الـــــسر الغميــــــــس !!! النور يوسف محمد

حكــاوى الغيـــاب الطويـــــل !!! طارق صديق كانديــك

من الســودان وما بين سودانيــات سودانييــن !!! elmhasi

آخر 5 مواضيع
إضغط علي شارك اصدقائك او شارك اصدقائك لمشاركة اصدقائك!

العودة   سودانيات .. تواصل ومحبة > منتـديات سودانيات > منتـــــــــدى الحـــــوار

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 21-03-2011, 05:59 PM   #[1]
بله محمد الفاضل
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية بله محمد الفاضل
 
افتراضي حكايات شعبية مترجمة - تماضر شيخ الدين

الحكاية الاولى



فى قديم الزمان،

أهدى (نيامى) اله السماء، (انانسى) جرة كبيرة مملوءة بحكمة العالم. وكانت الجرة مملوءة بكل شىء: صور، حكايات، موسيقى ، لوحات، كتب وأفكار مثيرة كثيرة، كلما نظر انانسى الى واحدة منها، تعلم حكمة جديدة.

طمع أنانسى فى محتويات الجرة وقال لنفسه: "لن اعط اى شخص فى العالم أى واحدة من محتوياتها"

وفكر وفكر اين سيخبىء الجرة. وفى النهاية قرر ان يخبئها فى أعلى شجرة سامقة، حتى لا يراها اى شخص آخر.

فربط الجرة بحبل متين، ولف الحبل حول وسطه. وعندما عزم على صعود الشجرة، كانت الجرة أثقل من قوة تحمله.

كان ابن (انانسى) يرقب والده من مكان بعيد. ولما رأى محاولة والده العاجزة صاح به: اربطها حول ظهرك فذاك يجعل مهمتك أسهل فى الصعود.

وفعلا ربط (انانسى) الجرة حول ظهره ..وكان الصعود سهلا عليه هذه المرة.

وعندما وصل الى قمة الشجرة، استشاط (انانسى) غضبا وصاح: ابنى يعرف احسن منى وانا أحمل جرة الحكمة كلها؟

كان (انانسى) غاضبا حتى انه قذف بالجرة من اعلى الشجرة الى قاعها.

تحطمت الجرة الى قطع كثيرة صغيرة وانتثرت شظاياها فى كل مكان. وتشتت شظايا الحكمة بالتالى فى كل مكان.

تجمع الناس من كل حدب وصوب وظلوا يلتقطون قطع الحكمة المتناثرة هنا وهناك.

حمل كل شخص قطعة الحكمة الى منازلهم وفرجوا عليها اهلهم واصدقائهم.

ومنذ ذلك الوقت صارت فى يد كل شخص قطعة من الحكمة يعلمونها لبعضهم البعض ويتبادلونها، ولا أحد يملكها كلها.



التوقيع: [align=center]الراجِلُ في غمامةٍ هارِبةْ[/align]
بله محمد الفاضل غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 21-03-2011, 06:00 PM   #[2]
بله محمد الفاضل
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية بله محمد الفاضل
 
افتراضي

الحكاية الثانية
________

الطبل




حكاية من الهند

فى قديم الزمان

كان هنالك امرأة فقيرة، تطحن الطحين فى بيوت الاغنياء حتى توفر العيش لها ولولدها الوحيد. يعطونها بعض العيش تبتاعه وتشترى مستلزمات الحياة. ولكنها لا تستطيع ان توفر لها اولولدها ملابس جميلة او ألعاب.
وفى يوم من الايام وهى ذاهبة للسوق سألت ولدها ماذا يريد من السوق فرد عليها بسرعة : اريد طبلا يامى أريد طبل.

عرفت الام ان ما لديها لن يكون كافيا لشراء الطبل، وفعلا فقد صدق حدسها ولم يكن المبلغ الذى تلقته من بيع العيش كافيا. ولكنها وجدت قطعة من الخشب واقعة على قارعة الطريق فأحضرتها له.

أخذ الولد الصغير قطعة الخشب وذهب بها الى الشارع ليلعب بها. فصادف امرأة عجوز تحاول ان توقد نارا ..كان الدخان الذى تحدثه النار كثيرا حتى سال دمعها، سألها الولد لماذا تبكى فقالت له الدخان الكثيف جعل دمعى يسيل ولكنى لا استطيع ان اوقد نارى، فمنحها الولد قطعة الخشب فأوقدت نارها وفرحت. أعطته بالمقابل قطعة من الرغيف. حمل الولد قطعة الرغيف ومضى فى كريقه فوجد رجلا يعمل صانعا للآنية وزوجته وطفلهما الصغير وهو يبكى. سألهما لماذا يبكى الطفل كل هذا البكاء فأخبراه ان الطفل يتضور جوعا، فأعطاه الولد قطعة الرغيف فأكلها الطفل وفرح الابوان، منحاه بالمقابل "طستا" مما يصنع الاب. حمل الطست ومضى فى طريقه فوجد رجلا يجادل زوجته ويصرخ فى وجهها، فسأله لماذا يشاجر زوجته هكذا فقال له الرجل: انا اعمل غسالا وهذه المرأة، زوجتى افسدت طستى الوحيد، فلا استطيع ان أعمل لأجلب المال لأسرتى. أعطاه الولد الطست. فرح الغسال وأهدى الولد كنزة ثقيلة للبرد. عندما كان يعبر الجسر وجد رجلا عجوزا يرتجف من البرد، فسأله ما حل به فأخبره الرجل انه لايملك غير قميص خفيف على جسده ويشعر بالبرد الشديد. فأعطاه الولد الكنزة على الفور. فرح الرجل وأهدى الولد حصانا.

وعندما كان الولد فرحا بحصانه وصادف بعض الموسيقيين بينهم رجل شاب يلبس ملابس العرس، وكان العريس هذا غاضبا وفاقدا لصبره. فسألهم الولد ما حل بالعرس، فأخبروه انهم ينتظرون رجلا وعدهم باحضار حصان للعرس ولم يحضر. فأعطاهم الولد حصانه. سأله والد العريس ان كان يتمنى شيئا يعطيه له، وعلى الفور قال الولد: طبل، أريد طبلا. فتنازل أحد الموسيقيين عن طبله للولد.

وهرع الولد لبته ليخبر أمه بحكاية الطبل الذى حصل عليه. بدأ الحكاية من قطعة الخشب التى حملتها امه له من قارعة الطريق.



التوقيع: [align=center]الراجِلُ في غمامةٍ هارِبةْ[/align]
بله محمد الفاضل غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 21-03-2011, 06:11 PM   #[3]
بله محمد الفاضل
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية بله محمد الفاضل
 
افتراضي

الحكاية الثالثة
_________

من جنوب نيجيريا

لاتدفع السيئة بالسيئة


كانت دولا وبابى صبيتان جميلتان وصديقتان حميمتان منذ الطفولة. تلبسان نفس الملابس وتذهبان الى زيارات الناس فى القرية وكل القرى المجاورة ايضا، سويا حتى اعتقد بعض الناس انهاما توأمتان.

وعندما وصلتا سن الزواج قررتا ان تتزوجا من شقيقين لأم واحدة وأب واحد يعيشان فى نفس البيت حتى لا تفترقا. وبالفعل كان هناك شابان شقيقان يعيشان فى بيت واحد وينتويان الزواج. فتزوجتهما الفتاتان لحسن الصدف. تزوجت بابى من الولد الاصغر بينما تزوجت دولا شقيقه الاكبر. كانت العروستان فرحتان جدا للزواج بالاشقاء فقد رحلتا سويا الى بيت اصهارهما.

بعد أيام قليلة من الزواج، نظفت دولا ساحة منزلها جميلا وغرست فيها شجرة كولا بعد اسابيع قليلة ينعت غرسة الكولا. كانت دولا تقوم كل صباح وتضع ماء على "جرة" تحت غرسة الكولا ثم تركع على ركبتيها وتصلى من اجل ان ترزق بطفل جميل، وبعد الدعاء تشرب من ماء الجرة وتذهب الى غرفتها قبل ان يصحى الآخرين من النوم. لأنها تؤمن بأن هناك روح معينة تأتى كل ليل لتبارك شجرة الكولا وماء الجرار.

بعد شهور نمت الغرسة وصار طولها مترا. ولكن حيوانات ليلية كانت تأتى وتأكل أوراقها وتمنع نموها.

وفى يوم من الايام رأت بابى صديقتها دولا وهى تفرغ من الصلاة قرب شجرة الكولا. فسألتها: دولا بماذا كنت تحدثين شجرة الكولا؟

ردت عليها دولا: شجرة الكولا هى الهى يا دولاـ وانا اسألها كل صباح بأن تمنحنى طفلا ..بسرعة.

وعندما لاحظت ان حيوانات الليل كانت تلتهم أوراق الغرسة، ذهبت بابى الى غرفتها واحضرت لصديقتها جرة لها فائضة، الجرة مكسورة من الاسفل وأخبرتها ان تحمى بها غرستها بعد ان تضعها من فوقها وتدفن اطرافها فى الارض حول الغرسة ، وبذلك فهى تحميها من وصول المخلوقات المتلفة اليها.

وفعلا فعلت دولا ما قالته لها صديقتها ولم تجرؤ الحيوانات على الوصول الى الشجرة من يومهاـ وصارت الشجرة تكبر كل يوم.

بعد سنوات قليلة طرحت الكولا ثمارها، وكانت من احسن الثمار التى طرحتها الكولا فى تلك القرية ذلك العام. وكانت مبيعاتها عالية أدخلت عليها ربحا وفيرا.
ولذلك اصبحت دولا من اثرياء الحى، صارت ثرية حتى حسدتها صديقتها بابى على ثرائها فقالت لها يوما: هل يمكنك ان ترجعى لى الجرة التى اعطيتك اياها فورا؟

قالت لها دولا لا اظنك تطلبين هذه الجرة المكسورة من اسفل والى ثبتها على الارض حول الشجرة، اذا ارجعت لك هذه الجرة فلابد من ان أكسرها الى قطع صغيرة قبل ان تأخذينها، تعرفين ان الشجرة قد نمت حولها وطالت.
ولكن بابى اصرت على موقفها وانها تريد جرتها كاملة غير منقوصة. قالت دولا اذا اردتها كاملة فذلك يعنى ان نقطع شجرة الكولا يابابى.
فأعلنت بابى بوضوح انها تريد جرتها كاملة حتى لو رأت دولا ان تقطع شجرة الكولا المثمرة.

ذكرتها دولا بصداقتهما ولم يبدو عليها من كثرة الحسد انها تذكر تلك الصداقة بشىء.
ذهبا الى عمدة الحى ..وللأسف تحت اصرار بابى، حكم على شجرة الكولا بالقطع ..وفعلا قطعت شجرة الكولا وحفرت دولا الارض تحتها وأخرجت الجرة وأرجعتها الى صديقتها، بابى. تقبلت بابى هذه الحادثة بفرح كبير وهى تضحك على شجرة دولا التى اجتثت.

لكن بمجرد عودتهما الى البيت، تناست دولا الحادثة وعاملت دولا بابى بنفس الصداقة القديمة ولم تشعرها بأنها كانت حزينة على شجرتها الحبيبة وهى تستأصل من جذورها.

بعد شهور قلائل انجبت بابى بنتا جميلة. وفى يوم "اطلاق الاسم عليها" اهدتها دولا طوقا نحاسيا لتضعه حول عنقها. وكان طوق النحاس هذا من اغلى الهددايا فى تلك القرية. وبفرحة غامر اخذت بابى الطوق ووضعته حول عنق طفلتها فزادت جمالا على جمال. هذا الطوق ليس به مشبكا او مفتاح بل يدخل كما هو من الرأس ويطوق العنق.

ومرت السنين.

فى عيد ميلاد الطفلة العاشر جاءت دولا الى بابى وقالت لها: أريد منك ان تعيدى لى طوق النحاس، الآن وسالما.

اسقط فى يد بابى وسألت صديقتها كيف ارده لك سالما؟؟ ذلك يتطلب ان تقطع رأس بنتى الجميلة؟ هل يرضيك ان تقتلى ابنتى من اجل طوقك؟

اصرت دولا على موقفها، وتسامع الناس بالمعضلة وصارت دولا تصر على موقفها وتطالب بالطوق، حتى تدخل عمدة القرية وفعلا رأى ان دولا لها الحق فى طلبها وقال لبابى: الآن جاء دورك لان تدفعى ثمن ما فعلت..تماما كما قطعنا شجرة الكولا لنعيد لك جرتك، سنقطع رأس ابنتك الغالية لنعيد لدولا طوقها.

وحدد القاضى يوما لأجراء الحكم. وقف الناس من كل القرى فى دائرة واسعه، صامتون لا تسمع انفاسهم. وقفت فى منتصف الدائرة بابى وابنتها الصغيرة مسجاة على الارض ووقف السياف فوقها فى انتظار اصدار الحكم بقطع رأسها.

اصدر القاضى الحكم وأمر بقطع رأس البنت وأمها المكلومة تنتحب من الاسى والحزن.

وعندما رفع السياف سيفه، أمسكت به دولا وصاحت: لا، لا تقطع رأس الصغيرة البريئة. الآن أنا لا أريد طوق النحاس ولم أكن أريده اصلا. أردت ان اخبر بابى بأن السيئة لا ترد بالسيئة. واذا ذهب العالمين لفعل ذلك لاستفحل الشر ولم يعد هنالك خير. أنا اسامحك يابابى على ما فعلته لى ولشجرتى الغالية من قبل بدافع الحسد.

وخرجت دولا من الحشد والكل يهتف فرحا من موقفها السامى. ذهبت الجموع الى بيت بابى ودولا وفرحوا كثيرا لعودة الصداقة بين المرأتين. ودامت صداقتهما تلك حتى آخر العمر.



التوقيع: [align=center]الراجِلُ في غمامةٍ هارِبةْ[/align]
بله محمد الفاضل غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 21-03-2011, 06:11 PM   #[4]
بله محمد الفاضل
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية بله محمد الفاضل
 
افتراضي

الحكاية الرابعة
_________

قصة من روسيا



فى قديم الزمان


ذهب الرجل العجوز الى الغابة ليغرس بعض ثمار البطاطا، وكان يعمل جيدا فى اللحظة التى اتاه الدب:
ايها الرجل العجوز، سأكسر ظهرك

لا لا لاتكسر ظهرى ايها الدب الطيب. انسى ذلك وتعال ساعدنى فى غرس شتول البطاطا سأحتفظ انا بالجذور بينما سأتركك تنعم بكل ما فوق الارض.

لامانع. لكن اذا حدث وقمت بخديعتى فلن يرى وجهك غابتى من بعد.

قال الدب ذلك ومضى الى أحراش الغابة وهو لا يلوى على شىء.

نمت غرسات البطاطا وصار طولها مناسبا. وفى موسم المطر جاء الرجل العجوز ليغرس شجيراته. وبمجرد ان وصل الرجل العجوز كان الدب يقف خلفه مرددا: ايها الرجل العجوز حان الوقت لنتقاسم الحصاد، اعطنى نصيبى.


وفعلا اعطى الرجل العجوز الجزء الاخضر للدب، وحمل الجذور ، البطاطا الجميلة فى عربة وتأهب للذهاب لسوق المدينة كى يبيعها.


عاد الدب ووقف فى وجهه قائلا: الى اين أنت ذاهب؟

ذاهب للمدينة ايها الدب الطيب لابيع الجذور.

قال الدب: دعنى اذوق هذه الجذور. وعندما تذوقها الدب زمجر وغضب وتوعد: جذورك طعمها لذيذ، حذار ان تأتى مرة أخرى للاحتطاب فى غابتى، ابدا ولا كسرت ظهرك.

وفى العام القادم جاء الرجل العجوز الى الغابة فى موسم الزراعة. دار نفس الحوار بين الدب والعجوز الا ان العجوز كان يزرع قمحا هذه المرة. وقال الدب: لقد خدعتنى فى المرة الاولى وأخذت الجذور ذات الطعم اللذيذ وتركت لى الفروع الخضراء. هذه المرة سأحصل انا على الجذور وانت تبقى على الفروع ان اردت، والا سأكسر ظهرك.

وهكذا عنما انقضى الموسم ونما القمح، أخذ الرجل العجوز القمح وأعطى الدب الجذور.

حاول الدب ان يقضم الجذور بشتى الطرق ولم يقدر على أكلها وهى غاضب حتى كاد يموت من الغيظ.

ويقال ان هذه الحادثة هى السبب فى النفور الواضح بين الانسان والدب.



التوقيع: [align=center]الراجِلُ في غمامةٍ هارِبةْ[/align]
بله محمد الفاضل غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 21-03-2011, 06:13 PM   #[5]
بله محمد الفاضل
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية بله محمد الفاضل
 
افتراضي

الحكاية الخامسة
___________


قصة من أأمريكا اللاتينية "مايا"



حكاية الولد الذى يفهم لغة الطير



فى قديم الزمان

كان هنالك ولد صغير يذهب مع والده الى الحقل كل يوم. لا يشكو ولا يتضجر حتى لو انتهره والده او اساء معاملته، يعرف أهمية احترام الوالدين. وفى وقت الغداء يجلس مع والده فى ظل شجرة كبيرة، حيث يشرب حساء الذرة ويأكلان الكسرة المعروفة "بالتورتية" مع البقول والبسلة الخضراء. فى هذه الساعة تحضر عصفورة جميلة وتعتلى الشجرة وتغنى بنفس الطريقة كل يوم.

وعندها يصغى الولد جيدا للأغنية الى تغنيها العصفورة ثم يبتسم او يضحك بهمس حتى لا يلاحظ اباه لتصرفه. كان هذا يحدث كل يوم، يصغى الولد لأغنية العصفور جيدا ويضحك بحيث لا يزعج ابيه.

وفى مرة سأل الرجل ابنه: ماذا تريد ان تقول لنا هذا العصفورة التى تغنى؟؟

قال الابن: فقط تريد الغناء لاشىء لاشىء.

قال الاب: ولماذا تضحك وتبتسم كلما سمعتها تغنى، اذن؟

قال الابن: لاننى احب ان اسمع غناءها، ذلك كل ما فى الامر.


وصاح الاب غاضبا: اذا كان يسعدك ان تسمع غناءها فلابد انها تقول شيئا، خبرنى ماذا تقول العصفورة، خبرنى.

وقال الولد وهو يرتجف خوفا: لا أعرف. انها لاتقول شيئا، انا لا أعرف ماذا تقول.

قال الأب مهددا: لا تحاول ان تخفى منى، خبرنى ماذا تقول والا انهلت عليك ضربا.

وعندما خاف الولد من تهديد أبيه له قال: العصفورة تقول انك يجب ان تسلم على كل يوم.

واستشاط الرجل غضبا أكثر وصرخ فى وجه ابنه: اسلم عليك؟ كيف ماذا تقصد

الابن: تحيينى تقول لى سلاما، تحية.

الاب: ومتى كان الوالد يحييى ابنه؟
الابن: الا أدرى ولكنك اصررت على معرفة ما تقوله العصفورة وها أنذا أخبرك.

فزادت هذه الحادثة من صلف الاب وصار يعامل ولده باحتقار واهانة لم يعد الولد يحتملها. فخرج الولد من قريته وصار يطوف ببلدان العالم كاليتيم هائما على وجهه. حتى صادف مملكة كبيرة. وقد كان الملك قد أعلن عن جائزة كبرى لمن يستطيع ان يعرف لغة الطير. خصص لمن يعرف لغة الطير ابنته الاميرة الجميلة يتزوج بها.
وجاء شبان كثيرون من ممالك بعيدة وكلهم لم يقنعوا الملك. والدليل ان هذه الطيور كانت تجىء الى نافذته وتشقشق كثيرا فتزعجه.

فجاء الولد الى الملك وطلب منه ان يدخله فى هذه المسابقة. استمع الولد لكلام الملك وهو يحكى له كيف ان طائران يأتيان الى نافذته ويشقشقان على نحو يجعله يحس بأنهما يريدان ان يقولا شيئا معينا وهو لا يستطيع فهمه.

فاستمع الولد الى الطائرين عند الصباح عندما أتيا الى نافذة الملك.

قال الولد للملك: الطائر الذكر يقول ان امراته هجرته وهجرت الولدان بينما كانا بيضا يحتاج للدفء فى العش. فما كان منى الا ان احتضنت البيضتان حتى فرختا طائرين:انثى وذكر هما أولادى.

والطائر الانثى تقول: اننى خرجت من ذلك العش لأن زوجى لم يكن يوفر لى القوت، خرجت غاضبة وتركت العش بمافيه. والآن هذان الطائران الجميلين هم ابنى وابنتى وانا أريد ان استردهما.

قال الملك للولد "الكرمبا، وماذا عسانا فاعلين؟"

رد الولد بسرعة: الام تأخذ ولدها والأب يأخذ ابنته. وفعلا أعطى الملك للوالد ابنته وأعطى للوادة ابنها. ففرحت الطيور بهذا القرار ولم تعد تزعج الملك من النافذة.

وكما قطع الملك عهدا على الفائز بأن يتزوج ابنته الجميلة، أقام القصر عرسا كبيرا لزواج الولد الذى يترجم لغة الطير على الاميرة ابنة الملك.
وفى يوم العرس جاء الناس من كل الممالك المجاورة مهنئين وكانوا يلقون بالتحية للعرسان على طريقة أهل المملكة، الانحناء.
وشاهد الولد رجلا عجوزا يجر امرأته العجوز ويتدافعان ليلقيا بالتحية للعريس وعروسته الاميرة، عرفهما الولد فى الحين.




وعندما وصل اللوالدتن بين يدى ولدهما أحنى الأب جسده الهزيل محييا، فأمسك به ابنا وقال: لا يا أبى لا تنحنى لتحيتى فأنا ابنك. ألا ماقلت لى عندما ترجمت لك غناء تلك العصفورة؟

فانتحب الاب وهو يطلب المغفرة من ابنه للاساءة التى وجهها له. فقال الابن:

لا تحزن يا أبى فمن اليوم ستأتى انت وأمى وتعيشا معنا فى هذا القصر فى سعادة وهناء.

وبذلك انتهت حكاية الولد الذى يترجم كلام الطير



التوقيع: [align=center]الراجِلُ في غمامةٍ هارِبةْ[/align]
بله محمد الفاضل غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 21-03-2011, 06:14 PM   #[6]
بله محمد الفاضل
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية بله محمد الفاضل
 
افتراضي

الحكاية السادسة
__________


قصة من استراليا

لماذا تهمس الاشجار؟


فى قديم الزمان


فى الارض، وقليلا بعد أن خلقت الاشجار، وأمر الانسان بمفارقة الجنة ليعمل، ذهب رجل الى الغابة

يحمل فأسا ليقتطع الحطب.

أول شجرة قابلته كانت شجرة ال pine، وبمجرد أن رفع الرجل فأسه ليقطع جذع الشجرة سمع صوتا يقول:

لا، لا تقطعنى، الا ترى الدمع اللزج الذى يسيل من عروقى ؟ اللحظة التى تقطعنى فسيجىء لك هذا الدمع بالحظ التعيس"



ترك الرجل الشجرة فى حالها وذهب الى التى تليها وكانت شجرة ال spruce وبمجرد ان رفع الرجل فأسه ليقطعها هتفت الشجرة:



لا لاتجتثنى، فستجدنى عديمة الفائدة لك..هلا رأيت ان فروعى معقودة وجذعى اعوج ملتو؟




تركها الرجل فى حاله وهو ممتعض وذهب الى قلب الغابة يبحث عن شجرة أخرى.

فقابلته شجرة ال alder، ما ان رفع فأسه ليقطعها حتى سمع صوتا وقورا يحذره قائلا: لا تجرؤ على

اجتثاث فروعى، وشيطا سيسيل الدم من قلبى ويلطخ جسدى ..وحينما يتضرج فأسك بالدم الاحمر القانى"




توقف الرجل عن المضى، ودعا ربه.

"ماذا انا فاعل يا الهى؟ من اين لى بحطب الوقود وأعمدة الدار اذا كانت كل شجرة فى الغابة

تبكى وتتضرع لى الا اقطعها"

قال له الرب بعد ان عطف على حاله: عد الى الغابة. فسوف آمر الا تعترضك شجرة من الآن فصاعدا"


فذهب الرجل واقتطع الاشجار وحمل ما يطلب من حطب الوقود والمسكن، تماما كما أراد له الرب.

لم تكن الاشجار سعيدة بهذا الأمر. لكنها لا تجرؤ بالاعتراض على أمر الرب جهرة، ولكنها بدأت تحتج

همسا. ومنذ ذلك الوقت صارت الاشجار تهمس كلما اقترب منها الانسان. فاذا اقتربت من مجموعة

من الاشجار فانك تسمع همسها لبعضها البعض، انها ببساطة تعترض على المعاملة القاسية التى قدر لها ان تلقاها من الانسان.



التوقيع: [align=center]الراجِلُ في غمامةٍ هارِبةْ[/align]
بله محمد الفاضل غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 21-03-2011, 06:15 PM   #[7]
بله محمد الفاضل
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية بله محمد الفاضل
 
Question

الحكاية السابعة
________

من ليبيا

(منقولة)

حكاية من ليبيا







منقولة: الخادم لله

حكي أن شابا أحب فتاة في النجع وعرف قصة حبها الصغير والكبير وعندما تقدم لخطبتها رفضه أهلها لأنه فقير وراقد ريح كيف ما يقولوا عندها أصر صاحبنا علي السفر للبحث عن المال ومن ثم العودة لخطبتها من جديد .. وقبل السفر قابلها وتحدث معها بالخصوص وطلب منها ألوفاء بالعهد وانتظارها حتي عودته ودار بينهما حوار شـا ئق حيث قال لها :


(((((((((0اصـحــي يا عزيز غـلاي إلا غلاك هـو راس حـاجــتي )))))))

فردت عليه قائلة :

((((غـــلاك ما تخاف عليه مصيون بين عيني وهدبها ))))

قال : مازلت خايف، فقالت له :

أيموتوا اللي حيين
وايعيشوا المدفونين
ويبيد عظم تاسع جيل
ولاغلاك جا دونــه غـــــــلا

فقال لها :مازلت خايـف، فقالت له :

غــلاك ما تخاف عليه ستين تامجه حايطات به
عندها تأكد لصاحبنا أصرارها عليه.فودعها وركب جمله والدمع ينهمر من عينيه وغنى وقال :

علي افراق حازه موح العين جا طقارير دمها

غاب صاحبنا فترة ثم حضر اليه أحد أهل النجع فسأله عن أحوال محبوبـته فقال له انني في ألايام القليلة الماضية رأيتها في فرح عائـلة فلان تضحك وتمرح مع الفتيات فكتب صاحبنا غناوة علم وبـعـثــها لها تــقول الغناوة :

أزهـاك في غيابي نقص الحزن بـيـنا مارة غـــــلا.

أي ان فرحك وضحكك يجب الا يكون في غيابي ومن المفروض أن تكوني في حالة حزن حتى عودتي اليك وهذا هو خير دليل على حبك لي .لكن الفتاه كانت علي درجة كبيرة من الذكاء فـردت عليه بهذه الغناوة :

قواعد أركان العقل يا علم وراك راجن الكل

أي بمعنى أن غيابك عني جعلني أفقد التوازن وأصبحت في حالة’ نفسية عصيبة لا أفرق بين الضحك والبكاء.ولكن ماذا حصل بعد هذا كله؟ بعدفترة عاد صاحبنا من سفره وأحضر معه الهدايا والأموال عاقدا العزم علي الجوازمنها ولما أشرف علي النجع لاحظ أن هناك تجمعا حول بيت محبوبته فانتابه الفزع ودارت في نفسه عدة أسئل..هل تزوجت؟ هل حصل لأفراد أسرتها شئ؟وأخذ يقترب رويدا رويدا حيث تأكد أن هناك فرحا وارتفعت فيه غناوي العلم والمجاريد والزغاريد… وتأكد له أنـه فرح محبوبـته…وبكى صاحبنا بكاء شديدا ولكنه أصر علي الذهاب للفرح والمشاركة فيه وفاء منه لها وعند حضوره طلب منه أصحابه غناوة علم فـقال:

غـلاي كيف ديل عليه حـتى تامجه ما حاربت

أي هذه الغناوة كانت ردا على أخر غناوة سمعها منها قبل سفره عندما سمعت العروس الغناوة وعرفت أن فلانا حضر من سفره خرجت من العرس في حالة هستـيرية تغني وتقول:

رانا عليك ارجوع أبقـى عـزيـب ما تامن لحـــــد

أي بـمـعـنـي هـا أنا راجعة إليك وما زلت علي عهدي معك وهنا يتضح أن أهلها أجبروها علي الزواج بعد غياب محبوبها ولم يتم الزفاف القائم بل تزوجها صاحبنا



التوقيع: [align=center]الراجِلُ في غمامةٍ هارِبةْ[/align]
بله محمد الفاضل غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 21-03-2011, 06:16 PM   #[8]
بله محمد الفاضل
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية بله محمد الفاضل
 
افتراضي

الحكاية الثامنة
_________

قصة من بلغاريا

السلطان والغجرى

ترجمة (بتصرف)

فى قديم الزمان

وقع ابن السلطان فى حب فتاة غجرية. فأخبر اباه بذلك. نادى السلطان القاضى وهو رجل رقيق وعارف، وطلب منه الذهاب الى والد الفتاة لكى يطلب يدها منه.

فذهب القاضى الى حيث يقيم الغجر وسأل عن والد الفتاة حتى أشاروا له. فجلس قبالته وقال له: يسعدنى ان اتقدم اليك نيابة عن السلطان لطلب يد ابنتك الجميلة لابن السلطان الشهم.

وما ان أكمل القاضى المهذب جملته حتى رفع والد الفتاة عصا غليظة وانهال بها على رأس القاضى، صعق القاضى من تصرف الغجرى الاهوج وهرول جاريا الى قصر السلطان، فأخبره بالحكاية.

احتار السلطان فى تصرف الغجرى وفكر مليا. نادى السلطان عقيد جيشه وهو رجل وقح وجبار وطلب منه الذهاب الى والد الفتاة ليطلب يدها منه لابنه.

ذهب العقيد الى مكان الغجر وسأل من الرجل، وعندما تعرف عليه صاح فى وجهه: الست انت الرجل الحقير التافه والد تلك البنت الرخيصة؟

فانحنى الغجرى بأدب وقال نعم أنا.

فانهال عليه ضربا بالهراوة وهو يقول: لقد ...جئت...لكى.. أطلب.. يد .. ابنتك ...القبيحة..بالنيابة..عن السلطان ..وابنه..فماذا..ترى.؟

وكان يضربه بين كل كلمة وأخرى بالهراوة.

قال الغجرى: نعم نعم فهى لهم. أشكر لى السلطان لأنه أرسل لى رجلا يعرف كيف يتحدث معى.



التوقيع: [align=center]الراجِلُ في غمامةٍ هارِبةْ[/align]
بله محمد الفاضل غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 21-03-2011, 06:16 PM   #[9]
بله محمد الفاضل
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية بله محمد الفاضل
 
افتراضي

الحكاية التاسعة
_________

قصة من كينيا



من ولد العجل؟

فى قديم الزمان




وفى غابة من غابات كينيا كان يسكن أسد اسمه "ماموبو" وضبع اسمه "مبتى"





. كان لاسد "ماموبو" يملك ثورا والضبع "مبتى" يملك بقرة.



وفى يوم من الايام بينما كان الضبع نائما وضعت البقرة عجلا. حدث ذلك والاسد يعبر بيتهما. وعندما رأى الاسد ان الضبع نائم أخذ العجل الى بيته ولطخ مؤخرة الثور بدمه. لكن الضبع "مبتى" شعر بحركة الاسد "ماموبو" وتبعه الى بيته.


عندما رآه "ماموبو" خاطبه فرحا: اليوم، وضع ثورى عجلا.

صاح "مبتى": مستحيل، الثيران لا تضع، العجل وضعته بقرتى.

وصارت مشادة كبيرة قررا بعدها أن يذهبا لمجلس الشيوخ فى القرية.

اجتمع الشيوخ والاسد والضبع وأحضروا معهم الثور والبقرة والعجل. وما أن رأى العجل أمه حتى جرى اليها يرضع من ثديها. لكن شيوخ القرية كانوا ينظرون الى عيون الأسد "ماموبو" الشريرة فيهمهمون ولا يقولون شيئا.

انزعج الضبع من جبن الشيوخ وجرى الى الغابة ينادى على صديقه"الصبرة"كالابوبو" ..فأخبره بالحكاية وكيف ان الشيوخ لخوفهم من الاسد لم يصدروا قرارا بعد.

طمأنه الصبرة "كالابوبو" وقال له اذهب الى حيث المحكمة منعقدة ، دعهم يتشاورون وانظر ماذا سأفعل"

ذهب "مبتى" الى مجلس الشيوخ وانتظر. وبعد دقائق جاء الصبرة "كالابوبو" وهى يحمل قرعا كثيرا مملوء بالماء ويتصنع العجلة لا يلتفت الى المجلس
بمن فيه.

فتساءل الجالسون عن سر الصبرة،"كالابوبو" ولم يعرفوا لسره حلا.

واخيرا صاح به الأسد "ماموبو" الى أين تذهب يا كالابوبو بكل هذا الماء؟

قال له كالابوبو على عجل: ذاهب لأغسل أبى فقد وضع مولودا جميلا لتوه.
صاح الاسد على الفور: كذاب، الرجال لا يضعون مواليدا ابدا.
قال كالابوبو وهو يتوارى بعيدا فى الطريق: انت الصادق، كما تقول تماما ياسيدى، كما تقول.

بعد هذا الحوار لم يجد شيوخ القرية بد من أخذ الاسد على قدر كلمته.

وبذلك فان الذى ولد العجل هو الـــ......



التوقيع: [align=center]الراجِلُ في غمامةٍ هارِبةْ[/align]
بله محمد الفاضل غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 21-03-2011, 06:17 PM   #[10]
بله محمد الفاضل
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية بله محمد الفاضل
 
افتراضي

الحكاية العاشرة
________

حكاية من اليابان


قاطع الاحجار

فى قديم الزمان......

عاش رجل يذهب كل يوم الى الجبل المجاور لقريته ويقتطع من الصخرة الجانبية قطعا يستخدمها الناس فى بناء البيوت واغراض أخرى مثل شواهد القبور. كان الناس يثقون فيه كثيرا لانه كان هميما وعارفا بصنعته. ولمدى طويل كان هو قانعا بحياته لا يتمنى احسن منها.

ترامى الى سمع قاطع الاحجار ان هنالك "روحا" تعيش فى الجبال وتظهر للرجال تستجيب لامنياتهم وتساعدهم فى شتى شئون حياتهم، وقد جعلت البعض منهم أغنياء مرفهين. وكان قاطع الاحجار يسمع هذه القصص بدون ان يصدقها وعندما يحكون له هذه الحكايات فيهز كتفيه ويمضى. الا ان جاء الوقت الى جعله يصدق.

ففى يوم من الايام حمل معاوله وذهب للعمل كالعادة، حيث اقتطع قطعة من الصخر وحملها الى منزل رجل ثرى. عندم نظر قاطع الاشجار الى بيت الرجل الميسور وفراشه الحرير وستائره المذهبة تمنى ان يكون له ذلك الفراش الفاخر حتى يرتاح من عمله القاسى. وعاد الى البيت لانه لم يكن يرغب فى العمل فقد أحس بتعب غير عادى.

لكنه فوجىء بأن بيته قد تحول الى قصر وريف، فراشه من حرير وستائره مذهبة. استلقى الرجل على السرير الناعم وراح فى سبات عميق. وظل بهذا الحال اسابيعا واياما عديدة. حتى اصابته الكآبة وهو لا يعرف كيف يسلى نفسه. فنظر الى الشارع من بين الستائر ليرى المارة ويتسلى برؤيتهم. فعبر الشارع أميرا شابا يركب عربة من الحصين وله حشم يلبسون ملابس زرقاء وفضية ويحملون فوق رأسه شمسية ذهبية. فتمنى فى نفسه ان يكون ذلك الامير.
فسمعته الارواح وقالت له: ستكون أميرا وأميرا قد كان.

صار يزرع الشوارع والحقول والشواطىء الجميلة على مركبته ويقضى وقتا طيبا.

ولكنه لاحظ ان الشمس ترسل اشعتها وتجفف الماء فى الحقول وتسمر بشرته.

فقال فى نفسه: الشمس افضل منى؟ فبالرغم من شمسيتى الفاخرة فهى تعرف كيف نتفذ الى جلدى وتجعله اسمرا؟ أريد أن أكون الشمس.

فسمع الروح تقول له: ستكون الشمس. وشمسا كان.

صار ينفذ باشعته الى الحقول والى الاشجار والى الانهار حتى جفت البلد من حرارته اللاسعه. واستمتع بهذه القوة وقتا من الزمان حتى جاءت سحابة عابرة وغطت وجهه وحجبت اشعته من النفاذ. فتضجر وقال فى نفسه: السحاب افضل منى؟ على الرغم من قوة اشعتى وحرارتها تقوى على حجب وجهى هكذا؟ أريد ان اكون سحابا. فسمعته الروح وعلى الفور قالت له: سحابا ستكون. وسحابا كان.

وظل يهطل مطرا غزيرا حتى ابتلت عروق الارض ومادت البحار والانهار وانهمرت الشلالات والسيول وهو فى قمة المتعة من هذا الجبروت. ولكنه لاحظ ان الصخور والجبال لم تهتز لجبروته. فتململ فى داخله وأرل زفرة من الشكوى: الصخرة أفضل منى، لاتستجيب لانهمارى ولا غزارة امطارى؟ أريد أن أكون صخرة. فسمعته الروح وهمست له: ستكون صخرة. وصخرة كان.

فوقف هنالك جبارا وعاتيا لاتهزه الامطار او حرارة النهار وقاوم الريح والاحراش حتى بلغ قمة من النشوة الى ان لاحظ ان احد قاطعى الاحجار كان قد احضر معاوله وبدأ فى تفتيت ذراته، فاستشاط غضبا وقال: الانسان أفضل منى أريد أن اكون قاطع أحجار.

فسمعته الروح وقالت له: قاطع احجار ستكون. وقاطع أحجار صار.

ومنذ ذلك اليوم صار الرجل قانعا بمهنته. سريره كان جافا وطعامه فتات. ولكنه لم يقنع كما قنع بأن افضل الاختيارات للانسان هو الانسان ولم يتمنى ان يكون شخصا آخر.

لم يعد يسمع صوت الروح يهمس له بعدها.



التوقيع: [align=center]الراجِلُ في غمامةٍ هارِبةْ[/align]
بله محمد الفاضل غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 21-03-2011, 06:19 PM   #[11]
بله محمد الفاضل
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية بله محمد الفاضل
 
افتراضي

غداً بإذن الله
وإن بقتن حيين
بنكمل
وإن مُتنا
ترا دا الرابط

http://mdaad.com/vb/showthread.php?t=4940



التوقيع: [align=center]الراجِلُ في غمامةٍ هارِبةْ[/align]
بله محمد الفاضل غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 22-03-2011, 10:39 AM   #[12]
بله محمد الفاضل
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية بله محمد الفاضل
 
افتراضي

رقم 11
حكاية من بريطانيا
____________



الملك هيرلا



فى قديم الزمان

كان هنالك ملك حكيم يدعى هيرلا. اتخذ له مرقدا مريحا بين الاعشاب فى غابة عظيمة تقع فى ضاحية من مملكته، كان يتمشى فيها مع حاشيته.

وبينما كان الملك غافيا، سمع جلبة بين الاشجار. فجذب اليه سيفه ونهض يفتش عن مصدر الصوت. فوجىء الملك بقزم عريض الكتفين له له لحية دائرية، ممتطيا عنزا مصفف الصوف ، كان وجهه شائخا و تبدو عليه هالة الملك.

بادر القزم الملك بقوله: لقد سمعت عن هيبتك وجلال ملكك وعظمته. أنا ملك ايضا. وأريد ان ابرم معك اتفاق، ادعونى لاحضر حفل زواجك فى نهاية هذا العام وسأدعوك لحفل زواجى فى العام المقبل.

وقبل ان يجد الملك هيرلا ما يقوله ردا على هذا المشروع، قدم له الملك القزم بوقا من البرونز مملوء بالخمر المعتق. فشربه الملك عن آخره ولدهشته اختفى القزم وكأن الارض قد ابتلعته. هز الملك رأسه لهذه الحادثة. ومضى فى طريقه يدير شئون ملكه حتى نهاية العام. وحينما كان القصر يتأهب بمصابيحه وزينته لزفاف الملك، والمدعوون فى أزهى ملابسهم وعطورهم ينتظرون الوليمة الكبرى، اذا بطارق يطرق بوابة القصر الكبيرة بعنف. وما انفتحت مصاريع الباب حتى دخل جمع من الاقزام يحملون الهدايا النفيسة والمأكولات الشهية والخمر المعتق فى آنية مزخرفة. كانت الهدايا ثمينة ونادرة، اطباق وأوانى وحلى وأثاث، ضاق عنها بهو القصر الكبير. وكانت المائدة التى أحضرها الاقزام كفيلة بأن تشبع كل المدعوين ولم تضطر حاشية الملك لأن تفتح مخازن الطعام المعد لليوم المشهود.


وبعد انتهاء مراسيم الزواج الملكى اختفت مجموعة الاقزام وكأن الارض قد ابتلعتها وسط حيرة الجميع.

بعد عام من زواج الملك، تلقى دعوة من صديقه الملك القزم المجهول. تأهب الملك هيرلا بالهدايا والحاشية والاطعمة ليرد الجميل لصديقه الملك القزم. تبع الملك هيرلا وحاشيته خارطة الطريق التى حملتها الدعوة، سافروا فى احراش الغابات والوهاد والمهاد لمدة ثلاثة ايام حتى تبعت خيولهم. وفى الليلة الثالثة وصلوا الى هاوية من الرمل سحيقة. فاحتاروا كيف يعبرون. فاذا بحاشية الملك القزم تأتى اليهم هاشين باشين ومشيرين اليهم بان يتبعونهم.

سار بهم الحارس القائد الى انبوب رملى طويل مضاء بمصابيح صفراء قاتمة، فى نهاية الخندق او القناة الرملية كان يقف قصرا مهيبا، تتلألأ فى أسقفه المصابيح الوضاءة ولايبدو انها تعمل بزيت الوقود، البهو عظيم وكبير تتوسطه مناضد طويلة مفروشة بالخز منقوشة بعناية وبهاء. رصت عليها أبواق من المعادن الخالصة المنقوشة التى احتوت على الاطعمة الشهية والنبيذ المصفى.

قدم الملك هيرلا هداياه الثمينة وبدأ الحفل. رقص المدعوون وأطعموا وشربوا لمدة ثلاثة أيام "بحساب الايام الارضية". حتى بلغ بهم التعب أى مأخذ. وبعدها قرر الملك هيرلا وحاشيته التوجه للعودة لمملكته. اهداهم الملك القزم هذايا ثمينة أخرى ومن بينها "كلب" من نوع نادر، وأخذ الملك على طرف وقال له انه لا يطمئن على سلامته وانه يجب ان لايفكر فى العودة الى مملكته حتى يصعد الكلب الى الارض.

لم يبال الملك بما ذكر له ومضى فى طريقه الى الخارج، لسطح الارض، عازما العودة الى دياره.

ولما خرجوا كانت كل المناظر فوق سطح الارض غير مألوفة. فقد انتظمت بيوت ومدن وحقول وحدائق فى الطريق لم تكن ابدا هنالك من قبل. تاه الملك وأعوانه فى المدن الجديدة وظلوا يبحثون عن شخص يسألونه. حتى صادفتهم قرية قد خرج اناسها كلهم يبحثون شأنا من شئونهم.

فتقدم اليهم الملك سائلا: هل تعرفون أين الاتجاه لممكلة هيرلا؟

فاحتار القوم، الا ان احدهم قال متذكرا، أعرف هذه المملكة فقد ازدهرت قبل ثلاثمائة عام ولكن الملك وبعض اعوانه خردوا هائمين على وجههم، وفقدت الملكة عقلها بعد ان انتظرته طويلا واندثرت المملكة بعد حين واستلمها السكسونيون.

حاول بعض من رجال الملك العودة لباطن الارض ولكنهم تحولوا الى ذرات من الرمل.

أمسك الملك بيد أحد الرجال وأصدر أمره بالا تتحرك الخيول حتى يقفز الكلب الى سطح الارض.

وقيل ان الملك هيرلا وأعوانه مايزالون يمتطون خيولهم ويهيمون على وجههم فى البرارى ينتظرون قفزة الكلب النادر الى سطح الارض.



التوقيع: [align=center]الراجِلُ في غمامةٍ هارِبةْ[/align]
بله محمد الفاضل غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 22-03-2011, 10:39 AM   #[13]
بله محمد الفاضل
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية بله محمد الفاضل
 
افتراضي

رقم 12 حكاية من هولندا
______________


سيدة استافورن



فى قديم الزمان ..

واذا اتخذت مطية بحرية من( زويلدر زى )واتجهت الى شمال اقليم (فرايسلند) ، سترسو بك المطية فى مدينة صغيرة كانت تسمى ستافورن. الآن هى اصغر من ان تكون محطة بحرية، أصبحت سندة صغيرة فى طريق البحر شمالا.ولن تصدق انها كانت من أكبر المدن فى اروربا.نعم كانت، منذ قرون بعيدة وأظنها كانت ستظل، لولا الاختيار الذى قانت به سيدة من سيداتها.

كان ميناء ستافورن الجميل يستقبل السفن لقرون طويلة، بلاد كثيرة زارت ميناء ستافورن. و كان معظم تجار المدينة أثرياء متباهين بثرائهم يزينون مزالج الابواب بالذهب الخالص.

بين هؤلاء التجار كانت هنالك ارملة جميلة، الاغنى والأكثر تباهيا بثروتها. تبتاع أغلى الاشياء حيث ما رست السفن حتى امتلأ بها قصرها. حتى سميت ب"سيدة استافورن".

لكن، كثيرا ما قلدها منافسوها وابتاعوا هذه الاشياء ايضا وملاوا بها قصورهم، وهى لاتحب ذلك، فكلما فعلوا تزداد رغبتها فى المفاضلة وتبحث عن الغريب النفيس الجديد.

"يجب ان اثبت لهم اننى الافضل، سأسكتهم للمرة الاخيرة، سأقتنى أغلى شىء فى العالم."

كانت تقول لنفسها.

وفى ذات مساء حضرت الارملة حفل عشاء، كعادتهم التجار، فى منزل أحد الاثرياء. حيث التقت بكابتن بحرى وسيم، كان قد أبحر الى استافورن لتوه. طلب منها الكابتن مراقصته طوال السهرة. وفى نهاية الحفل قبل ظاهر يدها قائلا: لقد خبرونى انك الاغنى فى ستافورن ولكن لم يجرؤ احدهم بأن يطلعنى على انك الاكثر سحرا وجمالا.

ومنذ تلك اللحظة ظلت الارملة والكابتن يشاهدان سويا فى كل مكان، ذراعها فى يده. وكثر الهمس:

سيتزوجها.

لا ستقذف به بعيدا.

لا بل ستتركه معلقا.

ولم يطول الوقت للهامسين، فقد ركع الكابتن أمامها وقال لها: سيدتى، هل سأتشرف بك وتصيرين زوجتى؟

اجابت الارملة الجميلة: بكل سرور يا كابتنى العزيز، ولكن على شرط واحد، أن تكون هدية عرسى هى أغلى شىء فى العالم.

أغلى شىء فى العالم؟ ماهو هذا الشىء؟ وأين أجده؟. ردد الكابتن.

قالت الارملة بدلال: لو كنت أعرف لاشتريته بنفسى، ولكنى أريدك أن تكتشفه وتحضره لى.

سافعل يا عزيزتى، وحتى أعود به، أرجو ان تضعى خاتم اللؤلؤ هذا فى بنانك الجميل، للذكرى.

مرت شهور ولم يعد الكابتن وبدأ الهامسون يضربون الاخماس فى الاسداس لمعرفة هذا الشىء الغالى:

فستان من الحرير؟

جوهرة بحجم البيضة؟

منحوتة نادرة؟

وكانت سيدة ستافورن سعيدة باثارة هذا اللغط، تتشوق لأن يحسدها الجميع على "شيئها" النفيس.
بعد زمن طويل، شوهدت سفينة الكابتن وهى تطل من عرض البحر. وانحدر سيل من الناس من المدينة صوب الميناء، ولبست سيدة ستاقورن أغلى ما عندها من ثياب وتقدمت الجموع. وعندما كانت المدينة ترسو على الميناء، لمحها الكابتن وصاح فى غبطة: لقد احضرت لك اغلى شىء فى العالم.

وصاحت السيدة وهى لا تكاد تصبر على الخبر: ماهو؟ لكن ماهو؟

رد عليها الكابتن بين انفاسه المتلاحقة: قمح، لقد أحضرت لك القمح يا حبيبتى.

تغير لون وجهها وهى تسمع الجموع تهمهم وتضحك فى همس: هل قلت "قمح يا عزيزى، هل قلت لى انه القمح؟
نعم يا سيدتى، وبدون خبزنا اليومى، مالذى يكون أغلى وأثمن؟

ها، وهذا القمح لى؟ أفعل به ما أريد؟
نعم يا حبيبتى انها هدية عرسك منى لك.
هله فى الميناء. أرمه أرمه فى البحر.
وهمهم الجميع،

سيدتى، ضعى حسابا لما تقولين، هذا قمح يكفى مدينة بحالها، اذا لم تكونى بحاجة له، فاحسبى حساب الجياع والمستضعفين فى هذه المدينة.وهتف الجمع مؤيدين لما قال.

صرخت المرأة بعصبية: أنا؟ فى حاجة؟ وخلعت خاتم اللؤلؤ من يدها واضافت:

هذا الاصبع سيعود الى اصبعى قبل ان اكون فى حاجة. وقذفت بالخاتم الى البحر على الفور.

وعندما أفرغ الرجال كل القمح على لسان الميناء استدارت السفينة الى حيث لا رجعة.

وفى الليلة التالية أقامت سيدة ستافورن وليمة كبيرة لأحد الاغنياء، ليشاهدها الناس متباهية وغير متأثرة بما حدث.

وبينما كانت تتناول عشائها، رأت سمكة مشوية كبيرة فى قبالتها، وأسهمت السكين فى منتصفها لتأخذ منها قطعة، قاذا بخاتم اللؤلؤ يقبع فى وسطها.انحبست الانفاس وتحول لون وجهها الى الشحوب.

بعد اسابيع قليلة، شاهد السماكون لسانا من الرمل يتمدد نحو ساحل الميناء. فقد نما القمح واجتمعت حوله ذرات الرمل، ولكن الرمل كان يبقى ويجرف الماء القمح حتى انسد الميناء. بعدها لم تعد السفن الكبيرة قادرة على العبور الى الميناء. تدمر الميناء ولم يعد مصدرا لثراء الاثرياء. وبمرور الوقت فقد التجار ثرواتهم وصاروا فقراء مدقعين. من بينهم كانت أرملة جميلة تدعى: سيدة استافورن.

ومازال الناس فى المدينة الصغيرة ستافورن يشاهدون لسانا من الرمل يمتد فى ميناء قديم صاروا يسمونه: سيدة الرمل، سيدة ألقت بأغلى شىء فى العالم عرض البحر وعرضته للتلف.

التفت الكابتن الى رجاله وقال لهم: اقذفوا بالقمح فى الميناء.



التوقيع: [align=center]الراجِلُ في غمامةٍ هارِبةْ[/align]
بله محمد الفاضل غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 22-03-2011, 10:40 AM   #[14]
بله محمد الفاضل
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية بله محمد الفاضل
 
افتراضي

حكاية 13

حكاية من البرازيل
___________


الشجرة الحالمة

من قبيلتى الكراجى والابيناييى من وسط وشمالى حوض نهر الامازون

روتها اليزابيث موريى






فى قديم الزمان ..

كان يعيش ولد يسمى "يوايكا"، ولانه كان نحيلا وهزيلا، كان اولاد القيبلة يعيرونه ويتندرون به. كان جده يحميه منهم، ولكن عندما يكون جده غائبا يذهب الى الغابة الممطرة وحيدا حتى يكون بعيدا منهم.

كانت الاشجار تبسط فروعها الخضراء فوق رأسه مورقة ويانعه، فروعها المثمرة تأتيه بروائح منعشة وطازجة كثيرا ما أحبها. أما غناء العصافير وأصوات الحيوانات فقد كانت تؤنسه.

وفى يوم من الايام وهو سائر فى الغابة، وبينما كان يتعشق تعريشة أوراق الشجر المتشابكة والنسانيس التى تتقافز تحتها والعصافير التى تشقشق، عثرت اقدامه على شىء. لما نظر وجد حيوانا يدعى "التابر" نائما ..وهو حمار برازيلى،



والقرد "سلوث" نائم.



والنمر جاقوار نائما



وثعبان ضخم كان نائما وكل الحيوانات كانت راقدة فى اقدام الشجرة وهى نائمة.

فتعجب الولد وقال: هذا غريب، هذا جد عريب.

واستدار من الحيوانات النائمة وجعل يتأمل فى غصون الشجرة، وفجأة تثاءب الولد وشعر بأ ساقيه اصبحتا كالمطاط لا تحملانه وتهايل جسده النحيل على الارض، ونام. وبدأ يحلم.

حلم بالحيوانات، وبالاشخاص الذين يعرفهم وبأشخاص لا يعرفهم، كلهم يجلسون قبالته ويتحدثون ويغنون. بعدها نهض رجل عجوز، وقف أمامه وقال له:

"انا سيناءا، ابن النمر"

كان الولد قد سمع عن سيناءا بن النمر لحكمته ودروسه العظيمة.

ظل سيناءا يخبر الولد عن حكايته والولد يستمع اليه باهتمام. علمه كيف انه سرق الناس من النسر، وكيف انه ابتدع شتلا للفاكهة والخضر، من رماد الثعابين، وكيف انه امتلك الليل بأكمله فى الازل.

وعندما استيقظ يواكا كانت الشمس قد أدركت المغيب، وحل بعدها اول الظلام. تلفت حوله، الحيوانات اختفت وكان وحده فى ذلك المكان ،فهرول الى منزله فى المساء الشاحب.

وفى الصباح الباكر وقبل ان يتناول طعام افطاره، عاد يواكا متطلعا الى الشجرة والحيوانات النائمة، وكما بالامس وجد كل الحيوانات تغط فى سبات عميق، وأصابه النعاس كما البارحة وراح يحلم بالاشخاص والحيوانات، وكما بالامس أتاه المعلم العظيم سيناءا بن النمر وصار يلقى عليه بالتعاليم والدروس، وكما بالامس استيقظ يواكا مع حلول الظلام وعندما عاد كان الطعام قد نفذ ولم يأكل أى شىء.

وتكررت هذه الاحداث لأيام طويلة، حتى صار جسده ناحلا أكثر من ذى قبل.

قال له المعلم سيناءا بن النمر: لقد صرت نحيلا ياولدى، لقد علمتك الكثير من الدروس، أريدك ان تذهب الى القرية وتعيش حياتك كما هى، لانك لو اعتدت على الحضور هنا فربما لن تود أن تعود الى القرية ابدا.

وافق يواكا.

وفى القرية كان الولد جائعا، قدم له الطعام جده سائلا: اين تذهب يا بنى؟ انت تترك القرية قبل الافطار ولا تعود اليها الا آخر الليل بعد أن ينفذ الأكل.
فأخبره الولد بكل شىء.

وفى الصباح ذهب مع جده الى الغابة، وأشار له من بعيد، الى الشجرة الحالمة، فماكان من الجد الا ان تثاءب ونام وحلم. نام نوما قصيرا وحلم. وعندما استيقظ قال للولد: لا يجب أن تخبر أى شخص عن هذه الشجرة والاحلام التى تشاهدها. هذه الاحلام فعالة وقوية تأتى من قلب الغابة الى قلب الانسان مباشرة. واذا حلم بها شخص ضعيف، فأنه قد يستخدمها لخدمة الشيطان، انت ولد قوى الروح، وقلبك عامر بالحب، آن الاوان لان يصبح جسدك قويا أيضا، ابعد عن هذه الشجرة، هل تعدنى؟

وعد الولد جده بأن يبتعد عن الشجرة الحالمة.

وفى طريق عودتهم للقرية سمع بأن الولد شيبوت مريضا بمرض قاتل.هو يعرف شيبوت جيدا، فقد كان شيبوت هو اشرس الاولاد فى معاملته ليواكا. لكن يواكا كان قد أعطى "موهبة العلاج" من سيناءا بن النمر. وعندما لمسه يواكا، استعاد الولد كامل صحته.

لم يصدق الناس ان الولد الهزيل يواكا يملك قوة خاصة بها يعالج الناس، ولكنهم توافدوا على كل حال اليه، ولم يكن يتوانى من علاجهم.

بعد حين، جاءه سناءا فى الحلم وقال له: لقد اجتزت الامتحان العسير، لم تعد للشجرة الحالمة،كما أمرتك، وأظهرت للناس عطفا ومحبة، والآن انت تستحق أن أعلمك اشياء جديدة.
وعاد سيناءا الى حلم الولد كل ليلة يعلمه اسرارا جديدة، وقوة وموهبة جديدة.

بنى له جده بيتا خاصا لينام ويحلم، وزرع حوله اعشابا متنوعة يستخدمها لعلاج الناس فى القرية، وصار كل الناس حتى اعداءه اصدقاء مقربين له. وصار قلبه عميقا ومليئا مثل نهر الامازون فى موسم المطر. وفى احلامه صار يرى اشياء جميلة، عقود ملونه من ريش الطيور وعظام الحيوانات والفراء، والمكسرات، واصداف البحر، . فصار يصنع مثلها فى الواقع، اهدى لشيبوت من هذه العقود التى صار يبتدعها. حتى دب الحسد الى قلوب بعض الناس فى القرية، وقرروا ان يقتلوه.

دبروا له مكيدة، وتواروا خلف الاغصان حول بيته وانتظروه حتى جاء موعد تناوله للطعام، وعندما كان يرفع اللقمة فى طريقها الى فمه، انهال احدهم على رأسه بقضيب من المعدن، وفى غمضة عين، قبل ان ينزل القضيب على رأسه، هب يواكا واقفا والتفت الى عدوه وقال له: لقد تعلمت فى احلامى أن أرى ما خلفى دون ان التفت. وقال لهم لكى اثبت لكم قوة هذه الاحلام، انتظروا لحظة. وفجأة اندثر المنزل، وأصبح فى الغيب. تلفت الاعداء ولم يكن هناك الاهم، يتلمظون غيظا ودهشة.

عاش الجد ويواكا وشيبوت فى مكان بعيد لمدة طويلة. حتى صادفهم بعض اهل القرية فى يوم ما. قترجوهم رجاءأ شديدا للعودة والعيش معهم.

وأقاموا لهم الولائم احتفالا بعودتهم. ولكن الضغينة ما زالت تعشعش فى قلوب اعداء يواكا، فتلصص أحدهم خلفه وأراد ان يقتله بفأس على رأسه، فتحول يواكا فى اللحظة المناسبة من مكانه، حتى شق الفأس صخرة كانت بقربه على الارض.

وسمع الناس صوت يواكا بعد أن توارى فى شق الصخرة مع جده وشيبوت: سوف لن أعود اليكم مرة أخرى فأنتم لا تستأهلون ما أفعله من أجلكم"

والى اليوم، مازلت اهالى (جورانا) يحكون الاقاصيص عن يواكا، و يعرفون أن يواكا، يواكا الذى يرى خلفه دون أن يلتفت، يحلم داخل تلك الصخرة ويتلقى التعالم من سيناءا بن النمر جاقوار. يحكون انه يحادث الناس ذوى القلوب المحبة للناس ويهديهم تعاليمه بواسطة الحلم. ونحن ايضا نستطيع ان نتلقى تعاليم الحكمة وقوة للعلاج منه، اذا كانت قلوبنا عامرة بالمحبة.



التوقيع: [align=center]الراجِلُ في غمامةٍ هارِبةْ[/align]
بله محمد الفاضل غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 22-03-2011, 10:42 AM   #[15]
بله محمد الفاضل
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية بله محمد الفاضل
 
افتراضي

رقم 14

حكاية من باكستان
___________


حكماء بنيار السبعه..

فى قديم الزمان..

خرج سبعه رجال من بنيار، تاركين خلفهم أحراش بلدهم وباحثين عن حظوظهم. وعندما جاء المساء جلسوا القرفصاء تحت شجرة ينشدون الراحة. فقال أحدهم: تعالوا نحسب انفسنا لنتأكد ان جميعنا هنا.

وبدأ العد: واحد، اثنان، ثلاثة، أربعة، خمسة، سته. ونسى ان يحسب نفسه قال فى قلق: اين سابعنا؟ نفتقد أحدنا.



لاتكن مغفلا: قال الثانى وبدأ الحساب وهكذا توقف على الرقم سته. وأعاد كل منهم الحساب ونسى أن يحسب نفسه. فزاد قلقهم وفزعوا من أعمال الشيطان. فرسموا خطة للبحث عن أالشخص الضائع.

وفى رحلة بحثهم قابلهم راعى غنم، قال لهم مالكم محبطين هكذا؟ هل حلت بكم معضلة؟

نعم. لقد ضاع أحدنا. لقد بدأنا رحلتنا ونحن سبعة، والآن هنالك ستة منا فقط؟ اين السابع؟ هل رأيت سابعنا؟

ولكن. انى اراكم سبعة، لابد أننى وجدته. وراح يعدهم واحد، اتنين ..حتى الرقم سبعة.

فشكروه قائلين: لقد وجدت أحدنا المفقود. هذا فضل عظيم منك، سنرد لك الجميل. نحن مصرين على ذلك. يمكنك ان تطلب منا رد الجميل. نحن تحت أمرك لمدة شهر.

وفرح الراعى فرحا عظيما وأخذ الحكماء السبعة الى داره.

كانت للراعى أم مسنة، وعاجزة عن الحركة. ولما جاء الصباح طلب من أحد الحكماء القيام بخدمة أمه. بينما أشار الى الثانى بأخذ اغنامه الى الرعى تحت التل حتى يقبل الليل. وطلب من الباقيين الانتظار حتى تنتهى مهام الرجلين الاولين.

وجد الرجل الاول وهو يقوم بخدمة الأم العاجزة، ان وقته كله كان عملا متواصلا. فالذباب المتكاثر حول وجهها يزعجها ولا تستطيع أن تهشه، وكان عليه ان يلاحق هذا الذباب ويطرده، طول الوقت. حتى نال منه الملل كثيرا. وأخيرا دبر خطة لقتل ذبابة اثر الاخرى. فتأمل واحدة كبيرة وهى تحط على رقبة العجوز، وحمل صخرة كبيرة فى يده وجاء بكل هدوء حتى صارت له عن كثب، وفى اللحظة المناسبة قذف بالصخرة على عنق المرأة، فصمتت الى الابد. وأصاب الراعى الهلع عندما رأى أمه وهى تلفظ أنفاسها الاخيرة وصاح بالحكيم: ماذا فعلت ايها الرجل الغبى ؟ الذبابة نجت وأما أمى فقد قتلتها.

فى هذا الوقت كان الرجل الحكيم الثانى يحرس الاغنام وعندما أحس بالجوع، جلس على الارض وأخرج طعامه وبدأ يأكل فى هدوء. جلست الاغنام كلها حوله فى دائرة قبالته. وبينما كانت الاغنام تجلس هناك كانت تحدق فى وجهه وتجتر طعامها وتلوكه. تبادر الى ذهنه ان الغنم كانت تلوك مثلما هو يلوك طعامه وانها كانت تقلده. فانتصب واقفا وقال لها: لأننى آتناول طعامى، تقلدننى وتضحكن على؟ طاش عقله وسل سيفه وصار يضرب حوله بعصبية. وسمع الراعى صيحة الرجل الحكيم وجاء الى المشهد، ليجد انه قد قتل البعض وهربت بقية الاغنام فى كل انحاء الوادى وفى أعلى الجبل.

ماذا تفعل ايها المغفل؟ ووجد نفسه يبكى وينتحب من شدة الحزن والغضب.

وصار ينعى حظه فى تلك الليلة ويندم على تسرعه واعتماده على هؤلاء الاغبياء.

وفى الصباح أتاه اثنان منهما وبكل أدب تقدما له: اليوم هو يومنا، ماذا تريدنا أن نفعل لنرد لك الجميل؟

لا، يا اصدقائى، لقد رد لى صديقاكما الجميل كاملا، الذى اريده الآن وبحق الآلهة ان تذهبوا كلكم فى حال سبيلكم وتتركونى فى حال سبيلى.

فرح الحكماء السبعة بهذا العتق وواصلوا رحلتهم.



التوقيع: [align=center]الراجِلُ في غمامةٍ هارِبةْ[/align]
بله محمد الفاضل غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

تعليقات الفيسبوك


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

التصميم

Mohammed Abuagla

الساعة الآن 06:04 AM.


زوار سودانيات من تاريخ 2011/7/11
free counters

Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 2
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.