الـــــسر الغميــــــــس !!! النور يوسف محمد

حكــاوى الغيـــاب الطويـــــل !!! طارق صديق كانديــك

من الســودان وما بين سودانيــات سودانييــن !!! elmhasi

آخر 5 مواضيع
إضغط علي شارك اصدقائك او شارك اصدقائك لمشاركة اصدقائك!

العودة   سودانيات .. تواصل ومحبة > منتـديات سودانيات > منتـــــــــدى الحـــــوار

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 19-09-2012, 10:16 AM   #[16]
عصام عيسى رجب
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

ناصر يا يوسف،

لما الزول يلقى قارئ جميل زيك، وزي الأحباب المداخلين، والإتفضلوا بقراية المقالة، ما عندو مفر مِن إنو يكتب ويكتب ويكتب .......

وأكتب إنتَ كمان ......



التوقيع: ندفعُ اليأسَ بالأُغنيات
ونُداري كآبتَنا
بالجميلِ من الكلِمات
ونُحِبُّ على قدرِ ما نستطيعُ الحياةْ


"نزيه أبو عفَش"
عصام عيسى رجب غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 19-09-2012, 10:18 AM   #[17]
عصام عيسى رجب
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

شكراً جميلاً الصديق محمد الحاج .....



التوقيع: ندفعُ اليأسَ بالأُغنيات
ونُداري كآبتَنا
بالجميلِ من الكلِمات
ونُحِبُّ على قدرِ ما نستطيعُ الحياةْ


"نزيه أبو عفَش"
عصام عيسى رجب غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 19-09-2012, 03:33 PM   #[18]
بله محمد الفاضل
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية بله محمد الفاضل
 
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عصام عيسى رجب مشاهدة المشاركة
تكرم عينك يا بلّة ...... ووينك .....؟!
سلامٌ ومحبة

موجود يا صاحبي
وقد من الله عليّ بكرمه الواسع
ورفع قدميّ عن الأرض
وعلى ما بي من شوق إلى تصفح الوجوه في الحافلات
ملاواة الغبار بين أنفاسي جذباً وطردا
...
إلا أني محتفياً بنعمة الله
وسنزوركم قريباً بإذن الله
قريباً جدًّا
يعلم الله أني في شوق عظيم لتناول الدسم من حديثك
...
...
...

تحياتي واحترامي



التوقيع: [align=center]الراجِلُ في غمامةٍ هارِبةْ[/align]
بله محمد الفاضل غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 20-09-2012, 09:13 AM   #[19]
عصام عيسى رجب
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

يا بَلَّة ويا أحبابي جميعا، هاكُمُ عالِم بِكلِّ جمالِ بورتسودانِهِ:


بور تسودان... حتى تنام




( إلى "ع" التي أعطت بور تسودان قطرة إيراق وحيدة وانتظرتها تتبلور )


ويهطل ليل
فتنفضّ عنها خطى السابلة
فتنزع أسمالها تتعرّى ، وتلبس ثوبا جديدا
ووجها جديدا ،وجنسية ، ثم تأخذ زينتها وحلاها
وتقعي بعيدا ، تضاجع ليلتها المقبلة
وقار السكينة يغدقها هالة من نقاء مريب وهالة
فهذي المدينة
لهل كل يوم لبوس ووجه ، وفي كل ليل
لها ألف زينة .
هاهي ذي تسفح الضوء ماجمّعته خلال النهار
خيوطا قبيل المغيب ، وتنسى أساها
وتلقي وشاحا من الظل أسود فوق المساكن
عند الديوم ، فتخنقها إذ تراها
تلملم أشعاثها ، فالمسارجُ شمْعَةْ
تغالب حشرجة في الرياح ، ودمعَةْ
تسيل، وتطفر أخرى، فتسكبها في حشاها .
وبورسودان تحمل في الصدر نارا ، جراحا
وتفرغها في الديوم مُدًى ، ونصالا ، وآها .
وبورسودان ثاكلة في الديوم ،مشردة في الشوارع ، عاهرة في المواني
وفي ديم " جابر " " كوريا " و " ديم المدينة "
يساومها الموت حتى النخاع، وبالسلّ ، بالعار ، بالخوف ...
تشرب قهوتها المرّة الطعم ، جائعة ، مستكينة

بورسودان طفلة .
بورسودان ناشزة غافلة .
بورسودان غانية مترفة .
بورسودان تفرد ساقيها ، فللبر ساق
وساق إلى البحر ، كسلى لعوب
وحين تجيء السفائن تمخر بينهما ثم ترسو
تقيئ حمولتها في الرصيف.
وتمضي لتأتي سفائن أخرى ، وأخرى ، وثالثة ،
وهي ما أتعبتها المضاجعة المستمرة ، ما أرهقتها ...
الصعود الهبوط الصعود
تنادي بنيها: لقد مات يوم تعالوا لنغتال آت .
فيأتون. عبر المسارب ، عبر الكوى المدلهمّة بالصمت والجوع
يأتون من كل فج عميق ، جراد ، قطيع ن جموع
" أوشيك " " أدروب " " أوهاج " "آدم "
يختنق الشارع المتدلي إلى البحر حتى " السقالة "
وتأتي إليها المواخر ، تخرج أثقالها ثم تملأ
" أوهاج " يحمل جوّال سكر .
وتعلو الروافع ، ترجع خاوية .. ويحمل " أوشيك " طردا على ظهره
ويئنّ . و " آدم " يسقط بين الرصيف وبين السفينة
وتصعد همهمة وصراخ ،ويعلو ضجيج
ويطفح "شوتاله " و" الصديري " على صفحة البحر
بعض الوجوم على وجه " أوشيك "
وجه تكلّس بالحزن حتى استحال يقينا .
رويدا رويدا يفرّون ، تأتي الروافع، يحمل " أوهاج " كيسا ،
ويصعد وهو يئنّ ، تعود الروافع خاوية، والبضائع ،
تلال تكوّمن أنواع شتّى ، وبعض تبعثرن ..
ما لفظته المخازن متخمة ، وهي ملأى أمام الجمارك .
و " أوشيك " ظمآن والبحر زيت ...
وأعينه الغائرات تسافر نحو الصوامع شامخة ..
مثل نصل يمزق وجه السماء البريء ، فصومعة
للجياع هي الصومعات.
و تأتي المواخر تسكب قمحا
وتشفطها الماكنات الضخام
وتملأ أمعاءها الأسطوانية الشكل ،
صومعة للجياع تحاصرها الأعين الجائعات .
" أوهاج " يأكله الجوع ،يسقط وسط الزحام ،
تمرّ به الفارهات ، فتدهسه أو تكاد
ويسقط من جيبه بعض حبّات عجوة ،
وبنّ ،وبعض النقود ، وعلبة تبغ ، وأشياء أخرى .


وشمس العشية ترمي شباكا مذهّبة الخيط ،
تنأى بعيدا عن البحر،
تهرب خلف الجبال،
تنام .
ومقهى " جروبي " يعجّ بروّاده الألف ، يعلو صراخٌ
وينده نادلْ.
وتمتلئ الحافلات بركّابها و" تغلّق " تزحف نحو الديوم.

بورسودان تخرج من جلدها تتمطّى ، وتأخذها بهجة من بعيد
تداري عيونا بطرحتها ، وهي ترفل في ثوب عرس شفيف .
ويمتلئ السوق بالنّازحين النمال ، فيمتزجون ...
تحيط بهم ضجّةٌ غلّفتْ كُلَّ سوق.

على الأفق ترعى السحائب أسراب، تمضي سراعا ...
وتكسو المدينة ثوبا من " الموسلين "
تراها، وقد خرجت تستحمّ على ساحل البحر
والجوّ مثل الوشاح الحرير،
يحيط بها،
فالربيع هنا جاء يحمله البحر عند المواسم.
هاهم أولاء الهنودُ، الحضارمةُ الساكنون بها، والشوامْ،
فهم مترفوها، وهم واهبوها طلاء جميلا، ونكهةْ،
وتلك محارمهم في الشوارع نشوى ..
وضحكاتها العابثات ترنّ،
يجاوبها في البعيد الصدى .
ويبتلع الصمت ديم " السلالاب" " جابر" " كوريا" و " ديم المدينة "
وتمتزج النسوة السائرات، زكائبَ، حمراءَ، زرقاءَ،
صفراء، خضراء، تمضي،
تواصل رحلتها في السكينة .
ومن بينها تنْبُضُ الأعينُ الزئبقيةُ ومضاً خلال الخمار،
وتنأى،
تذوب معالمُها في حواري المدينة .

موّال حزين
يجيءُ الليلُ عبر مدينتي بجحافل الْحُمّى فيخنقها،
ويكاد يخفيها.
تقاومها منارتُها، وأضواءٌ صمَدْنَ هناك،
ومضاتٌ محشرجَةٌ،
كأنَّ الحزنَ يطفيها.
ولولا أنّها تعِبَتْ، ولولا أنها نزفَتْ،
ولولا أنها حجزَتْ بكفّيْها،
ظلالاً كان ينسجها الدجى، ويُخِيطُ أكْفاناً
يلفّ مدينتي فيها،
لما هَبَطَتْ بِحُمّاها، ولا عادت ببسمتها،
لكان البؤس يكفيها!
وقد قالوا، وأعْجَبُ من مقالتهم بأن الحزن يشفيها،
تنام مدينتي والليل،
حتى الليلُ يَدْفِنُ عُرْيَهُ فيها!!

بورتسودان أول نوفمبر 1972



التوقيع: ندفعُ اليأسَ بالأُغنيات
ونُداري كآبتَنا
بالجميلِ من الكلِمات
ونُحِبُّ على قدرِ ما نستطيعُ الحياةْ


"نزيه أبو عفَش"
عصام عيسى رجب غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 20-09-2012, 09:26 AM   #[20]
بله محمد الفاضل
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية بله محمد الفاضل
 
افتراضي

سلامٌ ومحبة


ما ترك صاحبي شيئا
ما ترك شيئا
لم أزل اقرأ عالِماً
فلا اتعتع
هكذا دفعة واحدة
كأنما ما قرأته لا يعدو إلا أن يكون جملة واحدة فحسب

تنام مدينتي والليل،
حتى الليلُ يَدْفِنُ عُرْيَهُ فيها!!



لصلاح أحمد إبراهيم فيها شعراً أيضاً لها أو يحوم حولها
وأوشيكها أدروبها
سأفتش عنه وأتي به إلى هذا المكان الضاج بالجمال
ولي أيضاً كتابة لكنها في مدينتي الريفية (المحيريبا) بعنوان (مدينتي: الأسى والعزلة والحيل) سأتي بها أيضاً

لنحتفي بالمدن يا صاحبي
لنحتفي بها
بأسرارها
بجمالها البض
بروحها الفاتنة
.
.
.

شكراً لدس انتفاضات لا تنوء بروحي
لتشرق من بعد نعسٍ


تحياتي واحترامي



التوقيع: [align=center]الراجِلُ في غمامةٍ هارِبةْ[/align]
بله محمد الفاضل غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 20-09-2012, 10:57 AM   #[21]
بله محمد الفاضل
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية بله محمد الفاضل
 
افتراضي

دبايوا
صلاح أحمد إبراهيم


دبايوا ...
(أوشيك) من قبيلة (الهدندوا)
(اوشيك) دون أن يكل يرصد الأفاق
من دغش الصبح الى انحباس الضوء في المساء
مفتشاً عن غيمة فيها سلام الماء
يرفع ساقاً ويحط ساق
كوقفة الكركى في المياه
مرتكز الظهر على عصاه
أهلكت المجاعه الشياه
ولم يَعُد (اوشيك) غير هذه النعال
صداره والثوب والسروال
والسيف والشوتال
وشعره المغوف الوديك والخُلال
وعُلبة التنباك
يراقب الزقوم والصبار والأراك
السلُّ في ضلوعه يفحُّ أفعوان
عيناه جمرتان
(في وحدة الرُّهبان) إلا أنه ...
يُحب شرب البُن يمقت (الشفته) و(الحمران)
دبايوا
يفتل ُ من ساعاته الطّوالْ
حبال صمتٍ تافه ... جبال
ويرقب السماء
لو أنها تعصر في لسان أرضه قطرة ماء
لو أنها تبلل الرجاء
أهلكتْ المجاعةُ الشياه
لو يرحم الإله
وزوجتُه ذات الزمام الضخم والملاءة الحمراء
قضى عليها الداء
فزفرت أحشاءها دماء
وفوق صدرها (أوهاج) مثل هرة صغيرة عمياء
يمد في غرغرة الذماء
يدين كالمحارتين للأثداء
*** ** *
(أوهاج) لم يعد منذ مضى هناك
هناك في المدينة الباهرة الأضواء
تلك التي تعُجُّ بالشرطة والمقاهي
بالودك الجيد والظلال
(كيف ترى الجنه يا إلهى)
أوهاج قبل أن يُحقق الآمالْ
ويملأ التّكّة من سرواله بالمال
هوت على دماغه رافعةُ الميناء
فأنخبطت جُثتهُ في الأرض تحت أرجل العُمال
وامتزج اليافوخ بالدماء بالودك وبالقمل وبالخُلال
دِماؤُه تجمدت على حديد (البال)
زمات لم يستلم الريال
واستأنفت أعمالها رافعة الميناء- ما الحمال؟
دبايوا‍‍ دبايوا
*** ** *
أبنته (شريفة)
مذ هربت بعارها من كنف الشريفة
وأخرست جفجفة القطار صوت السيد الصغير والخليفة
جاءت إلى المدينة القاسية المخيفة
تقدم التفاح للرجال
لكل من جاء من الرجال
رائعة ...رائعة- يقول لى صديق
يا خصرها ، يا عودها الفارع، يا لثعتها الظريفة
يا نهدها استقل، كاد أن يُطل من ثيابها الرّهيفة
وهى تضوع بالشذا، تموع كالقطيفة
تموءُ بالحروف مثل قطة أليفة
(يا سمسم القدارف)
تقدم البيرة واللفائف
والطشت والإبريق
ترفع او تُخفض المذياع
حتى اذا انهكها الامتاع
وأطفات مصباحها بعد انتصاف الليل
مر على خيالها (أوشيك)
وشعره الوديك
كأنه شُجيرة الزقوم
وصوتُ (أونور) اخضرار مضرب الخيام بعد السيل
وهو يمد صوته الجميل:
(أكودناى..أكّودناي...بادميما)
مرت على خيالها (ساكنة الضريح)
فطمسته نقرة لهفانة ببابها الصفيح
وصرخة جنسية تطلقها(ميزانُ) تحت صورة العذراء والمسيح
*** ** *
دبايوا ...
هُناك في الخرطومْ
هُناك في البعيد من قذارة (الديوم)
هناك في البعيد من تلال بحرنا الأحمر من (سنكات)
ومن (عقيق)، ومن جبال (كسلا) و (اربعات)
ومن مصايد الغُيُومْ
(أوشيك) ليس إلا صورة طريفة تُباع في دكان
وتحت (أوشيك) تلوح كلمتان:
Fuzzy-Wuzzy
هدندوا
دبايوا دبايوا



التوقيع: [align=center]الراجِلُ في غمامةٍ هارِبةْ[/align]
بله محمد الفاضل غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 20-09-2012, 11:19 AM   #[22]
بله محمد الفاضل
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية بله محمد الفاضل
 
افتراضي

مدينتي، الأسى و العُّزلةُ و الحِّيلُ


حشدُّ الأسى

فاتِحةُ الحشدِّ

لا يستريحْ...
قد كَلّ هذا الذِهنُ،
من أنفاسِ نفسٍ تحتسيهِ...
وتمدُّ في حدِّ الظلامِ دخانهِ،
وأظنها لما تنتشي/
قسراً...
تلمّ شذاهُ،
وتدفعُهُ إلى قصبِ الأسى...
وتذَرُ في ريقِ المدى:
تميمةَ نارِهِ...
يا نفسُ اِتحدي وقلبَ الطِّفلِ،
في عقلٍ تشتتَ أنوارُهُ،
واقتادهُ:
سِرٌّ من الأسوارِ،
ركّبَ مخرجَهُ...
واستباحَ ليلَهُ ونهارهُ.



نحيب


أراكَ يا جِدارُ،
تمشي بداخِلِكَ الأسرارُ،
والهمساتُ العابِرةْ.
وحين يجِنُّ ليلُكَ الكئيبُ
-لعفونةِ المدارِ-
ترتاحُ من بعضِ السّيرِ الغابِرةْ.
ومثلك...
يصطادُني الصّحو بالوساوِسِ،
تخدشُني العَبراتُ الحائرةْ.



الاحتشاد

سِرنا بقلبِ البحرِ،
كي يفضي بِنا بالصّدرِ،
فصَادنا:
ريحُ القهرِ...
وأوردنا عاثِرَ الحظِّ الميلُ...
مُدنٌ تلفعتْ بالجدلِ،
اصطفتْها الضغائنُ،
غطى بطنها الليلُ...



النبع

في بلدتي...
تستلقي الألوانُ على الثرى،
ويستريحُ الهديلُ
-كُلُّ ليلةٍ-
بطرفِها الكحيلْ.
وببلدتي...
ينعسُ السِّحابُ،
ويستعيدُّ وعيَّهُ:
العليلْ.
وببلدتي...
تجولُ أُمي حافيةَ الوجلِ،
يبلُّ جسمَها الأملُ،
وينطُّ لهيبتِها:
القتيلْ.
ولبلدتي...
أُقسِّمُ أشواقي،
تطُوفُ...
وتبيتُ
-إذ يهدها التعبُ...-
بحِجرِ أُمي الظليلْ.
وببلدتي...
بلَّ روحي الولهُ،
فاستفاقتْ من سُباتِها الطويلْ.
وببلدتي...
أرقتني المسافاتُ،
كلما بلغتُ قصيّاً في الجمالِ...
قِستُ مدىً
-لا أعلمُ مداهْ،
بيني،
ومن يمنحُ الشيءَ الضئيلْ.
وفي بلدتي...
تهدأُ روحي/
إذ تمسّها السكينةُ الضاجةُ،
فتتنسمُ الحُبورَ،
يلفُّها العديلْ.



بلوغ

لكنما تقاطُعُ الطُرقِ،
أنهكّ خاطِري،
وشقّ في ظلامِ الأسى دربي،
فتآزر النحيبُ واليأسُ،
والعُمرُ العجولْ.
وبينما بأحلامِ الصحوِ أُشيِّدُ المنالَ،
من صلصالِ الخيالِ...
تختبئُ المفاتيحُ،
يتلقفُني حشدُ الأسى الملولْ.
30/9/2007م




مدينتي تتدفأُ بالعُزلةِ

لأنها كبناتِها...
تحترقُ بالرّغبةِ،
ولا تمنحْ من يهواها:
قُبلةَ المحبةْ.
وكمثلِ سائرِ النساءِ
-في بِلادي-
تُسافِرُ ليلاً،
في موكبِ الشهوةِ المهيبِ،
إلى أطرافِ البيتِ،
كمثلهن...
تتلفحُ بالخصبِ والنضارِ/
بالصندلِ والدخانِ،
لكنها...
تفتحُ فخذيها بأولِ النّهارِ،
فيغزوها الهمجُ والتتارُ،
ممن يحلمون،
بكسرِ أطواقِها الرّهيبةْ.
ولأنها ترضعُهم ما يشتهون،
من خيراتِها الكثارِ...
فيتحلقون بمطعمٍ أو مقهىً،
يثرثرون ويعلِكون،
وحبذا لو استمالوا أحدَ الأخيارِ،
لدسِّ ما يحملون من أفكارٍ كسيحةْ.
لكنهم...
-وكدأبهم-
مثلما أتوا،
يخرجون...
إلا ببطونٍ معبأةٍ،
بالعدسِ و (الجقاجِقِ) والفولِ والطعميةْ.
والسُّوقُ في مدينتي،
يُعقدُ في الأسبوعِ مرَّتان،
فيؤمهُ:
الدلالون والكذابون والعاشقون والمتسكعون والأراملُ والدجاجُ والحمامُ والكلابُ السائبةْ.
يفترشون أرضَهُ المُباحةَ،
ويلعلعون مِلءَ الاستقطابِ...
بينما عيوننا بحذرٍ ودهشةٍ وضحكاتٍ مُتفجِرةٍ،
تطلّّ من بعيدٍ،
لمناظِرِهم البائسةْ.
وكأننا كُنا في سِعةٍ،
والعوزُ يلكزُنا...
وخلفنا أمهاتٌ ينتظرِنَ:
السِلعَ البائرةْ.



حِيلٌ بيضاءٌ لعتقِ طائرٍ في عُنقِ الوردِ
+++إلى عصافيرِ الإشاراتِ: روح الطائر و جناحيه+++

رونقُ البدءِ/الوجد
(يقول الطائرُ: يا جهلي، أجهلُ أين ستفضي بي؟)

لا ينخفضُ سماهُ،
يخشى أن يتبعثرَ عذبُ الوجدِ:
بشُرفِ الشهدْ.
يمضي مكسّوراً
–في هدأتِهِ-
يتشظى من وطأةِ شجنٍ مُحتدمٍ،
ينتفِضُ لأقصى المدّْ.
لا ينسى أن يُفلتَ بفضاءِ البهجةِ،
زقزقةً،
يُغلقَّ عينيهُ...
ويخطَّ قياماً عبر السِحرِ المُنسدلِ الممتدّْ.
يموتُ مِراراً،
كي يجترَّ رحيقَ الإيقاعِ المفتولِ...
ويمطرَ جمرَ الروحِ:
بشجوِ الشجنِ المحتدْ.



رقصةُ الطائر
يرقُصُ...
ما مِن شُرخٍ في خُطواتِ الطّيرِ،
جِناحا حِجلٍ حملا عُرسَ البهجةِ،
واستاكّ الصّمتُ...
- برقتْ أوقاتُ الضوءِ،انهزمتْ حِيّلُ الليلْ-
....يُغرِّبهُ...
في شهدِ الشفقِ،
الوترُ،
يُهطِّلَ عينَ السعدِ...
ويشدو:
شدّ سديمُ البدءِ عُواءَ الطَّرقِ،
وأغفى السأمُ بكفِّ الويلْ....
يشربُ:
ما مِن حَيلٍ/
حَلٍّ،
يخضلُّ حدّ الوجلِ،
يحاصرُهُ:
موجُ النّزقِ،
وشقشقةُ الميلْ.



نقشُ الخميلة

من جرداءٍ تتسامى للسفحِ،
هطلتْ...
وتمشتْ كأريجٍ في روحِ القلقِ.
ما مِن خفقٍ يمنحُ ريقَ المُختلِ:
زِحاماً...
يتكدسُّ خبراً في شبْقِ الورقِ.
يا من ضختْ أقصى الرّيشِ ربيعاً،
ما أشقاه...
هذا الخفقُ خميلةْ،
لكن الرُّوحَ سديمُ النّزقِ.


عتبةُ الشقشقة

في إشارةٍ إلى ثلاثةِ عصافِيرٍ تُنقِّرُ أوردةَ الطائرِ،
فينتشي قاعُ الدّمِ...
تنثُرُ وردةُ الحُبِ عِطرَها،
فيتشّققُ من الظمأِ
-على ريقٍ مُبتلٍّ-
سقفُ الفمِ.
لكأنهم أطيافُ عِشقٍ وشذى،
أو كواكبٌ تُرتّبُ خيالَ جامِحٍ،
ريشتُهُ السِحرُ،
ألوانُهُ المدى،
ورعشتُهُ ابتكارُ الحُلمِ...
لكأنهم...
"لأنهم قُبالتهُ،
وقِبلةُ احتمالِهِ"
يفِضّون حناياه،
يضمدّون غابَ الألمِ.


قيامةُ الرُّوحِ

المارِقُ من نزواتِ الموتِ،
يزرعُ أرضَ البؤسِ شُهبا/
.... فما أشقى عينُ اللَّيلْ....
ما غطى الطائرُ حُرقتَهُ...
أو دسّ بحِممِ الرُّوحِ،
وجسدِ التوقِ،
بقايا حَيلْ.
إذ ذاك الويلُ...
جادْ نسيمُ الشوقِ،
بالثملِ...
وانساقْ كمطرٍ في أرضٍ،
يسدُّ الرّمقَ،
ويوفي الكيلْ.
وإذ ذاك الويلُ...
ما أنبلّ هذا الرحِمُ،
غطى بالحبقِ بابَ القلقِ،
وشرعَ يردُّ الرُّوحَ،
بضحكاتٍ بيضاءٍ تنسابُ كما السيلْ.
وإذ ذاك الويلُ...
هرعْ الطائرُ في الطُرقاتِ/
يرهفَّ،
علّ المطرُ يصبُّ يقيناً:
أغنيةَ الميلْ.


رُقيّةٌ للقتيلِ

لأن الرُّقيّةَ من ريقٍ مشقوقٍ،
تشقُّ دُروباً مُتقنةً في جسدِ الطائرْ...
والشمسُ كإعصارٍ أعمى،
تتشحطُّ في النظرِ الحائرْ...
شدّ الوقتُ سِتارَ الحُلكةِ،
والطائرُ،
في وكنِ الشوقِ/
شحيحاً،
يحثَّ رياحَ الوجدِ:
قطفْ القلبَ الثائرْ...


عتق

" الدمُ يتشتتُ كماءِ الخريفِ في كمدٍ،
بينما صفقُ الرُّوحِ
–يابِساً-
يُصفّقُ...
يسقطُ حذا الدمعِ،
ويغيبُ في البدّدْ...
تقولُ:
ما مِن أحدْ...
أنتَ الذي استملتَ سلةَ الجسدِ،
واشتبكتَ...
فلا يدركنّ مُسرِفٌ،
بأيِّ جنبٍ تلَجُّ ريحُ الأبدْ.
وما مِن أحدٍ،
ما مِن أحدْ!!
قُرابةُ تحليقٍ،
والتفاتةٍ،
شاكستْ قوائمُ الطائرِ الهواءِ،
وأمسكتْ نبوءةَ العرافةِ،
وبللتها في المسدّْ....
وما مِن أحدٍ،
ما مِن أحدْ.
قطفْ الطائرُ حيرتَهُ،
فمن مِن هُناك يرتقُّ الوجلَ،
ويسرِبُ للطائرِ وشاياتٍ:
أسمكَ وحورَ عينٍ في صدرِ الحنانِ...
يتزلزلُ تحتهُ المكانُ،
ويسقطَ من الفرحِ المجنونِ
فمن.......
وما مِن أحدْ.".


شهقةُ الخُروجِ

" الطائرُ من شقشقةٍ يكبِّتُها...
ما ارتطمَ بشقِّ الشمسِ قُشورٌ رصدتْها:
حِيلُ الشوقِ "
8/9/2007م



التوقيع: [align=center]الراجِلُ في غمامةٍ هارِبةْ[/align]
بله محمد الفاضل غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 20-09-2012, 11:43 AM   #[23]
ناصر يوسف
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية ناصر يوسف
 
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عصام عيسى رجب مشاهدة المشاركة
ناصر يا يوسف،

لما الزول يلقى قارئ جميل زيك، وزي الأحباب المداخلين، والإتفضلوا بقراية المقالة، ما عندو مفر مِن إنو يكتب ويكتب ويكتب .......

وأكتب إنتَ كمان ......
عصام عيسي رجب يا أيها الذي ،،، وما بعدُ الذي ،، حُزفت بضرورتها حتي لا أقسمُ ظهرك

لي بعضُ الكتابة التي ظلتت تعتملُ عندي ،،،
بيد أني جبان جدا حتي أقوم بإرفاقها منثورةً هُنا

وقد أفعلها يوماً ما ،،،

دعوني أقرأكم ،،، فللقراءةِ ومن بعد إمتاعها للقارئ ،،، فهي زخيرةُ معرفةٍ باتعة



التوقيع:
ما بال أمتنا العبوس
قد ضل راعيها الجَلَوس .. الجُلوس
زي الأم ما ظلت تعوس
يدها تفتش عن ملاليم الفلوس
والمال يمشيها الهويني
بين جلباب المجوس من التيوس النجوس
ناصر يوسف غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

تعليقات الفيسبوك


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

التصميم

Mohammed Abuagla

الساعة الآن 07:35 AM.


زوار سودانيات من تاريخ 2011/7/11
free counters

Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 2
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.