نعي أليم - فيصل سعد في ذمة الله !!! عكــود

آخر 5 مواضيع
إضغط علي شارك اصدقائك او شارك اصدقائك لمشاركة اصدقائك!

العودة   سودانيات .. تواصل ومحبة > منتـديات سودانيات > منتـــــــــدى الحـــــوار

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 13-11-2013, 12:01 AM   #[1]
أبو جعفر
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية أبو جعفر
 
افتراضي ريــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــره

ريــــــــره:

اسم رقيق ذو جرس حبيب ارتبط بنشيد حيبب في تاريخ التعليم في السودان، كتب عنه الأستاذ مكي أبو قرجة قائلا:

ظلت حناجر الأطفال الغضة لأكثر من خمسين عاماً تردد نشيداً شجياً فى كل المدن والقرى والبوادى السودانية بحماس وغبطة وحبور فى آخر كل حصة للجغرافيا فى السنة الثالثة الابتدائية ... كان هذا النشيد الذى شدّ نياط القلوب بأوتار لا ترتخي بكل بقاع الوطن .. من القولد حتى يامبيو ومن محمد قول حتى بابنوسة ، وفعل فى النفوس فعل السحر ولا يزال يتوهج فينا نحن الكبار بعد مرور عشرات السنين ويبعث حنيناً وروحاً وطنية متأججة فى كل الأجيال.

فى القولد التقيت بالصديـق
أنعم به من فاضل ، صديقى
خرجت أمشى معه للساقية
ويا لها من ذكريات باقيــة
فكم أكلت معــه الكابيدا
وكــم سمعت آور أو ألودا
***
ودعته والأهل والعشيرة
ثم قصدت من هناك ريره
نزلتها والقرشى مضيفى
وكان ذاك فى أوان الصيف
وجدته يسقى جموع الإبل
من ماء بئر جره بالعجـل
***
ومن هناك قمت للجفيـل
ذات الهشاب النضر الجميل
وكان سفري وقت الحصاد
فســرت مع رفيقى للبــلاد
ومر بي فيها سليمان على
مختلف المحصول بالحب إمتلا
***
ومرةً بارحت دار أهـلى
لكي أزور صاحبى ابن الفضل
ألفيته وأهله قد رحلـوا
من كيلك وفى الفضـاء نزلوا
فى بقعة تسمى بابنوسـة
حيث اتقوا ذبابة تعيســــة
***
ما زلت فى رحلاتي السعيدة
حتى وصلت يا مبيو البعيدة
منطقة غزيرة الاشجــار
لما بها من كثرة الأمطــار
قدم لى منقو طعـام البفره
وهو لذيذ كطعام الكســـره
***
وبعدها استمــر بى رحيلى
حتى نزلت فى محمد قـــول
وجدت فيها صاحبي حاج طاهر
وهو فتى بفن الصيد ماهـــر
ذهبت معه مرةً للبحـــــر
وذقت ماء لا كماء النهــــر
****
رحلــت من قول لودْ سلفاب
لألتقى بسابع الأصحــــاب
وصلته والقطن فى الحقل نضر
يروى من الخزان لا من المطر
أعجبنى من أحمد التفكيـــر
فى كــــل ما يقوله الخبيرُ
***
ولست أنسى بلدة أم درمــان
وما بها من كثرة السكـــان
إذا مرّ بي إدريس فى المدينة
ويا لها من فرصـــة ثمينة
شاهدت أكداساً من البضائــع
وزمراً من مشتر وبــــائعْ
***
وآخر الرحلات كانت أتبره
حيث ركبت من هناك القاطره
سرت بها فى سفر سعيد
وكان سائقى عبد الحميـــد
أُعجبت من تنفيذه الأوامر
بدقة ليسلم المســـــافر
***
كل له فى عيشه طريقـة
ما كنت عنها أعرف الحقيقـة
ولا أشك أن فى بــلادى
ما يستحق الدرس باجتهـــاد
فإبشر إذن يا وطني المفدي
بالسعي مني كــي تنال المجدا



أبو جعفر غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 13-11-2013, 12:42 AM   #[2]
أبو جعفر
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية أبو جعفر
 
افتراضي

ومن من جيلنا لا يذكر:

يا ايها المنجم
والعالم والمعظّم
جئنا إليكَ كلنا
نعرف منكَ حظنا

يا ايها المشهور
والعالم الكبير
ماذا يكون في غدي
ألا تجيب سيدي

يا شيخ ما تقولا
آما لنا عقولا
من يعرف المكتوبا
ويدرك الغيوبا
غير الآله الأعظم
الخالق المعظّم

دعنا من الكلام
وقل لهم أمامي
ماذا يكون في غدي
ألا تجيب سيدي

عيناك ما لونهما
عيناى زرقوان
هل فيهما معان
أو قل كالبنفسج
هل فيهما من مبهج


ولي مع هذه القصيدة قصة ......



التعديل الأخير تم بواسطة أبو جعفر ; 13-11-2013 الساعة 07:46 PM.
أبو جعفر غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 13-11-2013, 07:43 PM   #[3]
أبو جعفر
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية أبو جعفر
 
افتراضي

قصتي مع قصيدة يا أيها المنجم والعالم المعظم انو ما شدتني فيها إلاجزئية:
حين يقول الطالب إن أسعفتني الذاكرة أو النجرة
عيناي كالزمرد فهل من خبر متفرد
فيقول المنجم:
تغرم بالأسفار وتهيم بالترحال
وتمخر البحار وتجتاز للجبال.

أها وعينكم ما تشوف إلا النور. أول وظيفة لي قالوا لي تمشي أبودليق أبيت.

لكن بعدها حفظت السكة شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً محطة محطة، وسكنت مع الدبيب في قطية واحدة ... بالنهار عيني ليهو، لكن بعد ما تمغرب التكل عليك يا الله.

مرة مشيت كريمة، القطر الوصلني ارتاح انا ما ارتحت، يومين شغل وتني راجع بي دربي. عشت أيام أول ما أفتح عيوني ما أعرف أنا وين، ومرات يكون اليوم عيد وأنا ما جايب خبر، أكتر حتة أثرت فيني الفاشر ودي قصه براها، بحكيها ليكم إن ربنا سهل.



التعديل الأخير تم بواسطة أبو جعفر ; 05-07-2014 الساعة 10:01 PM.
أبو جعفر غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 13-11-2013, 08:27 PM   #[4]
أبو جعفر
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية أبو جعفر
 
افتراضي

أها الفاشر دي حكايتها حكاية، أول ما وصلتها مشيت الدكان داير صابونة كانت بشلن على ما أظن وقتها، أديت سيد الدكان جنيه قال لي فكه مافي جيب القروش في أي وكت، جيت راجع البيت متمخول، أنا نزلت البلد ما لي ساعة الزول ده يخلي لي قروشه بالطمائنينة دي كيف، الظاهر الناس ديل ناس طيبين وموحدين، واحد خبيث قال لي هو عارفك لازم تجيهو راجع، هي الفاشر فيها كم دكان.

الشي التاني مدير المطار قال لي عندنا أزمة بنزين وأنا ما بقدر أجيك يومي أوصلك المطار فـ شنو أقعد أنت في البيت ولو حصلت حاجة أنا بجيك اسوقك، وأعتبرها أجازة وخدمة وطنية للبلد بتوفير البنزين لمهام أعجل، طبعاً وافقت فوري بسبب الوطنية.

أول معرفة لي كانت ست الخضار، ومخكم ما يمشي بعيد الخضار في الفاشر وقتها كان أغلى من اللحمة بكتير، ولا بد من واسطة لكي يتوفر في البيت، المهم ست الخضار كانت امرأة عطوفة شديد وكانت بتقول لي وليدي، وعرفتني بزوجها وأولادها وكانوا يوم الجمعة بيسوقوني لي حيهم فرجة، أي فرجه عديل أنا بكون قاعد وناس الحلة بجو كارات كارات، للترحيب بي والونسة معي وهم يطعموني أطايب أطعمة الفاشر الفريدة. وأنا كمان ما كنت بقصر كنت بمدهم بجاز كتير كانوا بيصرفوه لينا.

ونواصل..........



التعديل الأخير تم بواسطة أبو جعفر ; 09-06-2014 الساعة 02:18 PM.
أبو جعفر غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 13-11-2013, 09:51 PM   #[5]
أبو جعفر
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية أبو جعفر
 
افتراضي

أطعمة الفاشر دي حكايتها حكاية، الناس ديل عندهم عصيدة أسكت كب، مرة الطيارة لسبب أو لآخر تأخرت في الوصول للفاشر واضطرت للمبيت، أها المضيفات قالن عايزات يتفسحن وكيل سودانير خماهن جابن لي عشان أوديهم عرس في حلة الخالة السرة ست الخضار، وهناك جابوا لينا صينة حوت أربعة عصائد وأربعة ملحات، وكل عصيدة شكل وكل ملاح لون، والبنات يشيلن ويتشهقن، وأنا أشيل واتحسبن، أصلو قالوا عين الفتاة تقد الواطة، بعدين هن بكره يسافرن ويحيرننا في برنامج الجمعة.

الشي البتذكرو الملحات كانت فيها تقلية لحمة وأخرى سمك والعصائد كانت واحدة دخن وواحدة عيش وتاني ما بعرف شي أصلو دخول المطبخ عندنا في البيت للرجال كان من المحرمات، المهم البنات في الآخر ساقوهن النسوان وسقوهن شربوت عيش معسل، أحنا بنقوليهو (الحسوة) أو مريسة الفقرا أي المتدينين، لكنها في الفاشر تشبه العسلية المخففة شديد، والظاهر البنات راسن خفيف، وكيل سودانير قال لي سكرن وقعدن يورجغن طول الليل، البنات شديدات لخبتنو بعصير بزيانونس مركز لطشنو من الطيارة. ولحدة ما فارقت الطيران المدني واحدة من البنات محل ما تشوفني تضحك وتقول: "شربوت العيش زيو مافيش".

الموية في الفاشر كانت بتجينا يومين في الأسبوع وكانت الماسورة - عبر الخرطوش - فاتحه في البرميل مباشرة، لكن كان معاها (بسم الله) يوم واحد ما لقينا موية مدفقة تحت البرميل بس تملى البرميل وتقيف وبدون أي عوامة، ويوم واحد ما أحتجنا لأكثر من الموية بالتصل. إلا يوم نويت أغادر الفاشر

الكهربة كانت متوفرة لكن لم نشعر بأهميتها والحاجة إليها، ما عندنا تلفزيون والإرسال الإذاعي ما كان بيصل الفاشر وقتها، ومعظم قعادنا على عادة أهل الفاشر وقتها بره حوش البيت في مواجهة الوادي الفاصل بين حي (مكركا) حيث كنا نسكن وحي (أولاد الريف). الوادي كانت فيهو زراعة بسيطة بسقوها بالطلمبات يعني خضرة وبعض ماء.


ونواصل.................



التعديل الأخير تم بواسطة أبو جعفر ; 14-11-2013 الساعة 04:02 PM.
أبو جعفر غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 14-11-2013, 05:12 PM   #[6]
أبو جعفر
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية أبو جعفر
 
افتراضي

لي في الديار ديار كلما طرفت عيني ** يرف ضياءها في دجى هدب
سيف الدين الدسوقي

الاجتماع بالناس في الفاشر يحتاج إلى سباح ماهر حتى لا يجرح شعورهم، فحتى المزاح يقابل عندهم باهتمام بالغ، ففي مرة كنا بناكل في بطيخ قلت لي واحد خلي حاجة للحمار عاين ليهو بيعاين ليك كيفن، قام قال لي صدقت احنا بناكل وهو يعاين وقام شال البطيخ القدامو كلو وقدمه للحمار المحظوظ.

حكاية البطيخ في الفاشر حكاية ما تدخل بيت إلا ويقابلك، تاكل وتشرب وتأكل حمارك. كرم الفاشريين مثل كرم البطيخ بسيط ولكنه ممتد ومؤثر جداً، فلا يمر بك أحد سوى كان بنت أو ولد، امرأة أو رجل، طفل أو طفلة شيخ كبير أو شيخة إلا ويقرئك السلام في مودة محسوسة، فتجد نفسك وسط مهرجان من الأحاسيس الطيبة. فقد كنا جيران ولكن بقوة القرابة، وتسمع عادي جيرانك كيفنهم.

شركاي في السكن الاثنين باسم عبد الرحيم، واحد فيهم كان متخصص في عمل اللقيمات بسبب مباشر من حصة الزيت والدقيق الضخمة التي كانت تصرف لنا، وللفرز سميناه عبد الرحيم لقيمات لأنها كانت مؤثرة، فكثيراً ما كانت اللقيمات هي المكون الرئيس في حفلات الشاي التي كنا نقيمها للموظفين من الهيئات الأخرى، وتخيلوا معي كفتيرة كبيرة شاي بالبن المقنن بواسطة جارتنا ستنا، وطشت كبير من اللقيمات يمتد عطاءه إلى الجيران وهاك يا ونسة.



التعديل الأخير تم بواسطة أبو جعفر ; 14-11-2013 الساعة 07:40 PM.
أبو جعفر غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 14-11-2013, 08:43 PM   #[7]
أبو جعفر
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية أبو جعفر
 
افتراضي

أول خطاب كتبته من الفاشر قلت فيه ".. سكنت كل مكان زرته أو عملت فيه، ولكن الفاشر سكنت داخلي". كنا مهذبين يعني لا خمر ولا نسوان فقط شربوت العيش الذي كانت الخالة السرة تحذرنا بأن نشربه في يومه وفي غد نتخلص منه، إلا أن عبد الرحيم (ما لقيمات) عمل حيلة بأن لف الجركانة في خيشة وختاها تحت الزير حتى تتوقف عملية التخمير، وقام من الصباح شرب منها.

جانا الخبر قالوا الطيار قال ليهو: "أنت قايل نفسك في مطار هثرو تسمي لي زلطكم الواحد ده"، أها الجماعة سموه عبد الرحيم زيرو تو، أو عبد الرحيم صفر اتنين، لأنه شدد على الطيار في تعريف ممر الهبوط، وكلو من الشربوت البقى عسلية في الطريق لعرقي.

الشي الما ممكن أنساه مرة قاعدين في ميز الأشغال واحد كبه العرقي في البنطلون فوق الفخذ وولعوا... نار غاز عديل والبنطلون ما حصلت ليه حاجة، حليلك يا رأفت فاتك عرقي من الكاس للراس.

الأكلة الوحيدة الما جربتها في الفاشر تسمى (سوق شين) وهي عبارة عن لحمة من الجزار لفرن العيش، الواحد يجي شايل لحمة تكفي بلتون لأنو اللحمة كانت هاملة وقتها، والجزار يديه صينية يقطع فيها اللحمة وبعد داك يدخله الفرن، وعلى بال ما تنجض اللحمة يقطع السلطة، طبعاً حكاية الأكل في فرن دي ما دخلت لي في راسي، لكن مع العرقي البولع زي البتوجاز ده الناس محتاجة أسواق شينة ما سوق واحد.



التعديل الأخير تم بواسطة أبو جعفر ; 14-11-2013 الساعة 10:40 PM.
أبو جعفر غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 14-11-2013, 09:12 PM   #[8]
أمير الأمين
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

رغم إختزال الحكى الطاعم فى "الملفات" المنعرجة
الا انه حكى سهل وممتع للاخر ....
اكيد الواحد فى انتظار المزيد



أمير الأمين غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 14-11-2013, 09:52 PM   #[9]
أبو جعفر
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية أبو جعفر
 
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمير الأمين
رغم إختزال الحكى الطاعم فى "الملفات" المنعرجة
الا انه حكى سهل وممتع للاخر ....
اكيد الواحد فى انتظار المزيد.
مرحب كتير أمير
الملفات المنعرجة دي تخصص رأفت والسمعي فيها كتير لكن قلنا ما نلخبت الإختصاص، بعدين أكتر حاجة نفعتنا في الفاشر هي سكنا وسط المواطنين في حي (مكركه) بعيداً عن حي الموظفين، وشكراً كتير للإشراف على رفع المفترع في البنر.



أبو جعفر غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 14-11-2013, 10:33 PM   #[10]
أبو جعفر
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية أبو جعفر
 
افتراضي

الموية في الفاشر حكايتها حكاية، أول يوم وصلت قدموا لي موية ليمون، لمن شربتها انقلبت موية زرقا، طبعاً أنا سمعت بمن يروب الموية لكن زول يقلب موية الليمون لموية زرقاء دي ما شفتها إلا في مطار الفاشر، وما عارف سر عكورة مياه الفاشر شنو.

عبد الرحيم لقيمات في واحدة من ابتكاراته أعلن عن نيته إحضار موية صافية من آبار مزارع الوادي أمام المنزل، وطبعاً كانت المسألة برنامج أكثر منها إحضار موية، المهم في اليوم المحدد أخذ معاه حلة كبيرة وبعد فتر ظهر شايل الحَلة مع بنات الحِلة في سيرة شبه حقيقية وهن يغنن إن صحت الذاكرة أو النجرة:

عبد الرحيم ود القبايل شوبش وسيرو

من أولاد الريف لأم مساير شوبش وسيرو

مهرو وشيلته حلة موية شوبش وسيرو

وطبعاً احنا ما قصرنا وقابلناه بأبشر يا عريس واتلموا شباب من الحلة وظهرت دلوكة وأصروا تبقى الحكاية دايرة غناء عفوية، بعد انتهاء الترحيب بالحلة المكللة بالماء النظيف، فكرنا في كيفية تبريدها لأن الزير سوف يعود بها إلى الحالة التي هربنا منها أولاً، فقرر عبد الرحيم وضعها تحت المروحة ويتم الشراب منها مباشرة.

الخالة السرة في مساء ذلك اليوم احضرت لينا شربوت عيش، وكنا قد وعدناها بجركانة جاز أبيض (كيروسين). طبعاً وقود الطائرات هو الكيروسين وكانت لنا حصة اسبوعية، المهم الخالة السرة لقتنا خاتين الحلة في نص الأوضة وبنشرب منها دقت صدرها وقالت: ".. أيـــــــــــش أو أجي - ما متذكر المدة طالت – بتشربوا في الجاز. ولما عرفت الحكاية موية أصرت على أخذ نصيبها منها.

وطبعاً ما ممكن نتجاوز ملف الموية دون ذكر موية بير (حجر قدو) ولها صلة بالسلطان علي دينار على ما أذكر، وكيف إن من يشرب منها لا بد وأن يعود إلي الفاشر مرة أخرى، وموية حجر قدو لا سبيل إليها إلا في مطاعم السوق الكبير، وقلت الكبير لأن هناك أسواق صغيرة مثل سوق أم دفسو وهو أقرب الأسواق للسكن وتعمل فيه الخالة السرة التي خدمتنا مع أهل الفاشر كثيراً ربنا يرحم الأحياء والأموات منهم.



التعديل الأخير تم بواسطة أبو جعفر ; 15-11-2013 الساعة 07:45 AM.
أبو جعفر غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 15-11-2013, 09:01 AM   #[11]
أبو جعفر
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية أبو جعفر
 
افتراضي



الموظفين في الفاشر – عدا الجيش والبوليس - كانوا عاملين نادي غير معلن ويحتالون على المناسبات حتى يبرمجوا لياليهم. ومن هنا كنا أسياد الليل في الفاشر دون منازع، من سكن لي سكن ومن ميز لي ميز، فلان نقلوا تقوم لمة فلان جا جديد تقوم لمة وكانت اللمات بقيادة مدير السجون حلفاوي مرح يقول لنجيب الريحاني انت شنو.

وكان عادي تسمع كرهنا اللحمة، دايرن لمة لقيمات وطبعاً فريق عبد الرحيم لقيمات مع ستنا وبناته كان يعجبك في اللت والعجن، لطخك طبجك طش، وبعد شوية الصحانة تتطاقش نحو الحلة، ده غير لقيمات اللمة التي كنا نصر على أن ينفرد كل واحد بصحن ملان، زائد البطيخ وكفتيرة الشاي المدورة.

لمات السكن عندنا كانوا مسمينها لمة الفقرا لأننا كنا مانعين فيها العرقي، ومتكفلين في المكللة باللحمة منها، بشربوت العيش ربنا يحفظ حاجة السرة ما قصرت في ولا لمة، وطبعاً جركانة (عبد الرحيم زيرو تو) المصبنة تحت الزير كانت جاهزة للشفوت أهل العرقي.



التعديل الأخير تم بواسطة أبو جعفر ; 15-11-2013 الساعة 09:08 AM.
أبو جعفر غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 15-11-2013, 10:29 AM   #[12]
عكــود
Administrator
الصورة الرمزية عكــود
 
افتراضي

سلام أبو جعفر،

كلي إعجاب بإثرائك المنتدى بكل ما هو مفيد وثر من موضوعات.
هذا البوست، مثلاً، متعدّد النكهات؛ فبجانب تطرّقه لمنهج التعليم (القديم) المغري للطالب بالمتابعة، فاحتفائك بالمكان والذكريات يجعله أكثر تشويقاً وأغراء بالمتابعة.

كتاب "سُبُل كسب العيش في السودان" كان يجعل حصة الجغرافيا متعة لا تضاهيها متعة. ما زلت أذكر لهفتنا لحصة الجغرافيا وترقبنا لزيارة إحدى نواحي السودان (القولد، ريرة، كيلك، الجفيل، يامبيو ...)؛ كما أذكر بعدها زياراتنا الخارجية لأحمد في مصر، جون في أستراليا، والأصدقاء الآخرين في الصين، هولندا .... إلخ.

واصل يا أبا جعفر في الكتابة عن المدُن، فذلك ما تفتقده المكتبة السودانية.
مثل هذه الكتابة مكانها البانر، ولا فضل.

تحياتي.



التوقيع:
ما زاد النزل من دمع عن سرسار ..
وما زال سقف الحُزُن محقون؛
لا كبّت سباليقو ..
ولا اتقدّت ضلاّلة الوجع من جوّه،
واتفشّت سماواتو.
عكــود غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 15-11-2013, 02:56 PM   #[13]
أبو جعفر
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية أبو جعفر
 
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عكــود
كلي إعجاب بإثرائك المنتدى بكل ما هو مفيد وثر من موضوعات.
هذا البوست، مثلاً، متعدّد النكهات؛ فبجانب تطرّقه لمنهج التعليم (القديم) المغري للطالب بالمتابعة، فاحتفائك بالمكان والذكريات يجعله أكثر تشويقاً وأغراء بالمتابعة.

كتاب "سُبُل كسب العيش في السودان" كان يجعل حصة الجغرافيا متعة لا تضاهيها متعة. ما زلت أذكر لهفتنا لحصة الجغرافيا وترقبنا لزيارة إحدى نواحي السودان (القولد، ريرة، كيلك، الجفيل، يامبيو ...)؛ كما أذكر بعدها زياراتنا الخارجية لأحمد في مصر، جون في أستراليا، والأصدقاء الآخرين في الصين، هولندا .... إلخ.

واصل يا أبا جعفر في الكتابة عن المدُن، فذلك ما تفتقده المكتبة السودانية.
مثل هذه الكتابة مكانها البانر، ولا فضل.
سلام كتير عكود
وشاكر كتير على الإشادة ورفع المفترع للبنر، وكذلك لك الشكر على الإضاءة الثرة فقد نسيت لتباعد الزمن أصدقاءنا حول العالم أحمد وآفو وجون وعرفة، وكذلك أجدادنا القدماء ومغامراتهم في اكتشاف النار وسكاكين الحجر. والله كانت أيام طيبة ومناهج ثرية وهي كذلك لأن الإنجليز حضروا إلى السودان بخبرة ألف سنة في الحكم وإدارة الجموع البشرية. فأبدعوا في التعليم والزراعة والإدارة الأهلية والخدمة المدنية، وتقريباً في كل شيء. الشيء الذي دمرناه وحطمنا قواعده طوبة طوبة وحجر حجر. وصدق من قال الإنجليز طلعوا وركبونا لوري لا فرملة لا بوري.



أبو جعفر غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 15-11-2013, 03:04 PM   #[14]
أبو جعفر
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية أبو جعفر
 
افتراضي




عبد الرحيم لقيمات خطب بت جارتنا ستنا ورغم إن البنت صاقعة... جمال وطول وحنان يرميك واقف على طولك، إلا أن الزملاء قالوا البت كتبته لأن عبد الرحيم زول بهجه وما بتاع عرس.

عقدنا اجتماع حتى نسهل على عبد الرحيم موضوع زواجو، ناس السجون اتكفلوا بالفنانين والخدمة، ناس الأشغال وكانوا وقتها بيبنوا في قاعة للبرلمان اتكفلوا بالكراسي والإضاءة، ناس مطافي المطار اتكفلوا بزريبة البهايم وعمليات الذبح، ستنا قالت ابعدو لي من المطبخ، ناس سودانير التزموا بالتذاكر لأهل عبد الرحيم، احنا شلنا كشف مرتباتنا وسلمناه عبد الرحيم بالكامل، أهل ستنا ملو الزريبة عجول وخرفان وحلفوا ما يدفع تعريفة، بالله شوفوا الدنيا كانت بخير كيف.

بالنسبة للسكن قررنا أنو يسكن في الجزء الداخلي من البيت ولكن (عبد الرحيم زيرو تو) قال الزول ده بتاع حكاوي وحيشحتف روحنا ويلبسنا في بنات ستنا دي واحدة ورا التانية عشان كده لازم ينقفل الباب البينا وبينه، طيب ياخ هو يطلع بي وين، قال مش شغلي ... سيد البيت حل المشكلة قفل الباب العلينا وفتح ليه باب على حوش ناس ستنا، على الأقل البت تلقى راحته في الدخلة والمرقة.



أبو جعفر غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 15-11-2013, 03:35 PM   #[15]
أبو جعفر
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية أبو جعفر
 
افتراضي



صباح يوم حنة عبد الرحيم الذي تبدل أسمه من عبد الرحيم لقيمات لعبد الرحيم العريس، الزريبة اتملت بهايم وكنا متوقعين عدد كبير من المعازيم عشان كده قررنا الحفلة تكون بره البيت ونفرغ حوش البيت للعشاء على أن يكون المكون الرئيسي للعشاء على نظام ناس البطانة لحمة وجبنة والتحلية بطيخ، وسبحان الله... ناس الحلة ما نسو لقيمات عبد الرحيم ملو البيت بطيخ.

حنة (عبد الرحيم) كانت مبالغة فقد اجتمعت فيها ثلاثة أحياء حينا وحي الموظفين وحي الخالة السرة. والمكرفون يلعلع بالغناء والشوبش (النقطة)، وكل الناس كانت في فرحة حقيقية فقد شعرنا بالانتماء التام للبلد وأهلها الذين جاملوا عبد الرحيم حضوراً ومشاركة بما يفوق التصور.

ناس الأشغال لما الناس كترت قالوا انتو وفروا لينا حوشين زيادة وما عليكم بالباقي وفعلاً فتحت لنا أبواب أكبر حوشين في ساحة الحفل فتم تجهيزها في دقائق بالكراسي والترابيز، والخالة ستنا كانت عاملة حسابها وضبحت خمسة عجول وعشرين خروف وقالت نسيبي ده زول كريم والكريم بجيب الضيفان، وكان ما جو الناس بتنشف اللحمة وتقسمها، غايتو زولة واعية، احنا ضربنا السوق لزيادة الجبنة، وهي مطمئنة ضربت أي حاجة في خمسة.



التعديل الأخير تم بواسطة أبو جعفر ; 15-11-2013 الساعة 11:12 PM.
أبو جعفر غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

تعليقات الفيسبوك

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

التصميم

Mohammed Abuagla

الساعة الآن 06:12 AM.


زوار سودانيات من تاريخ 2011/7/11
free counters

Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 2
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.