تحياتى للحليف الاستراتيجى
مستر عباس,
أعمامك ناس بدايات القرن المنصرم (شوفتا منصرم دى كيف) ومنتصفه كانت لهم حرية أوسع فى التعبير بالشعر والغناء وكل أشكال الفن برغم بدائية تلك الاساليب, التى ترجمت لنا لاحقآ في ما يسمى بأدب الحقيبة الغنائى.كانت تجارب حية فى حينها على الرغم من تعددها وتشابهها حتى لكأنها تخرج من قالب واحد_ لم يكن فيها الكبت حاضرآ بهذه الكثافة التى نشهدها الآن.. لقد كانت برغم فقرها اللغوى, والفنى تجسيدآ كاملآ لتلك الحقبة من الحياة التى كانت تتلمس الحب فى ثوب ارتفع قليلآ
عن الكاحل أو خصلة شعر نفرت, أو اطلاق مارد النظم فى طفلة مدرسية تأخرت عن رفيقاتها!!
أعود لبداية قولى, وهو أن الحرية التى أتيحت لهم حينها لم تكن متاحة اليوم, ولكنهم استخدموها بالكامل للتعبير عن عصرهم وتجاربهم ومجتمعهم حينها.. ومن الحرى أن نعرف أنهم كانوا مرفوضين من المجتمع ,وفرضوا أنفسهم كما فرضها (رى تشارلز) وهو يغنى (هيت ذا رود جاك), ولم يكن رى تشارلز مدعومآ من من طبقة البيض والمثقفين فقط, بل هم أيضآ مدعومين من طبقة الأفندية والمستعمر الابيض إذا حقت لى المقارنة..
أى أنهم وبرغم بلاويهم تلك كانوا متقدمين نوعآ ما ويسعون لجعل الحب شئ جميل..
هذا الصراع بين عالم قديم وجديد, هو صراع أزلى لامنتهى
وفيه تتبدى رغبة العودة لعهود والغة فى بعض تفاصيلها لجهل كامل بالحياة, فلقد كانت على الدوام ترنيمات من جانب أوحد.. وهو الرجل , لم تكن فيها المرأة سوى الاداة التى يتم تكييفها لتوافق الوصف المشتهى دون أن يرمش لها جفن, بل وتتغنى ببعض تلك الأغانى التى تسترخصها, فبينما هى كائن ذليل يعبرأحدهم ليتغزل فى أرجلها وهى غارقة فى عرق العمل كخادمة منزلية.. وليس العجب فى ان يصفق الرجال, فهذا شأننا, ولكن عجبآ أن تصفق النساء لذلك لاحقآ و right now أيضآ!