سرقوك يا بغداد . .(قصيدة )
سرقوك يا بغداد . .
1-
مثلمَا لمْ يكُ سجادةً أعْجَمية ،
مَا كانَ جلادُنا مُتحَفاً في العِراقِ . .
ولا كانَ حرْفاً يزينُ قافيةَ الأبجدية . .
برغمِ الذي كانْ ،
برغمِ سُخفِ المُراقبِ والإمتحانْ ،
فقد صَارَ في آخرِ الليلِ جرذاً
تطاردهُ في الفُرات ِ مُصفحةٌ أجنبية . .
لمْ تسافِرَ رصاصةٌ بينَ عينيهِ
بَلْ لفهُ الحبلُ ،
وهو الذي قلبُه ُ قدّ مِنْ فوهةِ البندقية . .
2-
في المتحفِ اليومَ ، تأتي العصَافيرُ وأجفانُها مُسْبَلة
تنقرُ في لوحةِ الزيتِ . .
أمِنْ لوثةِ الرسمِ مقتلها يا ترَىَ،
أمْ مِنْ مُجنزرةٍ مُقبلة . . ؟
أينَ كلُ المَخاتيْر ،
أينَ كلُ النوَاطيْر ،
هل سابقوا الموْتَ والزَلْزلة. . ؟
أم توَارَوْا في صالةِ المُتحفِ بين التماثيلِ . .
فكلُ التماثيلِ التي شيعتها الفجيعةُ ،
مخصيّة ً مُهْمَلة . . ؟
مَن اِقتادَ قبْلَ المغيبِ نبُوْخَذَ . .
مَنْ رتبَ القيْدَ والمِقصَلة ؟
مَنْ اغتالَ مَخطوْطةً من قصورِ الرشيدِ
ومَنْ أحْرقَ الشعرَ في المِزبلة ؟
مَنْ أراقَ دَمَ المُتنبي . .
مَنْ شرّدَ الفرزدَقَ . .مَنْ قتلَ الأخْطلا ؟
شاهدت ُ كلَ البنادقِ مَسْجية ً في العَراءِ
وكلَ السيوفِ بلا صلصلة . .
وكلَ الشوارعِ خرْساءَ
كلَ المحافل جرْداءَ ،
لا تقبلُ الأسئلِة . .
3-
تطلعُ الشمْسُ مُنهكةً في المَقاهِي
وقدْ سرَقتْ ضُوءَها نجمةٌ في مُجنزرةٍ أمْرِكية
وكانَ اللصُوصُ هناكَ . .
صِغاراً : جَففوا مُتحفاً . .
كِباراً : جَففوا دجلة َ واغتصبوا الأعظمية . .
وللكبارِ انتهاكاتهُمْ
وللكبارِ حصاناتهُمْ
فمَن يصفقُ في آخر ِ المسرحية ؟
بيروت - يونيو/حزيران2007
التعديل الأخير تم بواسطة جمال محمدإبراهيم ; 17-06-2007 الساعة 11:29 AM.
|