كتابات منسية
(1)
جابتني البقرة ( او البقرة العاشقة )
الحكاية الشعبية دائما ما تستهويني أينما كانت فهي مليئة وغنية بالمعاني ولها تأثيرها الاجتماعي و الديني القوي المؤثر . لكنني تعودت أن تكون لي معالجتي النصية الخاصة لها محتفظا بروح الحكاية وأجد متعة لا توصف في هذه المعالجات واطمح ان تتبلور في إطار ما .
(ابن العم) في احايين كثيرة يفرض نفسه اقتدارا كوكيل شرعي لابنة عمه أو أحيانا يحدث العكس تفرضه التقاليد العائلية وتقف حائلا دون تحقيق أحلامة الخاصة بعيدا عن الاسرة .
لكن ما جمع بين هذين العاشقين ابن العم وابنة العمة شيء مختلف تماما احتضنته قريتهم الصغيره بحقولها ومراعيها وبركة الماء مورد الابقار وبقية السعية . تربيا معا وعاشا حياتهما بحلوها ومرها وسرعانما وجدا نفسيهما قد نضجا , هذا السئ الذي جمعهما معا هو الاخر كما افرع البان تتسامي وتتنامي في السماء استطال واصبح يبحث عن فضاءات جديده ليحلق فيها حرا طليقا .
لان هما رجل وإمرأة لم تجد الاسرة مانعا في ان يكونا زوجين واستمرت بينهما الحياة . مرت الايام وحلم الجميع في طفل يملاء عليهما حياتهما ومع مرور الشهور اصبح هذا الحلم يشكل عاملا نفسيا زادت من وطأته حياة القرية الاجتماعية ,وعلي غير المعتاد بدأت الخلافات الهينة اصعب قليلا هي وحدها وهو مشغول في حقله, عاد ذات مساء متعبا يمني نفسه بلقمة وهجعة وكانت هي تتشاغل بتمشيط شعرها سألها عن ما يسد به اوده كرر سؤاله وارتفعت النبرات وتطور الامر فقررت في الحال ان تخرج من البيت الي بيت ابيها لم يعترض طريقها فتحت الباب خرجت وفي لحظة ما توقفت عاد هذا الحب تمنت ان يلحق بها لكنه لم يفعل تقدمت خطوات وخطوات وفي كل خطوة كانت تلتفت تتمني ان تراه حتي ولو علي الباب يشيعها بتكل النظرة الحانية والتي طالما اقسمت عليها فبرتها , لكنه لم يفعل , وصلت الي بيت ابيها لم يسألها هذا العجوز المجرب تركها ومرت الايام كانت في كل عشاء تسأل أبيها هل صادفت ابن عمي فيجيبها تقابلنا في صلاة العشاء هل سأل عني ؟؟ لا لم يسأل . ويتكرر هذا السؤال في كل عشاء عاد هذا الشيئ الذي يتملكها عاد يعتصر كل كيانها لكن كان هنالك احساس انوثي اخر من اين يأتي ويداهما لاتدري لماذا لم يأتي يسأل عنك يطيب خاطرك يأخذك يحتويك بين زراعيه التي طالما أحست بينهما بالامن والدفئ والحنان .
قبيل المغرب فجأة تذكرت تلك البقرة الحلوب بقرتها التي اهداها لها والدها صبيحة يوم عرسها اين هي الان تذكرتها يالله تعودت هذه البقرة ومثيلاتها من ابقار القرية الورد قبيل المغرب الي بركة الماء ومن ثم تعود بمفردها دون دليل الي البيت البركة امام بيت ابيها بامكانها ان تفتح الباب وتنظر نعم البقرة الان ترد الماء وبعد قليل ستعود الي بيتهما حيث زوجها قد عاد لتوه من الحقل .وكأنما هنالك ما كان يدفعها دفعا خرجت من دار ابيها توجهت الي البركة ونظرت الي بقرتها التي ادارت رأسها عن الما وتجهت صوب البيت ترددت الزوجة قليلا لكنها استجمعت قواها امسكت بزيل البقره ويقال أن البقره إذا امسكت بزيلها تسرع تنطلق لايهم تشبثت بالزيل ولكم ان تتصوروا منظر هذه العاشقة الممسكة بزيل بقرتها المنطلقة في سرعة لايهم .. دلفت البقرة الي الحظيرة محدثة دويا اسرع الزوج الي الحظيرة والزوجة متمسكة بزيل البقرة في اصرار لايوصف نظر اليها نظرت اليه واودعت عنظراتها كل ما تختزن من حب ووفاء وحياء وقالت:
أنا ما جيت براي البقرة هي الجابتني الله يجازيها
التعديل الأخير تم بواسطة يحي عثمان عيسي ; 24-09-2014 الساعة 01:39 PM.
|