الـــــسر الغميــــــــس !!! النور يوسف محمد

حكــاوى الغيـــاب الطويـــــل !!! طارق صديق كانديــك

من الســودان وما بين سودانيــات سودانييــن !!! elmhasi

آخر 5 مواضيع
إضغط علي شارك اصدقائك او شارك اصدقائك لمشاركة اصدقائك!

العودة   سودانيات .. تواصل ومحبة > منتـديات سودانيات > نــــــوافــــــــــــــذ

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 20-07-2007, 09:49 PM   #[1]
imported_شوقي بدري
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية imported_شوقي بدري
 
افتراضي قضيــــة عثمان فرخ الأسد

بعد الحرب العالمية الثانية وضح أن أمريكا هى أقوى دولة فى العالم . وللمحافظة على هذا الموقف كان عليهم ملأ الفراغ الذى تركه الفرنسيون والانجليز بعد أن شاخت امبرطورياتهم . وهذا خوف من أن يملأ هذا الفراغ النشاط الشيوعى. وفى سنة 1952 استلم ايزنهاور رئاسة امريكا . وكان نائبه رتشارد نيكسون الذى حضر للسودان . وواجهه السودانيون بالملصقات والشعارات ( أرجع الى بلادك يا نيكسون) . كما رفض السودانيون المعونة الأمريكية .

بعد استلام الجنرال عبود للسلطة فى 17 نوفمبر 1958 ، غازل الأمريكان ، ثم قبل المعونة الأمريكية .وأكبر مظهر للمعونة الأمريكية وقتها كان طريق الخرطوم – مدنى . الذى بدأ فى بداية الستينات . والمنفذ كان شركة وولش للانشاء والتعمير. وبدأت بداية متواضعة من داخل مبانى مصلحة الأشغال . ثم استقلت الشركة أخذة معها بعض موظفى الحكومة وأضافت اليهم موظفين وعمال من قطاعات مختلفة . وظهر الأمريكان بأسلوبهم الذى يتسم بالبزخ ولفت النظر . وتدفق المال لجيوب كثير من السودانيين خاصة من الأصول الأجنبية أو الأوروبية . فلقد احتاجوا للمكاتب والسكن والخدم والحشم وأماكن الترفيه.

المرتبات كانت تساوى أضعاف المرتبات العادية . وفى البداية كانوا يدفعون بطريقة الأسبوع كما هو سارى ومعمول به فى أمريكا وانجلترا وقتها . ولكن هذا أربك اقتصاد الموظفين والعمال . وبعد لأى وافقت الشركة على أن تدفع 40% عند منتصف الشهر و 60% فى نهاية الشهر . وصار العمل فى هذه الشركة يعتبر نوع من الاغتراب . والمتعهدون بتوريد الطعام للعمال والموظفين كانوا يضاعفون أسعارهم . أو يتلاعبون بالأوزان . وقد تدخل البضائع المخازن وتخرج لتعود مرة أخرى . وكما قال المفتش الانجليزى بلفور الذى كان مساعدا لمفتش أمدرمان الأسطورى برمبل . أينما يذهب المال تذهب الجريمة . هذا بالاشارة لفترة عمله فى القضارف بعد أن صارت مصدرا من أهم مصادر الانتاج .

توأم الروح أحمد عبدالله أحمد ( بلة) انتقل من الأشغال الى شركة وولش . وكان رحمة الله عليه يعكس لى فى حديثه ما يحدث فى الشركة . وأشار مرة الى سودانى طويل القامة يرتدى بدلة أنيقة . وكان يقول أنه يعمل للشركة بصورة غير رسمية كمسئول علاقات عامة . وكان ينشر اعلانات للشركة بطريقة ذكية غير معهودة فى السودان كنشر صورة ابنة مدير الشركة الأمريكى وكأنها شيىء عارض . كما كان يذكر لى المآمرات التى كانت تحالك . وعمليات الاستحواذ والاستثئارالتى كانت تدور يوميا وعمليات الشد والجذب التى كانت لها ضحايا . خاصة بعد ان انتقلت الشركة الى موقع العمل فى الباقير وصار للعاملين مسكان فى الموقع . وصار البنزين الذى تتحصل عليه الشركة بأسعار خاصة يجد طريقه الى الأسواق .

وبدأت الملاهى تضيق بزوارها . وهى كانت محصورة فى ملهى سانت جيمس وقوردين ميوسك هول وسكارابيه والقراند أوتيل وفندق السودان . ومن هم أقل حظا وجدوا طريقه الى أتينه والأكربول وفندق الشرق فى شارع الجمهورية الذى كان يمتلكه العم قصبجى وأبناؤه وهم من الشوام ، وهم من سكان أمدرمان قديما . وكانوا مالكى أكبر مقهى وحلوانى فى أمدرمان وهو البانجديد شمال سينما برمبل . كما كان آل قصبجى من متعهدى المواد الغذائية للمعسكر.

عندما كنت أزور أحد الاخوة السودانيين فى مستشفى لوند فى السويد ، وفى انتظار عملية بعد انهيار فى الرئة ، وهذا فى نهاية التسعينات ، وجدت فى نفس القسم مريضة فنلدية فى الواحدة والستين من عمرها كانت تبدو ذات قوام ممشوق وجسم متماسك . عرفت أنها كانت راقصة فى ملهى سانت جيمس . وكانت تتحسر على أيام السودان عندما كان الأمريكان والسودانيون يصرفون صرف من لا يخشى الفقر . واسكندنافيا لم تنعم بالثروة بعد. كما أنها عاشت أيام رعب فى ثورة أكتوبر عندما هاجم المتظاهرون وحطموا الملهى ومسكن الراقصات ..

عثمان الذى نحن بصدده كان أحد العمال . وكان مشهورا بقوته وشراسته . وحتى عندما كان العمال يلعبون الورق كان يمارس سياسة ( جاييك) ثم لا يدفع . أو ينتظر عندما يتكوم المال فى لعبة البكرة ويقول ( بنكو) واذا خسر لا يدفع ويقول ( كنت بهظر) .

يبدو أن هنالك من أقنع عثمان بأنه يستطيع أن يثبت رجولته وشجاعته وأن ألآمر لا يحتاج لجهد لنهب خزينة الصراف محمد أفندى الذى كان يكثر الشكوى بأن الخزينة ضخمة تفوق خزينة كثير من المصالح ولا تتوفر لها أية حماية . كما كان يشتكى من عباس ويقول ( عباس دا كل ما يجى مارى بحمّر لخزنتى دى ) .

عباس باركليز هو أول سودانى ينهب البنك . فلقد نهب بالسلاح بنك باركليز فى مدنى وقام بتقييد الموظفين وطبلهم فى الخزانة . وهذا فى سنة 1957 . ولم تستطع الشرطة من الامساك به . الا أن رجاله أوقعوا به . فلقد خالفوا مشورته وبدأوا فى صرف المبلغ فى حفلات صاخبة لفتت لهم النظر أدت الى اعتقالهم . والبحارى وزير الداخلية فى حكومة عبود ، كان يحضر لسجن كوبر ويشيد بعباس واصفا له بالبطل . مطالبا مدير السجن أن يعامله معاملة خاصة .

عباس عمل كسائق شاحنة فى شركة وولش بسبب الواسطة والمامه باللغة الانجليزية . فلقد عاش فى أمريكا . ويبدو أن فكرة نهب البنوك قد اكتسبها من تواجده فى أمريكا . وكان مظهره مختلفا ، ويبدو واثقا بنفسه حتى بعد خروجه من السجن ويعلق كوز صغير فى حزامه يستعمله للشرب . وعندما كان يأتى للشرب كان الصراف يخاف من مظهره . وأذكر الأخ بيتر المحاسب الذى تخرج من مدرسة جوبا التجارية ، وهو من أبناء الدينكا ، يقول عن عباس ( زول دا والله بطال ، الزول دا والله صعب ) .

فى هذا الجو تقرر أن تنهب الخزينة . ومن المؤكد أن القرار لم يكن قرار عثمان والذين شاركوه . فعثمان لم يكن يعلم الوقت الذى ستمتلىء فيه الخزينة لدفع الأجور للعمال واستحقاقات الموردين والمتعهدين . والقصد لأن تتجه أصابع التهام الى عباس باركليز الذى ارتبط اسمه بالنهب ولكن تأتنى الرياح بما لا تشتهى السفن . فلقد وظفوا شيخا كأحد الخفراء . وهذا اجراء طبيعى . وحتى عندما كنت أبنى فى ورشة ومصنع فى المنطقة الصناعية ببحرى اقترح على أن أوظف اثنين من الشبان الأقوياء وشيخ عجوز لأنه لا ينام كثيرا ونومه خفيف .

عثمان وجماعته كانوا يعرفون بالظبط ما يجب عمله . كما حذروا عثمان من سكين الشيخ الغرباوية . ومن سخرية القدر أن الشيخ مارس فى تلك الليلة شيىءا لم يكن روتونيا . فلقد أخذ دشا وغير ملابسه وكان يضع السكين فى جيبه . وعندما أطبق عليه عثمان وضع يده متحسسا موضع السكين . وأطمأن عندما لم يجد السكين . وهز الشيخ قائلا ( انت يا جدى المسهرك لجنس الوقت دا شنو ؟ أصلوا بدوك كم ؟ ) وكما أورد الشيخ أن عثمان كان قويا كفرخ الأسد . وعندما دار ظهره للشيخ ، استل سكينه لكى تخترق صدر عثمان . الذى صرخ مزعورا ( كتلنى ، كتلنى ، كتلنى ) . وحمل أصدقاء عثمان شريكهم وفروا فى العربة التى أتت لتحمل الخزنة . واختفوا فى ظلام الليل.

وبعد فترة بسيطة استقال بعض الموظفين وجثم جو ثقيل على المكاتب وصار البعض يتجنب النظرات . ولكن علمت فيما بعد أن بعض من شاركوا فى تلك العملية قد تعرضوا لابتزاز واستغلال .

فى ديسمبر 1984 صرت أزور آل قصبجى . فلقد كان لنا مكتب مالبورو فى شارع الجمهورية . فى أحد زياراتى كان معى توأم الروح بلة رحمة الله عليه ، وأعيد شريط الذكريات أيام شركة وولش الأمريكية . وفى دكان البراويزالذى يديره آل قصبجى ، والمواجه للفندق . وبلة كان يعرفهم لأنه كان يستلف منهم عندما يحتاج الى فلوس . وفى أمدرمان عرف آل قصبجى وآل النجار والعم شريف فى حى الملازمين بتسليف الفلوس . وعندما سأل بلة عن قابى رد أشقاء قابى بأنه قد وجد مقتولا فى الفندق ولم يعرف قاتله فى حادث لم يكشف عنه اللثام بالرغم من اجتهاد الشرطة .

التحيــــة
شـــوقى



التوقيع: [frame="6 80"]

العيد الما حضرو بله اريتو ما كان طله
النسيم بجى الحله عشان خاطر ناس بله
انبشقن كوباكت الصبر
وتانى ما تلمو حتى مسله
قالوا الحزن خضوع ومذله
ليك يا غالى رضينا كان ننذله



[/frame]


http://sudanyat.org/maktabat/shwgi.htm

رابط مكتبة شوقي بدري في سودانيات
imported_شوقي بدري غير متصل  
 

تعليقات الفيسبوك


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

التصميم

Mohammed Abuagla

الساعة الآن 08:09 PM.


زوار سودانيات من تاريخ 2011/7/11
free counters

Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 2
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.