.
طﻼل دفع الله عبدالعزيز
الميﻼد الفزيائي ‏(الوجودي‏) تم في القرن العشرين، تحديداً حين سار نصفه الثاني أولى خطواته نحو نهاية رحلته، و قد كان بـ حي العرب ـ أم درمان؛ حيث درست المرحلة اﻷولية و المتوسطة، ثم مخرت بحر الصحراء غرباً ﻷرسو مؤقتاً بثانوية
الفاشر؛ إذ أنني سأعود ﻷمتحن من ثانوية محمد حسين ـ أم درمان،جامعة الخرطوم ثم جامعة كلوج، ﻷتخرج من كلية الطب جامعة كرايوفا ـ رومانيا.
كنت، حيث ﻻ أزال أقف على عتبة الشعر اﻷولى حين زلزلني ميﻼد جديد تمَّ على يدي مصطفى سيد أحمد النوريتين بتاريخ مارس 1994م ـ و ﻻزلت أحتفظ بصورة من شهادة الميﻼد التي بعثها لنا ‏(نحن منتدىالحصاحيصا اﻷدبي) و التي تقول:
""تمَّ تلحين " لما اتﻼمس بيني و بينِك.""
أولى خطوات الميﻼد عادةً ما يتكرر
ميكانيزم ثابت أﻻ و هو مواجهتك كمولود لهواء مغاير، تتبعه الشهقة اﻷولى؛ فتلك الصرخة القابلة لشتى التأويﻼت. أما في هذا الميﻼد بالتحديد فعليك أن تقابل ضوءً يفوق قدرتَك على اﻹحتمال!: ضوء أن يغني لك مصطفى سيد أحمد. و هنا دعني أعترف بأن الشعر طاردني بعد ذلك بعنف .. و بأكثر من ذلك العنف طاردتُ مصطفى ، و أنه كان يروِّض ـ و بسماحة شديدة ـ جموح هذا العنف، و بأساليب بﻼغية ﻻ تُصدَّق ؛ من بينها الصمت مثﻼً، فصمته فعلُ تحريض.
و هكذا يجئ ميﻼد جديد في ديسمبر
1995م،
ولكن دعني أتوقف ﻹقرر و أقر بأنني
استفدتُ كثيراً من التجربة اﻷولى:
أوﻻً، أن الشعر في حراكيته ﻻ يعرف، أو أنه ﻻ يجب أن يعرف، حالةالسكون ‏(اﻹستاتيكية‏)، أي وصوله لصياغة أخيرة .. إذ أنه قابلٌ ، يظل، للتغيير والتغيُّر حتى بعد أن يُغنَّى.
ثانياً، أن لكل حالة شعورية مفردتُها التي تستطيع التعبير عنها. و عليه فﻼ يمكن، قاموسياً، تصنيف أن هذه المفردة ﻻ تصلح للغناء، أو أنها قد تعيق اللحن مثﻼً. فكل المفردات قابلةٌ للتلحين. لم أغيِّر المفردات نزوﻻً على نصائح كثيرين، من بينهم شعراء. و بعد سماعهم للنصوص ملحنةً تراجعواعن وجهة نظرهم تلك، و تبنّوا الفهم الجديد. و هذا درس.
ثالثاً ، تعلّمتُ أن اﻷفكار التي يحملها
النص تظلُّ قابلةً ﻷن يحتملها اللحن و
بأوسع من وعاء النص في أغلب اﻷحيان. و هذا أمرٌ فتح آفاقاً بِكرةً لترتادها اﻷغنية السودانية فيما بعد ..
و بأقصى ما يسع المَدُّ أو ما يبلغ الفيضان. أعطى النصوصَ سﻼستها في ذهن المتلقَّي؛ و كشف عن خباياها خروجَ المحارات من قواقعها نديةَ الغناء.
أعود ﻷقول إن الميﻼد اﻵخَر جاء عبر
عملين .. و قد حمل لي بشاراتِه اﻷستاذ عصام حسين في أغسطس 1995م. و هنا ﻻ بد من اﻹشارة إلى أنني قد أرسلتهما له ،ضمن أعمالأخرى، قبل وصول البشارات بوقت قصير، و لهذا لم أنتظر أن يكونا:
" رحَّـال " و " يا صباحَـك "، بل بعض
أعمال الهايكو، إذ كنا نزمع الدخول في تجربة الشعر المُختزَل . كما تجدر اﻹشارة، أيضاً، إلى حديث إبن شقيقته الذي كان معه بالدوحة خﻼل تلك الفترة: ‏(لفتت نظري سرعة تلحينه لهذين العملين اللذين طلب مني إعطاءهما له و حِفظ بقية
اﻷعمال، اللذين كانا من ضمنها، ثم بدأ يدندن وكأن اﻷلحان كانت موضوعة سلفاً .. نعم ، أذكر ذلك جيداً، فقد كانا مكتوبين على أوراق زرقاء اللون، ما دعاني إلى أن أسأله صراحةً و بأكثر الطرق ﻻ مباشرة:
كيف تلحِّـن؟!! . فأجابني ـ و الحديث
ﻻ يزال على لسان إبن شقيقته عمر
علي ـ : "إن اللحن يأتيني على شكل
تهويمات في شتى اﻷحوال، ثم ينطبع بذهني جزءً بعد اﻵخَر، إلى أن يتكامل ويكتمل .. و لَدي شعور بأن هذين العملين!!؟؟ "
إذاً، فعبر هذين العملين: ‏(رحَّال) و
‏(يا صباحَك‏) و الَّذين ذكر لي اﻷستاذ
عصام حسين المحامي: " ﻻ أدري ما
إسم العملين إﻻ أنه ـ مصطفى ـ يقول
إنهما ﻻمسا فيه نِداءً .. و كأنهما!!؟؟ "
عبرهما ـكنتُ أقولـ يجئ ميﻼدٌجديد. لم أصرخ و لم أحاول أن تخلق عيناي نوعاً من المواءمة مع هذا الدفق الضوئي الغامر ، إﻻ أنني ـو قد أصابني الذهول والحزن .. نعم الحزن!ـ لم أعد أفكِّر إﻻ في أن أنجو
بنفسي. و ليس من طريق لتلك النجاة
ـكما بدا ليـ غير القفز من على مركب الشعر في هذا المحيط الﻼمتناهي!! و التفرغ الكامل للتأمل في كل هذا. إذ أن قراءته الثانية ‏(اللحنية‏) لنصك الشعري تعطيه أبعاداً و كأنها لم تكن كامنةً فيه .. أبعاد مخادعة كمرايا تهرول في متاهة
كونية ﻻ نهائية التعقيد، بيد أنها كريمة اليقينية في ذات الوقت. و أكثر جوانبها يقينيةً هو إحساسك
المرتعب و المرعب بأن طاقتك تغادرك، و إنك لم تعد تصلح لقول الشعر . فمصطفى
يتخطى في كل لحظة زمانية محددة
حدود المفردة و الفكرة اﻷمر الذي يُوقعك في شبكة خرافية من اﻹرتباك.
فتجد أﻻ مفر من أن تسأل نفسك:
"هل من أنفاس تكفي لكل تلك الهرولة و اللهث خلفه ، في هذا الطريق الذي يبدو بدون نهاية؟؟"!!
و عليه ، و بطوعي واختياري؛ و بكل
ما تبقى لي في قواي العقلية و النفسية من رصيد صهرتُ نفسي فيه، حتى لم أعُد أنا أنا. و أعود بسﻼم مشروخ إلى عتبتي اﻷولى، هذا إن كنت ﻻ أزال أملك القدرة و المقدرة على الوقوف، و إن كنتُـ
بعده ـ ﻻ أزال أنا أنا!!
طﻼل دفع الله عبدالعزيز
مشروع شاعر لم يكتمل
شكَّل مصطفى سيد أحمد ما تيسَّر من
صلصاله:
‏(صحوه) .. ‏(رحَّال) و ‏(يا صباحَك)
ثم تآبى!
………… …………
‏صحـوة
ألحان و غناء اﻷستاذ مصطفى سيد
أحمد
شعر : طﻼل دفع الله
تسجيل صوتي "عود":
https://beta.m.box.com/shared_item/h...fef183b1aa4e01
**** **** **** **** **** ****
لـمـا اتـﻼمـس بـيـنـي و بـيـنِـك
شـبـق الـمـطـره و شـوق الـصـحـرا
زلـزلـوا روح الـسَّـد الـواقـف
بـيـن الـرؤيـا
- الـفـجـر اﻷخـضـر -
و بـيـنَّـا
الـلـيـل الـجـرح الـنـازف
شـفـتـك تـغـزلـي مـن احـزانـك
نـار اسـطـورتـك
مـعـبـد مـجـدك
فـرح اكـوانـك،
اتـعـافـيـت مـن خـدر الـغـفـوه
صـحـيـت نـاديـتـك
أنـا إنـسـانـك .. أنـا إنـسـانـك.
مـن جـوَّاك .. شـهـقـتَ هـواك
زفـرتَ .. سـمـوم الـنـخـبـه الـصـفـوه
و جـيـتـك مِـنـِّك
جـيـتـِك
مِـدّي حـبـال مـرسـاك
انـا حـطـمـتَ قـواقـعـي الـرخـوه
وإنـسـلـيـتْ مـن جـرحـي عـشـانـك.
هـاك اسـتـلـمـي كـمـال الـبـيـعـه
ويـﻼّ اسـتـلِّـي ..
سـيـوف إتـخـبَّـت تـحـت اجـفـانـك
حـضـنـي عـلـيـك الـدرع الـواقـي
لـي بـس حـبـك يـا هـو الـبـاقـي
مـن بـركـانـك نـبـض اعـراقـي
وأمـنـي بـفـرهـد بـيـن احـضـانـك
يـﻼ ادِّيـنـا خـريـطـة الـسـكـه
ودمدِمـي لـيـنـا نـشيـد الغـضـبـه
حنبدا معـاك الخـطـوة الصعبه
ونحيا الفرح الجايـي زمانـك
وإنـتي، الفرح الجـايـي زمانك
إنتي الفرح الجايي، زمـانـك .
تسجيل صوتي ""عود + اورغن""

(1994م)
………… …………
رحَّـال
ألحان وغناء: اﻷستاذ مصطفى سيد
أحمد
شعر: طﻼل دفع الله
**** **** **** **** ****
و صاحت جَـذوة الترحال
نضح بالتوق مسام صبرك
فيا رحَّال
فـتح زمن الخرافـه عليك
بُـكا اﻷوتار
و غلب قمرك شقـا اﻷحزان
مـن شـَجْـو الكﻼ م الـمُـر
فـَتـَلـتَ حـبـال شـمِـس غـابَـتْ
و غـنـيـت .. آآآآآآهـ
علي وجـع الـوتـر تـبـريـح
غـُنا اﻷشجـان.

سـألـتَ الريح:
عَـﻼمَ الـضُّـل صِبـِح مغـلـول
يـِصارع صبْـرو فـي اﻷغـصان؟ !
و يـا ضُـل الـفـضا الـمـشلـول
إﻻمَ الـخـوف يـِشـتــِّت !!
كـُـل شـُعـاعـًا بـان؟
فـيـاريـتِـك تــَفِـردي رضـاك
عـلي آفـاق مـعـاك تـحـلم
ظـﻼ مَـهْ يـزول
و تـرْجـِع روعـة اﻷزمـان
عـلـي ولـدًا
بـِريـدِك إنـتـي يا الـطـوفـان
عـلـي بـلـدًا
وراك في الليل صِـبـِح غـرقان ؛

فـيـا شـمْـس الـغـد الـفاتح
ﻷحـضانـك .. حُـضُن اشـواق
تـَرِكْ كـَحَـمـامـه فـي صـدرك
بَـعَـد مـا فـاض هُـﻼ م الـلـيـل
مَـسَـك فـجـرك
سـألـنـا عـلـيـك عـيـون الـمـوج
قـَـبُـل مـا تـروح
حـواجْـب الـدَّهـشـه فـتحتْ قـوس
و كـَـنـَّتْ لـيـنـا غـيـر مـاتـبـوح :
بحْـر الـريد مـﻼ ن أسـرار ‏)
و خـطـواتـَـك كـتـب قـَدَرَك
‏( عـلـيـهـا الـحـيـره يـاإنـسـان
قـفـلـنـا الـقـوس .

و يـافـارْس الـمَـدَى الـمـجـروح
وراهـا ركـبـتَ مَـتـْـن الـريـح
تـفـتـِّـش في الـهـوا الـضايـع
هـوى الـوجـدان
تـشـوفـو ظـﻼ ل
يـلـوِّح فـي اﻷفـُـق كـفـَّـك
يـِسابـِق فـي أصـابْـع الـلـهـفـه
لـيـهـا حـنـان
وواقـْع الـحـال
يـِنـَهْـنِـه صَـبْـرك الـجُـوَّاك
و تـصـرخ جـذوة الـتـرحـال.
يا الله يا دكتور عايد هذا فعلا من أجمل ماقرأت
وعندما يكون الحديث عن مصطفى هذا شأن آخر
أضف الى ذلك أن هذا التوثيق جاء
مكللا بروعة الأسلوب وأناقة الكلمات للشاعر طلال عبدالعزيز ...
دمت وسلمت يادكتور وأنت دائما تأتي ومعك كل جميل
🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹



أريج محمد غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

تعليقات الفيسبوك


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

التصميم

Mohammed Abuagla

الساعة الآن 01:16 AM.


زوار سودانيات من تاريخ 2011/7/11
free counters

Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 2
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.